منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 05 - 2025, 03:41 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,323,338

الاهتمام بترميم بيت الرب



الاهتمام بترميم بيت الرب

4 وَقَالَ يَهُوآشُ لِلْكَهَنَةِ: «جَمِيعُ فِضَّةِ الأَقْدَاسِ الَّتِي أُدْخِلَتْ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، الْفِضَّةُ الرَّائِجَةُ، فِضَّةُ كُلِّ وَاحِدٍ حَسَبَ النُّفُوسِ الْمُقَوَّمَةِ، كُلُّ فِضَّةٍ يَخْطُرُ بِبَالِ إِنْسَانٍ أَنْ يُدْخِلَهَا إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، 5 لِيَأْخُذَهَا الْكَهَنَةُ لأَنْفُسِهِمْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ عِنْدِ صَاحِبِهِ، وَهُمْ يُرَمِّمُونَ مَا تَهَدَّمَ مِنَ الْبَيْتِ، كُلَّ مَا وُجِدَ فِيهِ مُتَهَدِّمًا». 6 وَفِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَالْعِشْرِينَ لِلْمَلِكِ يَهُوآشَ لَمْ تَكُنِ الْكَهَنَةُ رَمَّمُوا مَا تَهَدَّمَ مِنَ الْبَيْتِ. 7 فَدَعَا الْمَلِكُ يَهُوآشُ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنَ وَالْكَهَنَةَ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا لَمْ تُرَمِّمُوا مَا تَهَدَّمَ مِنَ الْبَيْتِ؟ فَالآنَ لاَ تَأْخُذُوا فِضَّةً مِنْ عِنْدِ أَصْحَابِكُمْ، بَلِ اجْعَلُوهَا لِمَا تَهَدَّمَ مِنَ الْبَيْتِ». 8 فَوَافَقَ الْكَهَنَةُ عَلَى أَنْ لاَ يَأْخُذُوا فِضَّةً مِنَ الشَّعْبِ، وَلاَ يُرَمِّمُوا مَا تَهَدَّمَ مِنَ الْبَيْتِ. 9 فَأَخَذَ يَهُويَادَاعُ الْكَاهِنُ صُنْدُوقًا وَثَقَبَ ثَقْبًا فِي غِطَائِهِ، وَجَعَلَهُ بِجَانِبِ الْمَذْبَحِ عَنِ الْيَمِينِ عِنْدَ دُخُولِ الإِنْسَانِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. وَالْكَهَنَةُ حَارِسُو الْبَابِ جَعَلُوا فِيهِ كُلَّ الْفِضَّةِ الْمُدْخَلَةِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. 10 وَكَانَ لَمَّا رَأَوْا الْفِضَّةَ قَدْ كَثُرَتْ فِي الصُّنْدُوقِ، أَنَّهُ صَعِدَ كَاتِبُ الْمَلِكِ وَالْكَاهِنُ الْعَظِيمُ وَصَرُّوا وَحَسَبُوا الْفِضَّةَ الْمَوْجُودَةَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ. 11 وَدَفَعُوا الْفِضَّةَ الْمَحْسُوبَةَ إِلَى أَيْدِي عَامِلِي الشُّغْلِ الْمُوَكَّلِينَ عَلَى بَيْتِ الرَّبِّ، وَأَنْفَقُوهَا لِلنَّجَّارِينَ وَالْبَنَّائِينَ الْعَامِلِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ، 12 وَلِبَنَّائِي الْحِيطَانِ وَنَحَّاتِي الْحِجَارَةِ، وَلِشِرَاءِ الأَخْشَابِ وَالْحِجَارَةِ الْمَنْحُوتَةِ لِتَرْمِيمِ مَا تَهَدَّمَ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ، وَلِكُلِّ مَا يُنْفَقُ عَلَى الْبَيْتِ لِتَرْمِيمِهِ. 13 إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يُعْمَلْ لِبَيْتِ الرَّبِّ طُسُوسُ فِضَّةٍ وَلاَ مِقَصَّاتٌ وَلاَ مَنَاضِحُ وَلاَ أَبْوَاقٌ، كُلُّ آنِيَةِ الذَّهَبِ وَآنِيَةِ الْفِضَّةِ مِنَ الْفِضَّةِ الدَّاخِلَةِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، 14 بَلْ كَانُوا يَدْفَعُونَهَا لِعَامِلِي الشُّغْلِ، فَكَانُوا يُرَمِّمُونَ بِهَا بَيْتَ الرَّبِّ. 15 وَلَمْ يُحَاسِبُوا الرِّجَالَ الَّذِينَ سَلَّمُوهُمُ الْفِضَّةَ بِأَيْدِيهِمْ لِكَيْ يُعْطُوهَا لِعَامِلِي الشُّغْلِ، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِأَمَانَةٍ. 16 وَأَمَّا فِضَّةُ ذَبِيحَةِ الإِثْمِ وَفِضَّةُ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ فَلَمْ تُدْخَلْ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، بَلْ كَانَتْ لِلْكَهَنَةِ.

كانت عثليا وأتباعها قد اعتدوا على الهيكل، وصيَّروا أقداسه للبعل (2 أي 7:24)، فأراد يوآش ترميم الهيكل، ووضع تدبيرًا للكهنة بأن يأخذوا كل الفضة التي تدخل للهيكل، ويستعملوها في الترميم، وكانت مصادر الفضة:
1. ثمن التقدمات التي أراد أصحابها فداءها بفضة (لا 11:27-12).
2. الفضة الرائجة، أي فضة النفوس وهي ½ شاقل لكل نفسٍ، بشاقل القدس، عن كل ذكرٍ من سن 20 فما فوق (خر 30: 11-14).
3. التبرعات، أي المبلغ الذي يود الإنسان أن يقدمه بمحض اختياره كتقدمةٍ للرب.
لكن هذه الطريقة لم تنجح، لأن الكهنة اهتموا بمصالحهم بالأكثر، ولذلك وبعد مضي زمان طويل، لم يحدث تقدُّم في ترميم الهيكل، فمنع الملك الكهنة من أن يأخذوا الفضة من الشعب.
وَقَالَ يَهُوآشُ لِلْكَهَنَةِ:
جَمِيعُ فِضَّةِ الأَقْدَاسِ الَّتِي أُدْخِلَتْ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ،
الْفِضَّةُ الرَّائِجَةُ،
فِضَّةُ كُلِّ وَاحِدٍ حَسَبَ النُّفُوسِ الْمُقَوَّمَةِ،
كُلُّ فِضَّةٍ يَخْطُرُ بِبَالِ إِنْسَانٍ أَنْ يُدْخِلَهَا إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، [4]
شعر الملك بمسئوليته في ترميم الهيكل. فمن جانبٍ، لأنه كملكٍ يُسأل أمام الله عن هذا العمل الذي لا يستطيع أحد غيره أن يقوم به، ومن جانب آخر يشعر أن الهيكل هو الحصن الذي اختبأ فيه منذ طفولته المبكرة من وجه عثليا الغادرة.
ربما كان ترميم بيت الرب على نفقة الملوك، وأما يهوآش فقصد أن يجعله على نفقة الشعب، تحت تدبير الكهنة [4-6]، حتى لا يُحرَم أحد من المساهمة بطريقٍ أو آخر من القيام بدورٍ فعالٍ في هذا العمل، ونوال بركته.
إذ لم يتم ذلك جعل كل الفضة الداخلة في بيت الرب في صندوق، يُستخدَم جزء منها لترميم بيت الرب بواسطة رئيس الكهنة وكاتب الملك. هذا كان له أثره على دَخْل الكهنة.
الفضة الرائجة، أو فضة النفوس وهي نصف شاقل عن كل نفسٍ (خر 30: 11-16). لم تكن النقود قد صُكت في ذلك الحين، فكانت تُقدَّم سبائك تُعرَف قيمتها بالوزن (1 مل 20: 39).
لِيَأْخُذَهَا الْكَهَنَةُ لأَنْفُسِهِمْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ عِنْدِ صَاحِبِهِ،
وَهُمْ يُرَمِّمُونَ مَا تَهَدَّمَ مِنَ الْبَيْتِ،
كُلَّ مَا وُجِدَ فِيهِ مُتَهَدِّماً. [5]
كان الهيكل في حاجة إلى ترميم، لأنه تعرَّض للإهمال والتلف من القادة الأشرار السابقين وبخاصة الملكة عثليا (2 أي 7:24، 8). خصَّص الملك صندوقًا لهذا الغرض، فأعلن ترميم الهيكل وإزالة الرجاسات التي تراكمت بداخله على مدى السنوات، كما أزال الأصنام وكل آثار للعبادة الوثنية.
مع ذلك ومما يؤسف له أن الكهنة لم يكونوا أمناء على الأموال التي تُوهَب لغرضٍ غير محدد! ولذلك فإن القانون اليوناني وقتئذ قضى بإمكانية مراجعة حسابات الهيكل بين آن وآخر، بل أن اليهود أنفسهم كثيرًا ما سألوا الكهنة عن حِسابات الهيكل ([15]؛ 2 مل 22: 3-7).


وَفِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَالْعِشْرِينَ لِلْمَلِكِ يَهُوآشَ،
لَمْ تَكُنِ الْكَهَنَةُ رَمَّمُوا مَا تَهَدَّمَ مِنَ الْبَيْتِ. [6]
يبدو أنه مضى زمن طويل لم يتحرَّك فيه الكهنة لترميم بيت الرب، ولعل السبب في ذلك أحد العوامل التالية، أو بعضها:
1. كان دخل بيت الرب قليلاً لا يكفي للنفقات الضرورية.
2. كان الكهنة يهتمون بدخلهم الخاص أكثر من ترميم بيت الرب.
3. عدم ثقة الشعب في تدبير الأموال بطريقةٍ لائقة.
4. دفع الشعب بسخاء للترميم، ولكن الكهنة احتفظوا بمبلغ للترميم، دون أن يتحركوا للعمل، فأُصيب الشعب بشيءٍ من الإحباط، وتوقفوا عن الدفع.
فَدَعَا الْمَلِكُ يَهُوآشُ يَهُويَادَاعَ الْكَاهِنَ وَالْكَهَنَةَ وَقَالَ لَهُمْ:
لِمَاذَا لَمْ تُرَمِّمُوا مَا تَهَدَّمَ مِنَ الْبَيْتِ؟
فَالآنَ لاَ تَأْخُذُوا فِضَّةً مِنْ عِنْدِ أَصْحَابِكُمْ،
بَلِ اجْعَلُوهَا لِمَا تَهَدَّمَ مِنَ الْبَيْتِ. [7]
لقد انتظر الملك لسنوات طويلة، ولم يتحرك الكهنة للعمل، فطلب من الكهنة أن يتم جمع المال للترميم بطريقة أخرى، ربما لكسب ثقة الشعب في القيام بالترميم في جديةٍ تحت إشراف رئيس الكهنة مباشرة ونائب عن الملك.
العجيب أن الملك الذي له هذه الغيرة وهذا الحماس لترميم بيت الرب، انحرف إلى عبادة الأوثان بعد موت رئيس الكهنة. فهل كان الملك يهتم بالمبنى دون الإصلاح الداخلي في النفس، أم كان صادقًا في رغبته في الإصلاح من جهة المبنى والحياة التقوية، وأن ما حلَّ به بعد ذلك كان انحرافًا بسبب تأثير بعض القادة عليه بعد موت رئيس الكهنة.
تُرَى هل كانت شخصية الملك ضعيفة، لا يحمل في داخله أعماقًا قوية وأساسًا ثابتًا، يتحرَّك حسبما يمليه الغير عليه. فيسلك تارة بروح التقوى، وأخرى بالشر.
فَوَافَقَ الْكَهَنَةُ عَلَى أَنْ لاَ يَأْخُذُوا فِضَّةً مِنَ الشَّعْبِ،
وَلاَ يُرَمِّمُوا مَا تَهَدَّمَ مِنَ الْبَيْتِ. [8]
فَأَخَذَ يَهُويَادَاعُ الْكَاهِنُ
صُنْدُوقاً وَثَقَبَ ثَقْباً فِي غِطَائِهِ،
وَجَعَلَهُ بِجَانِبِ الْمَذْبَحِ عَنِ الْيَمِينِ عِنْدَ دُخُولِ الإِنْسَانِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ.
وَالْكَهَنَةُ حَارِسُو الْبَابِ جَعَلُوا فِيهِ كُلَّ الْفِضَّةِ الْمُدْخَلَةِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. [9]
استخدم الملك نظام الصندوق المثقوب لتجميع الفضة، لترميم بيت الرب، وكان رئيس الكهنة وكاتب الملك لهما سلطان على فتْح هذا الصندوق.
كان الصندوق في الدار في المدخل عن يمين المذبح، ليراه كل من يدخل البيت. تجاوب الشعب بسخاء في العطاء (2 أي 24: 10). بدأ العمل وتم في فترة وجيزة.
كان حارسو الباب يراقبون الداخلين، فلا يسمحون بدخول عبادة وثنية أو ما يخالف شريعة الرب.
وَكَانَ لَمَّا رَأَوُا الْفِضَّةَ قَدْ كَثُرَتْ فِي الصُّنْدُوقِ،
أَنَّهُ صَعِدَ كَاتِبُ الْمَلِكِ وَالْكَاهِنُ الْعَظِيمُ،
وَصَرُّوا وَحَسَبُوا الْفِضَّةَ الْمَوْجُودَةَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ. [10]
ما حدث في ذلك الحين ويتكرر كثيرًا عبر الأجيال، يكشف عن دور القائد. فالشعب بوجهٍ عامٍ متى رأى القائد مملوءًا غيرة، يتفاعل معه ويتجاوب بقوة. فما أظهره يوآش من رغبةٍ جادةٍ للعمل دفع الكثيرين للمساهمة بسخاءٍ عجيبٍ!
هذا ما يجعل القادة في وضعٍ دقيقٍ، لأن تصرفاتهم، متى تمت بروح الغيرة المتقدة تلهب قلوب الكثيرين للعمل والبذل بقوة. وإن سلكوا بفتورٍ في شكلياتٍ بلا روح، انعكس هذا على الرعية.
يليق بالقادة لكي يكون لهم دورهم في حياة الشعب أن ينصتوا لقول السيد المسيح: "يا سمعان بن يونا، أتحبني؟... اِرع غنمي" (يو 21: 16). فبالحب تلتهب قلوب الشعب مع قلب القائد للعمل بغيرةٍ مقدسةٍ!
v"يا سمعان بن يونا أتحبُّني؟... اِرع غنمي" (يو 21).
ليتنا لا نحب ذواتنا، إنَّما نحبُّه هو، وبرعايتنا لغنمه نطلب ما له وليس ما لنا، لأنَّه من يقدر أن يحيا بذاته، يموت بالتأكيد إن أحب ذاته. وهو بهذا لا يكون محبًا لنفسه، إذ بحبُّه لنفسه يفقد حياته.
ليت رعاة القطيع لا يكونون محبِّين لذواتهم، لئلاَّ يرعوا القطيع كما لو كان مِلكًا لهم، وليس قطيع المسيح.
فيطلبون ربحًا ماديًا بكونهم "محبِّين للمال"،
أو يتحكَّمون في الشعب بكونهم "منتفخين"،
أو يطلبون مجدًا من الكرامة المقدَّمة لهم بكونهم "متكبِّرين"،
أو يسقطون في هرطقات "كمجدِّفين"،
ويحتقرون الآباء القدِّيسين "كعصاة على الوالدين"،
ويردُّون الخير بالشر على من يرغبون في إصلاحهم حتى لا يهلكون بكونهم "ناكرين للمعروف"،
ويقتلون أرواحهم وأرواح الغير "كمن هم بلا رحمة"،
ويحاولون تشويه شخصيَّات القدِّيسين "كشهود زور"،
ويطلقون العنان للشهوات الدنيئة "كغير طاهرين"،
ويشتكون دائمًا... "كغير رحماء"،
ولا يعرفون شيئًا عن خدمة الحب "كمن لا عطف فيهم"،
ويقلقلون البشريَّة بمناقشاتهم الغبيَّة "كعنيدين"،
ولا يفهمون ما يقولونه أو ما يصرُّون عليه "كعميان"،
ويفضِّلون المباهج الجسديَّة عن الفرح الروحي "كمحبِّين للذات أكثر من حبُّهم لله".
هذه وغيرها من الرذائل المشابهة سواء كانت كلَّها في مجموعها في شخصٍ واحد، أو أحدها تسيطر على شخصٍ وغيرها على آخر، فإنَّها تظهر بشكلٍ أو آخر من هذا الجذر وهو أن يكونوا "محبِّين لأنفسهم".
هذه الرذيلة التي يلزم أن يتحفَّظ منها من يرعون قطيع المسيح، لئلاَّ يطلبوا ما لذواتهم، وليس ما ليسوع المسيح، ويستخدموا سفك دم المسيح لتحقيق شهواتهم.
هؤلاء الذين يرعون قطيعه، يلزم أن يكون حبُّهم عظيمًا، بغيرةٍ روحيَّةٍ حتى يتغلَّبوا على الخوف من الموت، هذا الذي يجعلنا (الخوف من الموت) لا نرغب في الموت لكي نحيا مع المسيح. فالرسول بولس أيضًا يود أن ينفَق ويكون مع المسيح (في 1: 23).
القديس أغسطينوس
قَّدم رئيس الكهنة وكاتب الملك صورة رائعة ومثلاً حيَّا للعمل المُشترَك، حيث لا يتجاهل الكهنة دور العلمانيين (إن صح التعبير)، ولا يعتزل العلماني عن الكهنة. فكل منهما يحتاج إلى الآخر، لأنه حيث يوجد الحب والتعاون يُعلِن الله عن حضوره، ويفيض ببركته على الجميع.
إن كان رئيس الكهنة مع كاتب الملك استطاعا بالحب أن يعملا لحساب ترميم الهيكل، فإنه يليق بالكهنة مع الشعب العمل لحساب وبنيان ملكوت الله في قلب كل إنسانٍ ما أمكن!
ليس للشعب دور في الكنيسة فحسب، وإنما هو الكنيسة بعينها، يعمل عمل الكنيسة الذي هو "الحب"، مُترجَمًا حسب مواهب كل عضوٍ فيها وإمكانياته ودوره في الجماعة المقدسة. لأن الحب يلزم التعبير عنه عمليًا.
v لا يمكن للحب أن يكون خاملاً. إن استطعت أرني حبًا عاطلاً لا يفعل شيئًا.
v هل نقول لك: "لا تحب شيئًا"؟ حاشا! فإنك إن لم تحب تكون متبلد الحس، ميتًا، مكروهًا، وبائسًا. حبْ؛ لكن اهتم أن تعرف ماذا تحب.
القديس أغسطينوس
vمن أجل هذا جاءنا (الرب) بتعاليمه السماوية العلوية، لكي ينزع عنا أفكارنا ونتمثَّل به بقدر استطاعتنا، ولكن كيف نتمثل بالمسيح؟
عندما نعمل في كل شيءٍ ما هو للصالح العام، ولا نطلب مجرد نفعنا الشخصي. يقول بولس الرسول: "لأن المسيح أيضًا لم يُرضِ نفسه، بل كما هو مكتوب تعييرات معيريك وقعت عليّ" (رو 15: 3؛ مز 69: 6).
إذن لا يطلب كل واحدٍ ما لنفسه (أي لا يكن سلبيًا)، إنما بالحق يطلب ما هو لخير نفسه متى اهتم بما هو لإخوته، فإن ما هو لخيرهم، إنما هو لخيرنا نحن، لأننا جسد واحد وأعضاء بعضنا لبعض...
فإنه وإن لم يكن قريبًا ولا صديقًا، لكنه كإنسانٍ يشاركك نفس طبيعتك، وله نفس الرب، عبد رفيق لك، زميلك في رحلتك، وُلد معك في ذات العالم.
vلا تلقوا كل العبء على مُعلِّميكم، لا تلقوه بأكمله على من يقودكم... إن أردتم تستطيعون أن تُعلِّموا فيما بينكم أكثر منا، فإن لديكم فرصًا أكثر للالتقاء معًا، وتعرفون ظروف بعضكم أكثر منا، ولا تجهلون بعضكم بعضًا، لديكم أيضًا حرية أعظم في الحديث والحب والمودة، هذه الأمور ليست بقليلةٍ في التعليم...
أنتم أقدر منا أن ينتهر الواحد الآخر وينصحه...
أتوسل إليكم ألاَّ تهملوا هذه الموهبة، فإنه لكل واحدٍ منكم زوجته وصديقه وخادمه وقريبه...
إن كان لازمًا أن تذهب إلى جنازةٍ أو وليمةٍ أو تساعد قريبك في أمرٍ ما، فكيف تفعل هذه الأمور بقصد تعليمه الفضيلة؟ أرجوكم ألاَّ يُهمِل أحدكم هذا، فإنه يتقبَّل من الله مكافأة عظيمة...
تقول لي: لستُ بصاحب كلامٍ! لكن لا حاجة إلى الكلام ولا إلى الفصاحة... اسنده لا بكونك إنسانًا تفعل كل شيءٍ كما يليق، أي كمن يسلك بلا خطية، ولا كمُعَلِّمٍ له بل كصديقٍ وأخٍ له...
هذه هي الصداقة: [أخ يعين أخًا، يصير مدينة مُحصَّنة](أم 18: 19).
ليست الصداقة أكْلاً وشُرْبًا، فإن مثل هذه توجد حتى بين اللصوص والقتلة. لكننا إن كنا حقيقة أصدقاء فليعتنِ كل واحدٍ بالآخر...
"احملوا بعضكم أثقال بعض وهكذا تمموا ناموس المسيح" (غل 6: 2).
vكل واحدٍ منكم – إذا أراد – فهو مُعَلِّم...
أنا أعرف عائلات كثيرة نالت نفعًا عظيمًا من فضائل خدمهم.
أُوجِّه حديثي للجميع بصفة عامة، كما لكل فردٍ على وجه الخصوص، ليهتم كل واحدٍ بخلاص أقربائه... فإن في هذا العمل نفعًا عظيمًا، ليس فقط يصير العمل خفيفًا على المُعلِّم، بل يشترك كل تلميذٍ في الآلام ليصير قادرًا أن يكون مُعلِّمًا...
vيمكننا أن نعتبر كل مؤمنٍ راعيًا لبيته وأصدقائه وخدمه وزوجته وأولاده.
vاجعلْ بيتك كنيسة.
vليس كل شيءٍ يجعل الإنسان مثل المسيح كاهتمامه بأقربائه.
vلا أقدر أن أُصَدِّق خلاص إنسانٍ لا يعمل من أجل خلاص أخيه.
vليس شيء تافهًا مثل مسيحي لا يهتم بخلاص الآخرين.
القديس يوحنا الذهبي الفم
وَدَفَعُوا الْفِضَّةَ الْمَحْسُوبَةَ إِلَى أَيْدِي عَامِلِي الشُّغْلِ الْمُوَكَّلِينَ عَلَى بَيْتِ الرَّبِّ،
وَأَنْفَقُوهَا لِلنَّجَّارِينَ وَالْبَنَّائِينَ الْعَامِلِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ، [11]
عاملو الشغل هم النجارون والبنَّاؤون والنَّحاتون والعاملون في الحديد والنحاس (2 أي 24: 12).
كان العاملون كثيرين، ومن أجناسٍ كثيرةٍ، دليلاً على عظمة العمل، لأن البيت كان متروكًا مُهمَلاً بلا إصلاح زمانًا طويلاً.
وَلِبَنَّائِي الْحِيطَانِ وَنَحَّاتِي الْحِجَارَةِ،
وَلِشِرَاءِ الأَخْشَابِ وَالْحِجَارَةِ الْمَنْحُوتَةِ،
لِتَرْمِيمِ مَا تَهَدَّمَ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ،
وَلِكُلِّ مَا يُنْفَقُ عَلَى الْبَيْتِ لِتَرْمِيمِهِ. [12]
إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يُعْمَلْ لِبَيْتِ الرَّبِّ طُسُوسُ فِضَّةٍ وَلاَ مِقَصَّاتٌ وَلاَ مَنَاضِحُ وَلاَ أَبْوَاقٌ،
كُلُّ آنِيَةِ الذَّهَبِ وَآنِيَةِ الْفِضَّةِ مِنَ الْفِضَّةِ الدَّاخِلَةِ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، [13]
لم تُعمل آنية لبيت الرب حتى أكملوا ترميمه. وكان البيت فارغًا، لأن الملوك كانوا قد أخذوا آنيته، وأعطوها لمحاربيهم (1 مل 14: 26؛ 15: 18).
بَلْ كَانُوا يَدْفَعُونَهَا لِعَامِلِي الشُّغْلِ،
فَكَانُوا يُرَمِّمُونَ بِهَا بَيْتَ الرَّبِّ. [14]
وَلَمْ يُحَاسِبُوا الرِّجَالَ الَّذِينَ سَلَّمُوهُمُ الْفِضَّةَ بِأَيْدِيهِمْ،
لِكَيْ يُعْطُوهَا لِعَامِلِي الشُّغْلِ،
لأَنَّهُمْ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِأَمَانَةٍ. [15]
كان المشرفون على العمل مملوءين غيرة على بيت الرب، فلم يُطلب منهم حساب عما أنفقوه.
وَأَمَّا فِضَّةُ ذَبِيحَةِ الإِثْمِ وَفِضَّةُ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ،
فَلَمْ تُدْخَلْ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، بَلْ كَانَتْ لِلْكَهَنَةِ. [16]
في طاعةٍ لكلمة الرب (لا 5: 16؛ عد 5: 8-9)، فضة ذبيحة الإثم وفضة ذبيحة الخطية تُعطَى للكهنة ولا تدخل بيت الرب.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إن النهي عن الاهتمام الزائد بحاجات جسدنا لا ينفي الاهتمام والعمل مُطلَقًا
إن النهي عن الاهتمام الزائد بحاجات جسدنا لا ينفي الاهتمام والعمل مُطلَقًا
لو لم ينشغل يوشيا بترميم بيت الرب
الاهتمام بقطيع الرب
في متى 6: 25- 30 تحدَّث الرب عن الاهتمام والقلق


الساعة الآن 04:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025