منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14 - 03 - 2018, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 20391 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,086

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الفرح بالنّور الحقيقي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أتى نيقوديموس إلى يسوع في الليل. وقد لمس معنى أن تقف في نور الحقيقة وألّا تفضّل الظّلام على النور.
في الظّلام نسير بحذر وقد نتعثّر. أمّا في النور فكل شيء واضح وجلّي أمامنا. إن كنّا نعيش في ظلامٍ روحيّ فلن نتمكن من معرفة الخير من الشّر والحقيقة من الوهم حيث سيبدو العالم قاتمًا ولا لون له.
أمّا في النور فنرى الصواب مباشرة ونفهم ما الذي ينتظرنا. عندما التقى نيقوديموس بيسوع الذي أحبه وشفاه لم يعد لديه أي سبب للخوف من النور.


 
قديم 14 - 03 - 2018, 05:51 PM   رقم المشاركة : ( 20392 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,086

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الفرح بإيجاد ملجأ
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


“أشعر بفراع ولا أجد الراحة في أي مكان.” جملة لطالما سمعناها من الكثيرين وحتّى من أنفسنا.
ترانا تبحث عن ملجأ وعن وطن يحضننا ويشعرنا بالأمان. عندما نبتعد عن الله نشعر بالغربة وألم المنفى.
نشعر بالانفصال عن العالم. جماله يأسرنا ولكنه غير كاف أبدا. ننعم بخيره إلى أن يخيبنا. نحن نعلم أن هناك بيتًا أعمق ننتمي إليه حقًا.
هذا الاغتراب المزعج يبدأ في التراجع عندما نلتقي مع يسوع. معه فقط نجد المكان الذي نبحث عنه. مع يسوع سنجد الجمال المطلق والخير المطلق والحقيقة المطلقة.
 
قديم 14 - 03 - 2018, 05:53 PM   رقم المشاركة : ( 20393 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,086

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من ابتكر مراحل درب الصليب؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كما ابتكر القديس فرنسيس الأسيزي المغارة الميلادية كذلك فعل بالنّسبة لدرب الصليب وهي الطريقة الأولى لإعادة إحياء ذكرى آلام المسيح.
درب الصليب رتبة طقسية تقام في زمن الصوم الكبير وفي أسبوع الآلام في الكنيسة أو على الطرقات العامة. تقرأ فيها نصوص صلب المسيح على أربع عشر مرحلة تجسّد آلام المسيح على درب الجلجلة وصولًا إلى موته على الصّليب.
لطالما بكى القديس فرنسيس الأسيزي بينما كان يفكّر في جروح المسيح “علامات حب ابن الله اللامتناهي للجميع”. باتحاد مع المسيح شجع فرنسيس إخوته على استذكار آلام المسيح من خلال الأفعال.
شجّع القدّيس فرنسيس إخوته على إحياء درب الصليب لمشاركة المسيح في آلامه والصّلاة على نية كل متألم أينما كان. وصل الرهبان الفرنسيسكان إلى الأراضي المقدسة خلال علم 1220 وفي سنة 1347 استقروا في بيت لحم بشكل منظم ورسمي في كنيسة مغارة المهد. الفرنسيسكان دعوا المؤمنين إلى المشاركة في رتبة درب الصّليب.
تدريجيًا تحولت هذه العملية إلى سلسلة من التأملات في مراحل آلام المسيح. أقام الفرنسيسكان درب الصليب في الطرقات العامة حيث حمل المؤمنون صور تجسد كل مرحلة من مراحل آلام المسيح على درب الجلجلة. مراحل درب الصليب شهدت تبدلًا مع مرور الوقت إلّا أن نقطة التحوّل حصلت خلال القرن الخامس عشر.
خلال عام 1731 أعطى البابا كليمنت الثاني عشر الإذن لإقامة رتبة درب الصّليب في كنائس أخرى حيث حدد عدد المراحل بأربع عشر مرحلة.
 
قديم 14 - 03 - 2018, 06:05 PM   رقم المشاركة : ( 20394 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,086

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ارفع الصلاة هذه قبل العودة إلى العمل
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نسألك يا رب
أن تسبق أعمالنا بإلهامك
وتصحبها بمعونتك لكي تبتدىء منك
وتنتهي بك
جميع صلواتنا وأفعالنا دائماً
بالمسيح ربنا
آمين
 
قديم 16 - 03 - 2018, 05:20 PM   رقم المشاركة : ( 20395 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,086

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

معاملة الملوك

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
معاملة الملوك
قد تتبدّل حياة المرء بين لحظة وأخرى وهذا ما حصل مع الشّابة “ماريا” التي كانت تعمل في مطعم في تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية. كان ذلك اليوم يوم عمل عادي إلى حين دخول رجل مُسن المطعم. رائحة الرجل الذي كان يسير بصعوبة كانت كريهة، مما دفع بالحاضرين إلى التهامس فيما بينهم.
بحث الرجل عن طاولة واتخذ لنفسه مقعدًا. وما أن جلس حتّى تصاعدت معارضات الحاضرين الذين أبدوا انزعاجهم من وجوده في المكان.
ولكن ما أن لاحظت “ماريا” وجود المتسوّل المُسن حتى رحّبت به بابتسامة عريضة وكأنّه زبون عادي. وبينما تذمّر الجميع من رائحته الكريهة اقتربت ماريا من الرجل، وقالت له:
“اسمي ماريا... إن كنت تحتاج أي شيء، أنا هنا لخدمتك”.
ما أن أنهت كلامها حتّى تبدّلت ملامح العجوز، وبدت علامات الراحة ظاهرة على وجهه. كيف لا والرجل كان يتوق للشعور بأن أحدًا ما يعامله كإنسان وليس كمتسوّل.
المسؤول عن خدمة الزبائن حذّر ماريا من أنّه في حال امتناع المتسول عن دفع الحساب، فعليها هي أن تفعل ذلك. ولكن بدون اكتراث لكلامه سارعت ماريا إلى تقديم طبق شهّي وكوب من القهوة للرجل قائلة:
“لا تهتم للحساب. هذا الطّعام هو تقدمة محبَّة مني”.
تناول الرجل طعامه بسعادة وغادر المكان شاكرًا. لم تنطق ماريا بكلمة، واقتربت من الطاولة لتنظيفها، فوجدت رسالة تركها الرّجل ومعها مبلغ قدره مئة دولار وبطاقة تعريف شخصية.
وإليكم ما جاء في الرّسالة:

“العزيزة ‹ماريا› أنا أحترمك جدًا، أنت محترمة وتحترمين الآخرين. من الواضح من خلال طريقة تعاملك مع الآخرين أنك وجدتي سرّ السّعادة. لفتاتك الطّيبة تجعلك مقبولة لدى الآخرين بسهولة. أقدم لك فائق الاحترام وأشكرك على الفطور. والأهم من ذلك أشكرك على ابتسامتك ولطفك”.
بطاقة التّعريف الشخصية كانت تعود لصاحب المطعم نفسه، الذي قام بالتنكر وتمويه مظهره، لمعرفة كيف يعامل موظفوه الزبائن نظرًا لمظهرهم.
صاحب المكان قرَّر ترقية ماريا حيث تولّت منصبًا إداريًا.
لا تحكموا على الأشخاص من خلال مظهرهم الخارجي، وافعلوا كل ما في استطاعتكم من أجل مَنْ هم أكثر حاجة :
«فَإِذًا حَسْبَمَا لَنَا فُرْصَةٌ فَلْنَعْمَلِ الْخَيْرَ لِلْجَمِيعِ، وَلاَ سِيَّمَا لأَهْلِ الإِيمَانِ»
(غلاطية6: 10).

عندما قرأت قصة ماريا وصاحب المطعم تذكَّرت أنه منذ أن تبوأ الملك عبد الله الثاني بن الحسين عرش الأردن عام 1999، عُرِفَ عنه أنه يتنكر أحيانًا، ويقصد الأماكن العامَّة، وغرضه أن يتحدَّث إلى عامَّة الناس ليعرف ما يُفكِّرون فيه، ويطَّلع على الطريقة التي بها يُعامل الموظَّفون الرسميّون مواطنيهم. وكثيرًا ما تفقد الملك الشابُّ المستشفيات والمكاتب الحكوميَّة، ليطَّلع بنفسه على الخدمات التي تؤدَّى هناك.
وقد خطرت هذه الفكرة للملك لمَّا كان في نيويورك. فهو لم يتمكَّن مِن مغادرة الفندق الذي ينزل فيه بغير أن يُحيط به جمهورٌ من الناس، ولذلك انسلَّ منه متنكرًا، أكثر مِن مرَّة، ونجحت الفكرة، فجرَّبها في بلده.
وقالالملك عبد الله إنه منذ بدأ هذه الممارسة، أخذ الموظَّفون الرسميّون في الدوائر الحكومية والعاملون في المستشفيات، يُعاملون جميع الناس مُعاملة الملوك.
وفي إنجيل :
(متى25: 31-46)

قال الرب يسوع المسيح إنه عندما يرجع الأرض كي يملك، فسوف يُحاكم جميع الشعوب الأحياء آنذاك. وقد قال - تبارك اسمه - إن معيار المحاكمة وقتئذٍ سوف يكون كيفية معاملة الناس له، حين كان جائعًا وعطشانًا وغريبًا وعريانًا ومريضًا ومحبوسًا. وسوف يسأله مَن يُحاكَمون أمامه، متى رأوه في مثل تلك الأحوال، فيقول لهم:
«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:

بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ»
(متى25: 40).

إن الأمر الأهم في مقاييس الرب يسوع سيكون عندئذٍ - ليس المعرفة المُكتسبة، أو الشهرة التي يتمتع بها البعض، أو الثروة التي اقتنوها، لكن الأمر الأهم هو المعاملة ومقدار المُعاونة والمُساعدة التي قدَّموها للآخرين. وهي معونة في أمور بسيطة، يمكن لأي إنسان أن يؤدّيها، مثل تقديم وجبة طعام لجائع، أو كأس ماء بارد لعطشان، أو استقبال غريب والترحيب به، أو زيارة المريض، أو افتقاد السجين. إنها مجرد خدمات بسيطة لمواجهة ما يحتاج إليه الناس يومًا فيومًا.
ونلاحظ أن الذين قاموا بهذه الأعمال لم يخطر ببالهم أنهم يُساعدون المسيح، ومحبتهم لم تتطلع إلى المجازاة، ولم تكن عيونهم مثبتة على المكافآت. كانت خدماتهم طبيعية، نابعة من قلب مُحبّ. وهذا هو الفارق بين الأعمال الصالحة النابعة من حياة الإيمان، والأعمال الصالحة التي يقول عنها الكتاب إنها :

“أعمال ميتة”
لأنها تأتي مُتكلّفة من أصحابها، ظانين أنهم ينالون بها بركات سماوية، وهم في هذا لَمخطئون :
(عبرانيين6: 1).
إن الخدمة التي يرضى عنها الرب هي تلك التي يؤديها المؤمن بلا دافع غير الخدمة ذاتها، وهي نتيجة لحلول المسيح في القلب بالإيمان، واكتساب المؤمن طبيعة جديدة، هي طبيعة المسيح الأدبية، فهو - له كل المجد -
«لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ»
(مرقس10: 45).
والرب يسوع قال إن كل خدمة من هذا القبيل، هي خدمة له شخصيًا. وكل امتناع عن تقديم مثل هذه الخدمة، هو امتناع عن خدمته شخصيًا.

أيها الأحباء...
إن الربَّ - بكلامه وقدوَّته - قد علَّمنا أنه مَعنيٌّ فعلاً بكيفية معاملتنا للآخرين، ولهذا ينبغي لنا أن نُعامل جميع الناس بلطفٍ وعطفٍ حقيقيين. فلنُعامل الناس إذًا مُعاملة الملوك لعل المسيح يأتي إلينا، ليمتحن - من خلالهم - أخلاقنا المسيحية!

* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
قديم 16 - 03 - 2018, 05:21 PM   رقم المشاركة : ( 20396 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,086

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل الإنسان مُصير أم مُخير


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل الإنسان مُصير أم مُخير
اعتدنا على أنهم فقط س و ج؛ فسين هي السؤال، وجيم هي الإجابة، ولكن في زمننا هذا احتجنا إلى ص بينهما؛ وصاد هي صحح المعلومات في ذهنك قبل أن تجيب السؤال بلسانك.


الإشكالية الانتقائية
ما زال السؤال الموجود في صدر المقال، يسبِّب إشكالية كبيرة تشغل الأذهان، وازدادت الإشكالية حِدَّة، عندما كثُرت الأحداث غير المفهومة في أيامنا، سواء كانت كوارث طبيعية (أعاصير أو زلازل أو ...)، أو أنماط سلوكية (شذوذ أو إدمان أو ...)، أو نزاعات سياسية (حروب أو تهجير أو ...).
وقد لاحظت أن هذه الإشكالية تخضع لانتقاء المواقف؛ فالإنسان يريد أن يكون مخيَّرًا في المتعة والحرية وعدم المساءلة، ويظل شعاره:
“أنا حر أفعل ما أريد وقتما أريد”
ولكن عندما تهاجمه كارثة أو مصيبة، يُلقي اللوم مباشرةً على الرب، ولسان حاله:
“أنا أريد وأنت تريد والرب يفعل ما يريد”.

القدر الإجباري
والحقيقة أن من يقولون أن الإنسان مُصيَّر (أي محدَّد المصير) في كل شيء، يبنون منطقهم على أنه هناك الكثير من الأمور التي يولد بها الإنسان، ولم يكن له دخل في اختيارها؛ فهو لم يختَر جنسه، ولا عائلته، ولا شكله، ولا مكان وتاريخ ميلاده، ولا حتى دينه أو عقيدته.
ولكن لا يبدو هذا المنطق بريئًا كما يبدو، لأن أصحابه ينفون من ورائه أي مسؤولية أدبية أو أخلاقية على الإنسان؛ فالمسكين مُصيَّر ومسلوب الإرادة، وليس له أي اختيار في هذه الحياة، وبالتالي فلا قيمة لأي وصايا له، ولا داعٍ لأي دينونة عليه، ولا معنى لخطية تصدر منه. والعجيب أن هؤلاء المتفلسفون قد يستخدمون بعض آيات الكتاب المقدس بشكل مغلوط محاولة لإثبات رأيهم.
والحقيقة أن الرد الحاسم على من ينزعون حرية الإرادة من الإنسان، يمكن أن يكون من خلال الواقع المُعاش، صحيح أن الإنسان يكون منزوع الاختيارات خلال فترة طفولته؛ فوالديه يختاروا له أكله، وشربه، ومدرسته، وملابسه الأكبر من مقاسه، لكن بنضوج الإنسان يبدأ في اختيار كليته، وبالتبعية عمله، ثم شريك حياته، وفي كل هذه الاختيارات يتحمل الإنسان مسؤولية اختياراته؛ إذًا فالإنسان مُخيَّر وليس مُصيَّر.

المخاطرة الإلهية
الرب لم يخلق الإنسان آليًا دون فكر أو إرادة أو مشاعر، مع أنه كان الاختيار الأسهل للرب ، ووقتها لن تكون هناك معصية تهين قداسته، أو فساد يزكم أنفه، ولكنها ستكون أيضًا قمة الإهانة للرب ؛ وستظهره بصورة سادية وديكتاتورية، وكأنه يجبر البشر على طريق عبادته، وحاشا للرب الطيب الرؤوف أن يكون كذلك.
ولكن الرب خلق الإنسان على صورته :
(تكوين1: 27)
وميَّزه بنسمة حياته :
(تكوين2: 7)
وبذلك أعطى الرب للإنسان حرية طاعته أو عصيانه.
وليس هذا فقط، لكننا نقرأ مثلاً ما قاله الرب لشعبه إسرائيل، والذي يُعتبَر عيّنة من بقية الشعوب:
«أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ. الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ. فَاخْتَرِ الْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ»
(تثنية30: 19).
فمن محبة الرب للبشر، أرشدهم للاختيار الصحيح؛ سواء عبر الأمر المباشر “اختر الحياة”، أو عبر تبصيرهم بالنتائج الحادثة في كلا الطريقين.
تمامًا مثل المدرس المحب لتلاميذه، الذي يرشدهم إلى اختيار الإجابة الصحيحة، ولكنه أبدًا لن ينزع إرادتهم، أو يجيب بدلاً منهم في ورقة الإجابة، وحين تظهر النتيجة، لن يستطيع أحد أن يلومه، لا على صعوبة الامتحان، ولا على عدم معرفتهم المسبقة للنتائج؛ فالامتحان مصنوع أساسًا لكي ينجح فيه التلاميذ.

حل الإشكالية
ولكن إن كان الإنسان مُخيَّرًا بالفعل، ومسؤولاً عن كافة قراراته، فبماذا نفسِّر الكثير من الأحداث التي تحدث له دون أن يختارها، ويكون هو بالفعل مُصيَّر فيها؟
الحل في وجهة نظري في كلمة إنسان؛ فالإنسان حُرّ لكنه في ذات الوقت محدود في إمكانياته. فهو حر أن يتعلم السباحة، لكنه ليس حرًا في تعلم الطيران؛ فهذا فوق إمكانياته. وهو حُرّ في أخذ احتياطاته وقت الأعاصير والزلازل، ولكنه ليس حرًا في منعها من الأساس، فهذا أيضًا فوق إمكانياته.
وبنفس هذا المنطق، فإن الرب أيضًا له حرية الاختيار في حدود إمكانياته غير المحدودة أصلاً، فهو من قال لموسى:
«وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ، وَأَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ»
(خروج33: 19)
ومن قالت عنه حنة المصلية :
«الرَّبُّ يُمِيتُ وَيُحْيِي. يُهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ وَيُصْعِدُ. الرَّبُّ يُفْقِرُ وَيُغْنِي. يَضَعُ وَيَرْفَعُ»
(1صموئيل2: 6-7)
ومن قال عنه أيوب :
«وَمَنْ يَقُولُ لَهُ: مَاذَا تَفْعَلُ؟»
(أيوب9: 12)
وهو أيضًا من قال بشكل رمزي:
«أَوَ مَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَفْعَلَ مَا أُرِيدُ بِمَا لِي؟ أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأَنِّي أَنَا صَالِحٌ؟»
(متى20: 15).

الفاعل الأعظم
ويبقى درسنا المُعزي والمطمئن، أنه مهما كانت اختيارات البشر فاسدة وضارة، فإنها لن تستطيع أن تتغوَّل على اختيارات الرب الصالحة والرائعة لنا؛ ولهذا فعلى الإنسان في كل الأحوال، أن يحذف الفاعلِين الموجودين في حياته، وينظر فقط للفاعل الأعظم؛ وهو الرب القدير.
وهذا ما فعله صاحب المزمور، الذي تساءل متحيرًا:
«إِذَا انْقَلَبَتِ الأَعْمِدَةُ، فَالصِّدِّيقُ مَاذَا يَفْعَلُ؟»،
لكنه سرعان ما أجاب بعدها :
«الرَّبُّ فِي هَيْكَلِ قُدسِهِ. الرَّبُّ فِي السَّمَاءِ كُرْسِيُّهُ»
(مزمور11: 2-3).
فطالما الرب على كرسيه في السماء، فالاختيار الأخير له، وفعله أكبر من أي ظروف أو صُدف أو أشرار على الأرض.
وهذا ما قاله أيضًا يوسف لأخوته:
«وَالآنَ لاَ تَتَأَسَّفُوا وَلاَ تَغْتَاظُوا لأَنَّكُمْ بِعْتُمُونِي إِلَى هُنَا، لأَنَّهُ لاسْتِبْقَاءِ حَيَاةٍ أَرْسَلَنِيَ يهوه قُدَّامَكُمْ. فَالآنَ لَيْسَ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمُونِي إِلَى هُنَا بَلِ الرب. وَهُوَ قَدْ جَعَلَنِي أَبًا لِفِرْعَوْنَ وَسَيِّدًا لِكُلِّ بَيْتِهِ وَمُتَسَلِّطًا عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ... لاَ تَخَافُوا. لأَنَّهُ هَلْ أَنَا مَكَانَ الرب ؟»
(تكوين45: 7-8 ; 50: 19).
فاخوة يوسف كانوا مخيَّرين وهم يبيعوه، وامرأة فوطيفار كانت مخيَّرة وهي تظلمه، وفوطيفار كان مخيَّرًا وهو يصدِّقها؛ ولكن كل هؤلاء لم يستطيعوا أن يمنعوا الرب الذي كان “مُخيرًا” في أن يرسل يوسف إلى مصر، ويجعله سيدًا عليها، ويُسبِّبه مخلِّصًا لها ولكل الأرض وقتها.
ج: الّإنسسان مُخيَّر في كل ما هو إنساني، ومُصيَّر في كل ما هو فوق إنساني

* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين


يسوع يحبك ...
 
قديم 16 - 03 - 2018, 05:22 PM   رقم المشاركة : ( 20397 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,086

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في المواجهة مع الوصية

الإنسان ما بين واقع الخبرة الروحية ووهم معرفة الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في واقع خبرة الحياة الروحية،
حينما نقف بصدق أمام وصية الإنجيل، ونتواجه مع كلام المسيح الرب فأننا في الحقيقية نُصدم من صعوبة كلماته على مستوى التنفيذ، وذلك لأننا نقف ما بين إنسانيتنا الضعيفة وبين قوة الله الظاهرة في الوصية، وحينما نحاول أن نجمع شتات أنفسنا لنتممها ونحيا بها بقدر إمكانيتنا وعلى حسب طاقتنا، فنجدنا لا نستطيع أو نقوى على أن ننفذ شيئاً منها، وان غصبنا أنفسنا وحاولنا بكل إمكانيتنا الطبيعية، فأننا ننهار ونسقط تحت وهق نفسي قد يُحطمنا، يا إما بسبب الفشل الذي يؤدي بترك حياتنا الروحية كلها والتخلي عن الصلاة والإنجيل ونترك التفكير في الله من أساسه، أو بسبب الصعوبة والثقل الشديد الذي يجعلنا نُدرك أنها تفوق كل إمكانياتي وقدراتي الإنسانية.
كما أن هناك بعضاً من الناس
حينما وقفوا أمام الوصية وحاولوا تنفيذها كحرف فشلوا تماماً، وسقطوا في حالة الرياء لأن صار لهم صورة التقوى وينكرون قوتها، والبعض الآخر حينما حاول أن يكون صادقاً انهارت نفسيته فمرضت، وعاش في حالة من التعقيدات التي أفسدت حياته كلها، لأنه لم يستطع أن يحيا لله ولا للعالم، وهذه المشاكل تظهر دائماً في المتدينين الذين يعيشون بإنسانيتهم الأرضية الطبيعية كل ما هو سماوي ويناسب طبيعة السمائيين.
لأن من المستحيل جمع المتضادين،
لأنه يوجد هوة عظيمة بين كل ما هو أرضي وما هو سماوي، لأن الذي من الأرض يحيا حسب قانون الحسيات والجسديات الذي بطبيعتها متغيرة وتسير نحو الموت والفناء، أما الذي من السماء يحيا بشكل سماوي يميل ويسير نحو الحياة الأبدية التي ليس فيها ظُلمة ولا فناء ولا موت، بل خلود وحياة أبدية مقدسة نورانية، لذلك الرب قال: اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ وَالَّذِي مِنَ الأَرْضِ هُوَ أَرْضِيٌّ وَمِنَ الأَرْضِ يَتَكَلَّمُ. اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ (يوحنا 3: 31)
لذلك فأنه في الواقع،
الإنسان وهو في حالة حياته الأرضية الطبيعية فأنه – طبيعياً – لا يفهم ما لله، بل ولا يستطيع، لذلك يقول الرسول عن خبرة: وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيّاً (1كورنثوس 2: 14)، وهذا كان واضحاً جداً في كلام الرب مع نيقوديموس: إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟ (يوحنا 3: 12)
طبعاً ليس معنى الكلام هنا
أن الإنسان لا يفهم مخارج الألفاظ أو لا يعي معنى الكلمات، لأن ربما يفهم كلمات الإنجيل ونطق الرب على مستوى استنارة المعرفة الفكرية، لكن ليس على مستوى استنارة عين الذهن الداخلية من جهة الانفتاح على نور وجه الله، لأن هناك فرق عظيم بين استنارة العقل من جهة المعرفة وحفظ واستذكار المعلومات، وشرح وتفسير كلمات الرب على مستوى دراسة اللغة وفهم وإدراك الكلمات حسب ذكاء الإنسان وفطنته، وبين انفتاح الذهن بالروح ورؤية الله متجلي في كلمته يشع منها نور يُهدي الإنسان لطريق البرّ ويبث فيه حياة الله ويشهد في قلبه الروح القدس أنه ابناً لله في الابن الوحيد وارثاً معه كل شيء، إذ يدخل في سر التجديد فيتغير عن شكله بتجديد ذهنه ويتخبر إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة، وينمو في برّ الإيمان متوقعاً التبني فداء الجسد، وعنده وعي بالسماويات من جهة التذوق الاختباري، فهو يعرف الله القدوس على مستوى الروح والحق، ويحيا في النور كإنسان مولوداً من فوق متذوقاً وناظراً ما أطيب الرب.
فيا إخوتي الوصية نور يكشف القلب،
لأنها مثل الإشاعة التي تكشف أمام الطبيب والمريض ما هي حالته على وجه الدقة، وأيضاً مثلما يفحص الفلاح ثمار الأشجار ومن خلالها يعرف حال الشجرة مميزاً بين الأشجار الصالحة وبين الأشجار التالفة، ومن هنا نعرف حالنا وما نحن في حاجة إليه، وصدقوني وصية الله لا تحتاج لعباقرة ولا فلاسفة ولا دارسين، بل تحتاج قلوب صادقة أمينة منفتحة لاستقبال قوة الله التي تحملها، فينبغي أن نكون أمناء أمام كلام شخص ربنا يسوع، ولا نحيا في الخيال ونصدق أننا نحيا لهُ بمعرفتنا وتحليلنا العقلي لكلمته.
فالوصية من جهة الواقع صعبة حقيقي،
والهروب من مواجهة هذه الحقيقة سهل للغاية، لأن كثيرين يهربون منها بدراستها ومعرفتها وقد صاروا بارعين في شرحها وتفسيرها، وبذلك فلتت منهم قوتها المُخلِّصة، فعوضاً من أن يخضعوا لله ويطلبوا حياة التجديد بالروح القدس حسب مشيئته، فأنهم يهربون بالمعرفة التي تُدخلهم في وهم حالة التبني ومعرفة الثالوث القدوس، لأنها صارت عندهم فلسفة كلام إنسانية مقنع، وتغربوا عن برهان الروح والقوة.
فلننتبه لأن القلب نجيس ومخادع وأخدع من كل شيء،
فممكن يخدع الإنسان نفسه حتى أنه يظن أنه أصبح قديساً يحيا الوصية ويُمارس الشعائر الدينية ويقوم بكل واجبة الروحي كما ينبغي، ويجلس على كراسي التعليم، وهكذا تمر الأيام وتفوت السنين وعند أول محك يظهر فيه ضيق لأجل الكلمة والحياة مع الله، في داخله يظهر غليان فائق كالطوفان وتسقط القشرة الخارجية، ويصرعه الواقع العملي المُعاش لأنه يجد نفسه يواجه تقلبات المجتمع والناس من حوله، فتسقط عنه شكل الوصية المُحتمي فيها، وتظهر حقيقة الداخل أن الوصية لم تكن تسكن قلبه وفكره كما ادَّعى، ويظهر حقيقة الشكل الذي كان مختفي فيه، فيظهر عُريه من النعمة التي ظن أنها تملأ قلبه بسبب معرفة الكتب وقدرته البحثية في الكتب، وقدرته على الكلام والوعظ والتعليم.
يا إخوتي في حقيقة إعلان الإنجيل
فأن الوصية لا تُعاش أبداً بإمكانيات الإنسانية الساقطة، هذا يستحيل على الإنسان الطبيعي الذي اختبر السقوط، لذلك الرب حينما أتى لم يأتي بمجرد وصايا لنحياها من الخارج، ودليل كلامي ظاهر في الرسل أنفسهم قبل أن يسكن فيهم الروح القدس يوم الخمسين، لأن القديس بطرس في جثسيماني استل سيفاً وقطع أذن عبد رئيس الكهنة، وكل الرسل بعد ذلك هربوا ولم يستطيعوا أن يواجهوا الصليب، وكل هذا بسبب إنسانيتهم الضعيفة الساقطة التي لم تدخل بعد في قوة قيامة يسوع، أي لم يحصلوا على الخليقة الجديدة التي في المسيح يسوع ربنا.
لذلك يا إخوتي علينا أن نُدرك ونعي
أن نطق الرب بالوصية هو عملية مواجهة مع الإنسان لتكشف عن طبيعته، هل هو يحيا بالإنسان العتيق الذي يُعاكس وصية الله ولا يحتملها، أم يحيا بالإنسان الجديد الذي يتجدد كل يوم حسب صورة خالقه، لذلك النفس دائماً موضوعه بين اثنين، وهما الجسد، أي الإنسان العتيق بكل قدراته، وبين الروح أي الحياة بحسب الإنسان الجديد في المسيح يسوع، أي المولود من الله، لذلك حسب ما تنحاز النفس وتخضع له تُكتب سيرتها، فيا إما في السماء بالروح، يا إما بالجسد على الأرض:
+ لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون؛ فالمولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح؛ لأن من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فساداً، ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبدية (غلاطية 5: 17؛ يوحنا 3: 6؛ غلاطية 6: 8)
لذلك علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا جداً،
من أجل حياتنا الأبدية ونعي بأي روح نعيش ولمن نعيش، وبأي قانون نحيا، هل بقانون الإنسان الجديد والحياة في المسيح، أم بقانون الجسد وحسب إنسانيتنا الساقطة التي تعيش تحت ضعف وغير قادرة على الحياة بالروح، وحذاري أن أحد منا يعيش باختلاط بين حياتين، لأنه مكتوب: ليس أحد يضع رقعة من ثوب جديد على ثوب عتيق وإلا فالجديد يشقه والعتيق لا توافقه الرقعة التي من الجديد (لوقا 5: 36)، ومن هنا يظهر سرّ عدم قدرتنا لقبول الوصية أو حمل الصليب، وايضاً يظهر لماذا تتمزق الحياة بسبب الخلط الذي يتم ما بين ترقيع إنسانيتنا الساقطة بما هو جديد.
فمثلاً لو كان هناك إنساناً بسيطاً
له قسط من التعليم ويعرف يقرأ ويكتب ويحيا في قرية صغيرة لا يعرف أحد فيها كيف يقرأ ويمتدحونه لعلمه الغزير وفهمه العميق للأشياء فيلجئون إليه في كل كبيرة وصغيره، وحينما سمع عن مدينة العلماء ترك مدينته ومكانه وذهب إليها، ودخل المدينة بتباهي عظيم، لكن عند الجلوس وسطهم افتضح أمره وسقط افتخاره، لأنه لا يفقه ما يقولونه، لأنهم يفوقونه علماً وفي هذه الحالة لم ينفعه افتخاره ولا حكمته التي يراها في نفسه، هكذا كل واحد فينا، لا يقدر أن يرتفع للعلو الحلو الذي للقديسين أن لم يكن متذوقاً النعمة السماوية، حاصلاً على قوة الله من الأعالي، ودليل هذا هو حفظ الوصية وبخاصة المحبة التي تُظهر هل هذا من الله أم لم يعرفه قط، وما زال تحت إنسانيته المسكينة لا يقدر أن يرتفع لمستوى رؤية الإلهيات وتذوق الحياة الأبدية وقوات الدهر الآتي بسبب فقدان الحس الروحي وانطفاء نور الذهن.
يا إخوتي انتبهوا لحياتكم الأبدية ولا تدعوا قلوبكم تخدعكم
فلا تنخدعوا باسم المعرفة التي أصابت هذا الجيل في مقتل، حتى فقدوا الحس الروحي ولا يستطيعوا أن يميزوا بين الخير الذي حسب مشيئة الله والشرّ المتخفي في صورة وشكل التقوى، ولا يستطيعوا أن يميزوا صوت الله والتعليم حسب التقوى والحياة بالبرّ وبين فكرهم وآرائهم الشخصية والتعليم حسب فلسفة الفكر وآراء الناس.
لَكِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةٍ بَيْنَ الْكَامِلِينَ وَلَكِنْ بِحِكْمَةٍ لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الدَّهْرِ وَلاَ مِنْ عُظَمَاءِ هَذَا الدَّهْرِ الَّذِينَ يُبْطَلُونَ. بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللهِ فِي سِرٍّ: الْحِكْمَةِ الْمَكْتُومَةِ الَّتِي سَبَقَ اللهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا. الَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هَذَا الدَّهْرِ، لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ. بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ». فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ. لأَنْ مَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذِي فِيهِ؟ هَكَذَا أَيْضاً أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ. وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ. الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضاً لاَ بِأَقْوَالٍ تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ. وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيّاً. وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ لاَ يُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ. (1كورنثوس 2: 6 15)
 
قديم 16 - 03 - 2018, 05:23 PM   رقم المشاركة : ( 20398 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,086

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في واقع خبرة الحياة الروحية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


حينما نقف بصدق أمام وصية الإنجيل، ونتواجه مع كلام المسيح الرب فأننا في الحقيقية نُصدم من صعوبة كلماته على مستوى التنفيذ، وذلك لأننا نقف ما بين إنسانيتنا الضعيفة وبين قوة الله الظاهرة في الوصية، وحينما نحاول أن نجمع شتات أنفسنا لنتممها ونحيا بها بقدر إمكانيتنا وعلى حسب طاقتنا، فنجدنا لا نستطيع أو نقوى على أن ننفذ شيئاً منها، وان غصبنا أنفسنا وحاولنا بكل إمكانيتنا الطبيعية، فأننا ننهار ونسقط تحت وهق نفسي قد يُحطمنا، يا إما بسبب الفشل الذي يؤدي بترك حياتنا الروحية كلها والتخلي عن الصلاة والإنجيل ونترك التفكير في الله من أساسه، أو بسبب الصعوبة والثقل الشديد الذي يجعلنا نُدرك أنها تفوق كل إمكانياتي وقدراتي الإنسانية.
كما أن هناك بعضاً من الناس
حينما وقفوا أمام الوصية وحاولوا تنفيذها كحرف فشلوا تماماً، وسقطوا في حالة الرياء لأن صار لهم صورة التقوى وينكرون قوتها، والبعض الآخر حينما حاول أن يكون صادقاً انهارت نفسيته فمرضت، وعاش في حالة من التعقيدات التي أفسدت حياته كلها، لأنه لم يستطع أن يحيا لله ولا للعالم، وهذه المشاكل تظهر دائماً في المتدينين الذين يعيشون بإنسانيتهم الأرضية الطبيعية كل ما هو سماوي ويناسب طبيعة السمائيين.
 
قديم 16 - 03 - 2018, 05:25 PM   رقم المشاركة : ( 20399 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,086

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

جدعون .(1)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جدعون .(1)
جدعون كان شابًا عاش في أيام صعبة، وكل ما حوله كان مفشلاً، لكنه تميَّز بعدة صفات جعلته إناءً نافعًا لخدمة السيد، وقد استخدمه الرب لخلاص شعبه من المديانيين. تميَّزت أيام حكم القضاة بالشر والفساد والارتداد عن الرب ؛ ففي تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل، وكل واحد عمل ما حسن في عينيه. وهنا للمرة الرابعة نقرأ القول:
«وَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ»،
ثم يضيف :
«فَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ لِيَدِ مِدْيَانَ سَبْعَ سِنِينَ»
(قضاة6: 1).
ومديان يمثِّل الروح العالمية المستقلة عن الرب ، ومعنى اسمه نزاع وخصام، كذلك عماليق يمثِّل الجسد بشهواته، وبنو المشرق يمثلون الشيطان وأجناد الشر الروحية. وهؤلاء الأعداء الثلاثة تكتلوا ضد شعب الرب.

وهذا ما يحدث معنا.

«..بِسَبَبِ الْمِدْيَانِيِّينَ عَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لأَنْفُسِهِمِ الْكُهُوفَ الَّتِي فِي الْجِبَالِ وَالْمَغَايِرَ وَالْحُصُونَ»
(ع2).
وعندما يؤدِّب الرب شعبه لا ينبغي أن يلجأ إلى حصون الأرض أو يهرب من التأديب. يقول الكتاب:
«يَا ابْنِي، لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ»
(أمثال3: 11).
بل علينا أن نخضع ونتضع تحت يد الرب القوية.
«فَذَلَّ إِسْرَائِيلُ جِدًا مِنْ قِبَلِ الْمِدْيَانِيِّينَ»
(ع6)
الذين كانوا لا يتركون لهم قوت الحياة.
«وَصَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ. وَكَانَ لَمَّا صَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ... أَنَّ الرَّبَّ أَرْسَلَ رَجُلاً نَبِيًّا..»
(ع6;8).
وعمل النبي هو علاج الحالة الأدبية وإنهاض الضمائر وتوضيح السبب:
لماذا سمح الرب لهم بالضيق. الضيق جعلهم يصرخون، لكن ما وراء الضيق والذل هو ما حضر لأجله النبي. ليس المطلوب هو أنَّ الرب يرفع التأديب عنا، بل أن نتعلم الدرس. وكان الدرس الذي شرحه النبي أنهم لم يسمعوا لصوت الرب رغم كل معاملاته وتحذيراته :
(ع10).
يقول الكتاب:
«لَيْتَكَ أَصْغَيْتَ لِوَصَايَايَ، فَكَانَ كَنَهْرٍ سَلاَمُكَ»
(إشعياء48: 18).
وعندما نتضع أمام الرب ونتجاوب مع الرسالة النبوية بالتوبة، سنحصل، ليس فقط على الخلاص، بل على البركة المقترنة بالطاعة.

«وَأَتَى مَلاَكُ الرَّبِّ (الرب نفسه) وَجَلَسَ تَحْتَ الْبُطْمَةِ الَّتِي فِي عَفْرَةَ الَّتِي لِيُوآشَ الأَبِيعَزَرِيِّ. وَابْنُهُ جِدْعُونُ كَانَ يَخْبِطُ حِنْطَةً فِي الْمِعْصَرَةِ لِكَيْ يُهَرِّبَهَا مِنَ الْمِدْيَانِيِّينَ»
(ع11).
إن عيني الرب تجولان في كل الأرض ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه :
(2أخبار16: 9).

البطمة تعني القوة، وعفرة تعني تراب وترمز إلى الضعف، يوآش معناه يائس، وأبيعزر معناه “أبي عوني”.

البطمة إن قطعت لها ساق تعود فتنمو، وهي رمز لشعب الرب :
(إشعياء 6).

كأن جدعون وهو تحت البطمة يتأمل في حالة الشعب وما وصلت إليه، ويقول للرب:
«أَلاَ تَعُودُ أَنْتَ فَتُحْيِينَا، فَيَفْرَحُ بِكَ شَعْبُكَ؟»
(مزمور85: 6).
البطمة في عفرة تعني القوة في الضعف، وحتى لو وصلت الحالة إلى اليأس (يوآش) فهناك المعونة الإلهية التي ستأتينا (أبيعزر). جدعون معناه قاطع أو حازم، مع نفسه ومع الآخرين.

وهذه خصائص الرجل الذي يستخدمه الرب. كان في التراب متضعًا، لكنه كان يخبط حنطة في المعصرة لكي يهربها لإخوته من المديانيين.
والحنطة ترمز إلى شخص المسيح المُقام والممجَّد. فهو شخص يدرك الحالة، متضع، يتغذى بالمسيح، ويفكر في إخوته الجائعين. إلى هذا المكان المتضع، وصل ملاك الرب ليتقابل مع جدعون.
قال له:
«الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ»
(ع12).

وماذا كان وقع هذا الكلام على جدعون ذي القلب المنكسر؟
إنها كلمات تتضمن تقديرًا وتعزية وتشجيعًا له.
«فَقَالَ لَهُ جِدْعُونُ:
أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي، إِذَا كَانَ الرَّبُّ مَعَنَا فَلِمَاذَا أَصَابَتْنَا كُلُّ هذِهِ؟
وَأَيْنَ كُلُّ عَجَائِبِهِ الَّتِي أَخْبَرَنَا بِهَا آبَاؤُنَا قَائِلِينَ:
أَلَمْ يُصْعِدْنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ؟
وَالآنَ قَدْ رَفَضَنَا الرَّبُّ وَجَعَلَنَا فِي كَفِّ مِدْيَانَ»

(ع13).
إجابة جدعون كانت تلقائية. إنه يحمل في ذهنه كل شعب الرب وليس نفسه فقط، ولا يفصل نفسه عن مذلتهم. هذا هو الإناء الذي سيستخدمه الرب. كان جدعون يتأمل فيما وصلوا إليه من فقر، ويسترجع معاملات الرب القديمة وعجائبه ويتحير، وكان في ذلك في شركة مع الرب من جهة شعبه. إن الإيمان يتعلق بيهوه صفاته ومعاملاته وعجائبه، ويثق في محبة الرب لشعبه، وأنه لن يتخلى عنهم. كانت عبارة ملاك الرب عكس الواقع الذي يراه.
«فَلِمَاذَا أَصَابَتْنَا كُلُّ هذِهِ؟»
سؤال يجب أن نسأله لأنفسنا إذا تعرضنا لأي ضيقة أو تجربة. والجواب في حالة جدعون أن الشعب أهان الرب بشروره واستهان بمقدساته. إن حالة شعب الرب اليوم كما كانت يومها. يوجد أفراد قلائل هنا وهناك يخبطون حنطة ليقدِّموها لشعب الرب سرًّا، لكن الجوع الروحي يسود بسبب الشرور وعدم الطاعة. إننا نشابه العالم في مبادئه التي تحكمه. قال جدعون:
«قَدْ رَفَضَنَا الرَّبُّ وَجَعَلَنَا فِي كَفِّ مِدْيَانَ».
دعونا بإخلاص نسأل:
هل يد الرب معنا أم لا؟
«فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الرَّبُّ وَقَالَ:
اذْهَبْ بِقُوَّتِكَ هذِهِ وَخَلِّصْ إِسْرَائِيلَ مِنْ كَفِّ مِدْيَانَ. أَمَا أَرْسَلْتُكَ؟»

(ع14).
كان الرب مسرورًا به :
«وَإِلَى هذَا أَنْظُرُ:
إِلَى الْمِسْكِينِ وَالْمُنْسَحِقِ الرُّوحِ وَالْمُرْتَعِدِ مِنْ كَلاَمِي»

(إشعياء66: 2).
القوة التي رآها الرب كانت متمثلة في إيمانه ورؤيته الصحيحة للأمور وتعلُّقه بالرب وصفاته وعجائبه، ولهذا اختاره وذهب إليه.
«أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي، بِمَاذَا أُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ؟
هَا عَشِيرَتِي هِيَ الذُّلَّى فِي مَنَسَّى، وَأَنَا الأَصْغَرُ فِي بَيْتِ أَبِي»

(ع15).
هذا صحيح، ولكنه نصف الحقيقة. فليس المهم أنا، بل هو. كان الرب يريد أن يشجِّع جدعون الصغير النفس. وهذا عكس ما حدث مع موسى الذي كان يشعر في البداية وهو في مصر أنه مقتدر، واحتاج إلى تدريب طويل ليتعلم محدوديته وأنه لا شيء.
«فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ:
إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ، وَسَتَضْرِبُ الْمِدْيَانِيِّينَ كَرَجُل وَاحِدٍ».

(ع16).
ذراعي، حكمتي، قوتي، نعمتي، محبتي ستسند ضعفك للنهاية. وكل خادم يحتاج إلى هذين الوعدين في طريق خدمته:
«أَمَا أَرْسَلْتُكَ»، ثم «إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ».
وللحديث بقية.بنعمة الرب .. آمين .

* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
قديم 16 - 03 - 2018, 05:28 PM   رقم المشاركة : ( 20400 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,086

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الأخبار السارة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قال السيد المسيح :
قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ
( مرقس 1 : 15 )

كلمة "انجيل" تعني الاخبار السارة، او البشرى المفرحة. ونحن نستقبل عدة بشرى سارة في حياتنا: نجاح، وظيفة، زواج، مولود جديد...الخ إلا ان بشرى الانجيل هي أعظم بشرى سارة يمكن ان يتلقاها انسان.
تسأل: اي بشرى هذه؟
الاجابة هي: ان الله يُحبّك.
كيف يُمكن هذا؟ وما هو معناه؟
عشتَ طويلًا تشعر ان الوصايا والدين مُنزَل من الله لكي نطيعه - لكننا في الحقيقة لا نرى ان هناك دور لله في الحياة اليومية . وكأنما لا دخل لله بواقع الحياة، فقد كتبه من بعيد ونحن نعيشه فقط... البشرى السارة تقول ان هذا الكلام غير صحيح وان الله ليس بعيد عن الانسان او الحياة اليومية، لكنه موجود ويراقب ويتحرك ويُحرّك وانك تستطيع حتى التكلم معه، وايضًا الاستماع لكلامه. الله في وقت وحدتك موجود، انت تحتاج ان تدرك ذلك. ويخبرك الانجيل المقدس عن هذا الامر بالتحديد: أن الله لا يحتقر الانسان ولا يرفضه او يبتعد عنه، بل خلقه في الواقع ليكون على تواصل به. واقوى وسيلة تواصل استخدمها الله ليتكلّم الى البشر كانت بتجسّده في هيئة السيد المسيح.
ان فهمنا للأشياء يزداد كلما تعمّقنا في معرفتها:
فلو كنتَ لا تعرف نكهة التفاح، مثلًا، وأردتُ انا ان اخبرك عنها. فيمكن ان ارسم لك تفاحة، لكن هذا لا ينقل لك شيء عن طعمها. بعد ذلك قد أصف لك طعمها: قوية النسيج، مع حموضة معتدلة وحلاوة قليلة، لكنك ايضًا لن تعرف الطعم بالتحديد وستقارنها بالاطعمة التي تعرفها. ثم يمكن ان تشم رائحتها لتتوقع الطعم، ولكن الاجابة النهائية تكون حين تتذوق جزء من التفاحة. هكذا معرفتنا عن الله ايضًا: يمكن ان ننظر الى السماء ونفكر عن الله - وسنبني بعض المعتقدات، ويمكن ان يحدثنا شخص بمواصفات معينة له، فنعدّل من الصورة، اما اذا قرأنا كلامه فستتغيّر الامور جدًا - لكن تبقى هناك تفسيراتنا ونظرتنا للحياة بصورة عامة تؤثر على تلك الصورة. ولكن ، فيما لو كان بالامكان اما ان نصعد الى الله ونلتقي به حينها سنتأكد من حقيقة طبيعته. لكن هذا غير ممكن، فالانسان فُصِل عن الله قديمًا بسبب الخطيئة. فمحاولات التواصل من كتب وانبياء ورؤى واحلام، هي جميعها مبادرات من الله ليصل الينا، وليس نحن لنصل اليه - إلى ان استخدم الله روحه هي عندما تجسد كإنسان حالنا بالسيد المسيح.
فمن خلال السيد المسيح، نحن نتواصل ونتعرف الله بافضل طريقة، لأن السيد المسيح هو الله وقد ظهر في جسد البشر.
وهدف ذلك ليس فقط للتواصل جسديًا، بل ايضًا روحيًا في نهاية حياتنا. فالذي هو الطريق الى الله اليوم، لن يتغيّر في النهاية - لكنك به تأخذ ضمان الأبدية.
كيف؟
لأنه ألغى نتيجة خطيئتك (الذي هو بعدك عن الله) وذلك من خلال تنفيذه العقوبة محلّك - فقد مات السيد المسيح، وهو قدّوس الله، ليكون جسرًا ينتقل به المؤمن من الموت (المُحَتّم) للحياة (المُحتمة). بمعنى ان السيد المسيح يضمن الحياة الابدية للإنسان. فهل تؤمن؟
هذه هي البشرى العظيمة، والتي هي هديّة للإنسان انعم الله عليه بها - لكن، تقديم الهدية غير كافي ويحتاج للمتلقي ان يكون راغبًا بالحصول عليها.


 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024