منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 12 - 2019, 04:14 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,197

كيف نفهم رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية


كيف نفهم رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
غنى النعمة والسلام الإلهي وفيض محبة ورحمة الله تملأ قلوبنا معاً
أيها الأحباء المولودين ثانية لا من زرع يفنى بل من كلمة الله الباقية إلى الأبد

أردت اليوم أن أُجيب باختصار على السؤال حول فهم رسالة رومية، لأن من الضروري أن نأخذ فكرة عامة سليمة عن الرسالة لأن البعض وصل إليه مفهوم مشوش غير واضح أو كامل فمضوا في التأمل والشرح والتفسير بعيد عن قصد الرسول تماماً فانحرفوا في وضع بعض المعاني والمفاهيم الغير سليمة وخاصة في شرح وتفسير الإصحاح السابع وظنوا أن الرسول يتكلم عن حالته بعد إيمانه بشخص المسيح الرب الذي دعاه للحياة، وأن الإصحاح ينطبق على كل من نال النعمة المُخلِّصة وصار صراخه الدائم من ينقذني من جسد هذا الموت، لذلك يلزمنا نأخذ فكرة عامة عن الرسالة ككل.
أولاً بولس الرسول يوجه هذه الرسالة لأهل رومية
ويخاطب فيها اليهود والأمم معاً، اليهود الشعب المختار من الله الذي نال الوعد والعهد والمواعيد وصار له الناموس والكهنوت اللاوي وهم العارفين بالناموس؛ والأمم الذين هم ناموس لأنفسهم [لأَنَّهُ الأُمَمُ الَّذِينَ لَيْسَ عِنْدَهُمُ النَّامُوسُ مَتَى فَعَلُوا بِالطَّبِيعَةِ مَا هُوَ فِي النَّامُوسِ فَهَؤُلاَءِ إِذْ لَيْسَ لَهُمُ النَّامُوسُ هُمْ نَامُوسٌ لأَنْفُسِهِمِ (رومية 2: 14)] بسبب غرس الناموس في ضمائرهم (عند الخلق الأول) وهو الناموس الطبيعي المغروس في الإنسان والذي به يقدر على أن يميز بين الصالح والطالح ويختار عمل الخير وينجح، وبذلك أظهر المساواة بين الطرفين من جهة عدم الطاعة، فلا اليهودي طاع الناموس المُعطى له من الله على الجبل بمشاهد معجزيه فائقة للطبيعة، ولا الأمم التزموا بالضمير، بل صاروا متساويين في أنهم زاغوا وفسدوا [الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ (رومية 3: 12)]، إذ أخطأ الجميع [وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ (رومية 5: 12)]، أخطأ الجميع على مثال آدم ولكن ليس مثل آدم لذلك قال الرسول (على شبه تعدي آدم – وليس مثل آدم) [لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ (أو لَمْ يَرْتَكِبُوا خَطِيئَةً شَبِيهَةً بِمُخَالَفَةِ آدَمَ) الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي (رومية 5: 14)]، وحينما أثبت أن الكل أخطأ بإرادته واختياره صرف النظر عن وضعه سواء كان يهودي عارف بالناموس الإلهي [أَمْ تَجْهَلُونَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ لأَنِّي أُكَلِّمُ الْعَارِفِينَ بِالنَّامُوسِ (رومية 7: 1)] أو أممي عنده الناموس الطبيعي، قال أنت بلا عذر، لأن اليهودي ليس له عذر لأن عنده الناموس وليس من سلطانه أن يُدين الأممي لأنه يُمارس نفس الخطايا الذي يدينه عليها، والأممي أيضاً ليس له عذر بكون ليس له ناموس كاليهودي:
لأَنَّ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ تُرَى أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ وَقُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتُهُ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ (الأمم)؛ لِذَلِكَ أَنْتَ بِلاَ عُذْرٍ أَيُّهَا الإِنْسَانُ كُلُّ مَنْ يَدِينُ. لأَنَّكَ فِي مَا تَدِينُ غَيْرَكَ تَحْكُمُ عَلَى نَفْسِكَ. لأَنَّكَ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ تَفْعَلُ تِلْكَ الأُمُورَ بِعَيْنِهَا! (رومية 1: 20؛ 2: 1)
ثانياً بالنسبة للإصحاح السابع
فهو يُكلم العارفين بالناموس ويواجه ضمائرهم

وأول 6 آيات هم عبارة عن مقدمة لما يليه بالتفصيل، لأنه وضع مقدمة ثم بدأ يشرح ويُظهر أن العيب لم يكن في الناموس نفسه إنما في الإنسان، في قلبه، وأننا متنا عن الناموس من جهة لم يعد هو الذي يُدين لأننا صرنا لآخر وهو شخص المسيح، لأنه وضح بعد ذلك كيف يُدين الناموس الإنسان حتى أنه في النهاية وضع صرخة الإنسان المثقل بنير حمل الناموس الغير قادر على تنفيذه لا بسبب أن الناموس فيه مشكلة أو عيب بل بسبب الخطية المتسلطة على الإنسان الذي لولا وجود الناموس ما كان عرف الإنسان أنه عبد مبيع تحت الخطية لذلك قال: [من ينقذني من جسد هذا الموت]، لأن الخطية تعمل في الجسد للموت، والوصية أظهرت كم كانت الخطية خاطئة جداً وأظهرت لطخاتها المدنسة للقلب، حتى أنها لطخت جسدي نفسه المخلوق بالطهر والقداسة، لأن ما في الداخل ينعكس على الجسد في النهاية، ولذلك أيها الأحباء يُخطئ كل من يشرح رسالة رومية وعلى الأخص هذا الإصحاح في إطار حياة التجديد، لأن تلك الصرخة الأخيرة ليست صرخة الإنسان الجديد المولود من الله بسبب إيمانه بالمسيح بل هي قبل الإيمان بالمسيح لذلك قال: وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي [أو وَلكِنَّنِي أَرَى فِي أَعْضَائِي نَامُوساً آخَرَ يُحَارِبُ الشَّرِيعَةَ الَّتِي يُرِيدُهَا عَقْلِي، وَيَجْعَلُنِي أَسِيراً لِنَامُوسِ الْخَطِيئَةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي] (رومية 7: 23)، فهل لو كان يتحدث عن الإنسان المولود من الله هل يصح أن يقول كلمة (وَيَسْبِينِي – يأسرني أو يجعلني أسير)، هل بعد أن نلنا نعمة الحرية من المسيح الرب [فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً (يوحنا 8: 36)] نعود ونُسبى ونُستعبد تحت سلطان الخطية ونعيش في أسرها: كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ يَفْعَلُ التَّعَدِّيَ أَيْضاً. وَالْخَطِيَّةُ هِيَ التَّعَدِّي؛ نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟ (1يوحنا 3: 4؛ رومية 6: 2)، فكيف نقول ويحي ومن ينقذني أي يخلصني والرب آمنا به كمخلص وشافي النفس.
وبعد الإصحاح السابع دخل في الإصحاح الثامن
المرتبط بشدة بكل ما قاله، لأن للأسف بعض المفسرين والشراح يشرحون آية، آية، أو فقرة، فقرة، بدون أن يروا الرابطة القوية بالرسالة بشكل عام وبما قبل وبعد الكلام، وهذا عيب خطير يُخرج الشرح عن المعنى التعليمي الذي تقدمه الرسائل والأناجيل بل والكتاب المقدس ككل، فاحذروا الاقتطاع والبتر وشرح كل شيء منفصل أو حسب أحاسيسنا وشعورنا وما نرتاح إليه ونقتنع به فكرياً، بل لا مفر من أن نفهم الرسالة في الإطار الذي وضعه الرسول ولا نخرج عنه لأي سبب مهما ما كان لئلا نوصل تعليم مبتور ومشوش، عموماً الكلام الآتي يبين ويوضح معنى كلام الرسول في الإصحاح السابع:
+ إِذاً (وهنا الكلمة تعني الآن بناء على ما فات ووضحناه) لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ. لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزاً عَنْهُ فِي مَا كَانَ ضَعِيفاً بِالْجَسَدِ (أو فَإِنَّ مَا عَجَزَتِ الشَّرِيعَةُ عَنْهُ، لِكَوْنِ الْجَسَدِ قَدْ جَعَلَهَا قَاصِرَةً عَنْ تَحْقِيقِهِ) فَاللَّهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ. لِكَيْ يَتِمَّ حُكْمُ النَّامُوسِ فِينَا نَحْنُ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. فَإِنَّ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَبِمَا لِلْجَسَدِ يَهْتَمُّونَ وَلَكِنَّ الَّذِينَ حَسَبَ الرُّوحِ فَبِمَا لِلرُّوحِ. لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ وَلَكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ. لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ لِلَّهِ إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعاً لِنَامُوسِ اللهِ لأَنَّهُ أَيْضاً لاَ يَسْتَطِيعُ. فَالَّذِينَ هُمْ فِي الْجَسَدِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا اللهَ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِناً فِيكُمْ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ فَذَلِكَ لَيْسَ لَهُ. وَإِنْ كَانَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ الْخَطِيَّةِ وَأَمَّا الرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ الْبِرِّ. وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ. (رومية 8: 1 – 11)
إذاً بناء على الآية الأخيرة السابقة
[وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ] كيف نُساير الشرح القائل أن بولس الرسول كان يحيا في صراع حتى بعد إيمانه، وأن صرخة كل إنسان بعد الإيمان بالمسيح وسكنى روحه فينا ومسيرتنا معه هي: ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت؟ كيف نربط هذه الآية بتلك الآية، أو كيف تتوافق مع حياتنا في المسيح نحن الذين صرنا آنية مخصصه ودخلنا في شركة الطبيعة الإلهية، مع العلم أننا هنا على الأرض لسنا كاملين بل تحت ضعف، لكن ليس معنى أننا تحت ضعف يعني أننا تحت سلطان الخطية لأن الابن الوحيد حررنا حسب التدبير والمولود من الله لا يُخطئ يعني لا يتعدى بل يخضع لمن خلصه وأعطاه قوة وشفاء، لكننا مثل الطفل الذي يحتاج للنمو في حياة الطهر والقداسة والبر والتقوى..
إلهنا الصالح يفتح مداركنا معاً
لنستوعب غنى التعليم المذخر لنا في وحي وإلهام روحه والمُسطر لنا في الكتاب المقدس الذي يحتاج لاستنارة لنفهمه فهماً صحيحاً لكي نعيش باقي أيامنا باستقامة غير متعثرين في خطواتنا – كونوا معافين باسم الرب إلهنا آمين
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 19
رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 6: 6
البولس من رسالة بولس الرسول الى أهل رومية( رومية 8 : 28 - 39 )يوم الخميس
البولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى رومية (رومية 3 : 37,31) يوم الجمعة
البولس فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى رومية (رومية 1 : 1 - 17) يوم الأحد


الساعة الآن 04:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024