منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03 - 03 - 2021, 03:58 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: من هو المصلوب

فداء المسيح بغيره

"إن تقدمة إبراهيم لتحوي حقاً وصدقاً الرمز الكامل لما حدث مع المسيح بالنسبة لواقعة الصلب، فكما امتحن الله إيمان إبراهيم، بأن طلب منه أن يذبح ابنه وحيده الذي يحبه كذلك امتحن الله إيمان المسيح بأن أعلمه بأنه يريد له أن يصلب. وكما امتثل إبراهيم وابنه لأمر ربهما حتى همَّ إبراهيم بذبحه كذلك امتثل المسيح لمشيئة الله، فقال له: لتكن لا إرادتي بل إرادتك، حتى وصل الأعداء يتقدمهم يهوذا الإسخريوطي إلى المسيح للقبض عليه. وهنا كما منع الله إبراهيم من ذبح ابنه، بأن ناداه ملاك الرب من السماء، طالباً منه أن يكف عن ذلك، استجاب الله أيضاً لدعاء مسيحه، فرفعه إليه من بين أعدائه، مخلصاً إياه بذلك من الصلب الذي كان سيقع عليه، تماماً كما خلص الله ابن إبراهيم من الذبح على النحو المتقدم، وكما ذبح كبش عوضاً عن ابن إبراهيم، فقد صلب الخائن يهوذا بدلاً عن المسيح"[1].
التعليق:
إن تقدمة إسحق فعلاً هي أحد أكمل الرموز الكتابية المشيرة إلى الذبيحة العظيمة التي قدمت على الصليب في الجلجثة. ففي إسحق نرى صورة الابن في طاعته لأبيه حتى الموت، وفي إبراهيم نرى صورة الآب في بذله لابنه، وكان كل منهما لازماً لتتميم الرمز.
والكاتب هنا جعل من إبراهيم وإسحق معاً رمزاً للمسيح في نفس الوقت.
-فالله يمتحن إبراهيم بتقديم ابنه، ويمتحن المسيح بتقديم نفسه.
-إبراهيم يمتثل لأمر ربه، والمسيح يمتثل لمشيئة الله.
ثم يتحول الرمز إلى إسحق.
الله ينقذ إسحق ويذبح كبشاً بدلاً عنه، الله ينقذ المسيح ويصلب يهوذا بدلاً عنه فالكاتب هنا يخلط الأمور في سبيل تأييد آرائه.
لأننا إذا جعلنا إبراهيم رمزاً للمسيح من ناحية الإيمان، نرى أن هناك فرقاً في تعبير الوحي عن موقف الله إزاء كل منهما، فبينما يسجل أن الله امتحن إبراهيم بتقديم ابنه ذبيحة (تك 22: 1)، لا يذكر مطلقاً أن الله امتحن المسيح بتقديم نفسه على الصليب[2]، فصلب المسيح لم يكن امتحاناً للإيمان، بل كان قضاءً محتوماً من الله.
أ-أعلنته نبوات العهد القديم بوضوح.
ب-أعلن عنه المسيح عديداً من المرات قبل صلبه وبعد قيامته.
ولا يمكن أن يعلن ويتنبأ المسيح عن موته، ثم تكشف الأحداث بعد ذلك عن عدم صحة هذه النبوات، وأنها مع نبوات العهد القديم كانت مجرد امتحان إيمان.
*إن إسحق كان رمزاً للمسيح. ويجب أن يكون واضحاً نصب عيوننا أن الرمز لا يكون مثل المرموز إليه من كل الوجوه، وإلا لكان الأول هو عين الثاني وأن الشبه بين إسحق والمسيح ينحصر في أمرين:
1-الطاعة المطلقة: فإن إسحق أطاع أباه، والمسيح من ناحية كونه إنساناً أطاع.
2-العودة إلى عالم الأحياء: بعد موت شرعي لإسحق، وموت فعلي للمسيح[3].
ثم يضيف الكاتب:
"وهكذا كانت تقدمة إبراهيم، حقاً وصدقاً، وكما يقولون هي أحد أكمل الرموز الكتابية لما جرى مع المسيح بالنسبة لواقعة الصلب، وكما هو واضح ففيها الرمز الكامل لتخليص الله له من الصلب، وصلب يهوذا الاسخريوطي بدلاً منه، وبغير هذا لا تكون رمزاً بأي حال ... كما لا يمكن للرمز ألا يكتمل من وجه ويقال بأنه واحد، هو تخليص ابن إبراهيم وعدم تخليص المسيح، حال أن هذا الوجه هو في الحقيقة الوجه الوحيد أيضاً للرمز في هذه التقدمة"[4].
التعليق:
كما سبق وأوضحنا أن إسحق كان رمزاً للمسيح في طاعته وموته الشرعي، ولا سبيل لمثل هذا الاعتراض واعتبار أن إنقاذ المسيح من الموت هو الوجه الوحيد للرمز في هذه التقدمة. ثم إن إنقاذ ابن إبراهيم من الموت ليس دليلاً على عدم موت المسيح، لأنه يكفي تشابهاً واحداً بين المرموز والمرموز إليه، ولا يمكن أن يكون المثال أو الرمز كالحقيقة في كل شيء، وإلا فلا يكون المثال مثالاً.
وكما يقول د.أحمد ماهر البقري: "القاعدة البيانية في التشبيه، أن المشبه لا يكون مثل المشبه به في كل دقيقة، ولكن يكفي وجه شبه واحد بينهما، فإذا قلت: إنه كالأسد، فليس معنى ذلك أنه يعيش في غابة مثلاً أو أنه ذو لبد. وإنما يكفي أن يكون وجه الشبه الشجاعة"[5].
أي أنه يكفي للشبه بين إسحق والمسيح وحتى يكتمل الرمز أن يكون كل منهما مطيعاً فإسحق قد أطاع والمسيح قيل عنه "وإذا وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (في 2: 8).
بل إن عدم موت إسحق على المذبح لا يعني بالمرة عدم اكتمال الرمز "لأن المسيح نفسه جعل يونان النبي بخروجه من بطن الحوت (مع أنه لم يمت في بطن الحوت) مثالاً لقيامته المجيدة، فقال "كما كان يونان في بطن الحوت، ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال" مت 12: 40.
فليس من الضروري أن يكون "المثال كالحقيقة في كل شيء وإلا فلا يكون المثال مثالاً"[6].
مما سبق نرى أنه لا يوجد أي دليل من خلال تقدمة إبراهيم لابنه إسحق على أن المصلوب هو يهوذا وليس المسيح.

(36) دعوة الحق. ص 136. وانظر أيضاً الفارق المخلوق والخالق. ص 518.
(37) قضية الصليب. عوض سمعان. ص 111.
(38) المرجع السابق. ص 111.
(39) دعوة الحق. ص 136.
(40) الإسلام والحق. د.أحمد ماهر. المكتب الجامعي الحديث. إسكندرية. ط1 سنة 1984. ص 27.
(41) بيان الحق. يسي منصور. ط1. سنة 1965. إسكندرية. ص 69.
لعل القارئ قد لاحظ أسماء المراجع: دعوة الحق, بيان الحق, الإسلام والحق, وهنا سوف أوضح له ذا الأمر.
1-في سنة 1963 أصدر الأستاذ /منصور حسين عبد العزيز/ الطبعة الأولى من كتابه "دعوة الحق أو الحقيقة بين المسيحية والإسلام.
2-في سنة 1964 قام القمص باسيليوس إسحق كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بغربال بإسكندرية بالرد على هذا الكتاب وأصدر "الحق".
3-في سنة 1965/1966 قام الأستاذ /يسى منصور بالرد على دعوة الحق في كتابه "بيان الحق" في أربعة أجزاء.
4- في سنة 1966 قام الأستاذ /محمد محمد عبد اللطيف ابن الخطيب بإصدار كتاب تحت عنوان "هذا هو الحق". رد على مفتريات كاهن كنيسة. وفيه يرد على كتاب الحق.
5-ثم في عام 1984 قام د.أحمد ماهر البقري الأستاذ بكلية الآداب. جامعة المنيا بإصدار كتاب "الإسلام والحق" وفيه يرد على كتابي الحق، وبيان الحق. ط1. سنة 1984. المكتب الجامعي الحديث. الرمل إسكندرية.
وما زال الحوار مستمراً وقد صدرت الطبعة الثالثة من كتاب "دعوة الحق" في سنة 1994. مكتبة علاء الدين. إسكندرية.
 
قديم 09 - 03 - 2021, 04:31 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: من هو المصلوب

رفض المسيح لفكرة موته





تحت عنوان "المسيح يرفض كل محاولات قتله" كتب أحدهم:

"منذ بدأ المسيح دعوته حتى آخر يوم فيها، نجد الأناجيل تضع لنا بين الحين والحين علامات على طريق الرسالة المسيحية تذكرنا دائماً باستبعاد فكرة قتل المسيح مهما وضع من أجل تبريرها من نظريات وفلسفات. فالمسيح صاحب الدعوة الذي يعلم حقيقتها وحدودها أكثر من بولس وغيره من كتبة الرسائل المسيحية هو الذي رفض فكرة قتله واستنكرها تماماً، ثم هو قد عمل كثيراً لإحباط جميع المحاولات التي رآها تبذل من اليهود لقتله ولما كان المسيح يخشى على حياته من القتل، فإنه اتخذ من الإحتياطات ما يجنبه الوقوع في براثن أعدائه من اليهود:

*فقد "جاء إلى الناصرة حيث كان قد تربى، ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ... فامتلأ غضباً جميع الذين في المجمع حين سمعوا هذا. فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه إلى أسفل. أما هو فجاز في وسطهم ومضى" لو 4: 16-30.

*"فلما خرج الفريسيون تشاوروا عليه لكي يهلكوه. فعلم يسوع وانصرف من هناك" مت 12: 14-15.

*"فرفعوا حجارة ليرجموه أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازاً في وسطهم ومضى" يو 8: 59.

*"وكان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل لأنه لم يرد أن يتردد في اليهودية لأن اليهود كانو يطلبون أن يقتلوه" يو 7: 1.

*"فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه. فلم يكن يسوع أيضاً يمشي بين اليهود علانية بل مضى من هناك إلى الكورة القريبة من البرية إلى مدينة يقال لها أفرايم. ومكث هناك مع تلاميذه. وكان فصح اليهود قريباً" يو 11: 53-55.

-وفي الساعات العصيبة، أو الساعات الأخيرة للمسيح بين الناس نجده يصرخ بكل قوته طالباً النجاة، فما كانت فكرة سفك دمه –فديةعن خطايا الكثيرين- إلا سراباً علق برسالته فيما بعد.

-إن الأناجيل ترينا –وخاصة في الساعات الأخيرة- مواقف حاكمة، ترفض كلها فكرة قتل المسيح وتقطع كل صلة بينها وبين رسالته.

*ينطق كل مشهد من مشاهد المعاناة في البستان برفض المسيح فكرة قتله، فإذا كان مع تلاميذه "ابتدأ يحزن ويكتئب. فقال لهم نفسي حزينة جداً حتى الموت امكثوا ههنا واسهروا ثم تقدم قليلاً وخر على الأرض وكان يصلي لكي تعبر عنه هذه الكأس إن أمكن. وقال يا أبا الآب كل شيء مستطاع لك فأجز عني هذه الكأس.

*وحين شعر المسيح بالخطر يقترب منه، وقوة الظلم تتقدم للقبض عليه، كانت صيحته لتلاميذه "قوموا ننطلق هو ذا الذي يسلمني قد اقترب" لقد كان يطلب بإلحاح من تلاميذه أن ينهضوا لمعونته في الانطلاق بعيداً عن المحنة الوشيكة. إلا أنهم كانوا "نياماً إذ كانت أعينهم ثقيلة فلم يعلموا بماذا يجيبون" وتركوه وحيداً يعاني آلامه.

ونصل إلى الشهادة الأخيرة التي تنسبها الأناجيل للمصلوب في الرمق الأخير، ألا وهي: صرخة اليأس على الصليب. من يسمع قول مصلوب يصرخ إلى ربه "بصوت عظيم قائلاً إلوي إلوي لماذا شبقتني الذي تفسيره: إلهي إلهي لماذا تركتني" من يسمع هذا ثم يقول إنه المسيح "بذل نفسه لأجل خطايانا لينقذنا من العالم الحاضر الشرير، وأنه "بذل نفسه فدية لأجل الجميع" أو أنه "إذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب"[1].

التعليق:

سوف نضع تعليقنا في عناوين محددة:

1-مركزية الصليب في فكر المسيح.

هل كان المسيح رافضاً لفكرة قتله مستنكراً إياها؟

بالرجوع إلى الكتاب المقدس نجد أن المسيح قد أعلن عن موته، ومنذ بدء خدمته وهو يترقب ساعة موته، وقد قدم نبوات واضحة عن حادثة موته:

أ-بعد إعلان بطرس عن لاهوته (مت 16: 21، لو 9: 22).

ب-بعد حادثة التجلي (مت 17: 9-13).

جـ-في الجليل قبل الذهاب إلى أورشليم (مت 17: 22).

د-في الطريق إلى أورشليم قبل الصلب (مت 20: 17-19).

هـ-في الأسبوع الأخير قد ألمح يسوع عدة مرات عن موته منها:

1-مثل الكرم ومقتل الابن (مت 21: 33-44).

2-بعد أن سكبت مريم الطيب على قدميه، قال: "فإنها إذا سكبت هذا الطيب على جسدي إنما فعلت ذلك لأجل تكفيني" (مت 26: 6-12).

3-في العلية مع تلاميذه، عند تناول الفصح قال لهم: "إن ابن الإنسان ماض كما هو مكتوب عنه، ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان" (مت 26: 24).

ومما لا شك فيه أنه من خلال هذه النبوات الصريحة والتلميحات الواضحة نجد أن المسيح كان عارفاً ومتوقعاً وغير رافض لموته وأن الصليب كان له مركزية واضحة في فكر المسيح لأنه قد عرف أنه سيموت "ليس لكونه ضحية لا حول له بسبب قوى الشر المحتشدة ضده أو بسبب مصير محتم كتب عليه، وإنما لكونه قد تبنى بمحض حريته، غرض أبيه، الذي هو تخليص الخطاة كما أعلن الكتاب المقدس، هذه كانت نظرة يسوع إلى موته. بالرغم من الأهمية العظمى لتعليمه وأعماله الرحيمة وقوته. لم يكن أياً منها مركزياً في رسالته. لم تسيطر الحياة على ذهنه، بل بذل الحياة. كان بذل حياته في النهاية هو الساعة التي جاء من أجلها إلى العالم"[2].

وقد انعكس هذا الفكر المحوري على كتبة أسفار الكتاب المقدس والكنيسة المسيحية على مر العصور فشهدوا في كل ما كتبوه عن حقيقة موت وقيامة المسيح.

و-إن المسيح لم يشهد لحقيقة موته قبل الصليب فقط، ولكن أيضاً بعد قيامته من الموت قد شهد وأعلن بوضوح أنه صلب ومات. وقد أعلن ذلك:

1-لتلميذي عماوس (لو 24: 13-27).

2-للتلاميذ في العلية (لو 24: 24-36).

3-للتلاميذ في العلية مرة ثانية (يو 20: 26-27).

*ومن خلال شهادة المسيح بعد قيامته نرى تأكيداً على أن المصلوب وهو المسيح وليس شخصاً آخر.

أ- فلو كان المصلوب شخصاً آخر، لكان المسيح بعد ظهوره لتلاميذه قد أعلن لهم أنه ليس هو المسيح، لكي يعرفوا أن اليهود قد فشلوا في محاولتهم التخلص منه.

ب-إن المسيح لم يكتف بالشهادة الشفوية عن نفسه أنه هو الذي صلب، بل أيد شهادته بالدليل القاطع على صدقها، إذ أظهر لتلاميذه آثار المسامير في يديه ،وأثر الحربة في جنبه، وقد شاهد تلاميذه هذه الآثار بعيونهم ولمسوها بأيديهم.

جـ-إن شهادة المسيح عن قيامته بعد موته لا يجوز الشك فيها، لأن المسيح كان صادقاً كل الصدق، ومعصوماً من الخطأ والخطية[3].

2-محاولات فاشلة.

حاول اليهود التخلص من المسيح، وكانت محاولات فاشلة، ولكن فشل المحاولات السابقة، لا يعني بالمرة أن عملية صلب المسيح قد فشلت أيضاً، فكل المحاولات السابقة فشلت، لأنه لم تكن قد أتت الساعة المعينة. وكما شهد المسيح "هو ذا قد أتت الساعة" تم إلقاء القبض على المسيح وصلب ومات.

3-سفك دم المسيح.

هل كانت فكرة سفك دم المسيح، فدية عن خطايا الكثيرين سراباً قد علق برسالته فيما بعد؟ وحيث أننا سوف ندرس هذا الموضوع بالتفصيل في كتاب آخر نكتفي هنا بذكر بعض أقوال المسيح التي يعلن فيها عن موته الفدائي.

أ-في رده على طلب يعقوب يوحنا للجلوس عن يمينه في ملكوته، قال لهم: "إن ابن الإنسان لم يأت ليُخدَم بل ليَخدُم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" مت 20: 28.

ب-في حديثه مع نيقوديموس، قال المسيح. "كما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به. بل تكون له الحياة الأبدية. لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية، لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم. الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد به قد دين. لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" يو 3: 14-18.

جـ-في كفر ناحوم قال المسيح لليهود: "جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم" يو 6: 51.

د-وقد قال المسيح أيضاً: "أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" يو 10: 11.

هـ-وعنه شهد يوحنا المعمدان "هو ذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم" يو 1: 29. وقد قبل المسيح هذه الشهادة.

فهل بعد كل هذه الأقوال، يستطيع أحد أن يقول إن فكرة سفك دم المسيح عن خطايا الكثيرين كانت سراباً علق برسالته.

4-صلاة المسيح*.

5-صرخة المسيح على الصليب.

سوف يتم مناقشتهما فيما بعد.

(42) المسيح في مصادر العقيدة المسيحية. ص 202-206.
(43) صليب المسيح. جون ستوت. ص 34-35.
(44) قضية الصليب. عوض سمعان. ص 37-38.
* لقد سبق لنا مناقشة هذا في كتاب "موت المسيح حقيقة أم افتراء". ص 48-60.
 
قديم 09 - 03 - 2021, 04:35 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: من هو المصلوب

عدم صلب المسيح من خلال أحداث القبض عليه







*لماذا أراد اليهود أن يتخلصوا من المسيح؟

لقد أقلق المسيح المؤسسة اليهودية منذ مطلع خدمته، وقد وجه لهم الاتهامات التي تقوض سلطاتهم وادعى كثيراً من الادعاءات التي كانت تجديفاً من وجهة نظرهم وإذ ندرس مبرراتهم للقبض على المسيح، نرى أن هناك أسباباً ظاهرياً (تبريرية) وهي الأسباب التي ادعوها وأعلنوها أمام الناس وقد ألبسوها أثواباً:

أ-أسباب سياسية: لقد أعلنوا أن هذا الشخص قال عن نفسه أنه ملك وأنه يمنع أن تعطى الجزية لقيصر. وقد أعلنوا هذا الاتهام عندما قدموا المسيح لبيلاطس ليؤيد حكمهم بموت المسيح، لأن القانون الروماني لم يكن يقيم وزناً للتهم الدينية التي حكم من أجلها على المسيح بأنه مستوجب الموت، ولم يكن في سلطة الكهنة إصدار أو تنفيذ حكم الموت في ظل الاحتلال الروماني، لذلك انتحلوا هذه التهم السياسية لتجد أذناً صاغية عند الوالي الروماني.

ب-أسباب لاهوتية: وهي اتهام المسيح بالتجديف، وهذا واضح مما جاء في يو 10: 22-38. فعندما كان المسيح في الهيكل "احتاط به اليهود وقالوا له: إلى متى تعلق أنفسنا. إن كنت أنت المسيح فقل لنا جهراً. أجابهم يسوع: إني قلت لكم ولستم تؤمنون الأعمال التي أنا أعملها باسم أبي هي تشهد لي" يو 10: 24-26.

ثم عندما قال لهم: "أنا والآب واحد فتناول اليهود أيضاً حجارة ليرجموه أجابهم يسوع أعمالاً كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي بسبب أي عمل منها ترجمونني أجابه اليهود قائلين: لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً" يو 10:30-33.

وأثناء المحاكمة أمام قيافا عندما أعلن لهم أنه هو المسيح "فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلاً: "قد جدف. ما حاجتنا بعد إلى شهود. ها قد سمعتم تجديفه. ماذا ترون فأجابوا وقالوا: إنه مستوجب الموت" مت 26: 65-66.

جـ-أسباب أخلاقية: كسر يوم السبت.

وقد ظهر هذا في كثير من المواقف التي عمل فيها المسيح معجزاته يوم السبت، ونرى مثالاً لهذا ما جاء في يو 5: 16-18 فعندما قام يسوع بشفاء مريض بركة بيت حسدا "كان اليهود يطردون يسوع ويطلبون أن يقتلوه لأنه عمل هذا في سبت، فأجابهم يسوع أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل. فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه، لأنه لم ينقض السبت فقط، بل قال أيضاً أن الله أبوه معادلاً نفسه بالله".

ولكن هل كانت هذه هي الأسباب الباطنية التي أخفوها، والتي كانت هي دافعهم للتخلص من المسيح، أنها –كما ذكرت- مبررات انتحلوها لإخفاء السبب الحقيقي، وهو:

أنهم "أسلموه حسداً" مت 27: 18 لقد شعروا بأن يسوع يهددهم، لقد قوض هيبتهم وهيمنتهم على الشعب وثقتهم بأنفسهم واحترامهم لأنفسهم، لذلك كانوا يحسدونه وعزموا على التخلص منه.

وقد بدأ التخطيط اليهودي للتخلص من المسيح بعد إقامته للعازر من الموت "فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعاً وقالوا ماذا نصنع فإن هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة. إن تركناه هكذا يؤمن به الجميع فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمتنا. فقال لهم واحد منهم وهو قيافا. كان رئيساً للكهنة في تلك السنة. أنتم لستم تعرفون شيئاً. ولا تفكرون أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها.. فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه" يو 11: 47-53.

وفيما يلي سوف نلخص الأسباب السابقة:

1-قول المسيح عن نفسه أنه ابن الله، وكونه ابن الله يعني المساواة بين الأب والابن وهذا في اعتبارهم تجديف على الله، وإعلان صريح بالألوهية، وعقوبة هذا الموت رجماً (يو 5، يو 10).

2-تحديه الدائم لسلطان رؤساء الكهنة وقد ظهر هذا بوضوح في طرده الباعة من الهيكل. وقد كانت تجارة الذبائح مصدراً أساسياً لثروة رؤساء الكهنة*.

3-معجزاته وإيمان الجموع به وخوفهم من ضياع امتيازاتهم وتميز أمتهم اليهودية بجانب انبهار الجموع بتعاليمه السامية دفعتهم لاتخاذ قرارهم بالتخلص من المسيح[1].

وإذ نرجع إلى الكتاب المقدس نجد أن محاولات اليهود لتصيد أخطاء المسيح في محاولة للتخلص منه، قد رافقت المسيح منذ مولده حتى صلبه. وحتى لا نطيل فإننا نضع هذه المحاولات*في عناوين مع ذكر الشواهد الكتابية:

1-محاولة قتل المسيح بواسطة هيرودس وهو طفل صغير (مت 2).

2-في بداية خدمته عندما أعلن لهم في مجمع الناصرة، أنه هو المسيح المنتظر، حاولوا أن يلقوه من على الجبل (لو 4: 16-20).

3-في كثير من أمثاله وتعاليمه كان لهم موبخاً، فعندما ذكر مثل الكرم والكرامين (لو 20: 9-20) وأعلن لهم أنه هو حجر الزاوية الذي رفضوه "فطلب رؤساء الكهنة والكتبة أن يلقوا الأيادي عليه في تلك الساعة ولكنهم خافوا الشعب، لأنهم عرفوا أنه قال هذا المثل عليهم. فراقبوه وأرسلوا جواسيس يتراءون أنهم أبرار لكي يمسكوه بكلمة حتى يسلموه إلى حكم الوالي وسلطانه".

*لماذا فشلت المحاولات السابقة؟

وهل فشلها دليل على أن المقبوض عليه ليس هو المسيح؟

لقد كانت هناك محاولات سابقة للقبض على المسيح، ولكنها باءت بالفشل، وفي كل مرة كان المسيح يجتاز في وسطهم دون أن يلقوا عليه الأيادي.

وكتب أحدهم: "وثبت لدينا امتناع المسيح على أعدائه قول يوحنا نفسه عن المسيح: "وكان قوم منهم يريدون أن يمسكوه، لكن لم تلق عليه الأيادي" يو 7: 44 أي لم يقبضوا عليه. وقد شهد المسيح بنفسه أن اليهود لم يستطيعوا أن يقبضوا عليه ويأسروه، بل لقد أعلن قائلاً إنه غلبهم جميعاً"[2].

وما يريد أن يقوله الكاتب وآخرون معه أنه كما فشلت المحاولات السابقة، ليس هناك ما يمنع فشل المحاولة الأخيرة وصلب شخص آخر (أي هرب المسيح وإلقاء القبض على آخر) وسوف نذكر مواقف لمحاولة القبض على المسيح أو رجمه بالحجارة.

لو 4: 30 عندما قرروا إلقاءه من على الجبل "جاز في وسطهم ومضى"

يو 7: 30 في الهيكل في أورشليم "طلبوا أن يمسكوه ولم يلق أحد يداً عليه لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد"

يو 8: 59 في الهيكل أيضاً "رفعوا الحجارة ليرجموه. أما يسوع فاختفى من الهيكل مجتازاً في وسطهم ومضى"

يو 10: 31، 39-40 في الهيكل أيضاً "فتناول اليهود أيضاً حجارة ليرجموه ... فطلبوا أن يمسكوه، فخرج من أيديهم، ومضى إلى عبر الأردن".

ولنا هنا بعض الملاحظات:

1-إن السبب في عدم القبض على المسيح يوضحه الرسول بقوله: "لأن ساعته لم تكن قد جاءت" يو 7: 30. فقد كان هناك وقت معين من قبل الله، ليتم فيه القبض على المسيح، ويحكم عليه بالصلب، لذلك باءت المحاولات السابقة بالفشل وقد شهد الرسول يوحنا لحادثة موت المسيح بإشارات سبع إلى "ساعة يسوع" وقد كانت هذه ساعة مصيرية حيث سيترك العالم ويرجع إلى الآب، كانت هذه الساعة تحت سلطان الآب. ففي المرات السابقة لم تكن هذه الساعة قد أتت لذلك لم يتم القبض عليه، وعندما جاءت الساعة المحتومة في علم الله الأزلي تم القبض على المسيح. وقد أعلن المسيح نفسه هذا قائلاً "قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان".

2-ليس في اختفاء المسيح في أي مرة من المرات السابقة، معجزة أو إلقاء شبهه على آخر، ولكن وجود الجمهور الكثير كان يسهل هذا الأمر، وخوف رؤساء الكهنة من ثورة هذا الجمهور، حيث أن المسيح كان يعتبر عندهم كنبي.

3-إن الأحداث التالية قد أكدت لنا أن الشخص المقبوض عليه هو المسيح –كما أوضحنا ذلك سابقاً- من أقواله وأعماله وشهادة الشهود.

*تغير خطة القبض على المسيح:

وهل في هذا دليل على أن المصلوب ليس هو المسيح؟

"إن الأناجيل اتفقت على أن كهنة اليهود كانوا قد تواطؤوا وتحالفوا على قتله بعد عيد الفصح حتى لا يحدث شغب بين الشعب في العيد، وهذا صريح في الإنجيل. ولكن هؤلاء الرواة نسوا، أو نقضوا ما تواطؤوا على روايته، فحكوا أن هجوم اليهود عليه وأسرهم إياه، وقتله وصلبه كان في العيد، ومن المعلوم أن اليهود لا يجوزون فعل شيء، حتى فعل الخير في السبت والأعياد، كما صرحت الأناجيل بذلك، فيلزم من تناقضهم هذا أمرين:

إما كذب الأناجيل في وقوع الصلب في العيد، أو كذبهم في نقلهم عن اليهود أنهم تواطؤوا على قتله أثناء العيد. على كل فقد ثبت بالبداهة كذب الأناجيل في قضية الصليب[3].

التعليق:

سوف نضع تعليقنا هنا على هيئة سؤالين وجوابين.

(1) لماذا لم يكن رؤساء الكهنة يريدون القبض على يسوع في العيد؟

"كان الفصح وأيام الفطير بعد يومين، وكان رؤساء الكهنة يطلبون كيف يمسكونه بمكر ويقتلونه. ولكنهم قالوا ليس في العيد لئلا يكون شغب في الشعب" مر 14: 1.

لقد كان لدى رؤساء الكهنة أسباب قوية تمنعهم من القبض على يسوع في العيد منها:

1-الخوف من حدوث شغب في العيد:

ففي عيد الفصح كانت أورشليم تعج باليهود، فقد كان محتماً على كل ذكر بالغ أن يحضر احتفالات الفصح، بل كان محتماً أيضاً إذا أمكن ذلك أن يعيش كل يهودي على مسافة لا تزيد عن سفر تسعين يوماً على العاصمة لكي يتمكن من حضور العيد في موعده.

وفي عيد الفصح "يتزايد عدد سكان أورشليم، وتصبح المساكن غير كافية لجموع الحجاج، حتى أن الجماهير المتدفقة تعسكر خارج أسوار أورشليم، وكان هؤلاء الحجاج ذوي حماس ديني، كما كان كل يهودي متطرفاً في نظرته"[4].

ولقد كان يسوع أشهر من نار على علم، فقد أبرأ المرضى، وفتح أعين العميان، وأقام الموتى، ونادى بملكوت المحبة، ولقد كان في فلسطين في ذلك الحين ما يقرب من ثلاثة ملايين من اليهود، معظمهم لم يشاهده، ومع ذلك فقد كان الجميع من كبيرهم إلى صغيرهم ينتظرون ظهور المسيا، بحماس يفوق الخيال. وعلى أقل تقدير كان هناك ثمانية آلاف شخص يؤمنون بيسوع المسيح كالمسيا المنتظر ابن الله الحي"[5].

ولذلك خاف رؤساء الكهنة أن يقبضوا على المسيح في العيد خوفاً من حدوث الشغب من المؤمنين بالمسيح، ومن اليهود المتعصبين الذين ينتظرون المسيا، ومن الأعداد المتزايدة في عيد الفصح، وكانت دائماً فرصة العيد وقتاً لإثارة الثورات اليهودية ضد الاحتلال الروماني، حتى أن الأمر كان يقتضي دائماً أن يترك الوالي الروماني مقر الحاكم الرسمي في قيصرية على الساحل ويأتي ليقيم في أورشليم حتى انتهاء أيام العيد.

إذن كان واضحاً أمام رؤساء الكهنة أن القبض على المسيح في العيد سوف يؤدي إلى شغب نظراً لحماس الجماهير المحتشدة ليسوع. وهذا الشغب سوف يعطي فرصة للرومان للتدخل وسفك الدماء. لذلك قرروا عدم القبض على المسيح. وهناك سبب آخر هو:

2-الخوف من المسيح:

يرى فرانك موريسون: "إن الخوف من الشعب لا يعلل لنا بعض الأشياء الغريبة التي حدثت، وأن وراء الخوف الظاهري المعترف به من الشعب، خوفاً آخر، أشد وأعمق، خوفاً يعلل كل ترددهم وتذبذبهم.. فإن شهرة يسوع كانت قد ذاعت بين الناس وعلا اسمه بين القوم وسمت شخصيته، وتناقلت الألسن قصص معجزاته في إعادة البصر للعميان، وإبراء المشلولين، وانثالت هذه الأنباء على أورشليم من كل أنحاء البلاد، وسلم بها الناس حتى في الأوساط العليا، وأن معاصريه لم يرتابوا في أن لديه بعض القوة الخارقة التي لم يألفوها في جيلهم.. لقد أيقنوا أنهم أمام قوة خارقة غامضة غير معروفة لابد لهم أن يحسبوا حسابها في تنفيذ مآربهم. إن أولئك الناس كانوا في تصرفهم مع يسوع يخشون شيئاً لم يعرفوا ما هو.. لقد خشوا أن تتدخل قوة غريبة فتأخذه من بين أيديهم فيعجزوا في آخر الأمر من إلقاء القبض عليه"[6].

3-الإجراءات القانونية:

حيث أن العيد كان قريباً، ولا يجوز للسنهدريم الأعظم أو الأصغر، أن ينعقد عشية السبت أو خلال العيد، وذلك حسب قوانين الفريسيين، فإذا تم القبض على المسيح قبل أو خلال العيد، فلا بد من حجزه في السجن العمومي، لمدة تسعة أيام حتى ينتهي العيد، ومن يستطيع أن يتنبأ بعدم قيام ثورة خلال هذه الفترة والمحاولات التي تبذل لإنقاذه[7]. لهذه الأسباب قرر رؤساء الكهنة عدم القبض على المسيح في العيد.

(2) لماذا تغيرت الخطة ولم يتم القبض على المسيح في العيد؟

-لقد حدثت أمور أدت إلى تغيير خطة رؤساء الكهنة فقرروا القبض على المسيح، لقد كانت تواجههم مشاكل معينة، فما الذي حدث وأدى إلى هذا التغيير السريع؟

لقد ذهب يهوذا في وقت سابق إلى الكهنة للاتفاق معهم على تسليم يسوع "ولما سمعوا فرحوا ووعدوا أن يعطوه فضة. وكان يطلب كيف يسلمه في فرصة موافقة" مر 14: 11.

وها هي الفرصة قد أتت في ليلة الخميس، وحمل إليهم يهوذا نبأ هاماً غير موقفهم وأزال شكوكهم وترددهم وهو أن المسيح يفكر في الموت ويتحدث عنه وهو الآن ذاهب إلى سفح جبل الزيتون، وسوف يمكث فترة طويلة هناك وبإمكانهم الآن أن يذهبوا للقبض عليه، فقد تم التغلب على الصعوبتين.

1-الخوف من المسيح: فالمسيح الآن مهيأ، ومستعد للصلب. فيهوذا لما خرج من العلية عرف عن يقين أمرين: عرف أن يسوع ذاهب إلى بستان جثسيماني وعرف أيضاً أن روحه أخذه في الجنوح نحو الصليب. وقد عرف يهوذا أن هذا أفضل نبأ يمكن أن يحمله إلى اليهود. فالعائق قد أمحى ويسوع لم يكن متأهباً تلك الليلة على الأقل للمقاومة. فالمسيح قد عرف أن وقته قد جاء، وساعة الصليب قد اقتربت.

2-الخوف من الشعب: لقد كان التوقيت الذي تم فيه القبض على المسيح مناسباً جداً للتغلب على هذه الصعوبة، فالآن الشعب منهمك في إعداد الفصح، والوقت ليلاً. وقد أجمع المؤرخون على أن وقت القبض على يسوع في بستان جثسيماني جرى في ساعة متأخرة من الليلة السابقة ليوم الصلب. قبيل منتصف الساعة الثانية عشرة. وهذا التقدير أساسه حساب الزمن الذي استغرقته الحوادث المدونة بين الفراغ من حفلة العشاء في العلية، وبين وصول الشرذمة من الجند المسلحة إلى البستان فوق منحدرات جبل الزيتون. والدليل على أن القبض كان في ساعة متأخرة.

أ-كان التلاميذ تعابى، منهوكي القوى.. لم يقدروا على مغالبة النوم.

ب-يشير كل من متى ومرقس إلى ثلاث فترات متقطعة من النوم كان يوقظهم كل مرة مجيء المسيح.

جـ-كان الوقت ظلاماً، واستطاع يسوع عند رؤيته المشاعل أن يميز القادمين للقبض عليه وإذا افترضنا أنهم فرغوا من العشاء في منتصف العاشرة، وأنهم بلغوا البستان في العاشرة تماماً، فلا يمكن أن يكون القبض على المسيح، وقع قبل منتصف الساعة الثانية عشرة[8].

3-وأما السبب الثالث وهو الإجراءات القانونية المتعلقة بالمحاكمة واجتماع السنهدريم وإنهاء الإجراءات قبل السبت، فبعد زوال السببين الأولين، أصبح لا يشكل مشكلة جوهرية، حيث أن هذا الأمر بأيديهم التغلب عليه. فالتلاميذ وكتبة الأناجيل لم ينقضوا ما قالوه، والأناجيل ليست كاذبة في وقوع الصلب في العيد. بل لقد أخبروا عن ما تم بأكثر دقة وتفصيلاً بأن هناك اتفاق بعدم القبض على المسيح في العيد، ولكن بعد زوال هذه الأسباب وإمكانية التغلب عليها، تغيرت الخطة وتم القبض على المسيح، وصلب المسيح يوم عيد الفصح فالتلاميذ ليسوا بكاذبين في إخبارهم عن صلب المسيح، بل هم شهود عيان صادقين كل الصدق. لأن "كل الكتاب هو موحى به من الله" 2تي 3: 16.

وقد كتبه "أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" 1بط 1: 21.

فتغير الخطة ليس فيه دليل على أن المصلوب ليس هو المسيح.



*"وهم –أي اليهود- في سراديب المادية المعتمة، أشرقت رسالة المسيح، ولكن القوم صمت آذانهم حتى لا تضيع منهم أكياس نقودهم وميراث أميرهم، وبدأ الصدام بينهم وبين المسيح، ووصل ذروته عندما أرادوا أن يقتلوا المسيح." سعيد أيوب في كتابه "المسيح الدجال". ط الفتح للإعلام العربي. سنة 1989. ص 38.

*وفي كتابه "قرية ظالمة" يسجل د.محمد كامل حسين هذه الأسباب:

"أما أصحاب الرأي منهم فقد أرهقهم ما قضوا فيه ليلتهم، من جدل ونقاش عاليين إذ دار بحثهم حول هذا الرجل الذي جاءهم ببدعة أقضت مضاجعهم. ذلك أنه أخذ يدعو الناس إلى دين جديد، وما زال يسفه أحلامهم، ويضل رجالهم حتى خيف من دعوته على دينهم ونظامهم، وكانوا قد حكموا عليه بالصلب وتواعدوا في دار ندوتهم يوم الجمعة ليبلغوا حكامهم الرومان ما قر عليه رأيهم في هذا النبي الجديد"

ويضع على لسان رجل الاتهام الأسباب التالية:

"إنه –أي المسيح- يريد أن يجعل الجهلاء أنداداً لأمثالنا ويريد أن يجعل الفقراء وإيانا سواء، وفي ذلك قضاء على نظام بني إسرائيل كله.. ثم إنه كفر بالله وأنكر الصفات التي له في التوراة. فهو لا يقول بجبروته وانتقامه، وإنما يقول إن الله هو الحب، ويريد أن لا يخاف الناس الله، وإنما يريد لهم أن يحبوه، لأنه يحبهم. وفي ذلك خروج على تعاليم التوراة، لا بد أن يؤدي على الفوضى".

قرية ظالمة. ط4. سنة 1984. مكتبة النهضة المصرية. ص 8، 12.

(45) هل صلب المسيح حقاً وقام؟القس عبد المسيح بسيط. ط1. سنة 1993. ص 27.

(*) كتب د.عبد الغني عبود:

"لقد وقف اليهود –أعداء الحق وأعداء الرسل والرسالات- من المسيح عيسى بن مريم، منذ البداية، موقف التحدي والتصدي، لأن هذا شأنهم منذ كانوا، مع كل راية حق ولقد بدأت متاعب المسيح مع اليهود من اليوم الأول الذي عرفوا فيه أنه هو المسيح المنتظر المكتوب عندهم في التوراة.

*ففي البدء، كانت ملاحقة علمائهم له لإحراجه بالأسئلة، حتى يسقط في أعين سامعيه فتظل لهم القيادة الروحية التي لا يتشبثون إلا بها.. وقد وجدوا أن سهامهم في هذا المجال تتجه إلى صدورهم، لا إلى حيث وجهوا السهام، وهو صدر المسيح ذاته، حيث كان ذكاء المسيح وسعة أفقه، يمكنانه من أن يحرج هو من أرادوا إحراجه. ويكاد الإصحاح الثاني عشر من إنجيل متى على سبيل المثال، أن يكون مخصصاً كله لأمثال هذه الألوان اليهودية من الإحراج، ورد السيد المسيح عليها.

-عندما فشلوا في مجال الإحراج هذا، اتجهوا إلى مجال آخر، وهو محاولة الإيقاع بينه وبين السلطة لتفعل به ما عجزوا هم عن فعله، ولعل أشهر القصص في هذا المجال، هو قصة الجزية التي يوردها متى (مت 22: 15-21).

-ولما فشلوا في كل طريق سلكوه، لم يعد أمامهم إلا الحل الأخير، الذي لا يترددون في اللجوء إليه عندما تعييهم الحيل، وهو التصفية الجسدية". المسيح والمسيحية والإسلام. دار الفكر العربي. ط1. سنة 1984. ص 77.


(46) المسيح بين الحقائق والأوهام. ص170.
(47) الفارق بين المخلوق والخالق. ص 401, 520.
وانظر أيضاً: المسيح في مصادر العقيدة المسيحية. ص 129.
(48) محاكمة المسيح. فرانك باول. ترجمة إبراهيم سلامة. ص 58.
(49) اليوم الذي مات فيه المسيح. ص 80.
(50) من دحرج الحجر. ص 24-25.
(51) محاكمة المسيح. ص 60.
(52) من دحرج الحجر. ص 9، 29.
 
قديم 09 - 03 - 2021, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 24 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: من هو المصلوب

عدم دفاع التلاميذ عن الشخص المقبوض عليه




-عند القبض على الشخص الذي سوف يصلب، فإن التلاميذ تركوه وهربوا، ولم يدافعوا عنه وذلك لأنهم قد عرفوا من المسيح عندما أيقظهم من النوم أن الذي سيصلب هو يهوذا[1].
التعليق:
لنا هنا تساؤل: هل كان المسيح محتاجاً إلى من يدافع عنه، وهو المؤيد بالروح القدس. سواء كان الروح القدس هو الله نفسه حسب إيماننا المسيحي أو كان هو الملاك جبرائيل حسب فكر الآخرين. فاعتقد بأنه كان سيؤيده بالنصر المبين واعتقد أن السؤال يكون صحيحاً لو كان "لماذا دافع التلاميذ عنه وخاصة بطرس باستعماله السيف، رغم أن المسيح قد سبق ،أنبأ عن موته؟"
-بالرجوع إلى متى 26 نجد محاولة التلاميذ للدفاع عن المسيح وموقف المسيح من هذا "حينئذ تقدموا وألقوا الأيادي على يسوع وأمسكوه. وإذا واحد من الذين مع يسوع مد يده واستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه. فقال له يسوع: "رد سيفك إلى مكانه" لأن كل الذين يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون. أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشاً من الملائكة". "ثم أن سمعان بطرس كان معه سيف فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى وكان اسم العبد ملخس. فقال يسوع لبطرس: اجعل سيفك في الغمد، الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها" يو 18: 10-11 ومن هذه النصوص نرى:
1-إن بطرس -أحد تلاميذ المسيح- حاول الدفاع عنه، ولكن ماذا يفعل هؤلاء في مواجهة جنود مدججين بالسلاح.
2-إن المسيح كان يعرف مسبقاً كل هذا، ولذلك حذر تلاميذه من استعمال السيف وأراد أن يحافظ على تلاميذه. ويصور الأستاذ/ خالد محمد خالد هذا المشهد قائلاً: "عندما هاجم غوغاء اليهود بستان الزيتون ليقبضوا على المسيح، تقدم من الحرس وسألهم: من تطلبون؟
أجابوه: يسوع الناصري.
فقال: أنا هو ولست أسألكم إلا شيئاً واحداً.
ثم أشار بيد أمينة حانية صوب تلاميذه، الذين كانوا معه في البستان، واستأنف حديثه مع الحرس قائلاً: أن تدعوا هؤلاء يذهبون إلى بيوتهم، حتى أستطيع أن أقول لأبي حين ألقاه: إن الذين أعطيتني، لم أهلك واحداً منهم أحد".
انظروا.. في هذه المباغتة الشريرة المذهلة، لم يذكر نفسه ولا حياته، وإنما ذكر مسؤوليته الكبرى، نجاة الآخرين. لم يشترط لنفسه نجاة ولا سلامة. إنما اشترطها للآخرين. وذلك كي يستطيع أن يقول لربه حين يلقاه: "إن الذين أعطيتني لم أهلك منهم أحداً"[2].
-فالتلاميذ حاولوا الدفاع عن المسيح، وليس هناك أي دليل على أن المسيح قال لهم عندما أيقظهم من النوم أن الذي سيصلب هو يهوذا.
وإذا كان هناك مثل هذا القول من المسيح لتلاميذه فما هو الداعي أن يتبع بطرس ويوحنا المقبوض عليه إلى دار رئيس الكهنة؛ وإلى الجلجثة بعد ذلك، حيث تم صلب المسيح.
-ثم إذا كان التلاميذ عارفين أن المصلوب هو يهوذا، قكيف أعلنوا عن موت المسيح وقيامته. هل كانوا خادعين أم مخدوعين وهل يقدم مثل هذا الشخص حياته للموت في سبيل المناداة بتعليم هو يعلم أنه غير صحيح؟
-هل كل شهود المحاكمة والصلب كانوا أيضاً مخدوعين أم أنهم لم يتعرفوا على الشخص المقبوض عليه؟ أم أنهم عرفوا وشاركوا في الخدعة الكبرى؟
لا نستطيع أن نعطي إجابة على مثل هذه الأسئلة، إلا بالإعلان الصريح أن المصلوب هو المسيح.

(53) المسيح قادم. ص 54، 57.
(54) معاً على الطريق. ص 207-208.
 
قديم 09 - 03 - 2021, 04:39 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: من هو المصلوب

إنكار أن بطرس معرفته بالشخص المصلوب





"إن بطرس رئيس الحواريين، كان يحلف أنه لا يعرف المصلوب، فقد سألته امرأة عن المقبوض عليه، فأنكر بقسم أني لست أعرف الرجل" مت 26: 72.. ولا يستطيع أن ينكر مسيحي أن بطرس رئيس الحواريين كان صادقاً حين أقسم أنه لا يعرف المصلوب، وأننا نتهم بطرس باطلاً بعدم الإيمان، إذا قلنا أن سيده يسوع يهان على الصليب وهو يتهرب ويخاف من الناس، مع ما له من السلطة العظيمة التي أعطاها إياه المسيح.. وبما أن بطرس لا يجوز مطلقاً أن يحلف كذباً، لأنه يعتبر أعظم مسيحي، أنجبته المسيحية، فهو إذن صادق، ويكون المصلوب لا يعرفه، ولزم أن يكون غير المسيح"[1].
التعليق:
مر 14: 66-73 "وبينما كان بطرس في الدار أسفل جاءت إحدى جواري رئيس الكهنة. فلما رأت بطرس يستدفئ نظرت إليه وقالت: وأنت كنت مع يسوع الناصري. فأنكر قائلاً: لست أدري ولا أفهم ما تقولين. وخرج خارجاً إلى الدهليز فصاح الديك. فرأته الجارية أيضاً وابتدأت تقول للحاضرين إن هذا منهم. فأنكر أيضاً. وبعد قليل أيضاً قال الحاضرون لبطرس: حقاً أنت منهم لأنك جليلي ولغتك تشبه لغتهم. فابتدأ يلعن ويحلف إني لا أعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه. وصاح الديك ثانية فتذكر بطرس القول الذي قاله يسوع إنك قبل أن يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات. فلما تفكر به بكى" (وانظر أيضاً مت 26: 69-75، لو 22: 55-63، يو 17: 15-18).
"ولا يستطيع أحد أن يقرأ هذه الآيات دون أن يؤخذ بالصراحة الساطعة والصدق الناصع للعهد الجديد، فلو كانت هناك حادثة تستحق أن توارى عن مسامع الناس، فإن هذه الحادثة أولى بالإخفاء، ولكن صدق الإنجيل يظهر من رواية هذه الحادثة في بشاعتها وخزيها"[2].
-إن الرسل وكتبة الإنجيل لم يلقوا أستاراً على عيوبهم، بل سجلوها على أنفسهم كما هي، ومن العجيب أن الكاتب الذي عني بتسجيل خطية بطرس بإفاضة هو مرقس، أقرب الكتاب إلى قلب بطرس. وهذا أكبر دليل على أنهم رواة صادقون، لا يعرفون حمل سيف الحق مواربة. ولو كان هذا السيف يقطع رقابهم، ويودي بحياتهم"[3].
وبدراسة هذا الموضوع من خلال نصوص الإنجيل بعيداً عن التخيل والافتراء، نرى أن إنكار بطرس هنا لا يعني عدم المعرفة أو أن هذا الشخص المقبوض عليه ليس هو المسيح، بل إنه إنكار بسبب الخوف والأدلة على هذا:
1-إن المسيح قد سبق وأنبأ بأن بطرس سوف ينكره، ففي مت 26: 31-35 قال المسيح لبطرس "الحق أقول لك إنك في هذه الليلة قبل أن يصيح ديك تنكرني ثلاث مرات".
(انظر أيضاً مر 14: 27-31، لو 22: 32-34، يو 18: 15-18).
فالمسيح قد تنبأ بهذا الإنكار، وقد تمت هذه النبوة حرفياً، لأن المسيح كان عارفاً بضعفات تلاميذه، وقد قال لبطرس: "الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة. ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك. وأنت متى رجعت -من حالة ضعف الإيمان والشك والإنكار- ثبت إخوتك" لو 22: 31-32. وعندما أخبر المسيح بطرس مسبقاً بهذا الأمر. قال بطرس "ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك" مر 14: 31. "كان على بطرس تصديق أن المسيح يعرف أكثر مما يعرف هو... إنه يسهل على الإنسان ذكر الموت بشجاعة والموت بعيد عنه، ولكن متى لاقى الموت وجهاً لوجه جبن وخاف أشد الخوف... ولعل بطرس قال في نفسه إقراري بالمسيح يضرني ولا ينفعه"[4].
2-إن بطرس كان متأكداً أن الشخص الذي قبض عليه هو المسيح، والدليل على ذلك دفاعه عنه، فقد "كان معه سيف فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة، فقطع أذنه اليمنى وكان اسم العبد ملخس. فقال يسوع لبطرس: اجعل سيفك في الغمد. الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها." يو 18: 10-11. فلو لم يكن الشخص المقبوض عليه هو المسيح لما دافع بطرس عنه، والحوار واضح أنه كان بين المسيح وبطرس.
3-إن بطرس قد تبع المسيح بعد القبض عليه ودخل إلى دار الكهنة (لو 22: 15-17) أي لم يحدث تغيير للشخص المقبوض عليه.
4-أما القول بأن بطرس لا يجوز مطلقاً أن يحلف كذباً، لأنه يعتبر أعظم مسيحي أنجبته المسيحية، فهو كان صادقاً حين أقسم أنه لا يعرف المصلوب، فهو قول غير صحيح لأنه لا يوجد إنسان معصوم من الخطأ والخطية –وكما أوضحت سابقاً- فالمسيح كان عارفاً بضعفه وحذره من ذلك. والكتاب المقدس عندما سجل أحداث هذه القصة سجلها كما حدثت وليس كما يجب أن تحدث في صورتها المثالية، ولا تبنى عقيدة على تصرف خاطئ من شخص، فبطرس عندما رأى في اعترافه بأنه تلميذ للمسيح _الشخص الذي يحاكم في ذلك الوقت- ما يعرضه للخطر، أنكر أنه يعرفه، أي أنه أنكر أنه تلميذ المسيح فقط "قالوا له ألست أنت أيضاً من تلاميذه فأنكر ذاك وقال لست أنا" يو 18: 25.
فلم يكن السؤال هل هذا هو المسيح أم لا؟ ولكن الاتهام كان موجهاً إلى بطرس أنه من أتباع المسيح. والإنكار كان بسبب الخوف، وليس فيه أي دليل بالمرة على أن هذا الشخص –الذي يحاكم- ليس هو المسيح.
5-لو فرضنا أن الشخص المقبوض عليه، ليس هو المسيح، بل يهوذا. فهل لا يعرف بطرس يهوذا ويقول "إني لست أعرف الرجل" متى 26: 73 وهما معاً لمدة سنوات.
6-الأحداث التي تلت تؤكد أن هذا الشخص هو المسيح، فبعد أن أنكر بطرس "صاح الديك فالتفت الرب ونظر إلى بطرس فتذكر بطرس كلام الرب. كيف قال له: إنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات. فخرج بطرس إلى خارج وبكى بكاء مراً" لو 22: 60-62. فعندما نظر المسيح إلى بطرس كان في نظرته تذكير له بنبوته السابقة، وتبكيت على هذا الإنكار، وربما أظهر المسيح في هذه النظرة شفقة وحزناً على بطرس، فخرج إلى خارج وبكى. فلو لم يكن هذا الشخص هو المسيح لما نظر إلى بطرس معاتباً، ولما تأثر بطرس بهذه النظرة، ولو كان هذا الشخص غير المسيح، ألم يتعرف بطرس عليه عندما تلاقت عيونهما وعند ذلك ما كان له أن يخرج ليبكي ندماً على إنكاره لسيده. وقد أعلن له من قبل "إن شك الجميع فأنا لا أشك.. ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك" مر 14: 28-32.
7-إن شهادة بطرس في كرازته عن موت المسيح وقيامته، هي خير برهان على

أنه كان متأكداً من ذلك. فقد وعظ اليهود قائلاً:
"أيها الرجال الإسرائيليون، اسمعوا هذه الأقوال، يسوع الناصري .. أخذتموه مسلماً بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبأيدي آثمة صلبتموه وقتلتموه الذي أقامه الله ناقضاً أوجاع الموت، إذ لم يكن ممكناً أن يمسك منة" أع 2: 22-24.
"فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم رباً ومسيحاً" أع 2: 36.
"إن إله إبراهيم وإسحق ويعقوب وإله آبائنا مجد فتاه يسوع الذي أسلمتموه أنتم وأنكرتموه أمام وجه بيلاطس وهو حاكم بإطلاقه. ولكن أنتم أنكرتم القدوس البار وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل. ورئيس الحياة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات ونحن شهود على ذلك" أع 3: 13-15.
(اقرأ أيضاً أع 4: 2، 10. أع 5: 30-32. أع 10: 39-40)
وفي رسالتيه تحدث عن موت المسيح قائلاً: "عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب .. بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس، دم المسيح معروف سابقاً قبل تأسيس العالم. ولكن قد أظهر في الأزمنة الأخيرة من أجلكم، أنتم الذين به تؤمنون بالله الذي أقامه من الأموات وأعطاه مجداً" 1بط 1: 18-20.
(اقرأ أيضاً 1بط 3: 18. 2: 21، 24. 5: 5)
فمتى تم صلب المسيح الذي يعلن عنه بطرس، ويشهد له، ويجعله أساس الإيمان المسيحي؟ ولو كان المصلوب شخصاً آخر، فمن يصدق أن بطرس يقدم حياته للموت وهو عالم أن المصلوب ليس هو المسيح؟
ما أسهل إلقاء القول على عواهنه بدون دليل أو برهان. وماذا نقول لأناس ينكرون الشمس في رابعة النهار.

(55) المسيح بين الحقائق والأوهام. ص 175.
وانظر أيضاً:
أ-الأديان في القرآن. د.محمود الشريف. ط4. دار المعارف. ص 109.
ب-المسيح قادم. ص 56-57.
جـ-المسيح في مصادر العقيدة المسيحية. ص 154، 158.
د-دعوة الحق. ص 123.
هـ- المسيح والمسيحية والإسلام. ص 190.
(56) تفسير العهد الجديد. وليم باركلي. مجلد 1. ص 439.
(57) شرح بشارة لوقا. د. القس إبراهيم سعيد. ص 557.
(58) الكنز الجليل. وليم إدي. جـ1. ص 469.
 
قديم 09 - 03 - 2021, 04:40 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: من هو المصلوب

إنكار المصلوب أثناء المحاكمة أمام رئيس الكهنة



"لقد جاء في كتبهم أن رئيس الكهنة سأل المصلوب قبل تنفيذ الحكم "وقال أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا: هل أنت المسيح ابن الله. قال يسوع: أنت قلت" مت 26: 63-64. إن قول المصلوب، أنت قلت، إنكار لاشك فيه، ولو كان كما يزعمون هو المسيح، لما وسعه إلا الجواب الصريح، سيما ورئيس الكهنة يستحلف بالله. فهل لا يأبه المسيح بالله العظيم؟ إن إنكار المصلوب كونه المسيح بعد القسم عليه، لدليل لا شك في كونه غيره"[1]
التعليق:
أولاً: إن رئيس الكهنة لم يسأل المصلوب قبل تنفيذ الحكم، ولكن السؤال كان أثناء المحاكمة لإيجاد دليل اتهام له.
ثانياً: لكي تكون الصورة واضحة سوف نذكر النص الكتابي –الذي اقتبس منه- كاملاً لكي نرى من خلاله هل أنكر المصلوب أنه هو المسيح؟
"والذين أمسكوا يسوع مضوا به إلى قيافا رئيس الكهنة، حيث اجتمع الكتبة والشيوخ .. وكان رؤساء الكهنة والشيوخ والمجمع يطلبون شهادة زور على يسوع لكي يقتلوه. فلم يجدوا. ومع أنه جاء شهود زور كثيرون لم يجدوا. وأخيراً تقدم شاهدا زور وقالا: هذا قال إني أقدر أن أنقض هيكل الله وفي ثلاثة أيام أبنيه. فقام رئيس الكهنة وقال: أما تجيب بشيء، ماذا يشهد به هذان عليك؟ وأما يسوع فكان ساكتاً. فأجابه رئيس الكهنة وقال: أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا: هل أنت المسيح ابن الله؟ فقال له يسوع: أنت قلت. وأيضاً أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء، فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلاً: قد جدف، ما حاجتنا بعد إلى شهود ها قد سمعتم تجديفه. ماذا ترون؟ فأجابوا وقالوا: إنه مستوجب الموت" مت 26: 57-66. وانظر مر 14: 53-64. لو 22: 66-71. لقد قبضوا على المسيح واقتادوه إلى قيافا رئيس الكهنة وأمام الاتهامات الموجهة إليه كان يسوع ساكتاً (مت 26: 62-63). ولم يجب بشيء (مر 15: 61) فلماذا كان صامتاً وهل في هذا الصمت دليل على أنه ليس هو المسيح؟
"في أحايين كثيرة كان الصمت أبلغ من الكلام:
1-فهناك صمت القلب المندهش المعجب: وفي مرات كثيرة نصفق أو نهتف لمن يمثلون أو يخطبون إعجاباً بهم، ولكن متى زاد إعجابنا فإننا نصمت في حضرتهم، وقد يظهر إنسان بنظرة واحدة من عينيه شكراً أعمق وأعظم مما تقوله آلاف الكلمات المكتوبة في قواميسنا.
2-وهناك صمت الاحتقار: فقد تسمع كلام أحدهم أو سؤاله أو حجته، وبدلاً من أن ترد عليها كلمة بكلمة محتقراً إياها، ما عليك إلا أن تدير ظهرك له وتتركه بدون جواب، فيحس الاحتقار والخزي أضعاف المرات.
3-وهناك صمت الخوف: فهناك من يحبس الخوف الكلام في فمه، إن جبنه الروحي أو النفسي يؤثر على لسانه فلا يستطيع أن يتكلم أو يعمل سوى أن يصمت، صمت الخزي.
4-وهناك صمت القلب الحزين: في مرات كثيرة يجرح الإنسان فيحزن ولا يستطيع أن يجد كلاماً يعبر به عن حزنه أو اعتراضه أو غضبه فيسكت. والحزن الأعمق هو الحزن الصامت الذي يفوق الغضب والتوبيخ وأي صنف من الكلام.
5-وهناك صمت الكارثة أو المأساة: هذا صمت لأنه لا يوجد كلام، وهذا بعينه كان صمت يسوع. لأنه عرف أنه لا يوجد ارتباط أو تفاهم بينه وبين اليهود. لأن وسائل الاتصال قد انقطعت تماماً. فقد أسدلت الكراهية ستاراً حديدياً بينهم وبينه. إنه لموقف مرير أن يجد الإنسان نفسه غير مقتنع بالكلام لأنه لا فائدة منه"[2].
ونستطيع أن نضيف أسباباً أخرى لهذا الصمت:
1-لأنه لم يكن لرؤساء الكهنة الحق في الجلوس على كرسي القضاء بسبب مخالفتهم الشريعة في القبض عليه.
2-لأن محاكمتهم لم تكن قانونية:
أ-إذ أن التهمة التي وجهوها إليه، وهي التجديف كان من الواجب أن لا تناقش سراً في بيت، بل أمام الملأ علناً.
ب-لأنهم استدعوا شهوداً لم يلتقوا به عن قرب، ومن ثم لم يستطيعوا أن يذكروا الأقوال التي خرجت من فمه.
3-لأن أسئلتهم للمسيح كانت أسئلة تهكمية، وليست استفسارية والمسيح أرفع من أن يجيب على مثل هذه[3].
4-لأن المسيح لم يكن مضطراً للإجابة على أسئلتهم، فالهدف من الأسئلة، ليس هو المعرفة، بل ليجدوا ما يشتكوا به عليه، وعندما صرح لهم بأنه هو المسيح لم يؤمنوا، بل قالوا: لقد جدف.
5-لأن المسيح كان عارفاً، أنه قد أتت الساعة، وهو الآن في طريقه للصلب حسب إرادة الله المحتومة، وعلمه السابق.
6- لأنه لم يكن هناك فائدة من الكلام وأنه مهما قال، فإنه لن يغير من الأمر شيئاً مما قرروه، وقد أوضح ذلك بقوله: "إن قلت لكم لا تصدقون وإن سألت لا تجيبونني ولا تطلقونني" لو 22: 67-68. أي أن الحوار أصبح غير مجد لأنهم سبقوا وقرروا "أنه خير أن يموت إنسان واحد عن الشعب" يو 18: 14.
لهذه الأسباب صمت المسيح أمام الكهنة ولم يكن صمته إنكاراً منه أنه المسيح.
ولكن عندما وجه قيافا إلى يسوع القسم الأعظم في الدستور العبراني "أستحلفك بالله الحي" لم يكن هناك مفر أن يجيب يسوع وهو اليهودي التقي النقي المحافظ على الشريعة صوناً لحرمة هذا القسم العظيم، وقد جاء بكتاب المشنا اليهودي: "إذ قال قائل: أستحلفك بالله القادر على كل شيء أو بالصباؤوت، أو بالعظيم الرحيم، الطويل الأناة، الكثير الرحمة، أو بأي لقب من الألقاب الإلهية، فإنه كان لزاماً على المسؤول أن يجيب"[4].
ورغم أن صيغة سؤال قيافا قد توحي بأنه لم يأت كاستفهام نزيه غير مغرض.
هل أنت المسيح؟ أنت السجين الضعيف الذي تخلى عنك الجميع .. إنه سؤال ينم عن السخرية اللاذعة أو الغضب الشديد، ولو أن رئيس الكهنة كان يتكلم ساخراً، إلا أن ما قاله تطابق مع ما كان يقول يسوع عن نفسه[5].
" والنص: أنت قلت" أو "أنتم تقولون أني أنا هو" الذي يقع على الأذن في العصر الحديث موقع المراوغة والتملص، لم يكن فيه شيء من هذا المعنى لدى الفكر اليهودي المعاصر للمسيح. فعبارة "أنت تقول" كانت الوضع التقليدي الذي يجيب به اليهودي المثقف على سؤال خطير أو حزين"[6].
"أنت قلت" رد إيجابي به خرج المسيح عن صمته وأجاب رئيس الكهنة بكل حزم عن حقيقة ذاته له المجد، وهذا القول هو أسلوب الحكيم الذي قل ودل والذي لا يصدر إلا عن نفس راسخة مطمئنة، وفي الوقت نفسه هو تقريع لاذع لرئيس الكهنة يدعوه إلى التفكير والانتباه لأن حقيقة كون المسيح هو "ابن الله" كانت قد بلغت أذن هذا الرجل وآذان الكهنة معاً، وذلك بعد أن أيدها المسيح بالأدلة المعجزية، وأثبتها أيضاً من التوراة التي كانت بين أيديهم (تث 22: 41-46). ومن ثم لم يكن من الواجب أن تعاد هذه الحقيقة أمامهم مرة أخرى.
مما يثبت أن المسيح نفسه هو قائل هذه العبارة، أنه قد استعملها في أقواله كثيراً. فلما سأله يهوذا الإسخريوطي في الليلة السابقة للصلب: هل أنا هو –الذي سيسلمك- يا سيدي؟ أجابه المسيح: أنت قلت" مت 26: 25.
ولما سأله بيلاطس الوالي أثناء المحاكمة "أفأنت إذاً ملك؟ أجابه على الفور: أنت قلت" يو 18: 38[7].
-وكما أوضحنا سابقاً- إن المسيح لم يكن مضطراً للإجابة على سؤال رئيس الكهنة، لأن الهدف من السؤال ليس المعرفة، بل ليجدوا ما يشتكوا به عليه، ولكنه أجاب حتى لا يستنتجوا من سكوته أنه رجع عن دعواه، أنه هو المسيح ابن الله الحي.
ومن الأدلة على أن الشخص الذي يحاكم هو المسيح وليس أي شخص آخر ما يلي:
1-إن اليهود فهموا من قوله: "أنت قلت" أنه هو المسيح، والدليل على ذلك أنهم اتهموه بالتجديف. وقالوا: "إنه مستوجب الموت" والمسيح قد أيد صحة هذا ولم يقل لهم أبداً أنهم قد أخطأوا فهم أقواله.
2-لو كانت هذه الإجابة تعني الإنكار، لأطلق رؤساء الكهنة سراحه، لأنه بذلك يكون قد أنكر ما يدعيه بكونه هو المسيح، والجماهير التي تبعته على أساس أنه هو المسيح المنتصر كانت ستفارقه، وبذلك تنتهي القضية كلها.
3-إن بقية قول المصلوب "من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء" فيه يوضح لهم أنه هو المسيح المنتظر الذي تنبأ عنه العهد القديم في دا 7: 13-14. أي أن المصلوب يقتبس النبوات التي جاءت عن المسيح في العهد القديم، والتي يعرفها سامعوه جيداً، ومطبقاً إياها على نفسه. فكيف ينكر المتهم أنه هو المسيح، ثم يطبق –في نفس القول- نبوات العهد القديم عن المسيح على نفسه؟ هذا يؤكد أن هذا الشخص هو المسيح نفسه.
4-لو كان هذا الشخص هو يهوذا أو غيره، فلماذا لم يقل لهم صراحة أنه ليس هو المسيح، حتى يطلقوا سراحه، ولا يعطي لهم أي فرصة للالتباس أو التشكك.
5-ثم أن الأحداث التي تلت ذلك من خلال أقوال وأعمال هذا الشخص تؤكد لنا أنه هو المسيح.
إذاً استخدام هذه المقولة لإثبات أن المصلوب ليس هو المسيح، هي رامية من غير رامٍ، وادعاء كاذب ولا سند له من حقيقة.
(59) المسيح بين الحقائق والأوهام. ص 76.
وانظر أيضاً 1-المنتخب الجليل. ص 308, 311.
2-بين المسيحية والإسلام. ص 166.
3-الرد على النصارى. ص 74.
4-الأجوبة الفاخرة. ص 56.
5-الفارق بين المخلوق والخالق. ص 47.
6-دعوة الحق. ص 123.
7-المسيح قادم. ص 57.
(60) تفسير العهد الجديد. وليم باركلي. مجلد1. ص 654-655.
(61) قضية الصليب. عوض سمعان. ص 125-126.
(62) من دحرج الحجر. فرانك موريسون. ص 109.
(63) التفسير الحديث: إنجيل متى. ر.ت.فرانس. ص 424.
(64) من دحرج الحجر. ص 109.
(65) قضية الصليب. ص 127.
 
قديم 09 - 03 - 2021, 04:44 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: من هو المصلوب

أقوال المصلوب أمام رئيس الكهنة

"من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء" مت 26: 64.
" وابن الإنسان في إنجيل متى هو المسيح، والمتحدث يقول إنه من الآن أي من اللحظة التي هو يتحدث فيها، يبصرون ابن الإنسان على النحو الذي أشار إليه. فكيف يكون ذلك، إلا أن يكون المتحدث شخص آخر غير المسيح، إذ لا يمكن أن يكون هو نفسه المسيح واقفاً بينهم، وفي نفس الوقت يكون المسيح في مكان آخر جالساً عن يمين القوة آتياً على سحاب السماء، لا شك إذاً أن هذا المتحدث شخص آخر غير المسيح، ولذا حسب اعتقاده قال: إنه في نفس اللحظة التي كان يتحدث هو فيها، يرون المسيح جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء"[1].
التعليق:
1-إن هذه العبارة التي جاءت في متى 26: 64، تشير إلى ما جاء في دا 7: 13-14 "كنت في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن الإنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه فأعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لا يزول وملكوته ما لا ينقرض". وابن الإنسان لقب من ألقاب المسيح وقد أطلق المسيح هذا اللقب على نفسه كثيراً، في إنجيل متى أكثر من ثلاثين مرة، وفي إنجيل مرقس خمسة عشر مرة، وفي إنجيل لوقا خمساً وعشرين مرة، وفي إنجيل يوحنا اثنتي عشر مرة وقد ذكر مرة واحدة في حديث اسطفانوس (أع 7: 56) ومرة في رسالة العبرانيين (عب 2: 6)، ومرتين في سفر الرؤيا (رؤ 1: 13، 14: 14).
لماذا استخدم المسيح هذا اللقب في الإشارة إلى شخصه؟
أ-إن لقب ابن الإنسان يتضمن أنه "المسيا" ولكنه تجنب استخدام الأسماء المباشرة للمسيا، وذلك لأن المعاصرين من اليهود لم يكونوا على استعداد لقبول إعلانه ذلك.
ب-لقد ارتبط تجسد المسيح منذ بداية خدمته بلقب "ابن الإنسان" يو 3: 13. ويبدو سموه الفريد في كلماته لنيقوديمس "ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء" وهذه العبارة الأخيرة "الذي في السماء" تتضمن وجوده في كل مكان، وفي نفس الوقت دليلاً على لاهوته "فابن الإنسان" إذاً هو "الرب من السماء" ظاهراً في صورة بشرية على الأرض، وفي نفس الوقت هو في السماء"[2].
إذاً لقب "ابن الإنسان" يعني المسيح، وحيث أن المسيح هو الإله المتجسد في صورة بشرية إذا ً من الممكن أن يكون معهم بالجسد، وفي نفس الوقت لاهوتياً جالساً عن يمين القوة، وآتياً على سحاب السماء، ثم يجب ألا يغرب عن أذهاننا أن الجلوس عن يمين القوة لا يعني المكان لأن الله روح ليس محدوداً بمكان والمعنى هنا مجازي يشير إلى المجد والكرامة السلطان. وبالتالي فهذا القول لا يعني بالمرة أن الشخص المتحدث هنا ليس هو المسيح.
2-إن كلمة "من الآن" لا تعني هذه اللحظة التي يتكلم فيها الشخص الذي يحاكم أمام الكهنة، حتى كان يجوز الظن أن هذا الشخص هو يهوذا، لأن الكهنة لم يروا المسيح وقتئذ جالساً عن يمين الله أو آتياً على سحاب المجد[3].
ويتضح هذا من الترجمات الإنجليزية:
1-I say unto you. Here after ye shall see the son of man. (k.j)
2-The time has come when you will see. (Rieu)
3-Shortly you will see. (Ber)
4-In the future you will see. (Mof)
5-You will in the future see the son of man. (Ant)
6-In the future. (N.iv)[4]
Here after، In the future، shortlyفكلمة "الآن" ترجمت
وهي تعني في المستقبل أو فيما بعد أو بعد قليل
3-إن الفعل تبصرون "لا يرد في اللغة اليونانية –اللغة الأصلية للإنجيل- في صيغة المضارع، بل في صيغة المستقبل، وترجمته الحرفية "ستبصرون" وقد ترجم إلى اللغة العربية "تبصرون" في صيغة المضارع، لأن الفعل المضارع في العربية إذا لم يسبقه حرف "لم" فإنه يدل على الحال والاستقبال معاً (شرح شذور الذهب. ص61)[5].
وهذا واضح في الترجمات الإنجليزية –المذكورة سابقاً- حيث جاء الفعل في صيغة المستقبل You will See.
وأيضاً في الترجمات العربية الحديثة كما في:
الترجمة العربية الجديدة "وأنا أقول لكم: سترون بعد اليوم ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء"[6].
وفي الترجمة التفسيرية "وأقول لكم أيضاً أنكم منذ الآن سوف ترون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة ثم آتياً على سحاب السماء"[7]
4-آتياً على سحاب المجد "تعني تبرير وتمجيد ابن الإنسان في السماء".
فعلى ضوء ما جاء في دا 7: 13-14. هي تعني مجيء إلى الله ليعطي ملكوتاً. والعبارتان تشيران إلى نفس حالة المجد، وليس إلى موقفين متعاقبين أو حدثين منفصلين بل تشير إلى فترة تبدأ من الآن، لأنه سرعان ما سيتضح سلطان ومجد المسيح. أي أن هذا النص يشير إلى مجيء المسيح إلى الآب. وهذا ما حدث بعد فترة قصيرة من القول به، عندما قام المسيح وجلس عن يمين الله وهو الآن في سلطانه الأسمى، وهو سلطان يصل إلى ذروته عندما يروا يسوع كديان للعالم"[8].
5-إن القول "تبصرون ابن الإنسان" وليس تبصرونني، لا يدل على أن المسيح لم يكن هو المتكلم، بل على العكس يدل على أنه هو بعينه، لأنه هو الذي كان استعمل هذا اللقب عن نفسه. وقد قال لليهود عن نفسه من قبل "وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه"
كما قال لهم "إن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا" مر 8: 10. ولم يقل إن لي سلطاناً أن أغفر الخطايا الأمر الذي يدل على أن الشخص الذي كان يحاكم أمام الكهنة هو المسيح[9]. وليس يهوذا أو أي شخص آخر.
(66) دعوة الحق. ص 124.
(67) دائرة المعارف الكتابية. مجلد2. ص 214-216.
*ويذكر عبد الكريم الخطيب: إن كلمة ابن الإنسان التي ترد على لسان السيد المسيح تحمل في مضمونها المعنى الذي يراد من كلمة "الله" قضية الألوهية. جـ2. ص 259.
*ويقول الأستاذ عباس محمود العقاد: "أما الصفة التي تثبتت له (ع) في طوية ضميره فقد تكررت في كلامه عن نفسه على صور شتى, فهو نور العالم, وخبز الحياة, والكرمة الحقيقية وهو ابن الله, وابن الإنسان .. إن كلمة ابن الإنسان قد جاءت أحياناً مرادفة لضمير المتكلم "أنا" حين يتكلم المسيح عن نفسه. (مت 10, 16. مر 13. مر 8. لو 12). حياة المسيح. ص 184-186.
*وكتب الأستاذ خالد محمد خالد: "فوق أرض فلسطين, شهد التاريخ يوماً, إنساناً شامخ النفس, مستقيم الضمير, بلغ الإنسان في تقديره, الغاية التي جعلته ينعت نفسه "بابن الإنسان". وابن الإنسان هذا, ذو العبير الإلهي تتركنا كلماته, ويتركنا سلوكه ندرك إدراكاً وثيقاً, الغرض العظيم الذي كابد تحقيقه, ألا وهو إنهاض الإنسان وإزهار الحياة ... نلتقي بالمسيح ينعت نفسه كثيراً بأنه "ابن الإنسان" بيد أن ابن الإنسان هذا لم يعرف فؤاده الذكي أية تخوم بين الآب والرب. لقد تخطى حدود النسب الأرضي وجاوزها جميعاً ... فالمسيح ينعت نفسه بأنه ابن الإنسان ويكررها كثيراً. إن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس, بل ليخلص". معاً على الطريق محمد والمسيح. ص 6, 55, 7.

(68) قضية الصليب. ص 128.
(69) –The N.T. from 26 translation
-The Amplified .N.T
-New international version
(70) قضية الصليب. ص 129.
(71) الترجمة العربية الجديدة. دار الكتاب المقدس لبنان. سنة 1993.
(72) كتاب الحياة. ط سنة 1989.
(73) التفسير الحديث: إنجيل متى ص 424, 425, 289.
(74) قضية الصليب. ص 129.
 
قديم 09 - 03 - 2021, 04:46 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: من هو المصلوب

أن المصلوب قد أدين بتهمة التجديف ولا يمكن أن يكون المسيح مجدفاً





"روى يوحنا أن المصلوب حكم عليه بالصلب كونه جدف وكفر، وذلك بحكم قيافا المسلم بنبوته (يو 11: 49-52). وهذا دليل فيه إلزامان:

1-إن المصلوب يمتنع أن يكون الله، وهل يقال على الإله جدف، لأن الحكم عليه بالتجديف كان عن نبوة قيافا، وحكم النبوة عدل لا نزاع فيه.

2-إن المصلوب غير عيسى، لأنه لا يصح أن يقال أنه عيسى الرسول وأنه الكافر معاً، ولا يصح إنكار نبوة قيافا"[1].

التعليق:

قبل أن نعلق على القول السابق، نسجل النصوص الكتابية التي تتعلق بهذا الموضوع حتى تكون الصورة كاملة وواضحة.

*يو 11: 45-53 "فكثيرون من اليهود الذين جاؤوا إلى مريم ونظروا ما فعل يسوع آمنوا به. وأما قوم منهم فمضوا إلى الفريسيين وقالوا لهم عما فعل يسوع، فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعاً وقالوا: ماذا نصنع فإن هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة. إن تركناه هكذا يؤمن به الجميع ويأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمتنا. فقال لهم واحد منهم وهو قيافا، كان رئيساً للكهنة في تلك السنة، أنتم لستم تعرفون شيئاً. ولا تفكرون أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها. ولم يقل هذا من نفسه، بل إذ كان رئيساً للكهنة في تلك السنة تنبأ أن يسوع مزمع أن يموت عن الأمة، وليس عن الأمة فقط، بل ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد. فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه".

*مت 26: 63-66 "فأجاب رئيس الكهنة قال له: أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله؟ قال له يسوع: أنت قلت، وأيضاً أقول لكم: من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء. فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلاً: قد جدف، ما حاجتنا بعد إلى شهود، ها قد سمعتم تجديفه. ماذا ترون، فأجابوا وقالوا: إنه مستوجب الموت"

*يو 18: 28-32 "ثم جاؤوا بيسوع من عند قيافا إلى دار الولاية. وكان صبح ولم يدخلوا هم إلى دار الولاية لكي لا يتنجسوا فيأكلون الفصح. فخرج بيلاطس إليهم وقال: أية شكاية تقدمون على هذا الإنسان. أجابوا وقالوا له: لو لم يكن فاعل شر لما كنا قد سلمناه إليك. فقال لهم بيلاطس: خذوه أنتم واحكموا عليه حسب ناموسكم. فقال له اليهود: لا يجوز لنا أن نقتل أحد، ليتم قول يسوع الذي قاله مشيراً إلى أية ميتة كان مزمعاً أن يموت".

*يو 19: 6، 7، 12 "فقال لهم بيلاطس: خذوه أنتم واصلبوه، لأني لست أجد فيه علة. أجابه اليهود: لنا ناموس وحسب ناموسنا يجب أن يموت لأنه جعل نفسه ابن الله .. كان بيلاطس يطلب أن يطلقه، ولكن اليهود كانوا يصرخون قائلين: إن أطلقت هذا فلست محباً لقيصر. كل من يجعل نفسه ملكاً يقاوم قيصر".

لو 23: 1-2 "فقام جمهورهم وجاؤوا به إلى بيلاطس. وابتدأوا يشتكون عليه قائلين "إننا وجدنا هذا يفسد الأمة ويمنع أن تعطى جزية لقيصر، قائلاً إنه مسيح ملك"

من خلال النصوص السابقة نقدم ردنا في نقاط محددة:

أولاً: التجديف في العهد القديم:

"التجديف لغوياً هو الكفر بالنعم أو استغلال عطاء الله وتوجيه الإهانة أو التعيير إليه. وهناك بضع كلمات عبرية تترجم إلى العربية بكلمة جدف أو تجديف وهي:

1-بارك: وهي في العبرية تعني البركة أو اللعنة، وقد ترجمت "بارك" بمعنى "العن" في قول امرأة أيوب له "بارك الله ومت" أي 2: 9. وترجمت إلى "جدف أو يجدف" في أي 1: 5، 11. وكذلك في حادثة تابوت اليزرعيلي (1مل 21: 10، 13).

2-جدف: بمعنى قذف أو أهان أو شتم كما في (1مل 9: 6، 12. إش 37: 6، 23. حز 20: 27)

وترجمت إلى "شاتم" في مز 44: 16، وإلى "يزدري" في عدد 15: 3.

3-نقب: بمعنى "طعن" عن تجديف ابن المرأة الإسرائيلية على اسم الله وكان عقابه القتل رجماً (لا 24: 11-16)[2].

ثانياً: عقوبة التجديف:

لقد كانت عقوبة التجديف هي الموت رجماً، عن طريق إلقاء الحجارة على الشخص المتهم حتى يموت. وكان يتم خارج المدينة (لا 24: 23. عدد 15: 35-36. 1مل 21: 13) وكان شهود الاتهام –كانت الشريعة تستلزم وجود شاهدين على الأقل (تث 17: 6)- يضعون أيديهم على المتهم (لا 24: 14. تث 17: 7)، لنقل الذنب من الجماعة إلى المذنب، ثم يكون الشهود أول من يرميه بالحجارة، ثم يرميه سائر الشعب بعد ذلك (تث 17: 7)، وذلك لنزع الشر من وسط الشعب (تث 12: 21)[3].

ثالثاً: هل جدف المسيح؟

" لقد حرص المسيح" على أن يتجنب النطق بالاسم القدوس والذي اعتبر في عصور متأخرة تجديفاً، وأن يدعي أنه المسيا لا يكاد يعتبر تجديفاً، فقد يكون هذا على كل حال ادعاء صحيحاً، أما الادعاء بأنه مسيح الرب في هذا الموقف غير المناسب، ربما ينظر إليه على أنه استخدم اسم الرب باطلاً، وهكذا فلم تترك كلمات يسوع أمام السلطات إلا اختيارين لا ثالث لهما، إما أن يتقبلوا ما يقوله، أو يحكموا عليه بسبب هذا التجديف"[4]. وإذ ننظر للأمر نظرة فاحصة عادلة نرى:

أ-إن المسيح بادعائه أنه مسيح الرب لم يجدف، لأنه هو فعلاً كذلك.

ب-إن اتهام المسيح من قبل رؤساء الكهنة بالتجديف، لا يعني صحة هذا الاتهام فما أكثر الاتهامات الباطلة التي يثيرها الناس ضد أعدائهم، واليهود قد قرروا التخلص من المسيح، فكان لا بد من الافتراء بأي تهمة كاذبة تتيح لهم هذا. ويرى م.أحمد عبد الوهاب: "حسب الشريعة اليهودية نجد أنه لا الأقوال التي تنسب ليسوع عن نقض الهيكل، حتى لو أمكن إثباتها، ولا إجابته لرئيس الكهنة، تعتبر تجديفاً على الاسم الإلهي، مما يقتضي شجبه بطريقة خاصة، حسبما يذكر سفر اللاويين "كل من سب إلهه يحمل خطية، ومن جدف على اسم الرب فإنه يقتل ويرجمه كل الجماعة رجماً" (لا 24: 15-16). ثم يتساءل:

"إذا كان يسوع قد أدين بسبب التجديف (كما يقرر الإنجيل) فلماذا لم تقم السلطات اليهودية ذاتها بتنفيذ العقاب، وذلك برجمه حتى الموت"[5].

وهذا ما سوف نجيب عليه في السطور التالية.

رابعاً: لماذا لم يرجم المسيح؟

أصدر السنهدريم –مجمع السبعين- حكمه على يسوع بالإعدام رجماً لأنه جدف، وقد كان يلذ لليهود أن ينفذوا فيه هذا الحكم، ليرووا غليلهم من دمه، لولا أن الدولة الرومانية الحاكمة، كانت قد سلبت منهم هذا الحق، فعندما "قال لهم بيلاطس: خذوه أنتم واحكموا عليه حسب ناموسكم، فقال له اليهود: لا يجوز لنا أن نقتل أحداً" يو 18: 31.

ويقول التلمود: قبل خراب الهيكل بأربعين عاماً، انتزع من إسرائيل حق الحكم بالإعدام، ولئن تم لليهود مرة أن يحكموا على اسطفانوس بالإعدام رجماً بالحجارة –لأن الحاكم الروماني كان غائباً عن أورشليم في ذلك الأوان- إلا أنهم لم يستطيعوا أن يوقعوا هذه العقوبة على المسيح لسببين:

1-لأن الحاكم الروماني –بيلاطس- كان موجوداً وقتئذ في دار الولاية في أورشليم لمراقبة اليهود أثناء عيد الفصح.

2-لأن السماء كانت قد سبقت فقضت بأن يموت المسيح مصلوباً، ولا بد أن يتم المكتوب فيتم ما قاله المسيح عن نفسه ينبغي أن يرفع ابن الإنسان[6].

وقد كتب الرسول يوحنا بعد اعتراف اليهود بأنه لا يجوز لهم أن يقتلوا أحداً، "ليتم قول يسوع الذي قاله مشيراً إلى أية ميتة كان مزمعاً أن يموت" يو 18: 32.

أي أن يسوع المسيح قد أخبر أنه سوف يموت مصلوباً وليس مرجوماً.

*وقد أثير هذا الموضوع حديثاً في بريطانيا عندما أصدر السياسي البريطاني "أنوك بويل" كتابه "نشوء وارتقاء الإنجيل"[7]. وهو عبارة عن ترجمة جديدة لإنجيل متى مع تعليقات وهوامش. جاءت فيه سطور قليلة عن موت المسيح. حيث يرى أنوك أن محاكمة المسيح جرت وانتهت برجمه بعد أن أدانته المؤسسة اليهودية بالتجديف، لأنه أطلق على نفسه لقب ابن الله.

وقد رد عليه كثير من المتخصصين مثل:

-البروفيسور جيزا فيرنز الحجة في مجال دراسة الأديان وتاريخ فلسطين في القرن الأول بجامعة أكسفورد والذي قال: إنه من بين العديد من الأشياء غير المؤكدة المحيطة بشخصية المسيح، فإن واقعة الصلب هي أكثر الأشياء يقينية "ثم يضيف رداً على أن المجلس اليهودي الأعلى لم يكن يحتاج إلى عرض المسيح على الوالي الروماني" إنه لا يوجد دليل على أن المجلس كان لديه القدرة أو الصلاحية لعقد محاكمة للتجديف بعد أن أصبحت أرض الميعاد إقليماً تابعاً للرومان ... وحتى لو كان للمحكمة اليهودية القدرة على الحكم بالموت، فلا يوجد دليل على أنها أدانت المسيح بالكفر لأنه لقب نفسه بابن الله. فعبارة ابن الله في التفسير اليهودي –بخلاف المعنى المسيحي- لا تعني أن الإنسان له نفس طبيعة الله.

*وإلى صفحة الرأي بجريدة "التايمز" أرسل البروفيسور بيتر جونز المتخصص في الكلاسيكيات بجامعة نيوكاسل، رداً يقول فيه أنه "إذا كان اليهود قد رجموا المسيح حتى الموت، فإن الأناجيل التي تتضح بمشاعر العداء لليهود كانت ستهلل بإذاعة هذا النبأ بدلاً من أن تخفيه –كما يزعم بويل- من أجل الفوز ببعض المعتنقين للمسيحية"

-إن فكرة رجم المسيح بتهمة التجديف ذكرت في رواية تلمودية يهودية ليس لها قيمة تذكر، لأنها تعود للقرن الثالث الميلادي هدفها التشكيك في المسيحية وتهديد المسيحيين.

مما سبق نرى أن اليهود لم يرجموا المسيح، لأنه لم يكن من سلطتهم في ذلك الوقت إصدار حكم الإعدام وتنفيذه. ولذلك كان يجب أن تغير التهمة الموجهة للمسيح لأن السلطات اليهودية كانت تعلم تماماً أن تهمة التجديف لن يصغي إليها بيلاطس أو يضعها في اعتباره، لذلك أمامه تغيرت التهمة من دينية إلى تهمة سياسية يجد بيلاطس أمامها نفسه مضطراً أن يصدر حكماً. ولذلك اتهموا يسوع بأنه:

1-يفسد الأمة

2-يمنع أن تعطى جزية لقيصر

3-يقول عن نفسه إنه مسيح ملك

أي أن الاتهام تغير من اتهام ديني عقوبته الرجم –حسب شريعة اليهود- إلى اتهام سياسي عقوبته الموت صلباً حسب القانون الروماني.

والآن نأتي إلى الجزء الثاني من هذه القضية وهو نبوة قيافا.

أولاً: من هو قيافا؟

هو رئيس الكهنة[8]وقد عينه الحاكم الروماني فاليريوس جراتوس سنة 14م، واستمر حتى عام 36م بعد استدعاء بيلاطس إلى روما. وقد كان هو رئيس الكهنة عندما جاء بيلاطس إلى فلسطين سنة 26م. وكرئيس للكهنة فقد كان رئيساً للسنهدريم الأعظم الذي حاكم المسيح.

ثانياً: هل تنبأ قيافا؟

النص الكتابي: يو 11: 45-53.

*يرى وليم باركلي: " إن قيافا نطق بعبارة لم يكن يعرف أنها نبوة، ولم يكن يدرك العمق البعيد الذي تنطوي عليه كلماتها. لقد نادى بأنه خير أن يموت يسوع عن الشعب من أن تهلك الأمة بأسرها .. لقد تنبأ قيافا بنبوته كرئيس للكهنة أمام المجمع اليهودي المقدس. ولقد كان اعتقاد اليهود أنه حين يسأل رئيس الكهنة مشورة الله بخصوص مستقبل أمته، كان الله يتحدث بواسطته ويقدم رسالته عن طريقه. أي أنه يصبح في هذه الفرصة في مركز نبي (عدد 27: 18-21) .. لقد نطق بنبوة، ولكنه لم يدرك عمقها ولم يفهم مداها .. إن الله في مقدوره أن يتحدث برسالته عن طريق أي إنسان، وبأية واسطة، دون أن يعرف ذلك الإنسان أو تدرك تلك الواسطة، في مقدوره أن يستخدم حتى أبواق اللعنة ليوصل حقه للآخرين. لقد كان مقدراً ليسوع أن يموت لا لنجاة أمة واحدة، ولا عن جنس واحد، بل عن أبناء الله المتفرقين في العالم أجمع خلال العصور والأجيال"[9].

*ويرى د.القس إبراهيم سعيد: "كان قيافا رئيساً للكهنة في تلك السنة، فكان إذا بحكم وظيفته متكهناً بمقاصد الله، وناطقاً بلسانه ومترجماً عن فكره (خر 28: 3، عدد 27: 21، 1صم 30: 7).

فمع أنه لم يكن نبياً في ذاته، لأن أخلاقه بعيدة كل البعد عن صفات الأنبياء، سيما أنه مقام في وظيفته بيد الرومان[10] لا بإرادة الشعب، إلا أنه كان يتقلد الوظيفة الكهنوتية، وكان "الأوريم والتميم" أداة التكهن بالمستقبل في سلطانه، لذلك سخرته العناية الإلهية، فتفوه بـ"نبوته" وهو لا يدري. فجاءت منه رمية من غير رام .. إن وجه الحق في كلمات قيافا هو أن موت المسيح فدائي، من أجل ذلك تبرع يوحنا البشير لهذه الكلمات بلقب "نبوة" مع أنها لا تحمل من علامات النبوة إلا صورتها. ويعتقد بعضهم أن البشير قال هذا تهكماً، وكأنه والقدر يسخران بقيافا"[11].

*بينما رأى د.وليم إدي: "إن قيافا أراد أن يصرف النظر عن كون يسوع مذنباً أو باراً مستحقاً الموت أو لا وأن يقصره على أن منفعة الأمة تقتضي قتله، لأنه إذا قتل فلا خوف من هياج الشعب ولا من انتقام الرومانيين المتوقف على ذلك الهياج وخلاصة كلامه أن يسوع أقلق الراحة، فيجب أن نقتله ونستريح منه.

وليس هناك دليل على أن قيافا قصد بما قاله النبوة، ولا على أن له قوة التنبؤ.

نعم أن الحبر الأعظم كان قديماً قادراً على ذلك بواسطة "الأوريم والتميم" (خر 28: 30. تث 27: 21. 1صم 30: 7-8. هو 3: 4)، لكن ذلك زال عنه منذ قرون، ولم يقصد قيافا أن يتكلم عن كون موت يسوع ذبيحة عن خطايا الشعب، لكن الله جعل لكلماته معنى غير الذي قصده، وهو أن موت المسيح فداء عن العالم، وكذلك تنبأ بلعام على غير إرادته وقصده (عدد 23). أي لم يقصد النبوة بنتائج موت يسوع العظيمة، إنما قصد قتله لحفظ سلطة الكهنة ورؤساء الشعب، ولكن الله جعل كلامه كنبوة بتلك النتائج واستخدمه كما استخدم بلعام قديماً.

لم يكن قيافا نبياً حقيقياً ولم يلهمه الله أن يتنبأ حينئذ، وهو نفسه لم يعرف أن ما قاله نبوة، ولكن سماه البشير نبوة لأنه تم بقصد الله وتعيينه.

إن موت يسوع عن الأمة، لم يتم بحسب فكر قيافا، لأن فكره كان أن موت يسوع يكون واسطة لبقاء سلطة رؤساء الأمة وبقاء الهيكل والمدينة ... أما الله فقصد أن يكون ذلك الموت واسطة لخلاص نفوس الأمة"[12].

ونلخص الآراء السابقة فيما يلي:

1-إن قيافا ليس نبياً، ولكنه كان قادراً عن طريق استخدام "الأوريم" التنبؤ بالمستقبل، وأنه قال هذه النبوة وهو لا يدري هدفها وقصدها.

2- إن قيافا ليس نبياً، ومقدرة التكهن عن طريق الأوريم والتميم قد زالت منذ عدة قرون وأنه لم يتنبأ، ولكن ما قاله قد سماه الرسول يوحنا نبوة لأنه تمم مقاصد الله.

*توضيح أخير:

"إن كلمة تنبأ مشتقة من الاسم "نبي" وليس مدلولها "تكلم كلام النبوة" ولكن "سلك سلوك الأنبياء" و"عمل عمل النبي" وصيغة "تفعل" هذه لم تستعمل في العهد القديم قط لأعمال الأنبياء الكبار، أنبياء الله المرسلين، الذين حفظت لنا نبواتهم في الكتب المقدسة، إذ أن عمل هؤلاء الأنبياء، يعبر عنه دائماً بصيغة "الانفعال" (بالعبرية نفعل أي نبا وهنابي)

وجاءت صيغة "تنبأ" في عدة مواضع منها 1صم 10: 4، عن زمرة من الأنبياء في قصة تملك شاول وهي لا تعني أن زمرة الأنبياء تكلموا كلام النبوة بل أنشدوا ورنموا. وفي إرميا 26: 10، عن أوريا الذي لم يكن نبياً مسلماً به.

وفي عدد 11: 25-27 عن عمل الشيوخ الذين حل عليهم الروح فتنبؤوا أي تصرفوا تصرف الأنبياء في الساعة التي حل عليهم الروح. واستعملت هذه الصيغة أيضاً لنبوة أنبياء البعل (1 مل 17: 29، إر 23: 15)، ولنبوة الأنبياء الكاذبين (1مل 22: 10، 2 أخ 18: 9، إر 14: 14، حز 13: 17)

فهذه الصيغة "صنعَ صنع النبي دون أن يكون بحق نبياً أي ادعى النبوة".[13]

وبناء على هذا التوضيح:

*نرى أن يوحنا يوجه اتهاماً ساخراً إلى قيافا (بقوله عن المسيح أنه خير أن يموت واحد عن الأمة) بأنه نبي كاذب أو مدعي النبوة.

*إن اتهام قيافا للمسيح بأنه يجدف، لا يعني أن المسيح قد جدف –لأنه اتهام كاذب- وكون قيافا قد تنبأ لا يعني أنه نبي وأنه لا يصح إنكار نبوته أو أن نبوته مسلم بها.

*كون أن المسيح قد اتهم كذباً أنه جدف فهذا لا يمنع أن يكون الله، لأن كون البعض ينكر وجود الله، فهذا لا يعني أنه موجود.



(75) الفارق بين المخلوق والخالق. ص 577.

وأيضاً المسيح بين الحقائق والأوهام. ص 176.

(76) دائرة المعارف الكتابية. جـ2. ص 513-541.

(77) دائرة المعارف الكتابية. جـ4. ص 74-75.

(78) التفسير الحديث. متى. ص 425-426.

(79) المسيح في مصادر العقيدة المسيحية. ص 152.

من الحالات التي يعاقب مرتكبوها بالموت رجماً.

أ-عبادة آلهة أخرى (تث 17: 2-3)

ب-من يغوي شخص لعبادة آلهة أخرى (تث 13: 6-11)

جـ-من يقدم ابنه ذبيحة للأصنام أو آلهة الأمم (لا 20: 2-5)

د-العرافة (لا 20: 7)

هـ-كسر يوم السبت (عدد 15: 32-36)

و-جريمة الزنا (تث 22: 21-24)

ز-الابن العاصي (تث 21: 18-21)

(80) شرح بشارة يوحنا. د.إبراهيم سعيد. ص 583.

(81) هذا الجزء مأخوذ عن مقالة تحت عنوان "باحث بريطاني لامع يؤكد ... المسيح لم يصلب" ترجمها عن الإندبندنت, يوسف الحسيني وأعدها عصام زكريا, ونشرت في مجلة "روز اليوسف" عدد 3456 في 5/9/94. ص 23-26.

أنوك بويل: واحد من أكثر السياسيين الإنجليز مشاكسة وحدة. يبلغ من العمر 82 عاماً كان رئيساً سابقاً لحزب المحافظين, له آراء عنصرية بخصوص الحد من الهجرة لبريطانيا. وهو لم يكتب هذا للتشكيك في المسيح وصحة الكتاب المقدس. ولكن بويل يحاول فقط أن يثير مناظرة جيدة, وأنه يستمتع بكونه مثيراً للجدل. كما يقول هنري شادويك الأستاذ المتخصص في تاريخ الكنيسة المسيحية الأولى. والذي يشكره بويل في مقدمة كتابه من أجل الوقت والصبر اللذين بذلهما معه. ومع ذلك يرفض شادويك ما جاء به بويل عن قصة رجم المسيح.

(82) جاء في الأهرام تحت عنوان "العثور على مقبرة رئيس الكهنة اليهودي الذي حاكم المسيح وسلمه للرومان ليصلبوه "كشف تقرير في مجلة أمريكية متخصصة في الآثار الدينية عن العثور على مقبرة في القدس يعتقد أنها تضم رفات قيافا رئيس الكهنة اليهودي الذي حاكم المسيح وسلمه للرومان كي يصلبوه, وقال التقرير إن المقبرة تضم معلومات هامة عن الفترة التي عاش فيها المسيح وقالت المجلة أن المقبرة عثر عليها منذ عامين ولم يكشف عنها الإسرائيليون إلا في مارس الماضي"


جريدة الأهرام القاهرية في 16/8/1992.
(83) تفسير إنجيل يوحنا. جـ2. ص 213-214.
(84)جاء في تاريخ يوسيفوس: "إن الحاكم الروماني فاليريوس جراتوس عزل رئيس الكهنة حنان وأقام إسماعيل بدلاً منه, وبعد فترة وجيزة عزل إسماعيل وأقام أليعازر بن حنان عوضاً عنه, وبعد مضي سنة واحدة عزل أليعازر ونصب سمعان مكانه, وهذا الأخير لم يظل في وظيفته غير عام واحد, ثم عين بدلاً منه يوسف الملقب قيافا, الذي ظل في وظيفته أحد عشر عاماً" المرجع السابق ص 509.
(85) شرح بشارة يوحنا. ص 510-511.
(86) الكنز الجليل. جـ2. ص 197.
(87) مقالة بعنوان "حول تاريخ الأنبياء عند بني إسرائيل" م. ص. سيجال. أستاذ دراسات العهد القديم في الجامعة العبرية بإسرائيل. تعريب د.حسن ظاظا "أبحاث في الفكر اليهودي" دار الفكر. سوريا. ط1 سنة 1987. ص 86-88.
 
قديم 09 - 03 - 2021, 04:48 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: من هو المصلوب

إنكار المصلوب أثناء المحاكمة أمام بيلاطس

"في اليوم التالي –للقبض على المسيح- وأمام بيلاطس، يسأله الأخير، إن كان هو المسيح، فلا يجيبه بالإيجاب، وإنما كما ذكر المرة السابق –أمام رئيس الكهنة- بقوله له: أنت تقول. ثم لا يجيبه ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جداً، فإذا كنا قد رأينا المسيح عند وصول الأعداء إليه للقبض عليه لا يتردد في أن يجاهر بأنه من يريدون عندما يقولون أنهم يريدون يسوع الناصري. فإذا كان المسيح نفسه هو الماثل أمام قيافا ثم الوالي، ففيم عدم مجاهرته بأنه المسيح. ليس هناك من تفسير لذلك إلا أن يكون هذا الماثل هنا ليس المسيح، وإنما آخر نعرف أنه يهوذا الاسخريوطي"[1]
التعليق:
لنا على هذا القول عدة تعليقات:
1-إن بيلاطس لم يسأل المتهم إن كان هو المسيح. فبالرجوع إلى الكتاب المقدس نجد في مت 27: 11-14 "فوقف يسوع أمام الوالي، فسأله الوالي قائلاً: أأنت ملك اليهود؟ فقال له يسوع: أنت تقول، وبينما كان رؤساء الكهنة والشيوخ يشتكون عليه لم يجب بشيء. فقال له بيلاطس: أما تسمع كم يشهدون عليك، فلم يجبه بكلمة واحدة، حى تعجب الوالي جداً" (اقرأ أيضاً مر 15: 52، لو 23: 1-4).
ويذكر يوحنا تفاصيل الحوار:
"ثم دخل بيلاطس أيضاً إلى دار الولاية ودعا يسوع وقال له: أأنت ملك اليهود؟ أجابه يسوع: أمن ذاتك تقول هذا أم أن آخرين قالوا لك عني. أجابه بيلاطس: ألعلي أنا يهودي. أمَّتك ورؤساء الكهنة أسلموك إلي ماذا فعلت؟ أجاب يسوع: مملكتي ليست من هذا العالم. لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلم إلى اليهود، ولكن الآن ليست مملكتي من هنا. فقال له بيلاطس: أفأنت إذاً ملك. أجاب يسوع: أنت تقول إني ملك. لهذا قد ولدت أنا ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق" يو 18: 33-37.
فسؤال بيلاطس للمسيح هو: هل أنت ملك اليهود، وليس هل أنت هو المسيح؟
لقد أصدر السنهدريم اليهودي حكمه على المسيح بأنه مستوجب الموت، لأنه جدف (مت 26: 65-66) ولم يكن –كما أوضحنا سابقاً- من سلطة اليهود في ظل الاحتلال الروماني إصدار أو تنفيذ حكم الموت (يو 18: 31). ولذلك ذهبوا بيسوع إلى بيلاطس، وأمام بيلاطس تغيرت التهمة من دينية (مجدف) إلى سياسية "وجدنا هذا يفسد الأمة ويمنع أن تعطى جزية لقيصر قائلاً إنه هو مسيح ملك" لو 23: 3.
وفي أثناء المحاكمة سأل بيلاطس المسيح: "أأنت ملك اليهود" يو 18: 3.
وهنا أراد المسيح أن يبين لبيلاطس مراده بلفظة ملك، قبل أن يجيبه على سؤاله، وكأن المسيح يقول له: إن أردت بالملك ما يعنيه الرومانيون أي ملك أرضي كقيصر، قلت: لا. ولكن إن أردت به ما يعنيه اليهود على ما في نبواتهم فالجواب: نعم. واليهود عرفوا أن المسيح قال أنه ملك روحي لكنهم أرادوا أن يفهم بيلاطس أنه ادعى كونه ملكاً أرضياً.
وعند ذلك أجابه بيلاطس: ألعلي أنا يهودي. أي أن بيلاطس هنا ينكر أنه استعمل لفظة ملك بالمعنى اليهودي، بل بالمعنى الروماني فلا شك أن جواسيسه نقلوا له كثيراً من أقوال المسيح الذي لم يدع يوماً أنه ملك أرضي.
ثم أ جاب المسيح: مملكتي ليست من هذا العالم، هنا يعلن المسيح أنه ملك ولكن مملكته ليست أرضية مقاومة لمملكة قيصر، بل مملكة روحية تسود على قلوب الناس أي أن المسيح لم ينف أنه ملك. ولذلك عندما قال له بيلاطس: أفأنت إذاً ملك ؟ أجاب يسوع: أنت تقول أني ملك (يو 18: 38).فالمسيح هنا يقول له: نعم إني ملك كما قلت –وكما أوضحنا سابقاً فعبارة: "أنت قلت" في رد المسيح على رئيس الكهنة لا تعني النفي- فهكذا هنا أيضاً. والدليل على أنها رد إيجابي وليس سلبياً أن:
أ-المسيح قبل ذلك مباشرة أعلن أنه ملك ولكن مملكته ليست أرضية بل روحية.
ب-"أنت قلت" تعني كما تقول أنت.
جـ-بيلاطس فهم من هذا الرد انه رد إيجابي، لأنه قال لليهود بعد ذلك "أفتريدون أن أطلق لكم ملك اليهود" يو 18: 39. وعندما صرخوا اصلبه، قال لهم بيلاطس: "أأصلب ملككم" يو 19: 5. وعندما أصدر بيلاطس حكمه بصلب المسيح، كتب عنواناً ووضعه على الصليب وكان مكتوباً "يسوع الناصري ملك اليهود" يو 19: 19. فالمسيح لا ينكر أنه مسيح ملك.
2-إن المسيح عندما لم يجبه ولا عن كلمة واحدة، فهو هنا لم ينكر كونه هو المسيح -كما يفهم من الادعاء السابق- ولكن المقصود بذلك أنه لم يجبه عن أي كلمة من الاتهامات الموجهة من رؤساء الكهنة والشيوخ. فبيلاطس يقول للمسيح "أما تسمع كم يشهدون عليك. فلم يجبه ولا عن كلمة واحدة" مت 27: 13 من هذه الاتهامات. لأنها كلها مجرد افتراءات كاذبة واتهامات باطلة.
مما سبق لا نرى في هذا القول إن المصلوب ليس هو المسيح.
(88) دعوة الحق. ص 124.
 
قديم 09 - 03 - 2021, 04:51 PM   رقم المشاركة : ( 30 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,207,207

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: من هو المصلوب

الصلب ليس عقوبة يهودية




"إن الشريعة الموسوية في مثل حالة المسيح كانت توجب الرجم، وليس فيها صلب لأحد وهو حي. وإنما يعلق المقتول على خشبة (تث 21: 21). أما الشريعة الرومانية فكان الصلب فيها للعبيد ولقطاع الطرق ونحوهم من أرباب الجرائم الدنيئة. إذن كيف صلب المسيح وعلى أية شريعة كان ذلك ... وكيف صلب معه لصان وليس في شريعة الرومان ولا شريعة اليهود صلب للصوص"[1]
التعليق:
تحت ضغط من اليهود، وفي محاولة من بيلاطس لإرضائهم صدر الحكم بصلب المسيح وهنا يثير الكاتب عدة اعتراضات تتعلق بذلك سوف نرد عليها:
1-الصلب ليس عقوبة يهودية:
وهذا صحيح فالصلب ليس عقوبة يهودية "ومن قديم الزمان عرف اليهود أربع طرق للإعدام وهي: الرجم والحرق، وقطع الرأس والشنق، وكان الرجم أكثر هذه الطرق شيوعاً ... واليهود لم يصلبوا قط رجلاً حياً، على أنهم كانوا يصلبون فقط جثث المجدفين وعبدة الأوثان، "لا يصلب إلا المجدف وعابد الوثن ولا تبت جثته على الخشبة، بل تدفنه في ذلك اليوم لأن المعلق ملعون من الله" تث21: 23. وكانوا يصلبون جثة الرجل ووجهه إلى الجمهور، بينما كانوا يصلبون المرأة ووجهها إلى الصليب أو الشجرة التي كانت تصلب عليها"[2]
ولكن المسيح عندما صلب، كان ذلك طبقاً للشريعة الرومانية –وكما أوضحنا سابقاً- فإن سلطة إصدار حكم الموت كانت قد نزعت من اليهود، وذلك إتماماً للنبوة التي جاءت في سفر التكوين "لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع شعوب" تك 49: 10. وكلمة قضيب هنا تعني عصا السبط أو القبيلة. وقد كان لكل سبط من أسباط بني إسرائيل الاثني عشر عصا كتب عليها اسمه وهذه الآية تعني أن عصا سبط يهوذا لن تزول حتى يجيء شيلون، ونحن نعلم أنه خلال السبي البابلي لمدة سبعين سنة زال السلطان من سبط يهوذا، ولكن السبط لم يفقد "عصاه" وكان لهم قضاتهم ومشترعوهم حتى وهم في بلاد السبي (عزرا 1: 5، 8)
وقد توقع اليهود حدوث أمرين حالاً بعد مجيء المسيا:
1-زوال القضيب أو عصا سبط يهوذا
2-انهيار السلطة القضائية
وقد جاءت العلامة المنظورة الأولى على زوال القضيب من سبط يهوذا عندما حكم هيرودس الكبير (وهو ليس يهودياً) .... وقبل محاكمة المسيح بثلاثة وعشرين عاماً لم يعد لمجلس السنهدريم اليهودي حق إصدار أحكام الإعدام، فقد أخذت منه هذه السلطة وكان ذلك في عهد أرخيلاوس عام 11م.
ويقول التلمود: "قبل خراب الهيكل بأكثر من أربعين سنة سلب الرومان حق إصدار حكم الإعدام من اليهود"
ويقول الربى "رشمن": "إن أعضاء السنهدريم وقتها ذروا الرماد على رؤوسهم ولبسوا المسوح على أجسادهم، وصرخوا: ويل لنا. فقد زال القضيب من سبط يهوذا قبل أن يجيء المسيا"[3]
فالمسيح قد صلب طبقاً للشريعة الرومانية. فهل كان الصلب عقوبة رومانية؟
2-الصلب عقوبة رومانية:
"إن الرومان أخذوا الصلب عن القرطاجنيين، وكانوا أقسى شعوب الأرض في الزمن القديم، فعندما أخمد بومبي ثورة سبارتكوس صلب وشنق 6000 شخص في طريق إبيان، وكان الرومان يستثنون من عقوبة الصلب، على أنه في بعض الأحيان صدرت أحكام على بعض الرومان بالصلب في صقلية وإسبانيا. وعلى أي حال فقد كان الصلب عقوبة العبيد والمجرمين، وقد كثر استعمال هذه العقوبة لما زاد عدد العبيد في الإمبراطورية. وقد كانت تقام الصلبان بصفة مستديمة خارج المدن لإرهاب العبيد وكل من تحدثه نفسه بالثورة.
وفي الأقاليم الرومانية كان عقاب الصلب يوقع على المذنبين في جرائم القتل وقطع الطرق وقرصنة البحار وتدبير الفتن ضد الدولة.
وكان منظر الصلب مألوفاً لليهودية قبل وبعد المسيح، فقد صلب فاروس حاكم سوريا ألفين من الثوار بعد موت هيرودس الكبير، وكان الصلب ضريبة الوطنية المتعصبة التي بلغت قمتها أيام المكابييين.
ولما هاجم تيطس أورشليم غطى التلال المحيطة بغابة من الصلبان، ويقول يوسيفوس المؤرخ المشهور إن الجنود تعبوا من ابتكار طرق جديدة للتعذيب، لأن عقوبة الصلب أوقفت بسبب قلة الخشب الذي احتاج إليه تيطس في إقامة متاريس الحصار وفي سنة 70م خلا جبل الزيتون تماماً من الأشجار التي قطعت لاستعمال أخشابها في صنع الصلبان والسلالم لارتقاء التلال"[4] فالمسيح طبق عليه القانون الروماني كمثير فتنة ضد الدولة الرومانية، حيث أن التهمة التي وجهها له اليهود أمام بيلاطس "وجدنا هذا يفسد الأمة ويمنع أن تعطى جزية لقيصر قائلاً إنه هو مسيح ملك" لو 23: 2. فالمسيح هنا يحرض على الثورة ضد الحكم الروماني.
3-لماذا طالب اليهود بصلب المسيح رغم أن هذه الوسيلة للعقاب ليست يهودية؟
ربما يتساءل أحد قائلاً: لماذا طالب اليهود بصلب المسيح وهذا العقاب ليس من الوسائل المستخدمة عندهم، ولماذا لم يطالبوا بقتله بطريقة أخرى من الطرق المعتادة لديهم مثل الرجم وغيره.
أعتقد أن هذا نتيجة جعل بيلاطس يسوع بمنزلة واحدة مع باراباس، لأن باراباس كان محكوماً عليه بالموت صلباً، فلو أجرى عليه الحكم لقتلوه صلباً، ولو طلبوا إطلاق سراح يسوع لصلب باراباس، ولكنهم طلبوا إطلاق سراح باراباس، فوقع الصلب على المسيح وقد كان غاية الرؤساء من صلب المسيح –الذي هو أقبح طرق العقاب- أمرين:
أ-التشفي والانتقام.
ب-أن يجعلوا اسم المسيح مكروهاً، حتى لا يلتفت أحد إلى دعواه بعد ورغم أن صراخهم قائلين "ليصلب" كان حدثاً غريباً أن يصدر عن اليهود، لأن الصلب كان عقوبة يطبقها الرومانيون، وكانت أمراً بغيضاً عند معظم اليهود، بيد أن ذلك كان النتيجة الحتمية لقرار إحضار يسوع إلى بيلاطس بتهمة سياسية، لأن هذه كانت الوسيلة المعتادة التي يعدم بها الرومانيون ثوار الأقاليم الخاضعة لهم[5]. وهكذا صدر الحكم صلب المسيح.
4-كيف صلب المسيح مع لصان وليس في شريعة الرومان ولا شريعة اليهود صلب اللصوص؟
الأرجح أن هذين اللصين هما من رفقاء باراباس وشركائه في الفتنة والقتل (مر 7: 15) وقد حكم عليهما قبلاً بالموت، ولو قضى على باراباس بالقتل لصلب على الأرجح بين هذين اللصين. فأخذ يسوع محله. وكان ذلك إتماماً للنبوة "وأحصي معه أثمة" (إش 53: 12). على أن بيلاطس لم يقصد سوى الإهانة[6]
وبالرجوع إلى الأصل اليوناني[7]، نرى أن الكلمة المترجمة في اللغة العربية "لصا" جاءت بمعنيين:
1-لص وتترجم في الإنجليزيةإلى
أ-Rabber وهذه الكلمة بالعربية تعني قاطع طريق أو سارق بالإكراه
ب-Insurre ctionist وهذه الكلمة تعني متمرداً أو ثائراً
وهذا المعنى جاء في:
مت 26: 25 كأنه على لص خرجتم بسيوف
مت 27: 38 حينئذ صلب معه لصان
مت 27: 34 بذلك أيضاً كان اللصان يعيرانه
لو 1: 30، 36 فوقع بين لصوص
يو 18: 4 وكان باراباس لصاً
2-لص: سارق وتترجم بالإنجليزية thief وهذه الكلمة جاءت في عديد من المواضع منها:
مت 6: 19 حيث ينقب السارقون ويسرقون
مت 23: 24 في أي هزيع يأتي السارق
يو 10: 1 فذاك لص وسارق
مما سبق نرى أن الكتاب المقدس يفرق بين لص وسارق وبين قطاع الطرق والثوار والمتمردين، ومن هنا يكون اللصان الذين صلبا مع المسيح من الثوار السياسيين وهي نفس التهمة التي وجهت للمسيح.
ولا ننسى أن نضيف في الختام أن المسيح قد صلب لأنه قد سبق وتنبأ عن كيفية موته صلباً في حديثه مع نيقوديمس. "كما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" يو 3: 14-16.
وما دام المسيح قد تنبأ فلا بد أن يتم المكتوب.

(89) عقيدة الصلب والفداء. ص 81.
(90) في خطوات المسيح. هـ.ف.مورتون. تعريب د.عزت ذكي ط1. سنة 1971. ص 260.
(91) برهان يتطلب قراراً. جوش ماكدويل. تعريب د.القس منيس عبد النور. ص 210-211.
(92) في خطوات المسيح. ص 260-261.
(93) الكنز الجليل. جـ1. ص 503.
(94) التفسير الحديث. متى. ص 435.
(95) أ-الفهرس العربي لكلمات العهد الجديد اليونانية. القس غسان خلف.
ب-القاموس العصري. الياس أنطوان الياس.
جـ-The Greek. N. T. dit.,
 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المصلوب
الأسلوب
رد المسلوب
نعم، انه آخر الأزمنة
الأسلوب


الساعة الآن 07:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024