منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 10 - 2018, 03:43 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

الكتب المقدسة وتسميته
الكتب المقدسة وتسميته





الكتب المقدسة هي معاً كتاب إعلان الله كما رأينا بالتفصيل، وأول من أطلق هذه التسمية في العهد الجديد على الأسفار المعروفة بالعهد القديم هو القديس بولس الرسول في رسالته إلى تلميذة القديس تيموثاوس الرسول قائلاً له على وجه خاص: [وأنك منذ الطفولة تعرف الكُتب المقدسة القادرة أن تُحكمك للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع] (2تيموثاوس 3: 15)
وبادئ ذي بدء، لا بُدَّ من أن نُميز النعمة الظاهرة في الكتاب المقدس


فيما قبل ظهور الله في الجسد وعند ظهوره في الجسد حسب التدبير، لأن كثيرين بلا وعي لاهوتي دقيق وانحرافاً عن قصد الله وإعلان محبته الظاهر في العهدين قائلين: [نشكر الله لأننا في عهد النعمة، لسنا بعد تحت الناموس، نحن في العهد الجديد لا في العهد البائد القديم، وأخذنا نعمة عوضاً أو بدلاً عن الناموس]، وكأن العهد القديم كله لم يكن فيه نعمة على وجه الإطلاق، غير مُميزين الفرق في المعاني المختلفة لكلمة [الناموس]، لأن الناموس مقسم لأنواع، وهما كالتالي: [الناموس الطبيعي، والناموس الطقسي، والناموس الأدبي أو الكلمات العشر، والناموس التشريعي الذي يُنظم العلاقات الإنسانية في المجتمع وهذا ظاهر في إسرائيل كمملكة].
ولنا أن نتساءل: هل الله تعامل منذ آدم إلى موسى بالناموس،


وبأي ناموس، أبناموس الأعمال أم ناموس الإيمان، أم ناموس الطقس أو التشريع، وهل العهد القديم كله ناموس حرفي طقسي بلا نعمة، أم كانت النعمة مستترة فيه، وماذا عن نعمة إعلان الله عن ذاته وإظهار قدرته على الخلاص، وماذا عن اختيار شعب بلا استحقاق، أليست كلها أفعال نعمة خاصة مجانية، لذلك القديس يوحنا الرسول نفسه قال: ومن ملئه نحن جميعاً أخذنا، ونعمة فوق (بناء على) نعمة. لأن الناموس بموسى أُعطي، أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صار (يوحنا 1: 16، 17)

ἐλάβομεν καὶ χάριν ἀντὶ χάριτος = have received moreover grace upon grace



v وليست نعمة عوضاً عن نعمة كما يُترجمها البعض خطأ، لأن الرب لم يأتي لينتقض الناموس أو ينسخه أو يبطل ما جاء فيه كأن ليس له لزوم، لكنه اتى ليكمل، أو يصل به للكمال، لأن الناموس مؤدبنا للمسيح لكي نتبرر بالإيمان (غلاطية 3: 24)، لأن غاية الناموسهي المسيح للبرّ لكل من يؤمن (رومية 10: 4)، لذلك الرب نفسه قال: لا تظنوا إني جئت لأنقض – ما جئت لأنقض بل لأُكمل
لا تظنوا = لا تسمحوا أن تفترضوا، إني ألغي أو أبطل أو أفسخ الناموس والأنبياء.
οὐκ ἦλθον καταλῦσαι ἀλλὰ πληρῶσαι = Not I have come to abolish but to fulfill
ما جئت (لألغي – أو أُبطل) بل (أحقق – أنجز – أُتمم – ابلُغ للكمال – أُنجز ببراعة – التمام والكمال بشكل وافي – الكفاية أو بشكل كافٍ تماماً – الانتهاء أي الكمال النهائي = finished – كمال وتتميم كُلي – اجتاز بنجاح)، فاني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل = يتم – يُصبح – يكتمل – يحدث. (أنظر متى 5: 17)

عموماً في عام 140م تقريباً


ومن خلال القرن الثاني الميلادي ظهر شخص يُدعى ماركيون Marcion البُنطي، أي من بُنطس، وهي ولاية في شمال آسيا الصُغرى متاخمة للبحر الأسود، وهو تلميذ لواحد اسمه كردون، وكرودن سوري الأصل، وقد أتى إلى روما في عهد هيجينوس، وهو تاسع أسقف منذ عهد الرسل، ونادى بأن الله الذي أعلنه الناموس والأنبياء ليس أبا ربنا يسوع المسيح، لأن الأول معروف والأخير غير معروف، الأول عادل والأخير صالح، أما ماركيون بدأ يُعلم بأن إله العهد القديم يختلف عن إله العهد الجديد مثل مُعلمه، مع تطوير أفكاره وتوسيعها. لأنه يرى في نظره أن إله العهد القديم إله الغضب والنار، وهو إله مُخيف ومُرعب. وألقى ماركيون بالعهد القديم جانباً وكتب الكثير ضده مقاوماً كل ما فيه، هادماً كل قوامه وحصره في الغضب والانتقام بغرض إثبات بأن هذا ليس الله الذي نعرفه، وقد رفضته الكنيسة وحرمته – في ذلك الزمان – لأنه لا يُريد ان يسمع بسبب تمسكه بأفكاره بعناد وذلك في روما عام 144م، وتأثر القليلين بفكره وبدأوا في نشر أفكاره إذ مالوا نحوها حسب منطق تفكيره واستنتاجاته الخاصة، مع أن هذه الأفكار ابتدأت تنحصر وتنكمش وتُكاد أن تتلاشى بسبب كتابات القديس يوستينوس الشهيد مقاوماً هذه البدعة ببرهان الروح والقوة، ولكن في أواخر القرن التاسع عشر ظهر شخص يُدعى أدولف هارنك Adolph Harnack وأضاف الكثير إلى أفكار ماركيون Marcion الذي اعتبره أستاذاً له، وأخذت أفكاره في الهبوط والصعود مختلطة بأفكار فلاسفة تلك الفترة مثل هيجل وغيره، كما ظهر أيضاً في العصر الحديث هذا الاتجاه عند البعض بطرق مختلفة تحت حجج فلسفية كثيرة.
وبالطبع ظهر الكثيرين عبر الزمن وإلى اليوم،


وقد تعمقوا وتأصلوا في العهد القديم وأظهروا عمق ارتباطه بالعهد الجديد مؤكدين على وحدانية الله في العهدين وأنه إله واحد وليس إلهين، إله عهد قديم وإله عهد جديد، وأكثر من قاوم هذه البدعة بقوة الدراسة وعمقها هو العالم الكتابي بولتمان Bultman مؤكداً العلاقة الكبيرة بين العهدين الذي لا انفصال فيهما، وأكد على أن العهد القديم يُساعدنا علي فهم وإدراك نعمة الله في العهد الجديد، ولكي أتمكن من فهم العهد الجديد فهماً سليماً واعياً لا مناص من أن أدرس العهد القديم، كما أن العهد الجديد يوجد به نصوص عديدة منه تُعد تفسيراً واضحاً للعهد القديم .
لذلك نجد أن كثيرين – كما شرحنا سابقاً – يترجمون آية يوحنا الرسول (يوحنا 1: 16) [بنعمة عوضاً عن نعمة]،


مع أن الآية في أصلها هنا تُشير للمتابعة وليس للانفصال، أي أن كل نعمة تأتي من ملء وتفيض ملء على ملء، لأن النعمة تمتد وتتوسع وتتدرج في الإعلان والعطايا، لأن مصدر النعمة واحد، هو الله الحي بشخصه في كلا العهدين، ولكن في العهد الجديد الله ظهر في الجسد فظهرت قوة النعمة المُخلِّصة في قمتها حتى أنها فاضت بشدة من ملء الذي يملأ الكل في الكل (أفسس 1: 23)، إذ يفيض بنعمته وتنسكب نعمة فوق نعمة، مثل البناء الذي يُبنى فيه طابق فوق طابق، فالعهد القديم كان أساس ضروري ليعد قلب الإنسان وفكره لاستقبال غايته وهو شخص المسيح الرب الله الظاهر في الجسد.
إذاً فالعيب ليس في العهد القديم ولا الناموس، العيب في الإنسان نفسه، لأنه يحتاج للنمو والتدرج وأن ينال نعمة فوق نعمة مثل الطفل الذي لا يستطيع ان يأكل الطعام القوي الذي للناضجين، بل يأكل ويشرب ويفكر ويحيا كطفل ينمو بالتدريج إلى ان يصير رجلاً كاملاً في كل شيء.
عموماً في المنهج الروحي السليم،
فأن كل نعمة يحصل عليها الإنسان في المسيح ترفعه إلى نعمة أخرى أعلى مبنية على ما ناله من نعمة سابقة، فلا تُترك نعمة ليُمسك في نعمة أخرى، بل نعمة تقوده كذخيرة لنعمة أُخرى، لأن البناء حينما يعلو لا يتم ترك أو التخلص من الأساس أو من دور تم بناءه ليبني آخر جديد، بل يوضع الأساس ومن فوقه الطوابق العُليا، طابق فوق طابق، وعلى مستوى العهد القديم ففيه نعمة إعلان الله عن ذاته ووعده الذي قطعه بخلاص الإنسان، ونعمة تربية الإنسان وإعداد قلبه لظهور المُخلِّص حسب الوعد الإلهي، وتدرج الإنسان في العهد القديم من نعمة لنعمة بحسب الإيمان واستعلان الوعد وكشفه بالنبوات قليلاً، قليلاً، إلى أن أتى العهد الجديد بظهور الله مخلصنا في الجسد، ففاضت النعمة جداً وظهرت قوتها المستترة في العهد القديم في الابن الوحيد لتفيض على كل واحد وتعطيه من قوتها وتظل تفيض فيه وينال منها قوة على قوة ورفعة على رفعه وذلك كله يأتي من ملء المسيح الرب الحي [ومن ملئه نحن جميعا أخذنا، ونعمة فوق نعمة] (يوحنا 1: 16).


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عدم فهم الكتب المقدسة هو عدم فهم المسيح
الحب هو روح الكتب المقدسة
أن الجهل بما في الكتب المقدسة
الذين يعرفون الكتب المقدسة
في مطالعة الكتب المقدسة


الساعة الآن 10:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024