منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14 - 09 - 2018, 04:10 PM   رقم المشاركة : ( 21501 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيسة صوفيا وبناتها


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يقع في السّابع عشر من شهر أيلول تذكار القدّيسة صوفيا وبناتها. ومع الصور التالية تجدون نبذة صغيرة عن سيرة حياتهنّ

ولدت صوفيا في إيطاليا وتربت وعاشت وثنية. ثم تزوّجت ورُزِقَت ثلاث بنات أمانة ورجاء ومحبة. وبعد أن ترمّلت صوفيا اهتدت بنعمة الله الى الدين المسيحي وأحسنت تربية بناتها على مخافة الله وتقواه. ثم جاءت بهنّ الى روما حيث قبلت معهنّ سرّ العماد المقدس. وما حلّت النعمة في قلوبهنّ، حتى أضرمتهن بنار الغيرة على نشر الإيمان بالمسيح، فأخذن يبشرن به الوثنيين ويهدين منهم الكثيرين الى الدين الصحيح، ولا سيما النساء والبنات الوثنيّات. فقبض عليهنّ الملك أدريانوس، وأخذ يوبّخ صوفيا على مخالفتها أوامر الملوك ويهدّدها بأشدّ العقوبات لكنّها بقيت مصرة على عنادها. فلم تعبأ القدّيسة بتهديداته. فأمر بقطع رأس ابنتها البكر أمانة وهي لا تتجاوز الثانية عشر من العمر، تخويفاً لأمّها ولأختيها الصغيرتين، فتدحرج رأسها أمام تلك الأم المسكينة وهي تشكر الله الذي تفضَّل وشرَّف ابنتها بنعمة الاستشهاد.


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ولما رآهن ثابتات على عزمهن، أمر بتعذيب الابنة الثانية رجاء ولها من العمر عشر سنوات، وبعد ان عذبوها عذاباً وحشياً قطعوا رأسها فارتمى قرب رأس اختها. وبعد كل هذه الاعمال البربرية، لم يشفق ذلك الملك الظالم على الام المفجوعة وابنتها الثالثة وهي في التاسعة من عمرها، فأمر بطرحها في النار فصانها الله من الحريق، فأمر بضرب عنقها. أما أمهنّ صوفيا أي الحكمة، فكان قلبها يتمزق حزناً واسى، لكنها كانت تتجلد صابرةً على مصابها، تشجع بناتها على احتمال العذاب والموت وتفرح بفوزهن باكليل الشهادة، وقد ابقاها الملك حية بعدهن ليزيدها حزناً وألماً. ثم قطع رأسها فنالت إكليل الشهادة عام 138.
صلاتهن معنا. آمين.





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





 
قديم 14 - 09 - 2018, 04:12 PM   رقم المشاركة : ( 21502 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل تركت مريم العذراء صورة أخرى لها؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ظهرت العذراء مريم على زعيم قبلي فنزويلي مرتين وطلبت منه أن ينال المعمودية. فرفض مرتين. عندما ظهرت عليه في المرة الأولى عام 1651، بدأ الزعيم يتعلم الإيمان المسيحي مع أعضاء آخرين من القبيلة ولكنه كان يقلق حول ما إذا كان تحوله سيؤثر على دوره القيادي، فعجز عن نيل العماد وشجع السكان الأصليين الآخرين على القيام بالمثل؛ منهم من قرر التعمد، ومنهم من قرر اتباعه.
من ثم، ظهرت السيدة العذراء عليه من جديد عام 1652، وتجاهل الأمر مرة أخرى.
ومع ذلك، لم تتراجع الأم المباركة. وتركت بين يديه صورة صغيرة لها (لا يتعدى طولها انش) وهي تحمل الطفل يسوع في حضنها.
وفي أحد الأيام، لدغته أفعى سامة فتعرض لخطر الموت. تذكر ما قالته العذراء مريم له خلال ظهورها فقد وعدته بالذهاب إلى السماء متى تعمد. فهرع وطلب نيل العماد.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

انتشر الخبر الجميل لظهور العذراء بسرعة، وازداد التفاني لها. وبعد فترة وجيزة، تعمد بقية سكان كوروموتو وأخيرا اعتنقوا الإيمان. فبنيت كنيسة تكريما لسيدة كوروموتو في بلدة جواناري المجاورة في القرن الثامن عشر. وفي وقت لاحق في الثمانينيات، تم بناء مزار في موقع الظهور عام 1652. فأصبحت كل من الكنيستين بازيليكا صغيرة. وتم وضع تمثال كبير لسيدة كوروموتو في المزار، إضافة إلى الأثر المقدس الأصلي.
وظل أثر العذراء المباركة مع الزعيم كالرابط الأكثر حقيقة للظهورات نفسها. وتم تحليل الصورة بدقة خلال عملية ترميم عام 2009. فوجدت رموز للسكان الأصليين في الصورة، كالتاج الذي ارتدته الأم المباركة ويسوع، ما يتناسب مع ثقافة وعصر سكان كوروموتو في القرن السابع عشر في فنزويلا.
ولكن لا تزال مسألة تكوين الصورة غامضة ويؤمن بأنها معجزة. وفي حين تبدو الصورة وكأنها رسمت على ورقة، إلا أنّ الورقة لم تمتص أي حبر أو مادة أخرى مماثلة. وفي هذه الحال، تبدو شبيهة لصورة العذراء مريم سيدة غوادالوبي المرسومة على عباءة هندية (تيلما) ويعد أيضا مصدر وجودها لغزا كبيرا.
وأعلنت سيدة كوروموتو شفيعة لفينزويلا من قبل الأساقفة الفنزويليين بداية عام 1942، ومن ثم من قبل البابا بيوس الثاني عشر عام 1949. ويتم الاحتفال بعيدها في 8 و11 أيلول و2 شباط.
 
قديم 15 - 09 - 2018, 11:29 AM   رقم المشاركة : ( 21503 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عظة البابا بكنيسة السيدة العذراء بهامدن كونيتيكت





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فضيلة “المودة الأخوية ” ،
“إن المودة هى يشكل من أشكال المحبة التي يستطيع الإنسان أن يمارسها كل يوم بل في كل ساعة وحيث يقول القديس يوحنا ذهبي الفم عن الإنسان المسيحي: “أيّ مصباح بلا نور؟ وأيّ مسيحي بلا حب؟، وظيفة اللمبه أن تنير والمسيحي وظيفته ودوره أن يحب علشان كده بيقول القديس أكليمندس”عندما أرى أخًا لي كأني رأيت الله لأنه هو رسالة من الله لي ” .
وتابع: “المودة الأخوية من الموضوعات المهمة التي شغلت السيد المسيح في خدمته على الأرض يعني الذي يرى حياة السيد المسيح فيما يسمى بالخدمة العلانية وتجده أنه كان دائمًا مشغول بمحبة الأخر أو مانسميه المودة الأخوية، ومثال لذلك قصة الأبن الضال كان في أب عنده أبنين وبعدين الصغير غلط وفاق ورجع ولما رجع أخوه الكبير تزمر على رجوعه وحب يقلب الفرح إلى نكد وبعدين عاتب أبوه وقاله “هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هظ°ذَا عَدَدُهَا، وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ، وَجَدْياً لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي وَلظ°كِنْ لَمَّا جَاءَ ظ±بْنُكَ هظ°ذَا ظ±لَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ ظ±لزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ ظ±لْعِجْلَ ظ±لْمُسَمَّنَ فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ “يعني لما رجع لأبن الصغير الكبير تزمر وفي ناس تيجي في أي فرح لازم تنكد والأخ الكبير رفض دخول البيت وعاتب أبوه لكن الأب بكل مجبه حل الموقف خد بالك من الأبوة والمودة”.
وأشار في عظته قائلًا:”حكاية السامري الصالح والسامريين واليهود عكس بعض وفي التاريخ لما انقسمت الأسباط الأثنى عشر أصبحوا عشرة فوق سموا نفسهم مملكة إسرائيل واثنان تحت سموا نفسهم مملكة يهوذا وبقوا ضد بعض والمجموعة بتاعت يهوذا كان عندهم الهيكل في أورشليم وبتوع مملكة إسرائيل راحوا السامرة وبدئوا يعبدوا المرتفعات ضد بعض مش قابلين بعض والسامري الصالح عدى على الراجل المجروح وقبله عدى الكاهن عليه ولم يساعده ولكن السامري شاله وعالجه وأهتم به وسمى السامرى الصالح . والسؤال هنا …هل تحب أخيك؟ هل المحبة عندك ممتدة لكل أحد ؟؟”.
وأضاف: “فاكرين المفلوج اللي كان بقاله 38 سنة ويسئله يسوع أتريد أن تبرأ؟ ويكون رد المفلوج “ليس لب إنسان” أنت محدش جنيك أين ذهبت المحبة الأخوية؟؟ الرجل المفلوج 38 سنة وملوش إنسان ملوش جار أو صديق وكل مايحتاجه زقه صغير لنزوله الميه ، هل تحب أخيك فى الإنسانية حتى المرأه الخاطئة اللي في يوم من الأيام وقعت في الغلط لماجابوها قدام المسيح مكنش في واحد قلبه حن عليها علشان مفيش المحبة الأخوية لان عنده خطية أكبر من اللي عند هذه المرأه والمسيح تعامل مع الموقف بكل حكمة وأظهر لهم الخطية لكل واحد فيهم دون أن يعلمها أحد وكانت النتيجة الكل ترك حجارة الرجم” .
وقال: “أن قصص الكتب المقدس في المحبة الأخوية لا تنتهي كلكم فاكرين الراجل العشار “زكا” اللي كان نفسه يشوف المسيح وكان قصير طلع فوق الجميزه علشان بس يشوف المسيح يقوم المسيح ينده عليه شوف المحبة التي تنتطلق لإنسان خاطيء وهو نازل سمع أعجب ما يكون “ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك “أيه المحبه دي زكا يقف بكل فرحه ويقولي سأعطي أموالي للمساكين قال عنيا لما جت في عينين المسيح اتغيرت كل حاجه، خد باالك اكتشف أن سعادته ليس في ماله بل فى محبة المسيح أحيانًا محبتك لأخوك تغيره ويقول الكتاب وصار إنساناً جديدا”.
وتابع: “أرجوك تنتبه إلى هذا احنا في بداية سنة قبطة جديدة أسأل نفسك هل قلبك منفتح بالحب نحو كل إنسان؟ ولا بتصنف الناس ده أقبله وده لا وده أخاصمه وده مكلموش؟؟ وراجع نفسك هذه خطايا أمام الله والقديس يوحنا قال “مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ” وعندما تحب أخيك فى الأنسانية أنت تعيش المسيحية في عمقها وإنك تحب أخوك هذا دليل على إنك بتحب ربنا اللي مش شايفه بعينيا وبترجمها إلى محبتى لاخويا وهذه المحبه هي التي تكشف مدى عمق محبة لأخيك وهذه المحبة ليس لها مقياس ومحبتي للأخر لها عدة دلائل مثل اولًا محبتي للأخر دليل على حبي لله وهذا الأمر مهم جدًا لمحبتنا للكنيسة والكنيسة اللي فيها من آباء كهنة وشعب وخدام وشمامسة إذا لم يسيروا في دائرة المحبة فلا معنى للمحبة ولهذا السبب أن الكنيسة بتقول لنا في بداية كل قداس قبلوا بعضكم بعضًا وبتأكد لكم على محبة الآخر وأخويا اللي واقف جنبي بيمثل البشر جميعهم الذين يجب على أن أقدم لهم المحبة، ثانيًا محبتي للأخر هي مقياس على سلامة العبادة”.
وأضاف: أسألكم سؤال هو المسيح في العظة على الجبل أتكلم عن أركان العبادة اللي هي الصوم والصلاة والصدقة ولكن رتبهم الأول الصدقة ثم الصلاة ثم الصوم، والصدقة فيها تعبير عن محبتي لأخويا والصلاة فيها تعبير عن محبتي لربنا والصوم تعبير خروجي من أنانية نفسي علشان كده الله وضع محبتي لأخويا من خلال رمزية تقديم الصدقة إذا محبة الآخر هي دليل على صدق عبادتك ثالثًا محبتي للأخر هي مقياس للدينونة”.
وقال: “عندما يقف الإنسان أمام الله هيسأله كنت بتحب أخوك؟ وفي آية (مت 25: 35): لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي . ومش بس الفقير اللي بطعمه بل تشمل كل البشرية جوعان ليس للطعام فقط بل للتقدير والاحترام والتشجيع أخويا جنبي ومقدرتوش كنت جوعان هذا تعبير عن علاقتك بالاخوة البشرية وهي الصورة الجميلة وإطعام الغير ليس أطعامًا فقط بل أطعامًا بكل الاحتياج الاجتماعي والنفسي زيارة المريض كل هذا تعبير واضح بيقدموا المسيح لنا وبيقول وصيتي “أن تحبوا بعضكم بعضًا” ويجي القديس يوحنا الحبيب يقول في آية (1 يو 3: 14): نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ، لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ”.
الخلاصة وأنتم باذلون كل اجتهاد – قدموا في إيمانكم فضيلة، وفي الفضيلة معرفة وفي المعرفة تعففا، وفي التعفف صبرا، وفي الصبر تقوى وفي التقوى مودة أخوية، وفي المودة الأخوية محبة لأن هذه إذا كانت فيكم وكثرت، تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح”.
وختم العظة قائًلًا: “في بداية سنة جديدة حط قدامك مبدأ من المبادئ الجميلة يجعل الشخص مجتهد وفتش عن كل إنسان ممكن يكون في واحد محتاج منك كلمة تشجيع زيارة أو مكالمة تليفون تقدير أي صورة من هذه الصور وهذا ليس تفضلًا منك بل بمحبة المسيح التي امتلئ بها قلبك وتقدمها للأخر ، احنا في بداية سنة جديدة فضع أمامك أهداف، من هذه الأهداف أن السنة دي أتعلم كيف محبتي تمتد لكل أحد وأحيانًا واحد يمسك سيرة أحد فهذا كسر للمحبة، وقيسوا على هذا نماذج كثيرة فى حياتنا أحيانًا واحد يشيع أشاعة خاطئة على السوشيل ميديا وينشرها هذا كسر للمحبة ربنا يحفظكم ويبارك حياتكم لألهنا كل المجد من الأن والى الأبد أمين “.

 
قديم 17 - 09 - 2018, 06:38 PM   رقم المشاركة : ( 21504 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في خلاص الشيطان ويهوذا الذي سلم المسيح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

+ بار أنت يا رب وأحكامك مستقيمة (مزمور 119: 137)

+ نعم أيها الرب الإله القادر على كل شيء، حق وعادلة هي أحكامك (رؤيا 16: 7)
سلام في ورح الوداعة والاتضاع
إخوتي الأحباء الذين يسألون عن خلاص الشيطان ويهوذا الذي سلم المسيح الرب ومضى وخنق نفسه ولم يتب مثلما فعل بطرس الرسول، ويدعون الناس للصوم والصلاة من أجلهما، هذا الفكر فكر غريب عن الكتاب المقدس، فنحن لا نستطيع ان نُخلِّص حتى أنفسنا، بل اتكالنا على مراحم الله وإيماننا بذبيحة شخص ربنا يسوع صار لنا حياة أبدية وحق الدخول للأقداس العُليا، والصلاة صارت شركة أعضاء المسيح، شركة القديسين في النور، لذلك نصلي من أجل بعضنا البعض، والكنيسة بطبيعتها أعضاء مترابطة حية سواء من كانوا على الأرض أو في الفردوس، لأننا أعضاء لبعضنا البعض لا ننفصل قط، والروح الواحد هو من يجمعنا ورأسنا المسيح الرب نفسه.
لكن علينا أن نعي ونفهم أن الله محبة،
لا يسره هلاك أحد على الإطلاق، ولم ولن يوجد إنسان يتساوى معهُ في المحبة، وهو بار في المُطلق وأحكامه كلها عدل لا يعيبها شيء، ولا ينتظر حنيه ولا محبة من أحد لكي يتحرك نحو خليقته سواء ملاك والا إنسان لكي يخلصه ويعطيه حياة، لكن علينا أن نعي كلام الرب يسوع نفسه لأنه قال: أن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون، وقد ذكر عن يهوذا أنه خير لهذا الإنسان ان لم يولد وأنه ابن الهلاك [حين كنت معهم في العالم كنت احفظهم في اسمك، الذين أعطيتني حفظتهم ولم يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك ليتم الكتاب] (يوحنا 17: 12)، وأيضاً حينما تكلم عن الشيطان ذكر النار المعدة لإبليس وملائكته: [ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته] (متى 25: 41)
فهل يعتقد أحد أن التعليم من أجل خلاص الشيطان
وأيضاً خلاص يهوذا أو كل من جدف على الله ورفض التوبة والحياة الأبدية أن بصلواته يستطيع ان يُخلِّصه، ألم يكن بالأجدر أن الإنسان يقوى على أن يخلص نفسه بدون أن يأتي المسيح الرب طالما أن صلواته بهذه القوة التي تجعل الله يتراجع عن حكمه علشان خاطر صلوات الناس وبنقذ حتى الشيطان نفسه!
فلو هذا الأمر حقيقة فلمااذا قال الرسول:
+ فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا
(الكلام طبعاً هنا عن الارتداد وليس عن أي خطية أو ضعف) بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا، بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ الْمُضَادِّينَ. مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ. فَكَمْ عِقَاباً أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقّاً مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِساً، وَازْدَرَى بِرُوحِ النِّعْمَةِ؟ (أو حسب الترجمة التفسيرية: فَفِي ظَنِّكُمْ، كَمْ يَكُونُ أَشَدَّ كَثِيراً ذَلِكَ الْعِقَابُ الَّذِي يَسْتَحِقُّهُ مَنْ يَدُوسُ ابْنَ اللهِ، إِذْ يَعْتَبِرُ أَنَّ دَمَ الْعَهْدِ، الَّذِي يَتَقَدَّسُ بِهِ، هُوَ دَمٌ نَجِسٌ، وَبِذَلِكَ يُهِينُ رُوحَ النِّعْمَةِ؟)، فَإِنَّنَا نَعْرِفُ الَّذِي قَالَ: «لِيَ الاِنْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ». وَأَيْضاً: «الرَّبُّ يَدِينُ شَعْبَهُ» مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ (عبرانيين 10: 26 – 31)
عموما لا داعي لتضييع وقت في جدل عقيم لا ينفع او يُفيد
لأن هذا يعتبر انحراف وزوغان عن طريق الحق بتعليم يُفسد النفوس ويجعلها تغفل عن خلاصها، مع زرع كبرياء في القلب لأن الإنسان يحسب نفسه أحن على الخليقة من الله، وأيضاً يجعل الإنسان يسير في طريق الموت ومنتظر أن يخلصه أحد من مصيره بصلواته، أو كما يقول البعض أن العالم كله هايخلص سواء أشرار والا صالحين، مؤمنين وكفرة، قابلين المسيح ورافضيه، من حب الله ومن جدف عليه، من عاش بالتقوى أو منحرف راكضاً وراء شهوات قلبه.. الخ
فانتبهوا لحياتكم واسمعوا المكتوب ولا يخدعكم أحد بتعليم مخالف للحق
[أقول لكم: بل أن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون ] (لوقا 13: 3)
فثبتوا توبتكم وآمنوا بالإنجيل = عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح
واتركوا الحكم لله لأنه حكم عادل، لأنه أب محب للخليقة كلها
عادل أنت أيها الرب
وجميع أحكامك مستقيمة
وطرقك كلها رحمة وحق
 
قديم 17 - 09 - 2018, 06:42 PM   رقم المشاركة : ( 21505 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الممارسة السليمة للصلاة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سلام في روح المحبة والاتضاع
في واقع مُمارسة حياتنا الروحية السليمة

فأن صلاتنا صلاة بنوة قائمة على عهد مثبت بوعد
والعهد هو عهد جديد مُبرم على دم مسفوك، ليس دم تيوس وعجول ورماد عجلة مرشوش على المنجسين الذي يُقدس إلى طهارة الجسد (عبرانيين 9: 13)، بل دم حمل الله رافع خطية العالم، دم الكاهن والذبيح ابن الله الحي الذي بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبدياً (عبرانيين 9: 12)، وهذا هو الوعد الذي وعدنا هو به [الحياة الأبدية] (1يوحنا 2: 25)، لذلك مكتوب: الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية (يوحنا 3: 36)، لأن المسيح الرب نفسه هو القيامة والحياة، وكل من يسمع صوته يقوم من موت الخطية والآثام، لأن حينما نقرب من شخص ربنا يسوع تائبين مؤمنين به بصفته رئيس كهنة عظيم ووسيط عهد أبدي فأن الخطية لا يبقى لها سلطان علينا، لأننا دخلنا في عهد جديد ونحيا كإنسان جديد في المسيح سيرته في السماوات جهاد الإيمان الصالح العامل بالمحبة.
+ وبناء على ذلك يا إخوتي نحن ندخل مخدعنا لنُصلي
ليس مثل الغرباء عن الله، الذين يصرخون إلى آلهتهم الصماء متوسلين بعدم إيمان أو في شك لكي يسمعوهم علهم يلبوا حاجاتهم المادية وطلباتهم اليومية، بل نحن نختلف لأننا ندخل بروح جديدة، بصفتنا: [أبناء لله الآب في الابن الوحيد] لأن بداية صلاتنا هي [أبانا]، وهذه الدالة الخاصة التي لنا ننطقها باسم الابن الوحيد، لذلك صلواتنا مضمونة الاستجابة بسبب برّ الابن الوحيد بضمان اسمه المبارك، لأننا ندخل للحضرة الإلهية بثقة أهل بيت الله، لأننا رعية مع القديسين وبيته نحن، إذ إننا جميعاً أعضاء في الجسد الواحد، أعضاء لبعضنا البعض في المسيح يسوع ربنا، هذا الذي به صار لنا جراءة وقدوم عن ثقة (أفسس 3: 12).
+ فانتبهوا أيها الأحباء لوضعنا الحقيقي في المسيح يسوع ربنا
فصلواتنا هي أساس شركتنا مع الثالوث القدوس، أن لم نعيها في إنسانيتنا المفتداه كخليقة جديدة في المسيح يسوع، فصلواتنا ستشابه الأمم المتغربين عن العهد والوعد، الذين لا يعرفون الله كأب يحب خليقته، وبهذه المحبة بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية، فانتبهوا لوضعكم الجديد، توبوا وآمنوا بإنجيل الخلاص فرح البشرية المتعبة، وادخلوا مخادعكم بثقة شديدة وجراءة الأبناء الذين يحبهم الآب في المسيح، واتركوا طلبات الإنسان العتيق ولا تنحصروا في الماديات التي تفنى مع هذا العالم الحاضر الموضوع في الشرير، بل اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره، لتتمتعوا مع جميع القديسين بشركة النور فيغمر قلبكم بفرح الرب قوتكم، لأنه مكتوب: إلى الآن لم تطلبوا شيئاً باسمي، اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً (يوحنا 16: 24)
+ والآن يا أحباب الله العلي المولودين من الله بالإيمان بيسوع المسيح
فإذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السماوات، يسوع ابن الله، فلنتمسك بالإقرار، لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا، بل مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية. فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عوناً في حينه (عبرانيين 4: 14 – 16)، طالبين العطية العُظمى والثمينة وهو الامتلاء بروحه الخاص لكي نكون مقدسين في الحق مملوئين ومشحونين صلاحاً، مرتدين بهاء كساء مجده كثوب عرس بهي ننتظر به عريس النفس الوحيد شخص ربنا يسوع لينقلنا لملكوته الأبدي مع جميع القديسين آمين
 
قديم 18 - 09 - 2018, 04:30 PM   رقم المشاركة : ( 21506 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الحرية والمعرفة والحديث الروحي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





أولاً: الحريــــــــــة
رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ، ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ؛ فَاثْبُتُوا إِذاً فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضاً بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ؛ وَلَكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ - نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ - وَثَبَتَ، وَصَارَ لَيْسَ سَامِعاً نَاسِياً بَلْ عَامِلاً بِالْكَلِمَةِ، فَهَذَا يَكُونُ مَغْبُوطاً فِي عَمَلِهِ. (لوقا 4: 18؛ غلاطية 5: 1؛ يعقوب 1: 25)
أن ربطنا عصفوراً بخيط طويل، فأن حريته تكون محدودة في إطار طول الخيط، فعلى قدر طول الخيط على قدر ما يأخذ العصفور حريته لكنه يصير غير قادر على الطيران فيما هو أبعد من ذلك الخيط، بل حينما يحاول أن يطير بقوة فأن رد الفعل الحادث هو وقوعه فجأة، وقد ينهي هذا الوقوع على حياته، وهكذا الإنسان أيضاً قد يظن أنه حُراً بمجرد أنه تحرر من بعض الأشياء التي كانت تقيده، أو حتى حينما يحصل على مجال لحريته من بعض الخطايا والاحتياجات الشخصية لكنه يظل مقيداً بشيء يجذبه للخلف أو يجعله يقف عند حافة حريته المحصورة في حدود معينة، لأن أي قيد يقيد الإنسان فهو معطل أكيد لحريته الحقيقية [لأن ما انغلب منه أحد فهو له مستعبد أيضاً – 2بطرس 2: 19]
لذلك نرى أنه حين خاطب المسيح اليهود الذين آمنوا به
قال لهم أن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً، وقد ثاروا عليه بسبب ذلك لأنهم ينظرون أنهم أبناء إبراهيم (من جهة الجسد) وغير مستعبدين لأحد، مع أن أجابهم يسوع: [الحق، الحق، أقول لكم، ان كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية] (يوحنا 8: 34)، لذلك أكد على أنه هو المُحرر الحقيقي للإنسان، لأنه يفك النفس من قيد الخطايا ويُقيمها خليقة جديدة كما أقام لعازر من موته، وحرر الخطاة والأثمة، لذلك حينما يدخل الإنسان في الحرية الحقيقية، حرية العهد الجديد، يجد أن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع يُحرره من ناموس الخطية والموت، فأن لسان حاله يقول عن خبرة حقيقية: [وقفت على قمة هذا العالم عندما أحسست في نفسي إني لا أُريد شيئاً منه ولا أشتهي شيئاً فيه]، وذلك لأن كل ما في العالم شهوة عيون، شهوة جسد، تعظم معيشة، وهذه ليست من الآب بل من العالم، والعالم يمضي وشهوته تزول، اما من يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد.
عزيزي القارئ ينبغي أن تنتبه وتعرف ما هي الحرية،
الحرية هي إرادة النفس العاقلة المستنيرة المُهيأة للتحرك إلى ما تُريد بكامل وعيها وإدراكها الداخلي، ولا شيء يُقيدها ليشدها للوراء ويجعلها تحيد عن هدفها التي تسعى إليه بكل طاقتها، فيمنعها عن المسير في طريقها التي اختارته، إذ يكون هدفها واضح أمام عينيها وحاضر دائماً، وقد حسبت نفقة الطريق التي تسير فيه، وأصرَّت على انها تجتازه مهما ما كان فيه من صِعاب أو خُسارة[1]، لأن لها رؤية نافذة للحق المُعلن والواضح أمامها كشمس النهار المُنير الذي لا يتعثر فيه أحد، وهذا يختلف عن ظلام الليل البهيم الذي كل من يسير فيه يتخبط، لأنه لا بُدَّ من أن تتعثر خطواته لأنه لا يستطيع ان يُبصر فيرى كل ما هو حوله، بل يحتاج لآخر لكي يقوده.
v فتتلمس (فَتَتَحَسَّسُونَ طُرُقَكُمْ) في الظهر كما يتلمس الأعمى في الظلام ولا تنجح في طرقك بل لا تكون إلا مظلوماً مغصوباً كل الأيام وليس مُخلِّص. (تثنية 28: 29)
v وضرب لهم مثلاً: هل يقدر أعمى أن يقود أعمى! أما يسقط الاثنان في حفرة؛ اتركوهم هم عميان قادة عميان، وأن كان أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة؛ أيها الفريسي الأعمى نقِ أولاً داخل الكأس والصحفة لكي يكون خارجهما أيضاً نقياً؛ قد أعمى عيونهم وأغلظ قلوبهم لئلا يبصروا بعيونهم ويشعروا بقلوبهم ويرجعوا فأشفيهم. (لوقا 6: 39؛ متى 15: 14؛ 23: 26؛ يوحنا 12: 40)
v لأنك تقول إني أنا غني وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء، ولست تعلَّم إنك أنت الشقي والبئس وفقير وأعمى وعُريان. (رؤيا 3: 17)
وهكذا النفس التي حررها الابن الوحيد[2] [عالمين هذا ان إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد أيضاً للخطية (رومية 6: 6)]، وأنار ذهنها وفتح بصيرتها على الحق[3]، فصار الهدف أمامها واضح في نور إشراق وجهه[4]، لذلك فأنها لا تتخبط في ليل عدم الإدراك ولا تشويش رؤية الهدف، بل تسير في النور بخطوات ثابتة لا تتراجع فيها للوراء: فسيروا ما دام لكم النور لئلا يُدرككم الظلام، والذي يسير في الظلام لا يعلم إلى أين يذهب.
(يوحنا 12: 35)
لذلك فأن طريق الحياة في المسيح يسوع لا يضل فيها أحد أبداً،
حتى ولو لم يكن لهُ المعرفة الكاملة أو حتى معرفة الكتب عنده ناقصة، أو كان مبتدئ مثل طفلٍ صغير رضيع لا يزال يجهل الكثير: [وَتَكُونُ هُنَاكَ طَرِيقٌ تُدْعَى طَرِيقَ الْقَدَاسَةِ، لاَ يَسْلُكُ فِيهَا مَنْ هُوَ دَنِسٌ، إِنَّمَا تَكُونُ مِنْ نَصِيبِ السَّالِكِينَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ، وَلاَ يَضِلُّ فِيهَا حَتَّى الْجُهَّالُ] (أشعياء 35: 8)
لأن طريق الحياة بطبيعته مُنير بنور اللوغوس حمل الله وحيد الآب:
v ثم كلمهم يسوع أيضاً قائلاً: "أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة". (يوحنا 8: 12)
والنفس التي دخلت في حرية مجد أولاد الله، وانفكت كل قيودها بقوة مسيح القيامة والحياة[5]، فأنه – بالضرورة – صار لها غرض وهدف واحد هو أن تستكمل المسيرة[6] في طريق الحق والحياة إلى النهاية للموت[7] لأنها ارتبطت مع الله بعهد جديد[8] لا ينحل بكونه قائم على دم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح[9]، وبذلك تحيا مُتجهة نحو الحياة الأبدية غير مكترثة بالمعوقات والضيقات والآلام والضعفات، وجميع أنواع الشدائد والأوجاع، لأن إيمانها ثابت في من معها بكونه أعظم وأقوى ممن هم عليها، لأن سندها هو القائد المُزيل العوائق ومُمهد الطريق، لأنه يرفع النفس بجناحي الروح الوديع الهادئ الذي هو سند النفس ومُعينها الحقيقي.
v أزرعوا لأنفسكم بالبرّ، احصدوا بحسب الصلاح، احرثوا لأنفسكم حرثاً، فأنه وقت لطلب الرب حتى يأتي ويُعلمكم البرّ؛ وأما المُعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يُعلمكم كل شيء ويُذكركم بكل ما قلته لكم؛ وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم إلى أن يُعلمكم أحد، بل كما تُعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء وهي حق وليست كذباً، كما علمتكم تثبتون فيه؛ لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم. (هوشع 10: 12؛ يوحنا 14: 26؛ متى 10: 20؛ 1يوحنا 2: 27)
v لا تخف البتة مما أنت عتيد أن تتألم به، هوذا إبليس مُزمع أن يُلقي بعضاً منكم في السجن، لكي تُجربوا، ويكون لكم ضيق عشرة أيام، كن أميناً إلى الموت فسأُعطيك إكليل الحياة. (رؤيا 2: 10)
وعلامة حُرية النفس الظاهرة هي:
سعيها الدائم للكمال[10] الموضوع أمامها – حسب المثال الحي الإنجيلي للخلاص (أي شخص المسيح الذي كان ينموا في القامة والنعمة عند الله والناس) – لكي يُثمر زرع الكلمة فيها[11]، فالروح الذي فيها يحثها على أن تخضع بحريتها لوصية المسيح بحُبٍ كثير[12]، فتتخلى عن امتلاك نفسها والتفكير المنحصر في ذاتها، حتى تتغير باستمرار ودوام بالموت والقيامة[13]، بخلع جسم الخطايا ولبس المسيح الرب (حسب عمل النعمة فيها)، وتستمر تسعى أن تكون على مثال من صالحنا بالمحبة، فتلتصق بالرب الصالح وحده فيُباد بصلاحه ذِكر الشرور الذي يُعكر صفو فكر النفس النقي ويعوقها عن المسيرة الروحانية حسب تدبير الخلاص المُعلن بالروح القدس في الإنجيل[14].
قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور؛ البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيراً للجسد لأجل الشهوات؛ أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور، وتتجددوا بروح ذهنكم. وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البرّ وقداسة الحق؛ وأنتم مملوئون فيه، الذي هو رأس كل رياسة وسلطان، وبه أيضاً خُتنتم خِتاناً غير مصنوع بيدٍ بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح، مدفونين معه في المعمودية التي فيها أُقمتم أيضاً معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات، وإذ كنتم أمواتاً في الخطايا وغلف جسدكم أحياكم معهُ مُسامحاً لكم بجميع الخطايا. (رومية 13: 12، 14؛ أفسس 4: 22 – 24؛ كولوسي 2: 10 – 13)
___________________________
[1] قبلتم سلب أموالكم بفرح، عالمين في أنفسكم أن لكم مالاً أفضل في السماوات وباقياً (عبرانيين 10: 34)
[2] وتعرفون الحق والحق يحرركم؛ فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون احراراً (يوحنا 8: 32 و36)
[3] حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب (لوقا 24: 45)
[4] لأن الله الذي قال أن يُشرق نور من ظلمة، هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح (2كورنثوس 4: 6)
[5] لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت (رومية 8: 2)
[6] أيها الإخوة أنا لستُ أحسب نفسي إني قد أدركت ولكني أفعل شيئاً واحداً: إذ أنا أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قُدام (فيلبي 3: 13)
[7] حقق ما نطقت به وكن أميناً معه فتنال في كل حين بغيتك (سيراخ 29: 3)
[8] قد أتيتم إلى جبل صهيون، وإلى مدينة الله الحي أورشليم السماوية، وإلى ربوات هم محفل ملائكة، وكنيسة أبكار مكتوبين في السماوات، وإلى الله ديان الجميع وإلى أرواح أبرار مُكملين. وإلى وسيط العهد الجديد يسوع، وإلى دم رش يتكلم أفضل من هابيل (عبرانيين 12: 22 - 24)
[9] (1بطرس 1: 19)
[10] لذلك ونحن تاركون كلام بداءة المسيح لنتقدم إلى الكمال (عبرانيين 6: 1)
[11] لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شرّ، فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تُخلِّص نفوسكم (يعقوب 1: 21)
[12] أن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً (يوحنا 14: 23)
[13] مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ، فما أحياهُ الآن في الجسد، فإنما أحياهُ في الإيمان، إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي (غلاطية 2: 20)
[14] بالطبع لا بد من ان نعي ونُدرك أن ليس معنى ذلك ستصير النفس معصومة ولن تتعرض للسقوط ابداً، لأن طالما نحن في الجسد فما نزال تحت ضعف، ومعرضين للسقوط دائماً، لكن الكلام القصد منه أن النفس وهي مع المسيح الرب لا تسقط بسهولة كما كانت، وحياة الشر ليس لها فيها راحة، فلا تحب الشرّ أو تسعى إليه، بل تنفر منه وتهرب وتحب الوصية وتلتصق بالله الحي وتُقيم شركة مع الكنيسة الحية بالمسيح الرب.
 
قديم 18 - 09 - 2018, 04:30 PM   رقم المشاركة : ( 21507 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الحرية والمعرفة والحديث الروحي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





أولاً: الحريــــــــــة
رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ، ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ؛ فَاثْبُتُوا إِذاً فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضاً بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ؛ وَلَكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ - نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ - وَثَبَتَ، وَصَارَ لَيْسَ سَامِعاً نَاسِياً بَلْ عَامِلاً بِالْكَلِمَةِ، فَهَذَا يَكُونُ مَغْبُوطاً فِي عَمَلِهِ. (لوقا 4: 18؛ غلاطية 5: 1؛ يعقوب 1: 25)
أن ربطنا عصفوراً بخيط طويل، فأن حريته تكون محدودة في إطار طول الخيط، فعلى قدر طول الخيط على قدر ما يأخذ العصفور حريته لكنه يصير غير قادر على الطيران فيما هو أبعد من ذلك الخيط، بل حينما يحاول أن يطير بقوة فأن رد الفعل الحادث هو وقوعه فجأة، وقد ينهي هذا الوقوع على حياته، وهكذا الإنسان أيضاً قد يظن أنه حُراً بمجرد أنه تحرر من بعض الأشياء التي كانت تقيده، أو حتى حينما يحصل على مجال لحريته من بعض الخطايا والاحتياجات الشخصية لكنه يظل مقيداً بشيء يجذبه للخلف أو يجعله يقف عند حافة حريته المحصورة في حدود معينة، لأن أي قيد يقيد الإنسان فهو معطل أكيد لحريته الحقيقية [لأن ما انغلب منه أحد فهو له مستعبد أيضاً – 2بطرس 2: 19]
لذلك نرى أنه حين خاطب المسيح اليهود الذين آمنوا به
قال لهم أن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً، وقد ثاروا عليه بسبب ذلك لأنهم ينظرون أنهم أبناء إبراهيم (من جهة الجسد) وغير مستعبدين لأحد، مع أن أجابهم يسوع: [الحق، الحق، أقول لكم، ان كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية] (يوحنا 8: 34)، لذلك أكد على أنه هو المُحرر الحقيقي للإنسان، لأنه يفك النفس من قيد الخطايا ويُقيمها خليقة جديدة كما أقام لعازر من موته، وحرر الخطاة والأثمة، لذلك حينما يدخل الإنسان في الحرية الحقيقية، حرية العهد الجديد، يجد أن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع يُحرره من ناموس الخطية والموت، فأن لسان حاله يقول عن خبرة حقيقية: [وقفت على قمة هذا العالم عندما أحسست في نفسي إني لا أُريد شيئاً منه ولا أشتهي شيئاً فيه]، وذلك لأن كل ما في العالم شهوة عيون، شهوة جسد، تعظم معيشة، وهذه ليست من الآب بل من العالم، والعالم يمضي وشهوته تزول، اما من يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد.
عزيزي القارئ ينبغي أن تنتبه وتعرف ما هي الحرية،
الحرية هي إرادة النفس العاقلة المستنيرة المُهيأة للتحرك إلى ما تُريد بكامل وعيها وإدراكها الداخلي، ولا شيء يُقيدها ليشدها للوراء ويجعلها تحيد عن هدفها التي تسعى إليه بكل طاقتها، فيمنعها عن المسير في طريقها التي اختارته، إذ يكون هدفها واضح أمام عينيها وحاضر دائماً، وقد حسبت نفقة الطريق التي تسير فيه، وأصرَّت على انها تجتازه مهما ما كان فيه من صِعاب أو خُسارة[1]، لأن لها رؤية نافذة للحق المُعلن والواضح أمامها كشمس النهار المُنير الذي لا يتعثر فيه أحد، وهذا يختلف عن ظلام الليل البهيم الذي كل من يسير فيه يتخبط، لأنه لا بُدَّ من أن تتعثر خطواته لأنه لا يستطيع ان يُبصر فيرى كل ما هو حوله، بل يحتاج لآخر لكي يقوده.
v فتتلمس (فَتَتَحَسَّسُونَ طُرُقَكُمْ) في الظهر كما يتلمس الأعمى في الظلام ولا تنجح في طرقك بل لا تكون إلا مظلوماً مغصوباً كل الأيام وليس مُخلِّص. (تثنية 28: 29)
v وضرب لهم مثلاً: هل يقدر أعمى أن يقود أعمى! أما يسقط الاثنان في حفرة؛ اتركوهم هم عميان قادة عميان، وأن كان أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة؛ أيها الفريسي الأعمى نقِ أولاً داخل الكأس والصحفة لكي يكون خارجهما أيضاً نقياً؛ قد أعمى عيونهم وأغلظ قلوبهم لئلا يبصروا بعيونهم ويشعروا بقلوبهم ويرجعوا فأشفيهم. (لوقا 6: 39؛ متى 15: 14؛ 23: 26؛ يوحنا 12: 40)
v لأنك تقول إني أنا غني وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء، ولست تعلَّم إنك أنت الشقي والبئس وفقير وأعمى وعُريان. (رؤيا 3: 17)
وهكذا النفس التي حررها الابن الوحيد[2] [عالمين هذا ان إنساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد أيضاً للخطية (رومية 6: 6)]، وأنار ذهنها وفتح بصيرتها على الحق[3]، فصار الهدف أمامها واضح في نور إشراق وجهه[4]، لذلك فأنها لا تتخبط في ليل عدم الإدراك ولا تشويش رؤية الهدف، بل تسير في النور بخطوات ثابتة لا تتراجع فيها للوراء: فسيروا ما دام لكم النور لئلا يُدرككم الظلام، والذي يسير في الظلام لا يعلم إلى أين يذهب.
(يوحنا 12: 35)
لذلك فأن طريق الحياة في المسيح يسوع لا يضل فيها أحد أبداً،
حتى ولو لم يكن لهُ المعرفة الكاملة أو حتى معرفة الكتب عنده ناقصة، أو كان مبتدئ مثل طفلٍ صغير رضيع لا يزال يجهل الكثير: [وَتَكُونُ هُنَاكَ طَرِيقٌ تُدْعَى طَرِيقَ الْقَدَاسَةِ، لاَ يَسْلُكُ فِيهَا مَنْ هُوَ دَنِسٌ، إِنَّمَا تَكُونُ مِنْ نَصِيبِ السَّالِكِينَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ، وَلاَ يَضِلُّ فِيهَا حَتَّى الْجُهَّالُ] (أشعياء 35: 8)
لأن طريق الحياة بطبيعته مُنير بنور اللوغوس حمل الله وحيد الآب:
v ثم كلمهم يسوع أيضاً قائلاً: "أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة". (يوحنا 8: 12)
والنفس التي دخلت في حرية مجد أولاد الله، وانفكت كل قيودها بقوة مسيح القيامة والحياة[5]، فأنه – بالضرورة – صار لها غرض وهدف واحد هو أن تستكمل المسيرة[6] في طريق الحق والحياة إلى النهاية للموت[7] لأنها ارتبطت مع الله بعهد جديد[8] لا ينحل بكونه قائم على دم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح[9]، وبذلك تحيا مُتجهة نحو الحياة الأبدية غير مكترثة بالمعوقات والضيقات والآلام والضعفات، وجميع أنواع الشدائد والأوجاع، لأن إيمانها ثابت في من معها بكونه أعظم وأقوى ممن هم عليها، لأن سندها هو القائد المُزيل العوائق ومُمهد الطريق، لأنه يرفع النفس بجناحي الروح الوديع الهادئ الذي هو سند النفس ومُعينها الحقيقي.
v أزرعوا لأنفسكم بالبرّ، احصدوا بحسب الصلاح، احرثوا لأنفسكم حرثاً، فأنه وقت لطلب الرب حتى يأتي ويُعلمكم البرّ؛ وأما المُعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يُعلمكم كل شيء ويُذكركم بكل ما قلته لكم؛ وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم إلى أن يُعلمكم أحد، بل كما تُعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء وهي حق وليست كذباً، كما علمتكم تثبتون فيه؛ لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم. (هوشع 10: 12؛ يوحنا 14: 26؛ متى 10: 20؛ 1يوحنا 2: 27)
v لا تخف البتة مما أنت عتيد أن تتألم به، هوذا إبليس مُزمع أن يُلقي بعضاً منكم في السجن، لكي تُجربوا، ويكون لكم ضيق عشرة أيام، كن أميناً إلى الموت فسأُعطيك إكليل الحياة. (رؤيا 2: 10)
وعلامة حُرية النفس الظاهرة هي:
سعيها الدائم للكمال[10] الموضوع أمامها – حسب المثال الحي الإنجيلي للخلاص (أي شخص المسيح الذي كان ينموا في القامة والنعمة عند الله والناس) – لكي يُثمر زرع الكلمة فيها[11]، فالروح الذي فيها يحثها على أن تخضع بحريتها لوصية المسيح بحُبٍ كثير[12]، فتتخلى عن امتلاك نفسها والتفكير المنحصر في ذاتها، حتى تتغير باستمرار ودوام بالموت والقيامة[13]، بخلع جسم الخطايا ولبس المسيح الرب (حسب عمل النعمة فيها)، وتستمر تسعى أن تكون على مثال من صالحنا بالمحبة، فتلتصق بالرب الصالح وحده فيُباد بصلاحه ذِكر الشرور الذي يُعكر صفو فكر النفس النقي ويعوقها عن المسيرة الروحانية حسب تدبير الخلاص المُعلن بالروح القدس في الإنجيل[14].
قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور؛ البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيراً للجسد لأجل الشهوات؛ أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور، وتتجددوا بروح ذهنكم. وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البرّ وقداسة الحق؛ وأنتم مملوئون فيه، الذي هو رأس كل رياسة وسلطان، وبه أيضاً خُتنتم خِتاناً غير مصنوع بيدٍ بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح، مدفونين معه في المعمودية التي فيها أُقمتم أيضاً معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات، وإذ كنتم أمواتاً في الخطايا وغلف جسدكم أحياكم معهُ مُسامحاً لكم بجميع الخطايا. (رومية 13: 12، 14؛ أفسس 4: 22 – 24؛ كولوسي 2: 10 – 13)
___________________________
[1] قبلتم سلب أموالكم بفرح، عالمين في أنفسكم أن لكم مالاً أفضل في السماوات وباقياً (عبرانيين 10: 34)
[2] وتعرفون الحق والحق يحرركم؛ فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون احراراً (يوحنا 8: 32 و36)
[3] حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب (لوقا 24: 45)
[4] لأن الله الذي قال أن يُشرق نور من ظلمة، هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح (2كورنثوس 4: 6)
[5] لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت (رومية 8: 2)
[6] أيها الإخوة أنا لستُ أحسب نفسي إني قد أدركت ولكني أفعل شيئاً واحداً: إذ أنا أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قُدام (فيلبي 3: 13)
[7] حقق ما نطقت به وكن أميناً معه فتنال في كل حين بغيتك (سيراخ 29: 3)
[8] قد أتيتم إلى جبل صهيون، وإلى مدينة الله الحي أورشليم السماوية، وإلى ربوات هم محفل ملائكة، وكنيسة أبكار مكتوبين في السماوات، وإلى الله ديان الجميع وإلى أرواح أبرار مُكملين. وإلى وسيط العهد الجديد يسوع، وإلى دم رش يتكلم أفضل من هابيل (عبرانيين 12: 22 - 24)
[9] (1بطرس 1: 19)
[10] لذلك ونحن تاركون كلام بداءة المسيح لنتقدم إلى الكمال (عبرانيين 6: 1)
[11] لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شرّ، فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة أن تُخلِّص نفوسكم (يعقوب 1: 21)
[12] أن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً (يوحنا 14: 23)
[13] مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ، فما أحياهُ الآن في الجسد، فإنما أحياهُ في الإيمان، إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي (غلاطية 2: 20)
[14] بالطبع لا بد من ان نعي ونُدرك أن ليس معنى ذلك ستصير النفس معصومة ولن تتعرض للسقوط ابداً، لأن طالما نحن في الجسد فما نزال تحت ضعف، ومعرضين للسقوط دائماً، لكن الكلام القصد منه أن النفس وهي مع المسيح الرب لا تسقط بسهولة كما كانت، وحياة الشر ليس لها فيها راحة، فلا تحب الشرّ أو تسعى إليه، بل تنفر منه وتهرب وتحب الوصية وتلتصق بالله الحي وتُقيم شركة مع الكنيسة الحية بالمسيح الرب.
 
قديم 18 - 09 - 2018, 04:31 PM   رقم المشاركة : ( 21508 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ثانياً: المعرفــــــــــة
المعرفة الروحية الحقيقية حسب القصد الإلهي وتدبير الخلاص،
لا تأتي للنفس إلا بالاستنارة أولاً والدخول في الحرية الحقيقية على المستوى العملي بعتق النفس فعلياً وفكها من كل شبه قيد، لأن طالما النفس مقيدة بقيود الذهن المُظلم، فأنها تسير في ليل عدم الفهم الروحاني، وبالتالي لا تستطيع ان تعبد الله عبادة حقيقية مقبولة، لأنه كيف لإنسان يحيا في الظلمة يرى ويبصر وينظر أي شيء، لأن النفس المُعتمة بليل ظلمة هذا الدهر كيف ترى وتنظر إنجيل نور المسيح الذي هو صورة الله، فتنطبع ملامحه فيها وتتغير إليه، فتصير شبهه وتحيا به، ويصير الإنجيل له طعم خاص تتذوقه سراً في داخلها بالروح والحق، لأنها في تلك الساعة (وقت استنارتها) تعيش سرّ الإنجيل، وتصير هي نفسها إنجيل الله المقروء من جميع الناس.
v الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تُضيء لهم أناره إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله. (2كورنثوس 4: 4)
فالنفس التي لم تنظر بهاء نور الابن الوحيد ولم ينفتح ذهنها على الحق الإلهي بالروح
ولم تدخل بعد في سرّ حُرية مجد أولاد الله في المسيح يسوع، فأنها لا تقدر حقاً أن تُميز الأمور المتخالفة بمقارنة الروحيات بالروحيات مهما ما كان لديها من معرفة موسوعية علمية وأكاديمية، بل وعقائدية سليمة وصحيحة تمام الصحة، حتى ولو كان عندها حرية إنسانية طبيعية وانفتاح فكري ووعي إنساني عالي، فبكونها ما زالت تتبع الحس الإنساني حسب الإنسان الطبيعي، فدائماً تحكم في الأمور من خلال الجسديات والحسيات، بل وأيضاً أحياناً كثيرة تحكم بما تصدقه من غيبيات حسب فكر الناس أو ما تربت عليه من أفكار وعادات، أو حتى صار لها إمكانيات فكرية واسعة.
لأنها في النهاية ستُقارن الروحيات وتشرحها في حدود إمكانيتها وذكائها الخاص بمعزل عن الله الحي،
وتظن أنها في قمة الروحيات وتُدافع عن الحق التي تغضب لأجله حتى تهتاج على الناس وتود أن تمحوهم من أمامها لأنها تغير غيرة الله كما ترى (أي حسب الرؤية الشخصية)، أو أحياناً تنطوي على ذاتها وتحيا في معزل عن الآخرين ولا تقدر أن تصنع شركة معهم، بل ولا تُريدها من الأساس، لأنها تشعر – في ذاتها وتفردها – أنها مكتفيه ولا تُريد أن تُقيم علاقة مع المتخلف فكراً عنها، مع أن في الواقع الروحي هي تعمل في اتجاه مُخالف ومُغاير تماماً للحق، لأنها تحيا في معزل عن النور وتسلك في ظلام الليل الذي لا يقدر أحد فيه أن يُميز الطريق الصحيح من الباطل، لذلك فأنها – بالضرورة في تلك الحالة – لا تستطيع أن تُميز قصد الله من قصد الناس، ولا فكر المسيح الرب من الفكر الفلسفي الخاص.
فانتبهوا جداً أيها القراء الأعزاء،
لأن في المعرفة الإلهية الحقيقية نور خاص مُشرق بالحرية ببهاء المجد الإلهي الفائق والمُفرح للنفس جداً، إذ أن عمل المعرفة هنا هو نقل الإنسان من المنظور الحسي للغير منظور الفائق حس الإنسان الطبيعي، أي السماوي الذي يفوق كل إمكانيات الإنسان المولود من الجسد.
ففي المعرفة الإلهية نور يُميز ويفصل بدقة شديدة ما بين الخير حسب الله والخير المشوش الممزوج فيه سم الحية،
أو الخير الذي حسب الإنسان الطبيعي وهو في اسمى صوره، لأن الذهن المستنير بالنور الإلهي يلتصق بالصلاح التصاقاً وينجذب للمحبة الإلهية جذباً، تلك المحبة التي تقوده وحدها في طريق العدل الإلهي بغيرة التقوى، فيدخل مع أعضاء المسيح الرب في شركة حقيقية إذ يصير من عائلة الله وأهل بيته فينمو في استنارة المعرفة الإلهية التي لا حد لها.
وكلما يتعمق يعشق أن يُنادي على الجميع بقوة الحب المنسكب في قلبه بالروح القدس
لكي يأتوا لمسيح القيامة والحياة، مسيح الحرية، ليشاركوه هذا المجد الفائق باستنارة المعرفة الحقيقية، لأنه لا يقدر أحد على أن ينعزل وحده ولا يسعى لشركة الآخرين في النور وحياة القداسة، لأن سرّ المسيح يظهر في الوحدة الحقيقية، لأن إرادة الله ومشيئته هو أن يكون الجميع واحداً فيه؛ فعلامة من دخل في استنارة المعرفة الحقيقية هو شوقه ولهفته أن يُجمع لا أن يُفرق، أن يضم لا أن يحرم، أن يُقرَّب لا أن يبعد، أن يُشارك لا أن يعزل[1].
v كُفَّ يَا ابْنِي عَنِ الإِصْغَاءِ إِلَى التَّعْلِيمِ الَّذِي يُضِلُّكَ عَنْ كَلِمَاتِ الْمَعْرِفَةِ؛ رَأْسُ الْحِكْمَةَ مَخَافَةَ الرَّبِّ، والفهم صالح لكل من يعمل به وتقوى الله هي بدء الفهم؛ مَعَ أَنَّ الذَّهَبَ مَوْجُودٌ واللآلئ كَثِيرَةٌ، فَإِنَّ الشِّفَاهَ النَّاطِقَةَ بِالْمَعْرِفَةِ جَوْهَرَةٌ نَادِرَةٌ؛ الحكمة تسكب المعرفة وعلم الفطنة، وتُعلي مجد الذين يملكونها. (أمثال 19: 27؛ 1: 7؛ 20: 15؛ سيراخ 1: 24)
v وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله. (أفسس 3: 19)
v كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة. اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية، هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة. ولهذا عينه وأنتم باذلون كل اجتهاد قدموا في إيمانكم فضيلة، وفي الفضيلة معرفة، وفي المعرفة تعففاً، وفي التعفف صبراً، وفي الصبر تقوى. وفي التقوى مودة أخوية، وفي المودة الأخوية محبة[2]. لأن هذه إذا كانت فيكم وكثرت تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح. لأن الذي ليس عنده هذه هو أعمى قصير البصر، قد نسي تطهير خطاياه السالفة. لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين، لأنكم إذا فعلتم ذلك لن تزلوا أبداً. لأنه هكذا يقدم لكم بسعة دخول إلى ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الأبدي. (2بطرس 1: 3 – 11)
_____________________________
[1] ويلٌ لكم أيها الناموسيون لأنكم أخذتم مفتاح المعرفة، ما دخلتم أنتم والداخلون منعتموهم (لوقا 11: 52)
[2] عَلَيْكُمْ أَنْ تَبْذُلُوا كُلَّ اجْتِهَادٍ وَنَشَاطٍ فِي مُمَارَسَةِ إِيمَانِكُمْ حَتَّى يُؤَدِّيَ بِكُمْ إِلَى الْفَضِيلَةِ، وَاقْرِنُوا الْفَضِيلَةَ بِالتَّقَدُّمِ فِي الْمَعْرِفَةِ، وَالْمَعْرِفَةَ بِضَبْطِ النَّفْسِ، وَضَبْطَ النَّفْسِ بِالصَّبْرِ، وَالصَّبْرَ بِالتَّقْوَى، وَالتَّقْوَى بِالْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ، وَالْمَوَدَّةَ الأَخَوِيَّةَ بِالْمَحَبَّةِ – ترجمة تفسيرية
 
قديم 19 - 09 - 2018, 03:07 PM   رقم المشاركة : ( 21509 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مَنْ أوقَعَ أحدَ هَؤُلاء الصِّغارِ المُؤمِنينَ بـي في الخَطيئَةِ


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







انجيل مرقس ظ© / ظ£ظ¨ – ظ¥ظ*
” فقالَ لَه يوحنَّا يا مُعَلِّمُ، رأينا رَجُلاً يَطرُدُ الشَّياطينَ با‏سمِكَ فَمنَعناهُ، لأنَّهُ لا يَنتمي إلينا. فقالَ يَسوعُ لا تَمنعوهُ فما مِنْ أحدٍ يَصنَعُ مُعجزَةً با‏سمي يتكَلَّمُ عليَّ بَعدَها بِالسُّوءِ. مَنْ لا يكونُ علَينا فهوَ معنا. ومَنْ سقاكُم كأسَ ماءٍ با‏سمي لأنَّكُم للمَسيحِ، فأجرُهُ، الحقَّ أقولُ لكُم، لن يَضيعَ. وقالَ يَسوعُ مَنْ أوقَعَ أحدَ هَؤُلاء الصِّغارِ المُؤمِنينَ بـي في الخَطيئَةِ، فخَيرٌ لَه أنْ يُعلَّقَ في عُنُقِهِ حجَرُ طَحْن كبـير ويُرمى في البحرِ. فإذا أوقَعَتكَ يَدُكَ في الخَطيئَة فا‏قْطَعْها، لأنَّهُ خَيرٌ لكَ أنْ تدخُلَ الحياةَ ولكَ يدٌ واحدَةٌ مِنْ أنْ تكونَ لكَ يَدانِ وتَذهَبَ إلى جَهَنَّمَ، إلى نارٍ لا تَنْطَفِـئُ [حَيثُ الدّودُ لا يموتُ والنـارُ لا تَنْطَفِـئُ]. وإذا أوقَعَتكَ رِجْلُكَ في الخَطيئةِ فا‏قطَعْها، لأنَّهُ خَيرٌ لكَ أنْ تَدخُلَ الحياةَ ولكَ رِجْلّ واحدةٌ مِنْ أنْ تكونَ لكَ رِجلانِ وتُرمى في جَهَنَّمَ، [حيثُ الدّودُ لا يَموتُ والنـارُ لا تَنطفِـئُ]. وإذا أوقَعَتكَ عَينُكَ في الخَطيئَةِ فا‏قلَعْها، لأنَّهُ خيرٌ لكَ أنْ تدخُلَ مَلكوتَ اللهِ ولكَ عَينٌ واحِدةٌ مِنْ أنْ تكونَ لكَ عَينانِ وتُرمى في جَهَنَّمَ. حَيثُ الدّودُ لا يَموتُ والنـارُ لا تَنطفِـئُ. فكُلُّ واحدٍ يُملَّحُ بِنارٍ. المِلحُ صالِـحٌ ولكِن إذا فَقدَ مُلوحَتَهُ، فبِماذا تُملِّحونَهُ فليكُنْ فيكُم مِلحٌ. وسالِموا بَعضكُم بَعضًا.”
التأمل: “مَنْ أوقَعَ أحدَ هَؤُلاء الصِّغارِ المُؤمِنينَ بـي في الخَطيئَةِ…”
من أوقع. حرفيًا: من شكّك. حجر طحن كبير. حرفيا: رحى الحمار. الحمار يدور به لأنه كبير (كان هناك رحى صغير يُدار باليد). هذا يدلّ على العقاب الكبير الذي يستحقّه من يوقع بالصغار من المؤمنين. (حواشي شرح الكتاب المقدس، الترجمة العربية المشتركة).
المؤمنون الصغار هم كالاطفال، أمانة في عنق الكبار. اذا كيف يمكن تشكيك (الايقاع) الصغار؟
عندما نعيش حياة مزدوجة، أمام الناس الكبار نظهر بمظهر الحملان وأمام الصغار نكون كالذئاب. نبتسم للناس الكبار، لا بل نحيطهم بالعطف والمودة، نقبّل أيديهم، نمسح جوخهم، نبيض وجهنا معهم، نعلن لهم الولاء والانبطاح ( نحن خرطوشة فردك.. دبوسة عصاك..بالدم بالروح نفديك) أما في البيت فنستأسد على المرأة، على الاطفال، على كبار السن…

عندما نسمح للمرارة بالتغلغل إلى حياتنا الباطنية حيث ننفجر غضبا على الضعفاء بيننا، اذ نعتبرهم ” فشة خلق” يجوز لنا رميهم بكل أنواع العنف والتجريح.
عندما نُدخل الصغار في صراعاتنا، نأمرهم أن يقاطعوا ابن الجيران، أو ابن العم، أو أحد الاقارب، لاننا اختلفنا مع أهله..
كم من الاطفال هم ضحايا عشرة الكبار الرديئة؟ (الكبار الشتامون، المعربدون، الزناة، المقامرون، المجرمون، تجار المخدرات، المهربون ، تجار البشر والموت، المزورون…)
كم من الاطفال هم ضحايا تحامل الكبار وقلة ضميرهم؟؟ الذين ينتجون المواد الاباحية أو الافلام العنيفة. هل يفكرون بحماية الاطفال من شر أفعالهم؟ هل يدرون ما هو الاثر على نموهم وتنشئتهم الاخلاقية؟ ألا يعلمون أن السبب الاول لانتشار الجريمة هو الانحلال الاخلاقي للأهل والمربين ووسائل الاعلام؟؟
لا يوجد مجرم بالفطرة، انما يصبح كذلك نتيجة العشرة الرديئة والشر الذي يتسرب له من الكبار.(الاباء يأكلون الحصرم والابناء يضرسون).

نصلي لك يا رب
أن تحفظ الصغار من شر الكبار،
لا تسمح لأحد أن يشككهم،
أو ينزع منهم صفاء نفوسهم وطهارة قلوبهم…
نذكر أمامك الاطفال المشردين الذين لا مأوى لهم،
المهجرين من ديارهم، المرذولين من أهلم،
الذين يعانون من سوء التغذية، ضحايا العنف، والفقر،
والاعتداء الجسدي والجنسي، الذين هم خارج المدارس،
الايتام، المعوقين، الذين يعانون من أمراض مزمنة،
أو عقد نفسية موروثة…
كن لهم يا رب الاب الحنون، العطوف،
كي يجدوا حياتهم التي يستحقونها ويعيشوها
بالمجد والعزة والكرامة.
آمين.
 
قديم 19 - 09 - 2018, 03:08 PM   رقم المشاركة : ( 21510 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نصلي لك يا رب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أن تحفظ الصغار من شر الكبار،
لا تسمح لأحد أن يشككهم،
أو ينزع منهم صفاء نفوسهم وطهارة قلوبهم…
نذكر أمامك الاطفال المشردين الذين لا مأوى لهم،
المهجرين من ديارهم، المرذولين من أهلم،
الذين يعانون من سوء التغذية، ضحايا العنف، والفقر،
والاعتداء الجسدي والجنسي، الذين هم خارج المدارس،
الايتام، المعوقين، الذين يعانون من أمراض مزمنة،
أو عقد نفسية موروثة…
كن لهم يا رب الاب الحنون، العطوف،
كي يجدوا حياتهم التي يستحقونها ويعيشوها
بالمجد والعزة والكرامة.
آمين.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024