منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25 - 10 - 2012, 05:50 PM   رقم المشاركة : ( 1981 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,864

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس الأنبا يوحنا أسقف أورشليم


← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

وُلد القديس الأنبا يوحنا أسقف أورشليم من أبوين يهوديين حافظين لشريعة التوراة، فهذباه وعلماه كثيرًا حتى نبغ في علم الشريعة. وكان يجادل المسيحيين ويناظرهم، فثبت له مجيء المسيح وأنه إله حقيقي، فآمن على يد القديس يسطس أسقف أورشليم وصار شماسًا، ونظرًا لكثرة علمه وفضيلته انتخبوه أسقفًا على أورشليم.
لما ملك أريانوس أمر ببناء ما هُدم من المدينة ثم بنى برجًا على باب هيكل اليهود ووضع على بابه لوحًا من رخام مكتوبًا عليه اسمه ومنع المسيحيين من الصلاة في الجلجثة ومن العبور في ذلك المكان، ولهذا فقد اشتد ساعد اليهود والأمم فضايقوا المسيحيين كثيرًا. فأصاب هذا الأب من جراء ذلك كثيرًا من البلايا والأحزان، فطلب إلى الله أن يأخذه إليه. فقُبلت طلبته وتنيّح بسلام، بعد أن أقام على كرسي الأسقفية سنتين.
العيد 3 برمودة.
 
قديم 25 - 10 - 2012, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 1982 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,864

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الأنبا يوحنا أسقف البرلس


← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

نشأته:

الشهير بـ"جامع السنكسار". وقد كان من ذوي الحسب والنسب ومن نسل الكهنة، وكان والداه يُكثران من الصدقة على المساكين، ولما توفّيا أخذ القديس يوحنا ما تركاه له وبنى به فندقًا، ثم جمع إليه المرضى، وكان يخدمهم بنفسه ويقدم لهم كل ما يحتاجون إليه.

رهبنته:

اتفق مجيء أحد الرهبان إليه فرأى عمله الحسن وأثنى عليه ثم مدح أمامه الرهبنة مبينًا له شرفها، فتعلق بها القديس ومال بقلبه إليها. وبعد أن رحل الراهب قام القديس فوزّع كل ما له على المساكين، وذهب إلى برية شيهيت، وترهب عند القديس دانيال قمص البرية حيث اشتهر بحرارة العبادة والنسك الكثير. ثم تفرد في وحدة، فحسده الشيطان وجنوده على حسن صنيعه هذا واجتمعوا عليه وضربوه ضربًا موجعًا حتى ظل مريضًا أيامًا كثيرة، بعدها شفاه السيد المسيح فتقوى وتغلب عليهم.

أسقف على البرلس:

دُعي من الله إلى رتبة الأسقفية على البرلس، وكانت توجد في زمانه بعض البدع فاجتهد حتى اقتلعها ورد أصحابها إلى الإيمان المستقيم.
ظهر في أيامه راهب من الصعيد كان يخبر بأمورٍ مدعيًا أن الملاك ميخائيل يُعرفه بها، فأضل كثيرين بخداعه. فرأى القديس أن عمل هذا الراهب من الشيطان، فأحضره إليه حيث اعترف بخطئه، فطُرد من البلاد.
وادعى آخر أن حبقوق النبي يظهر له ويعرفه الأسرار فتبعه كثيرون، فطرده أيضًا من بلاده بعد ما أبطل قوله كما أبطل أيضًا استعمال كتب كثيرة رديئة.
كان هذا القديس كلما صعد إلى الهيكل لتأدية خدمة القداس يصطبغ وجه وكل جسده باللون الأحمر كأنه خارج من أتون نار، وكان إذا قدّس تنحدر دموعه على خديه بغزارة، لأنه كان ينظر الطغمات السمائية على المذبح. وحدث في ثلاث مرات أنه كلما كان يضع إصبعه في الكأس للرسم يجد الكأس كنارٍ تتقد.
كان في أيامه أيضًا قوم مبتدعون يتناولون الأسرار المقدسة وهم مفطرون، وإذ نهاهم ولم ينتهوا حرمهم ومنعهم من شركة الكنيسة، ولما لم يطيعوا أمره سأل الرب فنزلت نار من السماء وأحرقت كبيرهم، فخاف الباقون ورجعوا عن بدعتهم.
لما أراد الرب أن يريحه من أتعاب هذا العالم أرسل إليه القديسين أنطونيوس ومقاريوس ليعرفاه بيوم انتقاله، فدعا شعبه وأوصاهم ثم تنيّح بسلام.
العيد 19 كيهك.

كتاباته:

أنبا يوحنا نعمة الله أسقف البرلس، وضع مقاله في قيامة السيد المسيح وقيامة الأجساد كتبها سنه 1218 وله ترجمة لسيرة القديسة دميانة.
 
قديم 25 - 10 - 2012, 05:55 PM   رقم المشاركة : ( 1983 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,864

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس الأنبا يوحنا أسقف غزه

← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

في الحادي عشر من شهر برمودة تذكار نياحة القديس يوحنا أسقف غزة.
 
قديم 25 - 10 - 2012, 05:57 PM   رقم المشاركة : ( 1984 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,864

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس يوحنا التبايسي

(القديس يوحنا الأسيوطي)


← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

نشأته:

يُدعى يوحنا الرائي إذ كانت له موهبة التنبؤ بالمستقبل، كما دُعي نبي مصر، ويوحنا السائح. قال عنه القديس يوحنا كاسيان: "نال موهبة النبوة من أجل طاعته العظيمة، فصار مشهورًا في كل العالم".
رآه القديس جيروم على أطراف مدينة ليكوس (أسيوط)، ووضعه في قائمة كتابه "مشاهير الآباء"، في الفصل الثاني وتحدث عنه في شيء من التفصيل، خاصة حديث القديس يوحنا معه هو ورفقائه، وهو حديث روحي عملي ممتع، اقتبس منه القليل.
يلقب أيضًا بيوحنا المتوحد الأسيوطي لأنه وُلد بمدينة أسيوط عام 305 م. كان أبواه مسيحيين، وكانت صناعته النجارة والبناء. في سن الخامسة والعشرين تنيّح والداه فسلَّم أخته وأمواله لعمه ثم ذهب لدير أنبا مقار حيث ألبسه الأنبا إيسيذورُس والأب أبامون الإسكيم.

في جبل أسيوط:

ظهر له ملاك بعد خمس سنوات وقال له: "قم امضِ إلى جبل أسيوط"، فجاء إلى الجبل الغربي على بعد خمسة أميال من مدينة أسيوط حيث بنى له ثلاث قلايات على سفح جبل قرب طيبة لهذا دُعي يوحنا التبايسي أو الطيبي: إحداها لحاجات الجسد، والثانية يعمل بها ليكسب خبزه، والثالثة للصلاة.
وخلال الثلاثين عامًا التي قضاها هناك كان يحصل على حاجاته من خلال طاقة، يقدمها منها خادمه. وكان من عادته أن يلتقي بالناس يومي السبت والأحد من خلال نافذته لإرشادهم وتعزيتهم.
قال لبلاديوس: "إنني قد حبست نفسي ثمانية وأربعين عامًا في القلاية لم أرَ فيها وجه امرأة، ولا رأيت نقودًا، كما أنني لم أنظر إنسانًا وهو يأكل، ولا رآني أحد آكلًا أو شاربًا".
اشتهر القديس بطاعته لمعلميه وأيضًا بموهبة شفاء الأمراض، وقد استحق أن يحصل على موهبة معرفة الأمور قبل حدوثها. وقد أنبأ الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير بانتصاره على الثائر مكسيموس.
ذات مرة أرادت خادمة للمسيح اسمها بؤمينيا Poeminia، وهي من أقارب الإمبراطور ثيؤدوسيوس، أن ترى القديس يوحنا، ولكنه رفض وأرسل لها كلمات معزية. ومما قاله لها: "لا تسلكي طريق الإسكندرية في رجوعِك لئلا تقعي في تجارب". إلا أنها نسيت هذه النصيحة فتعرضت لحادثة من بعض الأشرار الذين سطوا على المركب في النيل وضربوا خادمها، وبذلك جنت ثمرة النسيان لنصيحة القديس يوحنا.

لقاء مع بالاديوس:

زاره بالاديوس الذي سافر 18 يومًا حتى وصل إليه، وتنبأ له أن يُسام أسقفًا على هلينوبوليس Helenopolis. وبعد 25 عامًا من هذه الزيارة سجل لنا سيرته في كتابه "التاريخ اللوسياكي". كما زاره كاتب "تاريخ الرهبنة Historia Monochocum Aegypto والذي ترجمه روفينوس إلى اللاتينية.
روى لنا بالاديوس قصة لقائه مع هذا القديس، فقال أنه إذ كان في برية نتريا مع الأب أوغريس سأله عن فضائل القديس يوحنا الأسيوطي، فقال أنه يشتاق أن يعرف شيئًا عنه.
في اليوم التالي حبس بالاديوس نفسه في قلايته طول اليوم يطلب إرشادًا من الله. شعر باشتياقٍ للقاء معه، فسافر تارة مشيًا على الأقدام، وأحيانًا في النهر، وكان وقت فيضان النيل، وكانت الأمراض الصيفية منتشرة، فصار فريسة لها.
إذ بلغ إلى الموضع وجد مسكنه مغلقًا فانتظر حتى يوم السبت صباحًا. جاء إليه فوجده جالسًا عند نافذته يقدم مشورة لسائليه. حيّاه القديس يوحنا وتحدث معه خلال مترجم. وإذ جاء اليبسيوس والي المنطقة تحوّل إليه ليتحدث معه، وظلا يتحدثان مدة طويلة.
شعر بالاديوس بضيق وإهانة أنه تركه، لكن سرعان ما قال القديس للمترجم أن يخبره ألا يقلق. وإذ انصرف الوالي دعاه القديس وتحدث معه، وجاء في حديثه:
[لماذا أنت غاضب مني؟... لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضي (لو31:5). فإني إن كنت لا أقدم لك مشورة، يوجد إخوة وآباء آخرون يُعطوك مشورة. أما هذا الوالي فسلم نفسه للشيطان وقد جاء يطلب معونة.فليس من المعقول أن نتركه لأنك مهتم بخلاصك...
أحزان كثيرة تنتظرك...
يقترح عليك الشيطان الرغبة في رؤية أبيك وأن تعَّلم اخوتك الحياة التأملية.
عندي لك أخبار سارة وهي أن كل منهم تحول إلى طريق الخلاص.]
سأله القديس يوحنا: "أتريد أن تكون أسقفًا؟"
أجابه بلاديوس: "أريد فعلًا".
سأله: "أين؟"
أجاب: "في المطبخ على الموائد والأواني. أفحصها كأسقف ناظرٍ عليها، وإذا وجدت محتوياتها رديئة أحرمها وإذا وجدت الطعام محتاجً إلى ملح أو توابل أضعها. هذه هي إيبارشيتي، لأن شهوة بطني عيّنتني ابنًا لها".
ابتسم وقال له: "كف عن التلاعب بالألفاظ. إنك ستُسام أسقفًا وتُقاسي من ضيقاتٍ كثيرة. فإن أردت الهروب من الضيقات فلا تترك البرية لأنه لا يوجد فيها أحد له سلطان أن يسيمك أسقفًا".
بعد ثلاث سنوات نسي بالاديوس هذه النصيحة، وإذ أصيب بمرضٍ في الطحال والمعدة أخذه الإخوة إلى الإسكندرية. نصحه الأطباء أن يذهب إلى فلسطين لأن مناخها أنسب له. ومن هناك ذهب إلى بثينية بجوار غلاطية موطنه الأصلي، وسيم أسقفًا. نُفي وحُبس في حجرة مظلمة لمدة 11 شهرًا فتذكر ما قاله له القديس يوحنا.

مع اللصوص:

ظن أربعة لصوص أن لديه كثرة من الأموال بسبب تحاشد الجماهير عليه لنوال موهبة الشفاء أو التمتع بمشورة روحية. في الليل نقبوا باب المغارة فأُصيبوا بالعمى وظلّوا خارج القلاية حتى الصباح، أرادت الجماهير تسليمهم للوالي أما هو فقال: "اتركوهم، وإلا تفارقني موهبة الشفاء".

سيدة تلح على رؤيته:

كانت إحدى النساء تلح على رجلها أن ترى القديس. وجاء الرجل وهو من الأشراف يطلب من القديس أن يسمح لزوجته أن تراه، فكانت إجابته: "هذا الأمر مستحيل". وإذ صممت الزوجة ألا تسافر حتى ترى القديس، قال القديس يوحنا لرجلها: "سأظهر لها في هذه الليلة، لكن لن أسمح لها أبدًا برؤية وجهي بالجسد".
في الليل ظهر لها القديس في حلم، وقال لها: "ما عسى أن أفعل لك يا امرأة؟ لماذا تحرصين بشدة أن تري وجهي؟ هل أنا نبي أو بار؟ إني خاطئ وشهواني مثلك، وها قد صلّيت من أجلك ومن أجل زوجك ولموضع إقامتك، فإن آمنتِ يكون لكِ، فسافري بسلام". وإذ قامت من نومها روت لرجلها ما رأته وسمعته ووصفت له شكله وهيئته، وقدمت الشكر لله. وإذ رأى القديس يوحنا رجلها قال له قبل أن يتكلم: "لقد حققت طلب زوجتك ورجاءها، وعليك ألا ترى وجهي بعد"، فانصرف بسلام.

تواضعه:

يروي لنا القديس جيروم: "كان القديس لا يُجري معجزات الشفاء جهرًا، بل كان يصلي على الزيت ويعطيه للمتألمين والمرضى فيبرءون".

حزمه:

كان يتحدث مع القادمين إليه ويخبرهم بما فعلوه سرًا، كما كان يشير إلى غضب الله وما سيحل عليهم من كوارث بسبب خطاياهم.

لقاؤه مع القديس جيروم:

يقول القديس جيروم:
[لقد رأينا عجائب، فقد كنا سبعة أجانب، ذهبنا إلى القديس، وبعد السلام فرح بنا.
طلبت منه قبل كل شيء أن يصلي من أجلنا كعادة كل آباء مصر. ثم سألني إن كان بيننا كاهن أو شماس، وإذ قلنا له أنه لا يوجد عرف أن بيننا شماس أخفى رتبته تواضعًا. أشار إليه القديس بيده قائلًا: "هذا هو الدياكون"، وأخذ القديس يده من خلال النافذة وقبّلها، وطلب منه ألا ينكر نعمة الله المعطاة له، سواء كانت صغيرة أو عظيمة.
وإذ كان أحدنا يرتعش وهو مريض بحمى شديدة طلب من القديس أن يُشفيه، فقال له: "هذا المرض لصالحك، لأنه قد ضعف إيمانك، ثم أعطاه زيتًا وطلب منه أن يدهن نفسه به، كما رسمه بالزيت فتركته الحُمى وسار على قدميه معنا.]
يكشف لنا القديس جيروم عن محبته العجيبة واهتمامه بالآخرين وبشاشته إذ يقول:
[رحَّب بنا القديس كأولاد لأبيهم لم يلتقوا به منذ مدة طويلة.
وأجرى معنا حوارًا، وقال: "من أين أتيتم يا أبنائي؟
ومن أيّ بلد؟
لقد أتيتم إلى إنسانٍ مسكينٍ وبائس!"
وقد ذكرنا له اسم بلدنا، وأننا جئنا إليه من أورشليم لمنفعة نفوسنا...
ثم قال: "... لا يظن المرء أنه قد اقتنى معرفة كاملة، بل القليل جدًا منها. يليق بنا أن نقترب إلى الله بطرق معتدلة وبإيمان. وأن يبتعد محبْ الله عن الماديات حتى يقترب إلى الرب ويحبه. كل من يبحث عن الرب بكل قلبه يبتعد عن كل ما هو أرضي!"
يليق بنا أن نهتم بمعرفة الله قدر المستطاع، لأنه لا يمكن الحصول على معرفة كاملة عنه. وهو يكشف لنا بعض أسراره. وسيعرف المرء ما سيحدث قبل وقوعه، وتُعلن له رؤى مجيدة، كما ظهرت للقديسين، ويعمل أعمالًا عظيمة، وكل ما يطلب من الله يعطيه...
لا تيأسوا في هذا البلد لأننا في وقت محدد سنُرسل إلى عالم الراحة. ولا يتعالى أحد بأعماله الصالحة بل يظل في حالة توبة دائمة...
الحياة الديرية بجوار القرى قد أضرت الكاملين...
أرجو يا أبنائي من كل واحدٍ منكم قبل كل شيء أن يعيش حياة التواضع، لأنه أساس كل الفضائل.]
روى لهم أيضًا أمثلة لرهبان سقطوا وتابوا فبلغوا درجات عظيمة في الروحانية، كما حدثهم عن متوحدين كانوا يحرصون على خلاصهم وكمالهم في الرب.
أشار إلى متوحدٍ لم يهتم بالطعام سواء كان حيوانيًا أو نباتيًا، بل كان قلبه متعلقًا بالرب، مترقبًا مغادرته للعالم، فكان الله يكشف له عن أمجاد الدهر الآتي، وكان جسده مملوء صحة حتى شيخوخته، وكان يجد طعامًا على مائدته. كان كثير التسبيح فلا يشعر بالجوع.
يختم القديس جيروم الفصل بقوله أن القديس يوحنا كان يتحدث معهم بكلمات ومحادثات لمدة ثلاثة أيام حتى الساعة التاسعة، أي الثالثة بعد الظهر، وقد أخبرهم بوصول رسالة إلى الإسكندرية تُعلن عن نصرة الإمبراطور ثيؤدوسيوس وقتل الطاغية أوجينيوس (عام 394 م)، وقد تحقق كل ما قاله.

مؤلفاته:

له مؤلفات عديدة عن الرهبنة والآلام والكمال والفضائل واللاهوت والصلوات وتفسير لبعض آيات العهد الجديد، كما اشتهر بأقواله عن محبة الله وعمل الرحمة وملكوت السموات. وأخيرًا تنيّح بسلام بعد أن قارب المائة عام، وذلك في اليوم الحادي والعشرين من هاتور، وتعيد له الكنيسة الغربية في 27 مارس.

من كلماته:
1. من ينشغل بالسماويات يقف غير مشتت في حضرة الله، دون أي قلق يسحبه إلى الوراء. يقضي حياته مع الله، منشغلًا بالله، ويسبحه دون انقطاع.
2. من تأهل لمحبة الله، عنده محبة الناس محبوبة جدًا أكثر من حياته. لو استطاع أن يساعدهم حتى بموته، فإنه يحب أن يبذل حياته عِوضًا عن حياتهم، لكي بأحزانه يجدون هم راحة.
3. محب الفقراء يكون كمن له شفيع في بيت الحاكم، ومن يفتح بابه للمعوزين يمسك في يده مفتاح باب الله.
4. القربان الروحي هو تقديم أفكار طاهرة تقترن بذكر الله... والمذبح الروحي هو العقل المرتفع عن تذكارات العالم... والكنيسة الروحية هي الإيمان والتمتع بالأسرار الإلهية.
5. لا تعمل مع سيد الكل من أجل موهبة يعطيها لك، لئلا يجدك محبًا لمقتنياته وبعيدًا عن حبه شخصيًا.
 
قديم 25 - 10 - 2012, 06:00 PM   رقم المشاركة : ( 1985 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,864

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيد يوحنا الجندي

← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

في الثالث من شهر بابه تعيّد الكنيسة بتذكار استشهاد القديس يوحنا الجندي من بلدة أشروبة.
 
قديم 25 - 10 - 2012, 06:00 PM   رقم المشاركة : ( 1986 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,864

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الشهيد يوحنا الجندي


← اللغة القبطية: abba Iwannhc.
كان جنديًا من خاصة الملك دقلديانوس واستشهد في الإسكندرية مع القديس أباكير.
وقد وردت سيرتهما في حرف "أ" من قسم سير القديسين والقديسات هنا بموقع الأنبا تكلا تحت: "أباكير ويوحنا القديسان".
العيد 6 أمشير.
 
قديم 25 - 10 - 2012, 06:01 PM   رقم المشاركة : ( 1987 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,864

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس يوحنا الجندي


← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

وُلد من أبوين مسيحيين تقيين، ولما كبر انتظم في سلك جنود الملك يوليانوس الكافر. وحدث أن أرسله يوليانوس مع بعض الجنود لاضطهاد المسيحيين. فكان يتظاهر بموافقة الجنود على اضطهادهم، ولكنه كان في الحقيقة يدافع عنهم ويساعد المحتاجين منهم، ومع هذا كان مداومًا على الصوم والصلاة والصدقات، وعاش عيشة الأبرار حتى تنيّح بسلام.
قد أظهر الله من قبره عجائب كثيرة.
العيد 5 مسرى.
 
قديم 25 - 10 - 2012, 06:02 PM   رقم المشاركة : ( 1988 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,864

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القمص يوحنا الحومي

← اللغة القبطية: Iwannhc.

وُلد سنة 1875 م. وعاش حوالي 86 سنة، منها 38 سنة في الكهنوت و48 سنة في الحياة "العلمانية" إن صح التعبير. رُسِم كاهنا على كنيسة دير الأمير تادرس بالحوامدية، وانتقلت زوجته بعد رسامته كاهنًا، فاتجه للنسك والزهد فعاش الحياة البسيطة بروحانيتها، وكان يخدم أكثر من عشرة بلاد مختلفة تفصلها مساحات شاسعة فكان يرعاها بأمانة.
كان الكهنوت عنده خدمة مقدسة وليست وظيفة يؤديها برتابة، وقد تتلمذ على يديه كثير من الآباء الكهنة المعاصرين، فلمسوا فيه الروحانية العالية. أنشأ مع أخيه القمص جرجس كنيسة مار جرجس بأم خنان بالجيزة في عام 1953 م.
تميّز هذا الأب بالبساطة الشديدة ومحبة الغرباء والعطف على كل من يسأله، ونظرًا لقلة إيراده كان الرب يرسل له كل يوم نقودًا فضية يجدها تحت وسادته.
صنع الله على يديه معجزات عديدة، منها معرفته بالغيب وشفاء الأمراض. وقد ارتبط بصداقة قوية مع الشهيد الأمير تادرس الذي خدم على مذبحه، وتمتع بظهورات روحية له.
تنبأ بيوم نياحته قبلها بأسبوع وقال أنه سيكون احتفال كبير، وقد ظهر الشهيد الأمير تادرس حبيبه في قبة الكنيسة أثناء الصلاة عليه، واستمر ظهور نور فوق قبره لعدة ليالٍ مختلفة بعد دفنه في المقبرة التي تقع خارج المدينة، وكانت نياحته في يوم 8 ديسمبر سنة 1961 م.
 
قديم 25 - 10 - 2012, 06:07 PM   رقم المشاركة : ( 1989 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,864

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس الأب يوحنا الدمشقي اللاهوتي

← اللغة القبطية: abba Iwannhc.

نشأته:

ولد منصور بن سرجون بن منصور حوالي عام 676 م. في دمشق، عاصمة الأمَويّين آنذاك. وكان من عائلة عريقة غنية ذات حظوة، عُرفت بحبها للعلم، وبمكانتها السياسية والاجتماعية. يرى البعض أن أصل الأسرة من الروم وآخرون من العرب، لكن الغالب أنهم من أصلٍ سرياني.
كان جده موظفًا كبيرًا في المالية البيزنطية بدمشق؛ وعندما فتحها خالد بن الوليد عام 635 م. استبقاه العرب في إدارتهم. وفيما بعد اعتمد معاوية ابنه سرجون أو سرجيوس في إدارة شئون الخلافة، وكذلك يَزيد وعبد الملك. وقام منصور، صاحب السيرة، بخدمة الإدارة الأموية من أواخر خلافة عبد الملك حتى أواخر عهد يزيد الثاني (720-740 م).
نال منصور منذ نعومة أظفاره ثقافة أدبية وفلسفية ودينية على يدي راهب من جزيرة صقلية من أسرى الحرب، أسره المسلمون في غزوة شنّوها على شواطئ إيطاليا وساقوه مع غيره إلى دمشق. اشترى سرجون الراهب ثم حرره وعهد إليه بتعليم ابنيه منصور وقزما (ابنه بالتبني). أتقن منصور اليونانية لغة الطبقة المتعلمة الأصلية، وقد جاءت كتاباته باليونانية. كانت الدواوين كلها باللغة اليونانية، حيث نقلت إلى العربية في عهد عبد الملك بن مروان (حوالي 705 م).
قام الراهب بتثقيف منصور وقزما وتعليمهما الحساب والهندسة والفلك والمنطق والفلسفة واللاهوت والموسيقى.

حياته النسكية:

القديسين بالحروف الأبجدية



أيقونة القديس الأنبا يوحنا الدمشقي، القرن 19، الفنان نعمة ناصر حمصي
إذ توفى سرجون احتل منصور مركز أبيه بينما اختار معلمه قزما وأخوه بالتبني قزما الحياة الرهبانية في دير مار سابا.
إذ بلغ منصور حوالي الثلاثين من عمره ترك مركزه، والتحق بالدير مع معلمه وأخيه. يرى البعض أنه ذهب إلى الدير بعد شفائه من قطع يده كما سنرى في الحديث عن محاربته لمقاومي الأيقونات المقدسة.
يرى آخرون أنه كان لمقاومته البدع الغربية أبعد الأثر، إذ قد أثارت نوبة من الغضب الجارف في نفس إمبراطور القسطنطينية، فبعث تحت تأثير هذا الغضب برسالة إلى الخليفة هشام أوقع فيها بيوحنا الدمشقي (John of Damascus وباليونانية ونطقها: Ιωάννης Δαμασκήνος Iôannês Damaskênos)، وتأثر الخليفة بدوره فطرده من بلاطه. وبعد سنوات عرف الخليفة الحق وندم على طرده، فأرسل إليه يرجو منه العودة إلى بلاطه، على أن يوحنا الدمشقي شكر للخليفة عطفه ولكنه رفض العودة إلى حياة القصور، وفضل أن ينزوي في أحد جبال فلسطين حيث قضى بقية حياته كراهبٍ بسيطٍ.
قيل أنه إذ ذهب إلى الدير فرح به رئيس الدير، إذ أدرك سموه الروحي والأدبي ورفضه كرامة العالم وغناه. ولكن إذ أراد تسليمه لأحد الشيوخ رفض أغلب الشيوخ قبوله في الدير بحجة أن علمه الغزير ومركزه الاجتماعي وقدره الرفيع يعوقه عن الخضوع والطاعة. لكن أحد الشيوخ البسطاء قبله بشرط الطاعة الكاملة ونسيان كل ما تعلمه من فلسفات وعلم ومعرفة.
عاش يوحنا الراهب في طاعة كاملة لمعلمه حتى حدث أن تنيّح شيخ راهب وكان له أخ حزن عليه حزنًا شديدًا. طلب الأخ أن يكتب له ملحنة يتعزى بها (لازالت تترنم بها الكنيسة البيزنطية في جناز المنتقلين)، رفض الأب يوحنا ذلك (الطلب) طاعة لمعلمه الذي اشترط عليه نسيان كل ما تعلمه من فلسفات وعلم ومعرفة، لكنه تحت الإلحاح وشعوره بمرارة الأخ كتب الملحنة. سمع معلمه بذلك فطرده.
ذهب يتوسل إلى بعض الشيوخ لكي يشفعوا عنه لدى معلمه، لكن المعلم رفض شفاعتهم عنه. وأخيرًا تحت الإلحاح طلب تأديبه بقانونٍ، وهو تنظيفه للمراحيض.
انصرف الشيوخ وهم في غمٍ وخجلٍ، وإذ التقى بهم الأب يوحنا قالوا له في حزنٍ أن معلمه رفض شفاعتهم، وأنه سن قانونًا لتأديبه لم يسمعوا عنه من قبل. وإذ عرف بالقانون قام بسرعة بتنظيف المراحيض.
شاهده معلمه فخجل جدًا من طاعته وتواضعه، فأسرع إليه وأمسكه بكلتي يديه وقبّل رأسه وأعاده بفرحٍ شديد.
بعد أيام قليلة ظهرت السيدة العذراء لمعلمه في حلم تقول له:
"لماذا تسد الينبوع فلا يفيض ويجري؟
فإن يوحنا عتيد أن يزين كنيسة المسيح بأقواله وأعياد القديسين بتسبيحه، ويتنغم جماعة المؤمنين بعذوبة ألفاظه.
فإن الروح القدس ينطلق على لسانه".
بالفعل قام من النوم والتقى بتلميذه وطلب منه ألا يكف عن الكتابة معتذرًا بأن فعله كان عن غباوة وعدم معرفة.
جاء في الملحنة المذكورة ما ترجمه(1):
"بالحقيقة إن كل ما في العالم باطل،
والعالم أيضًا كالظل والمنام،
وباطلًا يضطرب كل ترابي، كما قال الكتاب.
فإذا ما نحن ربحنا العالم،
نسكن حينئذ القبر،
حيث الملوك والفقراء معًا،
فلذلك نيّح أيها المسيح نفس عبدك المنتقل
بما أنك محب للبشر".

محاربة مقاومي الأيقونات أو الأيقونوكلاستس:

ظهرت حركة الأيقونوكلاستس (أيقونوكلاستس، أيقونوستاسيس) حوالي عام 725 م. تحارب استخدام الأيقونات المقدسة. أفسدت هذه الجماعة سلام الكنيسة البيزنطية في القرن الثامن وبدء القرن التاسع، وكان لها أثرها على الغرب أيضًا. أما بالنسبة للإسكندرية فقد كانت قد أنهت علاقتها بالقسطنطينية (بيزنطة) وروما خاصة بعد دخول العرب مصر.
جاءت هذه الحركة ثمرة إساءة البعض استخدام أيقونات القديسين ورفاتهم. قام جماعة من الأساقفة يقاومون استخدام الأيقونات، التفوا حول الإمبراطور البيزنطي، لاون الثالث، يطلبون منه مساندتهم، بحجة أنها تعثر غير المسيحيين. أصدر الإمبراطور منشوره عام 726 م. بتحطيم الأيقونات بالقوة.
قام الجند بتحطيم صورة السيد المسيح على الباب النحاسي للقصر، كما قام قائد بضرب الصليب الذي على البلاط الإمبراطوري بالفأس، مما أثار الشعب وقامت بعض النسوة بسحب السلم الذي كان القائد واقفًا عليه لتحطيم الصليب فسقط القائد فاقد النطق وأمر الإمبراطور بإعدامهن.
في هذه الآونة نشر الأب يوحنا الدمشقي ثلاث مقالات ضد مقاومي الأيقونات موضحًا التمييز بين تكريم الأشخاص الممثلين في الأيقونة وبين السجود لله للعبادة.
اختلف الدارسون في تحديد ما إذا كان منصور بدأ دفاعه عن الأيقونات وهو عامل في الديوان أم بعد التحاقه بالدير.

قطع يده:

أمر الإمبراطور لاون بقطع يده، متهمًا إيّاه بالخيانة زورًا. دخل الأب يوحنا حجرته وانطرح على الأرض أمام أيقونة القديسة مريم وطلب شفاعتها عنه أمام الرب، وألصق كفّه المقطوع بزنده. غفت عيناه ورأى القديسة مريم تخبره بشفائه. نهض فرحًا وصار يسبح الله.
وشى البعض به لدى أمير دمشق بأنه دفع أموالًا كثيرة لكي تُقطع يد شخصٍ آخر بدلًا من يده، فاستدعاه الأمير وإذ رأى أثر القطع دُهش وسأله عمن شفاه. أجاب: "مسيحي طبيب ماهر، وهو على ما يشاء قدير، ولذلك لم يعسر عليه برئي، بل سارع في إنجاز أمري". طلب منه الأمير أن يرجع ويعمل في الديوان، لكنه توسل إليه أن يطلقه. فوزع كل ماله وذهب إلى دير مار سابا ببيت القدس.

يتشكك البعض في قصة قطع يده وشفائها:

يرى البعض أن الخليفة عرض عليه اعتناق الإسلام، فقد اشتهر يزيد الثاني بتضييقه على المسيحيين في أمر تكريم الأيقونات، وربما خيّره بين جحد المسيح أو الوظيفة، فاختار ترك الوظيفة.
التحق بالدير وتغيّر اسمه إلى يوحنا.
يحتفظ الفن البيزنطي بأيقونة السيدة العذراء ذات الأيدي الثلاثة رمزًا لهذه المعجزة.

حرمانه:

بعد موت الإمبراطور لاون انتهج قسطنطين الخامس (كوبرونيموس 741-775 م) منهج أبيه. وفي عام 754 م. أمر بعقد مجمع في الهييرا Hiera حضرة 338 أسقفًا رفضوا تكريم الأيقونات المقدسة وحرموا أشهر المدافعين عن هذا التكريم وهم جورجيوس القبرصي وجرمانوس بطريرك القسطنطينية ومنصور. وفي عام 787 م. انعقد المجمع النيقاوي الثاني (لم تشترك فيه الكنائس غير الخلقيدونية) يثبت تكريم الأيقونات المقدسة، ورُفعت الحروم عن الثلاثة المدافعين عنها.

أعماله الأدبية الدينية:

اعتكف يوحنا في صومعته بدير مار سابا يؤلف مع أخيه بالتبني قزما التسابيح والقوانين الكنسية. لازالت الكنيسة البيزنطية تستخدم هذه التسابيح، وتدعوه "مجرى الذهب".
أُنتخب أخوه قزما أسقفًا على مايوما، المعروفة حاليًا بميليس، بالقرب من غزة. طلب قزما من أخيه أن يرسمه كاهنًا فرفض، غير أن بطريرك أورشليم سامه كاهنًا بغير إرادته، في حوالي عام 735 م.
تنيّح على الأرجح عام 749 م. في ديره بعد أن قضى حياة نسكية طويلة وفي الكتابة. وفي عام 1890 م. أعلن بابا روما لاون الثالث عشر أنه معلم المسكونة.
من أروع ما قاله ردًا على محاولة فرض الخلقيدونيين عقيدتهم بالقوة وسلطان الإمبراطور: "إن الذي يحكم بالقوة ليس أبًا ولكنه سارق، لأن الأب يستعين بالمنطق لإقناع أولاده".

كتاباته:
1. ينبوع المعرفة: وهي موسوعة لاهوتية، كتبها في أواخر حياته بناء على طلب أخيه. تضم 3 أجزاء: تعريفات فلسفية وبيان الهرطقات والإيمان الأرثوذكسي أو كتاب المائة مقالة.
2. مختصر الإيمان الأرثوذكسي.
3. مقالة عن الثالوث القدوس.
4. مقالة عن الثلاثة تقديسات.
5. مقدمة عامة عن العقائد، ربما جمعها تلاميذه في أول حياته بالدير.
6-8. ثلاث مقالات للدفاع عن الأيقونات المقدسة.
9. مقالة ضد أسقف يعقوبي (فيه يرفض القول بالطبيعة الواحدة).
10. مقالة ضد المانوية.
11. جدال بين مسلم ومسيحي: يدافع عن التجسد، ويرفض نظرية القضاء والقدر.
12. مقالة ضد الساحرات.
13. مقالة في الطبيعة المركّبة.
14. مقالة في أن للمسيح إرادتين.
15. مقالة ضد النساطرة القائلين بأن للمسيح شخصين وطبيعتين.
16. مجادلة يوحنا الأرثوذكسي مع رجل مانوي.
17. شرح رسائل القديس بولس: استوحاه من كتابات القديس يوحنا الذهبي الفم والقديس كيرلس السكندري.
18-21. أربع مقالات في النسك عن: الصوم، الأرواح الشريرة الثمانية، والفضائل والرذائل، المواعظ.
22. وضع كتبًا عن الطقوس مع تسابيح وأناشيد دينية.
_____
 
قديم 25 - 10 - 2012, 06:18 PM   رقم المشاركة : ( 1990 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,864

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس يوحنا الذهبي الفم

يوحنا فم الذهب | ذهبي الفم
القديسين بالحروف الأبجدية


← اللغة القبطية: pi`agioc Iwannhc pi`xrucoctomoc.

يوحنا فم الذهب، أو يوحنا ذهبي الفم: يرسم لنا هذا الأب، بسيرته وعظاته وكتاباته أيقونة حيّة لحياة الكنيسة التي لا يحصرها زمان، ولا يطويها تاريخ.
ففي سيرته نختبر الكنيسة السماوية المتهللة، المُعاشة على الأرض وسط الآلام. فقد أحب يوحنا الحياة الملائكية، وعشق البتولية، ومارس التسبيح والترنيم، وانطلقت نفسه من يومٍ إلى يومٍ نحو الأبديات. لكنه في هذا كله لم يتجاهل الواقع كإنسان يحمل جسدًا ويسكن على الأرض بين البشر، لذا مارس إيمانه بالأبدية خلال واقع عملي، سواء في بيت أمه، أو ديره أو وحدته أو في دار الأسقفية كاهنٍ أو أسقفٍ، على منبره وسط استحسانات الجماهير أو في منفاه.

لله در النساء:

القديسين بالحروف الأبجدية



أيقونة حديثة تصور القديس يوحنا ذهبي الفم
في إنطاكية إذ كان ليبانيوس Libanios أعظم خطباء عصره يحتضر، التف حوله تلاميذه يسألونه عمن يخلفه، فتنهد الفيلسوف الوثني قائلًا: "يوحنا لو لم يسلبه المسيحيون منّا!"
فقد اكتشف هذا الفيلسوف السوري مواهب تلميذه يوحنا وفصاحته، وكان يأمل أن يسلمه قيادة مدرسته من بعده، غير أن كنيسة بيته كانت أقدر على جذب قلبه!
لقد مات الوالي سكوندس Secondus قائد الجيش الروماني migidter militum بسوريا، تاركًا زوجته أنثوسا Anthusa في السنة الرابعة من زواجها وهي لا تزال في ريعان شبابها وبهجة الجمال مع وفرة الغنى. تركها في العشرين من عمرها فحام الشبان حولها يطلبون ودها، لكنها وضعت في قلبها أن تكرس حياتها لخدمة طفليها: ابنتها التي سرعان ما انتقلت، ورضيعها يوحنا الذي وُلد بمدينة إنطاكية نحو سنة 347 م.
لقد كرست أنثوسا حياتها في جديّة لتربية طفلها، لينشأ غصنًا حيًا وفعّالًا في كرم الرب. ولقد لمس جميع معارفها من مسيحيين ووثنيين ما فعلته هذه الأم في حياة ابنها، حتى اضطر الفيلسوف الوثني ليبانيوس أن يشهد عنها قائلًا: "لله درّ النساء عند المسيحيين!"
القديسين بالحروف الأبجدية
ثقافته:

تشرب يوحنا روح الحق على يدي أمه التقية التي أرضعته لبن تعاليمها منذ الطفولة. لكنها لم تكتفِ بهذا بل اجتهدت في تثقيف عقله بالعلوم والمعارف، فأودعته لدى ليبانيوس يتدرب على البلاغة والمنطق، ولدى أندروغاثيوس Androgathius يدرس الفلسفة.
القديسين بالحروف الأبجدية
نبغ يوحنا نبوغًا فريدًا، وأعجب به كثيرون، فتنبأ الكل له بمستقبلٍ باهرٍ ومركزٍ سامٍ. وأحس هو بذلك فأراد إظهار قدراته ومواهبه بممارسته المحاماة نحو عامين. كان يرفع إلى القضاء دعاوى المظلومين والفقراء ببلاغة وفصاحة، حتى صار يوحنا محط آمال الكثيرين والكثيرات، يتوقعون له منصبًا قضائيًا في وقت قصير.
القديسين بالحروف الأبجدية
أما هو فإذ تبسّمت له الدنيا انجذب إلى ملاهيها ومسارحها وأنديتها، لكن تعاليم أمه بقيت حيّة في داخله، فكان بين الحين والآخر يتوق لو كرس حياته للفلسفة الحقة فيمارس الإنجيل ويعيش من أجل الأبدية.
مضى إلى مدينة أثينا وتعلم الحكمة اليونانية في إحدى مدارسها وفاق كثيرين في العلم والفضيلة.
مع رفيق الصبا باسيليوس:

كانت يد الله تعمل في حياته، فبعثت إليه صديقه القديم، رفيق الصبا، باسيليوس، الذي كان يسلك بحياة إنجيلية تقوية، الذي روى عنه يوحنا نفسه قائلًا: "مال الميزان بيننا، فعَلَتْ كفّته، وهبطت كفتي تحت ثقل شهوات هذا العالم والأهواء التي ينغمس فيها الشباب".
بدأ باسيليوس يستميله نحو حب الله، فانجذب يوحنا، واشتاق لو كرس كل حياته للتعبد ودراسة الكتاب المقدس، فترك المحاماة وتلقفه مليتيوس Meletius أسقف إنطاكية الأرثوذكسي، وتلمذه ثلاث سنوات، ثم منحه سرّ العماد حوالي عام 369 م. أو 370 م.، وهو في حوالي الثالثة والعشرين من عمره، وكان العماد بداية انطلاقة روحية جادة. إذ يقول عنه بالاديوس Palladius أنه منذ ذلك الحين "لم يحلف قط، ولا افترى على أحد ما، ولا نطق بكلمة باطلة، ولا سبّ ولا حتى سمح بأي مزاح طريف".
الشرارة تلتهب!

القديسين بالحروف الأبجدية



لوحة فسيفساء فريسكو تصور القديس يوحنا ذهبي الفم
انجذب الأسقف مليتيوس إلى جمال شخصيته، وسمح له بمرافقته على الدوام، مدركًا بعين النبوة ما يكون عليه. وأقامه قارئًا أو أغنسطسًا Anagnostes عام 270. حلت عليه نعمة الله فوضع ميامر ومواعظ وفسر كتبًا كثيرة وهو بعد شماس.
تأجيل رهبنته:

لم يكن يحتمل صديقه باسيليوس مفارقته لحظة واحدة. كان يحثه على الدوام أن يتركا بيتهما ويسكنا معًا أو يلتحقا بالدير، لكن نحيب أمه المستمر عاقه عن تلبية طلبه. ففي طاعة أذعن يوحنا لتوسلات أمه الأرملة التقية ودموعها، إذ رأى من الحكمة أن يخضع لها ويطيعها، فقد تركته حرًا يتفرغ للعبادة والتأمل والدراسة، ممارسًا حياته النسكية الإنجيلية بغير عائقٍ.
فإن كانت ظروفه لا تسمح له بالدخول في الحياة الرهبانية الديرية، لكن الرهبنة ليست مظهرًا إنما هي في جوهرها حياة داخلية يستطيع يوحنا أن يمارسها في العالم حتى يشاء الله له أن ينطلق في الوقت المناسب!
للحال حوّل يوحنا بيت أمه إلى شبه قلاية، لا بالاسم أو الشكل، لكن فيه انعزال عن الاهتمامات الزمنية ليمارس "وحدته مع الله" ودراسته في الكتاب المقدس. عاش يوحنا ناسكًا، يحب الله ويهيم في التسبيح له، يكثر الصلاة ويقلل الطعام، يفترش الأرض وينام القليل، ممارسًا السكون في بيته ليرتفع قلبه نحو السماء، مختبرًا "الحديث مع الله".
لعله في هذه الفترة التقى بالأب ثيودور الذي كان رئيسًا لجماعة رهبانية بجوار إنطاكية ومعلمًا لمدرسة إنطاكية يدافع عن قانون الإيمان النيقوي ضد الوثنيين والهراطقة، مقتبسًا منه منهجه الحرفي والتاريخي في تفسير الكتاب المقدس، والذي انضم لجماعته فيما بعد.
هروب من الأسقفية:

كان يوحنا بلا شك على اتصال دائم على الأقل بإحدى الجماعات الرهبانية، ليختبرها في بيته.
حيث بدأت رائحة المسيح الذكية تفوح في قلبه بقوة وانطلقت في بيته انجذب الكثيرون اليه، أما هو فكان حريصًا على "الوحدة" واذ خلا كرسيان في سوريا اتجهت الأنظار حالًا نحو يوحنا وصديقه باسيليوس ليتسلما العمل الرعوي. قال يوحنا: "شاع بغتة خبر أزعجنا كلينا، أنا وباسيليوس، وكان حديث القوم أن نرقى إلى المقام الأسقفي. حين وقفت على هذا النبأ، أخذ مني الخوف والقلق كل مأخذ كنت أخشى أن ألزم على قبول السيامة الأسقفية، وبقيت مضطربًا..."
إذ التقى بصديقه باسيليوس لم يكشف له شيئًا، ليس خبثًا، لكن من أجل خير الكنيسة.
ربما تحادثا معًا في العمل الأسقفي وبركة البحث عن الخراف الضالة في صدق وأمانة، فحسب باسيليوس في هذا الحديث موافقة ضمنية على قبول السيامة. خاصة أنه يعلم أكثر من غيره ما يكنه قلب يوحنا صديقه من شوق جاد نحو خدمة النفوس.
رضخ باسيليوس للسيامة متوقعًا بفرحٍ سيامة صديقه يوحنا، ليعملا معًا بروح واحد، يسند أحدهما الآخر. لكن جاء دور يوحنا فاختفى في الجبال الأمر الذي أحزن قلب باسيليوس، فاضطر أن يكتب اليه يؤنبه على فعله هذا وخداعه له، أو ما يسميه خيانة العهد.
لم يرد يوحنا أن يترك صديقه متألمًا، فكتب إليه فيما بعد مقالًا غاية في الابداع، يكشف له عن حقيقة موقفه بروح صريح واضح، تواضع مع محبة وعلم غزير... ألا وهو مقاله "عن الكهنوت De Sacredotio" المؤلف الذي يغذي أجيالًا من الكهنة والخدام.
كتب في بلاغة بروحانية صادقة، فبكل تواضعٍ يروي في غير خجل أن توقفه عن دخول الدير سره دموع أمه، ثم عاد يتحدث عن العمل الكهنوتي كعملٍ الهيٍ فائقٍ، هو عمل السيد المسيح نفسه، العامل في كهنته. وفي غير خجل يعلن شوقه للخدمة بل وشهوته لها، فهو لم يهرب إلى الجبال هربًا من الأسقفية، لكنه مع شوقه لها يشعر بعدم أهليته!
رهبنته:

هدأت عاصفة رسامته أسقفًا فعاد إلى الظهور في إنطاكية، لكن سرعان ما تنيّحت والدته فخلا له السبيل إلى الانطلاق نحو الحياة الديرية بجوار إنطاكية، يسعد بأربع سنوات من أعذب أيامه، يقضيها في التأمل والصلاة والدراسة تحت قيادة شيخ مختبر يدعى ديؤدور، والذي يعتبر أحد مؤسسي مدرسة إنطاكية اللاهوتية، وقد رسم أسقفًا على طرسوس فيما بعد.
وكان يزامله صديقاه منذ الدراسة عند ليبانيوس وهما ثيؤدور الذي صار أسقفًا على الميصة Mopsuestia ومكسيموس الذي صار أسقفًا على كيليكية.
على أى الحالات، فهؤلاء في مجموعهم لا يمثلون مجرد مجموعة نسكية بل وأيضًا جماعة دراسية، وضعوا على عاتقهم تفسير الكتاب المقدس بالمنهج الأنطاكي، ألا وهو المنهج اللغوي أو الحرفي، التاريخي. يقوم هذا المنهج على التفسير البسيط حسبما تشرحه اللغة، لذا دعي "المنهج اللغوي أو الحرفي". كما قام على تأكيد الحقائق التاريخية كما وردت في الكتاب المقدس كحقائق واقعية وليست أعمالًا مجازية رمزية، لذا سمي أيضًا باالمنهج التاريخي.
كان بالدير رجل عابد حبيس سرياني اسمه أسوسينوس أبصر في إحدى الليالي الرسولين بطرس ويوحنا قد دخلا على الذهبي الفم فدفع له يوحنا إنجيلًا وقال له: "لا تخف، من ربطته يكون مربوطًا ومن حللته يكون محلولا"، فعلم الشيخ الحبيس أنه سيصير راعيًا أمينًا.
أعماله الكتابية في الدير:

القديسين بالحروف الأبجدية



لوحة فسيفساء فريسكو تصور القديس يوحنا ذهبي الفم
1. إذ انطلق يوحنا إلى الدير تهللت نفسه فيه، أحس أنه في السماء عينها. وقد بقيت أحاسيسه هذه تلازمه كل أيام خدمته، إذ نجده تارة يقول "بالنسبة للقديس اللجوء إلى الدير هو هروب من الأرض إلى السماء!" وأخرى يصف الراهب في قلايته: "كأنما يسكن عالمًا آخر، هو في السماء بعينها. لا يتحدث إلا في السماويات. عن حضن ابراهيم وأكاليل القديسين والطغمات المحيطة بالمسيح".
على أي الحالات فإنه في فرحة قلبه أراد أن يجتذب بعض أصدقائه من إنطاكية، خاصة ثيؤدور للحياة الرهبانية، فسجل لنا مقاله الأول: "مقارنة بين الملك والراهب Comparatio regis et monachi".
2. في عام 373 كان غضب فالنس قد جاش على الأرثوذكس، فألزم نساكهم ورهبانهم على الخدمة العسكرية والمدنية، واعتبر بعض المسيحيين في النسك ضربًا من الجنون، وقامت حملات عنيفة ضد الرهبنة مما أضطر يوحنا أن يخط ثلاثة كتب تحت اسم Adverssus oppugnatores vitae monastiac يهاجم أعداء الرهبنة ويفند حججهم، محمسًا الآباء أن يرسلوا أولادهم إلى الرهبان لينالوا تعليمًا علميًا ويمارسوا حياة الفضيلة.
3. انجرف صديقه ثيؤدور وراء شهوته فأعجب بامرأة جميلة تدعى Hermoine، فترك طريق الرهبنة وأراد الزواج منها، لكن يوحنا أسرع فكتب رسالتين لصديقه "Paraeneses ad Theodorum lapsum" يدعوه فيهما للتوبة والعودة إلى الحياة الرهبانية.
4. تعزية ستاجيريوس Ad Stagirium a daemone vexatum: كتب مقاله هذا في ثلاثة كتب موجهة إلى راهبٍ شابٍ، يشجعه في تجربة قاسية حلت به. لقد انهمك ستاجير في ممارسة نسكية عنيفة، وأصيب بنوبة صرع، وحكم عليه البعض أن به روحًا نجسًا.
نحو الوحدة:

عاش يوحنا أربع سنوات في الدير يمارس حياة الشركة، يحسبها أجمل فترات عمره. لكن كتاباته الرهبانية التي سجلها لجذب أصدقائه نحو الدير أو لدفاعه عن الرهبنة والرهبان سحبت أنظار الناس إليه، فانفتحت قلايته لهم وأفقدوه فترات هدوئه. أما كتاباته لثيؤدور وستاجير فقد كشفت للكنيسة عن موهبته في الخدمة، والتهاب قلبه بخلاص الآخرين، وحكمته في رعايتهم.
لم يجد بُدًا إلا أن يهرب من المجد الباطل إلى "الوحدة" يمارس حياة أكمل. انطلق إلى الوحدة كما يقول بالاديوس ثلاث دفعات، في كل مرة قضى ثمانية شهور حارمًا نفسه من النوم بصفة تكاد تكون مستمرة، يدرس انجيل المسيح بشغف. خلال هذين العامين لم يستلقِ نهارًا ولا ليلًا. فانهارت طاقته وأصابه نوع من الفالج. فأحس بعجزه عن الاستفادة من هذه الحياة وعاد إلى الكنيسة بإنطاكية.
شموسيته:

حوالي عام 381 م. عاد يوحنا إلى إنطاكية، فتلقفه أسقفها ميليتوس بفرح عظيم، ورسمه شماسًا رغم معارضته. وسط الخدمات الطقسية والخدمات الاجتماعية الكنسية كان يوحنا يقتنص كل فرصة للدراسة والكتابة، فإن كان ليس من حقه كشماس أن يعظ انشغل بالكتابة في نوعين: كتب دفاعية وأخرى لها مسحة نسكية.
مقالان دفاعيان:

كتب مقاله عن "القديس بابيلاس وضد يوليانوس"، موجهًا للأمم De S.Babyla s,contra Julianum et Gentiles . والمقال الثاني "ضد اليهود والأمم مبرهنًا على لاهوت المسيح Contr Judaeos et Gentiles quod Christian sit deus.
بدأ يكتب أثناء دياكونيته عن الحياة المسيحية في إتجاه نسكي: عن البتولية وعن الندامة De Compunctione، وإلى أرملة شابه، والزواج الوحيد، والمجد الباطل وتربية الأطفال liberis De inani gloria et de educandis.
قسوسيته:

دُعي الأسقف ميليتوس لحضور المجمع المسكوني بالقسطنطينية، فاصطحب معه الكاهن فلافيان، ووكل شئون الكنيسة بإنطاكية في يدي شماسه القديس يوحنا. وفي أثناء انعقاد المجمع تنيّح الأسقف مليتيوس فبكاه يوحنا بكونه أباه ومرشده.
أجمع آباء إنطاكية على رسامة فلافيان [فلابيانوس] خلفًا له، وهذا بدوره قام برسامة يوحنا كاهنًا.
عظات التماثيل:

بدأت شهرة يوحنا الذهبي الفم بمجموعة العظات التي ألقاها في إنطاكية عام 387 م.، سميت "عظات التماثيل" لها قصة في حياة كنيسة إنطاكية.
القديسين بالحروف الأبجدية



أيقونة تصور القديس يوحنا فم الذهب (سانت جون كريسوستوم)
ففي عام 387 م. شرعت الحكومة المركزية أن تتهيأ للاحتفال بمرور عشر سنوات على حكم الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير وخمس سنوات على اشتراك ابنه الشاب أركاديوس معه في السلطة. ولما كانت مثل هذه الاحتفالات تحتاج إلى بعض المال صدر أمر امبراطوري بفرض ضريبة جديدة إضافية، الأمر الذي استاءت منه كل المملكة، لكن لم يستطع أحد أن يعترض.
أما في إنطاكية فقد حدث أثناء قراءة القرار في الميدان أن عبَّر بعض الحاضرين عن شعورهم بالاستياء، لكن الوالي أبى أن يصدر أمره للجنود بالهجوم على شعب أعزل.
وقد انتهز بعض دعاة الفتنة هذه الفرصة فأخذوا يصرخون مطالبين الأسقف فلافيان بالتدخل لوقف القرار، وغالبًا كان هؤلاء من أتباع بولينوس أي من جماعة الاستاسيين، يريدون إثارة خلاف بين الإمبراطور والحكام مع الأسقف!
وسط جموع شعبية تضم من كل صنف سرعان ما سرت هذه الصرخات لتثمر بينهم هياجًا فثورة. وفي لمح البصر، دون أي تفكير وبغير أي ضابط انطلق البعض يحطم تماثيل الإمبراطور والإمبراطورة وابنهما، ورموها في الأوحال والقاذورات. كل هذا تم في لحظات مملوءة ثورة حماسية تبعها هدوء، حيث أفاقوا من سكرتهم وأحسوا ببشاعة جريمتهم، وباتوا خائفين يتوقعون مصيرهم ومصير مدينتهم من عقاب شديد. فقد ارتبكت المدينة بأسرها، كبيرها مع صغيرها، ولم يعرف أحد ماذا يكون العمل.
وجد الأب الأسقف فلافيان نفسه ملتزمًا أن يتدخل لدى الإمبراطور، يهدئ من غضبه ?تجاه المدينة، أما عظماء الوثنيين ووجهائهم فقد خافوا على أنفسهم ولم يجسروا أن يفعلوا شيئًا، الأمر الذي أساء إلى نفوس الوثنيين.
أسرع الأب البطريرك إلى القسطنطينية، لكن الخبر كان أسبق منه، بلغ إلى الإمبراطور، فأرسل قائدين من عنده وأعلنا سقوط امتيازات المدينة ونقل العاصمة إلى اللاذقية، كما أغلقا الأندية والمسارح، وألقيا القبض على بعض وجهاء المدينة الذين حامت الشبهات حولهم، فصودرت ممتلكاتهم وطردت نساؤهم من بيوتهن. كما أعلن القائدان اصدار الأمر بحرق المدينة وقتل كل شعبها، لولا تدخل بعض النساك والرهبان، ومن بينهم الناسك مقدونيوس. فقد نزلوا من الجبال والأديرة والتقوا بالقائدين وطلبوا منهما الانتظار حتى يمكن تقديم شفاعة لدى الإمبراطور.
في ذلك الوقت بينما كان الأب البطريرك في طريقه إلى القسطنطينية رغم كبر سنه وارهاقه بالصوم إذ كان الوقت الأربعين المقدسة، وكان الرهبان والنساك يتضرعون لدى القائدين بإنطاكية، كان الناس مذعورين يسمعون من يوم إلى يوم إشاعات متعارضة، تارة يتوقعون العفو وأخرى يهددهم الموت. فهرعوا إلى الكنيسة ليقتنصهم الكاهن يوحنا بعظاته، فينثر من درر قلبه وفمه أحاديث فيّاضة تنعش قلوبهم المنكسرة، وتشدد عزائمهم الواهية، تدفعهم إلى التوبة والرجوع إلى الله، ليس خوفًا من موت الجسد أو خسارة ممتلكات أرضية، وإنما شوقًا إلى نور الأبدية خلال مراحم الله غير المتناهية.
لقد ألقى الأب في بداية خدمته الوعظية هذه السلسلة من العظات الخالدة [21 عظة] التي وجهت أنظار إنطاكية بل وخارج إنطاكية إليه.
أسقفيته:

في سبتمبر 397 م. رقد نكتاريوس Nectarius أسقف القسطنطينية أو بطريركها، فاجتمع الشعب مع الإكليروس يتداولون أمر اختيار خلفًا له، وتطلعت الأنظار إلى البلاط الملكي حيث كان الشاب أركاديوس قد تولى الحكم على الشرق خلفًا لأبيه ثيؤدوسيوس. وكان أركاديوس هذا ضعيف الشخصية تسلط عليه وزيره روفينيوس، ثم قوي عليه أتروبيوس الخصي Eutropius، الذي صار له وزيرًا، بل الحاكم الفعلي للمملكة الرومانية الشرقية.
سمع أتروبيوس الكاهن يوحنا يعظ في إنطاكية فأعجب به، وفي غير تروٍ نطق باسمه خلفًا لنكتاريوس دون أن يقيم حسابًا لشخصية يوحنا، فهو إنسان لا يعرف المجاملات على حساب الحق، يعمل بغير محاباة للوجوه، عنيف [إن صح هذا التعبير] لا يخاف إنسانًا!
هكذا شاءت عناية الله أن يرشح أتروبيوس يوحنا بطريركًا للقسطنطينية وبالتالي أعلن الإمبراطور الاسم، فطار الشعب فرحًا وتهلل الكهنة به. ولكن كيف لشعب إنطاكية أن يتركه؟ فقد عرف أتروبيوس ما يكون عليه شعب إنطاكية إن عرفوا بخروجه من وسطهم، فأرسل إلى فيكتور أستريوس قائد جيوش الشرق يخبره بأمر الإمبراطور، طالبًا منه أن يرسل الأب إلى القسطنطينية من وراء الشعب. وفعلًا استدعى الوالي الأب يوحنا، وسأله أن يرافقه في زيارة بعض المقابر للشهداء خارج المدينة وما أن عبر الأب خارج الأسوار حتى حُمل قسرًا إلى القسطنطينية.
رعايته لشعبه:

إذ وضعت عليه يد الأسقفية بدأ الراعي الجديد يعلن حبه لشعبه، ففي عظته الأولى يوم رسامته تحدث مع شعبه بروح صديقه بولس الرسول، يشجعهم ويكشف لهم عن غيرتهم ومحبتهم لمعلميهم، كما حدثهم عن حبه هو لهم قائلًا:
"أتحدث إليكم اليوم. إني أحبكم كأني عشت معكم منذ البداية.
هذا ليس بسبب حنوي نحوكم ، لكن أنتم تستحقون كل حب...
في إنطاكية يوجد شعب كثير، أما في القسطنطينية فيوجد أناس مؤمنون يظهرون ثباتًا عظيمًا وإخلاصًا" أخيرًا أعلن لهم أن الكرازة "هي أعظم التقدمات وأسماها وأفضلها".
كان الهدف واضحًا نصب عينيه، انطلق منذ البداية يتحدث بروح الإنجيل، ساعيًا إلى خلاص الناس، باعثًا فيهم روح الكرازة والخدمة.
كان مداومًا على التعليم والوعظ وتفسير العهدين القديم والجديد.
روى المؤرخ سوزومين قصة عجيبة ربما انتشرت في القسطنطينية في تلك الآونة، وكان لها أثرها في خدمة الأسقف يوحنا، ملخصها أن رجلًا من التابعين لهرطقة مقدونيوس كان يسمع عظات يوحنا فانجذب اليه ورجع إلى الإيمان الأرثوذكسي، وأما زوجته فبقيت في انحراف إيمانها. هدد الرجل زوجته بالانفصال عنها وهجرها إن بقيت في هرطقتها، فوعدته بقبول الإيمان المستقيم. وإذ دخلت الكنيسة وجاء وقت التناول من الأسرار المقدسة تظاهرت جاريتها بالصلاة في خشوع، فأحنت رأسها وناولت سيدتها قطعة من الخبز كانت قد أحضرتها معها... وما أن وضعتها المرأة في فمها وحاولت مضغها حتى تحولت بين أسنانها إلى قطعة من الحجر. للحال ارتعبت السيدة جدًا، وخشيت غضب الله، فذهبت مسرعة إلى الأب يوحنا البطريرك تعترف أمامه بكل شيء، وقدمت له قطعة الحجر وآثار أسنانها عليه... وكانت تبكي بمرارة تسأل الغفران. يعلق سوزومين على الرواية بقوله: "من يظن في هذه القصة عدم صدقها يستطيع أن يختبر الحجر المذكور، فإنه لا يزال محفوظًا في خزينة القسطنطينية".
رعايته للفقراء:

لم يكن القديس يوحنا كارزًا بالإنجيل من على المنبر فحسب، لكنه يشهد لحق الإنجيل في سلوكه وتصرفاته. فقد تسلم القصر الأسقفي الذي أقامه سلفه الأسقف نكتاريوس، وقد تبقى به بعض قطع من المرمر لم تكن قد استخدمت بعد، فباعها وقام بتوزيع ثمنها على الفقراء. كما ألغى النفقات الباهظة في الولائم والاستقبالات الكبرى. عاش في دار الأسقفية ناسكًا متعبدًا، قليل النوم، كثير الصلاة، لا يحضر الولائم، ولا يتألّق في ملبسه، غير محبٍ للبذخ، كل ما يتوفر لديه من أموال يقوم بتوزيعها على الفقراء أو الإنفاق بها على المستشفى.
نستطيع أن نلمس مدى عشقه للعطاء وحبه للفقراء من تقديسه هذا العمل، حيث يتصور نفسه وهو يمد يده للعطاء أنه يقدم ذبيحة حب على مذبح مقدس، يتقبلها الله رائحة رضى. يرى في الفقراء مذبح الله المقدس، لا بل يرى فيهم السيد المسيح نفسه يمد يده ليتقبل عطية الحب من الإنسان، إذ يقول:
[إنها تقيم من البشر كهنة!
نعم، إنه كهنوت يجلب مكافأة عظيمة!
الإنسان الرحوم (كاهن) لا يرتدي ثوبًا إلى الرجلين، ولا يحمل أجراسًا ولا يلبس تاجًا، لكنه يتقمّط بثوب الحنو المملوء ترفقًا، الذي هو أقدس من الثوب المقدس!
أنه ممسوح بزيت لا يتكون من عناصر مادية بل هو نتاج الروح!...
يحمل أكاليل المراحم، إذ قيل: "يُتوّجك بالمراحم والرأفات".
عوض الصدرية الحاملة اسم الله يصير هو نفسه مثل الله. كيف يكون هذا؟ إنه يقول: لكي تكونوا مثل أبيكم الذي في السموات".]
اهتمامه بالعذارى والأرامل:

كان في مدينة القسطنطينية بيت خاص بالعذارى والأرامل من بنات الأشراف، وكان قد اعتراهن الكثير من الفتور الروحي، فأعطاهن الأب البطريرك اهتمامًا خاصًا حتى سلكن في حياة روحية سامية، كما منعهن من التردد على البيوت والملاعب والحمامات العامة.
وحرم الأب البطريرك على الآباء الكهنة قبول العذارى في بيوتهم حفظًا لسمعتهم، ومنعًا من إثارة أي شك لدى الشعب.
أوجب على العذارى والأرامل العمل ليحفظهن من الفتور والضعف الروحي بسبب الفراغ أو الملل، فكن يقمن بنسج ثياب الفقراء، والاهتمام بزينة الكنائس، والخدمة في المستشفيات. كما نصح الأرامل والحدثات غير القادرات على السلوك باحتشام أن يتزوجن ثانية، فالترمل في ذاته ليس خيرًا ولا شرًا، إن لم يتحول إلى طاقات حب لله وخدمته.
القديسين بالحروف الأبجدية



القديس يوحنا الذهبى الفم
إذ نتحدث عن خدمة العذارى والأرامل لا نقدر أن نتجاهل الإشارة إلى الأرملة الشماسة أولمبياس Olympias التي نالت شهرة فائقة في ذلك الحين، وارتبط اسمها باسم القديس يوحنا. لقد أعجب القديس الأسقف بالشماسة الأرملة من أجل حبها لله، وسخائها في العطاء مع نسكها وتواضعها، فأعطاها اهتمامًا خاصًا، واستغل طاقاتها في الخدمة، حتى أدركت القسطنطينية كلها ذلك، لذلك عندما نُفي الأسقف انصبت عليها اضطهادات كثيرة، لكنها أيضُا تقبلت رسائل تعزية من أبيها المتألم، تُعتبر مصدرًا هامًا لتاريخ حياته في أيامه الأخيرة.
مشكلة الأخوة الطوال القامة:
راجع سيرة البابا ثاوفيلس الـ 23 هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت.
مع الملكة أفدوكسيا:

وكان يبكت الخطاة وكل ذي زلة مهما كان مقامه.
كانت أفدوكسيا الملكة زوجة أركاديوس محبة للمال، فاغتصبت بستانًا لأرملة مسكينة. شَكَت الأرملة أمرها للقديس الذي توجه إلى الملكة ووعظها كثيرًا وطلب منها إرجاع البستان إلى صاحبته، وإذ لم تطعه منعها من دخول الكنيسة ومن التناول.
تملكها الغيظ وجمعت عليه مجمعًا من الأساقفة الذين كان قد قطعهم لشرورهم وسوء تدبيرهم، فحكموا بنفي القديس. فنفى إلى جزيرة ثراكي، ولكن هذا النفي لم يستمر أكثر من ليلة واحدة، إذ هاج الشعب جدًا وتجمهر حول القصر الملكي طالبًا بطريركه.
بينما كان الناس في كآبتهم على راعيهم البار حدثت زلزلة عظيمة كادت تدمر المدينة، فزعت منها القلوب، وظن القوم أنها علامة غضب الله على المدينة بسبب نفى القديس.
أما أفدوكسيا فقد انزعجت واضطربت روحها فهرولت إلى زوجها وطلبت منه أن يعيد القديس من منفاه. وما أن أبصر الشعب راعيه حتى تبدل حزنهم إلى فرحٍ وعويلهم إلى ترانيم البهجة والسرور.
نياحته في المنفى:

ولم تدم هذه الحال طويلًا حيث كان يوجد بالمدينة ساحة فسيحة بجوار كنيسة أجيا صوفيا أقيم فيها تمثال من الفضة للملكة أفدوكسيا. وحدث يوم تنصيبه أن قام بعض العامة بالألعاب الجنونية والرقص الخليع، ودفعهم تيار اللهو إلى الفجور والإثم. فغار القديس يوحنا على الفضيلة التي امتهنت وانبرى في عظاته يقبح هذه الأعمال بشجاعة نادرة. فانتهز أعداؤه غيرته هذه ووشوا به لدى الملكة بأنه قال عنها: "قد قامت هيروديا ورقصت وطلبت رأس يوحنا المعمدان على طبق". فكانت هذه الوشاية الدنيئة سببًا قويًا لدى الملكة للحكم عليه بالنفي والتشديد على الجند الموكلين بحراسته بعدم إعطائه الراحة في سفره، فكانوا يسرعون به من مكان إلى آخر حتى انتهى بهم السفر إلى بلدةٍ يقال لها كومانا، وهناك ساءت صحته وتنيّح بسلام سنة 407 م.
فى عهد تملك ثاؤدوسيوس الصغير ابن الملك أركاديوس، وفي سنة 437 م. أمر بنقل جسد هذا القديس إلى القسطنطينية حيث وُضع في كنيسة الرسل.
وتعيّد الكنيسة بهذا التذكار في الثاني عشر من شهر بشنس.
من كلماته:

تأملوا هذا التقدم العجيب! إنه يرسل ملائكة إلى البشر، ويقود الناس إلى السماويات. هوذا سماء تقام على الأرض لكي تلتزم السماء بقبول الأرضيين.
عندما يحل بنا أمر ما لم نكن نتوقعه، لا نتذمر ولا تخور قلوبنا، بل نتحمل ذلك من الله الذي يعرف هذه الأمور بدقة، حتى يمتحن قلوبنا بالنار كيفما يُسر، إنه يفعل هذا بهدفٍ معين وبقصد فائدة المجرّبين، لذلك يوصينا الحكيم قائلًا بأن نخضع لله في كل الأمور، لأنه يعرف تمامًا متى يخرجنا من فرن الشر. (حكمة يشوع 1: 1-2)
نخضع له على الدوام، ونشكره باستمرار، محتملين كل شيء برضى، سواء عندما يمنحنا بركات أو يقدم لنا تأديبات. لأن هذه الأخيرة هي نوع من أنواع البركات.
فالطبيب ليس فقط يسمح لنا بالاستحمام (في الحمامات العامة)... أو الذهاب إلى الحدائق المبهجة، بل وأيضًا عندما يستخدم المشرط والسكين، هو طبيب!
والأب ليس فقط عندما يلاطف ابنه، بل وعندما يؤدبه ويعاقبه... هو أب!
وإذ نعلم أن الله أكثر حنوًا من كل الأطباء، فليس لنا أن نستقصي عن معاملته، ولا أن نطلب منه حسابًا عنها، بل ما يحسن في عينيه يفعله. فلا نميز إن كان يعتقنا من التجربة أو يؤدبنا لأنه بِكِلا الطريقين يود ردّنا إلى الصحة، ويجعلنا شركاء معه. وهو يعلم احتياجاتنا المختلفة، وما يناسب كل واحدٍ منا، وكيف، وبأية طريقةٍ يلزمنا أن نخلص.
لنتبعه حيثما يأمرنا، ولا نفكر كثيرًا إن كان يأمرنا أن نسلك طريقًا سهلًا وممهدًا أو طريقًا صعبًا وعرًا.
* يُكتَب أيضًا: القديس يوحنا ذهبي الفم، القديس يوحنا فم الذهب، القديس يوحنا ذو الفم الذهبي.

القديسين بالحروف الأبجدية
السيرة من مصدر

ولد فى إنطاكية سنة 340 ميلاديًا من أمراه تقيه تدعى " أنثوثه" وهى تعطينا فكره عن ألام المثالية لتربية ابنها وهى قد ترملت فى سن العشرين ولكنها كرست حياتها لتربية ابنها يوحنا واحضرت له معلمًا لييانوس وسأله تلاميذه من يخلفك بعدك فرد عليهم المعلم يوحنا لو لم يسلبه المسيحيين منا وكان يعلمه البلاغة وتعلم ايضًا الفلسفة وكان يتمتع بشخصية مرموقه.
القديسين بالحروف الأبجدية



أيقونة تصور الآباء العظام: (من اليسار إلى اليمين) القديس باسيليوس الكبير - القديس يوحنا ذهبي الفم - القديس غريغوريوس اللاهوتي
و تعمد متأخرًا فى سن الثلاثين وهو الاعتقاد الذى نادى به ترتليان كان له قديس يدعى باسيليوس وهو غير باسيليوس الكبير. ورشح يوحنا صديقه باسيليوس لكرسى الأسقفيه فى أنطاكية وهرب منه بعد أن وعده أن يجلس بجانبه على الكرسى الأخر وفكر يوحنا فى حياة الرهبنة ولكن توسلات أمه إليه جعلته يؤجل ذلك ظاهريًا ولكن أمه أنثوثه أحست بميوله الرهبانية فأعدت له جو مهيأ للخلوة وحجره خاصه له ليبتعد فيها وانتظر إلى وقت نياحة والدته وانطلق إلى دير فى أنطاكية ومكث أربع سنوات ولكن عندما أبتدأ يظهر هرب إلى البريه ولكنه بإصابته بعض المرض تحت إرشاد أحد الشيوخ رجع مرة أخرى إلى العالم ورسم قسيسًا ومما اشتهر به القديس يوحنا هى العظات ومن أهمها:-
عظات التماثيل:-

وهى ترجع إلى إمبراطور ذلك العصر ثيئودوسيوس الكبير عندما عمل حفله كبيره لأبنه وحدث أن الشعب تذمر وكسر التماثيل ولكن الإمبراطور غضب، وخاف الشعب من الإمبراطور لقسوته، فأخذ القديس يوحنا يردهم إلى الإيمان. وبذلك اشتهرت عظاته بهذا الاسم عظات التماثيل نسبة إلى تمثال الإمبراطور وابنه الذي أراد أن يحتفل بمرور عشر سنوات على ملكة للحكم وفرض ضرائب على الشعب الذي تذمر بعد ذلك عليه.
وتنيح أسقف القسطنطينية وأقيم القديس يوحنا مكانه ولما اشتهر به يوحنا ذهبي الفم " هو عقيدته الشهيرة من موقفه من الحق إلهي وموقفه من الأخوة الطوال:
الأخوة الطوال وهم طوال فعلًا وكانوا أربعة أخوه ومن صحبتهم واحد أسقف كان على المنيا.
ونتريا إحدى مناطق التجمعات الرهبانية وكان هؤلاء الأربعة منها ونتريا هى من أحد المناطق الموجودة فى وادي النطرون المناطق
1- نتريا 2- القلالي 3- شهيت
وهؤلاء الأخوة الطوال من نتريا وكانوا محبين للعلامة أوريجينوس متتلمذين على كنيسته.
والبابا ثاؤفيلس كان محبًا أيضا لاوريجينوس ولكنه اختلف مع الأخوة الطوال الذين كانوا يخدمون معه وكره اوريجينوس ومن معه ولكنه اتلوا الشكوك البابا ثاؤفيلس مع اخوتهم الرهبان الذين فى نتريا وأرسل لهم البابا ثاؤفيلس الوالى ليقبض عليهم فغضبوا من ذلك وهربوا منه وذهبوا إلى انطاكية واشتكوا البابا ثاؤفيلس للإمبراطور وتقابل معهم القديس يوحنا فم الذهب وعرف الخلاف وهداهم وأرسل خطاب إلى البابا ثاؤفيلس ليهدئهم ولكن البابا ثاؤفيلس رد عليهم برد خاطئ وغير لطيف وقال له أنا حر فى ما أعمله ولا تتدخل فغضب جدًا القديس يوحنا فذهب الأخوة للإمبراطور وكانت افدوكسيا بنت بوليكاريا هناك فاستدعت البابا ثاؤفيلس وطلبت محاكمته والذي يحاكمه هو القديس يوحنا فم الذهب والبابا ثاؤفيلس قد عقد مجمع وأرسل إلى أبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص وحرم كتابات أوريجينوس وفيما ذاهب البابا ثاؤفيلس ليحاكم أمام القديس يوحنا وافدوكسيا وفيما هو ذاهب حدث خلاف بين القديس يوحنا وبين افدوكسيا لأنها أقامت تمثالًا كبيرًا فى ميدان بقرب كلية أجيا سوفيا بإنطاكية وكان حول التمثال أقيمت الحفلات والرقص والغناء فوبخها القديس يوحنا على ذلك فغضبت الملكة وجعلت العكس فجعلت البابا ثاؤفيلس هو الذي يحاكم القديس يوحنا فم الذهب وذلك فى مجمع السنديان نسبة إلى مدينة سنديان وهناك فى المجمع حدث عجائب للقديس يوحنا فم الذهب أظهرت فيها فداسته فاغتاظت الملكة جدا فسجنته فى منفى بعيدا فى منطقة بوكازا وأمرت بتعذيبه كثيرة ونفته بعد ذلك إلى مكان ابعد من بوكازا وبلغت القسوة إلى أنه كان يمشى حافى القدمين إلى أن مرض بمرض الحمى وتعب تعبا شديدا حتى مات فى منفاه وذلك كان فى سنة 440 ميلاديًا فى منتصف القرن الخامس.
(لا يستطيع أحد أن يؤذى الإنسان مال يؤذى الإنسان نفسه)
وتنيح القديس يوحنا فم الذهب قبل انقسام الكنيسة.
+ عائلة ثيئودوسيوس:

كل إمبراطور يسمى ثيئودوسيوس
ثيئودوسيوس الكبير: - الذي حضر مجمع القسطنطينية.
ثييئودوسيوس الصغير: - عاصر مجمع أفسس الأول والثانى.
ثيئودوسيوس الكبير : - الذي عاصر القديس يوحنا فم الذهب.
اتروبيوس: - كل من مؤيدي الإمبراطور.
غيناس: كان من مؤيدي الإمبراطور وكانوا منافيين لبعضهم حتى أن أتروبيوس قتل بخيانته.
غيناس: كان رجل بربري وغنى فاحش في الخطية لأنه كان فقيرا وأصبح غنيا وطلب كنيسة ليصلى فيها ولكن يوحنا فم الذهب رفض طلب الإمبراطور له بإعطاء غيناس كنيسة وطلب محاضرته وفى وقوفه أمامه وبخه قائلا له كيف أعطيك بيت الله لتعبث به ونسطوربون فاغتاظ وأرد أن يجدف قصد يوحنا فم الذهب ولكن الملائكة دافعوا عنه إذ أن لم يستطيع أن يفعل شيء ضده.
وكان يوحنا فم الذهب معروف بالحق الإلهي ولا يقبل الربا وأراد الإمبراطور أن يقتل أتروبيوس وهاج عليه الشعب لينتقم منه فذهب اتروبيوس إلى الكنيسة واحتمى بالمذبح واستيبل يوحنا هذا الموضوع ودخل إليه ووعظه قائلا الكنيسة تحبك.
+ الوالي ورلاسيوس:

أختلس من امرأة 500 دينار ولكن القديس منع الوالي من الخروج وعلمت افدوكسيا بذلك فأرسلت جنودا ليخرجوه ولكنهم لم يستطيعوا لأن ذهبي الفم كان محمى بالملائكة فاضطرت إلى إرسال المبلغ إلى المرأة إلى أن سمح له القديس يوحنا بالخروج.
القديسين بالحروف الأبجدية



صورة تلوين للقديس البابا يوحنا ذهبى الفم (يوحنا فم الذهب) ، بطريرك القسطنطيني
+ اغتصبت الإمبراطورة حقلا من امرأة فأرسل لها يوحنا فم الذهب لكي ترجع الحقل إليها ولكنها لم تستجيب له فاستغل القديس دخولها الكنيسة فأغلق عليها الباب ولكن أحد الجنود أراد أن يفتح الباب ولكن يده يبست فخافت افدوكسيا واضطربت ولم يشفى إلا بعد أن صلى عليه القديس يوحنا فم الذهب وأرجعت افدوكسيا الحقل للمرأة.
القديس غريغورس الثيئولوغوس: - (من أهمهما).

ولد سنة 330 م. في مدينة نيزانزا وكان والد غريغوريوس أسقفا عليها وأمه تفقيه تدعى نونا وهى التي تعبت كثيرا في تربية ابنها وكانت أم مثالية وكل اللآلئ لا تساويها وأثرت في زوجها غريغوريوس قبل أن يصير أسقفا حتى صار أسقفا وخدمته على تأدية رسالته وأنجبت قديسا خدم الرب بكل تقوى هو القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات.
صداقة القديس غريغوريوس للقديس باسيليوس الكبير.

تعرف عليه في قيصريه الكبادوك ومنها إلى فلسطين ومنها إلى الإسكندرية ومنها إلى أثينا فالتقى بالقديس باسيليوس هناك فاتفقوا على الحياة النسكية هناك وفى الطريق من الإسكندرية إلى أثينا عصفت بهم الأمواج وكادت أن تغرقهم فخاف القديس لأنه لم يكن قد تعمد بعد ونذر حياته للرب إذا ما نجاه من الغرف وفعلا نجاه وكرس حياته للرب وعاش القديس باسيليوس وغريغوريوس فى صداقه قويه ومكث في أثينا ممدة تتراوح ما بين 10 إلى 12 سنة ورجع إلى نزايزا وهو في سن الثلاثين تقريبا وعاش القديس غريغوريوس حياة الفضيلة .
ورأى حلما فتاتين جملتين لابستين ثيابا بيضاء فقالت واحدة أنا العفة والأخرى أنا الحكمة ولما استيقظ القديس نومه عشق العفة والحكمة.
فمنذ ذلك اليوم لم يتذوق إلى شيء غير الصلاة وقراءة الكتب المقدسة والحياة الروحية.

 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما لم يستطع الناموس أن يتمّمه بالحروف تحقّق بالإيمان
صلوات سهمية بالحروف الأبجدية
ايات بالحروف الابجدية من الكتاب المقدس
توبيكاتنا الجميلة بالحروف الابجدية
الأحباب ينتحرون بالحروف والسهر والحنين


الساعة الآن 02:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024