منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 12 - 2022, 11:22 AM   رقم المشاركة : ( 21 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

صلاة مرتفعة كالبخور


ترنم داود الملك، وهو هارب، ومتغرب عن هيكل الله، قائلًا: "لِتَسْتَقِمْ صَلاَتِي كَالْبَخُورِ قُدَّامَكَ. لِيَكُنْ رَفْعُ يَدَيَّ كَذَبِيحَةٍ مَسَائِيَّةٍ" (مز 141: 2). لقد كانت صلاة داود بمثابة بخور، يصعد إلى السماء إلى الله. إن الكاهن في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يمزج صلواته وصلوات الشعب بالبخور، الذي يتصاعد إلى أعلى. وقد أكد سفر الرؤيا هذا المعنى، قائلًا: "وَجَاءَ مَلاَكٌ آخَرُ وَوَقَفَ عِنْدَ الْمَذْبَحِ، وَمَعَهُ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَأُعْطِيَ بَخُورًا كَثِيرًا لِكَيْ يُقَدِّمَهُ مَعَ صَلَوَاتِ الْقِدِّيسِينَ جَمِيعِهِمْ عَلَى مَذْبَحِ الذَّهَبِ الَّذِي أَمَامَ الْعَرْشِ" (رؤ 8: 3). وأكدّ موسى النبي فاعلية البخور الممتزج بالتضرعات في منع الوباء، ذلك عندما أمر هارون الكاهن بإصعاد بخور مجمرته الممتزج بصلواته لله، كقوله: "ثُمَّ قَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: خُذِ الْمِجْمَرَةَ وَاجْعَلْ فِيهَا نَارًا مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ، وَضَعْ بَخُورًا، وَاذْهَبْ بِهَا مُسْرِعًا إِلَى الْجَمَاعَةِ وَكَفِّرْ عَنْهُمْ، لأَنَّ السَّخَطَ قَدْ خَرَجَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. قَدِ ابْتَدَأَ الْوَبَأ" (عدد 16: 46).

لقد امتنع الوباء أيضًا حين أقام داود الملك مذبحًا في حقل أرونة اليبوسي، وقدم عليه ذبيحة، كقوله: "وَبَنَى دَاوُدُ هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ، وَاسْتَجَابَ الرَّبُّ مِنْ أَجْلِ الأَرْضِ، فَكَفَّتِ الضَّرْبَةُ عَنْ إِسْرَائِيلَ" (2صم 24: 25). إن سر فاعلية الذبيحة في إيقاف الوباء هو قدرة ذبيحة المسيح الفادي على غفران الخطايا.

أما رفع اليدين في الصلاة فهو يشير لقبولنا لحب الفادي، والاستعداد لطاعته، مهما كلفنا الأمر، كقول الرسول: "كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ" (رو 8: 36). فيا ليتنا نقف أمام الله، لنقدم له صلوات حارة تنطلق صاعدة بيد الملائكة القديسين إلى السماء، ولنرفع أيادينا، مؤكدين طاعتنا له، واثقين أنه سيرفع عنا كل غمة أو ضيقة، وسينعم لنا بسلامه.

  رد مع اقتباس
قديم 18 - 12 - 2022, 11:23 AM   رقم المشاركة : ( 22 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

تذكر إحسانات الله لك


يتخذ إبليس من الشدة فرصة ليصيب النفوس المتألمة باليأس، لينهكها بالإعياء الشديد والحيرة. لقد اختبر داود النبي هذه المشاعر المؤلمة، ولكنه كشف أيضًا طريق النصرة على تلك المشاعر السلبية، بقوله: "أَعْيَتْ فِيَّ رُوحِي. تَحَيَّرَ فِي دَاخِلِي قَلْبِي. تَذَكَّرْتُ أَيَّامَ الْقِدَمِ. لَهِجْتُ بِكُلِّ أَعْمَالِكَ. بِصَنَائِعِ يَدَيْكَ أَتَأَمَّلُ" (مز 143: 4، 5).

إنَ تَّذكر الإنسان لتدخلات الله، وعظم صنيعه معه وقت الشدائد، هي رصيد إيماني عظيم، يعطي النفس طمأنينة. هي شهادة صادقة دامغة عن حب الله للنفس، وقدرته الفائقة على رعايتها وقت الشدة. لقد طالب الله شعبه أن يتذكر على الدوام كيف شق الله البحر الأحمر وعَبَرَّ شعبه في وسطه على اليابسة، بقوله: "فَلاَ تَخَفْ مِنْهُمُ. اذْكُرْ مَا فَعَلَهُ الرَّبُّ إِلهُكَ بِفِرْعَوْنَ وَبِجَمِيعِ الْمِصْرِيِّينَ" (تث 7: 18). إنَ تَّذكر هذه المعجزة العظيمة رصيد إيماني فعال إلى مدى الأجيال، لأنه التذكر والتأمل في مثل هذه الأحداث التي تشهد لعظمة الله، تُشَدد الإيمان وقت الضيق.

وقد أكد داود النبي أنه لا يتذكر فقط أعمال الله، ولكنه يلهج، ويناجي بأعماله: أي يتأمل في أعمال الله، كقوله: "وَأَلْهَجُ بِجَمِيعِ أَفْعَالِكَ، وَبِصَنَائِعِكَ أُنَاجِي" (مز 77: 12).

إن لي ثقة، أن كل إنسان منا يحتفظ في داخل قلبه، برصيد من الذكريات الكثيرة عن أعمال الله معه، وكيف أنقذه الله من الكثير من الشدائد... كيف شفاه الله من أمراضه... كيف وَفَّقَه الله في أعماله... كيف أنقذه الله، وستره من نتائج أخطائه المُرة... وكيف نجاه من مخاوف كثيرة، كقول المرنم: "طَلَبْتُ إِلَى الرَّبِّ فَاسْتَجَابَ لِي، وَمِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي أَنْقَذَنِي" (مز 34: 4). ناهيك عن عمل الله مع آبائنا القديسين، والذي سجل على صفحات الكتاب المقدس، وعمله أيضًا مع كنيستنا والمسجل في تاريخ الكنيسة الحديث والقديم. فيا ليتك تذكر أعمال الله في القديم والحديث ولا تنساها؟ كقول الكتاب: "بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ" (مز 103: 2).

  رد مع اقتباس
قديم 18 - 12 - 2022, 11:28 AM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

صلاة المُضطرّ


يترجى الإنسان الله في الشدة طالبًا الفرج، منتظرًا وقت الرأفة والتحنن، كقول المزمور: "أَنْتَ تَقُومُ وَتَرْحَمُ صِهْيَوْنَ، لأَنَّهُ وَقْتُ الرَّأْفَةِ، لأَنَّهُ جَاءَ الْمِيعَادُ" (مز 102: 13).

التحنن والرأفة هي طبيعة الله، وذلك لأن الله صالح ورحوم. وهو يعطي بسخاء على الدوام بسبب صلاحه. وما هو غير ذلك لا يتوافق مع طبيعته الخيرة، كقول الرسول: "وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ" (يع 1: 5).

لقد خلق الله الإنسان في جنة عدن التي اشتهرت بغناها، ودعيت باسم عدن أي: جنة الفرح، لكثرة خيراتها. وقد كشف الرب يسوع المسيح أن بذله لذاته ثمرة لصلاحه، بقوله عن نفسه: "أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ" (يو10: 11)

ولكن حينما يبتعد الإنسان عن الله يفقد الكثير والكثير من عطايا الله ومحبته، بسبب رفضه لله. أما عندما يقترب من الله، فالله يقترب إليه. إن وقت الرأفة هو قبول الإنسان لحب الله، واتضاعه أمامه، وهو ما يفرح قلب الله. لقد اتضع آخاب الشرير، عندما كشف له الله ما ينتظره من عقاب، بسبب قتله لنابوت اليزرعيلي، فشقّ ثيابه، ولبِسَ المسوح وصام، لذلك قَبِل الله توبته، وتحنن عليه، كقوله لإيليا النبي: "هَلْ رَأَيْتَ كَيْفَ اتَّضَعَ أَخْآبُ أَمَامِي؟ فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ اتَّضَعَ أَمَامِي لاَ أَجْلِبُ الشَّرَّ فِي أَيَّامِهِ، بَلْ فِي أَيَّامِ ابْنِهِ أَجْلِبُ الشَّرَّ عَلَى بَيْتِهِ" (1مل 21: 29).



وقد يتعجب البعض أن الرب يقبل صلاة المضطر الذي اضطرته الشدة للصلاة، كقول المرنم: "الْتَفَتَ إِلَى صَلاَةِ الْمُضْطَرِّ، وَلَمْ يَرْذُلْ دُعَاءَهُمْ" (مز 102: 17).

إن الله يشفق ويرأف بحال المتضايقين الذين اضطرّتهم الشدة للصلاة، بسبب إحساسهم بالضعف، ودليل ذلك أنهم يرفعون صلواتهم وتضرعهم لله، أما الاتضاع فيحنن قلب الله، كما حنن قلبه على آخاب الشرير، فهل نتضع أمامه قارعين باب مراحمه؟ فيحين وقت الرأفة..!

  رد مع اقتباس
قديم 18 - 12 - 2022, 11:30 AM   رقم المشاركة : ( 24 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

الله الحنون


كثيرون يجتهدون في تصنيف ضيقة كورونا، أو ما يشابهها من كوارث لمعرفة موقف الله منها، إن موقف الله تجاه تلك الأحداث يمكن أن يتضح إذا أدركنا معاني بعض الكلمات مثل:

أولًا: العقاب

يُخطئ من يدعي أن العقاب هو المجازاة، أو هو الانتقام بغرض إقامة العدالة الإلهية، لأن الموت أو المرض أو الكوارث تصيب الجميع على حدٍ سواء الأشرار والأبرار، كقوله: "... وَأَنَّهُ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ" (أع 14: 22). قد يُجازي الله الأشرار أحيانًا على الأرض، ولكن ذلك على سبيل العبرة والكشف عن عدالته. أما ما يُصيب الشرير من الضيق وفقدان سلام فهو ثمرة خطاياه، وليس بديلًا عن المجازاة العادلة التي سينالها في الأبدية، وتُستخدم كلمة عقاب أيضًا كنوع من التربية، والتهذيب لمنع المستهتر عن الاستغراق في شره، وفي هذه الحالة لا تُعتبر انتقامًا عادلًا عن الخطأ، لأنها غالبًا لا تُساوي جُرم المُخطئ.





ثانيًا: التأديب أو التربية

هو التعليم، والتدريب، والتوبيخ، وأحيانًا يصاحبه عقاب المخطئ على خطئه، لمنعه من التمادي في شره. إن التأديب يصدر على سبيل الاهتمام، وتهذيب الشخصية، وأعظم مثال لذلك تربية الآباء لأبنائهم.. إنه يعبر عن حبهم لأبنائهم، كقوله: "... فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟" (عب 12: 7).

تصنيف ضيقة كورونا: الله صالح، ولا يُسر بمتاعب البشر. لقد بكى الرب يسوع على أورشليم، وهو يتنبأ بخرابها. ولا يمكن لمنصف أن يُنكر صلاحه. وقد دخل الكرب والضيق العالم، كثمرة للخطية، وكم من حروب وأطماع أتت على البشرية بالخراب والآلام... فلابد أن يأتي الضيق لأنه كالريح والعاصفة التي لا بد أن تأتي، ولكن لن يُسقط بسببهما، إلا البيت المبني على الرمل فقط.

إن الله يسمح بالضيقات، لكنه يجعلها علاجًا وشفاءً لضعفات البشر، وهو يحولها لخير أحبائه، كقوله: "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ" (رو 8: 28).

أخيرًا: من الضروري أن ندرك أن الإيمان بصلاح الله هو السبيل الوحيد لفهم ما يجري حولنا من ضيقات أمثال ضيقة كورونا، التي ستنتهي قريبًا بإذن الله.

  رد مع اقتباس
قديم 18 - 12 - 2022, 11:31 AM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

طلبت لكي لا يفنى إيمانك



بلا شك أن وقت الشدة هو اختبار للإيمان. لقد أخبر الرب يسوع تلاميذه ليلة آلامه عما سيحدث له من آلام، وأمرهم بالسهر حتى لا يقعوا في تجربة، أي: خطية، قائلًا: "...أَهكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ..." (مت 26: 40، 41).

وقد خصّ الرب بطرس الرسول بتحذيره من السقوط، بعدما كشف له أن الشيطان سيتخذ منه هدفًا، ليسقطه، ولكن الرب وعده بمعونة خاصة، قائلًا له: "... سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ..." (لو 22: 31، 32).

إن التجارب التي تصاحب الضيقات متنوعة وكثيرة، ومن أمثالها: التشكيك في رعاية الله، كقول المرنم: "كَثِيرُونَ يَقُولُونَ لِنَفْسِي: لَيْسَ لَهُ خَلاَصٌ بِإِلهِهِ" (مز 3: 2). وهناك تجارب الخوف والقلق، مثلما حدث مع بطرس الرسول، الذي أنكر الرب أمام جارية. وقد يتسبب الخوف من خطر التجربة في ضعف الإيمان، أو قد ينتج عنه تصرفات خاطئة مثل أن يُنكر الإنسان الإيمان خوفًا من الموت، أو قد يُهمل الإنسان في عمله خوفًا من انتقال العدوى إليه، أو قد يُغالي التاجر في أسعار بيع بضائعه، لكسب سريع مستغلًا حاجة الناس وقت الشدة والأزمات. أو قد يتناسى البعض محبة القريب، فيهملون في واجب الحب تجاه الأحباء والأصدقاء، مفضلين أنفسهم.



إن أولاد الله القديسين يتبعون وصايا سيدهم وقت الضيق، مهما كلفهم الأمر، لأن إيمانهم بالله يدفعهم لحفظ وصاياه بأمانة، حتى ولو كان ذلك على حساب أنفسهم، كقوله: "فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي فَهذَا يُخَلِّصُهَا" (لو 9: 24).

لقد أوصانا الرب بالسهر، لكي ننتصر على أمثال هذه التجارب، التي يُحَارب بها الناس وقت الضيق، لذا يجب أن نسهر ونصلي، كقول الرب: "اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ" (مت 26: 41).

يجب أن يكون الحذر من السقوط في الخطية والهلاك الأبدي هو هَمُّ الإنسان الوحيد وقت الشدة، لأن خلاص الإنسان الأبدي هو غاية كل عاقل، كقوله: "لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟" (مر 8: 36).

  رد مع اقتباس
قديم 18 - 12 - 2022, 11:32 AM   رقم المشاركة : ( 26 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

السكنى في البرية


عاش بعض رجال الله، أمثال موسى النبي، أو يوحنا المعمدان في البرية سنين عديدة. وقد عاش شعب الله إسرائيل أيضًا في البرية 40 سنة، وسيعش شعب الله في آخر الأيام في البرية فترة الضيقة، التي ذكر عنها سفر الرؤيا: "وَالْمَرْأَةُ هَرَبَتْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، حَيْثُ لَهَا مَوْضِعٌ مُعَدٌّ مِنَ اللهِ لِكَيْ يَعُولُوهَا هُنَاكَ أَلْفًا وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا" (رؤ 12: 6). إن حياة البرية شاقة وخشنة، وهي تعبر عن الضيق، الذي يحياه المؤمنين في هذا العالم، ولكننا نجد فيها دائمًا إعداد لحياة القداسة، وهي دائمًا ما تسبق الأمجاد القادمة، كقول الكتاب: "يُشَدِّدَانِ أَنْفُسَ التَّلاَمِيذِ وَيَعِظَانِهِمْ أَنْ يَثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ، وَأَنَّهُ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ" (أع 14: 22).



ولكن، لماذا البرية بالذات؟

إن البرية ترمز للتجارب والشدائد التي تعترض حياة الإنسان، كقول الكتاب: "الَّذِي سَارَ بِكَ فِي الْقَفْرِ الْعَظِيمِ الْمَخُوفِ، مَكَانِ حَيَّاتٍ مُحْرِقَةٍ وَعَقَارِبَ وَعَطَشٍ حَيْثُ لَيْسَ مَاءٌ. الَّذِي أَخْرَجَ لَكَ مَاءً مِنْ صَخْرَةِ الصَّوَّانِ" (تث 8: 15).

لقد عاش يوحنا المعمدان سنوات كثيرة في البرية، وبالطبع ساندته المعونة الإلهية، كما ساندت شعب الله بقيادة موسى النبي، كقوله: "وَأَكَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْمَنَّ أَرْبَعِينَ سَنَةً..." (خر 16: 35)، ‏وكقوله أيضًا: "ثِيَابُكَ لَمْ تَبْلَ عَلَيْكَ، وَرِجْلُكَ لَمْ تَتَوَرَّمْ هذِهِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً" (تث 8: 4).

‏إن حياة البرية ترمز لفترات الضنك والمعاناة، التي يتعرض لها الإنسان في حياته العملية. فإذا اشتدت عليك التجارب أيها القارئ العزيز، أو حاصرتك من كل ناحية، لا تخف، ولا تتعجب متسائلًا: كيف أحيا في البرية المقفرة (وسط الضيقة الشديدة)؟

بالإيمان ستحيا، وسيرعاك الله وسط الضيقة، كما فعل مع إيليا النبي وقت المجاعة، كقوله: "وَكَانَتِ الْغِرْبَانُ تَأْتِي إِلَيْهِ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ صَبَاحًا، وَبِخُبْزٍ وَلَحْمٍ مَسَاءً، وَكَانَ يَشْرَبُ مِنَ النَّهْرِ" (1مل 17: 6). إن الأمر يحتاج منك إيمان، وتعلق بالمخلص، كقول الكتاب عن أبطال الإيمان: "الَّذِينَ بِالإِيمَانِ: قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرًّا، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَوَّوْا مِنْ ضُعَفٍ..." (عب 11: 33، 34).

قف صلي وتعلق بالمخلص الفادي... ولا تخف، بل ثق في قدرته على الإعالة في البرية القفرة.

  رد مع اقتباس
قديم 18 - 12 - 2022, 11:44 AM   رقم المشاركة : ( 27 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

سر الشركة المقدسة

يتغنى الكثيرون بفاعلية التكنولوجيا الحديثة (الإنترنت) في تقديم كلمة الله وسط ضيقة كورونا، وهذا قولٌ حق. ولكن هذا لا يُغني عن اجتماعنا معًا في الكنيسة حول الذبيحة المقدسة، مع الرب الحال في وسطنا، وبحضور محفل ملائكته القديسين، كقوله: "بَلْ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ. أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ" (عب 12: 22).

إن اجتماعنا في الكنيسة يمثل الشركة المقدسة، التي دعينا إليها، والتي سوف نسعد بها في السماء. وحينما نجتمع معًا في القداس الإلهي نُحْسَب كأننا قائمين في السماء، حيث تتلاشى كبرياء ذواتنا، ونتمتع بشركة مع الله ومع بعضنا، كقول الكتاب: "الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (1يو1: 3).

إن أساس هذه الشركة هو المحبة والقداسة، كقول القديس يوحنا الحبيب: "وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ" (1يو1: 7). ولهذا نصلي في القداس الإلهي صلاة الصلح، التي في نهايتها ينادي الشماس على الشعب، ليُقَبِلّوا بعضهم بعضًا، ذلك لأن المحبة والصلح والسلام شروط قيام هذه الشركة المقدسة ورباطها المتين.

إن شركتنا مع بعضنا بعض أساسها ذبيحة حب المسيح، الذي يعطينا خلال القداس الإلهي جسده المكسور عنا، لنأكله فنتحد به، ودمه المسفوك عنا، لنشربه، وهو غفرانًا لخطايانا. وتؤكد صلوات الكاهن أثناء القداس على الشركة والوحدانية التي تتحقق من خلال القداس، بقوله: "اجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا أن نتناول من قدساتك، طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا، لكي نكون جسدًا واحدًا، وروحًا واحدًا، ونجد نصيبًا وميراثًا مع جميع القديسين.."



إننا نؤمن بضرورة إتمام هذا السر، الذي يوحد المؤمنين معًا مع مسيحهم القدوس، ليَمثُلوا في حضرة الله المباركة، بحسب وصف الكتاب للكنيسة: "وَكَنِيسَةُ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ" (عب 12: 23).

نطلب من الله زوال الغمة قريبًا، مترقبين في لهفة انتظام القداسات مرة أخرى، لننعم بالشركة المقدسة، التي لا مثيل لها، ولا عوض عنها في أي ممارسة روحية أخرى.

  رد مع اقتباس
قديم 18 - 12 - 2022, 11:46 AM   رقم المشاركة : ( 28 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

كيف أتنقى وقت الضيقة؟


وقت الضيق تستيقظ الضمائر ويراجع الإنسان نفسه ويجول بخاطره شريط ذكريات الماضي المملوء بالخطايا والزلات، وقد يصبح الماضي الأثيم في ذلك الوقت كابوسًا مريعًا يحاصر الإنسان في يقظته كما في نومه، ولكن ما هو الحل في تلك الأوقات الصعبة؟!

يفتح الله أمام الإنسان بابًا للرجاء بقبوله لكل تائب، يُقبل إليه، إن قول الرب للص اليمين: "فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ" (لو 23: 43). سيظل نورًا يُنير ظلمة الإحباط واليأس أمام كل خاطئ، ولكن.. البعض ينظر لنفسه، وقد تلوث بالخطية، فيحزن متسائلًا: إن انتهت حياتي الآن.. كيف أدخل السماء وسط الأبرار، وقد لطخت ثوبي الأبيض، الذي أخذته في المعمودية بالقاذورات؟!!

لا تخف يا أخي الحبيب، بل اشكر الرب، الذي طمأننا، بقوله: "فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلهِي، لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ، مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ، وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا" (إش 61: 10).



ثق يا أخي الحبيب أن دم يسوع المسيح يطهر من كل خطية.. ولكن عليك أن تكره الخطية الآن، وترفضها من قلبك، وتدخل مع الله في عهد التوبة، وإن كان الأمر كذلك فسوف تثمر التوبة في قلبك، بما يليق كزكا العشار، الذي قال: "... هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ" (لو 19: 8).

إن شجرة التوبة لا بد أن تبدأ بالإثمار سريعًا، وذلك برد كل مسلوب وإصلاح ما يمكنك إصلاحه من آثار الخطية، وأيضًا بترك كل ما يربطك بالشر، كقوله: "وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ عَيْنُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْوَرَ مِنْ أَنْ تُلْقَى فِي جَهَنَّمِ النَّارِ وَلَكَ عَيْنَانِ" (مت 18: 9).

ولكنك قد تقول: ولكني أشعر بضعفي، وعدم قدرتي على الإيفاء بتعهداتي والسلوك بتوبة في المستقبل!!

القارئ الحبيب... لا تخف.. إن حياة النقاوة واستمرارك في طريق التوبة هو مسئولية إلهية، ولكنها مشروطة بأمانتك، وجديتك في الجهاد الروحي، وغصبك لذاتك، ومتابعتك لإرشادات أب اعترافك.. عندئذ لا بد أن يتحنن الله، وينّميك في النعمة، ويهبك نقاوة القلب، كقول الرب: "كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ" (يو15: 2). فقط كن أمينًا كأمر الرب لك: "...كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ" (رؤ 2: 10).

  رد مع اقتباس
قديم 18 - 12 - 2022, 11:47 AM   رقم المشاركة : ( 29 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

يحفظ خروجك ودخولك



تمتع داود النبي بحفظ الله له من دبٍ وأسد مفترسين، وحفظه له من بطش جليات الجبار، وحفظه من شر شاول الملك، وحفظه أيضًا في معاركه مع أعدائه. لقد ترنم داود بحفظ الله له، قائلًا: "الرَّبُّ يَحْفَظُ خُرُوجَكَ وَدُخُولَكَ مِنَ الآنَ وَإِلَى الدَّهْرِ" (مز 121: 8). وهكذا امتلأ قلبه شجاعة بسبب ثقته في حفظ الله له، لم يعتبر خروجه لمقاتلة جليات مغامرة غير معروفة النتائج. لقد كان واثقًا من رجوعه منتصرًا، ولذلك قال عن جليات الجبار: "... لاَ يَسْقُطْ قَلْبُ أَحَدٍ بِسَبَبِهِ. عَبْدُكَ يَذْهَبُ وَيُحَارِبُ هذَا الْفِلِسْطِينِيَّ" (1صم 17: 32).

فإذا فرض عليك إيمانك، أو أمانتك، أو حبك لله وللآخرين الخروج من مكان راحتك لعملٍ ما، فلا تتردد. ثق أن الله قادر أن يحفظك ويردك سالمًا، لأنك متكل على الله، الذي وعد، قائلًا: "ذُو الرَّأْيِ الْمُمَكَّنِ تَحْفَظُهُ سَالِمًا سَالِمًا، لأَنَّهُ عَلَيْكَ مُتَوَكِّلٌ" (إش 26: 3).



إن من يؤخر نفسه عن الخروج لأداء واجبه، أو أمانته، أو يتأخر في صنع الخير وأعمال المحبة، خوفًا من الصعوبات أو الأضرار التي قد تقابله، سيندم كثيرًا يومًا من الأيام على ما فاته، وقد لا يمكنه تعويض ما فاته. لقد أضاع معلمنا بطرس الرسول (بسبب الخوف) فرصة الشهادة للرب يسوع، وأنكر معرفته للرب أمام جارية، ولكنه ندم كثيرًا، كقول الكتاب: "فَخَرَجَ بُطْرُسُ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا" (لو 22: 62). وقد اعترف معلمنا بطرس الرسول بإيمانه بالمخلص الرب يسوع المسيح وشهد له، ومات شهيدًا على اسمه، ولكن البعض لن يتمكن من تعويض ما فاته من فرصٍ ثمينة للشهادة بإيمانهم، عندما يوبخه، الرب قائلًا: "لأَنِّي جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمُونِي... مَرِيضًا وَمَحْبُوسًا فَلَمْ تَزُورُونِي" (مت 25: 42، 43).

إن أولاد الله القديسين يقتدون بمخلصهم الصالح الرب يسوع المسيح، الذي قيل عنه: "... الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ" (عب 12: 2). هم لا يتركون للوهم والخوف فرصة، لكي يملك عليهم، ولكنهم دائمًا متشددون بإيمانهم، بعد أن أسلموا مصائرهم بين يدي الله، الذي يفتخرون بسلطانه عليهم، لأنه هو الضابط كل الأشياء، ولسان حالهم دائمًا ما قاله الرب يسوع لبيلاطس البنطي وقت صلبه: "... لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ، لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ..." (يو 19: 11).

  رد مع اقتباس
قديم 18 - 12 - 2022, 11:48 AM   رقم المشاركة : ( 30 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

كتاب صانع الخيرات 100 رسالة تعزية للمتضايقين - القس بيشوي فايق

انتظر الرب



وقت الشدة يلجأ الناس إلى الله بالصلاة متلهفين ومنتظرين إجابة صلواتهم في الحال، لكن فرج الله بالاستجابة له ميعاد محدد عند الله، كقوله: "لأَنَّهُ يَقُولُ: "فِي وَقْتٍ مَقْبُول سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ". هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ" (2كو 6: 2).

لقد سعى فرعون وجيشه بكامل معداته الحربية وراء شعب الله الأعزل، حتى تمكن من حصارهم، ففزع الشعب جدًا، وصرخوا لله ظانين أن ميعاد النجاة قد فات، لكن الله كلم موسى، قائلًا: "... مَا لَكَ تَصْرُخُ إِلَيَّ؟ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَرْحَلُوا" (خر 14: 15). فاضطرب موسى، وصرخ لله، طالبًا النجاة، ولكن حاشا لله من الاضطراب، لأنه دائمًا عالم بما سيفعله مسبقًا، كقول الكتاب عن الرب يسوع: "وَإِنَّمَا قَالَ هذَا لِيَمْتَحِنَهُ، لأَنَّهُ هُوَ عَلِمَ مَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَفْعَلَ" (يو 6: 6).



القارئ العزيز... لا يضعف قلبك بسبب الضيق، انتظر الرب في إيمان، لأن كل وعود الله صادقة، حتى لو تأنى. ثقّ أنه سيأتي في الميعاد المناسب، كقول حبقوق النبي: "لأَنَّ الرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ، وَفِي النِّهَايَةِ تَتَكَلَّمُ وَلاَ تَكْذِبُ. إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ" (حب 2: 3).

إن انتظار الرب هو دليل إيمانك الصادق بحبه لك، ورعايته لك. لا يكفي أن تصلي فقط، لكن الصلاة لا بد أن يصاحبها تسليم وإيمان، وانتظار لموعد تدخله، ليكن لسان حالك قول المرنم: "انْتَظَرْتُكَ يَا رَبُّ. انْتَظَرَتْ نَفْسِي، وَبِكَلاَمِهِ رَجَوْتُ" (مز 130: 5).

لا تصدق أن الرب قد تخلى عنك بسبب خطاياك، بل قل لنفسك في إيمان، ما قاله إشعياء النبي: "فَأَصْطَبِرُ لِلرَّبِّ السَّاتِرِ وَجْهَهُ عَنْ بَيْتِ يَعْقُوبَ وَأَنْتَظِرُهُ" (إش 8: 17).

تمسك بالرب في إيمان، كما تمسكت المرأة الكنعانية، التي لم تكفّ عن الصراخ، فرحمها الرب يسوع، وشفى ابنتها، لقد حدد المرنم زمن انتظاره باستجابة الرب له، قائلًا: "... هكَذَا عُيُونُنَا نَحْوَ الرَّبِّ إِلهِنَا حَتَّى يَتَرَأَّفَ عَلَيْنَا" (مز 123: 2).

إن أولاد الله يُثَبَّتونَ وجوههم نحو الله، منتظرين تدخله. لأنهم يعلمون أن الضيقة هي امتحان إيمان ينتهي ببركات عظيمة. أما غير المؤمنين فلا ينتظرون الله، بل ينصرفون عنه، فياليتنا ننصت لوعد الرب، القائل: "هَا أَنَا آتِي سَرِيعًا. تَمَسَّكْ بِمَا عِنْدَكَ لِئَلاَّ يَأْخُذَ أَحَدٌ إِكْلِيلَكَ" (رؤ 3: 11).

  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب قباب الزيتون المنيرة - القس بيشوي فايق
صانع الخيرات
يا صانع الخيرات الرحوم
يا صانع الخيرات
كتاب رسالة تعزية للراهب كاراس المحرقي


الساعة الآن 08:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024