منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 01 - 2019, 09:58 AM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 41,594

كيف نجا يوحنا المعمدان من مذبحة اطفال بيت لحم ؟


أربعة أسئلة على الأقل، متعلِّقة بهذا الموضوع:

السؤال الأول: هل زكريا وأليصابات كانا يعيشان أصلاً في "بيت لحم"، أو في تخومها (حدودها)؟
السؤال الثاني: هل زكريّا الذي قُتِل بين المذبح والهيكل هو زكريّا أبو يوحنا المعمدان؟
السؤال الثالث: ما هو العدد التقريبي للأطفال الذين قتلهم جنود هيرودس في "بيت لحم"؟!
السؤال الرابع: ما هو مصدر هذه القصّة الغريبة؟!

السؤال الأول: هل زكريا وأليصابات كانا يعيشان أصلاً في "بيت لحم"، أو في تخومها (حدودها)؟

الحقيقة أنّ زكريّا وأليصابات لم يكونا يعيشان في "بيت لحم" أصلاً، وبالتالي لم يكُن يوحنّا مُعَرَّضًا للقتل مثل أطفال "بيت لحم" وهناك دلائل قاطعة على ذلك، منها:
1- لم يذكُر الإنجيل أنّ السيِّدة العذراء ذهبت إليهم في بيت لحم، بل ذُكِر أنّ القديسة مريم ذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا (لو1: 39)، وهنا مدينة يهوذا ليست "بيت لحم" بل "أورشليم" والجبال التي حولها!
2- لو كان زكريّا وأليصابات يسكنان في "بيت لحم"، لكانت السيِّدة العذراء بالأوْلَى قد ذهبت إلى بيتهما، وولدَت ابنها الرب يسوع عندهما وما كانت قد ولدته في مذود للبهائم، كما حدث بالفِعل، لعدم وجود مكان بالمنازل، وعدم وجود أقارب أو معارف في "بيت لحم" ينزل يوسف النجّار والسيِّدة العذراء عندهم وهذا الدليل وحده هو دليل قاطع لا يقبل الجَدَل يؤكِّد أنّ زكريّا وأليصابات لم يكُن مسكنهما في "بيت لحم".
3- لو كان مَسكن زكريّا وألصابات في قرية قريبة من "بيت لحم" لكان من السهل أن تذهب إليهما العائلة المقدّسة، ولو بعد الولادة بأيّام قليلة ولكن هذا لم يحدث أيضًا بل عندما حضر المجوس بعد ولادة الرب يسوع بعدّة أسابيع كان القديس يوسف والسيّدة العذراء ومعهما الطفل يسوع لا يزالون في "بيت لحم"، وإن كانوا قد انتقلوا إلى بيت بدلاً من المذود (مت2: 11)!
4- بالرجوع للمصادر العِلميّة الجغرافيّة، والتاريخيّة، والآثار الحالية نجد أنّ زكريّا وأليصابات كانا يعيشان في قرية صغيرة مجاورة لأورشليم، وتُسَمّى حاليًا "عين كارم" وهي تقع على بُعد حوالي 7 كم غرب أورشليم (مع ملاحظة أنّ "بيت لحم" تبعد حوالي 10 كم من أورشليم ولكن من جهة الجنوب) والمسافة الحالية بين مدينة "بيت لحم" وقرية "عين كارم" حوالي 11 كيلومتر وقرية "عين كارم" هذه تقع في منطقة جبليّة [كما وصفها الإنجيل (لو1: 39)] وترتفع نحو 650 مترًا فوق سطح البحر، وكان تعداد سكّانها قبل عام 1948م حوالي 3000 ثلاثة آلاف نسمة فقط وتقع حاليًا داخل حدود دولة إسرائيل
يوجَد بقرية "عين كارم" الآن مزاران مسيحيّان مشهوران؛ الأول هو كنيسة "الزيارة" أو أحيانًا تُسمَّى كنيسة "تعظِّم نفسي الرب"، وهي مبنيّة في مكان لقاء السيِّدة العذراء مع القدِّيسة أليصابات والمزار الثاني هو كنيسة على اسم "القدِّيس يوحنّا المعمدان" وعمومًا القرية بها سبعة من الأديرة والكنائس وكان بها في القرن الخامس مزار للقديسة أليصابات، وكان يتقاطَر عليه الكثيرون.
أخيرًا، لماذا يتمّ الزّجّ باسم القديس يوحنا المعمدان ضمن حادثة مقتل أطفال "بيت لحم"؟! هل مجرّد ميلاده في توقيت مُقارِب لميلاد السيِّد المسيح يجعله ضمن الذين تعرّضوا لخطر القتل؟! أم أنّ البعض يحاولون رسم سيناريو بشع ومؤثِّر لحادثة قتل الأطفال، لتحقيق مزيد من الإثارة والمطاردات البوليسيّة الدراميّة، على حساب الحقيقة؟!!

السؤال الثاني: هل زكريّا الذي قُتِل بين المذبح والهيكل هو زكريّا أبو يوحنا المعمدان؟!

كلّنا نذكُر أنّ السيّد المسيح قال في توبيخه للكتبة والفرّيسيين، أنّه ستأتي عليهم عقوبة الدماء الزّكيّة التي سُفِكَت من دم "هابيل الصِّدِّيق" إلى دم "زكريا بن براخيا" الذي قُتِل بين الهيكل والمذبح (مت23، لو11) فهل هذا هو زكريا والد يوحنا المعمدان؟! ولاسيّما أنّ هناك قصّة مذكورة في بعض الكتب يقول ملخّصها:
[أنّ زكريا الكاهن عندما فاجأه جنود هيرودس في بيته، طالبين قتل طفله يوحنا، حمل الطفل على يديه وهرب به إلى أورشليم، وكان جنود هيرودس يطاردونه فأسرع زكريّا إلى الهيكل، ووضع يوحنّا على المذبح قائلاً: من هنا استلمته وهنا أتركه وفي خروجه لاقاه الجنود الذين كانوا يركضون بسرعة وراءه، فعندما لم يجدوا الطفل معه ذبحوه بين الهيكل والمذبح أمّا يوحنا فقد حمله ملاك الرب إلى البرّيّة؛ حيث عاش هناك إلى يوم ظهوره وبداية خدمته لشعب إسرائيل]
هذه القصّة في الحقيقة هي قصّة خياليّة تمامًا، وبها الكثير من التلفيق، وتخلو تمامًا من المَنطِق وذلك للأسباب التالية:
1- زكريا وأليصابات لم يكونا يسكنان في "بيت لحم" جنوب أورشليم، ولا في تخومها، بل كانا يقطنان في بلدة "عين كارم" غرب أورشليم، كما أكّدنا بإثباتات واضحة في إجابتنا على السؤال السابق.
2- كيف يمكن لزكريّا الكاهن الشيخ، المتقدِّم في الأيام، أن يركض مُسرِعًا من "بيت لحم" (المزعوم إقامته فيها)، ويسبق الجنود وهو يجري حاملاً ابنه لمسافة عشرة كيلومترات متواصلة، عبر الجبال والسهول في المنطقة، حتّى يصل إلى الهيكل بأورشليم وفي كل هذه المسافة لا يلحق به الجنود؟!!
3- ما هو المذبح الذي وضع زكريا يوحنا عليه؟ هل هو مذبح البخور وهو لم يكُن مُصَرَّحًا له بالدخول إليه إلاّ بالقُرعة فقط، في دوره وسط إخوته الكهنة (لو1: 9)؟!! أَم هو مذبح المحرقة الذي كانت النار ترتفع عليه بشكل متواصل ليلاً ونهارًا ولا يوضَع عليه إلاّ المحرقات اليوميّة والذبائح فإذا وُضِعَ عليه الطفل يوحنا فسوف يُشوَى بالنار في الحال، ويحترق ويموت في ثوانٍ قليلة.؟!!!
4- كيف يستطيع الطفل الرضيع يوحنا أن يعيش في البرّيّة، دون أيّة رعاية من أحد؟!! فإذا كان قد قيل عنه أنّه عاش في البراري (لو1: 80)، فهذا صحيح، ولكن ليس منذ تلك السِّن المبكّرة، التي لا يؤيِّدها المنطق العاقل، ولا تؤكِّدها أيّة شواهد إنجيليّة!!

نعود لشخصيّة زكريّا الكاهن لنتعرّف على الحقيقة بخصوص القصّة المتداولة عن قتله بين المذبح والهيكل ويمكن تلخيص المعلومات السليمة عن هذا الموضوع في النِقاط التالية:

+ هناك حوالي 32 شخصًا في الكتاب المقدّس حملوا اسم "زكريا" أشهرهم ثلاثة، هم:
1- زكريّا بن يهوياداع الكاهن (القرن 8 قبل الميلاد)، الذي عاش في عصر يؤاش ملك يهوذا، وقد رجمه الشّعب بالحجارة في دار بيت الرب بين المذبح والهيكل، بعد أن وبّخهم على خطاياهم، وقال وهو يموت: "الرب ينظر ويطالب" (2أخ24: 20-22).
2- زكريّا بن براخيا بن عِدُّو النبي (القرن 5 قبل الميلاد)، وهو كاتب سِفر زكريّا، وأحد الأنبياء الصغار، ولكن لم يذكر الكتاب المقدَّس شيئًَا عن سفك دمه بين الهيكل والمذبح، خاصّةً أنّ الهيكل في عصره كان مجرّد حطام وقد عاش طويلاً، ومات ودُفِن بجوار حَجَّي النبي صديقه ورفيق خدمته
3- زكريّا الكاهن والد يوحنّا المعمدان وهو من فِرقة أبيّا (لو1: 5)، وتنبّأ عن المسيح المُخَلِّص نبوّة جميلة بعد مولِد ابنه يوحنا (لو1: 67-79)، ولم يذكر الكتاب المقدّس شيئًا عن ظروف وفاته إلاّ أنّه كان شيخًا متقدِّمًا في الأيام وقت ميلاد ابنه (لو1: 18).
+ يُجمِع معظم آباء الكنيسة والمفسِّرين أنّ زكريّا الذي أشار السيِّد المسيح في حديثه إلى مقتله بين المذبح والهيكل في (مت23، لو11) هو زكريّا بن يهوياداع (بن براخيا)، وليس زكريّا بن عِدُّو النبي ولا زكريّا والد يوحنا المعمدان وقد أكّد هذا القدّيس جيروم بعد أن بحث الموضوع بكل تفاصيله.
+ كان زكريّا بن يهوياداع (بن براخيا) رئيسًا للكهنة في زمانه، وكان نبيًّا أيضًا يعظ بالروح القدس عن البرّ والتوبة وقد أمر الملك يؤاش برجمه بالحجارة في داخل بيت الرب (2أخ24: 20-22). وهذه الجريمة يذكرها السيِّد المسيح لِشِدّة بشاعتها، وقد ذُكِرَت في التلمود اليهودي يحوطها الحزن والفزع. وهذه الحادثة كانت أحد أسباب السّبي الذي قام به نبوخذنصّر بعد ذلك والرب يسوع كان يقصد –على الأرجح- أن يَذكُر أول شهيد بار في الكتاب المقدّس الذي هو "هابيل" (تك4: 8)، وآخِر شهيد ذُكِر في آخِر الأسفار التاريخيّة للكتاب المقدَّس العبري، وهو سِفر أخبار الأيّام الثاني
+ كانت الشخصيّتان "هابيل" و"زكريّا" معروفتين تمامًا كشخصيَّات تاريخيّة، لكل الكتبة والفرّيسيين الذين كانوا يسمعون الرب يسوع أمّا "زكريا" أبو يوحنّا فلم يكُن مشهورًا ولا معروفًا عند السّامعين حتّى يذكره السيِّد المسيح في حديثه، بل كان مجرّد كاهن وسط الآلاف من الكهنة كما أنّه إذا كان يقصد "زكريّا" والد يوحنا، فبحسب القصّة المزعومة فإنّ اليهود لم يقتلوه بل جند هيرودس، وبالتالي لا يمكن تحميل اليهود مسئوليّة سفك دمه.!!
هكذا يمكننا تأكيد أنّ "زكريّا" الذي قُتِلَ بين المذبح والهيكل، ليس هو "زكريّا" والد يوحنا المعمدان

السؤال الثالث: ما هو العدد التقريبي للأطفال الذين قتلهم جند هيرودس في "بيت لحم"؟!

بلدة "بيت لحم" تبعد حوالي 10 كم عن مدينة أورشليم من ناحية الجنوب، وهي على ارتفاع 765 متر فوق سطح البحر (أعلى من أورشليم بحوالي 30 مترًا)، وحاليًا يسكنها 16 ألف نسمة تقريبًا (تعداد 2006م)، وإذا أضفنا بعض مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين حولها (عشوائيّات حول المدينة) يصل عدد السّكان إلى ما يقرب من 30 ألف نسمة، ويتبعها بعض المدن والقرى الأخرى مثل (أرطاس – بيت جالا – بيت ساحور – قرى التعامرة.) وهي الآن تحت سيطرة السُّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة مع ملاحظة أنّ الفلسطينيين يتكاثرون في السنوات الأربعين الأخيرة بمعدّلات عالية وسريعة جدًّا، بشكل غير طبيعي، وهم يقصدون ذلك لأسباب سياسيّة!
أمّا في عصر السيِّد المسيح، فكانت بيت لحم مجرّد قرية صغيرة وإذا وضعنا في الاعتبار أنّه في ذلك الزمان لم تكُن هناك عمارات عالية يسكنها العديد من العائلات مثل الآن، بل مجرَّد بيوت صغيرة من دور واحد، وتسكنها أسرة واحدة فإنّ عدد سكّان "بيت لحم" مع كل تخومها كان يقلّ عن ربع العدد الحالي، أي لا يتجاوز أربعة آلاف نسمة على أقصى تقدير!!
وإذا عَلِمنا أنّ متوسِّط الأعمار في عهد السيِّد المسيح كان أقلّ من أربعين سنة، فإنّ الشريحة العُمريّة من صفر إلى سنتين ستمثِّل حوالي واحد على عشرين من عدد السُّكان الذين هم أقل من أربعة آلاف نسمة، أي حوالي أقل من 200 طفلاً وإذا استبعدنا نصفهم الذي سيكون من الإناث، وليس الذكور، سيكون عدد الأطفال الذكور أقل من 100 (مائة) طفلٍ أي بضع عشرات من الأطفال.
+ + +
أمّا ربط عدد الأطفال المقتولين بعدد الشّهداء الذين رآهم يوحنا الإنجيلي في سِفر الرؤيا تحت المذبح (رؤ6: 9)، أو المائة والأربعة والأربعين ألفًا الذين شاهدهم مع المسيح على جبل صهيون السماوي (رؤ14: 1)، فهو ربط غير سليم وغير منطقي بالمرّة، لعِدّة أسباب:
1- أغلبيّة الأرقام التي وردت في سِفر الرؤيا هي أرقام رمزيّة، وليست حرفيّة فمثلاً رقم 144 ألف يشير إلى كنيسة العهد القديم (يمثِّلها 12 سبطًا)، مُلتَحِمة في كنيسة العهد الجديد (يمثِّلها 12 تلميذًا)، وهم يعيشون الحياة السماوية (ويُرمَز لها برقم 1000) 12×12×1000= 144000 وهذا معنى الرقم، وليس بالطبع المعنى الحرفي، إذ أنّ سِفر الرؤيا لا يتحدّث بوجه عام عن أرقام تحديديّة، بل أرقام تحمل رموزًا خاصّة!
2- لم يُذكَر عدد النفوس التي رآها القديس يوحنّا تحت المذبح في (رؤ6) ولكن من سياق الكلام يتّضح أنّهم شهداء ماتوا على اسم المسيح نتيجة شهادتهم أمام العالم للمسيح إلههم وهذا بالطبع لا ينطبق على أطفال "بيت لحم" الذين ماتوا قبل إتمام الفداء على الصليب، ولم يعرفوا المسيح في حياتهم!!
3- لم يَذكُر أيُّ أحدٍ من المفسّرين للكتاب المقدّس أو آباء الكنيسة القدّيسين أنّه يوجَد ارتباط بين أطفال "بيت لحم" والمائة والأربعة والأربعين ألفًا البتوليين الذين لم يتنجّسوا والذين ذُكِروا في (رؤ14)، ويرمزون للنفوس التي كَرّسَت قلوبها وحياتها لله في العهدين القديم والجديد كما شرحنا قبلاً كما أنّ الحديث عن أشخاص بتوليين في السماء لم يتنجّسوا مع نساء لأنهم أطهار، لا يُمكِن أن يكون معناه حرفيًّا أيضًا لأن السماء لن يكون فيها رجال فقط، بل كلّ القدِّيسين من رجال ونساء وأيضًا في السماء سيصير الجميع كالملائكة بدون جِنس مُذكَّر أو مؤنَّث، بل سيكونون كالملائكة لا يتزاوجون وهذا أيضًا يؤكِّد أن رقم 144 ألف هو عدد رمزي كما شرحنا
4- لم يَذكُر الكتاب المقدّس (وهو مرجعنا الأول في كل الأمور) عدد الأطفال بالتحديد الذين قُتِلوا في "بيت لحم"، وأعتقد أنّه لم يكُن هناك إحصاء دقيق لهم في ذلك الوقت، وإلاّ كان قد ذُكِرَ
5- هذه الحادثة كانت حادثة صغيرة، لكون "بيت لحم" وقتها قرية صغيرة، وعدد الأطفال قليل فلم تهتمّ بها أغلبيّة كتب التاريخ، بل أغفلتها أمّا إذا كان عدد الأطفال فِعلاً بالآلاف، فمِن الصّعب أن يتمّ التغاضي عنها ونسيانها في كتب المؤرِّخين!
6- ما يؤكِّد أيضًا أنّ عدد الأطفال كان قليلاً، ردّ الفِعل من أهالي "بيت لحم" تجاه هذه المذبحة فلم نسمع عن ثورة من آلاف العائلات لسبب قتل أطفالهم، بل كان فقط حادثًا مأساويًّا أصاب بعض عائلات قليلة، وانتهى الأمر بسرعة وطواه الزّمن!!

السؤال الرابع: ما هو مصدر القصّة الغريبة الموجودة في بعض الكتب عن قتل عدد هائل من الأطفال، ونجاة يوحنا المعمدان من المذبحة، ومقتل زكريا أبيه في هذه الحادثة؟!

الحقيقة أنّ هذه القصّة الغريبة لها بعض المصادر، أهمّها "إنجيل يعقوب المزيَّف" وهو من ضمن أسفار الأبوكريفا، من إنتاج القرن الثاني (حوالي عام 150م) وقد أشار إليه يوستينوس وإكليمنضس وأوريجينوس على أنّه من الأسفار المزوَّرة وهذا الكتاب له عِدّة أسماء أخرى، منها [ميلاد مريم – تاريخ يعقوب – رواية يعقوب – إنجيل يعقوب التمهيدي – الإنجيل الأوّلي]
يحتوي هذا الكتاب المزوَّر الذي لم تقبله الكنيسة، على الكثير من الأخطاء والخُرافات ولكن ما يهمّنا منها في بحثنا أنّه يحكي قصّة عجيبة عن الأحداث التي وقعت أثناء قتل أطفال بيت لحم، يقول فيها ما ملخّصه:
[أنّ أليصابات عندما هاجمها جنود هيرودس، هربت بالطفل يوحنّا إلى الجبال فانفتح لها جبل لم تكُن تستطيع أن تتسلّقه، فهربت بيوحنا من وجه الجنود وكان ملاك الرب معهما يحرسهما!!
أمّا زكريّا فكان وقتها في الهيكل، فأرسل له هيرودس يسأله: أين خبّأت ابنك؟ فقال: لا أعلم، فأمر الجنود فقتلوه في رواق هيكل الرب، قُرب حاجز المذبح ولم يُعثَر بعد ذلك على جسده، أمّا دمه فكان ككتلة صخر في رواق الهيكل وبكاه كل الشّعب ثلاثة أيّام وثلاث ليالٍ.!!!
وبعدها اجتمعوا لينتخبوا رئيسًا للكهنة مكانه، فحلّت القُرعة على سمعان، وهو الذي قال له الروح القدس أنّه لن يرى الموت قبل أن يعاين المسيح.!!!]
وهذه القصّة الغريبة لا يمكن قبولها، لأسباب كثيرة:
1- زكريا وأليصابات لم يكونا في "بيت لحم" كما شرحنا قبلاً، ولم يتعرّض لهما جنود هيرودس.
2- من الصّعب أن تهرب أليصابات العجوز بالطفل يوحنا، ولا يستطيع أن يلحق بها الجنود الشباب!
3- لا يوجَد أي دليل في الكتاب المقدّس يؤيِّد هذه القصّة.
4- لم يكُن زكريّا والد يوحنّا رئيسًا للكهنة كما تزعم القصّة، بل كان كاهنًا عاديًّا
5- لم نسمع أنّ رؤساء الكهنة في عهد المسيح كانوا يُنتخَبون بالقُرعة!!
6- كيف يكون سمعان الشّيخ حيًّا وقت قتل أطفال بيت لحم؟! وهو الذي قال بعد ميلاد السيّد المسيح بأربعين يومًا: "الآن يا سيّد تُطلق عبدك بسلام، حسب قولك، لأن عينيّ قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدّام وجه جميع الشعوب." (لو2: 29-31)، وهذا معناه أنّه مات بعد هذه الحادثة مباشرةً، وهو الذي كان عمره يتخطّى ثلاثمائة عامًا كما نعرف جميعًا كما أنّه لم يكُن كاهنًا حتّى يُنتخَب رئيسًا للكهنة!!!
7- القصّة بجملتها يبدو فيها الكثير من التلفيق وعدم المنطقيّة، وأيضًا فيها محاولات لربط بعض الأمور والأحداث ببعضها، وهي لا تمُتّ لبعضها بأيّة صِلة كما أنّه لا توجَد أيّة فائدة روحيّة من ربط هذه الأحداث معًا. والأهمّ من هذا أنّ هذه النوعيّات من القصص تخالف حقيقة ما جرى بالفِعل في التاريخ، ولا توجَد أيّة إثباتات تؤكِّدها!!

أعود فأقدِّم مُلخّصًا لأهمّ الحقائق بخصوص هذا الموضوع:
1- زكريا الكاهن وزوجته أليصابات لم يكونا يعيشان في "بيت لحم" جنوب أورشليم، بل في القرية المُسمّاة حاليًّا "عين كارم" غرب أورشليم وبالتالي لم يتعرّض ابنهما يوحنا المعمدان لخطر القتل مع أطفال "بيت لحم".
2- "زكريّا" الذي قُتِلَ بين المذبح والهيكل ليس هو "زكريّا" والد يوحنا المعمدان، بل هو "زكريّا بن يهوياداع" (بن براخيا) وقصة مقتله مذكورة في (2أخ24: 20-22).
3- عدد الأطفال المقتولين في "بيت لحم" وكل تخومها لا يتجاوز مائة طفل على أقصى تقدير.
4- ما يُسمّى بإنجيل يعقوب المزيّف هو أهمّ مصادر الرواية الخاطئة المتداولة في بعض الكتب عن أطفال بيت لحم.
البابا شنوده الثالث
رد مع اقتباس
قديم 12 - 01 - 2019, 10:33 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 348,161

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كيف نجا يوحنا المعمدان من مذبحة اطفال بيت لحم ؟

ميرسي على المعلومات
مشاركة جميلة جدا
ربنا يفرح قلبك رامز
  رد مع اقتباس
قديم 12 - 01 - 2019, 12:01 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,204,134

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كيف نجا يوحنا المعمدان من مذبحة اطفال بيت لحم ؟

شكرا على المعلومات
ربنا يباركك
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 01 - 2019, 01:30 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
سامي سامر Male
نشط | الفرح المسيحى


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 593
تـاريخ التسجيـل : Aug 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 65

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

سامي سامر غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كيف نجا يوحنا المعمدان من مذبحة اطفال بيت لحم ؟

نثنائيل نجا ايضا من مذبحة بيت لحم
اذ قال له المخلص
رايتك وانت تحت التينه

آية (48): "قال له نثنائيل من أين تعرفني أجاب يسوع وقال له قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك."

من أين تعرفني= يبدو أن وصف السيد المسيح عن نثنائيل كان له معنى عند نثنائيل جعله يشعر أن يسوع يعرفه وتفسير وأنت تحت التينة رأيتك= حسب ما جاء في تقليد قديم.. أن جنود هيرودس إذ جاءوا ليقتلوا أطفال بيت لحم، أخفت أم نثنائيل ابنها في سفط وضعته تحت التينة وخبأته فيها فلم يجده جنود هيرودس، وهذه القصة لا يعرفها سوى نثنائيل وأمه فقط، لذلك ذُهِلَ نثنائيل إذ أخبره بها المسيح، إذ شعر أن لا شيء مخفي عن عينيه. تحت= لغويًا تشير لاختفاء شيء تحت شيء. وقد يشير المعنى عمومًا لأن التينة لها معنى في حياة نثنائيل كأن يكون له ذكريات روحية وهو يصلي تحتها. إذًا بهذا فهم نثنائيل أن المسيح مطلع على المشاعر الروحية أيضًا. إذًا هو فاحص القلوب.

الرب يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
نرى العلاقة بين يوحنا المعمدان والمسيح فقد سمع يوحنا باعمال المسيح
(4) اسئلة فى عيد الميلاد المجيد ( يوحنا المعمدان - استشهاد اطفال بيت لحم) - بلغة الأشارة
هوية يسوع عبر شهادة يوحنا المعمدان (يوحنا 1: 6-8)
بيشوى وماريا اطفال لكن شهداء ( مذبحة دير انبا صموئيل التانية )
القبض على المتهمين بذبح 3 اطفال اقباط فى مذبحة مطاى


الساعة الآن 11:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024