خواطر كاهن

[walaa farouk]

كم كان قاسيًا علينا كلنا أن نضطر أن يصدر القرار بإقتصار الصلوات على القداسات الإلهية فقط ، للآباء الكهنة وحدهم وعدد قليل جدًا من الشمامسة ، قرارُ
ألزمتنا الظروف الراهنة إليه مع إنتشار وبأ ( كورونا ) عالميًا ، الأمر الذى يهدد الإنسان والإقتصاد العالمى وينبيء بآثار ومضاعفات وخيمة ..

القرار صدر حرصًا من الكنيسة على صحة أبنائها وبناتها ، وبناءً على توصيات الجهات الحكومية والصحية التى تقضى بمنع التجمعات ، وكان على الكنيسة أن تظهر روح التعاون مع الدولة حسب الوصية الإنجيلية ( تى ٣ : ١ ) ، وتعمل ما هو للصالح العام ..

القرار الذى شمل عددًا من كنائس إبروشياتنا بالمهجر أصاب الكثيرين بالألم والحزن خاصة والكنيسة تحتفل بأيام الصوم المقدس وتقترب بنا إلى فترة الأعياد التى ننتظرها بفارغ صبر كل عام ، وكم نقدر مشاعر أبناء الكنيسة ونحترم تعلقهم الروحى ومحبتهم للكنيسة وخدماتها ..

اليوم ، صليت القداس الإلهى - فقط - مع إثنين من الشمامسة الأفاضل ، وشعرت فعلًا بالألم أن تكون الكنيسة خالية من شعبها المحبوب ( وإن كنت أؤمن يقينًا أنها عامرة بالقديسين والملائكة )
، وصليت أوشية الإجتماعات ولاول مرة أشعر بعمق ومعنى آخر لكلماتها :

( إعطها أن تكون لنا بغير مانع ولا عائق ، نصنعها كإرادتك المقدسة ... ) ،

ورفعت قلبى أن يقصر الله الأيام ويرفع الوبأ والخطر عن العالم ..

والآن أحبائى ، إسمحوا لى أن أشارككم بعض أفكارى التى رفعتها مع صلوات قداس هذا اليوم :

+ لابد أن نفكر إيجابيًا فى مثل هذه الظروف
، التى أظنها غير مسبوقة على الأقل فى عصرنا الحديث ، ولا نضطرب خاصة أنها فترة محدودة ، نصلى أن تكون قصيرة ولا تستمر طويلًا ..

+ لابد أن نأخذها كرسالة مقدسة من يد الله الذى سمح بها
، ونهتم بصلواتنا الخاصة فى المخدع
، لقد إكتفينا بتواجدنا ( روتينيًا ) فى الكنائس وأهملنا المذبح العائلى ، وعلينا أن نراجع أنفسنا فى هذا الأمر ونعترف بتقصيرنا الآن
، وقد أجبرنا على التواجد بالمنزل ، ونستغل الفرصة ..

+ لابد أن نعيد النظر فى أمر الإجتماعيات والأنشطة الإجتماعية فى كنيستنا ، والتى ألهتنا بعيدًا عن الإهتمام بعلاقتنا مع اولادنا وبناتنا فى الأسرة الواحدة ، فرصة تواجدنا مدد أطول داخل منازلنا بسبب الظروف الحالية هو أمر يمكن أن يكون إيجابيًا جدًا ، وتكون فرصة مباركة من الله أن نصلح أمورنا الأسرية ..

+ حرماننا - مجبرين - الآن من التواجد بالكنيسة
والقداسات ( مع ما له من ألم ) ، هو فرصة مباركة أن نفهم قيمة هذه الكنيسة ونقدرها بعد أن كنا نتعامل مع الأمر Just for granted ،
كحق نأخذه بسهولة ، ونعيد النظر فى الحال المذرى الذى وصلنا إليه مؤخرًا ، أعنى عدم إحترام الكنيسة
، وغياب روح الخشوع داخلها كبيت الله ،
وعدم إلتزامنا بالمواعيد
، وغيرها من الممارسات السلبية التى لا تليق ببيت ربنا ..

الله قادر أن يخرج من الجافى حلاوة ،
وأن يحول الأمور كلها إلى كل خير لخلاصنا وفرحنا ونجاحنا الروحى .. نصلى أن يقصر الأيام الصعبة ، ويفرح قلوبنا كلنا ببيت ربنا الذى يزداد غلاوة الآن فى قلوبنا ، أكثر من أى وقت آخر .. أمين

( الصورة لباب كنيسة القيامة المغلقة بسبب الظروف المؤلمة
.. رب القيامة يفتح فى وجوهنا أبواب الكنائس ، ولكل المؤمنين .. آمين ) ..
ابونا بسنتي جرجس ♥️

[Mary Naeem]

رب القيامة يفتح فى وجوهنا أبواب الكنائس ، ولكل المؤمنين .. آمين

مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك

[walaa farouk]

ميرسى على مرورك الغالى