منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 06 - 2013, 08:51 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,804

حزقيا والاتكال على الله

حزقيا والاتكال على الله
ونحن هنا أمام درس من أعظم دروس التاريخ وأصدقها وأبقاها على مدى الأيام ، لقد عاد حزقيا كالطفل الصغير يلوذ بأبيه ويلتصق به ، ولم يصنع أكثر مما يفعله الطفل الباكى الصارخ الذى يرتمى فى حضن أبيه !! .. لقد عاد سنحاريب ، بعد أن ترك أورشليم ، إلى محاصرتها من جديد ، .. وكان حزقيا والمدينة أشبه بالفأر فى المصيدة أو العصفور فى القفص ، أو السمكة فى الشبكة ، ... واستلم حزقيا رسائل التهديد : " فأخذ حزقيا الرسائل من أيدى الرسل وقرأها ثم صعد إلى بيت الرب ونشرها حزقيا أمام الرب " . " 2 مل 19 : 14 " وسنقرأ القصة كلها من هذه الرسائل بل سنتعلم منها جميعاً كيف نبسط فى بيت اللّه أية أوراق يمكن أن تكون فاصلة فى أعظم المآزق التى نتعرض لها فى حياتنا على هذه الأرض !! .
لقد بدت أوراٍق سنحاريب المهددة لحزقيا أوراق : " شدة وتأديب وإهانة " ... ولعله يقصد بالشدة أنه وصل إلى يوم من أشد الأيام وأقساها التى مرت بحياته ، ... وحسن جداً فى الأيام الشديدة من الحياة ، أن نحمل أوراق الموت والإعدام ، ونبسطها أمام اللّه ، فنكشف أمام عينيه خطر الحياة أو الاضطهاد أو الرضى أو التعب أو المعاناه ،... ليست كل أيامنا واحدة ، أو رخاء أو هدوءً أو أمناً أو سلاماً أو راحة ، ... إذ سرعان ما تتغير وتتبدل الأيام ، وتأتى أيام سنحاريب القاسية التى نضعها أمام اللّه ، ... ولم يكن الأمر فى نظر حزقيا شدة فحسب بل تأديباً أيضاً ، ... ولعله أدرك أن مهادنة الأشرار أو الثقة بهم أو الاطمئنان إليهم تحمل معها كل الكوارث ، ... لقد دفع ما يقرب من نصف مليون من الجنيهات ، فى محاولة التفاهم الأولى مع سنحاريب ، وقشر الذهب الذى على الهيكل ، لعل هذا يرضيه ، ... وكانت النتيجة أنه فتح شهيته أكثر للعدوان والابتلاع ، وهو يدرك الآن النتيجة الحتمية للمداورة مع الخطاة أو الاتفاق مع الأثمة . وكان الأمر الثالث عنده " الإهانة " وهى إهانة لاسم اللّه الذى جدف عليه قبل أن تكون إهانة لحزقيا والأمة كلها ... لقد قرأ حزقيا أوراقاً قاسية ومذلة ومهينة !! ...
ذهب حزقيا بالأوراق إلى بيت اللّه ، ونشرها هناك أمام اللّه ، ولعلك تلاحظ كيف نشرها فى حضرة القدير ، .. لقد نشرها أولا وقبل كل شئ : متضعاً ، إذ مزق ثيابه وتغطى بمسح وركع فى حضرة اللّه ، والنفس المتضعة تكسب كل شئ فى حضرة الله.. وعلى العكس ليس هناك شئ يمقته القدير مثل النفس المتعجرفة المتكبرة ، وشتان ما بين حزقيا المتضع، وسنحاريب الذى قال له اللّه : " من عيرت وجدفت ؟ وعلى من عليت صوتاً وقد رفعت إلى العلاء عينيك على قدوس إسرائيل" " 2 مل 19 : 22 " .
عندما أراد الرومانيون أن يصنعوا تمثالا للامبراطور قسطنطين ، كانت طلبته أن يصنعوا تمثاله ، وهو راكع على قدميه ، ... إن أى إنسان مهما قوى فى الأرض لا يزيد فى واقع الحال عن الصورة التى ذكرها إشعياء : " هل تفتخر الفأس على القاطع بها أو يتكبر المنشار على مردده ، كأن القضيب يحرك رافعه ، كأن العصا ترفع من ليس هو عوداً " " إش 10 : 15 " ولا يجوز لإنسان ما أن يرفع عينيه تجبراً وتكبراً على اللّه ... ونشر حزقيا الأوراق تائباً ، ... لقد ذهب إلى اللّه يعترف بحماقته فى محاولة التفاهم أو الاتفاق مع سنحاريب ، أو الاتجاه إلى المصريين أو غيرهم ضده ، أو كما أفصح ارميا بعد ذلك : " هكذا قال الرب : ملعون الرجل الذى يتكل على الإنسان ويجعل البشر ذراعه وعن الرب يحيد قلبه ... مبارك الرجل الذى يتكل على الرب ويكون الرب متكله " .. ونشر حزقيا الأوراق مقراً بعجزه الكامل ، فهو لا يأتى مستنداً إلى جيش أو قوة بشرية أو معونة تأتيه من هنا أو هناك ، بل هو مثل المرأة الماخض : " لأن الأجنة قد دنت إلى المولد ولا قدرة للولادة " ... وليس هناك إحساس بالعجز مثل هذا الإحساس على أنه كان عظيماً وهو يقدم الأوراق إلى شريكه الأعظم ، الذى قال : " جدف على غلمان سنحاريب " ... وخير لنا أن ندرك أن اللّه شريكنا فى كل شئ ، وأنه من واجبنا أن نضع الأوراق بين يدى الشريك الذى معه أمرنا ... فى تلك الأيام التى كثرت فيها الحروب بين أسبانيا وفرنسا ، حدث ذات مرة أن الأسبان حاصروا جيشاً فرنسيا حصاراً قاسياً ، وطلبوا من قائده التسليم ، وإذا بالقائد يمسك ورقة ويربطها فى سهم ويقذف بالسهم ، وكان على العبارة : " لا يمكن أن نسلم ومعنا ملك " ونحن نستطيع فى كل الظروف أن نؤكد للعالم أن قوتنا فى الشريك الذى لا يمكن أن يتخلى عنا !! ... وآخر كل شئ أنه بسط الأوراق مصلياً ، وقد صلى معه اشعياء ، ولم تكن صلاته فى الواقع إلا كشفا للأمور كلها ، ومع أن اللّه يعلم كل شئ ، ... لكنه يريدك أن تبسط المشكلة بنصها وفصها !! ... ومع أن اللّه فى كل مكان ، ويسمع ولو من أطراف الأرض ، إلا أنه يسر كثيراً بالنفس التى تشــــق الطريق إليه وتركع بين يديه !! .. وإذا كان آخر ما تتجه إليه أفكار العسكريين فى حروب المستقبل استخدام الفضاء والكواكب الأخرى فى شن الهجوم على المواقع التى يريدون اكتساحها فى الأرض ، ... وإذا كانت هذه هى آخر أحلام عباقرة الحروب فمن اللازم أن نذكرهم أن هذا ليس بالأمر الجديد على المؤمن ، ... لقد طلب حزقيا نجدة من عالم آخر غير عالمنا الأرضى ، فجاءته نجدة السماء من العالم غير المنظور ، ... وضرب ملاك اللّه فى ليلة واحدة مائة وخمسة وثمانين ألفاً من جيش سنحاريب ، وإذا هم فى الصباح جثث هامدة ، وإذا بالطاغية يعلم أن : " الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون " ... وإننا نستطيع أن نغنى أغنية المرنم العظيم : " لولا الرب الذى كان لنا لولا الرب الذى كان لنا عندما قام الناس علينا إذا لابتلعونا أحياء ، عند احتماء غضبهم علينا إذا لجرفتنا المياه ، لعبر السيل على أنفسنا ، إذا لعبرت على أنفسنا المياه الطامية ، مبارك الرب الذى لم يسلمنا فريسة لأسنانهم ، انفلتت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين ، الفخ انكسر ونحن انفلتنا ، عوننا باسم الرب الصانع السموات والأرض " .. !! .
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يُحَذِّرنا من الاهتمام بالثروة والاتكال عليها وتجاهل الثقة في الله
“على الله” والاتكال
أقوالي تتضمن معرفة الله والاتكال عليه، لذلك فهي ممدوحة
داود والاتكال على الله
كيفية حفظ القلب بطرد الأفكار والاتكال على قوة الله


الساعة الآن 10:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024