منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 01 - 2023, 05:49 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,056





مَنْ قَريبي؟




مَنْ قَريبي؟


أَيُّهَا الأحبّةُ جَميعًا في الْمَسيحِ يَسوع. يَبْدَأُ يَسوعُ رِسَالتَهُ العَلَنِيّة حَيثُ انْتَهى يُوَحنّا الْمَعمَدان! فَفي الفَصلِ الثَّالِثِ مِن بِشَارَةِ الإنجيليِّ مَتّى، نَسمَعُ الْمَعمَدانَ يُنادي إلى التّوبَةِ قائِلًا: ﴿تُوبوا، قَد اقتَرَبَ مَلكوتُ السّموات﴾ (متى 2:3). وَها نَحنُ في الفَصلِ الرّابعِ مِن البِشَارةِ عَينِها، نَسمَعُ الْمسيحَ يَدعو أيضًا، فَيَقول: ﴿تُوبوا، قَد اقْتَرَبَ مَلكوتُ السَّموات﴾ (متّى 17:4).

وَهَذا إنْ دَلَّ عَلَى شَيء، إنَّما يَدلُّ عَلَى أنَّ الصِّلَةَ الجامِعَةَ بينَ يوحنّا والْمَسيح، لَم تَكُن فَقط صِلةَ قرابَةٍ بَشريّة، بَل أَيضًا صِلَةً رُوحيّةً أَعمَقَ وَأَمتَنْ، فِكَلاهُما يَشترِكَانِ في الدَّعوَةِ عَينِها: (تُوبوا)، وَالبُشرَى عَينِهَا: (قَد اقتربَ مَلكوتُ السَّمَوات)، وَأيضًا في الْمَصيرِ عَينِه، فَكِلاهُما قَضَيا شَهيدَينِ لأجلِ كَلِمَةِ الحقّ، الّتي كَرِهَهَا كثيرون.

وَيُشيرُ أَيضًا إلى أنَّ الْمَسيحَ جَاءَ مُتَمِّمًا للشّريعةِ والأنبياء. فَالْمَعمَدَانُ هُوَ الجِسرُ الرّابِطُ بينَ العَهدَين: عَهدِ الشّريعةِ والأنبياء، العَهدِ القديم. وَعهدِ النِّعمَةِ العَهدِ الجَديد، الّذي افْتَتَحَهُ يَسوعُ الْمَسيح، مُحقِّقًا بذاتِهِ كُلَّ مَا جاءَ بِه الأنَبيَاءُ. وَلِذلكَ قَال: ﴿مَا جِئتُ لِأُبطِلَ الشّريعةَ أو الأنبياء، بَل لِأُكمِل﴾ (متّى 17:5)، فَفيه كَمُلَ كُلُّ شَيء. والْمَعْمَدَانُ كَانَ الصَّوتَ الأقربَ زَمانيًّا وَمَكَانيًّا، الْمُنادي للاستِعدادِ لاسْتِقبالِ الْمسيحِ الْمُتَمِّم: ﴿أَعِدّوا طَريق الرّبِّ، واجْعَلوا سُبُلَهُ قَويمة﴾ (متّى 3:3).

القَراباتُ بَينَ النّاس عَديدة. هُناكَ قَرَاباتٌ دَمَويّة عَائِليّة، وَهُنَاكَ قَرَابَاتٌ مَنَاطِقيّة وَمَكَانيّة، وَهُناكَ قَرَاباتٌ فِكْريّة وإيديولوجيّة...إلخ. وَلَكِن مَا يَهُمُّنا أكثر، هوَ القرابَةُ والصّلَةُ الرّوحيّةُ والإيمانيّة. فَمَا يَجمَعُنا وَيَربِطُنا عَلى كَثرَتِنا، هوَ إيمانُنا بالْمَسيحِ يَسوع! هَذِهِ هيَ القَرَابَةُ الأمتَن: هيَ صِلَةٌ بالْمسيح. فَنَحنُ جَميعًا نُؤمِنُ بِمسيحٍ واحِد، لَم يَنْقسِم ولم يَتَجَزّأ، وإنْ تَجزَّأَ أَتْبَاعُهُ لأسبابٍ عَديدَة، مَع كُلِّ أسف. وَلِهذَا نَحنُ نُصَلّي دَومًا لأجلِ إعادَة الوَحدَةِ بينَ الْمَسيحيّين، وَخُصوصًا خِلالَ هَذَا الأسبوع، أُسبوعِ الصّلاةِ لأجلِ الوَحدة، والّذي يَسْتَمِرُّ حتّى الخَامسِ والعشرين مِنْ هَذَا الشَّهر.

وفي الوَقتِ الَّذي تَتَعَالى الصَّلَواتُ وَالأصواتُ الْمُنَادِيَةُ إلى الوَحدَة، نَسْمَعُ أَصوَاتًا أُخْرَى، هُنا وَهُناك، كَالزّوؤانِ تَطلُّ بِرَأْسِهَا بَينَ القَمْح، تُنَادِي بِالتّفرِقَةِ وَتُمارِسُها، وَتُعمِّقُ التَّجزِئةَ بَينَ أَعْضَاءِ الْمَسيح، وَتُنَمِّي وَتُغَذّي رُوحًا طَائِفيّةً كريهَةً بَغيضَة. لِذلِك، تَجِدُ مَنْ يَسْعى لِأنْ يُقرِّبَ وَيَجمِع، وتَجدُ أَيضًا مَن يَعمَلُ لِكَي يُفَرِّقَ وَيُبَدِّد!

طُرِحَ السّؤالُ عَلَى الْمَسيحِ مَرَّةً: ﴿مَن قَريبي؟﴾ (لوقا 29:10)، فَضَربَ مَثلَ السّامريِّ الرّحيمِ جَوابًا (راجع لوقا 25:10-37). فَالقُربُ والصِّلَةُ بينَ النَّاسِ مَوَاقِف، وَلَيسَت قَرابَاتٍ دَمَويّة وَعَائِليّة، أَحيانًا تَضُرُّ ولا تَنْفَع. ولَنا في هَذا الشّأنِ أمْثِلَةٌ كَثيرة. فَأَحيانًا تَجِدُ أَوّلَ الْمُعتَدين وَالظَّالِمين وَهاضِمي الحقوق هُمُ الأقرباء: آَبَاءٌ وأُمَّهاتٌ، وَإخوةٌ وَأَخَواتٌ، وَأَعمَامٌ وَعَمَّات، ظَلَموا وَقَسوا وَمَا أَشْفَقوا. فَانْطَبِقَ عَلَيهِم قَولُ الْمَسيح: ﴿فَيَكونُ أَعَداءُ الإنْسانِ أَهلُ بَيتِه﴾ (متّى 36:10). وفي الْمُقَابِل، تَجِدُ أُناسًا كُنَّا نَراهُم غُربَاء، نَصَروا وَسَانَدوا، وَصَبّوا رَحمةً وَرَأفَةً، عَلَى جِرَاحِنَا وَآَلامِنَا. هُنَا تَظهرُ مَعادِنُ النَّاس، فَتُدْرِكُ مَن كَانَ قَريبًا وَحَبيبًا، وَمَنْ كَانَ مُجرّدَ مُمثِّلٍ دَجَّال، انْكَشَفَ أَمْرُهُ القَبيح وَسُوءُ نَوَايَاه.

القَرابَةُ الحَقيقيَّة هيَ قَرابَةٌ في الْمَسيح! ولَيسَ كُلُّ الَّذينَ يَتَعَبَّدون هُم أَقْرِباءُ الْمسيح. أَلَم يَقل الرّبُّ عَلى لِسَانِ نَبَيّهِ أَشعيا: ﴿هَذا الشّعبُ يُكْرِمُني بِشَفَتيه، وَقَلبُهُ بَعيدٌ مِنّي﴾ (أشعيا 13:29). فَالَّذي لا يَرْحَم وَلا يَغْفِر، ولا يُسَامِحْ وَلا يُصَالِح، وَلا يَرأَف وَلا يُشْفِق، كَيفَ لَهُ أَنْ يَكونَ قَريبَ الْمَسيح؟! اَسْتَغرِب مِنَ البَعض، تَجِدُهم أَوّلَ النَّاسِ الْمُصْطَفّين لِقُبولِ الْمُنَاوَلَة الْمُقَدَّسة، وَهُمْ كَارِهونَ قُسَاةُ القُلوب، لا يُسَامِحونَ ولا يُصَالِحونَ، كَاظِمونَ يَحفَظونَ العَدَاوَة، ولا يُدْركونَ أَنّهم يَتَنَاوَلونَ دَيْنونَةَ نُفوسِهم، في جَهَنَّمَ الأبَديَّة، وَبِئسَ الْمَصير!

مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكونَ قَريبَ الْمَسيح، وَجَبَ عَلَيه أَنْ يَسلُكَ في القَدَاسةِ. أَمَّا الجَمعُ بَينَ الْمُتَنَاقِضَات فَلا يَنفع! مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكونَ قَريبَ الْمَسيح، وَجَبَ عَلَيه أَنْ يَسيرَ كَمَا أَوصَى وَبَما أَوصَى الْمَسيح. مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكونَ قَريبَ الْمَسيح، وَجَبَ عَلَيه أَنْ يَتبَعَ الْمسيحَ كُلَّ العمر وإلى الْمُنْتَهى، بما يَعنيه ذَلِكَ مِن تَعبٍ وألمٍ وَضِيقٍ وَشِدّة، مُسْتَعِدًّا لأشكالِ الرَّفضِ والإهانَة، وحتّى الْموتِ في سبيلِ اسمِ يَسوع.



رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
طُرِحَ السّؤالُ عَلَى الْمَسيحِ مَرَّةً: ﴿مَن قَريبي؟﴾ (لوقا 29:10)
مثل السامري الرحيم ومَن قَريبي؟
وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً"
"وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا "
لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ إمْرَأَةً


الساعة الآن 04:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024