منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 10 - 2017, 09:36 AM   رقم المشاركة : ( 11 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

سُئل القديس مقاريوس:«أيُّ الفضائلِ أعظمُ»؟ فأجاب وقال: «إن كان التكبُّر يُعتبرُ أشرَّ الرذائلِ كلِّها حتى أنه طرح طائفةً من الملائكةِ من علوِ السماءِ، فبلا شكٍ يكون التواضعُ أكبرَ الفضائلِ كلِّها لأنه قادرٌ أن يرفعَ المتمسكَ به من الأعماقِ حتى ولو كان خاطئاً. من أجلِ ذلك أعطى الربُّ الطوبى للمساكين بالروحِ».
أتى الأب مقاريوس يوماً من الإسقيط إلى نيرس، فقال له الشيوخ: «قل كلمةً للإخوةِ أيها الأب». فأجابهم قائلاً: أنا لم أصر راهباً، لكني رأيتُ رهباناً. فقد كنتُ يوماً جالساً في الإسقيط في القلاية، وإذا أفكارٌ تأتيني قائلةً: اذهب إلى البريةِ الداخليةِ وتأمَّل فيما تراه هناك. ومكثتُ مقاتِلاً لهذا الفكرِ خمسَ سنواتٍ ظاناً أنه من الشيطانِ. لكني لما وجدتُ الفكرَ ثابتاً مضيْتُ إلى البريةِ فصادفتُ هناك بحيرةَ ماءٍ وفي وسطِها جزيرةٌ، وقد وافت وحوشُ البريةِ لتشربَ. وشاهدتُ بينها رجلين مجرَّدين (أي عاريين)، فجزعتُ منهما لأني ظننتُ أنهما روحان. لكنهما لما رأياني خائفاً جزعاً خاطباني قائليْن: «لا تجزع فإننا بشريان مثلك». فقلتُ لهما: «من أنتما؟ وكيف جئتما إلى هذه البريةِ»؟ فقالا لي: «كنا في كنوبيون وقد اتفقنا على تركِ العالم فخرجنا إلى ها هنا. ولنا منذ ذلك الوقتِ أربعون سنةً. وقد كان أحدُهما مصرياً والآخر نوبياً. فسألتُهما كيف أصيرُ راهباً. فقالا لي: «إن لم يزهد الإنسانُ في كلِّ أمورِ العالمِ فلن يستطيعَ أن يصيرَ راهباً». فقلت لهما: «إني ضعيفٌ فما أستطيعُ أن أكونَ مثلَكما». فقالا لي: «إن لم تستطع أن تكونَ مثلنا فاجلس في قلايتك وابكِ على خطاياك». فسألتُهما: «هل ما تبردان إن صار شتاءٌ. وإذا صار حرٌ أما يحترقُ جَسداكُما»؟ فأجاباني بأن اللهَ قد دبَّر لنا ألا نجدَ في الشتاءِ برداً ولا يضرُّنا في زمنِ الحصادِ حرٌ. وأخيراً قال القديسُ للإخوة: «لذلك قلتُُ لكم إني لم أصر بعدُ راهباً، بل رأيتُ رهباناً. فاغفروا لي
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 09:36 AM   رقم المشاركة : ( 12 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

وحدث مرة أن مضى الأنبا مقاريوس إلى القديس أنطونيوس في الجبلِ وقرع بابَه. فقال الأنبا أنطونيوس: «من يقرعُ البابَ»؟ فقال: «أنا مقاريوس أيها الأب». فتركه الأنبا أنطونيوس ودخل ولم يفتح له البابَ. لكنه لما رأى صبرَه فتح له أخيراً وفرح معه وقال له: «منذ زمانٍ وأنا مشتاقٌ أن أراك». وأراحه لأنه كان مجهداً من أثر تعبٍ شديدٍ. فلما حان المساءُ بلَّ أنطونيوس قليلاً من الخوصِ لنفسِهِ. فقال له مقاريوس: «أتسمح أن أبلَّ لنفسي أنا أيضاً قليلاً من الخوصِ»؟ فقال له: «بلّ». فأصلح حُزمةً كبيرةً وبلَّها وجلسا يتكلمان عن خلاصِ النفسِ. وكانت الضفيرةُ تنحدرُ من الطاقةِ. فرأى أنبا أنطونيوس باكراً أن مقاريوس قد ضَفَّرَ كثيراً فقال: «إن قوةً كبيرةً تخرجُ من هاتين اليدين».
ومرة نزل الأب مقاريوس من الإسقيط إلى الحصادِ وصَحِبَه سبعةُ إخوةٍ. وكانت امرأةٌ تلتقطُ خلفَ الحصَّادين وهي لا تكفُّ عن البكاءِ. فاستفهم الأب من رئيسِ الحصَّادين عن أمرِ هذه العجوز وعن سببِ بكائها دائماً. فأجابه: «إن رجلَها عنده وديعةٌ لإنسانٍ مقتدرٍ. وقد مات فجأةً ولا تعلم المرأةُ موضعَ هذه الوديعةِ. وقد عَزِمَ صاحبُها على أخذِ أولادَها عبيداً». فلما استراح الحصَّادون من الحرِّ، دعا الشيخُ المرأةَ وقال لها: «هلمي أريني قبرَ زوجِك». فلما وصل إليه صلى مع الإخوةِ. ثم نادي الميتَ قائلاً: «يا فلان، أين تركتَ الوديعةَ»؟ فأجابه: «إنها في بيتي تحتَ رِجلِ السريرِ». فقال له القديسُ: «نَمْ أيضاً». فلما عاين الإخوةُ ذلك تعجبوا. فقال لهم القديسُ: «ليس من أجلي كان هذا الأمرُ لأني لستُ شيئاً. بل إنما صنع اللهُ هذا من أجلِ الأرملةِ واليتامى». ولما سمعت المرأةُ بموضعِ الوديعةِ، انطلقتْ وأخذتها وأعطتها لصاحبها. وكلُّ الذين سمعوا هذا سبَّحوا الله

  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 09:36 AM   رقم المشاركة : ( 13 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قيل عن الأب مقاريوس: إنه كان قد جعل لنفسِه قانوناً وهو أنه إذا قدَّم له الإخوةُ نبيذاً كان لا يمتنع من شربهِ، لكنه عِوض كلِّ قدحِ نبيذٍ يشربه، كان يصومُ عن شربِ الماءِ يوماً. فأما الإخوة فلكي ما يكرِّموه كانوا يعطونه، وهو لم يمتنع بدورِهِ إمعاناً في تعذيبِ ذاتهِ. أما تلميذُهُ فلمعرفتِه بأمرِ معلمِه، طلب من الإخوةِ من أجلِ الربِّ ألا يعطوا الشيخَ نبيذاً لأنه يعذِّبُ ذاتَه بالعطشِ. فلما علموا الأمرَ امتنعوا من إعطائهِ نبيذاً منذ ذلك الوقتِ.
صعد الأب مقاريوس مرةً من الإسقيط إلى البريةِ. فأتى إلى ناووس (أي هيكل وثني) حيث كانت هناك جثثٌ يونانيةٌ قديمةٌ. فأخذ القديسُ جمجمةً ووضعها تحت رأسِهِ. فلما رأى الشياطينُ جسارتَه حسدوه وأرادوا أن يُزعجوه. فنادوا بصوتٍ عالٍ باسمٍ مستعارٍ لامرأةٍ قائلين: «يا فلانة، قد أخذنا الصابونَ والأشنانَ وأدواتِ الحمامِ، وها نحن في انتظارك لتكوني معنا». فخرج صوتٌ من الجمجمةِِ من تحتِ رأسِهِ قائلاً: «إن عندي ضيفاً وهو رجلٌ غريبٌ متوسدٌ عليَّ فلا يمكنني المجيء، امضوا أنتم». أما القديسُ فإنه لم ينزعج ولكنه رفع رأسَه عنها وحرَّكها بيدهِ قائلاً: «ها أنذا قُمتُ عنكِ، فإن استطعتِ الذهابَ فانطلقي معهم إلى الظلمةِ». ثم عاد ووضع رأسَه عليها. فلما رأي الشياطينُ ذلك منه تركوه بخزيٍ عظيمٍ وصرخوا قائلين: «امضِ عنا يا مقاريوس»، وهربوا

  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 09:37 AM   رقم المشاركة : ( 14 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان





انطلق الأب مقاريوس مرةً من الإسقيط حاملاً زنابيل فأعيا من شدةِ التعبِ، ووضع الزنابيلَ على الأرضِ وصلَّى قائلاً: «يا ربُّ، أنت تعلمُ أنه ما بقي فيَّ قوةٌ»، وإذ به يجدُ نفسَه على شاطئ النهرِ.
أتى أخٌ إلى الأب مقاريوس وقال له: «يا معلم قل لي كلمةً تنفعُني». فقال له القديسُ: «امضِ إلى المقابرِ واشتم الموتى». فمضى الأخُ وشتمهم ورجمهم وعاد وأخبر الشيخَ بما عَمِله. فقال له الشيخُ: «أما خاطبوك بشيءٍ»؟ فقال: «لا». فقال له الشيخُ: «امضِ غداً وامدحهم». فمضى الأخُ ومدحهم قائلاً: «يا قديسينَ، يا أبرار، يا صديقين». وعاد وأخبر الشيخَ بما صنعه. فقال له: «أما أجابوك بشيءٍ»؟ قال: «لا». قال الشيخُ: «إن كنتَ حقاً قد مُتَّ مع المسيحِ ودُفنتَ معه فاصنع هكذا مثلَ أولئك الأمواتِ، لأن الميتَ لا يحسُ بكرامةٍ ولا بإهانةٍ. وبذلك تستطيعُ أن تخلصَ». فانتفع الأخُ بذلك
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 09:37 AM   رقم المشاركة : ( 15 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قال الأب مقاريوس: حدث يوماً وأنا جالسٌ بالإسقيط أن أتاني شابان غريبان. أحدُهما متكاملُ اللحيةِ، والآخر قد بدأت لحيتُه. فقالا لي: «أين قلاية الأب مقاريوس»؟ فقلتُ لهما: «وماذا تريدان منه»؟ أجاباني: «نريدُ مشاهدته». فقلت لهما: «أنا هو». فصنعا مطانيةً وقالا: «يا معلم نشاءُ أن نقيمَ عندك». فلما وجدتُ أنهما في حالةِ ترفٍ ومن أبناءِ نعمةٍ وغنىً، أجبتُهما: «لكنكما لا تحتملان السكنى ها هنا». فأجابني الأكبرُ قالاً: «إن لم نحتمل السكنى ها هنا فإننا نمضي إلى موضعٍ آخر». فقلتُ في نفسي: «لماذا أنا أطردهما وشيطانُ التعبِ يشكِّكهما فيما عزما عليه»؟ فقلت لهما: «هلما فاصنعا لكما قلايةً إن قدرتما». فقالا: «أرنا موضعاً يصلح». فأعطيتُهما فأساً وقُفّةً وكذلك قليلاً من الخبزِ والملحِ وأريتهما صخرةً صلبةً، وقلتُ لهما انحتاها هنا، وأحضِرا لكما خُصّاً من الغابةٍ وسقِّفا واجلسا. وتوهمتُ أنهما سوف ينصرفان من شدةِ التعبِ. فقالا لي: «وماذا تصنعون ها هنا»؟ فقلتُ لهما: «إننا نشتغلُ بضَفرِ الخوصِ». وأخذتُ سعفاً وأريتُهما بدءَ الضفيرةِ وكيف تُخاط، وقلت لهما: «اعملا زنابيل وادفعاها إلى الخفراءِ ليأتوكما بخبزٍ»، وعرَّفتهما ما يحتاجان من معرفةٍ ثم انصرفتُ عنهما. أما هما فأقاما ثلاثَ سنواتٍ ولم يأتياني. فبقيتُ مقاتِلاً الأفكارَ من أجلِهما، إذ لم يأتيا إليّ ولا سألاني في شيءٍ. ولم يحاولا الكلامَ مع أحدٍ قط. ولم يُبارِحا مكانَهما إلا كلِّ يومِ أحدٍ فقط، حيث كانا يمضيان إلى الكنيسةِ لتناول القربان وهما صامتان. فصليّتُ صائماً أسبوعاً كاملاً إلى الله ليُعلنَ لي أمرَهما. وبعد الأسبوعِ مضيتُ إليهما لأفتقدَهما وأعرف كيف حالهما. فلما قرعتُ البابَ عرفاني وفتحا لي وقبَّلاني صامتيْن فصليتُ وجلستُ. وأومأ الأكبرُ إلى الأصغرِ بأن يخرجَ. أما الأكبرُ فجلس يُضَفِّرُ في الضفيرةِ ولم يتكلم قط. فلما حانت الساعةُ التاسعةُ أومأ إلى الشابِ فأتاه وأصلحا مائدةً وجعلا عليها ثلاثَ خبزاتٍ بقسماطات وداما صامتيْن. فقلتُ لهما: «هيا بنا نأكلُ». فنهضنا وأكلنا وأحضرا كوزَ ماءٍ فشربنا. ولما حان المساءُ قالا لي: «أتنصرف»؟ قلتُ لهما: «لن أنصرفَ. لكني سوف أبيتُ ها هنا الليلةَ». فبسطا حصيرةً في ناحيةٍ وبسطا أخرى لهما في ناحيةٍ أخرى. وحلا إسكيميهما ومنطقتيهما ورقدا قدامي على الحصيرةِ. فصليتُ إلى اللهِ أن يعلنَ لي ماذا يعملان. وإذ كنتُ راقداً ظهر فجأةً في القلايةِ ضوءٌ كضوءِ النهارِ قدامي، وكانا يشاهدانه، فلما ظنَّا أني نائمٌ، نَخَسَ الأكبرُ الأصغرَ وأقامه. وتمنطقا وبسطا أيديهما إلى السماءِ. وكنت أراهما وهما لا يبصرانني. وإذا بي أرى الشياطينَ مقبلين نحو الأصغرِ كالذبابِ. فمنهم من كان يريدُ الجلوسَ على فمِهِ، ومنهم من كان يريدُ أن يجلسَ على عينيه. فرأيت ملاكَ الربِ حاملاً سيفاً نارياً وهو يحيطُ بهما ويطردُ الشياطينَ عنهما. أما الأكبرُ فلم يقدروا على الاقترابِ منه. فما أن حان الفجرُ حتى وجدتهما وقد طرحا نفسيهما على الأرضِ وناما. فتظاهرتُ كأني استيقظتُ وهما كذلك. فقال لي الأكبرُ هذه الكلمةَ فقط: «أتشاءُ أن نقولَ الاثني عشرَ مزموراً». فقلتُ: «نعم». فقرأ الصغيرُ خمسةَ مزاميرَ وفي نهايةِ كلِّ ستةِ استيخونات الليلويا واحدة، ومع كلِّ كلمةٍ كان يقولها كان يبرزُ من فمِهِ شِهابُ نارٍ يصعدُ إلى السماءِ. كذلك الكبيرُ إذ كان يفتحُ فمَه ويقرأ كان مثلُ حبلِ نارٍ خارجاً وصاعداً إلى السماءِ. فلما انقضت الصلاةُ انصرفتُ قائلاً: «صلِّيا من أجلي». فصنعا لي مطانيةً وهما صامتان. وبعد أيامٍ قليلةٍ تنيح الأكبرُ وفي ثالثِهِ تنيح الصغيرُ كذلك. ولما كان الآباءُ يجتمعون بالأب مقاريوس كان يأخذهم إلى قلايتهما ويقول: «هلموا بنا نعاين شهادةَ الغرباءِ الصغار

  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 09:37 AM   رقم المشاركة : ( 16 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

كان الأب مقاريوس يقولُ للإخوةِ: «إذا سُرِّحت الكنيسةُ فرُّوا يا إخوةُ فرُّوا». فقال أحدُ الآباءِ: «أيها الأب، إلى أين نفرُّ أكثرَ من هذه البريةِ»؟ فضرب بيدِهِ على فمِهِ وقال: «من هذا فرُّوا».
أتى إلى القديسِ مقاريوس يوماً أحدُ كهنةِ الأصنامِ ساجداً له قائلاً: «من أجلِ محبةِ المسيحِ عمِّدني ورهبني». فتعجب الأبُ من ذلك وقال له: «أخبرني كيف جئتَ إلى المسيحِ بدونِ وعظٍ». فقال له: كان لنا عيدٌ عظيمٌ وقد قُمنا بكلِّ ما يلزمنا. ومازلنا نصلي إلى منتصفِ الليلِ حتى نام الناسُ. وفجأةً رأيتُ داخلَ أحدِ هياكلِ الأصنامِ ملكاً عظيماً جالساً وعلى رأسِهِ تاجٌ جليلٌ وحوله أعوانه الكثيرون. فأقبل إليه واحدٌ من غلمانِهِ فقال له الملكُ: «من أين جئتَ»؟ فأجاب: «من المدينةِ الفلانية». قال: «وأيَّ شيءٍ عملتَ»؟ قال: «ألقيتُ في قلبِ امرأةٍ كلمةً صغيرةً تكلمتْ بها إلى امرأةٍ أخرى لم تستطع احتمالها، فأدى ذلك إلى قيامِ مشاجرةٍ كبيرةٍ بين الرجال، تسبَّب عنها قتلُ كثيرين في يومٍ واحدٍ». فقال الملكُ: «أبعدوه عني لأنه لم يعمل شيئاً». فقدَّموا له واحداً آخر فقال له: «من أين أقبلتَ»؟ قال: «من بلادِ الهندِ». قال: «وماذا عملتَ»؟ أجاب وقال: «دخلتُ داراً فوجدتُ ناراً قد وقعت من يدِ صبيٍ فأحرقت النارُ الدارَ، فوضعتُ في قلبِ شخصٍ أن يتهمَ شخصاً آخر، وشهد عليه كثيرون زُوراً بأنه هو الذي أحرقها». قال: «في أيِّ وقتٍ فعلتَ ذلك». قال: «في نصفِ الليلِ». فقال الملكُ: «أبعدوه عني خارجاً». ثم قدموا إليه ثالثاً. فقال له: «من أين جئتَ»؟ أجاب وقال: «كنتُ في البحرِ وأقمتُ حرباً بين بعضِ الناسِ. فغرقتْ سفنٌ وتطورت إلى حربٍ عظيمةٍ، ثم جئتُ لأخبرَك». فقال الملك: «أبعدوه عني». وقدموا له رابعاً وخامساً، وهكذا أمر بإبعادِهم جميعاً بعد أن يصفَ كلٌّ منهم أنواعَ الشرورِ التي قام بها حتى آخرِ لحظةٍ. إلى أن أقبل إليه أخيراً واحدٌ منهم فقال له: «من أين جئتَ»؟ قال: «من الإسقيط». قال له: «وماذا كنتَ تعملُ هناك»؟ قال: «لقد كنتُ أقاتِلُ راهباً واحداً، ولي اليوم أربعونَ سنةً وقد صرعتُهُ في هذه اللحظةِ وأسقطتُّه في الزنا وجئتُ لأخبرَك». فلما سمع الملكُ ذلك قام منتصباً وقبَّله ونزع التاجَ من على رأسِهِ وألبسه إياه، وأجلسه مكانَه ووقف بين يديه وقال: «حقاً لقد قمتَ بعملٍ عظيمٍ». فلما رأيتُ أنا كلَّ ذلك وقد كنتُ مختبئاً في الهيكلِ قلتُ في نفسي: «مادام الأمرُ كذلك فلا يوجد شيءٌ أعظمَ من الرهبنةِ». وللوقت خرجتُ وجئتُ بين يديك. فلما سمع الأبُ منه هذا الكلامَ عمَّده ورهبنه. وكان في كلِّ حينٍ يَقَصُّ على الإخوةِ أمرَ هذا الرجلِ الذي أصبح بعد ذلك راهباً جليلاً

  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 09:38 AM   رقم المشاركة : ( 17 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

جاء عن القديس مقاريوس أنه كان في وقتٍ ما سائراً في أقصى البريةِ. فأبصر شخصاً هرماً حاملاً حملاً ثقيلاً يُحيطُ بسائرِ جسمِه، وكان ذلك الحملُ عبارةً عن أوعيةٍ كثيرةٍ في كلٍّ منها ريشةٌ، وكان لابساً إياها بدلاً من الثيابِ. فوقف مقابله وجهاً لوجه يتأمَّله. وكان يتظاهر بالخجلِ تظاهُرَ اللصوصِ المحتالين. فقال للبارِّ: «ماذا تعملُ في هذه البريةِ تائهاً وهائماً على وجهِك»؟ فأجابه الأبُ قائلاً: «أنا تائهٌ طالبٌ رحمةَ السيدِ المسيح. ولكني أسألُك أيها الشيخُ باسمِ الربِّ أن تعرِّفني من أنت؟ لأني أرى منظرَك غريباً عن أهلِ هذا العالمِ، كما تُعرِّفني أيضاً ما هي هذه الأوعيةُ المحيطةُ بك؟ وما هو هذا الريشُ أيضاً»؟ وقد كان الثوبُ الذي عليه مثقّباً كلَّه، وفي كل ثقبٍ قارورةٌ. فأقرَّ العدوُ بغيرِ اختيارهِ وقال: «يا مقاريوس، أنا هو الذي يقولون عنه شيطانٌ محتالٌ. أما هذه الأوعيةُ فبواسطتِها أجذبُ الناسَ إلى الخطيةِ، وأقدِّمُ لكلِّ عُضوٍ من أعضائهم ما يوافقه من أنواعِ الخديعةِ. وبريشِ الشهواتِ أُكحِّل من يُطيعُني ويتبعُني. وأُسَرُّ بسقوطِ الذين أغلبهم. فإذا أردتُ أن أُضِلَ من يقرأ نواميسَ اللهِ وشرائعَه، فما عليَّ إلا أن أدهنَه من الوعاءِ الذي على رأسي. ومن أراد أن يسهرَ في الصلواتِ والتسابيح فإني آخذ من الوعاءِ الذي على حاجبي وألطِّخُ عينيه بالريشةِ وأجلِبُ عليه نُعاساً كثيراً وأجذبه إلى النومِ. والأوعيةُ الموجودةُ على مسامعي فهي مُعدةٌ لعصيانِ الأوامرِ وبها أجعلُ من يسمعُ إليَّ لا يُذعن لمن يشيرُ عليه. والتي عند أنفي بها أجتذبُ الشابَّ إلى اللَّذةِ. أما الأوعيةُ الموضوعةُ عند فمي فبواسطتها أجذِبُ النساكَ إلى الأطعمةِ، وبها أجذِبُ الرهبانَ إلى الوقيعةِ والكلامِ القبيحِ. وبذورُ أعمالي كلُّها أوزعُها على من كان عاشقاً، ليعطي أثماراً لائقةً بي. فأبذرُ بذورَ الكبرياءِ، وأغلُّ من كان على ذاتِهِ متكلاً، بالأسلحةِ التي في عنقي. والتي عند صدري فهي مخازن أفكاري ومنها أسقي القلوبَ مما يؤدي إلى سُكر الفكرِ، وأشتِّتُ وأُبعِدُ الأفكارَ الصالحةَ من أذهانِ أولئك الذين يريدون أن يذكروا مستقبلَ حياتِهم الأبدية. أما الأوعيةُ الموجودةُ في جوفي فهي مملوءةٌ من عدم الحسِّ وبها أجعلُ الجهالَ لا يحسون، وأُحسِّن لهم المعيشةَ على نهجِ الوحوشِ والبهائمِ. أما التي تحت بطني من شأنها أن تسوقَ إلى فعلِ سائرِ أنواعِ وضروبِ الزنى والعشقِ واللَّذاتِ القبيحة. والتي على يدي فهي معدةٌ لضروبِ الحسدِ والقتلِ. والمعلقةُ وراء ظهري ومنكبيَّ فهي مملوءةٌ من أنواعِ المحنِ المختصة بي وبها أُقارع الذين يرومون محاربتي، فأنصبُ خلفهم فخاخاً. وأُذِلُّ من كان على قوتهِ متكلاً. والتي على قدمي فهي مملوءةٌ عثراتٍ أُعرقِلُ بها طرقَ المستقيمين. ومن شأني أن أخلطَ في بذورِ فلاحتى صنوفاً من الحسكِ والشوكِ. والذين يحصدون منها يُساقون إلى أن يُنكروا طريقَ الحقِ». وبعد أن قال هذا صار دخاناً واختفى. وأن القديسَ ألقى بنفسِهِ على الأرضِ وابتهل إلى اللهِ بدموعٍ لكي يحاربَ بقوتهِ عن الضعفاءِ سكانِ البريةِ ويحفظهم.
قيل عن القديس مقاريوس إنه كان يوصي تلاميذَه قائلاً: «اهربوا من كلامِ النساءِ المؤدي إلى الهلاكِ». وكان يقول: «احذروا ألا تكون بينكم وبين صبيٍ دالةٌ، لأن الصبيَ إذا رأيتَه صاعداً إلى السماءِ فهو سريعُ السقوطِ. فما عليكم إلا أن تطلبوا من المسيحِ إلهِنا أن يُعينَه
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 09:38 AM   رقم المشاركة : ( 18 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

بلغ الأب مقاريوس عن راهبٍ متوحد داخل البريةِ منذ خمسين عاماً لم يأكل خبزاً قط. وقد كان يقول عن نفسِه إنه قتل ثلاثةَ أعداءٍ: الزنى وحب المال والسُبح الباطل. فمضى الأب مقاريوس إليه، فلما رآه المتوحد فرح كثيراً وكان رجلاً ساذجاً. فسأله الشيخُ عن عزائِهِ وعن أحوالهِ وعن جهادهِ، فقال له: «إنه استراح من قتالِ الزنى وحبِّ المال والسُبحِ الباطل». قال له الأب: «لي بعضُ أسئلةٍ أريدُ أن أوجهها إليك فأجبني عنها، وهي: إذا اتفق لك أن عثرتَ على ذهبٍ ملقى وسط حجارةٍ فهل يمكنك أن تميزَ الذهبَ من الحجارةِ»؟ قال: «نعم، ولكني أتغلبُ على فكري فلا يميلُ إلى أخذ شيءٍ منه». قال: «حسناً. وإذا رأيتَ امرأةً جميلةً أيمكنك ألا تفكرَ فيها أنها امرأةٌ»؟ قال: «لا، لكني أُمسكُ فكري ألا يشتهيها». قال: «مباركٌ. وإن سمعتَ أن أخاً يحبُّك ويمجدُك وعن آخرِ يبغضُك ويشتمُك، واتفق أن حضر إليك الاثنان، أيكونا أمامك في منزلةٍ واحدةٍ»؟ قال: «لا. لكني أُمسكُ أفكاري فلا أكافئه حسب أعمالهِ وأقوالهِ وشتيمتهِ، بل أُظهرُ له المحبةَ». أخيراً قال له الأب مقاريوس: «اغفر لي يا أبي فإنك حسناً جاهدتَ وقاتلتَ وصبرتَ من أجلِ المسيحِ، لكن أوجاعَك ما ماتت بعد، بل ما زالت حيةً لكنها مربوطةٌ. فتُب واستغفر اللهَ، ولا تَعُد إلى ما كنتَ تصفُ به نفسَك لئلا تثورَ عليك الأوجاعُ بالأكثرِ». فلما سمع المتوحدُ ذلك الكلامَ انتبه من غفلتِهِ وسجد بين يدي الشيخ قائلاً: «اغفر لي يا أبي، فلقد داويتَ جراحَ جهلي بمراهمِ وعظِك الصالح
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 09:39 AM   رقم المشاركة : ( 19 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قيل عن الأب مقاريوس مرة إنه مضى إلى البهلس ليقطع خوصاً، فأتاه الشيطانُ وأخذ منه المِنجلَ وهمَّ ليضربه به. أما هو فلم يفزع بل قال له: «إن كان السيدُ المسيح قد أعطاك سلطاناً عليِّ فها أنا مستعدٌ لأن تقتلَني»؛ فانهزم الشيطانُ وانصرف عنه هارباً

  رد مع اقتباس
قديم 18 - 10 - 2017, 09:39 AM   رقم المشاركة : ( 20 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قيل عن الأب مقاريوس إنه كان يوصي تلاميذَه بأن لا يقتنوا مقتنياتٍ البتة. فقد كان يخاطبهم بقوله: «إن الراهبَ له جبة مع أنه لا يساوي عند نفسِه جبة». وكان يقول أيضاً: «إن محبي المسيح الذين أرادوه قد تركوا نعيمَ الدنيا ولذَّاتها. وصارت منزلةُ العالمِ عندهم كمنزلةِ العُوَيْد الصغير، فلم يتألموا على فقدِ شيءٍ منه. إن الإنسانَ الذي يأسف على فقدان شيءٍ منه فليس بكاملٍ بعد. فإن كنا قد أُمرنا أن نرفضَ أنفسَنا وأجسادَنا فكم بالحري المقتنيات. إن الشياطين تحترقُ بهذه الفضيلةِ وأمثالها عندما يرون إنساناً غيَر ملتفتٍ إلى الأشياءِ وليس بمتأسفٍ عليها إذا فقدها، لا سيما إذا علموا أنه يمشي على الأرضِ بغيرِ هوىً أرضي. إن نيَّاتِ الناسِ مختلفةٌ حتى أنه يمكن لإنسانٍ بنيةٍ نشيطةٍ وحارةٍ أن يتقدمَ في ساعةٍ واحدةٍ ما لا يمكن لغيرهِ أن يتقدَّمه في خمسين سنةً إذا كانت نيَّتهُ متوانيةً. والشياطينُ إذا رأوْا إنساناً قد شُتم أو أُهين أو خسر شيئاً ولم يغتم، بل احتمل بصبرٍ وجَلَدٍ فإنها ترتاع منه، لأنها تعتقد وتعلم بأنه قد سلك في طريقِ اللهِ».

  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
زهور من بستان - كتاب بستان الرهبان
كتاب بستان الرهبان
كتاب بستان الرهبان
كتاب بستان الرهبان
الرهبنة .. كتاب بستان الرهبان


الساعة الآن 12:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024