منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 10 - 2017, 05:05 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,471

كل أموره لا يجاوب عنها
كل أموره لا يجاوب عنها

«لِمَاذَا تُخَاصِمُهُ؟ لأَنَّ كُلَّ أُمُورِهِ لاَ يُجَاوِبُ عَنْهَا»
(أي33: 13)

إنها حقيقة متكرِّرة باستمرار مع كل رجال الله، سواء الذين ذُكروا في الكتاب المقدس، أو الذين نقابلهم في حياتنا اليومية، أو معنا نحن شخصيًّا؛ فالله لا يُجيب عن كل أموره. ولعل عدم إجابة الله، وعدم تفسيره لمعاملاته التي قد تكون مُحَيِّرة لنا، يكون أحيانًا أشد إيلامًا من معاملاته نفسها. وهذا أكثر ما آلم أيوب؛ فهو لم يتذمَّر قَطّ من هول المصائب المتلاحقة التي حَلَّت عليه، بل بالعكس نراه يُعاتب زوجته متعجِّبًا: «أَ الْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟» (أي2: 10). ولكن ما جعله يكره حياته (أي10: 1) هو هذا السؤال الذي لم يجد له إجابة: «فَهِّمْنِي لِمَاذَا؟» (أي10: 2). وعندما لم يجد أيوب إجابة شافية عن سؤاله، قاده ذلك لتصوُّر الله بطريقة مشوَّهة فقال: «أَحَسَنٌ عِنْدَكَ أَنْ تَظْلِمَ؟!» (أي10: 3).

وأخيرًا بعد أن استنفد أصحابه حججهم، واستنفد أيوب دفاعاته، نقرأ: «فَأَجَابَ الرَّبُّ أَيُّوبَ مِنَ الْعَاصِفَةِ» (أي38: 1)، ولعلنا كنا نتوقع أن إجابة الرب ستكون مليئة بالتفسيرات الشافية والتوضيحات الكافية لأيوب، ولكننا نفاجأ أن إجابة الرب ما هي إلا دُفعات متلاحقة لمزيد من الأسئلة (أي38-41)، التي عجز أيوب عن الإجابة حتى عن واحد فقط منها؟! إلا أن هذه الأسئلة تكشف الفارق الكبير بين الله وبين أيوب، فهي توضِّح من جانب: سلطان الله كالخالق، وحكمته وعلمه اللا متناهيين؛ ومن الجانب الآخر توضح عجز أيوب الكامل عن معرفة أو فهم أي من هذه الأمور. وهنا فقط أخذ أيوب وضعه الصحيح، كإنسان أمام إلهه، فقال: «هَا أَنَا حَقِيرٌ، فَمَاذَا أُجَاوِبُكَ؟» (أي40: 4). فالله لم يُجِب أيوب عن تساؤلاته، لأن ببساطة «كُلَّ أُمُورِهِ لاَ يُجَاوِبُ عَنْهَا»! ولكن دعنا نتأمل قليلاً في هاتين النقطتين اللتين أعلنهما الله عن نفسه. ألا وهما:

أولاً: مطلق سلطانه

كل أموره لا يجاوب عنها
وهذا نجده واضحًا في ما كتبه بولس، عَمن يعترض على أمور الله متسائلاً: “لِمَاذَا؟” (رو9: 19). فجاء رد بولس: «مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تُجَاوِبُ اللهَ؟» (رو9: 20)، فلا يليق أن يستجوب الإنسان الله؛ ولهذا أكمل بولس مستنكرًا: «أَ لَعَلَّ الْجِبْلَةَ تَقُولُ لِجَابِلِهَا: لِمَاذَا صَنَعْتَنِي هَكَذَا؟ أَمْ لَيْسَ لِلْخَزَّافِ سُلْطَانٌ عَلَى الطِّينِ، أَنْ يَصْنَعَ مِنْ كُتْلَةٍ وَاحِدَةٍ إِنَاءً لِلْكَرَامَةِ وَآخَرَ لِلْهَوَانِ؟» (رو9: 20، 21). فنحن لا نعترض على حرية الخزَّاف في صناعة ما يشاء من الأواني الخزفية، لأنه جابلها. وكذلك لا نعترض على الله عندما يخلق ذكرًا أو أنثى، لأنه هو الخالق وله الحرية في خلق ما يريد. فعلى ذات القياس يكون له - باعتباره الخالق - مطلق الحرية في تعاملاته مع الذين خلقهم بنفسه ولنفسه. إذ له السلطان على خلائقه. ولهذا قال: «كُلَّ أُمُورِهِ (وليس كل أمورنا) لاَ يُجَاوِبُ عَنْهَا»؛ فهذه الأمور تخصّه هو في المقام الأول، لأنه كالخالق هو الذي يستخدمها بمهارة فائقة لغرضه.

ثانيًا: «لَيْسَ عَنْ فَهْمِهِ فَحْصٌ» (إش40: 28)
كل أموره لا يجاوب عنها
عندما فهم بولس قصد الله من معاملاته مع شعبه إسرائيل (هذا القصد الذي ظل غامضًا لآلاف السنين) هتف قائلاً: «يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ . مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ! لأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟ أَوْ مَنْ سَبَقَ فَأَعْطَاهُ فَيُكَافَأَ؟ لأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ. لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ» (رو11: 33-36). فما أعمق غنى حكمة الله فهو «عِنْدَهُ الْحِكْمَةُ وَالْقُدْرَةُ. لَهُ الْمَشُورَةُ وَالْفِطْنَةُ» (أي12: 13). هذه الحكمة والمشورة مبنيتان على علم تام مطلق، فهو مُلِم بأدق تفاصيل الماضي والحاضر والمستقبل. الأمر الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتوفَّر لكائن آخر سواه؛ ولهذا فأحكامه أبعد من أن نقيِّمها؛ لأنه يستحيل لنا بعقولنا المحدودة معرفة أو تخيل فكر الرب غير المحدود. ولهذا يتحتم علينا التوقف فورًا عن إعطاء المشورة له، أو استجوابه بشأن ما يفعل من أمور، بل علينا أن نقنع بأن: «كُلَّ أُمُورِهِ لاَ يُجَاوِبُ عَنْهَا». وهذان الأمران يتوافقان مع إله كليِّ السلطان، وكليِّ الحكمة والعلم، وكافيان لإجابة كل من يعترض على الله في كونه لا يجاوب عن كل أموره.

ولكن، هل الله حقًّا لم يُجِب في كلمته عن أي أمر؟ كلا، بل كشف لنا في كلمته - من مطلق صلاحه - عن إجابات لأخطر الأسئلة على الإطلاق التي تحدَّت الجنس البشري بأكمله، حتى يمكننا الآن الاطمئنان لصلاح ومحبة هذا الإله، ونضع كل ثقتنا فيه، فلا نشك في ما يفعله معنا، وبالتالي نتوقف عن استجواب الله عن كل أموره. وسوف نكتفي بذكر سؤالين فقط:

السؤال الأول: «كَيْفَ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ عِنْدَ اللهِ؟» (أي9: 2)

كل أموره لا يجاوب عنها
سؤال أزعج أيوب كثيرًا، ولم يجد هو أو أصدقاؤه إجابة عنه، وعلى مدار 4000 سنة فشلت كل الأديان وكل الفلسفات والمعتقدات في أن توجِد إجابة مُقنِعة لهذا السؤال، والذي يمثل أهم احتياج لكل إنسان. ولكن ما أروع الله عندما يُجيب، فلا نشكره فقط لأنه تفضل وأجاب الإنسان - مع أنه الخالق كلي الحكمة والعلم ولا حاجة له لأن يُجيب - بل إن الإجابة نفسها تلزمنا بالسجود شكرًا وتقديرًا له: «مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ» (رو3: 24). فلقد تبررنا أخيرًا! ومجانًا! حيث كان الرب يسوع هو الفدية!

السؤال الثاني: الهاوية
كل أموره لا يجاوب عنها
كثيرًا ما تكلَّم قديسو العهد القديم عن الهاوية، باعتبارها حقيقة مؤكدة تنتظرهم، والهاوية باللغة العبرية هي “شاؤل” أي “سؤال” بالعربية. فكانوا يتساءلون عما ينتظرهم، ولكن لم يوجد من استطاع إجابة هذا السؤال، ولكن شكرًا لإلهنا الذي «أَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ» (2تي1: 10)، فعرفنا أن بيت الآب ينتظرنا (يو14: 2)، وأننا لن ندخله كعبيد بل كأبناء له (أف1: 5)، وأن كل غنى المسيح الذي لا يستقصى أصبح لنا، إذ صرنا ورثة الله (رو8: 17)

ومن ذلك يمكننا أن نرى عطاءً غير محدود من الله مرتبطًا بتضحية غير محدودة منه!! فماذا نقول لهذا؟!
وبعد أن تجلَّى الله أمامنا وأدركنا أنه إله كلي السلطان والحكمة نجد أنه لا يحتاج أن يُجَاوِبُ عَنْ كُلَّ أُمُورِهِ، وعندما ندرك أنه كلي الصلاح والمحبة نجد أننا أيضًا لا نحتاج أن يُجيبنا الله عَنْ كُلَّ أُمُورِهِ، بل نثق أن كل ما يفعله من أمور، حتى إن بدت قاسية ولا معنى لها، لا بد وأن تؤدّي لخيرنا، فنقول عن يقين: «وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ» (رو8: 28)، فلا يجوز لنا أبدًا أن نخاصم الله أو حتى نستجوبه عن أموره، بل لا يسعنا سوى أن نقول عن يقين مع المرنم:
يا حبيبي ساعدني أشكر وأســلــم واستـريـــح
وأخضع لك ربي وأصبر وأنت حكمك صحيح


رد مع اقتباس
قديم 19 - 10 - 2017, 10:30 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 350,540

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk متواجد حالياً

افتراضي رد: كل أموره لا يجاوب عنها

فلا يجوز لنا أبدًا أن نخاصم الله أو حتى نستجوبه عن أموره، بل لا يسعنا سوى أن نقول عن يقين مع المرنم:
يا حبيبي ساعدني أشكر وأســلــم واستـريـــح
وأخضع لك ربي وأصبر وأنت حكمك صحيح

موضوع جميل يا مرمر
ربنا يفرح قلبك
  رد مع اقتباس
قديم 20 - 10 - 2017, 12:07 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,212,471

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كل أموره لا يجاوب عنها


شكرا على المرور
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
خيانة وصية المحبة هي خيانة للمسيح
لأنّ منذ خلق العالم ترى أموره غير المنظورة
لأنّ منذ خلق العالم ترى أموره غير المنظورة
لأن أموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم
ايهما اصعب خيانة الحبيب ام خيانة الصديق ؟


الساعة الآن 07:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024