منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 09 - 2018, 04:31 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

الحرية والمعرفة والحديث الروحي
الحرية والمعرفة والحديث الروحي





أولاً: الحريــــــــــة
رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ، ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ؛ فَاثْبُتُوا إِذاً فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضاً بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ؛ وَلَكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ - نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ - وَثَبَتَ، وَصَارَ لَيْسَ سَامِعاً نَاسِياً بَلْ عَامِلاً بِالْكَلِمَةِ، فَهَذَا يَكُونُ مَغْبُوطاً فِي عَمَلِهِ. (لوقا 4: 18؛ غلاطية 5: 1؛ يعقوب 1: 25)
أن ربطنا عصفوراً بخيط طويل، فأن حريته تكون محدودة في إطار طول الخيط، فعلى قدر طول الخيط على قدر ما يأخذ العصفور حريته لكنه يصير غير قادر على الطيران فيما هو أبعد من ذلك الخيط، بل حينما يحاول أن يطير بقوة فأن رد الفعل الحادث هو وقوعه فجأة، وقد ينهي هذا الوقوع على حياته، وهكذا الإنسان أيضاً قد يظن أنه حُراً بمجرد أنه تحرر من بعض الأشياء التي كانت تقيده، أو حتى حينما يحصل على مجال لحريته من بعض الخطايا والاحتياجات الشخصية لكنه يظل مقيداً بشيء يجذبه للخلف أو يجعله يقف عند حافة حريته المحصورة في حدود معينة، لأن أي قيد يقيد الإنسان فهو معطل أكيد لحريته الحقيقية [لأن ما انغلب منه أحد فهو له مستعبد أيضاً – 2بطرس 2: 19]
لذلك نرى أنه حين خاطب المسيح اليهود الذين آمنوا به
قال لهم أن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً، وقد ثاروا عليه بسبب ذلك لأنهم ينظرون أنهم أبناء إبراهيم (من جهة الجسد) وغير مستعبدين لأحد، مع أن أجابهم يسوع: [الحق، الحق، أقول لكم، ان كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية] (يوحنا 8: 34)، لذلك أكد على أنه هو المُحرر الحقيقي للإنسان، لأنه يفك النفس من قيد الخطايا ويُقيمها خليقة جديدة كما أقام لعازر من موته، وحرر الخطاة والأثمة، لذلك حينما يدخل الإنسان في الحرية الحقيقية، حرية العهد الجديد، يجد أن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع يُحرره من ناموس الخطية والموت، فأن لسان حاله يقول عن خبرة حقيقية: [وقفت على قمة هذا العالم عندما أحسست في نفسي إني لا أُريد شيئاً منه ولا أشتهي شيئاً فيه]، وذلك لأن كل ما في العالم شهوة عيون، شهوة جسد، تعظم معيشة، وهذه ليست من الآب بل من العالم، والعالم يمضي وشهوته تزول، اما من يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد.
عزيزي القارئ ينبغي أن تنتبه وتعرف ما هي الحرية،
الحرية هي إرادة النفس العاقلة المستنيرة المُهيأة للتحرك إلى ما تُريد بكامل وعيها وإدراكها الداخلي، ولا شيء يُقيدها ليشدها للوراء ويجعلها تحيد عن هدفها التي تسعى إليه بكل طاقتها، فيمنعها عن المسير في طريقها التي اختارته، إذ يكون هدفها واضح أمام عينيها وحاضر دائماً، وقد حسبت نفقة الطريق التي تسير فيه، وأصرَّت على انها تجتازه مهما ما كان فيه من صِعاب أو خُسارة[1]، لأن لها رؤية نافذة للحق المُعلن والواضح أمامها كشمس النهار المُنير الذي لا يتعثر فيه أحد، وهذا يختلف عن ظلام الليل البهيم الذي كل من يسير فيه يتخبط، لأنه لا بُدَّ من أن تتعثر خطواته لأنه لا يستطيع ان يُبصر فيرى كل ما هو حوله، بل يحتاج لآخر لكي يقوده.
v فتتلمس (فَتَتَحَسَّسُونَ طُرُقَكُمْ) في الظهر كما يتلمس الأعمى في الظلام ولا تنجح في طرقك بل لا تكون إلا مظلوماً مغصوباً كل الأيام وليس مُخلِّص. (تثنية 28: 29)
v وضرب لهم مثلاً: هل يقدر أعمى أن يقود أعمى! أما يسقط الاثنان في حفرة؛ اتركوهم هم عميان قادة عميان، وأن كان أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة؛ أيها الفريسي الأعمى نقِ أولاً داخل الكأس والصحفة لكي يكون خارجهما أيضاً نقياً؛ قد أعمى عيونهم وأغلظ قلوبهم لئلا يبصروا بعيونهم ويشعروا بقلوبهم ويرجعوا فأشفيهم. (لوقا 6: 39؛ متى 15: 14؛ 23: 26؛ يوحنا 12: 40)
v لأنك تقول إني أنا غني وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء، ولست تعلَّم إنك أنت الشقي والبئس وفقير وأعمى وعُريان. (رؤيا 3: 17)
وهكذا النفس التي حررها الابن الوحيد[2] [عالمين هذا ان إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد أيضاً للخطية (رومية 6: 6)]، وأنار ذهنها وفتح بصيرتها على الحق[3]، فصار الهدف أمامها واضح في نور إشراق وجهه[4]، لذلك فأنها لا تتخبط في ليل عدم الإدراك ولا تشويش رؤية الهدف، بل تسير في النور بخطوات ثابتة لا تتراجع فيها للوراء: فسيروا ما دام لكم النور لئلا يُدرككم الظلام، والذي يسير في الظلام لا يعلم إلى أين يذهب.
(يوحنا 12: 35)
لذلك فأن طريق الحياة في المسيح يسوع لا يضل فيها أحد أبداً،
حتى ولو لم يكن لهُ المعرفة الكاملة أو حتى معرفة الكتب عنده ناقصة، أو كان مبتدئ مثل طفلٍ صغير رضيع لا يزال يجهل الكثير: [وَتَكُونُ هُنَاكَ طَرِيقٌ تُدْعَى طَرِيقَ الْقَدَاسَةِ، لاَ يَسْلُكُ فِيهَا مَنْ هُوَ دَنِسٌ، إِنَّمَا تَكُونُ مِنْ نَصِيبِ السَّالِكِينَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ، وَلاَ يَضِلُّ فِيهَا حَتَّى الْجُهَّالُ] (أشعياء 35: 8)
لأن طريق الحياة بطبيعته مُنير بنور اللوغوس حمل الله وحيد الآب:
v ثم كلمهم يسوع أيضاً قائلاً: "أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة". (يوحنا 8: 12)
والنفس التي دخلت في حرية مجد أولاد الله، وانفكت كل قيودها بقوة مسيح القيامة والحياة[5]، فأنه – بالضرورة – صار لها غرض وهدف واحد هو أن تستكمل المسيرة[6] في طريق الحق والحياة إلى النهاية للموت[7] لأنها ارتبطت مع الله بعهد جديد[8] لا ينحل بكونه قائم على دم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح[9]، وبذلك تحيا مُتجهة نحو الحياة الأبدية غير مكترثة بالمعوقات والضيقات والآلام والضعفات، وجميع أنواع الشدائد والأوجاع، لأن إيمانها ثابت في من معها بكونه أعظم وأقوى ممن هم عليها، لأن سندها هو القائد المُزيل العوائق ومُمهد الطريق، لأنه يرفع النفس بجناحي الروح الوديع الهادئ الذي هو سند النفس ومُعينها الحقيقي.
v أزرعوا لأنفسكم بالبرّ، احصدوا بحسب الصلاح، احرثوا لأنفسكم حرثاً، فأنه وقت لطلب الرب حتى يأتي ويُعلمكم البرّ؛ وأما المُعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يُعلمكم كل شيء ويُذكركم بكل ما قلته لكم؛ وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم إلى أن يُعلمكم أحد، بل كما تُعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء وهي حق وليست كذباً، كما علمتكم تثبتون فيه؛ لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم. (هوشع 10: 12؛ يوحنا 14: 26؛ متى 10: 20؛ 1يوحنا 2: 27)
v لا تخف البتة مما أنت عتيد أن تتألم به، هوذا إبليس مُزمع أن يُلقي بعضاً منكم في السجن، لكي تُجربوا، ويكون لكم ضيق عشرة أيام، كن أميناً إلى الموت فسأُعطيك إكليل الحياة. (رؤيا 2: 10)
وعلامة حُرية النفس الظاهرة هي:
سعيها الدائم للكمال[10] الموضوع أمامها – حسب المثال الحي الإنجيلي للخلاص (أي شخص المسيح الذي كان ينموا في القامة والنعمة عند الله والناس) – لكي يُثمر زرع الكلمة فيها[11]، فالروح الذي فيها يحثها على أن تخضع بحريتها لوصية المسيح بحُبٍ كثير[12]، فتتخلى عن امتلاك نفسها والتفكير المنحصر في ذاتها، حتى تتغير باستمرار ودوام بالموت والقيامة[13]، بخلع جسم الخطايا ولبس المسيح الرب (حسب عمل النعمة فيها)، وتستمر تسعى أن تكون على مثال من صالحنا بالمحبة، فتلتصق بالرب الصالح وحده فيُباد بصلاحه ذِكر الشرور الذي يُعكر صفو فكر النفس النقي ويعوقها عن المسيرة الروحانية حسب تدبير الخلاص المُعلن بالروح القدس في الإنجيل[14].
قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور؛ البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيراً للجسد لأجل الشهوات؛ أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور، وتتجددوا بروح ذهنكم. وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البرّ وقداسة الحق؛ وأنتم مملوئون فيه، الذي هو رأس كل رياسة وسلطان، وبه أيضاً خُتنتم خِتاناً غير مصنوع بيدٍ بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح، مدفونين معه في المعمودية التي فيها أُقمتم أيضاً معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات، وإذ كنتم أمواتاً في الخطايا وغلف جسدكم أحياكم معهُ مُسامحاً لكم بجميع الخطايا. (رومية 13: 12، 14؛ أفسس 4: 22 – 24؛ كولوسي 2: 10 – 13)
___________________________
[1] قبلتم سلب أموالكم بفرح، عالمين في أنفسكم أن لكم مالاً أفضل في السماوات وباقياً (عبرانيين 10: 34)
[2] وتعرفون الحق والحق يحرركم؛ فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون احراراً (يوحنا 8: 32 و36)
[3] حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب (لوقا 24: 45)
[4] لأن الله الذي قال أن يُشرق نور من ظلمة، هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح (2كورنثوس 4: 6)
[5] لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت (رومية 8: 2)
[6] أيها الإخوة أنا لستُ أحسب نفسي إني قد أدركت ولكني أفعل شيئاً واحداً: إذ أنا أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قُدام (فيلبي 3: 13)
[7] حقق ما نطقت به وكن أميناً معه فتنال في كل حين بغيتك (سيراخ 29: 3)
[8] قد أتيتم إلى جبل صهيون، وإلى مدينة الله الحي أورشليم السماوية، وإلى ربوات هم محفل ملائكة، وكنيسة أبكار مكتوبين في السماوات، وإلى الله ديان الجميع وإلى أرواح أبرار مُكملين. وإلى وسيط العهد الجديد يسوع، وإلى دم رش يتكلم أفضل من هابيل (عبرانيين 12: 22 - 24)
[9] (1بطرس 1: 19)
[10] لذلك ونحن تاركون كلام بداءة المسيح لنتقدم إلى الكمال (عبرانيين 6: 1)
[11] لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شرّ، فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تُخلِّص نفوسكم (يعقوب 1: 21)
[12] أن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً (يوحنا 14: 23)
[13] مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ، فما أحياهُ الآن في الجسد، فإنما أحياهُ في الإيمان، إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي (غلاطية 2: 20)
[14] بالطبع لا بد من ان نعي ونُدرك أن ليس معنى ذلك ستصير النفس معصومة ولن تتعرض للسقوط ابداً، لأن طالما نحن في الجسد فما نزال تحت ضعف، ومعرضين للسقوط دائماً، لكن الكلام القصد منه أن النفس وهي مع المسيح الرب لا تسقط بسهولة كما كانت، وحياة الشر ليس لها فيها راحة، فلا تحب الشرّ أو تسعى إليه، بل تنفر منه وتهرب وتحب الوصية وتلتصق بالله الحي وتُقيم شركة مع الكنيسة الحية بالمسيح الرب.
رد مع اقتباس
قديم 18 - 09 - 2018, 04:31 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الحرية والمعرفة والحديث الروحي

ثانياً: المعرفــــــــــة



المعرفة الروحية الحقيقية حسب القصد الإلهي وتدبير الخلاص،



لا تأتي للنفس إلا بالاستنارة أولاً والدخول في الحرية الحقيقية على المستوى العملي بعتق النفس فعلياً وفكها من كل شبه قيد، لأن طالما النفس مقيدة بقيود الذهن المُظلم، فأنها تسير في ليل عدم الفهم الروحاني، وبالتالي لا تستطيع ان تعبد الله عبادة حقيقية مقبولة، لأنه كيف لإنسان يحيا في الظلمة يرى ويبصر وينظر أي شيء، لأن النفس المُعتمة بليل ظلمة هذا الدهر كيف ترى وتنظر إنجيل نور المسيح الذي هو صورة الله، فتنطبع ملامحه فيها وتتغير إليه، فتصير شبهه وتحيا به، ويصير الإنجيل له طعم خاص تتذوقه سراً في داخلها بالروح والحق، لأنها في تلك الساعة (وقت استنارتها) تعيش سرّ الإنجيل، وتصير هي نفسها إنجيل الله المقروء من جميع الناس.
v الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تُضيء لهم أناره إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله. (2كورنثوس 4: 4)



فالنفس التي لم تنظر بهاء نور الابن الوحيد ولم ينفتح ذهنها على الحق الإلهي بالروح



ولم تدخل بعد في سرّ حُرية مجد أولاد الله في المسيح يسوع، فأنها لا تقدر حقاً أن تُميز الأمور المتخالفة بمقارنة الروحيات بالروحيات مهما ما كان لديها من معرفة موسوعية علمية وأكاديمية، بل وعقائدية سليمة وصحيحة تمام الصحة، حتى ولو كان عندها حرية إنسانية طبيعية وانفتاح فكري ووعي إنساني عالي، فبكونها ما زالت تتبع الحس الإنساني حسب الإنسان الطبيعي، فدائماً تحكم في الأمور من خلال الجسديات والحسيات، بل وأيضاً أحياناً كثيرة تحكم بما تصدقه من غيبيات حسب فكر الناس أو ما تربت عليه من أفكار وعادات، أو حتى صار لها إمكانيات فكرية واسعة.
لأنها في النهاية ستُقارن الروحيات وتشرحها في حدود إمكانيتها وذكائها الخاص بمعزل عن الله الحي،



وتظن أنها في قمة الروحيات وتُدافع عن الحق التي تغضب لأجله حتى تهتاج على الناس وتود أن تمحوهم من أمامها لأنها تغير غيرة الله كما ترى (أي حسب الرؤية الشخصية)، أو أحياناً تنطوي على ذاتها وتحيا في معزل عن الآخرين ولا تقدر أن تصنع شركة معهم، بل ولا تُريدها من الأساس، لأنها تشعر – في ذاتها وتفردها – أنها مكتفيه ولا تُريد أن تُقيم علاقة مع المتخلف فكراً عنها، مع أن في الواقع الروحي هي تعمل في اتجاه مُخالف ومُغاير تماماً للحق، لأنها تحيا في معزل عن النور وتسلك في ظلام الليل الذي لا يقدر أحد فيه أن يُميز الطريق الصحيح من الباطل، لذلك فأنها – بالضرورة في تلك الحالة – لا تستطيع أن تُميز قصد الله من قصد الناس، ولا فكر المسيح الرب من الفكر الفلسفي الخاص.
فانتبهوا جداً أيها القراء الأعزاء،



لأن في المعرفة الإلهية الحقيقية نور خاص مُشرق بالحرية ببهاء المجد الإلهي الفائق والمُفرح للنفس جداً، إذ أن عمل المعرفة هنا هو نقل الإنسان من المنظور الحسي للغير منظور الفائق حس الإنسان الطبيعي، أي السماوي الذي يفوق كل إمكانيات الإنسان المولود من الجسد.
ففي المعرفة الإلهية نور يُميز ويفصل بدقة شديدة ما بين الخير حسب الله والخير المشوش الممزوج فيه سم الحية،



أو الخير الذي حسب الإنسان الطبيعي وهو في اسمى صوره، لأن الذهن المستنير بالنور الإلهي يلتصق بالصلاح التصاقاً وينجذب للمحبة الإلهية جذباً، تلك المحبة التي تقوده وحدها في طريق العدل الإلهي بغيرة التقوى، فيدخل مع أعضاء المسيح الرب في شركة حقيقية إذ يصير من عائلة الله وأهل بيته فينمو في استنارة المعرفة الإلهية التي لا حد لها.
وكلما يتعمق يعشق أن يُنادي على الجميع بقوة الحب المنسكب في قلبه بالروح القدس



لكي يأتوا لمسيح القيامة والحياة، مسيح الحرية، ليشاركوه هذا المجد الفائق باستنارة المعرفة الحقيقية، لأنه لا يقدر أحد على أن ينعزل وحده ولا يسعى لشركة الآخرين في النور وحياة القداسة، لأن سرّ المسيح يظهر في الوحدة الحقيقية، لأن إرادة الله ومشيئته هو أن يكون الجميع واحداً فيه؛ فعلامة من دخل في استنارة المعرفة الحقيقية هو شوقه ولهفته أن يُجمع لا أن يُفرق، أن يضم لا أن يحرم، أن يُقرَّب لا أن يبعد، أن يُشارك لا أن يعزل[1].
v كُفَّ يَا ابْنِي عَنِ الإِصْغَاءِ إِلَى التَّعْلِيمِ الَّذِي يُضِلُّكَ عَنْ كَلِمَاتِ الْمَعْرِفَةِ؛ رَأْسُ الْحِكْمَةَ مَخَافَةَ الرَّبِّ، والفهم صالح لكل من يعمل به وتقوى الله هي بدء الفهم؛ مَعَ أَنَّ الذَّهَبَ مَوْجُودٌ واللآلئ كَثِيرَةٌ، فَإِنَّ الشِّفَاهَ النَّاطِقَةَ بِالْمَعْرِفَةِ جَوْهَرَةٌ نَادِرَةٌ؛ الحكمة تسكب المعرفة وعلم الفطنة، وتُعلي مجد الذين يملكونها. (أمثال 19: 27؛ 1: 7؛ 20: 15؛ سيراخ 1: 24)



v وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله. (أفسس 3: 19)



v كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة. اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية، هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة. ولهذا عينه وأنتم باذلون كل اجتهاد قدموا في إيمانكم فضيلة، وفي الفضيلة معرفة، وفي المعرفة تعففاً، وفي التعفف صبراً، وفي الصبر تقوى. وفي التقوى مودة أخوية، وفي المودة الأخوية محبة[2]. لأن هذه إذا كانت فيكم وكثرت تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح. لأن الذي ليس عنده هذه هو أعمى قصير البصر، قد نسي تطهير خطاياه السالفة. لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين، لأنكم إذا فعلتم ذلك لن تزلوا أبداً. لأنه هكذا يقدم لكم بسعة دخول إلى ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الأبدي. (2بطرس 1: 3 – 11)


_____________________________
[1] ويلٌ لكم أيها الناموسيون لأنكم أخذتم مفتاح المعرفة، ما دخلتم أنتم والداخلون منعتموهم (لوقا 11: 52)
[2] عَلَيْكُمْ أَنْ تَبْذُلُوا كُلَّ اجْتِهَادٍ وَنَشَاطٍ فِي مُمَارَسَةِ إِيمَانِكُمْ حَتَّى يُؤَدِّيَ بِكُمْ إِلَى الْفَضِيلَةِ، وَاقْرِنُوا الْفَضِيلَةَ بِالتَّقَدُّمِ فِي الْمَعْرِفَةِ، وَالْمَعْرِفَةَ بِضَبْطِ النَّفْسِ، وَضَبْطَ النَّفْسِ بِالصَّبْرِ، وَالصَّبْرَ بِالتَّقْوَى، وَالتَّقْوَى بِالْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ، وَالْمَوَدَّةَ الأَخَوِيَّةَ بِالْمَحَبَّةِ – ترجمة تفسيرية
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 09 - 2018, 04:33 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الحرية والمعرفة والحديث الروحي

ثالثاً: الحديث الروحي
v وأما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية. (يوحنا 16: 13)
v هَكَذَا تَكَلَّمُوا وَهَكَذَا افْعَلُوا كَعَتِيدِينَ أَنْ تُحَاكَمُوا بِنَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ؛ كَأَحْرَارٍ، وَلَيْسَ كَالَّذِينَ الْحُرِّيَّةُ عِنْدَهُمْ سُتْرَةٌ لِلشَّرِّ، بَلْ كَعَبِيدِ اللهِ. (1بطرس 2: 16؛ يعقوب 2: 12)
النفس التي تحررت بحرية المسيح وأُعتقت من الموت،
واستنار ذهنها ودخلت في سرّ المعرفة الروحية فأنها – حسب نعمة الله – تتكلم بلسان سماوي، فتنطلق تتحدث الأحاديث الروحية الشيقة المفرحة للقلب بلغة الخلاص الثمين وشفاء النفس وسلامها، لأن هذا الحديث يأتي دائماً من عند الله بفعل سلطان المحبة، لذلك يكون لهيب للقلب يضرم ويشعل ويُأصل فيه محبة الله، ويكون أيضاً مُشبعاً للعقل جداً ويقود للاستنارة أيضاً بشكل متزايد[1].
v الكلام الحسن شهد عسل، حلو للنفس، وشفاء للعظام؛ لا تمتنع من الكلام في وقت الخلاص ولا تكتم حكمتك إذا جَمُل إبداؤها. (أمثال 16: 24؛ سيراخ 4: 28)
والحديث الروحي الذي على هذا المستوى
يحفظ النفس في مأمن من المجد الباطل والكبرياء المُدمر لكل قواها الروحية، لأنه ينبع من الشعور الروحي العميق بالنور المُشرق المتغلغل فيها من وجه الله الذي يجعلها تستغنى تماماً عن إكرام الناس ومدحهم أو تشجعهم ولا حتى تهتم بإحباطاتهم أيضاً، بل ولا تكترث حتى بذمهم أو رفضهم أو اضطهادهم، لأن نور الله المُحيط بالنفس يحفظ الفكر في عتق وحرية من أي تصورات تختص بما في العالم من شهوة جسد أو تعظم معيشة أو شهوة عيون أو مكانة مرموقة أو كرسي العظمة الزائل أو حتى سلام في العالم أو راحة أو حتى قلق أو اضطراب، إذ أنه يحول كل شيء لمحبة الله التي لها سلطان على النفس حتى أنها تجعلها تغلب وتفوز في النهاية: وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتى الموت. (رؤيا 12: 11)
أما من يُبادر ويتكلم بالأحاديث الروحانية بكثرة الكلام (والثرثرة) بدون استنارة ولا حرية[2]،
فهو مثل الفقير المُعدم الذي يحاول أن يُعين الفقراء على معيشتهم بما لديه من رصيد وهمي يتخيله في فكره، أو مثل الولد الصغير الذي لم يجتاز المرحلة التمهيدية في التعليم، ويذهب لكي يقف مكان المُعلمين في الفصول المتقدمة ليقدم ما عنده من علم ومعرفة، أو مثل الذي يتحدث عن الحرية والعدالة الاجتماعية واعداً أن يحرر العبيد والمُذلين وهو أصلاً هربان كعبد لم يستطع أن يعتق نفسه، وما زال مُقيداً بالخوف، لأن ماضيه يُطارده ومعرض أن يجده سيده المستعبد لهُ.
v يعلم الرب أن ينقذ الأتقياء من التجربة ويحفظ الأثمة إلى يوم الدين مُعاقبين. ولا سيما الذين يذهبون وراء الجسد في شهوة النجاسة ويستهينون بالسيادة[3]، جسورون، معجبون بأنفسهم، لا يرتعبون أن يفتروا على ذوي الأمجاد. حيث ملائكة وهم أعظم قوة وقدرة لا يقدمون عليهم لدى الرب حكم افتراء. أما هؤلاء فكحيوانات غير ناطقة طبيعية، مولودة للصيد والهلاك، يفترون على ما يجهلون، فسيهلكون في فسادهم. آخذين أُجرة الإثم، الذين يحسبون تنعم يوم لذة أدناس وعيوب، يتنعمون في غرورهم، صانعين ولائم معكم. لهم عيون مملوءة فسقاً، لا تكف عن الخطية، خادعون النفوس غير الثابتة، لهم قلب متدرب في الطمع، أولاد اللعنة. قد تركوا الطريق المستقيم، فضلُّوا، تابعين طريق بلعام بن بصور الذي أحب أُجرة الإثم، ولكنه حصل على توبيخ تعديه، إذ منع حماقة النبي حمار أعجم ناطقاً بصوت إنسان. هؤلاء هم آبار بلا ماء، غيوم يسوقها النوء، الذين قد حفظ لهم قتام الظلام الى الأبد، لأنهم إذ ينطقون بعظائم البطل يخدعون بشهوات الجسد في الدعارة من هرب قليلاً من الذين يسيرون في الضلال[4]. واعدين إياهم بالحرية وهم أنفسهم عبيد الفساد، لأن ما انغلب منه أحد فهو له مستعبد أيضاً[5]. لأنه إذا كانوا بعدما هربوا من نجاسات العالم بمعرفة الرب والمُخلِّص يسوع المسيح يرتبكون أيضاً فيها فينغلبون، فقد صارت لهم الأواخر أشرّ من الأوائل. لأنه كان خيراً لهم لو لم يعرفوا طريق البرّ من أنهم بعدما عرفوا يرتدون عن الوصية المقدسة المُسلَّمة لهم. قد أصابهم ما في المثل الصادق: كلب قد عاد الى قيئه وخنزيرة مغتسلة إلى مراغة الحمأة. (2بطرس 2: 9 – 22)
فما أعجز الفكر الذي يتفلسف خارج الله في أمور الله،
لأن حديث كلام الحكمة الإنسانية المُقنع يدفع النفس لطلب مجد الناس حتى ينفلتوا من حرية المسيح، لأن فلسفة الفكر الإنساني لا يستطيع أن يوفر الخبرة الواقعية المحسوسة بحياة الشركة مع الله والقديسين في النور بالإيمان العامل بالمحبة، وذلك لأن هناك فلس حقيقي من نعمة الله، وتغرُّب عن جسد المسيح الحي، ولا وجود للحكمة والمعرفة كموهبة الروح القدس (كفيض منه)، وبالتالي لا يوجد مأمن من أن يسقط الإنسان بسهولة في الكبرياء والعجرفة والتعالي على الآخرين والافتخار الداخلي بالمعرفة والفهم، الذي يؤدي بدوره لرفض كل من لا يتبع فكره أو رأيه بكل تعنت وسخط وتحزب، وهذه هي خطورة الأحاديث الروحانية التي بلا استنارة ولا خبرة شركة حقيقية مع الله.
v من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه، وأما من يطلب مجد الذي أرسله فهو صادق وليس فيه ظلم. (يوحنا 7: 18)
v يا أولاد الأفاعي كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار، فأنه من فضلة القلب يتكلم الفم؛ الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح، والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يُخرج الشرّ، فأنه من فضلة القلب يتكلم فمه. (متى 12: 34؛ لوقا 6: 45)
v فأنه يوجد كثيرون متمردين يتكلمون بالباطل ويخدعون العقول. (تيطس 1: 10)
v هم من العالم، من أجل ذلك يتكلمون من العالم والعالم يسمع لهم. (1يوحنا 4: 5)
ومن خطورة الفلسفة التي للأسف تأصلت في الخدمة التي ليست من الله – هذه التي صارت الآن في هذه الأيام الأخيرة الصعبة – أنها عِبارة عن لغو كلام باطل يحمل في باطنها الموت[6]، إذ أن فلسفتها هي قبول الخطية تحت مبدأ أنها حالة نفس طبيعية، وبما أنها طبيعية فليس لها علاج، ولا خلاص أو شفاء منها، والحل المُقدَّم في مثل تلك الحالات، هو قبول الشخصية كما هي والتعايش مع الخطية وقبول الوضع المُشين على أساس أنه وضع طبيعي لازم وضروري الكل يقبله وواجب على المجتمعات الكبرى والدول العُظمى أن تقننه[7] حتى تُلاحقها المجتمعات الصغرى والدول النامية، وأن بهذه الطريقة تأتي الحُرية الحقيقية حسب رأي فكرهم الباطل، وبذلك يوعدون الناس بالحرية مع أنها في حقيقتها تورط في حياة الفساد وقيود الموت والحياة بالمذلة، حتى أنها تجعل الإنسان في النهاية ذو وجهين، وجه وشكل القداسة بأعمال تُشابه المولودين من الله، ووجه الدنس الذي يُشابه الهالكين، حتى – في النهاية – تُخلق شخصية مُمزقة تسير في اتجاهين مختلفين ومتعاكسين في آنٍ واحد، وبذلك تصير بلا طعم أو لون أو مبدأ أو غاية أو هدف واضح، بل كل شيء في تلك الحالة يصير مشوشاً يزيد من قلق النفس واضطرابها ويعوق مسيرتها نحو الله فيحرمها حريتها، لأن إنسان يسير في طريقين لن يفلح ولن ينجح فيهما، بل سيتمزق بالتمام ولن يبقى فيه شيئاً سليماً بل سيتحطم تماماً.
ومن خطورة هذا التعليم الفاسد والباطل،
أنه يجعل الإنسان يعتقد أن المسيح الرب لا يستطيع أن يُغير النفس ويُجددها ويجعلها خليقة جديدة على مستوى الواقع، وكأن الإنجيل نظري والرب غير قادر على أن يطهر القلب من الخطية فعلياً ويُغير شخصية الإنسان واقعياً، لأن هذا التعليم المشوش يجعل الإنسان لا يؤمن بالمسيح الرب إيماناً سليماً، وأن عاش كمسيحي يظل بشخصيته وإنسانة العتيق كما هو، بل ولا يفكر على الإطلاق أن يأتي للمسيح الرب ليتغير عن شكله ويصير على صورة طهارة الرب ويحيا بالنقاوة والقداسة، بل يظل كما هوَّ بدون أي تغيير حقيقي، ويزداد حماقة ملتصقاً بشهوات قلبه الدنس، وبذلك افسدوا الحياة مع الله وسقطوا تحت خدعة العدو تحت مُسمى الحُرية، التي صارت فرصة للجسد، وهي عينها مذلة العبودية المقيدة بعدم الإيمان بمسيح القيامة والحياة.
v هؤلاء هم مدمدمون، متشككون، سالكون بحسب شهواتهم، وفمهم يتكلم بعظائم، يحابون بالوجوه من أجل المنفعة.[8] (يهوذا 1: 16)
v ولكن اعلم هذا: أنه في الأيام الأخيرة ستأتي أزمنة صعبة. لأن الناس يكونون محبين لأنفسهم، محبين للمال، متعظمين، مستكبرين، مُجدفين، غير طائعين لوالديهم، غير شاكرين، دنسين، بلا حنو، بلا رضى، ثالبين، عديمي النزاهة، شرسين، غير محبين للصلاح، خائنين، مقتحمين، متصلفين، محبين للذات دون محبة لله، لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها، فاعرض عن هؤلاء. فأنه من هؤلاء هم الذين يدخلون البيوت ويسبون نسيات محملات خطايا منساقات بشهوات مختلفة. يتعلمن في كل حين ولا يستطعن أن يُقبلن إلى معرفة الحق أبداً. وكما قاوم ينيس ويمبريس موسى كذلك هؤلاء أيضاً يقاومون الحق، أُناس فاسدة أذهانهم ومن جهة الإيمان مرفوضون. (أنظر 2تيموثاوس 3: 1 – 8)
v رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه؛ اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم، نقوا أيديكم أيها الخطاة، وطهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين. (يعقوب 1: 8؛ 4: 8)
v السالك بالكمال يخلص والملتوي في طريقين يسقط في أحداهما[9]؛ ويل للقلوب الهيابة[10] وللأيدي المتراخية، وللخاطئ الذي يمشي في طريقين؛ القلب الساعي في طريقين لا ينجح، والفاسد القلب يعثر فيهما[11]. (أمثال 28: 18؛ سيراخ 2: 14؛ 3: 28)
v أنا عارف أعمالك، أنك لستُ بارداً ولا حاراً، ليتك كنت بارداً أو حاراً، هكذا لأنك فاتر ولست بارداً ولا حاراً أنا مُزمع أن أتقيأك من فمي. (رؤيا 3: 15، 16)
فعلينا الآن أن نستيقظ وننتبه جداً، لأن أحاديثنا وكلامنا كمسيحيين حقيقيين نؤمن بشخص ربنا يسوع، ليس هو الحديث الجسداني العادي، بل هو حديث يصاحبه برهان الروح والقوة، وهو نُطق التقوى في وداعة الحكمة الموهوبة لنا من الله.
v الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع، والذي من الأرض هو أرضي ومن الأرض يتكلم، الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع؛ لأن الذي أرسله الله يتكلم بكلام الله، لأنه ليس بكيل يعطي الله الروح. (يوحنا 3: 31؛ 34)
v والآن يا رب أنظر إلى تهديداتهم وامنح عبيدك أن يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة، ولما صلوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه وامتلأ الجميع من الروح القدس وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة. (أعمال 4: 29، 31)
v وأنا لما أتيت إليكم أيها الإخوة، أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة مُنادياً لكم بشهادة الله، لأني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً. وأنا كنت عندكم في ضعف وخوف ورعدة كثيرة. وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الانسانية المُقنع بل ببرهان الروح والقوة. لكيلا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله. لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر ولا من عظماء هذا الدهر الذين يُبطلون. بل نتكلم بحكمة الله في سرّ الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا. التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر، لأن لو عرفوا لِما صلبوا رب المجد. بل كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع أُذن ولم يخطُر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه. فأعلنه الله لنا نحن بروحه، لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله. لأن مَن مِنَ الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان، الذي فيه هكذا أيضاً أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله. ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله. التي نتكلم بها أيضاً لا بأقوال تُعلمها حكمة إنسانية، بل بما يُعلِّمه الروح القدس، قارنين الروحيات بالروحيات. ولكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة، ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يُحكم فيه روحياً. وأما الروحي فيحكم في كل شيء وهو لا يُحكم فيه من (أو لا يقدر أن يحكم فيه) أحد. لأنه من عرف فكر الرب فيعلمه، وأما نحن فلنا فكر المسيح. (1كورنثوس 2: 1 – 16)
v أن كان يتكلم أحد فكأقوال الله، وأن كان يخدم أحد فكأنه من قوة يمنحها الله، لكي يتمجد الله في كل شيء بيسوع المسيح، الذي له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين آمين[12].
(1بطرس 4: 11)
_____________________
[1] فقال بعضهما لبعض ألم يكن قلبنا ملتهباً فينا إذ كان يُكلمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب (لوقا 24: 32)
[2] الجاهل يكثر الكلام لا يعلم إنسان ما يكون وماذا يصير بعده، من يُخبره (جامعة 10: 14)
[3] مُحْتَقِرِينَ سِيَادَةَ اللهِ
[4] يَنْطِقُونَ بِأَقْوَالٍ طَنَّانَةٍ فَارِغَةٍ، مُشَجِّعِينَ عَلَى الانْغِمَاسِ فِي الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ بِمُمَارَسَةِ الدَّعَارَةِ، فَيَصْطَادُونَ مَنْ كَانُوا قَدْ بَدَأُوا يَنْفَصِلُونَ عَنْ رِفَاقِ السُّوءِ الَّذِينَ يَسْلُكُونَ فِي الضَّلاَلِ
[5] يَعِدُونَ هَؤُلاَءِ بِالْحُرِّيَّةِ، وَهُمْ أَنْفُسُهُمْ عَبِيدٌ لِلْفَسَادِ! لأَنَّ الإِنْسَانَ يَصِيرُ عَبْداً لِكُلِّ مَا يَتَسَلَّطُ عَلَيْهِ وَيَغْلِبُهُ – ترجمة تفسيرية
[6] ومن الكلام كلام آخر يلابسه الموت (سيراخ 23: 15)
[7] مثل تقنين الشذوذ الجنسي وقبوله كأنه شيء طبيعي متأصل في طبيعة النفس وأن الإنسان في تلك الحالات إنسان طبيعي عليه ان يقبل نفسه كما هوَّ ولا يسعى للخلاص ولا يطلب شفاء، وكثيرين تجبروا وحاولوا يثبتوا وجود الشذوذ في الكتاب المقدس لذلك خطيتهم باقية ودينونتهم صارت أعظم جداً لأنهم السبب في عدم الإيمان بمسيح القيامة والحياة لكل نفس ميتة.
[8] هَؤُلاَءِ الْمُعَلِّمُونَ يَتَذَمَّرُونَ وَيَشْكُونَ دَائِماً وَفِيمَا هُمْ يَنْدَفِعُونَ وَرَاءَ شَهَوَاتِهِمْ، يُطْلِقُونَ أَلْسِنَتَهُمْ مُتَحَدِّثِينَ بِأُمُورٍ طَنَّانَةٍ، وَيَمْدَحُونَ مَنْ يُعْجِبُهُمْ طَلَباً لِلْمَنْفَعَةِ.
[9] مَنْ يَسْلُكُ بِالْكَمَالِ يَنْجُو، أَمَّا الْمُنْحَرِفُ إِلَى سَبِيلَيْنِ فَيَسْقُطُ فِي أَحَدِهِمَا
[10] الفاقدة الصبرّ
[11] لأن جرثومة الشر تأصلت فيه
[12] فَمَنْ يَتَكَلَّمُ عَلَيْهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِمَا يُوَافِقُ أَقْوَالَ اللهِ؛ وَمَنْ يَخْدِمُ عَلَيْهِ أَنْ يَخْدِمَ بِمُوجِبِ الْقُوَّةِ الَّتِي يَمْنَحُهَا اللهُ، وَذَلِكَ لِكَيْ يَتَمَجَّدَ اللهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَةُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ آمِين – ترجمة تفسيرية
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
التوبة هي الدرجة الأولى في السلم الروحي
يظن أنه يجد الحرية في التخلص من (قيود) الإرشاد الروحي
الحرية، المعرفة، الحديث الروحي
ما بين الصمت والحديث قرار !
الإلتزام والجدية هما طريقك إلى النجاح الروحى والعملى .


الساعة الآن 08:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024