منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 10 - 2017, 08:42 AM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

التقليد والكتاب المقدس

د. سعيد حكيم يعقوب



إن التقليد الذي عاشت به الكنيسة منذ تأسيسها وحتى الآن، يُمثل المصدر الذي استمدت منه تعليمها وبواسطته توثق إيمانها. لأن المصدر هو المسيح وقد سلّمه بنفسه للرسل ” لأني تسلمت من الآب ما سلمته لكم” (1كو23:11)، والرسل سلموا هذه المعرفة التي نالوها للكنيسة. ولذلك لا يستطيع أحد أن ينادي بفهم خاص للحياة المسيحية دون أن يعود للآباء القديسين الذين سلّموا لنا الإيمان، هذا الإيمان ” المسلّم مرة للقديسين


(ـ3). والقديس أثناسيوس يشهد للآباء الذين حفظوا وديعة الإيمان ولتقليد الكنيسة وتعليمها الذي سُلّم بواسطة الرسل منذ البداية، بقوله: ” دعونا ننظر إلى تقليد الكنيسة وتعليمها وإيمانها الذي هو من البداية، والذي أعطاه الرب وكرز به الرسل وحفظه الآباء، وعلى هذا الأساس تأسست الكنيسة، ومن يسقط منه فلن يكون مسيحيًا ولا ينبغي أن يُدعى كذلك فيما بعد ” . أى أن الآباء كانوا أهلاً لهذه الأمانة، لأنهم سلموها لنا كما أعطاها الرب، وكما كرز بها الرسل. وهذا ما يشهد بها القديس غريغوريوس النيسي، إذ يقول: ” ويكفي للتدليل على صحة تعليمنا أن التقليد قد انحدر إلينا من الآباء كميراث تسلّم إلينا من الرسل بواسطة القديسين الذين أتوا بعدهم ” . هذا ما تمارسه الكنيسة على امتداد تاريخها، باعتباره خبرة حيّة قد عاشتها، وانتقلت بسهولة ويسر من جيل إلى جيل. إذ أن الضامن لاستمارية هذا الإيمان وهذا التعليم، هو الروح القدس ذاته، الذي عمل في الآباء، ومازال يعمل في الكنيسة حتى الآن. وهكذا يؤكد القديس باسيليوس على ” أن تسليم الآباء هو بكل يقين ما تمارسه الكنيسة ” . وعلى قاعدة هذا التسليم وهذا اليقين تأسست الكنيسة.
إن غلبة المسيح على الموت، وظهوراته للتلاميذ تؤسس وتجعل من الممكن للكنيسة أن تتعرف على ذاتها وعلى ووجودها الحقيقي داخل الزمن. فيسوع القائم من بين الأموات هو حاضر على الدوام وفي كل لحظة داخل الكنيسة، وهو الضامن لمسيرة حياتها، والمعيار الحقيقي لتقليدها. وهكذا فإن التقليد لا يمكن أن يستقر بذاته أو يثبت بذاته، وأن يوضع في ماضي بعيد، بل بالعكس يبقى على الدوام يُشير إلى المسيح. تمامًا كما يقول ق. يوحنا ذهبي الفم في مقدمة تفسيره لإنجيل متى ” إن الأناجيل المكتوبة هى نتيجة لخطية الإنسان، التي تعوقه أن يسمع الكلمة مباشرةً، والحضور الحيّ للمسيح القائم من بين الأموات هو الذي يُشكّل الضمانة والبداية للفهم الصحيح للإنجيل والتقليد، وليس العكس: فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية. وهى التي تشهد لي ” (يو39:5).
فالمسيح القائم من بين الأموات هو الذي يجعل فهم الماضي أمرًا ممكنًا، بمعنى أن التقليد وكلام وأعمال يسوع، بل وكل سر التدبير الإلهي في المسيح، تصير أمورًا مفهومة، في ضوء القيامة، وتحت قيادة الروح المعزي. إذًا فالاعتبارات التاريخية، تدخل في سر التدبير الإلهي، وتكتسب معناها، بحضور المسيح القائم من الموت. فبعدما تمجّد يسوع، تذكّر التلاميذ أعماله، وأدركوا أهميتها. هكذا على سبيل المثال نستطيع أن نفهم نحن أيضًا وبشكل صحيح موقف يسوع من تقليدات الشيوخ، فقط حين نتذكر أنه لم يكن معلّمًا للناموس حتى يستقي حقيقته من اتفاقه مع الناموس، ولا نبيًا يستدعي حضور كلمة الله، بل هو الكلمة، كما استعلن بالقيامة. المقابلات في الموعظة على الجبل ” سمعتم أنه قيل للقدماء … أما أنا فأقول لكم ” (مت21:5، 22، 27)، تُفهم بشكل صحيح، في ضوء القيامة، التي كشفت عن شخص ذاك الذي كان يختفي خلف كلمة (أما أنا)، أى الرب يسوع. وهكذا يصير من الواضح أن إدانة يسوع للتقليد وللناموس لا ترمي إلى تشكيل نموذج نبوي مُلهم للأوامر الناموسية، ولا لنموذج رباني أو رؤيوى يهدف للتكيّف مع الظروف الجديدة للحياة، بل إلى عودة العلاقة الصحيحة مع الله، تمامًا مثلما أعلنها هو نفسه، باعتباره الكلمة المتجسد. بهذه الطريقة يصبح التقليد مرة أخرى تعبيرًا عن العلاقة الحيّة للإنسان بالله، بل أن العهد القديم يكتسب الآن معنى جديدًا بعد قيامة المسيح. ويتم تفسيره بطريقة خريستولوجية من قبل الكنيسة، وبالطبع يُفسر كنسيًا، طالما أن الكنيسة هى جسد المسيح، وهكذا فقط يعتبر كتاب الكنيسة. ومن الواضح أن الناموس يُفسر نبويًا، بمعنى أنه يتحدث عن مجيء المسيح. بصرف النظر عن التفسيرات المتنوعة (نماذجية، رمزية، روحية .. الخ) والتي استخدمتها الكنيسة لفهم العهد القديم، ولا يمكننا أن نتجاهل تفسيرها الخريستولوجي لأنه هو الذي يُشكّل ملمحها الأساسي.






رد مع اقتباس
قديم 15 - 10 - 2017, 11:00 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: التقليد والكتاب المقدس

بهذه الطريقة يصبح التقليد مرة أخرى تعبيرًا عن العلاقة الحيّة للإنسان بالله،
ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
قديم 15 - 10 - 2017, 06:13 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 348,972

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk غير متواجد حالياً

افتراضي رد: التقليد والكتاب المقدس

ميرسى على العظة
ربنا يفرح قلبك
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سؤال: ما هو التقليد الكنسي؟ وما هي مصادره؟ وهل من دليل على التقليد المقدس من الكتاب المقدس؟
سؤال: ما هو التقليد الكنسي؟ وما هي مصادره؟ وهل من دليل على التقليد المقدس من الكتاب المقدس؟
التقليد والكتاب المقدس
ما هو التقليد الكنسي؟ وما هي مصادره؟ وهل من دليل على التقليد المقدس من الكتاب المقدس؟
عظة .. التقليد فى الكنيسة الارثوذكسية والكتاب المقدس


الساعة الآن 07:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024