منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 03 - 2013, 04:12 PM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

الأزمة تجذب الفَرْحَة

(فيلبي 4 : 4-7)

الأزمة تجذب الفرحة

عَرَفْنا فيما سَبَق كيف نُواجِه الأزَمات والمشاكِل، والفَارق بَيْن الضُّغوط والمشاكل والأزَمات والصَّدَمات، وأنَّ الأزْمَة تَسْتَحْضِر النِعْمَة، وتُعَمِّق المحَبَّة، وتَكْشِف الحقيقَة. لكنَّنا لا نَسْتطيع أنْ نقول هذا عن كُلّ أزمة ومشكلة، وليس هناك تأثير سِحْري بَيْن الأزْمَة والنِّعْمَة، وبَيْن الأزْمة والمحَبَّة، فالأمْر يتَوَقَّف على طبيعَة الشَّخْص وطريقَة تعاطيه مع مُشْكلته أو أزمَته. فالضُّغوط والمشاكل والأزَمات سَوْف تُرافِقُنا في مَسيرَة حياتنا. وعلَيْنا أنْ لا نُحاول أنْ نَتَخلَّص مِنْها، بَلْ أنْ نَسْتَفيد مِنْها قَبْل أنْ تَنْتهي، فنُطَوِّر شَخْصيَّاتنا ونُعَمِّق علاقاتنا مع الذين يَحْتاجون إلَيْنا ونَحْتاج إليْهم. أمَّا اليوم فسَوْف نكْتَشِف بُعْداً جديداً في بَرَكات الأزَمات. فهَل هناك علاقة بَيْن الأزَمات والفَرَح؟ هل الأزَمات تَجْذِب الأفْراح أمْ تَطْرُدها؟




خُلِقْنا لنَفْرح:

إنَّ أرْوَع صورَة عَن الفَرَح البَسيط الحقيقي، هي عندما كُنَّا في الرَّابِعَة مِن العُمْر، نَمْتَلئ بالحيوية والفَرَح، نَمْرَح ونَسْتَمْتِع بالَّلعب، ونَخْتَلِط بدون خَوْف مع الآخَرين، ونَفْعَل أشياءَ كثيرة بكُلِّ براءَة وأمان. إلاَّ أنَّنا حِيْن نَكْبُر قليلاً يتَغيَّر مَفْهومنا عن الفَرَح، ونَبْدأ في القَلَق: ماذا أرْتَدِي؟ كيف ستكون قَصِّة شَعْري؟ هل أسْتطيع تَغْيير موبايلي؟ وعندما نُصْبِح بالغيْن يَزْداد القَلَق ويَقِلّ الفَرَح، حَيْث نُفَكِّر في مشاكل: التَّخَرُّج، الوَظيفَة، العَرُوس، العَمَل، البَيْت، والشَّيخوخَة… الخ. فإنَّنا كُلَّما كَبْرنا كلَّما زادَت مسؤولياتنا وقَلَّت حُرِّيَّاتنا، وزادت أزماتنا وقلّت أفْرَاحنا. وبالرُّغْم مِن ذلِكَ، فهُناك نَوْع مِن الفَرَح يَسْتَطيع أنْ يَسْتمرّ رُغْم تلك الظُّروف الصَّعْبة، وفي وسْط الأزَمات يُعْطي الأمَل ويَدْفَع للاسْتِمْرار.



لقَد خَلَقَنا الله لكَيْ نَفْرَح، والفَرَح الكامِل الحقيقي لَنْ يكون بَعيداً عن أحْضانه الأبويَّة. لذلك قال بولس: “افْرَحُوا في الرَّب كلَّ حِيْنٍ”، حتَّى في وَقْت الضُّغوط والمشاكِل والأزَمات والصَّدمات، فَرَحٌ يَخْتَلِف عَن مَرَح الأطْفال، فَرَحٌ ناضِجٌ حقيقي لا يَزول. فهَل هذا بالإمْكان؟ إنَّ الأزَمات تُبْعِد بَعْضاً عَن الأفْراح، فهَل تَجْذِب بَعْض آخَر إلى الأفْراح؟



لا نقول…:

لا نَقول إنَّ الأزَمات تَجْذِب الأفْرَاح بطَريقَة سِحْرِيَّة. ولا نَقول إنَّ جميع الأزَمات والضُّغوط تَجْذِب الأفْرَاح. ولا نَقول إنَّ هذا يَحْدُث بشَكْل تلقائي لكُلِّ مَن اجْتاز في أزْمَة أو مُشْكِلة. ولا نَقول إنَّ المشاغِل الزَّائِدَة والضُّغوط المُتواصِلَة والأعْمال المُتَراكِمَة تَجْذِب الأفْراح. ولا نَقول إنَّ وُجودك في العَمَل مَع مُديرٍ قاسٍ، أو شُعورَك بعَدَم الأمان، أو مشاكِل البَيْت أو الكنيسة، يُمْكِن أنْ تَجْذِب لكَ الأفْراح… الخ. لا نقول هذا ولا ذاك، لأنَّ مِثْل هذه المشاكِل والأزَمات تُرْهِقُنا وتَضْغَط عَلَيْنا أكْثَر، ولا يُمْكن أنْ تُنْشِئ أيَّ فَرَح. لكِنَّ الحقيقة أنَّها تُجَهِّزنا لاخْتبار فَرَح عَميق. الأمْر يتوقَّف على نَوْع الأزْمَة، ونَوْع الشَّخْصيَّة التي تَجْتازها. بَعْض الأشْخاص يَجِدون هذا الفَرَح وَسْط الأزَمات، لكِن بَعْضٌ آخَر لا يَحْدُث هذا معهُم. فالضُّغوط والأزَمات تقود بَعْضاً ليَبْحَثوا عَن الفَرَح الحقيقي ومَنْبَع الشِّفاء والارْتِواء، ذلك عِنْدما يتَعَرَّفون على عَطَشِهِم الدَّاخلي للنِّعْمة الإلهيَّة.



أيُّ فَرَحٍ هذا؟

ليس مِن السَّهْل عَلَيْنا أنْ نَعْرِّف الفَرَح بسَبب تَعَدُّد أنْواعِه. يقول أحَد اللاهوتيِّين إنَّ هناك أحَدَ عَشْرَ نَوْعاً مِنَ الفَرَح في العَهْد الجَديد، مِنْها ما يَنْسَحِقُ تَحْت ثِقل الضُّغوط والأزَمات، مِثْل: التَّفاؤل، الانْبِساط، المَرَح، القَفْز من الفَرَح، التََّفاخُر. ومِنْها ما يَسْمو فَوْق صُعوبات الحياة، فيَكون أساساً قوياً لبِناء شَخْصيَّة ناضِجَة، وهو النَّوع الذي يُهْمِله الكثيرون مِنَّا. هذا هو الفَرَح الذي اخْتَبَرَه بولُس وهي في السِّجْن مُقَيَّداً بالسَّلاسِل يَنْتَظِر مَصيراً مَحْتوماً بإعْدامِه، فكَتَب الرِّسالَة إلى كنيسة فيلبي، التي عُرِفَت برسالة الفَرَح، وكَتَب فيها مَقولَته الشَّهيرَة: “افْرَحوا في الرَّبِّ كُلَّ حِيْنٍ، وأقُولُ أيْضاً افْرَحُوا”. كان يُحَرِّض الفِيلبيِّين على هذا الفَرَح، رُغْم الضِّيقات الشَّديدة والاضْطهادات التي كانَت تَنْتَظِرهم. فكأنَّه كان يقول لهُم: نَعَم، أنا أقْصِد ما أقول، أنْ تَفْرَحوا رُغْم كُلّ ما أنا فيه، وما أنْتُم مُتأكِّدون أنَّه يَنْتَظرني ويَنْتَظِركُم. فهذا النَّوع مِن الفَرَح يُسْتَمَدّ مِمَّا هو ثابِتٌ. فلا يُسْتَمَدّ مِن الأرْض وما عَلَيْها، ولا مِن الناس ومِمَّا يُمْكِن أنْ يَفْعلوه أو يُقَدِّموه لنا، ولا من الظُّروف وما يمكن أن تأتي به إلَيْنا. لكنَّه يُسْتَمَدّ مِن الرَّبِّ، ويَعْتَمِد على الثِّقَة اليَقِينيَّة في حُضوره الدَّائِم وسُلطانه الكامل. هذا هو السَّبَب الحَقيقي في عَدَم فُقْدان ذلك النَّوْع مِن الفَرَح.



رحلة البحث عن الفرح:

لو أنَّنا نُريد القيام برِحْلَة للبَحْث عن الفَرَح، ماذا سنَفْعَل؟ ربَّما نَذْهب إلى أقْرَب سوبر ماركت لنَشْتَري وَجْبَة شَهِيَّة لذيذَة. لكِن هذه الوَجْبَة قد تُسَبِّب لنا مُضاعفات جانِبيَّة صِحِيَّة. ربُما نُفَكِّر في تَغْيير الموبايِل أو اللابْتوب أو السيارة، للتَّمتُّع بالحُصول على الأحْدَث والأفضل. لكن عِنْدما يَنْقَطِع التيَّار الكَهْربائي، أو تَنْقَطِع شبكة الإنْتَرنت، نَفْقِد هذه المُتْعَة. الحقيقة أنَّ الفرح ليس في هذه الأشياء أو في غيرها، والذين امْتَلَكوها واسْتَخْدموها أقَرُّوا بهذه الحقيقة. فإنهم يسعدون ويتَمَتَّعون، لكِن إلى حِيْن.



ويَجِب أنْ نُمَيِّز بَيْن هذه الثَّلاثَة: المُتْعَة، والسَّعادَة، والفَرَح. فالمُتْعَة قَصيْرَة الأمَد، والسَّعادَة تدوم أطول وتَعْكس شَخْصيَّة الإنْسان وظُروفِه، أمَّا الفَرَح فإنَّه يَسْمو فَوْق الظُّروف ويَدوم رُغْمَ الصِّعاب، حتى عندما تَنْتَهي المُتْعَة والسَّعادَة، يَبْقَى الفَرَح أكثر ثباتاً من المُتعة والسعادة. إنَّ مُعظمنا يريد الثلاثة معاً، لكنَّ الضُّغوط في مُعْظَم الأحْيان لا تُقَرِّبنا إلى المُتْعَة أو السَّعادَة، لكنَّها يُمْكن أنْ تُقَرِّبنا إلى الفَرَح، وتَجْذب الفَرَح إلَيْنا.



الأزمات والأفراح:

الفَرَح لا يَعْني غِياب الحُزْن، فما أكْثَر الذين يَبْدو أنَّهُم فَرِحون وحَزَانى في الوَقْت نَفْسِه. شاب مثلاً في العشرين من عمره مُصاب بالسَّرطان، وهو يَعْرف ذلك ويَقْبَله بكُل شجاعَة، ويشْعر بالاكْتفاء بهذه السَّنوات. فهو حَزينٌ بكُلِّ تأكيد، ومع ذلك فهو فَرِحٌ ومُسْتَعِدٌّ للمَوْت. إنه غير سعيد بما هو فيه، وغير متمتِّع بحالته، لكنَّه فَرِحٌ بما سَيَأتي ومُسْتَعِدٌّ له. فالفَرَح، بعكس المتعة والسعادة، لا يعني غِياب الصُّعوبات والأزَمات، إنهَّ أكبر جداً مِن غياب الحُزن أو المشَقَّات. فالفَرَح الحقيقي لَنْ نَجِده في وَجْبَة شَهيَّة، أو لعْبَة مُسلِية، أو علاقة عابِرَة، أو جِهاز إلكتروني حديث. فهذه قد تَجْلب مُتْعَة أو سَعادَة، لكنَّها لا تَجْذب الفَرَح. لَنْ نَجِد الفرح إلاَّ في الاكْتِفاء بما نَحْن فيه، والاسْتِعداد لمواجَهَة ما هو أصْعَب. هذا ما اخْتَبره بولس وهو في السِّجْن، فكَتَب عن الفَرَح الحَقيقي، وحَرَّض المؤمنين على هذا الفَرَح الدَّائم الثَّابِت.



هذا الفَرَح لَيْس مَزاجاً ولا انْفِعالاً ولا مشاعِر، رُغْم أنَّه يتضمَّن كلّ ذلك. إنَّه طريقَة تَفْكير واقِعي مَسْؤول مُتَفائل واثِق، لفَهْم هذا الوجود بكُلّ ألْوانِه وأطْيافِه، المؤلِمَة والمُبْهِجَة. هذه الطَّريقَة تُساعِد الإنْسان حتى يَرى ما وراء الأحْداث، ويَرى يَد القَدير القادِرة على السَّيطرة على كلّ الأحداث والأشْياء والأشْخاص. فالفَرَح يأتي عندما نَنْظُر إلى ما هو أبْعَد وأعْمَق وأبْقَى.





الفَرَح في الأمان والانتماء:

الطِّفْل الذي يَمْرح ويَفْرح بألْعابه، يكون مُطْمَئناً لأنَّ أمَّه إلى جواره. لكِن عندما تَتْركه لتُؤدِّي أعْمالها المَنْزليَّة، يَصْرخ ويَبْكي رُغْم وجود جَميع الألعاب بَيْن يَدَيْه. لقَد اخْتَفى فَرَحه وغَمَره شُعور مُخْتَلف ومُزْعِج، لأنَّه فقد شُعوره بالأمان. فالفَرَح هو ردّ الفِعْل الطَّبيعي للشُّعور بالأمَان بتواجُد أمِّه إلى جواره. فمَصْدر الفَرَح لَيْس في الأشْياء المُمْتِعَة، بَلْ في الشُّعور بالأمان والانْتماء. فالطِّفْل حِيْن يَبْكي لأنَّ أمَّه وأباه قَدْ تَركاه مع الألْعاب المُبْهِرَة الثَّمينَة، لَنْ يَقْبَل ذلك، فيَبْكي ويَصْرخ ليردّهما إلَيْه. وهو يَسْتَخدم حِيَلَه في الابْتسام والضَّحِك ليَجْذبهما إلَيْه. فبينما نَعْتَقِد أنَّنا نُدَرِّب أطْفالَنا على الانتماء، سوف نَكْتَشِف أنَّهم في الحقيقة هم الذين يُدرِّبوننا على الانْتماء. فالطِّفْل يجْبر والدَيْه على التَّواجُد معه بابْتساماته وضَحكاته، ويُعاقِبْهُما على عَدَم تواجُدهما معه بالبُكاء والصُّراخ. والطِّفل الذي لا يَفْعل ذلك يكون مُصَاباً بخَلَل في الاتِّصال.



موقف آخر يعمِّق الانتماء: رَجُلٌ مَرضَت زَوْجته وأصْبَحَت مُعاقَة، فأصْبَحَت الأسْرة أكْثَر ترابُطاً عن قَبْل، وأكثر تحمُّلاً للمسؤولية في شؤون البيت، واخْتَبروا وفاء الأصْدقاء بمساعدتهم. فاخْتَبَر الزُّوج فَرَحاً عَميقاً بسَبَب الأزْمَة، لَيْس بسَبَب الأزْمَة نَفْسِها، بَلْ لأنَّ الأزْمَة فتَحَت لَه الباب إلى تِلْك الفَرْحَة، فَرْحَة الشَّركة بَيْن الأقْرباء والأصْدقاء، وفَرَحه بالرَّب الذي يَعْمَل كُلّ الأشياء لخَيْر أولاده. فهُناك أزَمات تُعَمِّق الرَّوابط والانْتماء بَيْن الأفْراد، وتُعَمِّق أيضاً الانْتماء والإيمان والرَّجاء في الرَّب القَدير. فالأزمة تستحضر النعمة، وتعمِّق المحبة، وتجذب الفرحة.







رد مع اقتباس
قديم 21 - 03 - 2013, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,804

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الأزمة تجذب الفرحة

موضوع رائع يا سما
يفرح النفس
ربنا يباركك يا قمر
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 03 - 2013, 05:22 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الأزمة تجذب الفرحة

ميرسى كتير يامارى لمرورك الجميل
ربنا يبارك خدمتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
صاحب الفرحة هيبعت الفرحة♥️
كيف تجذب قطط الشوارع
يا فرحة الميلاد اذهبي واعطي الفرحة لمن طاقت قلوبهم شوقا لهذه الفرحة
الفرحة هي انت وانت الفرحة اللي تغني
الفرحة مش في الأبتسامة بس ، الفرحة بتبان في العيون


الساعة الآن 07:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024