قام البيت المسيحى منذ القدم بدور فعال عبر التاريخ فى استقبال الشهادة فكان الأب والأم يقدمان للأبناء روح الإستشهاد مع الطعام والشراب وكان الآباء يجمعون أبناءهم
ويقصون عليهم سير الشهداء وقصص أبطال الأيمان ، فكان الأبناء
يشبعون بهذه القصص حتى اذا جاء وقت امتحان الأيمان ، اجتازوه بنجاح وقدموا أنفسهم جنباً إلى جنب مع الكبار ذبيحة حية لاسم المسيح.
لذا نمت الكنيسة الأولى واتسعت تخومها تحت نير الاضطهادات حتى جاءت أجيالنا التى عاصرت الإضطهاد قوية ذات إيمان وبأس وهذا يرجع للأسلوب الذى أنتهجته فى نشر التعاليم التى تتفق مع احتياجات المؤمنين فى عصور الإضطهادات ولأنها تتفق مع الروح التى يجب أن تستهدفها الكنيسة فى تربية بنيها وبناتها لمواجهة تحديات الحضارة الراهنة كما اتبعت الأسرة المسيحية فى القرون الأولى للمسيحية سياسة تلقين وتعليم الأبناء روح الشهادة والإستشهاد مما أدى إلى تميز تلك القرون الزاهية بحرارة الإيمان والتمسك به ، والثبات عليه فى مواجهة قسوة الحكام وطغيان السلطة ، وتعصب المواطنين رفقائهم من الوثنيين ولم تستطع القوانين الغاشمة أو القوة الحاكمة أن تحول الأسرة المسيحية عن ايمانها وعندما نقول الأسرة لا نقصد الكبار منهم أو الناضجين بل لابد أن نضع فى حسابنا الأطفال والبنات والصبيان والشيوخ والكهول. ولا تعذيب الصبية أمام ذويهم ، الأمهات أمام أبنائهن. ومع هذا فقد ارتفعت راية الصليب وتمجد ابن الله فى قديسيه وامتدت الكنيسة حتى ذابت عواصف الإضطهاد لكى تبدأ فترة أخرى من جهاد الإيمان والعقيدة . وبعد أن سمح الله برسالة الإستشهاد هذه استطاعت الملائكة أن تجمع دم الشهداء وتنقله إلى جسم العالم الفاقد صوابه حتى استفاق من ضربته المميته ولكن العالم لا يزال يعاوده روح الوثنية لذلك فهو محتاج كل يوم فى كل مكان إلى نفوس تبذل دمها لتوصل إليه روح الحياة التى للمسيح يسوع.
#القس يوساب عزت
كاهن كنيسة الانبا بيشوى بالمنيا الجديدة
أستاذ القانون الكنسي والكتاب المقدس بالكلية الاكليريكية والمعاهد الدينيّة
04 - 08 - 2020, 07:03 PM
العرض العادي
