منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 06 - 2022, 12:53 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,190

الجسد، ونظرة المسيحية إليه، هل هو شر أم خير؟


البابا شنودة الثالث




الجسد ونظرة المسيحية إليه


بمناسبة الصوم الذي نتدرب فيه على قهر الجسد، نود أن نتحدث عن هذا الجسد، ونظرة المسيحية إليه، هل هو شر أم خير؟
  • الجسد ليس خطية
  • الجسد الخاطئ
  • أعضاء خاطئة
  • إخضاع الجسد
  • كيف نمجد الله بأجسادنا
  • أجساد القديسين



الجسد ليس خطية



ليس الجسد شرًا في ذاته، لأسباب عديدة.
1- لو كان الجسد شرًا، ما كان الله قد خلقه. ونلاحظ أنه بعد أن خلق الله الإنسان -وله هذا الجسد- "نظر الله إلى كل ما عمله، فإذا هو حسن جدًا" (تك 31:1).
2- لو كان الجسد شرًا في ذاته، ما كان السيد المسيح قد تجسد، ولبس جسدًا مثلنا. وقيل عنه" والكلمة صار جسدًا" (يو 14:1).

3- لو كان الجسد شرًا، ما كان الكتاب يقول "ألستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم" (اكو19:6). وما كان يقول أيضًا "ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح" (1كو15:6).
4- لو كان الجسد شرًا، ما كان الله يقيم هذا الجسد!! ويكفى أن الإنسان قد احتمله على الأرض، ولا داعي أن يحتمله أيضًا في الأبدية!!
5- لو كان الجسد شرًا، ما كان الله يمجد هذا الجسد في القيامة، فيقوم جسدًا روحيًا وجسدًا سماويًا (1كو44:15،49).. "يقام في قوة، وفى مجد، ويلبس عدم موت" (1كو43:15،53). بل يكون ممجدًا في به جسد تواضعنا، ليكون على صورة جسد مجده" (فى21:3).
6- لو كان الجسد شرًا ما كنا نكرم أجسام القديسين وعظامهم، ونعتبرها ذخائر في الكنيسة وبركة، وتجرى منها عجائب.
7- ولو كان الجسد شرًا، ما كان الكتاب يقول "قدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة.." (رو1:12)، بل ما كان يقول "مجدوا الله في أجسادكم وفى أرواحكم التي هي الله" (1كو20:6).
وعلى الرغم من كل هذا يتحدث الكتاب كثيرًا ضد الجسد (رو8)، و"أعمال الجسد" (غل19:5)، والاهتمام بالجسد، والسلوك حسب الجسد (رو1:8 -9)..
فعن أي جسد يتكلم؟ إنه لا يتكلم عن الجسد في ذاته، أو الجسد بصفة عامة، إنما عن الجسد الخاطئ.


الجسد الخاطئ




إنه الجسد الذي يقاوم الروح..
هذا الذي قال عنه الرسول "الجسد يشتهى ضد الروح، والروح ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر، حتى تفعلون ما لا تريدون" (غل17:5).
هذا الجسد الخاطئ، ذكر الرسول في نفس الرسالة أمثلة عديدة من أعماله الخاطئة (غل19:5-21).
والجسد الخاطئ هو الجسد الشهواني.
وشهواته مادية ونجسة. ولذلك يقول الرسول "اسلكوا بالروح، فلا تكملوا شهوة الجسد" (غل16:5). وشهوة الجسد قد تكون "الزنى والنجاسة والدعارة" (غل19:5). وقد تكون شهوة البطنة التي هي في الطعام والشراب والسكر. أو قد تكون في شهوة أمور حسية تتحول إلى عادة مسيطرة أو إلى إدمان، مثل التدخين والمخدرات..
والجسد الخاطئ هو الذي يهتم بالمادة، وقد تستعبده.

وعن هذا الاهتمام قال الرسول "اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ للهِ"، "لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ، وَلكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ" (رو7:8-6). وعن هذا الاهتمام قال الرب "لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون، ولا لأجسادكم بما تلبسون" (مت25:6). كما قال أيضًا "لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض.. بل اكنزوا لكم كنوزًا في السماء" (مت19:6).
والجسد الخاطئ هو الذي يقود الروح والنفس إلى الخطأ.
فحينما تخطئ حواسه، تشترك معها نفسه وروحه، فيتدنس الإنسان كله روحًا وجسدًا. كما قال الرب "من نظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه" (مت28:5). فهناك اشتراك بين الجسد في نظره، وبين النفس في شهواتها، والروح التي يمثلها القلب..
انظروا إلى سليمان كيف أخطأ حينما استسلم إلى شهوات الجسد.
وقال"بنيت لنفسي بيوتًا، غرست لنفسي كرومًا، عملت لنفسي جنات وفراديس.. جمعت لنفسي أيضًا مغنين ومغنيات، وتنعمات بني البشر سيدة وسيدات.. ومهما اشتهته عيناي لم أمسكه عنهما" (جا4:2-10). وهكذا عاش حياة جسدانية.. وسقط عن طريق النساء (1مل11)،بل يقول عنه الكتاب إن "نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى. ولم يكن قلبه كاملًا مع الرب" (1مل4:11).
وهكذا استطاع جسده أن يهوى بروحه إلى عمق الخطية.
ولم يمجد الله في روحه، ولا في جسده. بل سقط كله!
حقًا ما أعمق العبارة التي قالها القديس بولس الرسول:
" ويحي أنا الإنسان الشقي. من ينقذني من جسد هذا الموت؟!" (رو24:7).


أعضاء خاطئة




قد لا يخطئ الجسد كله، ولكن يخطئ عضو واحد منه، فيدنس الجسد كله، ويدنس الروح معه أيضًا.
خذوا اللسان كمثال، وهو عضو صغير.
ولكن كما يقول القديس يعقوب الرسول "هكذا اللسان أيضًا، وهو عضو صغير ويفتخر متعظمًا. هوذا نار قليلة، أي وقود تحرق. فاللسان نار، عالم الإثم.. الذي يدنس الجسم كله. ويضرم دائرة الكون ويضرم من جهنم" (يع5:3،6).
انظروا كم هو عدد الخطايا، التي يقع فيها الإنسان نتيجة لسقطات اللسان، كما يقول الكتاب "بكلامك تتبرر، وبكلامك تدان" (مت37:12).

بل باللسان يتنجس الإنسان، كما يقول الرب ".. بل ما يخرج من الفم، هذا ينجس الإنسان" (مت11:15).
وكما نذكر دنس اللسان، نذكر دنس العين أيضًا.
فأن كانت محبة العالم هي عداوة لله كما قال القديس يعقوب الرسول (يع4:4).. فهوذا القديس يوحنا الرسول يقول "إن أحب أحد العالم، فليس فيه محبة الأب، لأن كل ما في العالم شهوة الجسد، وشهوة العين، وتعظم المعيشة" (يو15:2،16).
شهوة العين التي وقعت فيها أمنا حواء، لما نظرت إلى الشجرة فإذا هي"بهجة للعيون، وشهية للنظر" (تك6:3).
وما أكثر الخطايا التي تقع فيها العين.
حينما نظر الإنسان نظرة شهوة،أو نظرة غضب أو حقد، أو نظرة حسد أو انتقام، أو نظرة كبرياء أو استهزاء بالغير، أو ينظر نظرة ماكرة، أو نظرة قاسية.. وتتعدد الخطايا، وتظهر صورتها واضحة في العين.
وما أكثر الأعضاء الأخرى التي تخطئ..
اليد التي تسرع إلى الضرب، أو إلى القتل، أو إلى السرقة، أو إلى خطايا أخرى عديدة.
والقدم التي تسرع إلى أماكن الخطية.
أو ملامح الوجه، التي تظهر عليها الكبرياء، أو الغضب، أو القسوة..
لهذا كله ولغيره، تحدث الكتاب عن إخضاع الجسد.



إخضاع الجسد





لعل من أهم الآيات وأخطرها في إخضاع الجسد، هو قول القديس بولس الرسول "بل اقمع جسدي وأستعبده. حتى بعد ما كرزت لآخرين، لا أصير أنا نفسي مرفوضًا" (اكو27:9).. إنها عبارة مرعبة يقولها هذا الذي صعد إلى السماء الثالثة (1كو2:12). والذي تعب أكثر من جميع الرسل (1كو 10:15).. لكي يرينا بهذا خطورة الجسد، وأهمية إخضاعه، وقمعه واستعباده..
ومن الأقوال البارزة أيضًا في إخضاع الجسد، هي قول الرسول "ولكن الذين هم المسيح، قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" (غل24:5). أي أن كل شهوة للجسد ضد السلوك بالروح، يدقون فيها مسمارًا ويصلبونها فلا تتحرك فيهم فيما بعد.
ومن الوسائل الهامة لإخضاع الجسد، فضيلة الصوم.
سواء من جهة إخضاع الجسد بالامتناع عن الطعام، وبتحمل الجوع، أو بالامتناع عما تشتهيه من الأطعمة،كما قال دانيال النبي في صومه" لم آكل طعامًا شهيًا، ولم يدخل فمي لحم ولا خمر" (دا3:10). وإن لم تستطع الامتناع الكامل. فلتقلل.
وكما تمنع جسدك من الأكل، تمنعه عن الشهوات الأخرى.
ومن وسائل إخضاع الجسد، ضبط الحواس، واللسان.
ضبط النظر، والشم، واللمس.. وكما قال الرب في العظة على الجبل "إن كانت عينك اليمنى تعثرك، فاقلعها والقها عنك.. وإن كان يدك اليمنى تعثرك، فاقطعها والقها عنك" (مت29:5،30).. على الأقل تقطع شهواتها..
من وسائل ضبط الجسد أيضًا السهر.
ونقصد به السهر في الصلاة والعبادة. كما قال الرب "اسهروا وصلوا، لئلا تدخلوا في تجربة" (مت41:26)، وكما قال أحد الآباء "اغصب نفسك في صلاة الليل، وزدها مزامير"..
ومن وسائل ضبط الجسد: الزهد والنسك.
على الأقل البعد عن الترفيهات والكماليات، وعن المبالغة في الزينة العالمية، فقد ركز الرسول على "زينة الروح الوديع الهادئ، الذي هو قدام الله كثير الثمن" (1بط4:3). المهم هو أن تتزين الروح بالفضائل. كما يقول عنها النشيد" معطرة بالمر واللبان وكل أذرة التاجر" (نش6:3).
وليعرف الإنسان أن الجسد ليس للمتعة والترفيه.
بل هو لتمجيد الله، كما قال الرسول "مجدوا الله في أجسادكم وفى أرواحكم التي هي لله" (1كو20:6).



كيف نمجد الله بأجسادنا




أولًا: باشتراك الجسد مع الروح في عملها.
الروح مثلًا تصلى، والجسد يشترك معها في الوقفة الخاشعة، وفى رفع اليدين، وحفظ الحواس، وفى الركوع والسجود.. نقول ذلك لأن البعض يخطئون ويظنون أن الله "إله قلوب" فقط، فلا يهتمون باشتراك الجسد!! وقد يصلون وهم جلوس، وربما وهم مستلقون الفراش!!

أو بعض الأجانب الذين لا يخلعون أحذيتهم في دخولهم إلى الهيكل ناسين قول الكتاب "اخلع حذاءك من قدميك، لأن المكان الذي أنت واقف عليه موضع مقدس" (خر5:3)، (يش15:5).
2- نمجد الله بتعب الجسد في الخدمة.
كما قال الرسول عن خدمته"في أتعاب في أسهار في أصوام" (2كو15:6) وأيضًا "في الأتعاب أكثر.. بأسفار مرارًا كثيرة بأخطار في البرية، بأخطار في البحر.. في تعب وكد، في أسهار مرارًا كثيرة، في جوع وعطش، في أصوام مرارًا كثيرة، في برد وعرى.." (2كو23:11-27).
آباؤنا كانوا في خدمتهم وفى بذلهم كالشمعة التي تذوب لكي تضئ للآخرين، لذلك نوقد الشموع أمام أيقونات القديسين، لأن حياتهم كانت نورًا، ولأنهم بذلوا أنفسهم في خدمتهم وعبادتهم.
3- آباؤنا الشهداء لاشك مجدوا الله بأجسادهم.
ولذلك فالكنيسة ترفع الشهداء فوق درجات القديسين الآخرين، لأنهم تألموا كثيرًا من أجله. وكما يقول الكتاب "إن كنا نتألم معه، فلكي نتمجد معه أيضًا" (رو17:8).
4- أما نحن، فعلى الأقل فلنمجده بتعب الجسد.
كان القديس الأنبا بولا يتعب كثيرًا بالجسد في نسكه وفى جهاده الروحي، حتى ظهر له الرب وقال له "كفاك تعبًا يا حبيبي بولا". فرد القديس "وماذا يكون تعبي إلى جوار ما بذلته لأجلنا يا رب".
5- إننا نمجد الله أيضًا عن طريق طهارة الجسد.
حتى يستريح روح الله في داخلنا،إذ يجد أجسادنا هياكل مقدسة له.. وحتى بطهارة الجسد نقدم للناس الصورة الإلهية، وأيضًا نستطيع التقدم إلى الأسرار المقدسة، ونتطهر بها أيضًا..
ومن مظاهر هذه الطهارة العفة، والحشة.


أجساد القديسين




هؤلاء القديسون الذين مجدوا الله في أجسادهم، مجد الله أجسادهم كذلك.
مثال ذلك جسد العذراء الذي أصعده الله إلى السماء.
وكذلك الكرامة التي كانت تمنح لهذه الأجساد، حتى أن عظام أليشع النبي كان لها البركة التي لمسها ميت فقام (2مل21:13).
وقد مجد الله أجساد القديسين حتى في حياتهم.
مثل وجه موسى الذي أضاء بنور بعد مقابلة للرب على الجبل، حتى أن الشعب لم يستطع النظر إليه، فوضع على وجهه برقعًا، ليمكنهم النظر إليه(خر30:34-35).
ومثل وجه اسطفانوس الشماس الذي أثناء محاكمته "شخص إليه جميع الجالسين في المجمع، ورأوا وجهه كأنه وجه ملاك" (أع15:6).
ومن أمثلة ذلك المناديل والعصائب التي كانوا يأخذونها من على أجساد الرسل، فتشفي الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة (أع12:19).








رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس إكليمنضس الإسكندري العلاّمة ونظرة الغرب إليه
الحسد فى المسيحية
الحسد في المسيحية |تصميم
العلاقات الجنسية ونظرة خاصة لها في الحياة المسيحية
الجسد وكرامته في المسيحية


الساعة الآن 03:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024