منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 09 - 2012, 07:34 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

حكمة الربّ الخالق
المزمور المئة والرابع

1. المزمور المئة والرابع هو مزمور مديح لله ينشد فيه المرتّل حكمة الله الخلاّقة فيرتفع فوق واقعه اليومي البسيط ليجد مكانته في العالم. الانسان صغير بجسمه، كبير بروحه، لأنه يحمل إلى رب الكون نشيد الكون. ينطلق المرتّل من معلومات عديدة قرأها في الآداب المصرية والآرامية ونقّاها من كل آثار الوثنية قبل أن يدخلها في كتاب صلوات الهيكل.

2. حكمة الله في بهاء خلقه.
آ 1- 2: مقدمة: بداية النشيد نداء الأرض تجيب إليه السماء: باركي... أنت عظيم يا رب... لباس الرب كلّه نور. وهو نشيد السماء بعد أن تخلّت عن حالة الجماد (تك 1: 2) لتتخذ خفّة خيمة من الحرير يجمعها الرب كالكتاب.
آ 3- 9: الله يخلق السماء والأرض والبحار. السماء مكان سكن الله وقصره الذي بناه على المياه العلوية. ومن أعلى السماوات يؤسّس الله الأرض بعد صراع مع وحوش البحر. تدخّلت العواصف والبروق والرعود وعرف البحر حدّه.
آ 10- 18: عطاء المياه للانسان والحيوان. كانت المياه سبب الموت فصارت سبب الحياة: الينابيع تسقي حيوان البر، والشتاء يُخصب الأرض، وكل هذا هو علامة اهتمام الرب بأخصّائه طوال السنة (تث 11: 11- 12). يستفيد الانسان من الشتاء، وهو ضيف الله على الأرض، فيحصل على القمح لقوته والخمر لفرحه والزيت لزينته.
آ 19- 23: تنظيم الزمن والاوقات. القمر ينظّم السنة الليتورجية، والشمس تحدّد تتابع الليل والنهار. في الليل يعمل وحش البر وفي النهار يعمل الانسان.
آ 24- 30: ويظهر مجد الله عندما يجعل الحياة تدبّ على الأرض وفي البحار. الله يخلق كل شيء ويهتمّ بكل البرايا، وهو سيّد الحياة والموت: طعامهم من يده، ونفوسهم من نسمة أنفه.
آ 31- 35: الخاتمة: فرح الشعب، لأن الله ملك على الكون: ليكن مجد الرب إلى الابد.

3. يقف المؤمن أمام عظمة الله، الملك الملتحف بالنور، والساكن في العالم السماوي، ويعرف أن مركبته الغيوم والعاصفة، والرياح والبروق خدّامه. ثم يصوّر خلق الأرض بشكل صراع مع السديم الاول، ويبيِّن عمل المياه على الأرض وفي حياة النبات والحيوان والانسان. في الخلق لم يعد البحر هذا المكان الهائج المخيف، بل صار مسكن الحيوانات المائية وممرَّ سفن الانسان. كل الخليقة تأتمر بأمر الله وهو سيدها وراعيها الذي يهتم بها. وهكذا تظهر فرحة الله في الخلق، وفرحة الانسان التي لا يعكرها إلاّ وجود الخطأة المنافقين المعاندين للرب.
ينشد المرتّل الله الخالق ويذكر الخلائق، لكنه لا يتوقّف عند جمال الخلائق، وكان الناس يحسبونها آلهة، بل ينشد الله الذي خلق هذه الخلائق. ولا يكتفي بأنشاد الله القدير، بل وأيضًا الاله العطوف الذي روّض القوى المعادية وانتصر عليها، فجعلها قوى صديقة للانسان. فمياه الينابيع صارت مصدر خير للطبيعة. ومياه البحر طريقًا لسفن الانسان. وظهر الرب عطوفًا على الانسان، فجعل الكواكب في خدمته، والبحر لأسفاره، والمياه لتسقيه، والخمر لتمنحه الفرح. ثم نظّم الطبيعة فدخلت في مخطط الله: طرد منها الآلهة والشياطين وكل الخلائق المخيفة، فصار الليل مناسبة لخروج الحيوانات، والنهار مناسبة لعمل الانسان، وصار زئير الأسد صلاة، وهزات الأرض نتيجة نظر الرب إليها.

4. هذا المزمور يجعلنا نرى الله الخالق من خلال الطبيعة وعجائبها. فمه وقلبه هما في أساس كل ما على الأرض وما يزالان يوجّهان الخليقة. الله سيّد الكون وخالقه في الماضي والحاضر، وسيبقى في المستقبل. الانسان هو قمّة الخلق، ولأجله خلق الله ما خلق. فإن كان الحيوان يعيش في العالم، وهو قطعة من العالم، فالانسان يعيش للعالم بمعنى أنه وكيل الأرض على العالم باسم الله. الله سيّد الخلق، وهو أيضًا سيّد التاريخ الذي يرتبط مع الانسان بعهد فيصبح الانسان، لا عاملاً على الأرض فحسب، بل مؤمنًا يتحدث إلى الرب في نسيم المساء فيصلّي إليه، ويحمل إليه صلاة الكون. هذه كانت نظرة المسيح إلى الكون، وهكذا تكون نظرة المسيحيّ إلى الرب الذي يقيت طير السماء ويزيِّن زهور الحقل، ويُنزل غيثه على الاخيار والاشرار.

5 أ. نداء إلى الله الخالق
"باركي يا نفسي الرب". منذ البداية نلاحظ أن المرتّل لا يتحدّث عن نفسه ولا عن عواطفه. فهو لا يعرف إلاّ أن يبارك. هو يبارك الله لأنه الله. سوف يعدّد فيما بعد الدوافع العديدة التي تجعله يشكر الله. ولكن في البداية كما في النهاية (آ 35) لا يقول إلاّ كلام البركة، لا يقول إلاّ عرفان الجميل للذي هو كما هو، لله.
"أيها الرب إلهي ما أعظمك". كل كلمة عنك لا يمكن أن تُولد إلاّ من السجود والاعجاب، إلاّ من قلب ذاك الذي يركع أمام عظمتك وبهائك وجلالتك. فلا عظمة تقابل عظمتك. أنت لا مثيل لك كالارز في لبنان كما قال نش 5: 15.
عظمتك تسمو على عظمة جميع الملوك، وهي تفرض نفسها ببهاء لا نستطيع أن نتحمّله. جلالك هو جلال النور الذي كان أولى خلائقك (تك 1: 3). فالنور كان ثوبك الملكيّ قبل أن ينير الأرض. لهذا فقوّات الظلمة التي تحاول أن تثور عليك، سترتعد حين تراك تلبس "لباس النور" كالمحارب الذي يتقلّد سيفه.

5 ب. قراءة روحية
يردّد المسيحي هذا النشيد الذي يقدّم له الطبيعة ككتاب صور يكشف له الخالق ويساعده أن يرتفع بواسطة الخليقة إلى الله. يساعده هذا المزمور على أن يلاحظ أن كل شيء يأتي من الله، أن كل شيء يرتبط في كل دقيقة به، أن كل شيء منظَّم بيده. وأن كل شيء هو صلاح وجمال وتناسق وينبوع فرح شرط أن لا تكون الخطيئة تركت آثارها فيه. ويجعلنا هذا المزمور نرى الله كما من خلال ورقة شفّافة في شخصيته كما في كمالاته. إن هذا المزمور يحتوي صورة مسبقة لتعليم القديس بولس عن ظهور كمالات الله اللامنظورة التي صارت منظورة للعقل بواسطة المخلوقات (روم 1: 20)، أو لملاحظة الفيلسوف الذي قال: نجد أثر الله في كل شيء حتى في الزمان والمكان.
يتوجّه المرتّل نحو الخليقة في حركة ثانية. أما الحركة الاولى فهي اندفاع عموديّ من قبل الانسان نحو الله نفسه لكي يسبّحه. ولكن هذا الاندفاع يصطدم حالاً بوعي لعجزه عن التعبير عن سرّ الله السامي. فيعود ليقول ويغنِّي ما لا يدرك على أنغام الخليقة، بحيث يصبح الكون المنظور طريقًا إلى المديح وسبيلاً إلى العالم القدسي. وهكذا يصبح كل مخلوق لسان العلي الذي يأخذه الشاعر ليقيم حوارًا مع ربه.
يصوّر هذا المزمور طبقات الخليقة فيساعد المؤمن على الاحساس بهذه الرعشة الحيّة في كل الكائنات التي ترتبط بينبوعها: كل يتوق إليك... تختفي فيرتعدون. تتزع النسمة فيموتون. وهذا ما جعل القديس بولس يقول: "ليس بعيدًا عنا إذ لنا فيه الحياة والحركة والوجود" (أع 17: 27- 28). "هو يعطي الكل الحياة والنسمة وكل شيء" (أع 17: 25).
وهذه الديانة الكونية قد عاشها يسوعُ وعلّمنا إياها. فهو الذي رأى الآب يعمل في كل شيء فيشرق شمسه على الابرار والاشرار وينزل غيثه على الصالحين والخطأة (مت 5: 45). الله الذي يطعم طير السماء (مت 6: 26) ويزيِّن عشب الحقل (مت 6: 30). ولقد قال يسوع عن الزهور: "لم يلبس سليمان في كل مجده كواحدة منها" (6: 29).
ونتوقّف هنا على صفحة يتساءل فيها أغوسطينس عن سرّ أصله فيقول:
سألت الأرض فقالت لي: ما أنا الهك. وكذا أقرَّ كلُ ما عليها. وسألت البحر والغمر والزحافات الحيّة فأجابتني: لسنا الهك. إبحث في أعلى منا. وسألت الريح العابرة والهواء كله مع سكانه فقال لي: لست الله. وسألت السماء والشمس والقمر والنجوم، فقالت: نحن أيضًا لسنا الاله الذي تبحث عنه. فقلت حينئذ لكل هذه الكائنات التي تحيط بحواس جسدي: أنتم لستم الله فقولوا لي شيئًا، قولوا لي شيئًا عنه. فصرخن بصوت عظيم: هو صنعنا. كان سؤالي انتباهي، وكان جوابها جمالها.

6. "ينظر إلى الأرض فترتعد، يلمس الجبال فتدخّن". كانت الجبال متكبّرة، بدت متعجرفة. فالله ما كان قد لمسها بعد. لمسها الآن، فأخذت تدخّن. ماذا يعني هذا الدخان؟ هي الصلاة المقدَّمة لله. ها هي هذه الجبال العظيمة، المتكبّرة، الضخمة، التي ما كانت تصلّي إلى الله. بل أرادت أن يصلّي الناس لها، ورفضت أن تعترف بوجود شخص يجب أن ترفع صلاتها إليه. فمن هو على الأرض هذا الانسان القدير والمتباهي والمتعجرف الذي يصلّي إلى الله بتواضع؟
أتكلّم عن الأشرار لا عن أرزات لبنان التي زرعها الربّ. فالشرير البائس لا يعرف أن يصلّي إلى الله. بل يريد من البشر أن يضرعوا إليه. إنه جبل يجب أن يلمسه الله فيدخّن. عندئذ يكرم الله ويقدّم له ذبيحة قلبه. يدخّن نحو الله، ثم يقرع صدره. ويبدأ أيضًا بالبكاء لأن الدخان يسيّل الدموع. "يلمس الجبال فتدخن".
"ليلذّ له نقاشي معه". أي نقاش للانسان مع الله لا يكون اعترافًا بخطاياه؟ أن تعرف أمام الله من أنت، ذاك هو نقاشك معه. أدخل في هذا النقاش أتمّ الأعمال الصالحة. قال أشعيا: "اغتسلوا، تطهّروا، أزيلوا شرّ أعمالكم. تعلّموا أن تصنعوا الخير، كونوا عادلين مع اليتامى ودافعوا عن الأرملة. تعالوا نتحاجج (نتناقش) يقول الرب" (أش 1: 16- 17).
ما هو هذا النقاش مع الله؟ عرّف نفسك بالذي سبق له وعرفك فيعرّف هو نفسه إليك يا من تجهله. "ليلذّ له نقاشي معه". هذا ما يلتذّ به الله: نقاشك. ذبيحة تواضعك. توبة قلبك. تقدمة حياتك. هذا ما يلذّ لله. وما هو اللذيذ لك؟ "أنا أبتهج بالرب".
لقد كشف الله نفسه لك. كيف؟ بكلمته. أي كلمة؟ المسيح. إليك تكلّم فكشف نفسه. وحين أرسل المسيح كشف نفسه. لنسمع الكلمة يقول لنا: "من رآني رأى الآب" (يو 14: 9). (أوغسطينس).
رد مع اقتباس
قديم 11 - 09 - 2012, 08:44 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 57
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,018

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حكمة الربّ الخالق المزمور المئة والرابع

شكراً على مشاركتك المثمرة
ربنا يبارك خدمتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عند الخروج من مصر المزمور المئة والرابع عشر
لو لم يكن الربّ معنا المزمور المئة والرابع والعشرون
إن لم يبن الربّ البيت المزمور المئة والسابع والعشرون
يباركك الرب من صهيون المزمور المئة والرابع والثلاثون
ما الانسان حتى تعرفه المزمور المئة والرابع والاربعون


الساعة الآن 03:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024