منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04 - 06 - 2014, 06:34 PM   رقم المشاركة : ( 111 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي

القديس أغسطينوس
سيرة - تعاليم - أقوال

أولًا: سيرة حياته

1 مواليد تاغستا بالجزائر

* ولد القديس أغسطينوس (ملك صغير) في 23 نوفمبر سنة 354 في مدينة تاغستا، وهى بلدة في نوميديا، كان سكانها الأصليون وثنيين، بينما كان معظم المسيحيين فيها من العائلات ذات الثقافة اللاتينية.
* والده "باتريكس" كان وثنيًا متوسط الحال، تزوج مونيكا، وكانت فتاة تصغره بأعوام كثيرة، وتمتاز بالوداعة والاستقامة الأخلاقية ودماثة الطباع، لم يمنعها زوجها من ممارسة دينها، بل أنه سمح لها أيضًا أن تعلم أولادها الديانة المسيحية، التي ما لبث هو أيضًا أن اعتنقها.
* لقد كانت والدته مسيحية من النساء الفاضلات، وكانت تسهر على تربية بنيها سهرًا لا يفتر ولا ينقطع، وكان أثرها عظيمًا وعميقًا في حياة ولدها أغسطينوس.
* كان لأغسطينوس أخت، لم يترك التاريخ لنا اسمها، أصبحت رئيسة دير للراهبات وكان له أخ يدعى "نفيجوس"، صار أبًا لأسرة فاضلة. خرج منها راهبتان تخصصتا لخدمة الرب
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
2 يتلقى تعليمه العالي في قرطاجنة:

* في سنة 370 مكنته الأحوال من الذهاب إلى قرطاجة، فأكمل ثقافته العالية، التي كانت تفتح لأصحابها أبواب مهنة التعليم العالي.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
3 أغسطينوس ينحرف في شبابه:

* تلقن من فم والدته أصول الدين المسيحي لكنه ما كاد ينهى دراسة الإعدادية في مدرسة مدورا، على أيدي أساتذة وثنيين، حتى كان قد نسى كل مبادئ الدين، ولم يكتف أغسطينوس في السلوك في مفاسده ورذائله، بل صار يبشر بها حتى أقنع بعض أصدقائه على انتحالها منهم اليبيوس ورومانيانس.
* قد وصل أغسطينوس إلى حالة أصعب من ذلك عندما عصى والدته وأضرب عن نصائحها، ثم عاش حياة زوجية غير شرعية مدة طويلة، أنجب خلالها ابنًا يدعى "أديودات" أمن له تنشئة رفيعة المستوى، وقد كان ذكاء هذا الابن مثار إعجاب الجميع، وطالما تناقش مع أبيه في موضوعات عديدة جمعها أغسطينوس في كتابه المعلم، هذا وقد سبب موته، وهو في الثامنة عشرة من عمره حزنًا عميقًا لأبيه".
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
4 أغسطينوس مدرسًا في مدرسة ميلانو الإيطالية:

* لمدة اثنتي عشر سنة وكان ذلك في المدة من سنة 374 إلى سنة 386 م.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
5 أغسطينوس يبحث في المانوية:

* اعتنق المانوية مدة تسع سنوات من سنة 373 إلى سنة 382، وكان ذلك بسبب أن حواريي ماني كانوا يعرضون له الحقيقة عرضًا براقًا يلائم مزاجه البلاغي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى كان هؤلاء يقدمون له ألف برهان ضد الكتاب المقدس، ويسخرون من قصصه، وكانوا يؤكدون أنهم هم ممثلو السيد المسيح الوحيدون والحقيقيون!!
* بعد فترة من اعتناق أغسطينوس للمذهب المانوى، نراه يكتشف أن نظريات ماني خيالية، مما جعله يتخلى نهائيًا عن هذه المانوية، وباختصار تبين له أن المانويين لا يجيبون إلا بسخرية عن الاتهامات الموجهة لهم، وأنهم يزعمون تحريف كل نص في الكتاب المقدس، يكون غير موافق لهم، ويضايقهم وأن الإله عندهم غير كامل إذ ربما أفسدته روح الشر، وأن المختارين منهم يخفون عيوبًا ورذائل جمة تحت ستار الفضيلة
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
6 أغسطينوس في المذهب الشكي (الشكانية):

* تتلمذ أغسطينوس على المذهب الشكي (أي شكه في طبيعة الله وطبيعة النفس ومصدر الشر وأساس الحقيقة) ولم يوافق على كل ما لديهم علاوة على ذلك لم يستقر أغسطينوس في المذهب الشكي هذا أكثر من ثلاث سنوات بسبب أنه وجد الحقيقة في الكتب الأفلاطونية التي قرأها في أواخر أشهر سنة 385.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
7 أغسطينوس لم يقبل الأفلاطونية:

* لم يسترح لا بنظرتهم في الشر، ولا بنظرتهم في الزمن، ولا برأيهم في خلق العالم.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
8 أغسطينوس ورحلته مع الكتاب المقدس:

* بدأ أغسطينوس في قراءة الكتاب المقدس، وهو في التاسعة عشر من عمره فلم يجد فيه مبتغاه، ولم يرتكن إليه، إذ وجد أسلوبه غامضًا صدمته المفاهيم المشبهة الكثيرة في العهد القديم، والتي تنسب لله.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
9 أغسطينوس والدور الكبير الذي لعبته والدته في حياته:

* تأثرت شخصية أغسطينوس بتوجيهات أمه وسلوكها إلى حد بعيد جدًا، ونحن لا ننكر أنه خالف نصائحها مرارًا في بداية حياته، لكن صبرها الطويل لم ينفذ، ولم تكل عن توجيهه، بل إنها في إحدى المرات لم تسمح له بالمبيت في المنزل بعد عودته من قرطاجة إلى تاجسست (مسقط رأسه) حيث أراد أن يكون داعيًا للمانوية، ثم لما استقر في ميلان لحقته إلى هناك (وكان زوجها قد توفى) وألحت عليه أن يترك زوجته غير الشرعية، ويبنى حياة زوجية سليمة مع فتاة أخرى ذات مستوى أرفع، فأطاع أمرها، وأرسل زوجته الأولى إلى أفريقيا، إلا انه لم ينجح في زواجه الجديد، وبقى كما كتب هو "عبدًا للشهوة وتضاعفت آثامه".
* فلما رأت والدته مونيكا، ما وصل إليه حال ابنها، أخذت في التضرع المتواصل إلى الله، لكي يعيد إليه ابنها، أما هو فكان يزدادا فسقًا.
* وسمع الرب لصلاة مونيكا ورق لصرخات تلك الأم القديسة الحريصة على ابنها، فدبر الله له طريق الخلاص والنجاة من شروره ومن ضلاله.
* إن محبة وتقدير أغسطينوس لأمه يظهران بجلاء تام في كتابه "الاعترافات" في أماكن عديدة منه، فهو يتحدث عن فضائلها وعن دموعها وصلواتها من أجل توبته ورجوعه إلى الله.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
10 أغسطينوس يتأثر بشخصية القديس أمبروسيوس:

* عندما كان القديس أمبروسيوس يعظ في ميلانو، كان أغسطينوس يحضر تلك العظات، ويصغى باجتهاد، لا بروح العبادة وقصد معرفة الحق، بل بروح التفتيش ممتحنًا فصاحة العظة، ومن هنا كان أغسطينوس يوجه كل فكره إلى مجرد تنميق الألفاظ متغاضيا عن جوهر المعنى.
* ولا غرو أن أغسطينوس كان يستفيد من عظات القديس أمبروسيوس وعلى هذا الحال ابتدأ يضئ له النور رويدًا رويدًا.
* التقى أغسطينوس بالقديس أمبروسيوس، فوجد فيه إنسانًا ورعًا ومتقدًا والقديس أمبروسيوس استقبله بحرارة وحنان أبوى، مما جعله يشعر تجاه هذا بالود والحب ويتأثر بالتالي باعتقاداته.

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
* إن لقاء أغسطينوس مع أسقف ميلانو القديس أمبروسيوس، أدى إلى ثورة في حياة أغسطينوس، حيث سقطت جميع الاعتقادات التي حملها ضد الكتاب المقدس، والتي شعر بها في البدء ثم غذتها فيه المانوية.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
11 أغسطينوس يقرر توبته لتأثره العميق بسيره القديس أنطونيوس.

* "هذه السيرة التي أشعلت الرغبة النسكية في بلاد غرب أوروبا، وكانت من أقوى العوامل في توبة أغسطينوس".
* عندما جاء لأغسطينوس يومًا أحد أصحابه من ضباط الحراس الملكي، فروى له ما قرأه عن حياة القديس الأنبا أنطونيوس الكبير في مصر، فأعجب أغسطينوس كثيرًا بحياة القديس أنطونيوس، وصغرت نفسه في عينيه، وجاشت العواطف الصادقة في صدره معبرًا عن توبته.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
12 أغسطينوس يتأثر لتوبة فيكتور يانوس:

* الذي كان وثنيًا مشهورًا بالبلاغة في آفاق الدنيا كلها، وكيف قضى حياته في الديانة المسيحية بسيرة حسنة، فأثر خبر توبته في قلب أغسطينوس.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
13 أغسطينوس في أحضان المسيحية:

* عندما كان أغسطينوس في ميلانو، مع صديقه أليوس، وكان في منزلهما حديقة صغيرة ينتفعان منها، في ذلك الوقت أصبح أغسطينوس يود التحول إلى الدين، لكنه لم يكن لديه القدرة وكان في ذلك البستان يشهد صراع إرادته مع قدرته، فكان يبكى بأسى ومرارة، وبينما هو في تلك الحالة النفسانية، سمع صوتًا صادرًا عن البيت المجاور صوت شاب أو فتاة، يقول بصوت وخيم ومكررًا النداء "خذ واقرأ، خذ واقرأ" عند ذلك تنبه لنفسه باحثًا في ذاكرته عن صوت مثيل، ليتذكر أن يكون قد سبق له أن سمع ذلك من قبل، لذا فإنه علل الأمر بإرادة إلهية أمرته أن يفتح الكتاب ويقرأ أول فصل، يقع تحت ناظريه، فقرأ: "لنسلك بلياقة كما في النهار، لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والعهر لا بالخصام والحسد بل البسوا الرب يسوع، ولا تصنعوا تدبيرًا للجسد لأجل الشهوات" (رو12:13-14).
* ولم يكد ينهى القراءة، حتى شعر بان نوعًا من النور قد انقدح في قلبه وذاع فيه كاشحًا منه كل غياهب الشك وظلماته، ثم ترك الكتاب المقدس جانبًا، وأطلع أليبوس على كل ما جرى، فطلب منه أن يريه ما يقرأ، فأعطاه أغسطينوس الكتاب المقدس، حيث قرأ اليبوس الآية التي تليها وهى: "ومن هو ضعيف في الإيمان فاقبلوه لمحاكمة الأفكار" (رو1:14).
* بعد ذلك انطلق أغسطينوس وصديقه أليبوس وأخبروا مونيكا التي ابتهجت كثيرًا لما حدث، هذا الذي طالما دعت ربها لأن يمنحه لابنها.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
14 أغسطينوس يتعمد في الثالثة والثلاثين من عمره:

* وكان ذلك في سنة 387 على يد القديس أمبروسيوس.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
15 أغسطينوس تجرى دموعه لانتقال والدته:

* بعد إيمان ابنها، إذ كانت معه في طريقها إلى أفريقيا، فبكاها أغسطينوس بدموع حارة.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
16 أغسطينوس يستقيل من عمله ويكرس نفسه بالتمام للمسيح:

* وزهد في الثروات والمجد الدنيوي، علاوة على أنه رفض أن يتزوج، وضحى به في سبيل البتولية مكرسًا نفسه لخدمة الله.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
17 أغسطينوس كاهنًا:

* وذلك في سنة 391، ومكث في مدينة هيبو، وهى مدينة غابه في الجزائر
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
18 أغسطينوس يسكن في بستان الكنيسة ويجعله ديرًا عامرًا بالرهبان:

* في ذلك الوقت طار صيت أغسطينوس فملأ الدنيا الأفريقية وصار الناس يفدون إليه أفواجًا أفواجًا طالبين أنواره وإرشاداته وقد تتلمذ له الكثيرون مأخوذين بسحر علمه وفضائله.
* هذا وذكرت إحدى المصادر أن أغسطينوس مؤسس أول دير أفريقي، وأن "اديودات" ابن خطيئته كما يسميه هو من أوائل من انتسبوا إلى ديره، وكان عمره وقتئذ ستة عشر عامًا، ويؤكد أغسطينوس في اعترافاته، أن ابنه "اديودات" قال بالفعل كل ما ورد على لسانه في المحاورة إذ أن ذكائه يفوق ذكاء الكبار خاصة وأن المحاورة كانت جزءًا من تثقيفه الأدبي الذي تعهده به أبوه.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
19 أغسطينوس يعظ بتكليف من أسقفه:

* لقد أسند الأسقف فاليروس إلى أغسطينوس مهمة الوعظ والإرشاد والدفاع عن الإيمان ضد البدع، ثم فوض إليه في إعداد أعمال المجمع الأفريقي العام الذي عقد سنة 393، واشترك في جلسات المجمع ولمع بين أبائه، وثبت المؤمنين في إيمانهم، وأبطل عادة الولائم في معابد الشهداء يوم الاحتفال بأعيادهم، فكان في كل أعماله يتدفق فصاحة وغيرة ونشاطًا وإيمانًا.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
20 أغسطينوس يرسل كتابًا من تأليفه إلى القديس جيروم لمراجعته

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
21 أغسطينوس أسقفًا مساعدًا للأسقف فاليروس لشيخوخة فاليروس

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
22 أغسطينوس أسقفًا على هيبو:

* ولما صار أغسطينوس أسقفًا لم يبدل شيئًا من حياته التقشفية فأضحى قصره الأسقفي ديرًا.
* قضى أسقفيته الطويلة (395-430) يزاول أنواعًا متنوعة باهرة من الأعمال، قد يعجز عن القيام بها جمهور من الأساقفة، لولا ما اتصف به من الذهن الثاقب والبصيرة النيرة، وسهولة فهم الحقائق السامية والثقافة العالية، والمقدرة الفائقة على الكتابة والجدال وحسن البيان، مع قوة المنطق ودوام المثابرة على العمل بلا انقطاع بروح التجرد والأمانة والمحبة، فنراه يشيد الكنائس والملاجئ والمستشفيات ووضع كتابات لا يحصيها عدد: رسائل ونشرات صغيرة، ومؤلفات ضخمة كثيرة، في كل علم وكل فن، واشترك في مجامع عديدة افريقية عامة وجاهد جهاد الأبطال ضد البدع والهرطقات، وقام هو بنفسه بتغذية شعبه بالمواعظ الشيقة والتفاسير الرائعة للكتب المقدسة.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
23 أغسطينوس يتنيح في 28 أغسطس سنة 430:

* قبل نياحته بعشرة أيام طلب أن لا يسمح لأحد بالدخول إليه، وأخذ يقضى أوقاته في مناجاة الخالق مستغفرًا عن خطايا شبابه وجهله شاكرًا له كثرة حنانه ومراحمه متضرعًا إليه أن يرأف بالكنيسة ويشفيه، وكانت عواطف حبه لله تثور في قلبه في كل دقيقة، إلى أن طارت روحه الطاهرة الكبيرة إلى جابلها في الأخدار النيرة، وكان ذلك في 28 أغسطس سنة 430، وكان له من العمر ستة وسبعون عامًا.
* لقد انطفأ ذلك الكوكب الساطع الضياء، بعد أن أنار المسكونة، لكنه وإن غاب عن الأبصار، فإن صدى كلامه، وكتاباته وأعماله لا يزال يتردد في جميع الأمصار، وقد ترك للكنيسة كنزين عظيمين: كنز كتاباته وكنز رهبنته.
* هذا والكنيسة الرومانية والكنيسة المارونية الكاثوليكية تعيدان له في يوم 28 أغسطس من كل عام.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
24 أغسطينوس تنقل بعض من رفاته إلى مصر:

أ كنيسة الشهيد مار جرجس والقديسة بربارة بجزيرة الذهب بإباراشية الجيزة وقبالة حي مصر القديمة،وبالفعل وصل جزء من الرفات يوم 23 يوليو 1980.
ب أودع جزء من رفاته في كنيسة مار جرجس بالمنيل.
ج أودع جزء من رفاته كنيسة دمنهور حيث حصل عليه الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة والخمس مدن الغربية.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
25 قالوا عنه:

* مرآة الأساقفة، وزينة الأساقفة، وشعاع الكهنوت، ونور المعلمين، وشمس أفريقيا ومعلم اللاهوت، وسوط الهراطقة ودرع الإيمان وسماء الكنيسة، وركن الحقيقة التي لا يتزعزع، وسنعرض هنا ما قاله بعضهم عن أغسطينوس كما يلي:
غريغوريوس الكبير:
* "إن أردت أن تتناول طعامًا لذيذًا فاقرأ كتب القديس أغسطينوس، فتجد أن خبزه إنما هو خلاصة الحنطة وأن خبزنا بالنسبة إليه إنما هو من نخالة الحنطة".
القديس جيروم:
* "إن عُرف فضيلتك سَرى في كل مكان، إن الكنيسة الجامعة تمدحك وتعترف بأنك المجدد لعقائد إيمانهم القديم، والهراطقة يرهبونك، ويرون فيك خصمهم الأكبر القدير"
* "أنه ليس بين القديسين من فاقه في الخدمات الجليلة التي بها خدم الكنيسة".
الأب لاغرانج:

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
* "أن أغسطينوس سبرغور فكر القديس بولس الرسول أكثر من كل كاتب قديم غيره".
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
26 أغسطينوس ومحبته للفقراء المساكين:

* باع مرة أواني الكنيسة ليفتدى بها المؤمنين الذين وقعوا أسرى في أيدي البربر.
قال: انه لا يليق بالأسقف أن يحتشد مالًا ويرد الفقير الذي يطلب منه الإحسان خائبًا.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
27 أغسطينوس مرشدًا للرهبان والراهبات:

* "ترك لنا أغسطينوس نصائح وإرشادات للحياة الرهبانة، بقيت دستور عمل للرهبان وللراهبات إلى الآن ولما كانت أخته رئيسة على دير من أديار الراهبات البتولات، بعث لها برسالة شائقة أضحت قانونًا أساسيًا للحياة الرهبانية للراهبات.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
28 أغسطينوس يحرص على عفته:

* "لقد جاهد أغسطينوس بمؤازرة النعمة فنال فضيلة العفة من الرب يسوع، وبعد ذلك ثابر على طلبها بحرص وشوق.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
29 أغسطينوس وثقافته العريضة:

* "إنه لمن الواضح وبدون أدنى ريب إطلاع أغسطينوس على علوم عصره إطلاعًا تامًا، وإحاطته بشتى المعارف والروافد الفكرية يبرز هذا في لائحة مؤلفاته الكثيرة، سواء ثقافته الكلاسيكية، أو ثقافته الأفلاطونية المحدثة.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
30 أغسطينوس خطيبًا بارعًا:

* لقد استشف أغسطينوس بفهم عميق مساوئ المحاماة فأعرض عنها.
* أنشأ أغسطينوس مدرسة للخطابة، وهو لا يزال في التاسعة عشرة في قرطاجة بمساعدة أحد المقتدرين، وكان تلاميذه في العشرينات.
* تجلت مواهب أغسطينوس في الخطابة فنصحوه بالذهاب إلى روما لإنشاء مدرسة للخطابة فيها ففعل، إلا أن الطلاب كانوا لا يدفعون له أجرًا، وإن شهدوا بقدراته، في تلك الأثناء كانت قدراته العقلية وكفاءاته تتفتح، وتنمو نفسه، وهذا كله أفاده بالفعل في إلقاء عظاته على رعيته بأسلوب خطيب بارع وروحانية مختبرة معاشة.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
31 أغسطينوس وخصائصه الشخصية:

أ أنه شاب متزن، يميل إلى التفكير والتأمل، لم يفقد كرامته ولا هيبته حتى عندما انزلق في اللذائذ الجسدية مع رفاقه الخلعاء، في ريعان شبابه، بقى رزينًا، جديًا، فيه رصانة الحكيم.
ب إنه شاب طموح يجوز احترام رفاقه وتقديرهم ولاسيما محبتهم متميزًا في دروسه ومواقفه لدرجة جلية الوضوح.
ج يبدو أنه أصيب بالملاريا في السابعة والعشرين، وبمرض في الصدر في الثانية والثلاثين، ويلاحظ أن هذه الأمراض الثلاثة لم يدم أي منها طويلًا.
د نشيط في حياته الطويلة، حيث العمل اليومي الشاق طيلة أربعين سنة، فالمؤلفات الجمة التي كتبها دليل واضح على ذلك النشاط، ومثلها أيضًا الأعمال اليومية التي كان يقوم بها مثل: إدارة أملاك كنيسته، الوعظ، الفصل في الأمور، الإجابة على الأسئلة والاستشارات التي كانت تردده من كل حدب وصوب، مقابلة المستفسرين، مجاوبة أهل البدع، والمانويين بمحاججتهم شفهيًا وكتابيًا.
ه كان أغسطينوس يميل شيئًا فشيئًا نحو الاستقلال والابتعاد عن رفاق السوء، وكانت شخصيته تنمو باتجاه المزيد من الاتزان والرصانة، ولاسيما الاعتدال في الحكم على الأمور دون تسرع أو تهور.
و شغف أغسطينوس بالإطلاع وقدرته على الفهم: نراه حسب "اعترافاته" شابًا يتمتع بذكاء حاد وموهبة الغوص، فهو يقرأ بشغف وقدرة كذلك كان يتحرق شوقًا لقراءة الكتب الفلسفية أينما وجدها وكتب فرجيل والشعراء الكبار.
ز ينكشف لنا تمتعه بذاكره فائقة، إذ يذكر لنا أحيانًا تفاصيل عن ماضية شديدة الدقة.
ح حساسيته المرهفة ومشاعره ففيها مثلًا انه كان في طفولته يستشيط غضبًا من التأنيب أو الملامة، سريع الانفعال، وحتى في شبابه نجد أنه بقى على تلك الحالة من رقة التأثر، فوفاة صديق له دفعته إلى القنوط والمرارة، أما وفاة أمه فقد أحدثت فيه جرحًا عميق
ط إن الناحية الوجدانية لأغسطينوس تحتل قطاعًا بارزًا في شخصيته، فإذا أحب بقوة وإذا مال لجهة مال بعنف، وإذا كره كانت مواقفه صارمة إلا إن قلبه الكبير يسع الجميع.
ى يتمتع بطاقة كبرى على الإنتاج الفكري والكتابي، تلك القدرة التي لا تعرف الكلل والإرادة الصارمة على الجهد، لقد سقط مرارًا.
ل إن ثقافة أغسطينوس المدرسية (الكلاسيكية) أدبية إلى حد بعيد فالخطابة والبلاغة والنحو والموسيقى والآداب هي ما تعلمه في المدرسة، أما ثقافته الفلسفية أو تحوله الفلسفي فقد أتى متأخرًا.
م من الواضح أن أغسطينوس كان اجتماعيًا، ولا يلاحظ عليه أنه يميل للعزلة، بل نراه أميل للانفتاح، واللقاءات مع الآخرين الذين قاموا بدور كبير جدًا في تكوينه النفسي وتطوره، حيث كان محاطًا دائمًا بالأصدقاء.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثانيًا: تعاليمه

1 أغسطينوس كاتب قدير ومؤلف جدير:

* ترك لنا أغسطينوس مؤلفات جمة.


أ الاعترافات:

* تشتمل الاعترافات على 13 كتابًا.
* كتبه أغسطينوس سنة 400 وفيه سيرة حياته، ومسار فكره وطريقة رجوعه إلى الله.


ب مدينة الله:

* كتبها أغسطينوس في حقبة مأساوية من تاريخ أوروبا ذلك أن روما سقطت في سنة 410 بيد البربر.
* كان كتاب "مدينة الله" ردًا، (بناء على طلب أحد أصدقائه) على هذا التحدي الوثني.
* شرع أغسطينوس يكتب "مدينة الله" منذ سنة 413 426، فجاء عملًا ضخمًا في قسمين من اثنتين وعشرين مقالة، ويحتوى على الكثير من آرائه السياسية والاجتماعية، ولاسيما فلسفته التاريخية.

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي


ج الرسائل:

* ذكرت بعض المصادر أن لأغسطينوس 159 رسالة.


د الرد على الأريوسيين:

* جاء في إحدى المراجع أن أغسطينوس كان له دور في الرد على الأريوسيين.


ه العقائد المسيحية:

* كتب أغسطينوس 4 كتب في العقيدة المسيحية.


و بحوث عقائدية:

* كتب أغسطينوس سبعة كتب في بحوث عقائدية.


ز كتابات ضد ماني Mani

* ثمانية كتب ضد ماني


ح كتابات ضد الدوناتست:

* ثلاثة كتب


ط كتب ضد البلاجيين:

* 13 كتاب


ى كتب عن المناجاة:

* كتب أغسطينوس كتابًا أطلق عليه " مناجاة"


ك كتب في شرح الكتاب المقدس:

* ستة كتب
ل كتب أخرى متنوعة:

* الاستدراكات.
* في النظام.
* في الموسيقى.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
2 أغسطينوس وأسلوبه في الكتابة:

* " يعتبر أغسطينوس من أروع الكتاب في اللغة اللاتينية، كما اتصف أيضًا بلغة بيانية رائعة متانة وجزالة، لكنه من المعروف أيضًا عنه أنه يبالغ من الإطناب والتصوير كما يلاحظ عليه، عنايته بالشكل والصياغة، مما جعل أسلوبه متصفًا بالاستطراد ولاسيما الاستعارات والصور البلاغية الكثيرة، ومن هنا نشعر بنبضات المؤلف ونعيش داخل العاطفة التي يبرزها بعفويتها وأصالتها.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
3 أغسطينوس ومكانته في العصور الوسطى:

* إن سلطة أغسطينوس في العصور الوسطى، أضحت لا تعادلها سوى سلطة أرسطو، حيث بلغت من قوة التأثير، بحيث أنه ما من عقيدة وسيطية لم تستند عليها أو تستدعيه
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
4 أغسطينوس ومكانته في العالم الغربي:

* استحق لقب "أبو العالم الغربي".
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
5 أغسطينوس ومكانته الكنسية:

* إن دور أغسطينوس في تكوين اللاهوت الكنسي، لا مثيل له أبدًا، هضم التراث الآبائي الذي سبقه، واستخلص من الطقوس التقليدية اعتقادات روحانية، ونقب طيلة خمس وأربعين سنة النصوص المقدسة بعمق ومهارة.
* كان أغسطينوس لاهوتيًا وفيلسوفًا وأخلاقيًا، وفوق كل شيء، يبدو معاصرًا لكل الأجيال، عاصر كل زمن وكل تاريخ فهو لم يأت بعده في التعبير عن الفكر المسيحي من يوازيه لذا كان تأثيره في كل العصور التي تلته بل أن طابعه لا يزال يؤثر حتى اليوم.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثالثًا: أقوال القديس أغسطينوس

* أثبت فيَّ يا رب لئلا أقع.
* أعطني يا رب أن أعرفك كما تعرفني أنت.
* إلهي، أراك ناظرًا نحوى دائمًا حتى كأنه لا يوجد في السماء ولا على الأرض خليقة سواي.
* إن الذي أسرهم جمال هذه الحياة وأهانوك يا رب قد زالوا معها.
* هلكت أنا الإنسان أن أصل إلى ما هو فوق نفسي إذا لم أتحرر أولًا من ذاتي...
* لا شيء يخيفني يا رب لأنك أقوى من الكل، أيها القادر، يا من دعوتني.
* ربّ، نفسي تلطخت بالإثم، ولكنها تصبح جميله إذا أحًبتك.
* ربّ، قد تأخرت كثيرًا في حبك، أيها الجمال الفائق في القدم والدائم إلى الأبد.
* ربّ، كنت معي، لكن بشقاوتي لم أكن أنا معك.
* من الفردوس أعلنت المرأة الموت لرجلها، وفي الكنيسة أعلنت النساء (مريم) الخلاص للرجال.
* الصلاة هي السلّم الذي نصعد به إلى الله.

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
* إن صَمتّ لسانك فلتكن من القلب صلاتك.
* أن تعلمت أن تصلى من أجل أعدائك، فإنك على طريق الربّ تسير.
* تقرأ فيتحدث الله إليك، وتصلى فتتحدث أنت إليه.
* الويل لك إذا تمسكت مما يزول فإنك تزول معه.
* إن مَنْ خلقك بدونك، لن يخلصك بدونك.
* إياك أن تحبَّ الله لكي يكافئك، بل فليكن هو عينه مكافأة لك.
* إن أحببنا القريب بالروح والقداسة، فلسنا نحب فيه سوى الله.
* لا تستطيع زوابع العالم أو أمواج التجارب أن تطفئ لهيب المحبة.
* لا يوجد حب بدون رجاء، ولا رجاء بدون حب، ولا حب أو رجاء بدون إيمان.
* من يحبّ لا يتعب، لأن المحبّة تجعله لا يشعر بالتعب.
* عليك أن تحبَّ الله كنفسك، ثم قريبك كنفسك..
* استخدم العالم ولا تكن له أسيرًا..
* العالم يهتَّز، وأما الإيمان فلا يتزعزع...
* إيمانك هبة من الله وليس حقًا لك.
* إن غاية الإيمان أن تؤمن، وغاية المحبّة أن تعمل..
* إن الإيمان هو ينبوع الصلاة، فالساقية تجف متى جفت ينابيعها...
* إن رفعت نفسك، ابتعد الله عنك، وإن اتّضعت أقترب منك.
* تودّ النفس المتكبرة لو ترضى الناس، وأما النفس المتواضعة ففي الخفاء ترضى..
* الشيطان لا يمكنه أن يصنع شرًا الذي يأذن الله له أن يفعله.
* التجارب التي تحدث بواسطة الشيطان، تتم لا بقوته، بل بسماح من الله لتأديبنا..
* إن الاتحاد بين الرجل والمرأة من قِبل الله، والتطبيق من الشيطان..
* المتكبر يعمل إرادته، والمتواضع يعمل إرادة الله..
* وكما قاد الشيطان الإنسان للموت بالكبرياء، هكذا أعاد المسيح الإنسان إلى الحياة بالاتضاع..
* الخطيئة تكمل على ثلاث مراحل: إثارتها، التلَّذذ بها، ثم تنفيذها..
* أخطأ آدم فبدأ يخاف النور الإلهي، ولجأ إلى كثافة الأوراق هربًا من الحقيقة إلى الظل
* ماذا ينفعكم لو طلبتم المغفرة دون أن تصنعوا الثمار التي تليق بالتوبة...
* غدًا أتوب فينتهي كل شيء، حسنُ، ولكن ماذا يحدث لو مت قبل غد؟!.
* إن ملكت شيئا، فاصنع منه خيرًا..
* أنتصر على ذاتك فيُهزم أمامك العالم..
* ليت الربّ ينصركم ليس من الخارج على عدوكم، ولكن من الداخل على أنفسكم..
* القلب الحاسد دودة شريرة تنخر كل شيء فتحوله رمادًا..
* الرب يمتحن الإنسان لكي يعرّفه حقيقة نفسه فيلومها..
* طوّل حياتك ما شأت ثم بعد ذلك أليس لك يومًا أخير من عمرك.
* لتسهروا بالليل حتى لا تفاجئوا باللص فإن نوم الموت قادم إن أردتم أو لم تريدوا.
* لا تخف، ليخف التبن من النار، لكن ماذا تفعل النار بالذهب..
* هل تبحث عن السعادة في دار الموت، لن تجدها..
* سيكون حزنك هنا إلى فترة وجيزة أما هناك في الأبدية ففرحك لا نهاية له..
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 06 - 2014, 06:47 PM   رقم المشاركة : ( 112 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي

أعمال الرهبنة

أولًا: البعد التاريخي للرهبنة:

* لقد ظهرت عدة أنماط من الرهبنة في الكثير من دول العالم وفي أوقات متفرقة وبعيدة فقد ظهر نساك في الهند (البوذية) وعند الإغريق. ولقد كان النسك ظاهرة في الأنظمة الفيثاغورثية والأفلاطونية الحديثة، وفي الصين (البراهمة رهبان شاولين عند قدماء المصريين عند اليهود (إيليا وأليشع ويوحنا المعمدان سكنوا البراري) ولقد سمى القديس جيردن أبناء الأنبياء الذين ورد ذكرهم في سفر الملوك برهبان العهد القديم.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ظهور الأنظمة الرهبانية في مصر وتطورها

1 نظام العزلة (الفردية): ومؤسس هذا النظام الأنبا أنطونيوس الذي ولد 251 م.، في مدينة (كوما) قرب بنى سويف. وقد رباه والداه على التقوى والفضيلة فقد أبويه في سن الثامنة عشر أهتم بتربية أخته الصغيرة، وفي أحد الأيام ذهب إلى الكنيسة وسمع الشماس يقول:" إن أردت أن تكون كاملًا فأذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء، فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني" (مت21:19)، وفي الحال قام القديس وباع كل أملاكه ووزعها على الفقراء، وألحق أخته ببيت للعذارى وذهب إلى الصحراء، وهناك ذاع صيته وأنتشر خبر قداسته بين الناس، وتجمع حوله عدد كبير من راغبي العزلة والرهبنة وتتلمذ على يديه القديس أثناسيوس الرسولي نزل الأنبا أنطونيوس من البرية مرتين وذهب إلى الأسكندرية لمؤازرة المسيحيين أثناء الاضطهاد وتأييد البابا أثناسيوس في جهاده ضد الأريوسية، تنيح بسلام في 22 طوبة سنة 365 م. وفي النظام الأنطوني لم يضع الأنبا أنطونيوس نظامًا للحياة النسكية، ولم يطالب النساك بأكثر من التقشف والصلاة والعمل اليدوي، ويعتبر ميلاد هذا النظام سنة 305 م.، لأنه في هذا العام تكاثر الرهبان جدًا حول الأنبا أنطونيوس وبسبب كثرتهم أجبروه أن يقطع عزلته ويخرج لتعليمهم ويعظهم ثم يرجع إلى حصنه المهجور.
2 الفردية المترابطة: وفيه يعيش الراهب منفردًا ولكن في تناسق مع جماعة رهبانية يعيش فيها البعض في قلالي منفردة وجماعات كانت تعيش في قلاية واحدة، ومؤسس هذا النظام هو القديس مكاريوس الكبير (301-390 م.)، وقد ولد هذا القديس بالصعيد من أبوين مسيحيين فقيرين، هذباه على روح النسك في حداثته كان يشتغل برعاية البقر، وعندما بلغ سن الثلاثين من عمره قصد الأنبا أنطونيوس بوادي النطرون وتتلمذ له ذاع صيته وكثر عدد تلاميذه، فقام وبنى لهم ديرًا فخما مازال إلى اليوم. وفي سنة 375 م.، نفاه فالنص الأريوسى إلى جزيرة فيله بالصعيد الأعلى مع عدد من الرهبان، ثم رجع إلى بريته إلى أن تنيح بسلام وله من العمر 90 سنة وقد بلغ عدد رهبانه 1500 راهب، ومن تلاميذ القديس مكاريوس الكبير (الأنبا بيشوى - الأنبا موسى الأسود - القديسين مكسيموس ودوماديوس - والقديس يوحنا القصير، وغيرهم).
3 الرهبنة الديرية حياة الشركة: وقد صار فيها الرهبان يسكنون داخل سور واحد وتجمعهم شركة واحدة في الأكل والشرب والصلاة واستحدثت وظائف وصناعات لتنظيم هذه الحياة، ومؤسس هذا النظام هو القديس باخوميوس الكبير (285-346 م.) وقد أسس حوالي 9 أديرة في حياته، وأكمل المسيرة الأنبا شنوده رئيس المتوحدين (333-451 م.) الذي بلغ عدد الرهبان في عهده 2200 راهبًا بالدير الأبيض (دير الأنبا شنودة) و1800 راهبًا بالدير الأحمر.

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
* (دير الأنبا بيشوي): وقد أدخل الأنبا شنودة نظام شديد الصرامة على الرهبان من حيث النسك والتقشف والصلاة واستحدث عهد كتابي يكتبه الراهب الجديد على نفسه وجعل الرهبنة في أديرته قاصرة على الأقباط فقط.
4 الرهبنة النسائية: بدأت أولًا في البيوت مثل بنات فيلبس المبشر (الأربعة عذارى) في مدينة قيصرية اللاتي كان يتنبآن (أع 9:29).
* بعد ذلك ظهرت بيوت العذارى، أودع فيها القديس ديمتريوس الكرام زوجته (188-223 م.) وكذلك الأنبا أنطونيوس.
* ظهور العذارى وأول من أسس هذه الأديرة هو الأنبا باخوميوس أب الشركة الذي أسس دير لأخته في طاشين وبلغ عدد راهباته 400 راهبة، ثم أنشأ ثلاثة أديرة في أخميم وحدها وأكمل المسيرة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين.
* في القاهرة يذكر المقريزي أنه في القرن الخامس عشر وجد سبعة أديرة للراهبات.
* ضعف الرهبنة: ازدهرت الرهبنة في القرنين الرابع والخامس الميلادي ومع بداية القرن السابع أخذت الرهبنة في الاضمحلال بسبب:
أ غزوات البربر البدو على الأديرة.
ب المنازعات الطائفية.
ج دخول العرب مصر ويعتبر من أهم الأسباب لضعف الرهبنة.
* ازدهار الرهبنة: بدأ من البابا كيرلس الخامس مرورًا بالبابا كيرلس السادس حتى البابا شنودة الثالث.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
الأديرة الحالية:

أ الرجال: دير أبو مقار - دير البراموس - دير السريان - دير الأنبا بيشوى - دير مارمينا بمريوط - دير مارجرجس بالرزيقات - دير الأنبا شنودة بسوهاج - دير الأنبا باخوميوس بأدفو - دير الأنبا بولا - دير الأنبا انطونيوس بالبحر الأحمر - دير دير المحرق - دير الأنبا صموئيل المعترف - دير الأنبا أنطونيوس بكاليفورنيا - دير مارجرجس بالخطاطبة - دير الأنبا شنودة بميلانو - دير الأنبا أنطونيوس والأنبا موسى بالسودان - دير الأنبا أنطونيوس بالقدس - دير الملاك غبريال بجبل القلمون.
ب للراهبات: دير أبى سيفين مصر القديمة - دير مارجرجس مصر القديمة - دير مارجرجس حارة زويلة - دير السيدة العذراء حارة زويلة - دير الأمير تادرس حارة الروم - دير القديسة دميانة بالبراري - دير مارجرجس بالقدس.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثانيًا: الأسس التي تقوم عليها الرهبنة

1 البتولية:

* وهى معروفة منذ القدم (في العهد القديم إيليا وإليشع ويوحنا المعمدان).
* السيد المسيح تكلم عن البتولية " لأنه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون أمهاتهم ويوجد خصيان خصاهم الناس ويوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السموات (مت 10:19-12) ويقصد بالذين خصوا لأجل ملكوت السموات (البتوليين) ومعلمنا بولس الرسول يتحدث كثيرًا عن البتولية (1كو 8:7:22:22: 28).
2 الوحدة والإنفراد: إيليا عاش عند نهر كريت وكانت الغربان تطعمه (1مل 17) ويوحنا كان في البراري إلى يوم ظهوره لإسرائيل، وبولس في بداية خدمته انطلق إلى الصحراء الغربية، والسيد المسيح نفسه قبل بداية خدمته انطلق إلى البرية.
3 التجرد (الفقر الاختياري): وفيه يتحرر الإنسان من كل مقتنياته باختياره وإرادته وأن يحيا فقيرا كما عاش السيد المسيح سيده ومعلمه.
4 الطاعة: السيد المسيح مثلًا للطاعة "مع كونه إبنًا تعلم الطاعة" (عب 8:5) وإذا وجد في الهيئة كإنسان وأطاع حتى الموت موت الصليب (في 8:2).
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثالثًا: فضل الرهبنة على الكنيسة

1 من الناحية الروحية: وهذا أول جانب حمل لواءه الآباء والرهبان، إذ هو رسالتهم الأولى ولعل من أوضح وأبرز معالم هذا الجانب حياة (القدوة والصلاة) وقد تخطت حياة القدوة هذه حدود الإقليم المصري فنجد أن الكثير من الغرب قد جاءوا إلى مصر وتتلمذوا على يد الآباء الرهبان، ثم نقلوا ذلك إلى الغرب، ويكفى أن سيرة راهب واحد وهو الأنبا أنطونيوس التي دونها البابا أثناسيوس الرسولي في منفاه كانت سببًا في إشعال الرغبة النسكية في غرب أوروبا وكانت سببا في توبة كثيرين (القديس أغسطينوس).
* أما الصلاة فإنه بسبب صلواتهم حفظ الله المسيحية إلى اليوم في مصر، وأنقذها من كافة المضايقات والاضطهادات.
2 من الناحية الإيمانية والعقيدية: لم يكن الآباء البطاركة والأساقفة هم وحدهم الذين يدافعون عن الإيمان، ولكن آباء البرية كان لهم دورًا بارزًا في ذلك، فالأنبا أنطونيوس لم يخرج من البرية إلا مرتين فقط مرة سنة 311 م. أثناء الاضطهاد ومرة أخرى سنة 338 م. لمساندة الأنبا أثناسيوس ضد الأريوسية.
* القديس الأنبا أغاثون يضرب لنا مثلًا يوضح حرصه على سلامة الإيمان من الهرطقة والبدع. حيث جاء إليه قوم وسألوه: أنت أغاثون المتعظم؟ قال لهم، فقالوا له أنت أغاثون المهزار؟ فقال نعم أنا هو، فقالوا له أنت أغاثون الهرطوقى؟ اجبا حاشا أنى لست هرطوقيًا، لما سألوه لماذا أهملت كل ما قلناه ولم تحتمل هذه الكلمة، أجابهم قائلًا: أن جميع ما تكلمتم به على قد اعتبرته ربحًا ومنفعة إلا الهرطقة لأنها تبعدنى عن الله وأنا لا أشاء أن أبتعد عنه.
* كذلك نجد أن الأنبا شنودة رئيس المتوحدين ترك خلوته، ورافق البابا كيرلس الكبير سنة 1431 إلى مجمع أفسس.
* وعندما حاول الملك هرقل البيزنطى (631-641 م.) إجبار الرهبان على الاعتراف بمجمع خلقدونية. طومس لاون في برية شيهيت قام الأنبا صموئيل المعترف وحرم هذه المعتقدات ومزق طومس لاون ولذلك تعرض لأخطار شديدة وخلع أحد عينيه.
3 تراث الآباء الرهبان: أن الآباء الرهبان لهم تراث عظيم وغير محدود من جهة أقوالهم النافعة في كافة المجالات وكذلك فقد كان لهم فطاحل في شتى العلوم الدينية واللاهوتية وقد تركوا لنا تراثًا عظيمًا من الكتب والمحفوظات.
4 من الناحية الرعوية: كانت البرية دائمًا هي السند للكنيسة والنبع الذي يمد الكنيسة بآبائها البطاركة والأساقفة، فقد كانت الكنيسة تختار راعيها من آباء البرية وكذلك الآباء الأساقفة فالأنبا أثناسيوس هو الذي اختار سرابيون صديقه ليكون أسقفًا، والبابا كيرلس عمود الدين تتلمذ على يد سرابيون، ثم بعد ذلك صار لابد أن يكون البطريرك من آباء البرية لما يتمتع به آباء البرية من قوة في الروحانية والإفراز.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
رابعًا: فضل الرهبنة على المجتمع

1 من الناحية التربوية: أباء البرية شددوا على أهمية التعليم في حياة الراهب، فالأنبا باخوميوس قضى على الأمية في أديرته وجعل أن القراءة والكتابة شرط للالتحاق في أديرته. وأهتم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بتعليم رهبانه وتثقيفهم ووسع نشاطه التعليمي حتى أصبح يشمل المناطق المجاورة، وكان يفتح ديره لعامة الشعب. وبعد ضعف مدرسة الإسكندرية أصبحت الأديرة هي مركز العلوم والمعرفة. وهى التي قادت الحركة التربوية في مصر بالإضافة إلى نتاج الرهبان من التأليف قد ساعد على ازدهار حركة النسخ والمخطوطات في عصر لم يكن فيه طباعة.
2 من الناحية الاجتماعية: تأثر المجتمع بحالة الزهد التي عليها الآباء الرهبان والفضيلة. وكذلك فإن المرضى والذين يعانون من أعباء الحياة كانوا يذهبون للأديرة لنوال البركة وبفضل صلوات الرهبان انتشر السلام في قلوبهم في أوقات الحروب والأوبئة والمجاعات وأصبحت الأديرة مكان الأمن والطعام والدواء وقال هوثاك المؤرخ الألماني: "أن النساك المصريين كانوا يعتبرون في جميع العصور حتى في نظر الغرب آباء ونماذجًا للحياة المسيحية الحقيقية.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
خامسًا: فضل الرهبنة القبطية على الغرب

* هناك بعض من النساك الذين وفدوا على مصر ونقلوا إلى بلادهم نماذج الحياة الرهبانية والديرية التي رأوها بأنفسهم في مصر، سواء بأحاديثهم وسلوكهم الرهباني أو بكتاباتهم ومن أمثلة هؤلاء:
1 بلاديوس: (كاتب بستان الرهبان) سنة 405 م. حيث زار مصر عدة مرات.
2 يوحنا كاسيان: زار غالبية أديرة مصر وقضى بها عدة سنوات وتنقل بين الآباء النساك
3 روفينوس الأكوبالي 394 م.: الذي ترجم كتاب تاريخ الرهبان إلى اللاتينية.
4 القديس جيروم: سنة 385 م. تسجيل الراهبة الرومانية بولا، وزار وادي النطرون وقام بنقل ما عرفه عن أنظمة باخوميوس إلى اللاتينية سنة 404 م.
* بالإضافة إلى القديس باسليوس الكبير وغريغوريوس أسقف نيصص وغريغوريوس الناطق بالعجائب وذهبي الفم وكذلك إيلارى أسقف بواتية الذي نفى إلى أسوان دفاعًا عن الإيمان الأرثوذكسى، وبفضل هؤلاء الرجال انتشرت الرهبنة في الغرب بنفس المنهج والأسلوب المصري.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
سادسًا: نموذج للدور الرهباني في حفظ الإيمان

الدور الرهباني في مساندة أثناسيوس

أولًا: التجمعات الرهبانية ودورها في مساندة أثناسيوس
ثانيًا: دور الرهبان الفردي في مساندة أثناسيوس
ثالثًا: رسامه أساقفة على الكراسي الشاغرة من الرهبان
رابعًا: تأثير فكر الرهبنة على أثناسيوس
مقدمة

* بالرغم من أن الحياة الرهبانية قامت على أساس العزلة والانقطاع الكلى عن العالم... باعتبار أن الرهبنة تستمد وجودها من عزلتها وتستمد نشاطها من صمتها وتؤدى واجبها الإيماني والكنسي إزاء مشاكل الرؤساء ومحنه الكنيسة بالصلاة من على بعد أو بزيارات خاطفه إلا أنه لم يدم هذا التحفظ ولم يدم هذا الاستقلال بصورته الحاسمة هذه في زمن أثناسيوس، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. بل كان لها دور أكثر من رائع في مساندة أثناسيوس وذلك على النحو التالي:
1- فقد ثبت بالدليل القاطع أن التجمعات الرهبانية في نتريا في أقصى الشمال بقيادة آمون وفي وسط الوادي بقيادة أنطونيوس وفي طبنسين في أقصى الجنوب بقيادة باخوم كانت أثناء الحرب الأريوسية -حرب التضليل وزعزعه الإيمان ومسخ التقليد- عبارة عن مراكز ثابتة وجصون لتجمع إيماني ضخم كانت بمثابة رصيد ثابت للكنيسة على أعلى درجه من المعرفة الكنسية والإيمانية والاستنارة العملية لا يمكن أن تقهر بأي حال من الأحوال. حاول الأريوسيين باستخدام بعض الرهبان والأساقفة المنحازين لهم أن يقتحموا هذه الحصون المنيعة فباءت كل جهودهم بالفشل وذابت العناصر الدخيلة الضعيفة في وسط هذا البحر الخضم من الروحانية.
2- كانت هذه التجمعات الرهبانية الثلاثة بمثابة نقط انطلاق فعالة لتغذية المناطق الشعبية التي ضعف فيها الإيمان. إذ انطلق كثير من الرهبان لمساندة الكنائس في أثناء محنة الاضطهاد فكسروا حدة الموجة الأريوسية التي أعد الأريوسيين لها وخططوا بالسياسة والقوة العسكرية والتزييف الديني (زيارة أنطونيوس نفسه للإسكندرية نموذج أعلى لما قام به كثيرون من الرهبان).
3- التأثير الروحي الذي ساندت به الرهبنة الكنيسة وساندت أثناسيوس شخصيًا بصلوات الرهبان.......... لقد كان ظهورهم في وسط الشعب بمنظرهم وسلوكهم الروحاني أكبر تأثيرًا في الشعب لمساندة أثناسيوس.
4- لقد استعان أثناسيوس بالرهبان في قضاء الكثير من المهام الخطيرة التي كانت على مستوى البذل للموت فتكشفت الطبيعة الفدائية التي يكتسبها الرهبان في حياتهم.
5- وقد كان لصداقة أثناسيوس برؤساء الجماعات الرهبانية سواء كان أمونيوس في نتريا أو أنطونيوس في بسبير أو باخوم في طبنسين, أثر عميق على توجيه الحياة الرهبانية وحفظها على مستوى النسك السليم وتطهيرها من الانحرافات الفكرية وإمدادها بالمعرفة اللاهوتية الصحيحة.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
أولًا: التجمعات الرهبانية ودورها في مساندة أثناسيوس

1- دور الأنبا أنطونيوس في مساندة أثناسيوس:

أ - تأثر أثناسيوس بحياة الأنبا أنطونيوس:

* فنجدة يصف أنبا أنطونيوس قائلا: كان طيبا متواضع الروح...كانت طلعته تنم عن نعمة عظيمة وعجيبة وهذه النعمة أعطيت له من المخلص.... نفسه كانت قد خلت من كل شائبة فصارت هيئته الخارجية هادئة وهكذا حصل من فرح نفسه على طلعة بهية...كانت نفسه في سلام ولم يكن ذليل النفس أبدًا.
* لقد كانت هذه الاختبارات قوة يدافع بها عن الإيمان متحمل العذاب الشديد وجعل دفاعه عن الإيمان رسالة حب أكثر منها رسالة تعليم وعمل فداء أكثر منه عمل واجب.
ب - إرسال رسائل إلى الإمبراطور: ليعفوا عن أثناسيوس
ج - إرسال رسائل إلى غريغوريوس الكبادوكى: (البطريرك الدخيل) وكان ذلك في غيبة أثناسيوس سنه 344-345.. ولكن لما أرسل إليه أنطونيوس فإنه جعل الدوق بالاكيوس يبصق على الرسالة ويقذفها من يده ولكن العدل الإلهي لم يتجاوز هذا لأنه بينما الدوق على جواده في طريقه لأول محطة بعد الإسكندرية (وقد ذكرها أثناسيوس بالأسم CHAEREAU في حياة أنطونيوس وهى على النيل على بعد مائة ميل من الإسكندرية شرقًا) وإذا بالحصان دار برأسه وعضه في فخذه وألقاه من على ظهره فمات بعد ثلاثه أيام.
د - إرسال رسائل إلى أثناسيوس يهنئه بالعودة من منفاه:
ه نزوله من الجبل وتعليم الشعب: فكان همه الوحيد أن يفضح الأريوسية كأردأ هرطقة خرجت ضد الكنيسة وقد أتم مهمته على مدى يومين وغادر الإسكندرية في 3مسرى الموافق 27 يوليه سنه 338 م. وخرج من المدينة بصحبة القديس أثناسيوس ووسط جموع المشيعين.
2- دور القديس باخوميوس في مساندة أثناسيوس

أ - محبة وتشجيع الأنبا باخوميوس، من تاريخ حياة الأنبا باخوميوس نجد هذه الفقرة:
ولما وصل أثناسيوس إلى دوناسا خرج أبونا باخوميوس مع جماعة الأخوة في خلق كثير وجمع غفير وأستقبله قبولا حسنا بالصلوات الكثيرة والتسابيح والصلوات وبكل بشاشة وفرح لأجل حضور رئيس الأساقفة وراعيهم.
ب- إرسال وفد لتعضيد الكنيسة في غيبة رئيسها أثناسيوس.
ج- رهبان أنبا باخوميوس يهنئون أثناسيوس بالعودة من منفاه الثاني: لقد تبنى تلاميذ أنبا باخوميوس موقف أبيهم الروحي في مساندة أثناسيوس... وحينما علموا بعودته من منفاه الثاني ذهبوا إليه لتهنئته ومساندته.
د- رهبان انبا باخوميوس لا يشتركون مع الأريوسيين
* يذكر تاريخ حياة باخوميوس بالعربيه ان الدوق أرتيميوس (للدولة الرومانية عشرة دوقات منهم ثلاثة مخصصون لمصر وحدها) كان يقتفى اثر أثناسيوس على طول الصعيد كله حتى وصل دير بافو وهناك رد عليه الرئيس بسارفى المسئول عن الدير أن أثناسيوس أبونا كلنا لكن حتى الآن لم أرى وجهه، فدخل الدوق- وكان بصحبته أسقف أريوسى- إلى الدير وظل يفتش عنه في كل مكان ولما أعيى قال لأب الدير وهو خارج صلى من أجلي ولكن بسارفى نظر إلى الأسقف الأريوسى الذي يرافقه وقال لهما "أن الأب (يقصد البابا أثناسيوس) قد أوفد وصية للرهبان أن لا يصلوا مع الأجانب الذين لهم شركه مع الأريوسيين". ثم انفصلوا عنه فعمل الأسقف وحده صلاة ثم جلس الوالي والأسقف وأصحابه وفيما هم جلوس طفر الوالي وحده بين الجماعة كهارب مكدود وجل وفزع ومنخره يجرى الدم وهو يقول بالكاد افلت من الموت لأجل الرؤيا التي ظهرت لي الآن........... ورحل عن الدير.
3 - التجمعات الرهبانية في نتريا بقيادة أمون:

* لم يجد أثناسيوس أفضل من قلالي الرهبان ليقضى فيها معظم أوقات هروبه من وجه الأريوسية فكانت قلالي الرهبان في نظره كخيام يعقوب حسب قول أثناسيوس نفسه.
* وهكذا صارت قلاليهم في الجبال كهياكل مقدسه مكتظة بجماعه الأتقياء يرنمون المزامير ويشغفون بالقراءة يصومون ويصلون فرحين برجاء الأمور العتيدة
* وقد كانت مساندتهم له سواء في اختبائه أو تقديم العون له أو توصيل رسائله أو حتى بحفاظهم الإيمان خير معين في هذه الظروف.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثانيا: دور الرهبان الفردي في مساندة أثناسيوس

* دور الرهبان أمونيوس وثيؤوذوروس في مساندة أثناسيوس كانوا رفقاء مرحله آلام كبيرة فكانوا سبب تعزية للقديس أثناسيوس ليست بقليلة.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثالثًا: رسامة رهبان أساقفة

* معروف انه حتى إلى زمان أثناسيوس (منتصف القرن الرابع) كانت الصفة الغالبة في تعيين الأساقفة من العلمانيين من المتزوجين أيضًا, لأن الرهبنة حتى إلى ذلك الحين كانت متحفظة أشد التحفظ ومنعزلة أشد العزلة وعازفة عن النزول إلى العالم حتى وبأية حجة فاضلة.
* ولكن قد أصبح أثناسيوس ناسكًا ورئيس النساك وقد دفع بأولاد كثيرين لينخرطوا في الحياة الرهبانية متأثرين بعظاته وتعاليمه وسيرته النسكية , بدأ أثناسيوس يقنعهم ليرسم منهم أساقفة بالجملة على الكراسي التي شغرت بطرد الأريوسيين -عندما قويت يده وتشددت بعد عودته من النفي الثاني- وكان عددهم كبيرًا جدًا.
أثر ارتباط الأساقفة الرهبان بأديرتهم وزملائهم الرهبان:

* ودون أن يدرى أو يخطط استطاع أثناسيوس أن يرتبط لأول مرة بالمؤسسات الرهبانية بالكنيسة بهذه الرسامات الجديدة والكثيرة جدا- رباطًا قوية ظل مستمرًا حتى اليوم وجعل من الأديرة ظهرًا صلبًا للكنيسة. وكأنما بهذه الرسامات جند الأديرة والرهبان جميعًا لخدمة الكنيسة خصوصا في الأوقات العصيبة التي كانت وشيكة الوقوع , فكل أسقف كان يشايعه ديره, وكل دير كان يشايعه إقليمه فلو علمنا أن الأديرة كانت في ذلك الزمان على أعلى مستوى من الألفة والمحبة والتعاون وتبادل الرهبان بعضهم مع بعض , لأدركنا مقدار الترابط والقوة الروحية التي آلت للكنيسة بهذا التدبير الجديد, وهذه هي القوة ذاتها التي خدمت أثناسيوس في هروبه الثالث حيث صارت له الأديرة وجماعات الرهبان بمثابة أعوان وأهل وجنود فدائيين في صمت وإخلاص وحب بذل حتى الموت.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
رابعًا: تأثير فكر الرهبنة على أثناسيوس

1- الرهبنة كانت سببًا في اختياره أسقف.
2- الاتجاه النسكي وممارسة البتولية وحياة العفة صارت خطًا أساسيًا في كتابات أثناسيوس.
3- من فرط تأثره بالرهبنة وشعوره بأهميتها ألهب الروح النسكية عند الشباب والشابات وذلك في أعقاب رجوعه من النفي الثاني 356-346 م. فبدأت موجة التكريس تأخذ اندفاعها وقوتها بصورة ملفتة للنظر جدًا ويتمثل هذا في الأتي:
أ- كان يقول أن طقس البتولية وخاصة للعذارى هو طقس ملائكي كرامته في الكنيسة تفوق الوصف وله عمله السري....
ب- قال إنه إذا وجد في المدينة عذراء نقية متبتلة للمسيح فأن الله يحفظ هذه المدينة بلا سوء بسبب هذه العذراء.
ج- إن العذارى هن عرائس المسيح... وإنهن ختمن عقدًا مع المسيح يدم حتى الموت.. وأنهن يمارسن الصمت والقراءة في الأسفار المقدسة ويرتلن المزامير ويعملن بأيديهن ولكن يعشن عيشة الفقر الإرادي.... وأن العذراء تعيش حياة غير مائتة في جسد مائت.
د- قال عن الرهبنة هي طقس ملائكي وإنها موهبة إلهية وأنها غنى الكنيسة وإنها عطية البذل المحفوظة لله.
ه - تأثر تادرس بفكر أثناسيوس الرهباني.
و- تأثر أمونيوس بفكر أثناسيوس الرهباني.
_____
(*) المراجع:
5 الرهبنة القبطية الأنبا يوأنس.
2 الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة (ج1، ج2) الأسقف إيسوذورس.
8 تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا.
10 كوكب البرية القمص كيرلس الأنطوني.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 06 - 2014, 06:27 PM   رقم المشاركة : ( 113 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي

الأنبا ساويرس بطريرك أنطاكية
سيرة - تعاليم - أقوال

أولًا: سيرته



1- ميلاد القديس:

* وُلد هذا القديس في سوزوبوليس بآسيا الصغرى، وكان أبواه يُعدَّان من الأكابر والأعيان، وكانا يمتازان بثروتهما وسلطتهما، وكانا من سلالة ساويرس الذي كان أسقفًا على هذه المدينة وكان من جملة المائتي أسقف الذين قطعوا مع القديس كيرلس الكبير (بطريرك الإسكندرية الـ24) يَحرم نسطور الشرير. وسُمَىَ ساويرس صاحب السيرة على اسمه.
* بعد وفاة والده الذي كان في مجلس شيوخ المدينة، أرسلته والدته مع أخويه اللذيّن يكبرانه إلى الإسكندرية لكي يدرس الفلسفة والبيان واليونانية واللاتينية.
* بعد أن أكمل ساويرس دراسته الفلسفية بالإسكندرية، انطلق إلى بيروت ليدرس القانون.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
2- قبوله الإيمان:

* رتَب الله له صديقًا اسمه أفاجريوس كان يؤنبه بشدة ويقول له: "لماذا تتأخر عن أن تعتمد بعد ما حصلت عليه من علم؟"، وذكّره بأنه إذا كان يهتم بخلاص نفسه فلابد له من أن يعتمد فورًا. فتأثر القديس ومضى واعتمد في كنيسة الشهيد لاونديوس في طرابلس بالشام. وحدث أثناء دهنه بالميرون المقدس أن ظهرت يدّ فوق المعمودية نازلة على رأس ساويرس وسمع الجميع صوتًا يقول: "مستحق مستحق مستحق" فتعجب الجميع وقالوا: ما رأينا قط لمن تعمد مثل هذه الآيات.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
3- نسكه

* بعد أن نال ساويرس نعمة العماد تقدم في الروحيات، فكان يصوم كل يوم، ويقضى في الكنيسة معظم الليل حتى ضعف جسده وفي نفس الوقت كان يتعمق في دراسة القانون.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
4- رهبنته:


كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
* بينما كان القديس يقرأ في الفلسفة ظهر له الشهيد لاونديوس وقال له: "كفاك هذه القراءة، هلمَّ اتبعنى لكي تتعمق في دراسة قوانين الله التي كان يقرأها الآباء حتى أيام نياحتهم، أنهض يا ساويرس أعدد نفسك للعمل الجدي في الكنيسة، واسلك في الرهبنة لتعرف الجهاد بقوة، واحمل تُرس الإيمان الذي به تقدر أن تُطفئ جميع سهام الشرير الملتهبة. وخذ خوذة الخلاص، وسيف الروح الذي هو كلمة الله (أفسس 16:6-17). وعند ذلك تطفئ نار الهراطقة، وإنك سوف تمضى إلى أنطاكية وتصرخ كأس زائر وتهرب من أمام وجهك الجموع المقاومة للإيمان. وعليك بدراسة كتابات القديسين باسيليوس وغريغوريوس ويوليانوس وأغناطيوس وأثناسيوس الرسولي.
* أتخذ طريقه إلى دير الشهيد لاونديوس بفلسطين سنة 488 م.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
5- توحده:

* بعد أن مكث زمانًا في دير الشهيد لاونديوس التهبت روحه واشتاقت نفسه للتوغل في حياة البر والقداسة، فاختار طريق التوحد في الصحراء. وكان القديس يُتعب جسده بالصوم والسهر ودراسة الكتب المقدسة وبالعمل حتى مرض.
* مضى إلى دير رومانوس. وهناك أخبر بواب الدير الآباء وقال لهم: بالباب فيلسوف يُدعى ساويرس يريد أن يقيم معكم فلما سمع رومانوس اسم ساويرس حتى قام مسرعًا وكل من معه وخرجوا للقائه وما أن وقع بصره عليه حتى ابتدره قائلًا: "أفرح يا راعى الأنفس ومدبر الأجساد أنت دعامة الحق. تقوّ يا ساويرس، الرب معك. لقد أظهر ليَ الرب عملك وعلمك في هذه الليلة ومقدار كرامتك".
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
6- القديس ساويرس يُشيد ديرًا قرب غزه:

* عندما أقتسم إخوته ثروة والديهم الكبيرة، أعطوا جزءًا منها للقديس، فوزع جزءًا منها على الفقراء، وشيدّ بما تبقى ديرًا بالقرب من غزه، وكان كثيرون يأتون إليه للاستفادة من تعاليمه ومن كلمات النعمة التي كان موهوبًا بها.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
7- جهاد القديس في حفظ الإيمان المستقيم:

* بعد أن تعبد القديسة سنين طويلة في الأديرة وفي الصحارى، ورأى ما حدث من الانشقاقات والمحاربات الكثيرة للكنيسة من الهراطقة صمَّم أن يخرج من عزلته وينطلق من وحدته ليدافع عن الإيمان المستقيم كما فعل القديس أنطونيوس.
* فابتدأ يقاوم الهرطقات بشدة ويرد على كل منهم مقنعًا ومهددًا ومبينًا لهم عاقبة أفعالهم الرديئة. فكتب رسائل كثيرة للرد على المبتدعين.. ولما وصلت رسائله إلى الملك أحس الجميع أنه الشخص الوحيد الذي يستطيع الوقوف أمام هؤلاء المعاندون فأرسلوا إليه أن يحضر على الفور إلى القسطنطينية ليحاجج ولاسيما مقدونيوس أسقف القسطنطينية - الذي كان ينادى بأن الذي صُلب هو المسيح الإنسان (وهو غير مقدونيوس بطريرك القسطنطينية الذي انعقد بسببه مجمع القسطنطينية سنة 381 م. وكان قد جدف على الروح القدس).
* ولما علِم المقاومون بقدوم ساويرس انطلقوا من أماكنهم وهربوا منها. ولما حضر اضطرب مقدنيوس جدًا، وتوقُع أنه سوف يحاججه ويظهر هرطقته وإنكاره الإيمان الصحيح ولم ينطق مقدنيوس ببنت شفة، وكان يخشى صياح الجماهير التي كانت تصرخ وتحيي ساويرس البطل. أما ساويرس فلم ينظر إليه بالمرة لأنه كان حزينًا جدًا بسبب إنكاره الإيمان الصحيح ودارت المناقشات بينهما وحاول ساويرس إقناعه بالإيمان المستقيم، ولما رفض، انعقد مجمع بالقسطنطينية سنة 511 م. من الأساقفة في حضور القديس ساويرس، وقرروا قطع مقدنيوس ونفيه. ففرح الشعب، وكان يصيح: حسنًا هو قدومك يا ساويرس يا نور المسكونة الملح الذي لا يفسد.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
8- رسامته بطريركًا:

* بعد أن جاهد القديس تمت رسامته بطريركًا لأنطاكية سنة 512 م.، وامتلأت المدينة في ذلك اليوم برائحة الطيب الذكية.
* وفي سنة 513 م. دعا إلى مجمع في أنطاكية أدان فيه مجمع خلقيدونية ورسالة لاون.
* تبادل الرسائل بشأن الإيمان المستقيم مع آباء كرسي الإسكندرية: البابا يوحنا الثاني والبابا ديسقورس الثاني.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
9- أضطهد الإمبراطور يوستينوس (518-527):

* شدّد الإمبراطور الاضطهاد على القديس، وناله ضيق شديد كان من أثره أن جاء إلى مصر وعاش بمصر حوالي عشرين سنة (518-538)،وفي خلالها لم يُهمل كنيسته في أنطاكية. فكان يذورها بنوُابه ورسائله، وكتاباته في الدفاع عن الإيمان. رجع إلى القسطنطينية في الفترة من (534-536 م.)، ثم عاد إلى مصر ثانية.
* حدثت بعض الكوارث بعد أن ترك القديس مدينه أنطاكية، كان أشدها حدوث زلزال سنة 526 م.، دمر المدينة وقتل خمسين ألف من سكانها.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
10- اضطهاد يوستنيانوس الأول (527-565 م):

* بعد موت يوستينوس سنة 527 م.، خلفه يوستنيانوس الأول (527-565 م.)، وفي خلال هذه الفترة، أمر -في سلسلة اضطهاداته- أن يُعقد مجمع بالقسطنطينية سنة 536 م. لإجبار الأرثوذكس على اعتناق المذهب الخلقيدوني. ووجه الدعوة بالذات إلى الأنبا تيموثاوس بطريرك الإسكندرية الذي رفض الحضور، وإلى الأنبا ساويرس الذي قٌبل الدعوة. وظهر له ملاك الرب وشجَّعه بالذهاب والاعتراف بالإيمان السليم، فتوجُه القديس إلى الملك ووبخُه بشدة، فردُ الملك: هل أنت ساويرس الذي تحتقر كنائس الله. فقال القديس " لا، بل أنت الذي تركت الإيمان الحقيقي". فلاطفه الملك وذكَّره بأسلافه الذين تعرضوا للنفي والتشريد، ولكنه رفض بشدة بعد محاولات كثيرة أدت إلى احتدام غضب الملك الذي أمر بالقبض عليه وبقطع لسانه وأشار أيضًا أحد الضباط إلى الملك بأن يأمر بقطع رقبته، ليحل السلام في الكنيسة.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
مجئ القديس إلى مصر للمرة الثانية (536 م.):

* لما علمت الملكة ثيؤدوره المُحبة للمسيح بذلك، أوعزت إلى القديس بالهرب، فلم يقبل أولًا وقال: "إني مستعد أن أموت وأن أقدّم ذاتي فدية عن الإيمان الصحيح " لكن الملكة تحدثت إليه قائلة: "كيف تطلب خلاص نفسك وحدك وتترك كنائس الأرثوذكسيين. إذا مات الراعي ألا يُبدّد الذئب الخراف ويأخذها بعيدًا عن المراعى فتكون عرضة للموت وتهلك خراف المسيح؟ إنك ستنطلق سعيدًا.... لكنك ستترك الوحوش الضارية تفتك بالرعية". وبعد إلحاح وجهد كبير نزل عن رغبته طاعة لأحبائه وأبنائه وهرب إلى مصر سنة 536 م. (المرة الثانية).
* أما الإمبراطور فلما طلبه ولم يجده أرسل رجالًا في طلبه ولكن أسدل الله حجابًا على أبصارهم فلم يروه مع أنه كان قريبًا منهم.
* وظل في ديار مصر حتى نهاية حياته. وكان لشدة اتضاعه يجول متنكرًا من مكان لآخر في شكل راهب بسيط.
* بعد طرد القديس ساويرس شغل منصبه ثلاثة أساقفة خلقيدونيين على التوالي (519-546 م).
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
11- فضائله ومعجزاته:

* حدث أن بعض الأشرار وشوا به إلى الملك يوستينوس وقالوا له: إن ساويرس هو المقاوم الكبير لمجمع خلقيدونية. فاغتاظ الملك وأرسل ضابطًا من قبله ويُدعى روفس ومعه ستون جنديًا، وكان يُريد أن يأخذ البطريرك بالخداع، لكن الرب أظهر له هذا الأمر. فلما دخل روفس المدينة خرج القديس من ناحية أخرى، فجد الضابط في البحث عنه حتى لقيه فكلمه الضابط مستهزأً: "يا تلميذ الرب المجاهد"، وكان يُحرك رأسه بسخرية وتعاظم. وعند ذلك هبت ريح عاصف وشب حريق كبير أحرق روفس ومن معه ولم ينج سوى أربعة هربوا إلى القديس وصاحوا يا رجل الله نجنا، وصاروا رهبانًا. ولما علم الملك بما حدث، كف عن طلبه.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
يُصيّر الماء عذبًا في بئر بدير القديس مكاريوس:

* مضى الأنبا ساويرس إلى دير القديس مكاريوس في زى راهب بسيط. وكان بالدير بئّر ماؤه مالح وكان الرهبان يتعبون من شرب هذا الماء فتقدّم راهب قديس اسمه مكاريوس إلى البطريرك بكل إكرام يليق به إذ عرفه بالروح، وأخبره بأمر البشر. فقال البطريرك للراهب: إن صلاتك يا أبى قادرة أن تجعل هذا الماء عذبًا. فقال له الراهب: صلواتك أنت يا سيدي المقبولة أمام الله، قادرة أن تجعل الماء حلوًا، فأمره القديس ساويرس أن يلقى بالماء الذي يتبقى في الصينية بعد غسلها في نهاية القداس في البئر، فيصير الماء حلوًا، فأطاع الأمر، وهكذا صار الماء حلوًا (ذكر أيفيلين هوايت أن هذا البئر هو الذي يسمى ببئر مكاريوس).
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
اختفاء القربان وقت القداس:

* دخول القديس إحدى الكنائس في برية شيهيت ليصلى في زى راهب بسيط، وعندما رفع القس القربان ووضعه على المذبح، وبعد قراءة الرسائل والإنجيل، صعد القس إلى الهيكل ورفع الابروسفارين ليُقدس القربان فلم يجده، فبكى وألتفت إلى الحاضرين قائلًا لهم: أيها الأخوة أنني لم أجد القربان ولست أعلم إن كان من أجل خطيتي أم خطيتكم؟ فبكى الحاضرون أيضًا وللوقت ظهر ملاك الرب وأعلمه أن هذا ليس من أجل خطيته، إنما كان لرفعه القربان على المذبح والأب البطريرك حاضر، وأشار الملاك إليه وكان في إحدى زوايا الكنيسة. ولما أتى إليه القس أمره الأب البطريرك أن يُكمل القداس، بعد أن أدخلوه إلى الهيكل بكرامة عظيمة. فصعد القس إلى الهيكل فوجد القربان، فمجدوا الله جميعًا.
_____
(*) المراجع:
القديس الأنبا ساويرس بطريرك أنطاكية إصدار دير مارمينا
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 06 - 2014, 06:29 PM   رقم المشاركة : ( 114 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي

مار اسحق السرياني

أولًا: سيرته

* قد وُلد على الأرجح سنة 596 م. بمدينة نينوى من أبوين لا نعرف عنهما شيئًا حتى تاريخه.
* وفي فجر شبابه، ترك هذا البار العالم وكل ما فيه هو وأخيه، وانخرط في سلك الرهبنة بدير مار متى، ولبس الاسكيم الرهباني فقط.
* وبعد أن مارس هذا القديس الحياة الرهبانية العملية هناك وبلغ إلى درجة سامية في الفضيلة، تولد فيه شوق لحياة السكينة العميقة، وأخذ قلبه يشتعل بجمر السيرة النسكية المنعزلة فترك دير الشركة وذهب إلى البرية، وعاش متوحد في قلاية منفردة، ليتسنى له التأمل والاتحاد بالله.
* ولقد قالت بعض المصادر أن مار اسحق السرياني كان يتناول ثلاث قطع خبز في الأسبوع ممزوجة بقليل من البقول مع بعض الحشائش (الخضروات)، أما الأطعمة المطهية بالنار فلم يذقها.
* وأثناء توحده في قلايته منفردًا، تسلم شقيقه رئاسة الدير، ودأب على مراسلته ومطالبته بالعودة إلى الدير الذي عاش فيه حياته الأولى.
* لكن عشقه الشديد للبرية لم يدعه يتخلى عنها إطلاقًا.
* ورغم أنه لم يذعن إلى توسلات أخيه رغم أنه كان يشدد على قضية رجوعه إلى الدير إلا أنه لم يستطيع التهرب من دعوة الآب السماوي (التي تمت من خلال رؤيا إلهية) ولا رفض رسامة كنيسة النينويين ورعاية سفينتها وتوجيهها. فترك البرية، التي كان قلبه ملتهبًا بحبها، وأتى إلى نينوى ورُسم أسقفا وتسلم مهمة رعاية كنيستها. هذا لأنه لم يكن من اللائق أن يبقى السراج مخفيا تحت المكيال، ولكن ليوضع على المنصة الرعائية لتشع فضائله للجميع. لكن ضوءه لم يستغرق طويلا حتى غرب... وعلى ما يبدو، لم يكن العالم مستحقًا له... إذ في يوم من الأيام، بعد تسلمه عصا الرعاية، بينما كان في مبنى الأسقفية، جاء إليه اثنان، أحدهما دائن والثاني مدين وكان الأول يطالب الثاني بالدين الذي عليه، ورغم أن الثاني كان يعترف له به. وإذ لم يكن متوفرا لديه المال، طلب من الأول أن يمهله وقتًا قصيرًا ليؤمن له المال المطلوب.

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
* فانتفض الدائن وقال للقديس "إن لم يفِ هذا الرجل الدين اليوم فإني سأشتكيه إلى القاضي".
* فأجابه القديس: "اسمع يا بنى، ما دام الإنجيل يوصينا بعدم مطالبة الأشياء المغتصبة ذاتها، ألا ترى أنه حرىّ بك أن تهمل مديونك يومًا واحد ليؤمن لك مالك؟" فأجابه ذاك العاتي المستبد "دع الآن جانبًا ما يقوله الإنجيل".
* فلما سمع هذا الكلام، قال في نفسه: "ماذا جئت لأعمل هنا، ما دام هؤلاء الناس لا يسمعون لوصايا الإنجيل؟".
* وبعد ما تذكر حياته الهدوئية الأولى البعيدة عن الاضطرابات، ورأى نفسه مشتتًا بمسئوليات الأسقفية، وقارن بينهما، ترك منصبه وتوجه إلى البرية المعشوقة راجعًا إلى قلايته، وقضى فيها بقية حياته مجاهدًا بثبات ضد الشياطين ومتطلبات الجسد.
* وقد قيل أن مارياسحق ترك الأسقفية، ولم يرجع إلى مغارته الأولى، وإنما ذهب إلى برية شيهيت وأقام فيها سنوات.
* أما عن المدة التي قضاها مار اسحق في الأسقفية، فلم تزد عن خمسة أشهر من رسامته أسقفًا.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
نياحة مار اسحق:

* بعد أن بلغ ماراسحق سن الشيخوخة، رقد في الرب عام 700 م. بعد حياة حافلة مديدة زادت عن المائة عام، حيث وُلد سنة 596 م.
* هذا، وقد دُفن جسد القديس مار اسحق السرياني في دير ربان شابور.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثانيًا: كتابات مار اسحق السرياني:

* كتب القديس مار اسحق في موضوعات روحية عديدة، وقد اتسمت كتاباته بالتشبيهات الاستعارية. وقد وجهها أساسًا إلى الرهبان حيث يتحدث في جوهرها عن الحياة النسكية ممثلة في:
* قوامها * ممارستها الروحية * اليقظة
* الصوم * الصمت * الوحدة
* وسائل ضبط النفس.
* ولقد أشار مار اسحق إلى أن هناك ثلاث درجات بين المتوحدين هى:
1- الذين تحت الاختبار.
2- المختَبرين.
3- الكاملين.
* وأفادنا مار اسحق بأن النفس العاقلة تستطيع أن تقترب إلى الله بثلاث وسائل هي:
1- المحبة.
2- المخافة.
3- الخبرة الإلهية.
* هذا وقد كتب مار اسحق أيضًا:
1- أربعة كتب في التعليم الرهباني.
2- سبعة مجلدات في التدبير الروحي والأسرار الإلهية.
3- عدة كتب عن سيرة النساك.
4- كتب شعر وحوار.
* وقد ترجمت بعض أعماله إلى العربية واليونانية، وتوجد بعض الترجمات اللاتينية والإيطالية والإسبانية والفرنسية والروسية،وهناك مخطوطتان في المتحف البريطاني ضمن مخطوطات نزبا.
* وأشارت بعض المصادر أن مار اسحق قسم منهجه النسكي للراهب إلى ثلاث مراحل رئيسية هي:
1- المرحلة الجسدية.
2- المرحلة النفسية.
3- المرحلة الروحية.
* من خلال المرحلة الجسدية، يجب على الراهب محاربة الشيطان. والعالم والجسد وأهواءهم، بواسطة قيامه بممارسة خارجية كالصوم والسهر في الليل، والصلاة وتلاوة المزامير. ويشدد مار اسحق هنا على التوبة.
* ومن خلال المرحلة النفسية، يستوجب على الراهب أن يعيش في هذه المرحلة في اليقظة والرجاء، والانتظار.
* وفي المرحلة الروحية، يبلغ الراهب ذروة الحياة النسكية.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثالثًا: أقواله:

* النفس التي تخشى الله لا تخاف من أي شيء يؤذى الجسد، فهي تضع رجاءها على الله من الآن وإلى دهر الداهرين.
* شهية هي أخبار القديسين في مسامع الودعاء، كالماء عندما تشربه الأغصان الجديدة
* الذهن المشوش لا يقدر أن ينجو من النسيان.
* من لا يبتعد بإرادته عن أسباب الأهواء تجذبه الخطيئة رغمًا عنه.
* من يرحم فقيرًا تتلقفه عناية الله، ومن يفتقر من أجل الله يجد كنوزًا لا تفرغ.
* قبل أن تبدأ الحرب، استعن بالحلفاء.

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
* فم الظالم يُقفَل بالصلاة.
* كما تدنو نعمة الله من المتواضع، هكذا تقترب المصائب الصعبة من المتكبر.
* أتضع ترى مجد الله في داخلك، لأنه حيث يثبت التواضع: من هناك ينبع مجد الله.
* الموت في الجهاد خير من الحياة في السقوط.
* يجب أن تكون سيرة الراهب حسنة من جميع جوانبها.
* اذكر أن المسيح مات من أجل الخطاة، وليس من أجل الأبرار.
* أعطش من أجل يسوع لكي تُروى من حبه.
* لتحب المسيح وحده، وليس لمواهبه أو الخيرات التي يعطيها لك.
* مبارك الله الذي بمواد منظورة يربط عقولنا بمحبة خفاياه.
* الصلاة تشجع الضمير، وتلبس الحق قوة، وتقوى الرجاء.
* الصلاة الكاملة ترشد إلى السماء وترذل محبة هذا العالم.
* الصلاة التي لا تلازمها أفكار عالية فاضلة، هي كلام ساذج ليس لها قوة عند الله.
* الصلاة التي تقدم لله من القديسين لأجل الخطاة، تشبه الدواء الذي يقدمه الطبيب للمرضى.
* الصلاة هي المفاوضة مع الله.
* الذي يتهاون بالصلاة ويظن أنه له بابا آخر للتوبة، فهو مخدوع من الشياطين.
* ألا تفهم أيها الإنسان الشقي، أمام من أنت واقف تصلى؟!
* أحب العفة كي لا تخذل أمام الله عند الصلاة.
* إن الحقود يستثمر من صلاته ما يستثمره الزارع في البحر من الحصاد.
* بالصلاة نستدرج النعمة إلينا، التي إذا أحسسنا بها ننسى الأرض وما فيها.
* بغير الصلاة المستمرة لا تقدر أن تقترب من الله.
* وكما أن الطفل عندما يخاف يلتجئ بأذيال أبويه، هكذا النفس كلما تضايقت تلتجئ إلى الله بالصلاة.
* ليس شيء ينقى الضمير مثل مداومة الصلاة.
* عظيمة هي قوة الصلاة التي يصليها البار.
* صلاة الحقود كالبذار الساقطة على الصخرة.
* صل أن لا يبتعد عنك ملاك العفة.
* الذين يعرفون الكتب المقدسة، يسهل عليهم التضرع في صلاة حقيقية.
* إن الذين يخافوا الله يحفظوا الوصايا برغبة وسهولة.
* بدون القراءة في الكتب الإلهية، لا يمكن للذهن أن يدنو من الله.
* لا شيء يمكنه أن يردع الذكريات الماضية القبيحة، مثل الغوص بشوق في الكتاب المقدس وكشف معانيه العميقة.
* الراهب مدام في بحر هذا العالم، فالخوف مستولى على سيرته.
* الناسك بلا رحمة كالشجرة بلا ثمر.
* لا تمد يدك لأخذ شيء من أمام الآخرين بوقاحة.
* خير لك أن تكون مظلومًا من أن تكون ظالمًا.
* أبتعد عن العالم تعرف نتانته، وإذا لم تبتعد، فإنك سوف تشتم رائحته الخبيثة.
* إنك قد وطّدت النفس على ترك العالم، فلماذا تحارب من أجل أمور أخرى؟!
* كلما يصغر العالم في نظرك كلما تتزايد فيك محبة الله.
* كلما تزيد فيك محبة العالم والتمسك به، كلما تنقص منك محبة الله.
* إن كنت تؤمن أن الله يعتني بك، فلا تشغل نفسك بأمور زمنية ولا بحاجة الجسد.
* احتقر الإكرام تُكرم، ولا تطلبه لئلا تهان.
* أقبل الصليب ولا تصلب أحدًا.
* من يدافع عن المظلوم، يجد الله مدافعًا عنه.
* من جرى وراء الكرامة هربت منه، ومن هرب منها قصدته.
* المحبة هي الميناء الإلهي.
* طوبى لمن يجدك أيتها المحبة يا ميناء كل فرح.
* الاتضاع يتقدم النعمة.
* المتضع لا يغضب أحدًا ولا يغضب من أحد.
* ألبس الاتضاع ولا تلبس الأرجوان.
* إن كنت متضع القلب بالحق، فالله يكشف لك عن مجده.
* إذا أعطاك الله موهبة، أطلب منه معرفة كيف ينبغي لك التدبير فيها باتضاع أو يأخذها منك لئلا تهلك.
* فكما أن الملح يناسب جميع الأطعمة هكذا التواضع يناسب كل فضيلة.
* تواضع في علوك، ولا تتعظم في حقارتك.
* قبل السقوط الكبرياء، وقبل المواهب الاتضاع.
* الشيطان لا يستطيع أن يقترب من الإنسان أو أن يحمل إليه التجارب إلا إذا سمح الله بذلك لأجل تهاوننا.
* خف من الكبرياء تتعظم.
* الشهوات لا تُغلب إلا بالاتضاع.
* بشهوة العين خرج آدم من ميراثه.
* حفظ الحواس، يقطع الخطايا.
* لا يمكن أن يصل الإنسان إلى كمال مخافة الله إلا بترك جميع الشرور وقطع كل خطيئة.
* لماذا غرق جيل بكامله بالطوفان أيام نوح؟ أليس بسبب الفسق؟!
* لماذا تبغض الخاطئ أيها الإنسان؟ ألعلك تعتقد أنه ليس بارًا مثلك؟!
* لا تبغض الخاطئ بل أبغض خطاياه، وصلَ من أجله متشبهًا بالمسيح.
* لا تبغض الخاطئ لأننا كلنا خطاة، وإذ تَرْث عليه بدافع إلهي، فابك من أجله.
* ليست خطية بلا مغفرة إلا التي بلا توبة.
* من يكره الخطايا يتوقف عنها، ومن يعترف بها ينال الغفران.
* تأمل خطيئتك بعمق، تجد هناك مصاعد تستطيع الارتقاء بها.
* التوبة هي ترك الأمور الرديئة والندم عليها.
* التوبة هي أم الحياة.
* التوبة لا تتوقف إلا بالموت.
* التوبة إذا سكنت في الإنسان، فإنها تملأ النفس ندمًا وفرحًا، ندم على الزلات القديمة وفرح على الخيرات المنتظرة.
* الويل للذي لا يبكى وينقى عيوبه، ما دام للتوبة وقت.
* إنه في كل وقت نحن محتاجون إلى التوبة.
* إذا كنت نقى القلب، فحينئذ تكون السماء داخلك.
* إذا كنت تحب نقاوة القلب، فالتصق بالوصايا السيدية.
* العفة هي ميناء القداسة، هي قلب تقي من كل رزيلة.
* آه أيتها العفة كم أنت بهية الجمال!
* أصقل يا أخي جمال عفتك بالدموع والأصوام.
* علق سر العفة والاتضاع على باب حركات ذهنك فإنك بتوسط هذه تمجد الله داخلك.
* الذي يريد أن يحظى بالإلهيات عليه أولًا أن يتغرب عن العالم، كالطفل عن ثديي أمه
* إذا أردت أن تبدأ بعمل صالح، فهيئ نفسك أولًا للتجارب التي ستعترضك ولا تتردد البتة.
* إذا رأت النعمة الإلهية إن الإنسان بدأ يتكبر، فإنها تسمح بدخوله في التجارب ليعرف ضعفه.
* لا توجد فكرة صالحة وافدة إلى القلب، إلا وتكون من النعمة الإلهية.
* أيها الإنسان: كم من المجاهدين منذ إنشاء العالم قد سقطوا من علو جهادهم لعدم شكرهم النعمة.
* من يحتقر المجد البشرى، يؤهَل لمجد الله بالجسد والنفس معًا.
* إذا كنت لا تعرفه فلا يمكنك أن تحبه.
* عندما يسود التواضع فيك، تخضع نفسك لك.
* من يعرف نفسه، تعطى له معرفة الكل.
* صلّ بلا ملل، وتضرع بحرارة، وأطلب باجتهاد كثير، حتى تنال الحماية، وأحذر أن تتراخى فيما بعد.
* لا تعتقد أن كل من يملك المعرفة الدنيوية يستطيع اقتناء المعرفة الروحية.
* إذا آمنت بالرب القادر على حفظك فلا تهتم، بل قل لنفسك إن الذي سلمته ذاتي يكفيني في كل شيء.
* هل يجهل أحد أن الطيور لا تسقط في الفخ إلا إذا رجت الراحة ودنت منها.
* إذا صممنا على اتباع طريق الصليب باستمرار، فسندرك عندئذ أن الأحزان الأخرى أخف من أحزانه.
* إنه أليَق أن نموت في الجهاد من أن نحيا في السقوط.
* إن جميع الفضائل التي نقتنيها بالتعب، إن كنا نتهاون في عملها تضيع قليلًا قليلًا.
* إن هذا العالم هو مكان الجهاد، وهذا الزمن هو أوان الصراع.
* إن نعمة الله تقترب من الذين يجاهدون في سبيل اسمه، فيجعلهم ثابتين في الصبر.
* هذا العالم ميدان الجهاد، وقد وضع علينا الرب أن لا يفرغ جهادنا حتى النهاية.
* لا تتخل عن مكان جهادك، لأنه يساعدك على خصمك، حتى لا يجدك هذا الخصم كما كان يتمنى.
* إذا متّ في جهاد الرب جسديا، يكللك ويهب بقاياك الشريفة كرامة الشهداء.
* الصوم أبو الصلاة نبع الهدوء، معلم السكوت، بشير الخيرات.
* الجوع أكبر معين على تهذيب الحواس.
* المتهاون بالصوم هو متهاون بكل الجهادات.
* هل يوجد سلاح أمضى من الجوع لأجل المسيح، والمانح القلب شجاعة في الصراع ضد أرواح الشر؟
* هذا السلاح (الصوم) قد صقله الله، فمن الذي يجرؤ على احتقاره؟
* لا يمكن أن يكون صائمًا بتمييز ومستعبَدًا للشهوة الرديئة في أن واحد.
* عندما يوضع ختم الأصوام على فم الإنسان يبدأ ذهنه بالهذيذ بخشوع، وينبض قلبه بالصلاة.
* في بطن امتلأ بالأطعمة لن يوجد مكان لمعرفة أسرار الله.
* احترس من العادات أكثر من الأعداء.
* الصمت هو سر الدهر الآتي، أما الكلام فأداة هذا العالم.
* إن كنت محبا للحق، كن محبا للصمت فالصمت يجعلك تنير كالشمس.
* إن حكمة الكلام ليس في كل وقت تنجح، ولا مع كل أحد.
* إذا تسلط عليك لسانك، فثق أنك لن تستطيع التخلص من الكلام أبدا.
* إذا وضعت أعمال السيرة الرهبانية كلها في كف والصمت في الثانية، ستجد أن الأخيرة ترجح على الأولى.
* حلاوة الكلام من غير أعمال، لا تنفع.
* تحَفّظ من المحادثات، فإنها لا تنفع في كل وقت.
* أعظم الفضائل: التمييز.
* إن عمل الفضيلة هو حفظ وصايا الرب.
* إذا كنت خاليًا من الأعمال، فلا تتكلم عن الفضائل.
* بدء الفضيلة مخافة الله.
* أظهر لظالميك عظمة رحمتك بأن تجازيهم بدل الشر خيرًا.
* إن الصلاة الروحية لا يمكن إلا أن ترقى إلى السماء.
* إذا غلبتَ العدل بالرحمة حينئذ تكلل لا بأكاليل أبرار الشريعة، بل بأكاليل كاملي البشارة.
* رحيم القلب هو الذي يقدم صلاته كل ساعة مصحوبة بالدموع حتى من أجل الذين يؤذونه.
* إذا طلبت من الله شيئًا وتأخر في استجابتك فلا تحزن لأنك لست أحكم منه.
* عندما تصنع خيرًا مع أحد فلا تنتظر منه المكافأة، وبذلك يجازيك الله عن الآخرين.
* الضعيف النفس الذي يريد إصلاح الآخرين هو أعمى يدل الآخرين على الطريق.
* اصطلح أنت مع ذاتك، أكثر من أن تصالح المتغاضبين بتعليمك.
* اصطلح أنت مع ذاتك فتصطلح معك السماء والأرض.
* الذي يصالح ذاته أفضل من الذي يصالح شعوبًا.
* ليست كل رغبة صالحة تنحدر إلى القلب هي من لدن أبى الأنوار، بل المفيد منها فقط.
* مغبوط من يحفظ البذار الصالحة أبان سقوطها في نفسه وينميها ولا يبددها.
_____
(*) المرجع:
مار أفرام السرياني ومار اسحق السرياني ملاك لوقا
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 06 - 2014, 06:39 PM   رقم المشاركة : ( 115 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي

القديس يوحنا الدرجى
سيرة - تعاليم - أقوال


أولًا: سيرته:


1- ميلاده:

* ولد في فلسطين على أرجح الآراء سنة 525.


كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
2 رهبنته:

* كرّس يوحنا الدرجي نفسه ذبيحة حية مرضية للمسيح بدخوله السيرة الرهبانية في دير جبل سيناء وهو في السادسة عشرة من عمره.
* وفي سن العشرين لبس الدرجي الثوب الرهباني.

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
3 توحده:

* لقد عاش الدرجي في وحدته أربعين سنة كاملة في الكد والجهاد مستعرًا بنار المحبة الإلهية استعارًا مستديمًا. كما أنه اختبر فنون الحرب اللامنظورة وحلاوة مناجاة الله فعرف مثلًا خداع الشياطين في أمر الدموع الكاذبة والفرح الكاذب، حتى وقد جُرب بترك وحدته من جراء الضجر، ولكنه ثبت فيها إلى النهاية.
* ورد عن الدرجي أنه ضغط ساعات نومه إلى الحد الأدنى، ولكنه كان متعقلًا جدًا في صومه، إذ كان من عادته أن يأكل من كل ما يسمح به القانون الرهباني إنما بكمية قليلة جدًا.

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
4- ثقافته الواسعة:

* جاء عن الدرجي أنه كان مواظبًا على قراءة الإنجيل، وكذلك أقوال الآباء وكان من أكثر الرهبان علمًا في البرية، ولكنه كان دائمًا يهدف إلى إخفاء فضائله والمواهب الخارقة التي حباه بها الروح القدس.
* هذا وقد لقب الدرجي بالعلامة، وهذا اللقب الذي لُقب به وهو على قيد الحياة ينم على غنى تشبيهاته وغزارة مفرداته، والأرجح أنه اكتسب هذه الثقة من خلال مطالعته الكثيرة وبعض أسفاره.

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
5- الدرجي رئيس لدير جبل سيناء:

* وقد ورد أن الدرجي اختير رئيسًا لدير جبل سيناء حوالي سنة 639.
* وجاء عنه أنه صار رئيسًا على دير جبل سيناء وكان مثالًا أعلى في القيام بجميع الواجبات الرهبانية ومنارًا لفضيلتي المحبة والتواضع.

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
6- الدرجي زار بلادنا المصرية:

* من المعروف أن يوحنا الدرجي قام برحلة إلى مصر زار خلالها ديرًا في منطقة الإسكندرية حيث ذكر الدرجي بنفسه هذه الزيارة ولاسيما "الدير السجن" الرهيب التابع له والخاص بالرهبان التائبين، والذي يصفه الدرجي وكأنه من عالم الخيال مع أنه حقيقة.
* هذا وذُكر أن ما رآه الدرجي في هذا الدير الذي يضم عدة مئات من الرهبان ترك في نفسه انطباعًا لا يُمحى، وإليك ما رآه الدرجي في هذا الدير:
أ- لفت انتباهه بالأخص قوة الإفراز التي كانت لدى أب الدير الإسكندري، وأيضًا صرامته الممزوجة بالمحبة نحو رهبانه.
ب- تأثره أيضًا بالسجن (prison) الموجود على بعد ميل من الدير الرئيسي حيث يُسجن الرهبان المخطئون، وقد مكث الدرجي هناك لمدة شهر.
ج- تأثره بالارتباط الملحوظ بين الأخوة بالمحبة والمشاركة المتبادلة وبالصلاة الداخلية التي لا تتوقف.
د - الدرجي وعلاقته بالقديس غريغوريوس الكبير:
* لقد نال الدرجي شهرة كبيرة في حياته، حيث أن القديس غريغوريوس الكبير أرسل له أموالًا وأسرة (جمع سرير) لأجل زوار دير جبل سيناء الذين كثروا جدًا.

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
7 - نياحته:

* عندما كان الدرجي في لحظاته الأخيرة وينتقل إلى الرب كان أخوه جاورجيوس جالسًا بجانبه يبكى ويقول له: أتذهب وتتركني وحدي؟! فقد كنت أود لو أنك ترسلني قبلك لأنني بدونك يا سيدي أعجز عن رعاية الرهبان، ومع الأسف فأنى أرسلك الآن قبلي، فأجابه الدرجي: لا تحزن يا أخي ولا تقلق، فإني إن وجدت لدى الرب دالة فلن أدعك تكمل العام الجاري وحدك، وقد تم ذلك، لأنه ما أن أنقضت عشرة أشهر حتى انتقل إلى الرب جاروجيوس أيضًا.
* هذا وقد ذُكر عن يوحنا الدرجي أنه تنيح في أوائل القرن السابع وهو ابن ثمانين سنة (525-605).
وذُكر أيضًا أن الدرجي تنيح سنة 649.

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثانيًا: الدرجي مؤلف كتاب "السلم":

1- الدرجي ألف كتابه "السلم"، ولذلك سًمى السلمي أو الدرجي.
2- عنوان الكتاب في الأصل اليوناني هو "السلم" وحسب، ولكن الترجمات المختلفة تحمل عناوين مختلفة مثل: سلم الصعود الإلهي، السلم المقدس، سلم السماء ودرجات الفضائل
* ويلاحظ أن تسمية "السلم" مستوحاة من رؤيا يعقوب (تكوين 12:28-13).
3- يتضمن "السلم" ثلاثين فصلًا تمثل الثلاثين عامًا من حياة السيد المسيح قبل خدمته الجماهيرية.
4- كُتب هو على شكل أقوال مأثورة وحكم وأمثال وشبّعة بالقصص الكثيرة من واقع الحياة الرهبانية.
5 - كتب الدرجي "السلم" في الفترة الأخيرة من حياته كرئيس لدير جبل سيناء، وذلك استجابة لطلب يوحنا رئيس دير رايثو، هذا وقد كان الدرجي معترضًا على قبول هذا الطلب حيث أن المهمة تفوق قدرته، ولكن لأجل فضيلة الطاقة إستجاب للطلب.
6 - كتب الدرجي "السلم" بعد أن قضى معظم حياته الرهبانية، وأُئتمن أخيرًا على رعاية جمع كبير من الرهبان.


كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
7 - القارئ "للسلم" هو الراهب، وبرغم هذا نجد الدرجي يبدأ "سلمه" بتأكيد واضح على محبة الله وعنايته للبشرية كلها، فالخلاص مقدم للجميع على السواء، وبالنسبة للمسيحي المتزوج يؤكد الدرجي على أن الزواج لا يعوق خلاصه، حيث ورد في "السلم" أن النقاوة ليست حكرًا على البتوليين ويورد كدليل على كلامه بطرس الرسول، وبرغم تأكيد الدرجي على شمولية محبة الله الخلاصية إلا أنه يوضح بأنه يكتب إلى الرهبان خاصة، هذا ما يجب أن يتذكره القارئ الحديث، ولكن هل يعنى هذا أن "السلم" لا يفيد العائشين في العالم؟ بالتأكيد يفيدهم، ففي الحقيقة أن هناك ألوفًا من المسيحيين المتزوجين قرأوا "السلم" استفادوا منه كثيرًا، ولا نستغرب هذا مهما كان قصد الكاتب في "سلمه"، فإن كان المعمدين رهبانًا أو متزوجين يستجيبون لنداء الإنجيل، ومهما اختلفت الأساليب الخارجة إلا أن الطريق واحد بالضرورة.
8 - "السلم" كتاب تطبيقي، والذي يقرأه بهذه النظرة التطبيقية هو وحده الذي يستطيع أن يقدر قيمته.
9 - الصورة الأساسية أمام الدرجي والتي يتركب كتابة كله إزاءها هي صورة "سلم" يمتد من الأرض نحو السماء مثل "السلم" الذي رآه يعقوب أبو الآباء (تكوين 12:28).
10 - الإبداع لتصوير الدرجي "لسلمه" أعطى لكتابه فرادة وطمعًا مميزًا، وبالفعل سرعان ما صار "سلمه" جزء من التصور الروحي في الشرق المسيحي، وكثيرًا من الأيقونات وفريسكات الموائد والمخطوطات والتي فيها يصورون الدرجي واقفًا على الجانب عند أسفل "السلم" يحمل كتابًا ومشيرًا إلى "السلم" ويظهر أيضًا الرهبان وهم يجاهدون بعنف للصعود فرحين، وعند قمة "السلم" ترى ملائكة يشجعون الصاعدين من الرهبان، وعلى شماله تحاول الشياطين اجتذابهم إلى أسفل حيث الوحش فاغرًا فاه لابتلاعهم.
11 - الدرجي لا يوافقنا أن نأخذ معنى "السلم" بمعنى حرفي، فلا ينبغي أن نفهم الخطوات المختلفة على أنها درجات متتالية بالضرورة، أي بمعنى أن الواحدة تنتهي حيث تبدأ التي تليها، فنحن حينما نسمو ونتقدم إلى الدرجات العليا بنعمة الله لا نزال نحيا وننمو في نفس الوقت في الدرجات التي تسبقها.
12 - الغرض خلال صعودنا "السلم" أن نتبع المسيح وأن نصير مشابهين لله، نقتدى به ونتخذه مثالًا في محبته الإلهية.
13 - "السلم في الحقيقة لا يشجع كثيرًا مَمن يسعون وراء الحلول الوسطى، فالدرجى يطالبنا هنا في اسم المسيح بتكريس كامل تمامًا، تكريس لا يقف عند حد ولا يكتفى بنهاية معينة ورغم هذا لا يدفعنا الدرجي بخشونة أو بعدم إنسانية.
14 - "سلم" الدرجي نما من خبرة كاتبه الحياتية ويحتاج من كل قارئ خبرة شخصية معاشة، فإذا قرئ "السلم" بسرعة وبروح الفضول المنعزل يصبح مهيبًا للآمال، ولكن الدرجي لم يقصد قط أن يقرأ "سلمه" بهذا الأسلوب.
15- الهيكل العمودي "للسلم" يمكننا إدراجه هكذا:
أ - الانفصال عن العالم (الزهد - التخلي - الوحدة).
ب - ممارسة الفضائل (الطاعة - التوبة - ذكر الموت - البكاء).
ج - الإتحاد بالله (السكون - الصلاة - اللاهوى - المحبة).
فالجزء الأكبر من "السلم" يختص بالصراع ضد الرذائل وممارسة الفضائل.
16 - أن قمة: السلم: هي المحبة ولا يمكن لشيء أن يتفوق عليها.
17 - يتوقع الدرجي أن نتأمل كتابة ببطء وبروح التوبة والندم وبقصد مخلص من القارئ أن يغير من طريقة حياته.

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
تأثير الكتاب وأهميته:

* وعند قيام الجدل المشهور حول مذهب السكون في القرن الرابع عشر نرى أنصار (غريغوريوس بالاماس) يستشهدون بالدرجي بمثابة مرجع لهم،وغريغوريوس السينائي الذي أدخل مذهب السكون إلى جبل آثوس Όρος Άθως قد أوصى بمطالعة كتاب الدرجي علاوة على أن "السلم" هذا يُعد من طليعة المراجع التي قامت عليها النهضة الرهبانية الروسية في القرن الخامس عشر.
* فقد كان كتاب "السلم" الملهم الرئيسي (لنيلس سورسكى) أحد باعثي النهضة، ويشهد كتاب "سائح روسي على دروب الرب" بانتشار كتاب "السلم" في الأوساط الشعبية الروسية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ولكن هذا الانتشار يزداد اتساعًا في كنيسة رومانيا حيث ترى آثارًا في رسم الأيقونات والفريسكات والقصص الشعبية.
* أما في الغرب فنرى تيار "السلم" في القرن الرابع عشر ينطلق من البلقان فينتقل حتى هولندا عبر وادي نهر الراين فينقله الرهبان الغربيون ويملأ مكتبات البندكتيين وغيرهم. كما أنه يُتخذ حجة كتأييد متطلبات النقاوة الإنجيلية والحرية الروحية التي كان يبتغيها البعض منهم.
* وقيل عن مدى انتشار "السلم" أنه قد تأثر به كُتاب كثيرون دون تطرف، كما نقل عنه الكثيرون من الشرق والغرب على سبيل المثال دانيال من رايثو وإيليا من كريت.
* في أديرة الروم الأرثوذكس وفي فترة الصوم الكبير من كل عام نجد "السلم" يقرأ بصوت عال في الكنيسة أو على المائدة، أما خارج الأديرة فتجده الكتاب المفضل لشعوب لا حصر لها من العلمانيين في اليونان وبلغاريا والغرب وروسيا وفي كل العالم الأرثوذكسي ولكن لماذا أثبت "السلم" شعبيته الشائعة جدًا؟ أن هذا الشيوع يرجع بلا شك وإلى حدّ ما إلى أن "السلم" جاء نموذجًا فريدًا مدهشًا ربط الكتاب كله ببعض وعلق بخيال عدد لا يحصى من قرائه، ولكن السبب الرئيسي لشيوعه هو ربط الدرجي للأسلوب القاسي اللاذع والذي لا يخلو من الدعاية والملاطفة في حشر آراء كثيرة في نظام واحد، ذلك بجانب نظرته الروحية قبل كل شيء.

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثالثًا: رسائل الدرجي:

من المعروف أن الدرجي كتب رسالتين هما:
أ - الرسالة الأولى: ردًا على رسالة كان قد أرسلها يوحنا رئيس دير رايثو.
ب - الرسالة الثانية: أرسلها الدرجي أيضًا إلى يوحنا رئيس دير رايثو، وهذه الرسالة تضمنت فضائل وواجبات ومهام راعى النفوس الحقيقي.
* وقد كُتب عن هذه الرسالة أن يوحنا الدرجي رسم لنا صورة نموذجية عن رؤساء الأديرة في رسالة إلى الراعي.
* هذا وقد لاحظنا أن البعض يعتبر تلك الرسالة إنها الدرجة الواحدة والثلاثون "للسلم".

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
رابعًا: أسلوبه في الكتابة:

1- اتخذ الدرجي في "سلمه" أسلوبًا وصفيًا أدبيًا.
2- يظن البعض أن كتاب "السلم" بلغته اليونانية جاف غير مترابط، ولكنه في الحقيقة مركب بدقة وبمقاطع موزونة وكأنه شعر، إن عدم الترابط هذا، هو في الحقيقة شيء مقصود.
3- الدرجي مُغرم بالجُمل القصيرة الحادة، وبالتعاريف البلغية وبالأمثال المتناقضة ظاهريًا، كل ذلك لكي يوقظ القارئ.
4- يتميز الدرجي بإجادته للتعبيرات الطريفة ذات الروح الرهبانية، مما جعلها ترسخ في عقول سامعيه مدى أجيال.
5- عندما تجد الدرجي لا يوضح نقطة معينة من أمثاله ويبدو لنا أنه ينتقل بين المعاني بطريقة غير مرتبة، فذاك ليس عن إهمال أو عدم مقدرة بل عن قصد مدروس.
6- الدرجي في كتاباته يثير القارئ لدفعه إلى خطوة إيمانية ثم يستحضره إلى المشاركة الشخصية.
7- اتخذ الدرجي الأسلوب المنطقي الجدلي في كثير من الموضوعات التي كتبها.
وقد قال د. موريل هبيل "أن أسلوب الدرجي أقرب للمشار منه للفريسي".
* كما قيل عن سمات أسلوب الدرجي بأنه يدين بكل وضوح لمدرسة غزة الفلسطينية (أوائل القرن السادس) ولعله يُعتبر خليفة تلك المدرسة الروحانية، ومنها ورث الدرجي فكرته حول الأبوة الروحية وفي تقديمه للمواضيع بأسلوب غير منتظم يُعتبر من خصائص هذه المدرسة.
* هذا وقد ورد عن أسلوب الدرجي في الكتابة أنه من الواضح أنه كان على معرفة بكتابات سابقيه من النساك، وبرغم ذلك فان معالجته للأمور ووجهة نظره تعتبران خاصة به.

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
خامسًا: تعاليمه:

1- كتب الدرجي للرهبان بصفة خاصة، ولذا لا نستغرب أن يذكر القليل عن الحياة الكنسية خارج الدير، وفي الحقيقة تحدث الدرجي أحيانًا عن خدمة الراهب للمجتمع، فالراهب يساعد الآخرين بصورة غير مرئية أكثر منها منظورة، ليس من خلال الأعمال الخارجية وإنما بواسطة الصلاة الداخلية، وعن طريق تصرفه كنموذج أو كمثال.
2- يؤكد الدرجي على أنه لا يخرج راهب إلى حياة الوحدة إلا بعد تمرسه أولًا بخبرة المعيشة مع إخوته الرهبان.
3 - الصفتان اللتان يؤكد الدرجي عليهما في حياة الشركة الرهبانية هما: المحبة الأخوية والطاعة.
4- حيث أن كل راهب مطلوب منه أن يحمل أثقال أخيه إلا أن حامل الأثقال الأول بلا منازع هو الأب الروحي.
5- مفهوم الدرجي عن "الهدوء" أنه أسلوب خارجي للحياة التي يحياها الراهب في الوحدة، إذ يعيش في مغارة بمفرده وهو أيضًا في انعكاف داخلي على الصلاة المستمرة، فإن ما يهتم به الدرجي هنا أساسًا ليس العزلة الجسدية وإنما الصمت الداخلي في نفس الوقت، فمرحلة الهدوء الحقيقي ليست جسدية نحو الخارج إلى الصحراء، وإنما نحو الداخل إلى هيكل القلب

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
تعاليمه لكل المسيحيين:

1 - يُلقى الدرجي ثقلًا كبيرًا على أهمية الاختيار الشخصي، فالمسيحية كما يراها هي أكثر بكثير من القول الخارجي لعقائد وقوانين، فلا يستطيع إنسان أن يصير مسيحيًا إلا بالتدخل الشخصي حيث كل شخص يرى ويتعلم ويتذوق ويلمس بنفسه.
2- إن الاختبار الشخصي ينطبق أولًا على كل من يعلم الآخرين، فالمعلم الحقيقي هو رجل الخبرة الشخصي أعنى أن يتعلم ويرى لمنفعة نفسه، ثم هو أيضًا الرجل الذي يهدف في إرشاداته لتلاميذه، أن يقودهم إلى النقطة التي تجعلهم فيها أيضًا يتعلمون ويرون لمنفعة أنفسهم.
3- يعطى الدرجي أهمية عظمى لدور الأب الروحي حيث أن الإنسان لا يسير في رحلته الداخلية بدون مرشد، فالأب الروحي في نظر الدرجي لا يُعد بديلًا وإنما ممهدًا ودافعًا للمسيرة، فليست مهمة المرشد أن يمارس الخبرات بدلًا عن أولاده، وبذلك يحرمهم ضرورة اجتيازها بأنفسهم، وإنما العكس هو المطلوب.
4 - أن الأب الروحي هو الطبيب.
5- يؤكد الدرجي على ضرورة بذل الجهد الشخصي لرؤية الأمور وعدم الاكتفاء بسماعها من الآخرين.
6- يهدف الدرجي من "سلمه" إلى وضع قُرائه لنفس الخبرة التي اجتازها هو، وبذلك لم يكن هدفه زرع معلومات مجردة للذهن أو نشر قائمة رسمية من قوانين النسك، بل كان هدفه هو الدفع للاختبار الشخصي.
7- إهتم الدرجي بالداخل (بالقلب) وليس بما هو خارج، فالذي يهمه هو الاتضاع ونقاوة القلب وليس النسك الجسدي الخارجي.
8- أن يقدمه لنا الدرجي هو طريقة للحياة لا قوانين أو فنون، إنما يقدم لنا وسيلة للتلقين والممارسة وليس نظمًا.
9- تعمد الدرجي ألا يفصح تمامًا عن مراده، كما أنه تعمد أن يكون مُبهمًا أحيانًا، وذلك لأن هدفه أن يدفع قارئه إلى الاختبار الشخصي، والحياة بالممارسة، كما أنه تجنب أن يكشف عن قصده علانية، وذلك ليقود القارئ إلى الاستنتاج من نفسه ولمنفعة نفسه.
10- يحذرنا الدرجي جدًا من ناحية الأحلام.
11- يحذرنا الدرجي باستمرار ألا نتعجل الأمور.
12- أن الهدف الاسمي للحياة الروحية بلا شك هو التأمل أو رؤية الله، ولكن في نفس الوقت وربما بصورة أكثر أهمية هي نقطة بدايتنا: التوبة.
13- المسيحي هو من يقتدي بالمسيح في الفكر والكلام والفعل على قدر ما هو مسموح بشريًا، وأن يكون له إيمان صحيح بلا لوم في الثالوث المقدس.
14 - أن الروحانية والعقيدة مرتبطتان أساسًا عند الدرجي، فلا يمكن أن توجد حياة صلاة دقيقة بدون إيمان سليم في الله.
15- نبّر الدرجي على أن الترتيب الأساسي الذي ينبغي أن نتبعه في صلاتنا هو الشكر والتوبة ثم التوسل.
16- منهج الدرجي تجريبي مبنى على الملاحظة والاختبار فهو دائمًا يذكر ما رواه وما سمعه بنفسه ويحكى عن رجال قابلهم بنفسه مثل يوحنا الساباوي.
17- يؤكد الدرجي تلك الفكرة القائلة بأن المحبة لا حدّ لها.
18- يوصى الدرجي بإصرار على صدارة المحبة التي تجعل الإنسان مشابهًا الله.

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
سادسًا: مكانته:

1- كُتب عن الدرجي أنه يُعتبر أحد العظماء من الرهبان، إذ أعطى أن يكون بمثابة مرحلة جديدة في التاريخ الرهباني بعد أن نبع التيار الرهباني واندفع بقوة في القرن الرابع والخامس والسادس، في مصر وفلسطين وسوريا وآسيا الصغرى، فعاد وانعطف إلى جبل سيناء، ابتداء من القرنين السادس والسابع.

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
مكانته الأدبية في العالم:

* لم تقتصر مكانة الدرجي في المجال الكنسي فحسب، بل امتدت مكانته أيضًا إلى المجال الأدبي العالمي وأثرت فيه، فقد ذُكر عن تلك المكانة بأن الدرجي مؤلف عصري بتحاليله النفسانية الدقيقة ووصفه للحالات القصوى.

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
سابعًا: قالوا عنه:

أ الدرجي وأقوال الآباء السينائيين عنه:
* إن الآباء السينائيين يدعون الدرجي "موسى الثاني".
ب الدرجي وأقوال الأب أنسطاسيوس عنه:
* ذهب الأب مرتيروس الشيخ الروحي ليوحنا الدرجي لزيارة أنسطاسيوس الكبير فلما رآهما قال للأب مرتيروس: قل لي أيها الأب من أين لك هذا الشاب، ومَنْ الذي رسمه راهبًا؟ فأجابه: أنا عبدك أيها الأب الذي رسمته، فقال له متعجبًا، آه مَنْ يقول يا مرتيروس أنك رسمت رئيسًا لسيناء، وقد تحقق قول هذا الأب، لأنه لم تمر مدة أربعون سنة حتى صار الدرجي رئيسًا على دير جبل سيناء.
ج الدرجي وأقوال الأب يوحنا الساباوي عنه:
* في ذات مرة أخذه أبوه الشيخ الروحاني مرتيروس إلى يوحنا الساباوى العظيم، وكان ساكنًا آنئذ في برية غودة، فلما شاهده الساباوى نهض للحال وأخذ ماء وغسل رجلي الشاب يوحنا الدرجي وقّبل يديه دون أن يغسل رجلي مرتيروس، فسأله تلميذه استفانوس مستفسرًا عن الأمر، فأجابه الساباوى وقال له: ثق يا بنى إني لا أعرف مَنْ هو هذا الشاب وإنما أعرف أنى استقبلت رئيس دير سيناء وغسلت رجليه!!
د الدرجي وأقوال الأب ستراتجيوس عنه:
* لقد تنبأ عنه أيضًا الأب ستراتجيوس يوم رسامته راهبًا وقال أن الدرجي سيغدو نجمًا عظيمًا ونورًا للعالم.
ه الدرجي وأقوال كتاب قديسي مصر عنه:
* كُتب عن الدرجي أنه ذو ذكاء ونضوج مبكر وتمييز جيد فوق العادي ومتواضع ولطيف ورقيق جدًا.
و الدرجي وأقوال سنكسار cuna[arion الروم الكاثوليك عنه:
* جاء عن الدرجي أنه هو أحد الأنوار الرهبانية الساطعة في سماء الكنيسة المقدسة، وزعيم بين المعلمين الروحيين، ورئيس عظيم بين رؤساء الأديرة الشرقية، وقد أضحى من آباء الكنيسة الشرقية.
ز الدرجي وأقوال الناس عنه:
* لقد ورد عن الدرجي: أن الناس كانوا يلقبونه بملك البرية.
_____
(*) المرجع:
مار يوحنا كليماكوس الدرجي - القس / أغطسطينوس البراموس
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 06 - 2014, 06:40 PM   رقم المشاركة : ( 116 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي

البطريرك فوتينوس الرومي

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
* من أهل غلاطية، تتلمذ على يديّ مارسيللوس أسقف أنقرا، صار شماسًا ثم كاهنًا على الكنيسة. انتقل إلى سيرميام Sirmium ربما عندما أُستبعد مارسيللوس من إيبارشيته عام 336 م. وصار يجول ما بين روما والقسطنطينية.
* لم يخفِ التعاليم التي تسلمها من معلمه، بل ونجح في إيجاد من يستمعون إليه.
* هاجمه اليوسابيون في إنطاكية، معتبرين إياه في جماعة معلمه.
* هوجم أيضًا في ميلان ثم في العاصمة. كان أسقفًا على Sirmium (من حوالي عام 344 إلى351 م)، مات عام 376.
* عزل عن أسقفيته بسبب آرائه الخاصة بشخص السيد المسيح. إذ لا يوجد أي عمل له الآن يصعب أخذ قرار دقيق فيما يخص آرائه، وتبقى أخطاؤه غامضة.
* غالبًا ما تربط شخصيته بسابيليوس الذي أنكر حقيقة الثالوث، حاسبًا أنه لا يوجد ثلاثة أقانيم إلهية، وإنما ثلاثة أشكال أو أسماء ظهر خلالها الله.
* كان متعلمًا، متدربًا على الخطابة، ملمًا باليونانية واللاتينية. كتب ضد الهراطقة والوثنيين.
* بقى تأثيره حتى بعد نفيه، بل وبعد موته. دين في مجمع القسطنطينية عام 381 م.، وفي عام 428 م. بواسطة ثيؤدوسيوس الثاني.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 06 - 2014, 06:51 PM   رقم المشاركة : ( 117 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي

البابا غريغوريوس الكبير أسقف روما
سيرة - تعاليم - أقوال

أولًا: سيرته:



1- ميلاده:


* وُلد غريغوريوس حوالي سنة 540 م. في روما من أسرة أرستقراطية متدينة.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
2- ثقافته:


* ربما كان تعليم غريغوريوس أفضل تعليم ممكن في روما في القرن السادس نشأ ميالًا للتقوى، نبغ في المنطق والبلاغة والنحو، ودرس القانون، وفي عام 573 اختاره الإمبراطور قاضيًا للقضاة في روم.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
3- رهبنته:


* بعد فترة قصيرة توفى والده، فباع باتفاق مع والدته التي اختارت الحياة النسكية بعد ترملها وأيضًا أخوته ما ورثوه من ممتلكات واسعة، ووزع ثمنها على الفقراء والأعمال الخيرية وتأسيس سبعة أديرة.
* استقال غريغوريوس من عمله وترهب، وازداد في التقشف إلى حد كاد يؤذيه لولا تدخل أصدقائه ليخففوا من شدته، وكل ذلك ربما من أهم أسباب اعتلال صحته باقي أيام حياته.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
4- في القسطنطينية:


* سامه البابا بيلاجيوس الثاني شماسًا، وأرسله إلى القسطنطينية مندوبًا عنه لدى البلاط الإمبراطوري. مكث هناك من سنة 579 حتى 586 م.، كتب أثنائها جزءً من كتابه في شرح سفر أيوب. ثم عاد إلى روما، حيث سُمح له بالرجوع إلى ديره مع استمراره سكرتيرًا للبابا، ثم صار رئيسًا للدير، وعاود تقشفه وعبادته لعدة سنوات.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
5- أسقف روما:


* لما انتقل البابا بيلاجيوس الثاني عام 590 م. خلال فترة انتشار وباء، استقر الرأي بإجماع الكهنة والشعب ومجلس الشيوخ على سيامته بابا بالرغم من اعتراضه الشديد
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
6-جهاده

أ- الظروف السياسية:


* تعرضت روما إلى السلب بسبب الحروب، وانتشرت فيها الأوبئة، وعمتها المجاعات
* بدأ أسقفيته بعمل عام حيث عمل على خدمة الكل بروح التواضع وسط الذين أصيبوا بالوباء المنتشر والذين ذهب ضحيته سلفه. طلب من كل كنائس المدينة المختلفة أن يبعثوا بمجموعات في بازليكا القديسة ماريا للتذلل أمام الله وطلب رحمته. كرس سبعة مواكب يجولون لهذه الخدمة، وقد أنتقل منهم 80 شخصًا أثناء خدمتهم للمرضى. قيل أن ملاكًا ظهر في قبر هادريان، حاليًا قلعة سان أنجلو يغمد بسيف إشارة إلى نهاية الوباء.
ب - مُحاط بالرهبان:


* يرى البعض أنه هو أول راهب يسام أسقفًا على روما وقد أراد أن يستخدم الرهبان في الأماكن الخالية بأسقفيته.
ج- إدارة ممتلكات الأسقفية:


* بحكم مهارته الإدارية التي أهلته أن يكون قاضى روما وضع نظامًا راسخًا في إدارة ممتلكات الأسقفية التي كانت منتشرة في إيطاليا والغال وشمال أفريقيا وفي بلاد أخرى.
د- قائد روحي:


* أهتم جدًا برفع المستوى الروحي للرهبان ورجال الإكليروس، ونظم الحياة الرهبانية.
* قام بحملة قوية متشددة ضد السيمونية، ومنع الكهنة من قبول أي أجر مقابل خدماتهم وطلب من الكنيسة أن ترد الممتلكات التي نالها في ظروف متشكك فيها. وحرم عادة دفع الأساقفة مبالغ من المال كعادة سنوية للبابا، وأصدر قرارًا مجمعيًا بذلك سنة 595 م.
ه حبه للفقراء:


* أشتهر بحبه للفقراء وسخائه في العطاء، فكان لا يتناول طعامه اليومي إلا إذا تأكد أن كميات من الأكل قد وُزعت على الفقراء.
ز- العمل الكرازي والإيمان الكنسي:


* شجع الإرساليات وأهتم بها. قام بإرسال بعثة قوامها 400 راهبًا من ديره بقيادة الراهب أغسطينوس سنة 596 م. لإعادة نشر الإيمان في بريطانيا، بعد أن كادت المسيحية تتلاشى على يد السكسون الذين غزوا بريطانيا في نهاية القرن الخامس.
* لقد رحب بعودة المملكة الغوصية لأسبانيا إلى الإيمان المستقيم مرتدة عن الهرطقة الأريوسية، الأمر الذي أُعلن بواسطة مجمع توليدو في 8 مايو سنة 589 م. بعث برسالة يهنئ فيها الملك ويحثه على التواضع والطهارة والرحمة. أيضًا تخلى اللومبارديون المكروهون عن الأريوسية في آخر أيامه، كثمرة أثره إلى حد ما على الملكة ثيؤدليندا التي عادت إلى الإيمان.
* جاهد أيضًا في قمع ما تبقى من بدعة الدوناتست في شمال غرب أفريقيا. كما منع العماد الجبري لليهود في الغال، ونادى أن يكون الإيمان بالإقناع والكرازة والحوار وليس بالقهر. بذل جهدًا في منع تجارة الرقيق التي كانت غالبيتها في يد اليهود لكنه فشل في ذلك.
ح- مرضه:


* لازمه المرض، غير أنه لم يعرف الراحة، بل واصل العمل بكل قوة حتى وأن ألزمه المرض أن يلقيه على السرير. وفي سنة 601 م. كتب لصديق له: "إني عاجز عن القيام من سريري، إني أتعذب من مرض النقرس، يبدو كأن نارًا تعم جسمي كله. أن أحيا فهذا مؤلم، فأنى أتطلع إلى الموت بكونه العلاج الوحيد".
* وفي خطاب آخر كتب: "أنى أموت كل يوم، لكنني لم أمت".
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثانيًا: أفكاره:

1- ثقافته:



كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
* قرأ ترجمات أعمال العلامة أوريجينوس والقديس غريغوريوس النزينزي والنيسى،كما أن حواراته مع أصدقائه جعلته ملمًا بالأفكار الشرقية. هذا وقد عرف غريغوريوس القديس يوحنا كاسيان معرفة جيدة، هذا الذي كتب مناظراته مع آباء برية مصر وكتاب الدساتير الذي يصف الرهبنة المصرية ورهبنة فلسطين وغيرها من الأعمال. لقد عرف وكتاب روفينوس عن تاريخ الرهبنة في مصر وغيرهم. هذه الكتابات لها أثرها الخفي على أعماله، وقادت غريغوريوس في اتجاه مختلف عن القديس أغسطينوس وغيره من كثير من آباء الكنيسة في الغرب.
2- الكتاب المقدس


* تفاسيره الموجودة حاليًا هي تفسير سفر أيوب وسفر ملوك الأول. أما التفاسير المفقودة فهي على الأمثال ونشيد سليمان وكُتب الأنبياء، وكل الملوك والتكوين حتى القضاة.
* أتسمت كتاباته بالكشف عن التكامل بين العهدين القديم والجديد، وأيضًا بين النفس والجسد... فهو يرى أن العهد القديم في اهتمامه بالأمور الظاهرة الخارجية يهيئ المؤمن لقبول ما في العهد الجديد من أمور خفية داخلية. والتمتع بهذه الأمور الداخلية يقودنا إلى قبول ما في العهد القديم بفكر روحي لندخل إلى أعماق جديدة. وكأن المؤمن ينطلق خلال الجسد ليبلغ الروح، لكنه يعود إلى الجسد ليكون روحيًا بحق، أنها حركة دائرية لا تتوقف، تكشف عن روح الوحدة. يشبه المؤمن بيعقوب الذي بدأ بليئة رمز العهد القديم، ثم تزوج براحيل رمز العهد الجديد، وإذ أثمرت الأولى تمتع بأبناء من راحيل، ثم عاد لينجب من ليئة وهكذا. هذه صورة حية للوحدة بين عالمنا المنظور الذي يعلن عن أسرار العالم غير المنظور في الوقت الحاضر.
التفسير الرمزي للكتاب المقدس:


* سبق ليَ الحديث في شيء من التوسع عن التفسير الرمزي وعلاقته بالتفسير الحرفي أو التاريخي، والتفسير السلوكي أو الأخلاقي، خاصة بالنسبة للعلامة أوريجينوس. دافع غريغوريوس عن استخدامه للتفسير الرمزي حاسبًا أنه بهذا يقيم من النص قلادة من الذهب أو حلى متنوع، وهو يكشف عن غنى الأسفار المقدسة وأعماقها، وأنها تليق بزينة العروس السماوية.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
ثالثًا: فكره اللاهوتي:

1- الذبيحة:


* يرى البعض أن "الذبيحة" هي مركز لاهوت البابا غريغوريوس (الكبير)، سواء ذبيحة السيد المسيح أو ذبيحة المؤمن. خلال الذبيحة يصير الجسداني روحانيًا. تصير في المسيح المصالحة محققة، إذ يحمل الجانبين من الحقيقة التي في ذات الآن إذ هو الله والإنسان (الإله المتأنس)، هو المُصالح المُصالَح.
* التجسد في ذاته ذبيحة دائمة، ومع هذا فأن الكفارة عن الخطية يتطلب أن الذي جاء لكي يبطلها وينزع نتائجها يقبل العقاب عنا. لا يمكن محو الخطأ إلا بذبيحة، هذه التي لا تقدم خلال حيوان غير عاقل ولا بإنسان خاطئ، بل من هو بلا عيب وقدوس الذبيحة التي فيها يسوع المسيح هو الكاهن والذبيح. لقد قدم حياته ذبيحة.
* أنه يشبه العلامة أوريجينوس والقديس أغسطينوس، يؤمن بأن حياة المسيح كلها ذبيحة، في كتابه يركز الأب غريغوريوس على ذبيحة حياة أيوب من جهة الطاعة لله يفسر اسم أيوب بأنه يعنى "الحزن"، حزن آلام المخلص. واقعيًا كل عمل لأيوب أو لإنسان يمارسه أمام الله هو ذبيحة، وتقدمه لله. توجد ذبيحة، الحياة، الهداية الطاعة، التواضع، الجسد، الحياة الجسدانية، العفة، الندامة، الخوف، الدموع الأعمال، الفضيلة، التأمل، الصلاة، التسبيح.


2- الخلاص والأسرار:


* يرى البابا غريغوريوس أنه قبل مجيء السيد المسيح كانت الخطية الجدية تُمحى من الأطفال بالإيمان المجرد، أما بالنسبة للراشدين فتلزم أيضًا الذبيحة، ويُمارس الختان بالنسبة لأبناء إبراهيم. أما الآن فالمعمودية لازمة لتحقيق ذلك، ولا يمكن أن يحل محلها شيء سوى الاستشهاد بكونه عمادًا كاملًا.


3- الفكر الرؤيوي:


* لعل من أثار الفكر الرهباني الشرقي على هذا الأب أنه يرى في نفسه كأنه في ساحة معركة ضد قوات الظلمة، وأن هذه المعركة ليس إلا بدء انطلاق للمعركة الحاسمة النهائية مع الشيطان وضد المسيح.
* يرى في الحروب والمجاعات والضيقات التي يثيرها عدو الخير نذير بنهاية العالم. انشغاله بالعالم الآخر كعالم ليس بغريب عنه بل قريب إليه ومعروف ينبع عن خبرته في المعركة ضد قوات الظلمة، فمع كل معركة يرى النهاية تقترب، ويرى بالأكثر العالم العتيد.


4- نظرته للعالم:


* كان غريغوريوس يرى العالم منقسمًا إلى عالم النقاوة وعالم الدنس، وأن الأبرار ملتزمون أن يعيشوا بين الفاسدين. مثل أيوب الذي صار أخًا للتنانين وصديقًا للنعام (أي 29:30).


5- الكرازة:


* يربط الأب غريغوريوس (الكبير) بين التمتع بالأسرار الكنسية بروحنية وبين الاهتمام بكل نفس لخلاصها.


6- التوازن بين الحياة العاملة والحياة التأملية:


* مع خبرته الرهبانية وسلوكه كراهب حتى في أسقفيته لم ينشغل بتقديم الحياة الرهبانية بل كراع أهتم بالشعب ككل دون تجاهل الرهبان والبتوليين. فيتحدث مع الرجل والمرأة، الشعب والكهنة والرهبان، وهو في هذا تسنده حياته الرهبانية الجادة. كان هذا الأب مهتمًا جدًا بالتوازن بين الحياة العاملة وخدمة النفوس والكرازة والحياة التأملية.
* رأينا كيف دخل في صراع داخلي بين شوقه العميق للحياة التأملية ورغبته الحارة لخلاص الناس في بدء سيامته أسقفًا على روما. وحسب مسئوليات الرعاية تحرمه من التمتع برؤية أدق وأجمل لله. لكن كما سنرى في كتابه عن الرعاية كيف يصالح بين الحياتين.
* حقًا لقد اختبر حياة التأمل وعشقها، لكن لا تنسى خبرته كقاضي قضاه روما التي حسبها شهادة حية لإيمانه العملي، وعندما التحق بالرهبنة عاد ليكون المندوب البابوي في القسطنطينية (579 م). ولما عاد ثانية للرهبنة اختاره البابا بيلاجيوس الثاني شماسًا يسنده في العمل الرعوي، وأخيرًا خلفه على كرسي روما. حياته مزيج عمله بين حياة التأمل وحياة العمل.
* خطاباته الأولى بعد سيامته أسقفًا تعكس تعبه الداخلي ومقاومته، فقد حزن بمرارة على فقدان هدوءه وسكونه والتزامه بالعمل وحمل نير المسئولية.
* يعود فيسجل لنا أن معقل الفضيلة هو العقل والقلب لا القلاية المجردة، وأن ممارسة نوع من النسك هو في متناول يد كل أنواع المسيحيين مع اختلاف درجات نموهم الروحي. كل مسيحي له فرصته للتمتع بروح التمييز والسكون الروحي والهدوء. المسيحية في ذهنه شاملة، أبوابها مفتوحة للجميع.
* في الحوارات يكشف البابا غريغوريوس عن فرحه بتلميذه بطرس مؤكدًا أنه حتى في أيامه يوجد قديسون على مستوى قامة عالية كأولئك اللذين كانوا في العصور السابقة


7- فلسفته في الألم:


* في أكثر من موضع يسجل لنا البابا غريغوريوس تطابق حياته مع حياة أيوب من أجل كثرة ما كان يعانيه من متاعب في جسده كما من الظروف المحيطة به، فقد جاء في ختام تفسيره لسفر حزقيال: (لماذا ألزم كل يوم أن أشرب المرارة، بينما يمكنني أن أهرب إلى البرية، ماذا يتبقى سوى تقديم التشكرات بدموع وسط البلايا التي نعانى منها بسبب خطايانا؟ أن ذاك الذي خلقنا نفسه صار أبانا خلال روح التبني الذي أعطانا. أحيانًا يمد أبنائه بالخبز، وأحيانًا أخرى يُصلح من شأنهم بالمحن، حيث أنه بالأحزان والجراحات كما بالعطايا يدربهم لنوال ميراثهم الأبدي).
* يعلن الأب غريغوريوس أنه ملزم أن يشرب من المجارى المرة وهو يتوق أن يتمتع بعذوبة الله.
كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
رابعًا: كتابات البابا غريغوريوس:


* يرى بعض الدارسين أن البابا غريغوريوس أغسطيني معتدل، مع أسلوب عملي واقعي، بجانب اهتمامه بالجانب التأملي والتفسير الرمزي. كتاباته تقليدية غير نقدية كان يستخف بالدراسات الزمنية الكلاسيكية، لكنه كان بليغًا في وعظه، ولم يباره أحد في عصره في الغرب.
* نظرته للنعمة والخطية شبه بيلاجية، يرى أن مصير الإنسان يعتمد على سبق معرفته بالله. يرى في الطبيعة الساقطة أنها طبيعة ضعيفة لكنها ليست ميتة، كثيرًا ما يركز على استحقاق الأعمال الصالحة، وهو المسئول الأول عن تعليم نيران المطهر فيرى أن تقام قداسات لصالح النفوس في المطهر.


1- تفسير سفر أيوب:


* يضم ثلاثة تفاسير لسفر أيوب: التفسير التاريخي أو الحرفي، والتفسير الرمزي، والتفسير الأخلاقي السلوكي. في الرسالة التي قدم فيها الكتاب كافتتاحية له شبه تفسيرية للكتاب المقدس ببناء أساسه هو التفسير الحرفي، وأما التفسير الرمزي فهو الحوائط التي يقيمها على الأساسات كمبنى معماري للتعليم، والتفسير الأخلاقي ينتشر بكونه الألوان الجميلة التي يغطى بها البناء. هكذا لم يتجاهل الثلاثة أنواع من التفسير بل حسبها تكمل بعضها البعض ليقوم المبنى الواحد بأساساته وهيكله وزينته.
* ما كان يشغله بالأكثر التفسير الرمزي، فكان يقرأ ما وراء السطور ليرى شخص السيد المسيح معلمنا. يرى في أسماء الأشخاص والأشياء والأرقام في الأحداث مفاهيم سرية، يرى في أيوب رمزًا للسيد المسيح، وزوجته تمثل الطبيعة الجسدية وأبنائه السبعة رمزًا للرسل الكاملين، وبناته الثلاثة رمزًا للإيمان والرجاء والمحبة أو للشعب المتعبد للثالوث القدوس، وفي أصدقائه رمزًا للهراطقة، والسبعة آلاف من الغنم المسيحيين الكاملين، والثلاثة آلاف جمل الوثنيين والسامريين، الخمسمائة نير للثيران وخمسمائة من الأتن رمزًا أيضًا للوثنيين كقول أشعياء النبي "الثور يعرف قانيه والحمار معلف سيده، أما إسرائيل فلا يعرف، شعبي لا يفهم".
* أما التفسير الأخلاقي فهو شرح للسابق بطريقة وعظية للبنيان السلوكي.


2- الرعاية:


* كتاب بديع نافع ليس فقط للقادة الكنسيين، بل لكل إنسان روحي في يده سلطة أو مسئولية، سواء كان مرشدًا أو والدًا أو رئيس عمل.
* في هذا العمل الذي يضم أيضًا تفاسير رمزية لبعض نصوص من الكتاب المقدس يكشف الأب غريغوريوس عن خدمة الأسقف الفعالة، فمع حزن هذا الأب على تركه حياة السكون الرهبانية، لكن بقلبه الملتهب بحب الله الناري كرس كل طاقاته لخدمة النفوس.
* يضم أربعة أجزاء أو أبواب، يقدم في هذا العمل اللاهوتي الرعوي، وها بين يديك الترجمة العربية للبابين الأولين، وبمشيئة الله تقوم الكنيسة بنشر البابين الأخيرين بعد تعريبهما.
* كان يقدم للأساقفة في فرنسا عند سيامتهم مع كتاب القوانين كمرشد لهم في إتمام رسالتهم.


3- الحوارات:


* هذه الحوارات بين الأب غريغوريوس ورئيس الشمامسة الروماني بطرس، وضعها في اربعة كتب حيث يعدد سير وعجائب ورؤى القديسين والقديسات في إيطاليا، وعن خلود النفس، ويحوى الكثير من حروب الشياطين خاصة في الأديرة. لقد أشار إلى إنه عرف هذه القصص سماعًا، مدافعًا عن ذلك بأن مرقس ولوقا اللذين سجلا إنجيليهما سماعًا من شهود.
* يرى تكسيرونت أن الأب غريغوريوس وجد تعزيته (تسليته) للتحول من ثقل أعباء المسئوليات والمتاعب التي تحيط به من كل جانب، فيهرب إلى هذه العجائب التي لم تكن موضع تساؤل بالنسبة له.
* يتعجب شاف كيف يمكن لإنسان مثل غريغوريوس صاحب الفكر المتزن والقدرة العقلية الثاقبة أن يصدق عجائب غريبة طفولية. ويقول أن هذه الحوارات هي المصدر الرئيسي للمعتقدات الخرافية للاعتقاد بالمطهر في العصر الوسيط. وقد أمر الملك ألفريد بترجمتها إلى الأنجلوساكسونية.
* غير أنه قام بعض الدارسين بالدفاع عن هذا العمل، وكما يقول Boglion أن القارئ المعاصر يصعب عليه إدراك هذا العمل لأنه لم يعش في عالم غريغوريوس في ذلك الحين.
* يروى الكتاب الثاني من "الحوارات" حياة ومعجزات بندكت مؤسس دير مونتى كاسينو، مؤسس النظام البندكي وقد جمع ذلك من أشخاص عرفوا هذا الأب.
4- سجل الرسائل:


* سجل يحوى أكثر من 850 رسالة. من أجل اهتمامه بالكنيسة كان على اتصال بالنبلاء والملوك والملكات وإرساليات في الغرب، والأباطرة والبطاركة في الشرق وأشخاص آخرين في كل العالم المسيحي.
* تقدم لنا أفضل فكرة عن شخصيته ووزناته الإدارية بفكر روحي عملي، وعن تحول الأنجلوساكسونيين. تعالج مواضيع لاهوتية وأخلاقية وسياسية ودبلوماسية ورهبانية وأسقفية وتدابير باباوية. تعطينا صورة حية عن التزاماته المتعددة واهتماماته ورقة مشاعره وعواطفه.


5- عظات على حزقيال:


* عبارة عن 22 عظة ألقيت في روما خلال حصار Agiluph، روجعت بعد ذلك.


6- خمسون عظة على الأناجيل:


* وهى تمثل تفسيرًا رمزيًا لنصوص كثيرة من العهدين، مع إرشادات عملية في الحياة. فالتأمل الروحي والرمزى ليس هروبًا من الواقع إنما هو رفع القلب والفكر إلى السماويات دون تجاهل للواقع الزمني.


7- الأسرار الغريغورية وقانون القداس الإلهي:


* نظم قانون القداس الإلهي معتمدًا على الأنظمة التي وضعها جلاسيوس ولاون الأول مع شيء من التعديل.


8- تجميع أنتيفونات:


* قام بتجميع بعض الترانيم التي تُرنم بالمناوبة التجريبية، وربما وضع عليها إضافات توجد ألحان لاتينية أخرى كثيرة منسوبة إليه يتشكك البعض في نسبتها له.


9- كتابات أخرى:


* توجد كتابات أخرى تنسب إليه مثل تفسير سفر ملوك الأول، وتفسير لنشيد الأناشيد.
_____
(*) المرجع:
الرعاية للأب غريغوريوس (الكبير) مجدى فهيم وجورج فهمى (اسبورتنج)
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 06 - 2014, 06:52 PM   رقم المشاركة : ( 118 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي

مراجع الكتاب


1 الرهبنة القبطية - الأنبا يوأنس
2 الكنيسة المسيحية في عصر الرسل - الأنبا يوأنس
3 الاستشهاد في المسيحية - الأنبا يوأنس
4 المجامع الكنسية - الأنبا يوأنس
5 الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة (ج1، ج2) - الأسقف إيسوذورس
6 تاريخ الكنيسة القبطية - القس منسى يوحنا
7 عصر المجامع - القمص كيرلس الأنطوني
8 تاريخ البطاركة - ساويرس بن المقفع (1-4)
9 كوكب البرية - القمص كيرلس الأنطوني
10- دراسات في علم الآباء - القمص مينا ونيس ميخائيل - طنطا
11- دراسات في آباء الكنيسة - القمص مينا ونيس ميخائيل - طنطا
12- مدخل في علم الباترولوجى - الآباء الرسوليين القمص تادرس يعقوب

كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي
13- الدليل المبسط في علم الآباء - القمص تادرس يعقوب
14- آباء مدرسة الإسكندرية الأولون - القمص تادرس يعقوب
15- مار فيلوكسينوس أسقف منبج - القمص تادرس يعقوب
16- قاموس آباء الكنيسة حرف (أ) - القمص تادرس يعقوب
17- القديس كيرلس الأورشليمى - القمص تادرس يعقوب
18- أفراهات - القمص تادرس يعقوب
19- الرعاية للأب غريغوريوس الكبير - القمص تادرس يعقوب
20 اكليمندس الروماني - القمص تادرس يعقوب
21 يوحنا ذهبي الفهم - القمص تادرس يعقوب
22 الفيلوكاليا - القمص تادرس يعقوب
23- قاموس آباء الكنيسة (أ) - القمص تادرس يعقوب
24حياة وفكر كنيسة الآباء الموسوعة الآبائية - القس أثناسيوس فهمي
25 مار يوحنا سابا - القس اغسطينوس البراموسى
26 اغسطينوس - القس اغسطينوس البراموسى
27- الأنبا ساويرس بطريرك أنطاكية - دير مار مينا
28- الآباء المدافعون "القديس يوستينوس" - الشماس الدكتور / رشدي واصف مدرس الكلية الإكليريكية بالقاهرة
29- مدخل إلى علم الآباء المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية
30- الأساقفة القديسون الأربعة باسم أغريغوريوس يوحنا الحبيب - مليكه حبيب
31- الآباء الرسوليون المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية
32- دراسات آبائية ولاهوتية يناير 1999 م. المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية
33- دراسات آبائية ولاهوتية السنة الأولى: العدد الثاني يوليو 1998 م. - مركز دراسات الآباء بالقاهرة
34- علم الآبائيات - منهج إعداد خدام وسط القاهرة
35- تاريخ الكنيسة - منهج إعداد خدام وسط القاهرة
36- كنيستي الأرثوذكسية لها روح الآباء - كنيسة مارجرجس القللي
37- ما يوحنا كليماكوس الدرجى - القس / أغطسطينوس البراموس
38- الأنبا باخوميوس أب الشركة - دير السريان
39- سيرة القديس أبو مقار - دير أبو مقار
40 القديس باسيليوس الكبير - أحد رهبان دير السريان
41 أقوال القديس دورنيئوس - القمص إشعياء ميخائيل
42 أقوال القديس نيلوس السينائي - القمص إشعياء ميخائيل
43 أقوال القديس الأنبا أنطونيوس - القمص إشعياء ميخائيل
44- أسقف بواتية أثناسيوس الغرب - ملاك لوقا
45- الشهيد كبريانوس - ملاك لوقا
46- مار أفرام السرياني ومار اسحق - السرياني ملاك لوقا
47- ترتليانوس ويوليوس الأقفهصى - ملاك لوقا
48- الشهيد كبريانوس والشهيد بوليكاربوس - ملاك لوقا
49- القديس جيروم - ملاك لوقا
50- مقالة عن الآباء والكتاب المقدس - د. جوزيف موريس فلتس - أ.جورج عوض
51 تاريخ بابوات كرسي الإسكندرية - كامل صالح نخلة
52 مار مرقس مدرسة الإسكندرية - أمير نصر
53 الكنيسة تواجه الوثنية - أمير نصر
54 الكنيسة تواجه الهراطقة - أمير نصر
55 بطاركة عظماء (جزءان) - د. جميل فخري
56 موسوعة الخادم القبطي (تاريخ كنسي) - كنيسة مارجرجس المطرية
57- مقالة كيف نقرأ للآباء - فيلوباترون
58- مدخل إلى علم الآباء كورسات متخصصة - أسقفية الشباب
59- القديس الأنبا ساويرس بطريرك أنطاكية - إصدار دير مارمينا
60- الرعاية للآب غريغوريوس (الكبير) - مجدي فهيم وجورج فهمي (اسبورتنج)
61- مدخل إلى الآباء الجزء الأول - الأب ميشال نجم - معهد البلمند - لبنان 1980 م.
62- سلسلة آباء الكنيسة (1) الآباء الرسوليون - تعريب مطران حلب ألياس معوض - منشورات النور لبنان 1970 م.
63- بروفيسور بانيوتى خريسوستومس - "البترولوﭽيا اليونانية ج3"
64- بروفيسور خريستوس كريكونيس - "الآباء الرسوليون".
65- بروفيسور فاسيلى بسفتونجاس - "مختارات لأعمال آبائية"
66- بروفيسور بورذوراموس أكانثوبلس - "قانون الكنيسة"
67- ستليانوس بابا دبلوس - باترولوﭽيا ج1
68- القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس - أنطون فهمي جورج
69- من روائع تراث الكنيسة - آبائيات كنيسة القديس أنبا مقار أتريس - إمبابة - جيزة
70- سلسلة آباء الكنيسة العلامة لاكتانتيوس الفيلسوف المسيحي - أنطون فهمى جورج
71- سير القديسين - موقع أسقفية الشباب
72- سلسلة آباء الكنيسة القديس ميثوديوس الأوليمبى - انطون فهمى جورج
73- سلسلة آباء الكنيسة القديس إيريناؤس (أسقف ليون) - أنطون فهمى جورج
74-أقوال الآباء الشيوخ - منشورات النور
75-مقدمه في علم الآباء - دياكون مجدي وهبة
76-موسوعة الخادم القبطى ج4 - كنيسة مارجرجس المطرية
77 الأقمار الثلاثة - إيما غريب خورى - منشورات النور
87 دراسات في آباء الكنيسة - دير القديس أبو مقار
79- القديس يوستينوس - الشماس الدكتور رشدي واصف بهمان
80- سيرة الثلاث مقارات القديسين - دير السريان
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مؤلفة كتاب «حماتي ملاك» كنت هقتل جوزي أو أدخل مستشفى المجانين
كتاب دورة الصليب و الشعانين - كتاب المدائح والتماجيد - كتاب الخدمات
نصيبنا كأقباط في علم الباترولوجى
تاريخ علم الباترولوجى من بدء ظهور المسيحية
لا أخجل من أخطائي لكوني مصنف ضمن البشر ولكن أخجل أن أكررها وادعي بإنها فعل القدر


الساعة الآن 03:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024