منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 06 - 2015, 02:29 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,159

الأنبا يوساب السائح
الأنبا يوساب السائح
كان شيخ سائحاً في برية الأسقيط، اسمه يوساب قد أضعف جسده بالصيام والصلاة والسهر والتعب والصبر علي حر الصيف وبرد الشتاء، ولباسه من الليف الخشن، وكان لسانه مع ذلك لا يفتر من التسبيح والتقديس. فانتهت به عبادته الي أن صار يركب علي السحاب، ويتغذي من طعام يأتيه من السماء في أوقات معلومة. وحصل له من العناية الربانية قوة تمنع عنه الحر والبرد، وهو يزيد في فضائله محتقراً لذاته وهو يشعر بأنه غير مستحق لما قد صار اليه.
ومع هذا اشتهي من الله أن يعرفه من الذي يماثله في نعيم الآخرة. وبعد طلبة وخضوع وتضرع وابتهال، أتاه صوت من السماء يقول:
(ملك انطاكية في هذا الزمان سيكون نظيرك في ملكوت السموات).
وحينئذ ركب الشيخ علي سحابة وطلب من الله أن يوصله الي انطاكية، فأجاب طلبته فنزل خارج المدينة واخذ جريدته بيده وقصد باب المدينة، فلما انتهي الي الباب وجد الملك قد ركب قي ذلك اليوم، وهو خارج المدينة، وحوله عسكر كبير بالتبجيل العظيم فبعضهم يمشي في ركابه وبعضهم علي خيلهم. فاستند الراهب الي باب المدينة حتي يشاهد الملك وجهاً لوجه، واذا الملك قد أقبل راكباً وفرسه مثقل بالحلي والمجوهرات التي عليه، وكان شعاع الجواهر المختلفة الألوان التي في التاج الذي علي رأس الملك يضئ.
فحينئذ ندم الشيخ وحزن لما أبصر هذه العظمة التي للملك، وقال: من يكون هذا الملك العظيم كيف يكون له ارث في ملكوت السماء؟! وصار حزيناً باكياَ، ووقع الازدحام في الباب وصار الشيخ من الازدحام في بلبلة وتعب عظيم، ولما وصل الملك الي الباب خف الازدحام.
حينئذ التفت الملك الي الشيخ وقال لهالأنبا يوساب السائح يا أنبا يوساب، لقد اشتهيت لنفسك تعباً ما كان اليه حاجة)، وأمر بأن يمضي به الي القصر، حتي يعود.
فلما سمع الشيخ قول الملك فرح جداً وقال: لولا ان الله ساكن في هذا الانسان ما عرفني ولا عرف قصتي. فلما وصل الي الدار جلس في الدهليز. حتي عاد الملك، فأخذ بيد الشيخ ودخل الي مجلس عظيم، قد هيئ فيه الطعام للعسكر. فجلسا ناحية عن الطعام ودخل العسكر جميعهم، فأكلوا وشبعوا من تلك الأطعمة اللذيذة وانصرفوا. وحينئذ دخل الملك والشيخ الي داخل القصر اذ التقتهما الملكة زوجة الملك وعليها من الحلي والجواهر شئ يفوق الوصف، وحولها جوار حسان الصور مجملات باللباس والحلي مما يفوق وصفه جهد الواصف. فلم يزلن في خدمة الملك حتي جلس علي عرشه وحينئذ انعزلت الملكة وجواريها عنهما. ثم عادت اليهما وهي لابسة مسحا من الشعر، ثم نهضا وخرجا من ذلك الموضع والسائح معهما واتوا الي مكان آخر في القصر وفيه راهب جالس يعمل في شغل فلما رآهم الراهب وقف ودنا من السائح وقبلا بعضهما بعضاً وصلوا جميعهم الساعة وقالوا البركة وجلسوا.
ثم أتي خادم الي الملك والملكة بشغل أيديهما فتناول كل واحد منهما صنعته ليعمل فيها.
فقال الراهب للسائح من حيث لا يعرفه: يا أنبا يوساب: ان الله تبارك اسمه أراد بك خبرة عظيمة لأنه أوقفك علي سيرة الملك وزوجته. وتحدثوا جميعهم لعظائم الله الي وقت الساعة التاسعة. فأتي الخادم بمائدة وعليها خبز وطعام رهبان، فصلوا وأكلوا ورفعت المائدة.
فعزم السائح علي الانصراف فتباركوا منه وقال له الراهب سراً يا أخي أتعظ بهذه السيرة لأنك قد نظرت عظمة هذا الملك وزوجته وها أنت تري حالهما وتواضعهما، حتي أنهما لا يتناولان شيئاً من الطعام البته، ألا من شغل ايديهما وفي هذا كفاية.
ثم ودعهم السائح وانصرف، فركب علي السحاب وعاد الي موضعه ببرية الأسقيط متعجباً مما رأي من مجد الله الذي له التسبيح والعظمة والاكرام الي الأبد آمين.
– أخذت عن مخطوطة رقم 289 ميامر بمكتبة دير السيدة العذارء (السريان) العامر بوادي النطرون.
– صلوا الساعة المناسبة من ساعات النهار.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتب عن سيرة القديس العظيم أبو نفر السائح (الأنبا أونوفريوس السائح) بمناسبة عيد نياحته
أنبا يوساب السائح
أنبا يوساب السائح
الأنبا يوساب الأبح
18 - أنبا يوساب السائح


الساعة الآن 03:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024