منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 10 - 2021, 03:57 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح

كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح

- أ. حلمي القمص يعقوب


مقدمة



هذه دراسة وافية عن لاهوت السيد المسيح، مدعومة بمئات الآيات الكتابية، وأقوال الآباء، والشرح المستفيض الذي يجيب على كافة الأسئلة الخاصة بهذا الموضوع الجوهري، في إيماننا المسيحي..
* ما هي أهمية إيماننا بألوهية السيد المسيح؟
* هل لرب المجد كافة الصفات الإلهية مثل: السرمدية - المساواة للآب - الوجود في كل مكان - القداسة المطلقة - القدرة المطلقة - المعرفة المطلقة - عدم التغير؟
* هل للسيد المسيح كل الألقاب الإلهية مثل: الله - ابن الله - كلمة الله - الرب - عمانوئيل - ملك الملوك - الطريق والحق والحياة - نور العالم؟
* هل للسيد المسيح كل الأعمال الإلهية مثل: الخلقة - الخلاص - غفران الخطايا - قبول السجود - الدينونة؟
* ماذا يقول الإسلام عن السيد المسيح؟
* ما هي الاعتراضات التي يمكن أن يوجهها البعض ضد لاهوت السيد المسيح، وما هو الرد عليها؟
دراسة هامة جاءت في موعدها، مع انتشار المعلومات الإيجابية والسلبية على الإنترنت، وذلك من أجل دعم إيمان أجيالنا الصاعدة، في الرب يسوع، فادينا ومخلصنا، الإله المتجسد، له كل المجد.
الرب يبارك جهود الأرخن المبارك أ. حلمي القمص يعقوب الذي أثرى المكتبة القبطية بكتابات هامة في الإيمان المسيحي والعقيدة الأرثوذكسية والروحيات، بصلوات راعينا الحبيب قداسة البابا شنودة الثالث، رائد النهضة الكنسية المعاصرة. ونعمة الرب تشملنا جميعًا،
الأنبا موسى
الأسقف العام




قديم 19 - 10 - 2021, 03:58 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح

دعوة للدراسة



كم أشكر إلهي الصالح الذي وهبني بركة هذا العمل، وقد تفاضلت نعمته عليَّ كثيرًا فكانت بحسب صلاحه وقوته وغناه في المجد، وليست بحسب خطاياي وآثامي وضعفاتي وفقري واحتياجي، وإن كانت نعمته قد سمحت بظهور هذا العمل المتواضع للنور، فيا ليته يبارك هذا البحث لمجد أسمه القدوس ليؤتي بالثمار المرجوة في حقل الخدمة.

فهذا هو الكتاب الثالث والأخير من المنهج العقيدي الدوَّار الذي أُعدَّ خصيصًا للخدام والمخدومين في المرحلتين الإعدادية والثانوية بهدف رفع المستوى العقيدي، وتذوق حلاوة وجمال وعمق العقيدة المسيحية.. فيا ليت كل خادم يُلزم نفسه بدراسة هذا المنهج ليفهم عقيدته ويتذوق جمالها وكمالها.





طريقة الدراسة: هذا الكتاب مثل مثيليه السابقين وهو مقسم إلى اثنتي عشرة محاضرة بالإضافة إلى فصلين للمنوعات، حيث يقوم الخادم الفاضل بدراسة محاضرة واحدة كل شهر. ثم يقوم بتبسيطها وتدريسها لأولاده بمعدل مرة شهريًا، أو بمعدل ربع ساعة أسبوعيًا في الخدمة الافتتاحية، ويستحسن أن يتم التدريس على مستوى كل سنة دراسية بمفردها، حتى يمكن التركيز وتوفير الفرصة المناسبة لإثارة أكبر قدر من الأسئلة التي تواجه أبناءنا في مدارسهم وعبر وسائل الإعلام ولا سيما شبكة الانترنت التي ازدادت فيها المواقع التي تهاجم الإيمان المسيحي القويم.
ويسعدني أن أدلي بشهادتي أنه خلال تدريسي لهذا المنهج بالمرحلة الإعدادية لاحظت قبولًا واشتياقًا وتفاعلًا من جانب المخدومين، حتى إن أبناء الصف الأول الإعدادي كثيرًا ما أضافوا إلى معلوماتي وأثاروا أمامي ما لم أقرأه في الكتب الكثيرة، وأعود وأقول إن للخادم حرية التصرف في ترتيب الدروس كما يرى، أو الاستعانة ببعض الأسئلة من فصل المنوعات، أو إضافة ما يراه مناسبًا من دراساته الخاصة بعد التأكد من مطابقتها لعقيدتنا الأرثوذكسية.. المهم يا أخوتي أن ندرس ونفهم، ونساعد أولادنا على فهم وتذوق الأمور العقيدية.
وإن شاءت نعمة الله فلنخصص هذا المنهج للمرحلة الإعدادية، ونقوم بإعداد منهج آخر على نفس المنوال للمرحلة الثانوية خدامًا ومخدومين يشمل عرضًا لأهم البدع والهرطقات التي عانت منها الكنيسة خلال عشرين قرنًا من الزمان مع مناقشتها والرد عليها.
ويسعدني أن أتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان بالجميل لنيافة الحبر الجليل الأنبا موسى الأسقف العام لتعبه في مراجعة هذا الكتاب. وأيضًا لنيافة الحبر الجليل الأنبا تاوضروس الأسقف العام لتعبه مراجعة الكتاب السابق "أسئلة حول التثليث والتوحيد".

والآن يا صديقي أتركك مع كتابي هذا الذي هو كتابك، ملتمسًا منك أن تذكر ضعفي في صلواتك.
ولإلهنا المجد الدائم في كنيسته
من الآن وإلى الأبد،
آمين.
 
قديم 19 - 10 - 2021, 03:59 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح

أبواب الكتاب


والآن هيا بنا يا صديقي نقطع هذه الرحلة اللطيفة من خلال الأبواب الآتية:
الباب الأول : السيد المسيح له الصفات الإلهية (الدرس الأول والثاني).
الباب الثاني : السيد المسيح له الألقاب الإلهية (الدرس الثالث).
الباب الثالث : السيد المسيح له الأعمال الإلهية (الدرس الرابع).
الباب الرابع : ماذا قال الإسلام عن السيد المسيح؟ (الدرس الخامس).
الباب الخامس: اعتراضات على ألوهية السيد المسيح (الدرس السادس).
الباب السادس: منوعات.
 
قديم 19 - 10 - 2021, 04:00 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح

الفصل الأول من الباب الأول: السرمدية



12 ما معنى إن الله سرمدي؟ وهل السيد المسيح أزلي بأزلية الآب؟

13 هل أعلن السيد المسيح عن سرمديته؟

14 هل تحدث التلاميذ عن سرمدية السيد المسيح؟
 
قديم 19 - 10 - 2021, 04:02 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح

كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح




ما معنى إن الله سرمدي؟ وهل السيد المسيح أزلي بأزلية الآب؟

ج: الله أزلي بلا بداية، أبدي بلا نهاية، فهو الإله السرمدي..
سرمدي = أزلي + أبدي.
لا يوجد كائن في الوجود أزلي، ليس له بداية، غير الله وحده. قال المزمور " من قبل أن تولد الجبال أو أبدأت الأرض والمسكونة منذ الأزل إلى لا بُد أنت الله" (مز 90: 2) " منذ الأزل أنت الله" (مز 93: 2) وصرخ حبقوق النبي قائلًا "ألست أنت منذ الأزل يا رب إلهي قدوسي" (حب 1: 12). ولأن الله أزلي فمراحمه وإحساناته أزلية لذلك ترنَّم داود النبي قائلًا "أذكر مراحمك يا رب وإحساناتك لأنها منذ الأزل هي" (مز 25: 6) وبالتالي فلا يوجد كائن سرمدي إلاَّ الله وحده، فمهما كان هذا الكائن قديم الأيام مثل السموات والطغمات السمائية والكواكب والأفلاك.. إلخ. فكل منها خُلِق في زمن معين، وقبل هذا الزمن لم يكن له وجود قط.
وأيضًا نقول إن الله بمفرده هو الأبدي أي أن له حياة في ذاته، وهذه الحياة لا نهاية لها. أما الملائكة أو البشر فقد حازوا صفة الخلود أي الأبدية كهبة ونعمة من الله الأبدي، فلو لم يشأ الله أن يكون الملائكة أو البشر أبديون ما كانوا كذلك، ولكن الله من محبته الفائقة منحني صفة الأبدية لأكون معه في لا بُد وإلى لا بُد.





ولأن السيد المسيح هو الله المتأنس فهو الإله السرمدي كما سنرى الآن:

الأنبياء يعلنون سرمدية السيد المسيح:
1- تكلم داود النبي بالروح القدس عن أزلية الابن، قبل التجسد بنحو ألف عام قائلًا "أني أخبر من جهة قضاء الرب. قال لي أنت ابني أنا اليوم ولدتك. أسألني فأعطيك الأمم ميراثًا لك وأقاصي الأرض مُلكًا لك.. قبلّوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق" (مز 2: 7، 8، 12) وعندما دخل بولس الرسول مجمع أنطاكية بيسدية، كلم اليهود عن السيد المسيح، مستشهدًا بقول داود النبي هذا فقال "إن الله قد أكمل هذا لنا نحن أولادهم إذ أقام يسوع كما هو مكتوب أيضًا في المزمور الثاني أنت ابني أنا اليوم ولدتك" (أع 13: 33) فمن هو الابن الذي مُلكِه إلى أقاصي الأرض، وكل من لا يقبّله يباد ويهلك..؟ لا يمكن أن يكون هو داود، ولا ابنه سليمان، ولا أي شخص آخر. وإنما الابن هو ربنا يسوع المسيح المولود من الآب قبل كل الدهور منذ الأزل. ومتى كان اليوم الذي وَلَدَ فيه الآب الابن..؟ اليوم الذي وَلَدَ فيه الآب الابن هو اليوم الذي ليس قبله يوم = الأزل.
وكتب نيافة الأنبا موسى خلال مراجعته لهذا الكتاب يقول: "وفكرة الأزلية فكرة منطقية، فإن قلنا أن هذا العام هو 2003، ورجعنا إلى الوراء 2002 - 2001 - 2000 سوف نصل إلى 200 ق.م. ثم 5000 ق.م. ثم 000ر10 ق.م. - إلى أن نصل إلى ما لانهاية ق.م. أي الأزلية حيث كان إلهنا العظيم غير المحدود. ونفس الأمر في الأبدية، فنحن الآن في عام 2003 والعام القادم 2004 ثم 2005 إلى ما لانهاية، وهي الأبدية حيث إلهنا العظيم الأبدي، الذي أعطانا الخلود حينما نفخ فينا نفخة إلهية من عنده، الروح العاقلة، التي بها نحيا معه إلى لا بُد".
فالإبن مولود من الآب منذ الأزل وفي كل وقت وإلى لا بُد. ولادة النور من النار دون انفصال ودون فارق زمني.. ولادة روحية غير تناسلية، ويقول القديس أثناسيوس الرسولي "ولم تمر لحظة في الزمان كان فيها الآب ولم يكن الابن كائنًا معه".
2- في سفر الأمثال قال الابن أقنوم الحكمة الخالق على لسان سليمان الحكيم " الرب قناني أول طريقه من قبل أعماله منذ القدم. منذ الأزل مُسِحْتُ منذ البدء منذ أوائل الأرض. إذ لم يكن غمر أُبدئت.. من قبل أن تقرَّرت الجبال وقبل التلال أُبدئت.. لما ثبَّت السموات كنت هناك أنا. لم رسم دائرة على وجه الغمر. لما رسم أُسُس الأرض كنت عنده صانعًا" (أم 8: 22 - 31) وهذا أمر يتمشى مع العقل والمنطق، لأنه من المستحيل أن يكون قد مرَّ وقت كان فيه الآب بدون الحكمة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.. حاشا، فالآب هو الحكيم والابن هو الحكمة المولودة منه، والروح القدس هو روح الحكمة المنبثق منه.. الحكيم والحكمة وروح الحكمة إله واحد . وكلمة مُسِحًتُ أي عُينت، فالمسحة معناها التعييّن. أي منذ الأزل تخصَّص أقنوم الحكمة للتجسد وللفداء. واختلاف اختصاصات الأقانيم الثلاثة ليس بالشيء الغريب، فالإنسان الواحد فيه العقل الذي يختص بالتفكير والتدبير، وفيه الجسد الذي يختص بالغذاء والنمو، وفيه الروح التي تختص بالحياة، ومع هذا فالإنسان واحد لا أكثر، كما رأينا ذلك من قبل في دراستنا لموضوع التثليث والتوحيد.. أقنوم الحكمة تخصَّص للتجسد والفداء وأقنوم الروح القدس تخصَّص في توصيل بركات الفداء لنا. ومع هذا فليس الأقنومان إلهان، ولكنهما أقنومان كائنان في الجوهر الإلهي الواحد. والعهد الجديد كشف لنا أكثر عن أقنوم الحكمة عندما قال عن ربنا يسوع المسيح " المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم" (كو 2: 3) فالله الآب هو الحكيم بأقنوم الحكمة وله روح الحكمة " الله الحكيم وحده بيسوع المسيح له المجد إلى لا بُد آمين" (رو 16: 27).
وإن تساءل أحد كيف يكون الابن أزليًا ويقول " الرب قناني " ويقول " أُبدئت "..؟ نقول له ليس معنى كلمة قناني أي أوجدني من العدم مثل سائر المخلوقات. إنما معناها ولدني، ومثلها كلمة أُبدئت أي ولدت. ولادة النور من النار، دون فارق زمني، ودون انفصال.
وإن كان سفر الأمثال قد تساءل عن إسم ابن الله عندما قال "من صعد إلى السموات ونزل. من جمع الريح في حفنتيه. من صرَّ المياه في ثوبٍ. من ثبت جميع أطراف الأرض. ما اسمه وما إسم ابنه إن عرفت" (أم 30: 4) فإننا نجد العهد الجديد يعلن لنا بوضوح عن إسم ابن الله ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الأزلي بأزلية الآب الإله السرمدي، لأن هذا كان سرًّا تم إعلانه بالتجسد.
3- أخبر ميخا النبي عن أزلية الرب يسوع فقال "أما أنت يا بيت لحم أفراته.. فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطًا على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" (مي 5: 2) مخارجه أي أحواله منذ القديم قبل الأزمنة الأزلية أي قبل العصور السحيقة، وكلمة " منذ " لا تعني أنه بدأ في زمن معين، ولكن " منذ " هي تعني الأزل كقول الكتاب المقدَّس عن الله " منذ الأزل إلى لا بُد أنت الله" (مز 90: 2) " ألست أنت منذ الأزل يا رب إلهي قدوسي" (حب 1: 12).
4- كان ملكي صادق رمزًا للسيد المسيح من جهة سرمديته، فلم يذكر الكتاب لملكي صادق بداية ولا نهاية أيام، كما قال عنه معلمنا بولس الرسول " بلا أب بلا أم بلا نسب. لا بداءة أيام له ولا نهاية حياة بل هو مشبَّه بإبن الله. هذا يبقى كاهنًا إلى لا بُد" (عب 7: 3).
5- إن كان يوحنا المعمدان وُلِد قبل السيد المسيح بستة أشهر، فمن جهة الناسوت يوحنا أكبر من السيد المسيح بستة أشهر، أما من جهة اللاهوت فالسيد المسيح هو الذي جبل يوحنا المعمدان، وشهد يوحنا بأن المسيح كان كائنًا قبله "يوحنا شهد له ونادى قائلًا هذا هو الذي قلت عنه إن الذي سيأتي بعدي صار قدامي لأنه كان قبلي" (يو 1: 15).. " هذا هو الذي قلت عنه يأتي بعدي رجل صار قدامي لأنه كان قبلي" (يو 1: 30) فالسيد المسيح كائن قبل خلقة يوحنا وإبراهيم وآدم والملائكة، وفي ملء الزمان أتخذ جسدًا من العذراء مريم، وبذلك نستطيع أن نقول إن السيد المسيح له ميلادان:
أ - ميلاد أزلي: من الآب منذ الأزل قبل كل الدهور وقبل الزمن وفي كل لحظة وإلى لا بُد، فالابن أزلي بأزلية الآب.. ولادة النور من النار.
ب‌- ميلاد زمني: في زمن معين حينما وُلِد من العذراء مريم بالجسد منذ نحو عشرين قرنًا من الزمان، ومن تاريخ هذا الميلاد الزمني بدأ التاريخ الميلادي الذي يأخذ به العالم كله اليوم.
6- في رؤيا دانيال النبي نرى الإشارة واضحة إلى أبدية السيد المسيح ومُلكه الذي لا نهاية له، فيقول " كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحاب السماء مثل ابن إنسان آتى وجاء إلى القديم الأيام (الآب) فقرَبوه قدامه. فأُعطى سلطانًا ومجدًا وملكوتًا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض" (دا 7: 13، 14) من هو ابن الإنسان إلاَّ ربنا يسوع الذي دعى نفسه كثيرًا بابن الإنسان، والنبي دعاه بمثل أو شبه ابن الإنسان لعظم مجده وبهاء لاهوته، فهو ليس إنسانًا عاديًا لكنه إنسان وإله في آن واحد.. هكذا رآه يوحنا الرائي في أبو غلمسيس " وفي وسط السبع المنائر شبه ابن إنسان" (رؤ 1: 13).. و" أُعطى " التي ذكرها دانيال ليس المقصود منها إن الابن أخذ سلطانًا لم يكن له، ولكن بمعنى إن سلطانه بدأ يظهر للبشرية بالتجسد والفداء، فالنبوءة تُظهر تجسد الله الكلمة صاحب السلطان الأبدي الذي لا يزول والملكوت الذي لا ينقرض.. ملكوتك يا إلهي ملكوت أبدي وسلطانك إلى كل الأجيال " وفي أيام هؤلاء يقيم إله السموات مملكة لن تنقرض أبدًا ومُلكها لا يُترك لشعب آخر وتسحق وتفنى كل هذه الممالك وهي تثبت إلى لا بُد" (دا 2: 44).
 
قديم 19 - 10 - 2021, 04:10 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح

كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح




هل أعلن السيد المسيح عن سرمديته؟
ج: نعم. لقد أعلن السيد المسيح عن سرمديته، وإليك بعض هذه الإعلانات:
1- قال ربنا يسوع لليهود "أبوكم إبراهيم تهلَّل بأن يرى يومي فرأى وفرح. فقال له اليهود ليس لك خمسون سنة بعد. أفرأيت إبراهيم. قال لهم يسوع الحقَّ أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو 8: 56 - 58) فرغم اعتراض اليهود على قول السيد المسيح إلاَّ أنه يؤكد هذه الحقيقة بقوله " الحق الحق أقول لكم " ونلاحظ أن السيد المسيح لم يقل لهم قبل أن يكون إبراهيم "أنا كنت" أي وُجِدت في زمن معين، إنما قال "أنا كائن " فإبراهيم كائن قبل ميلاد السيد المسيح ففي أيام إبراهيم كان كائنًا، لأنه هو خالق إبراهيم، وقد أدرك اليهود قصد السيد المسيح عندما قال عن نفسه " أنا كائن " ورفعوا حجارة ليرجموه لأنهم يعلمون أنه عندما سأل موسى الله عن اسمه "فقال الله لموسى أَهْيَه الذي أَهْيَه" (خر 3: 14) " I am that I am"، وعبارة " أَهْيَه الذي أَهْيَه " نُقلت حرفيًا عن اللغة العبرية، فكلمة " أَهْيَه " مشتقة من الفعل العبري " هايا " Haya وهو في الإنجليزية فعل الكينونة To be " يكون " وجاءت في الترجمة اليونانية السبعينية ل¼گخ³دژ خµل¼°خ¼خ¯ إيجو إيمي Ego eimi = I am ، وتُرجِمت في العربية " أنا هو الكائن " أو " أكون الذي أكون " أو " أنا هو الذي هو " وهو نفس التعبير الذي استخدمه الرب يسوع إشارة إلى أزليته مرارًا وتكرارًا.
فالسيد المسيح كائن في الماضي منذ الأزل، وفي الحاضر، وفي المستقبل إلى أبد الآبدين.. هو الإله السرمدي، وإن كان بعض الذين ينكرون ألوهيته يدَّعون أن المسيح كان في علم الله قبل إبراهيم، فقولهم هذا قاصر، لأنه إن كان إبراهيم سابقًا للمسيح بألفي عام فلماذا كان المسيح في علم الله قبل إبراهيم؟ وهل علم الله يتغير ويتعرض للزيادة والنقصان؟ أليس كل شيء مكشوف أمامه: الماضي السحيق مثل المستقبل البعيد؟ وهل استطاع نبي من الأنبياء أن يقول " قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن"؟!.

2- عندما قال السيد المسيح لليهود "إن لم تؤمنوا إني أنا هو تموتون في خطاياكم. فقالوا له من أنت. فقال لهم يسوع أنا من البدء.." (يو 8: 24، 25) فمن هو الذي من البدء غير الله وحده الأزلي، فهذا إعلان من الرب يسوع عن أزليته، فهو الإله الأزلي الذي من البدء. البدء الذي لم يسبقه أي بدء كان.
3- قال السيد المسيح في سفر الرؤيا " أنا يسوع أرسلت ملاكي لأشهد لكم بهذه الأمور عن الكنائس أنا أصل وذرية داود" (رؤ 22: 16) فكيف يكون هو أصل داود وفي نفس الوقت هو ذرية داود؟.. من جهة اللاهوت هو خالق داود فهو أصله، ومن جهة الناسوت هو ابن داود لأنه جاء من نسل داود.
4- قال السيد المسيح " أيها الآب أريد أن هؤلاء الذي أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم" (يو 17: 24) كما قال "والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم" (يو 17: 5) فها ربنا يسوع المسيح يناجي الآب قائلًا "لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم " ومجدي كائن عندك " قبل كون العالم " فهو يعلن علاقة المحبة والمجد المتبادلة منذ الأزل مع الآب السماوي.
5- في أحاديث السيد المسيح كثيرًا ما أشار إلى أزليته، فمثلًا عندما قال لليهود "لأني قد نزلت من السماء" (يو 6: 38) وقال لتلاميذه " خرجت من عند الآب وقد أتيت إلى العالم وأيضًا أترك العالم وأذهب إلى الآب" (يو 16: 28) فقوله " نزلت " و" خرجت " تفيد وجوده السابق لتجسده.
6- الله هو الأول والآخر " هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه رب الجنود. أنا الأول وأنا الآخر ولا إله غيري" (أش 44: 6) " أسمع لي يا يعقوب وإسرائيل الذي دعوته. أنا هو. أنا الأول وأنا الآخر ويديَّ أسَّست الأرض ويميني نشرت السموات" (أش 48: 12، 13) ولأن السيد المسيح هو الإله المتأنس لذلك أشار إلى أزليته عندما دعى نفسه بالألف والبداية والأول،وأيضًا أشار إلى أبديته عندما دعى نفسه بالياء والنهاية والآخر " أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي القادر على كل شيء" (رؤ 1: 8).. " أنا هو الأول والآخر. والحي وكنت ميتًا وها أنا حي إلى أبد الآبدين" (رؤ 1: 17، 18).. " أنا هو الألف والياء البداية والنهاية. أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانًا" (رؤ 21: 6) فالذي يعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانًا هو هو الرب يسوع الذي قال في اليوم الأخير من عيد المظال " إن عطش أحد فليقبل إلىَّ ويشرب. من آمن بي كما قال الكتاب. تجري من بطنه أنهار ماء حي" (يو 7: 37، 38).. "وها أنا آتي سريعا وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله. أنا الألف والياء. البداية والنهاية. الأول والآخر" (رؤ 22: 12، 13) فلكون السيد المسيح أزليًا فهو الوحيد الذي يعرف أعمال كل واحد منذ آدم وحتى المجيء الثاني، وبناء على هذه المعرفة ستتم الدينونة ومجازاة كل واحد بحسب أعماله.
وأشار إلى سرمدية الرب يسوع. ملاك المياه " وسمعت ملاك المياه يقول. عادل أنت أيها الكائن والذي كان والذي يكون" (رؤ 16: 15) وأيضًا " الأربعة والعشرون قسيسًا الجالسون أمام الله على عروشهم خروا على وجوههم وسجدوا لله. قائلين نشكرك أيها الرب الإله القادر على كل شيء الكائن والذي كان والذي يأتي" (رؤ 11: 16، 17).
 
قديم 19 - 10 - 2021, 04:45 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح

كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح




هل تحدث التلاميذ عن سرمدية السيد المسيح؟
ج: نعم. تحدثالتلاميذ والرسل عن سرمدية السيد المسيح، ومن أمثلة ذلك ما يلي:
1- قال يوحنا الحبيب عن السيد المسيح " في البدء كان الكلمة. والكلمة كان عند الله. وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله، كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس.. كان في العالم وكُوَّن العالم به" (يو 1: 1 - 10) لاحظ إن معلمنا يوحنا لم يقل في البدء وُجِد الكلمة أو خُلِق الكلمة أو جُبِل الكلمة لأن كل هذه التعبيرات ضد أزليته، ولكنه قال "في البدء كان الكلمة " لتأكيد أزليته، وعندما قال "والكلمة كان عند الله " لم يقصد بهذا تحديد مكان معين ولكنه يقصد الكينونة الأزلية للابن مع الآب، ولهذا عاد وقال "وكان الكلمة الله".
و " كان " هنا لا تعبر عن فعل ماض ناقص، أي إن الكلمة كان موجودًا في الماضي ولم يعد موجودًا الآن. إنما تعبر عن فعل ماض تام. أي أنه كان موجودًا في الماضي منذ الأزل وموجودًا في كل لحظة وإلى لا بُد، ويقول القديس باسيليوس "لا يمكن أن يهرب الفكر من سيادة كلمة {كان} ولا يُستطاع تخيل الرجوع إلى ما قبل البدء، لأنه مهما رجعت بالفكر للخلف فلن تجد نقطة يمكن أن تتوقف عندها {كان} ومهما أجهدت نفسك لترى ماذا وراء الابن، فلن تستطيع معرفة ما قبل البدء" (N. & P. Fath. 2 nds. Vol. X209).(27)

ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم "قال {في البدء كان الكلمة} ليدل على أزليته ومساواته للآب في الجوهر والوجود،وليُعرف الفرق بينه وبين الخليقة كما قيل {في البدء خلق الله السموات والأرض} ويوحنا قال {في البدء كان الكلمة} فعلَّمنا عن الولادة الإلهية، وأنه أزلي سرمدي غير مفعول ولا محدث. فبقوله {كان} بيَّن أنه لم يكن زمن كان ابن الله غير موجود فيه. بل أنه وُلِد من الآب قبل الأزل وهو أزلي، لأنه كما أنه لا يظهر أبدًا شعاع الشمس بدون نور هكذا لم يكن الآب أبدًا بدون الابن بل هما معًا، أي في الوقت نفسه كان الآب مع الابن، كما إن النور هو من الشعاع، وكما أننا نضل إذا قلنا أننا نعاين الشعاع أولًا وبعده النور هكذا نضل أيضًا إذا اعتقدنا أنه وُجِد الآب أولًا ثم بعده بزمان وُلِد الابن، فالإنجيل بقول {كان} نفى تصوُّر كل زمن سابق"(on Johon hom 13 see also) (28)
ويجب أن نؤكد أن " في البدء" (يو 1: 1) تختلف عن " في البدء خلق الله السموات والأرض" (تك 1: 1) لأن:
" في البدء" (تك 1: 1) = بدء الخليقة
" في البدء" (يو 1: 1) = البدء الذي ليس قبله بدء = الأزل
2- أكد بولس الرسول على أزلية السيد المسيح عندما قال أنه كائن قبل كل شيء، وكل شيء قد خُلِق بواسطته " الكل به وله قد خُلِق. الذي هو قبل كل شيء. وفيه يقوم الكل" (كو 1: 16، 17) وقال أيضًا " النعمة التي أُعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية" (2تي 1: 9) كما أشار إلى أبديته عندما قال "وأما عن الابن كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. وأنت يا رب في البدء أسَّست الأرض والسموات هي عمل يديك. هي تبيد ولكن أنت تبقى وكلها كثوب تبلى. وكرداء تطويها فتتغيَّر ولكن أنت أنت وسنوك لن تفنى" (عب 1: 8 - 12). وأيضًا أشار إلى سرمدية السيد المسيح عندما قال "يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى لا بُد "(عب 13: 8) والمقصود بالأمس هنا الأمس البعيد أي الأزل.
3- قال معلمنا بطرس الرسول "عالمين أنكم افتديتم.. بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح معروفًا سابقًا قبل تأسيس العالم ولكن قد أُظهر في الأزمنة الأخيرة من أجلكم" (1بط 1: 18 - 20) فقوله "معروفًا سابقًا قبل تأسيس العالم" إشارة إلى أزلية السيد المسيح، وقوله "قد أُظهر في الأزمنة الأخير" إشارة إلى تجسده في ملء الزمان.
 
قديم 19 - 10 - 2021, 04:45 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح

كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح




كيف نستطيع أن نلمس مساواة السيد المسيح لله الآب؟
ج: لكل من الآب والابن جميع الكمالات الإلهية، فربنا يسوع المسيح مساوٍ للآب في كل شيء، لأن الابن والآب لهما ذات الجوهر الإلهي الواحد، أو الطبيعة الإلهية الواحدة، أو الذات الإلهية الواحدة، أو الكيان الإلهي الواحد، ولهما روح واحد هو روح الله القدوس، ودعنا يا صديقي نأخذ عدَّة أمثلة على مساواة الابن للآب:
1- المساواة للآب في الجوهر
2- المساواة للآب في إرسال الروح القدس
3- المساواة للآب في المعرفة
4- المساواة للآب في الإيمان به
5- المساواة للآب في الحياة والإقامة من الأموات
6- المساواة للآب في المجد
7- المساواة للآب في الكرامة
8- المساواة للآب في العمل
9- المساواة للآب في منح النعمة
10- المساواة للآب في الملكوت
11- المساواة للآب في السلطان على الملائكة
12- المساواة للآب في كل شيء
1- المساواة للآب في الجوهر: قال الرب يسوع "أنا والآب واحد" (يو 10: 30) وعندما سأله فيلبس أن يريه الآب أجابه السيد المسيح قائلًا "ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب فيَّ. صدقوني إني في الآب والآب فيَّ وإلاَّ فصدقوني بسبب الأعمال" (يو 14: 10، 11) فالله الغير منظور الذي لم يره أحد قط، أصبح منظورًا في شخص ربنا يسوع. والتلاميذ عندما رأوا الرب يسوع، رأوا الآب فيه، ولذلك قال لهم: "لو كنتم عرفتموني لعرفتم أبي أيضًا. ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه" (يو 14: 7) " فنادى يسوع وقال.. الذي يراني يرى الذي أرسلني" (يو 12: 45).
2- المساواة للآب في إرسال الروح القدس: الروح القدس هو روح الله، والله الآب هو الذي يستطيع أن يسكب روحه على البشر كقول الكتاب " والآن اسمع يا يعقوب عبدي وإسرائيل الذي اخترته. هكذا يقول الرب صانعك.. أسكب روحي على نسلك وبركتي على ذريتك" (أش 44: 1 - 3) " وتعلمون إني أنا في وسط إسرائيل وإني أنا الرب إلهكم.. إني أسكب روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم.. أسكب روحي في تلك الأيام" (يو 2: 27 - 29) وفي يوم الخمسين نرى السيد المسيح يسكب روحه على الكنيسة كقول معلمنا بطرس الرسول " فيسوع.. وإذ ارتفع بيمين الله وأخذ موعد الروح القدس من الآب سكب هذا الذي أنتم الآن تبصرونه وتسمعونه" (أع 2: 32، 33) وتحقق ما قاله السيد المسيح من إرساله للروح القدس " ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب.." (يو 15: 26) فلو لم يكن السيد المسيح مساويًا للآب فكيف يرسل ويسكب الروح القدس على البشرية؟! من يقدر أن يحرك روح الله إلآَّ الله ذاته وليس آخر؟!.
3- المساواة للآب في المعرفة: كشف لنا ربنا يسوع عن المعرفة الذاتية المتبادلة بين الآب والابن فقال "وليس أحد يعرف الابن إلاَّ الآب. ولا أحد يعرف الآب إلاَّ الابن. ومن أراد الابن أن يعلن له" (مت 11: 27).. أي إن الطريق الوحيد لمعرفة الله الآب هو السيد المسيح، فالذي لا يؤمن بألوهية السيد المسيح يستحيل عليه معرفة الله المعرفة الحقيقية، ولذلك قال الرب يسوع "أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلاَّ بي. لو كنتم عرفتموني لعرفتم أبي أيضًا" (يو 14: 6، 7).
ومعرفة الإنسان لله معرفة ناقصة ومكتسبة، فالإنسان لا يعرف عن الله إلاَّ القليل، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وقد عرف هذا القليل شيئًا فشيئًا، وحتى الملائكة والطغمات السمائية معرفتها لله معرفة محدودة. أما السيد المسيح فمعرفته لله كاملة وذاتية كقوله الطاهر " أنا أعرفه لأني منه وهو أرسلني" (يو 7: 29) وقال أيضًا عن هذه المعرفة المتبادلة " كما إن الآب يعرفني وأنا أعرف الآب" (يو 10: 15) فالرب يسوع كائن في الآب منذ الأزل وهو أقنوم المعرفة، ولذلك فالمعرفة بين الآب والابن هي معرفة يقينية وكاملة ومباشرة، ولذلك قال "أيها الآب البار إن العالم لم يعرفك أما أنا فعرفتك" (يو 17: 25).
وبسبب وحدة الآب والابن في الجوهر، لذلك كل من يعرف الابن يستطيع أن يعرف الآب، والذي لا يعرف الابن يستحيل عليه معرفة الآب، لذلك في حديث السيد المسيح مع اليهود " فقالوا له أين هو أبوك. أجاب يسوع لستم تعرفونني أنا ولا أبي. لو عرفتموني لعرفتم أبي أيضًا" (يو 8: 19) وقال لتلاميذه " وسيفعلون هذا بكم لأنهم لم يعرفوا الآب ولا عرفوني" (يو 16:3) والذي يرى الابن يرى الآب " الذي رآني فقد رأى الآب" (يو 14: 9) حقًا إن الآب الغير منظور رأيناه في الابن المنظور.

4- المساواة للآب في الإيمان به: الإيمان ينبغي أن يكون بالله كما قال "أنتم شهودي يقول الرب.. لكي تعرفوا وتؤمنوا بي وتفهموا إني أنا هو. قبلي لم يصوَّر إله وبعدي لا يكون" (أش 43: 10، 11) وقال الرب يسوع "أنتم تؤمنون بالله فأمنوا بي" (يو 14: 1) فمن هو هذا الذي يجعل الإيمان به مساوٍ للإيمان بالله؟ أنه الله الكلمة المساوي للآب في كل شيء. كما قال الرب يسوع "الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة" (يو 5: 24) وقال أيضًا " لأن هذه مشيئة الذي أرسلني إن كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية وأنا أُقيمه في اليوم الأخير" (يو 6: 40) وقال لمرثا " أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل من كان حيًّا وآمن بي فلن يموت إلى لا بُد" (يو 11: 25، 26) بل إن السيد المسيح أكد المعنى العكسي وهو إن عدم الإيمان به يؤَدي إلى الدينونة والهلاك " وهكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلِك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" (يو 3: 16، 18) وقال لليهود "لأنكم إن لم تؤمنوا إني أنا هو تموتون في خطاياكم" (يو 8: 24) وأكد يوحنا المعمدان هذه الحقيقة قائلًا "الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية. والذي لا يؤمن بالإبن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يو 3: 36) وقال بولس الرسول "كل من يؤمن به لا يخزى" (رو 9: 33) وأوضح يوحنا الحبيب إن الهدف من كتابة الإنجيل كله هو الإيمان بابن الله " وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا أمنتم حياة باسمه" (يو 20: 31).
5- المساواة للآب في الحياة والإقامة من الأموات: قال الله " أنا أُميت وأُحيي" (تث 32: 39) وصلت حنة أم صموئيل قائلة " الرب يميت ويحيي" (1صم 2: 16) وقال الرب يسوع "كما إن الآب له حياة في ذاته كذلك أُعطى الابن أيضًا أن تكون له حياة في ذاته" (يو 5: 26) وليس المقصود بـ"أُعطى" هنا إن الآب أعطى الابن ما ليس له. بل هذا تعبير عن المحبة المتبادلة والوحدة بين الآب والابن، فالابن لم يغتصب شيئًا ليس له كما ظن اليهود هكذا، إنما سرَّ الآب أن يعطي الابن كل شيء، والإنجيل يذكر صراحة عن الابن أنه " رئيس الحياة" (أع 3: 15) فهو الذي أقام الموتى بمجرد كلمة منه، بدون صلاة ولا طلبة ولا تضرع ولا ابتهال، بل قال للصبية " طاليثا لك أقول قومي" (مر 5: 41) وقال للابن الوحيد للأرملة " أيها الشاب لك أقول قم" (يو 7: 14) ونادى لعازر من مدينة الأموات " لعازر هلم خارجًا" (يو 11: 43) وفي اليوم الأخير سيصدر أمره فيقوم كل من في القبور للدينونة.
وقال الرب يسوع " كما إن الآب يُقيم الأموات ويحيي كذلك الابن أيضًا يحيي من يشاء" (يو 5: 21) وقال يوحنا الحبيب " فإن الحياة قد أُظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا" (1يو 1: 2).
6- المساواة للآب في المجد: رغم إن الله يقول " هذا اسمي ومجدي لا أعطيه لآخر" (أش 42: 8) إلاَّ أننا نرى الآب يُمجّد الابن، والابن يُمجّد الآب، ولهذا خاطب السيد المسيح الآب قائلًا "أيها الآب قد أتت الساعة. مجّد ابنك ليمجدك ابنك أيضًا.. والآن مجّدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم" (يو 17: 1، 5) وقال ربنا يسوع لتلاميذه " ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجَّد الآب بالابن" (يو 14: 13) فمجد الآب والابن مجد واحد هو مجد الألوهية " لأن من استحى بي وبكلامي فبهذا يستحي ابن الإنسان متى جاء بمجده ومجد الآب" (لو 9: 26).
وقال بطرس الرسول " لكي يتمجَّد الله في كل شيء بيسوع المسيح الذي له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين آمين" (1 بط 4: 11) وفي سفر الرؤيا سجد الأربعة وعشرون قسيسًا لله الآب معطين إياه المجد والكرامة قائلين " أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة لأنك أنت خلقت كل الأشياء وهي بإرادتك كائنة وخُلقت" (رؤ 4: 11). كما سجدوا أيضًا لله الابن قائلين " مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه لأنك ذُبحت واشتريتنا لله بدمك" (رؤ 5: 9) " وصوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف قائلين بصوت عظيم مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة" (رؤ 5: 11، 12).

والمجد المتبادل بين الآب والابن هو مجد الله ذاته، وشتان بين مجد الله ومجد الناس الذي يعطل الإيمان بالله " كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجدًا بعضكم من بعض. والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه" (يو 5: 44) وربنا يسوع لم يطلب مجدًا من الناس إنما أخلى ذاته من المجد الذي له، وظل طوال مدة تجسده يُظهر مجد الآب. وعندما اقترب للصليب طلب من الآب أن يمجده بالمجد الذي له.. لماذا..؟ ليس لأجله ولكن لأجل إيمان التلاميذ " أيها الآب مجّد اسمك فجاء صوت من السماء مجَّدت وأمجّد أيضًا.. أجاب يسوع وقال ليس من أجلي صار هذا الصوت بل من أجلكم" (يو 12: 28 - 30).
7- المساواة للآب في الكرامة: يليق الإكرام بالله الابن كما يليق بالله الآب تمامًا، ولذلك قال السيد المسيح " لأن الآب لا يدين أحدًا بل أعطى كل الدينونة للابن. لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب. من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله" (يو 5: 22، 23).. فمن من البشر يقدر أن يقول للجميع " أكرموني إكرامكم لله ذاته "؟! وإن قال أحد هكذا فمن يصدقه..؟! ومن مظاهر الإكرام تقديم العبادة، فهل يصح تقديم العبادة إلاَّ لله وحده؟!!.
8- المساواة للآب في العمل: بعد شفاء مريض بيت حسدا وبعد أن حمل سريره وكان يوم سبت احتج اليهود " فأجابهم يسوع أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل. فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه. لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال أيضًا إن الله أبوه معادلًا نفسه بالله" (يو 5: 17، 18) " فأجاب يسوع وقال الحق الحق أقول لكم لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئًا إلاَّ ما ينظر الآب يعمل. لأن مهما عمل ذاك (الآب) فهذا يعمله الابن كذلك" (يو 5: 19) كما نسب السيد المسيح كلامه للآب " الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي لكن الآب الحال فيَّ هو يعمل الأعمال" (يو 14: 10).
9- المساواة للآب في منح النعمة: يقول القديس أثناسيوس الرسولي "وهذا هو ما فعله الرسول أيضًا حينما قال {نعمة لكم وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح} (رو 1: 7) فإنه بهذا صارت البركة مضمونة بسبب عدم انفصال الآب عن الابن، ولأجل ذلك فالنعمة التي تعطى منهما هي واحدة وهي هي نفسها، فرغم إن الآب يعطي النعمة إلاَّ أنها توهب بالابن، ورغم إن الابن هو الذي يهب النعمة، فالآب هو الذي يعطيها بالابن وفي الابن. لأن الرسول يقول وهو يكتب إلى أهل كورنثوس {أشكر إلهي في كل حين من جهتكم على نعمة الله المعطاة لكم في يسوع المسيح} (1كو 1: 4)" ذ.
10- المساواة للآب في الملكوت: الملكوت هو ملكوت الله الآب كما علمنا ذلك الرب يسوع في الصلاة الربانية ونحن نخاطب الآب " ليأت ملكوتك" (مت 6: 10) والرب يسوع " قال أيضًا بماذا يشبه ملكوت الله" (لو 13: 18، 20) وفي العشاء الرباني قال "ملكوت أبي" (مت 26: 29) ثم نسب الملكوت لنفسه قائلًا لتلاميذه " لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي" (لو 22: 30) وبولس الرسول ينسب الملكوت للابن "الرب يسوع المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته" (2تي 4: 1) فالملكوت هو ملكوت واحد، هو ملكوت الآب والابن والروح القدس الإله الواحد.
11- المساواة للآب في السلطان على الملائكة: فالملائكة هم ملائكة الله الذين يطيعون صوته " باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوة الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه" (مز 103: 20) " الصانع ملائكته رياحًا وخدامه نار ملتهبة" (مز 104: 4) والرب يسوع هو أيضًا رب الملائكة فيقول " أنا يسوع أرسلت ملاكي" (رؤ 22: 6) وفي مجيئه الثاني " يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم" (مت 13: 41).
12- المساواة للآب في كل شيء: قال السيد المسيح " كل ما للآب هو لي" (يو 16: 15) ولم يستثني شيئًا مما للآب لم ينسبه لنفسه، فهي مساواة في كل شيء جامعة شاملة، وأكد عليها الرب يسوع قائلًا في الصلاة الوداعية مناجيًا الآب " وكل ما هو لي فهو لك. وما هو لك فهو لي" (يو 17: 10) فالآب له كل ما للابن، والابن له كل ما للآب، والآب لا يزيد عن الابن في شيء، ولا الابن ينقص عن الآب في شيء، حتى قال الابن " كل شيء قد دُفع إلىَّ من أبي" (مت 11: 27) وليس معنى إن الآب دفع كل شيء للابن أن الابن لم يكن له كل شيء، أو إن الآب الأعظم منح الابن الأقل عظمة.. كلاَّ إنما المعنى يفيد المحبة المتبادلة بين الآب والابن. وبهذا يرد الابن على اليهود الذين ظنوه أنه يغتصب الألوهية التي ليست له " أجابهم يسوع أعمالًا كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي. بسبب أي عمل منها ترجمونني. أجابه اليهود قائلين لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف. فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهًا" (يو 10: 32، 33) وجعل السيد المسيح المعجزات الباهرات التي يصنعها شاهد إثبات على لاهوته ومساواته للآب في كل شيء، فقال لليهود "إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي. ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا إن الآب فيَّ وأنا فيه" (يو 10: 37، 38).
يقول القديس أثناسيوس الرسولي "أعلن (السيد المسيح) نفسه بواسطة الأعمال التي عملها في الجسد أنه ابن الله. لهذا هتف لليهود غير المؤمنين {إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي. ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا إن الآب فيَّ وأنا فيه} (يو 10: 37، 38).. فطرده للأرواح الشريرة، وخروجها في الحال، لا يمكن أن يكون عمل إنسان بل عمل الله. ومن ذا الذي بعد أن رآه يشفي الأمراض، الخاضع لها الجنس البشري، يتجاسر ويقول أنه لا يزال إنسانًا وليس إلهًا؟! فقد طهرَّ البرص، وجعل العرج يمشون، والصم يسمعون، والعمي يبصرون، وبالإجمال طرد من كل البشر كل مرض وكل ضعف. من كل هذه كان ممكنًا لأبسط إنسان أن يرى لاهوته. لأنه من ذا الذي يراه يرد للإنسان ما نقصه منذ ولادته، ويفتح عيني الأعمى منذ ولادته، ولا يدرك إن طبيعة البشر كانت خاضعة له، وأنه هو صانعها وبارئها.. أو من ذا الذي يرى مادة الماء تتحول خمرًا ولا يدرك أن من فعل هذا لا بُد أن يكون هو رب وصانع مادة كل المياه؟! ولأجل هذه الغاية أيضًا مشى على المياه كسيدها، ومشى كما على أرض ناشفة لكي يقدم لمن رآه برهانًا على سلطان كل الأشياء. وعندما أطعم جمعًا غفيرًا من قليل، ومن تلقاء ذاته قدم الكثير من العدم، فأكل خمسة آلاف نفس من خمسة أرغفة وشبعوا وفضل عنهم الكثيرة. ألم يُظهر ذاته بأنه هو الرب نفسه الذي يشمل كل الأشياء بعنايته؟!
 
قديم 26 - 10 - 2021, 04:07 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح

كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح

لا يوجد أي كائن غير الله وحده الغير محدود، فهل السيد المسيح غير محدود؟




ج: الوجود في كل مكان أي صفة عدم المحدودية هي صفة إلهية تخص الله وحده الغير محدود، فلا يمكن لأي إنسان ولا لأي ملاك أن يدَّعي أنه يحوز هذه الصفة، فالله وحده هو الكائن في كل مكان ولا يخلو منه زمان، ولذلك نسمعه يقول " إذا إختبأ إنسان في أماكن مستترة أفما أراه أنا يقول الرب. أما أملأ أنا السموات والأرض يقول الرب" (أر 23: 24) وجاءت وصية موسى لشعبه " فأعلم اليوم وردد في قلبك إن الرب هو الإله في السماء من فوق وعلى الأرض من أسفل ليس سواه" (تث 4: 39) ورنم داود النبي قائلًا "أين أذهب من روحك ومن وجهك أين أهرب. إن صعدت إلى السموات فأنت هناك وإن فرشت في الهاوية فها أنت. إن أخذت جناحي الصبح وسكنت في أقاصي البحر. فهناك أيضًا تهديني يدك وتمسكني يمينك" (مز 139: 7 - 10) وصلى سليمان الحكيم قائلًا "لأنه هل يسكن الله حقًا على الأرض. هوذا السموات وسماء السموات لا تسعك فكم بالأقل هذا البيت الذي بنيتُ" (أم 8: 27) وقال الرب يسوع " لا تحلفوا البتَّة. لا بالسماء لأنها كرسي الله. ولا بالأرض لأنها موطئ قدميه" (مت 5: 34، 35).
ولأن السيد المسيح هو الله المتأنس لذلك فهو الحائز صفة عدم المحدودية، ولنأخذ بعض الأمثلة التي توضح هذه الحقيقة:

1- تساءل أجور في القديم قائلًا "من صعد إلى السموات ونزل" (أم 30: 4) وجاء الرد على لسان رب المجد يسوع عندما قال لنيقوديموس "ليس أحد صعد إلى السماء إلاَّ الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو 3: 13) فالسماء مكان العرش الإلهي الذي لم يصعد إليه أحد من البشر قط، ولكن ربنا يسوع المسيح نزل منه، ومع هذا فهو كائن فيه بلاهوته، وبينما كان الرب يسوع في بطن العذراء كان جالسًا على العرش الإلهي يملأ الكل بلاهوته ويدبر الكون كله ويديره بحكمته، وبينما كان طفلًا صغيرًا في حجر العذراء يرضع اللبن. كان يقوت الخليقة كلها من نعمته، وبينما كان جالسًا معلمًا لنيقوديموس كان يستمع تسابيح الملائكة ويستجيب لطلبات البشر المرفوعة إليه من كافة أرجاء المسكونة، فهو الإله غير المحدود، وليس معنى أنه نزل من السماء أي خلت منه السماء ولكن معنى النزول هنا التنازل، فالله الغير منظور قد تنازل إلى ضعفنا. وما أجمل قول القديس أغسطينوس "أو ليس هو ذاك الذي جاء إلى أرضنا دون أن يبتعد عن السماء؟ أو ليس هو ذاك الذي صعد إلى السماء دون أن يتخلى عنا" (31).
2- في قصة نثنائيل نرى السيد المسيح الكائن في كل مكان وزمان بلاهوته، فعندما دعى فيلبس نثنائيل لرؤية المسيا قال له نثنائيل أمن الناصرة يخرج شيء صالح فأجابه فيلبس قائلًا "تعال وانظر" وذهب الاثنان لرؤية المسيح "ورأى يسوع نثنائيل مقبلًا إليه فقال هوذا إسرائيلي لا غش فيه. قال له نثنائيل من أين تعرفني. أجاب يسوع وقال له قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك. أجاب نثنائيل وقال له يا معلم أنت ابن الله. أنت ملك إسرائيل" (يو 1: 47 - 49) وكانت قصة التينة سرًا خطيرًا في حياة نثنائيل لا يعرفه أحد إلاَّ هو وأمه كما تقول التقاليد، إذ أنه عندما كان طفلًا كان من المفروض أن يذبح مع أطفال بيت لحم، ولكن أمه وضعته في سفط تحت شجرة التين، ولم يلتفت إليه جنود هيرودس. في هذه الأثناء كان السيد المسيح طفلًا صغيرًا في أرض مصر أو في الطريق إليها. فكيف رأى نثنائيل وهو في بيت لحم؟ لقد رآه بلاهوته، ولذلك عندما كشف الرب يسوع عن هذا السر لنثنائيل آمن نثنائيل واعترف بالمسيح ابن الله " أجاب يسوع وقال له هل آمنت لأني قلت لك إني رأيتك تحت التينة. سوف ترى أعظم من هذا. وقال له الحق الحق أقول لكم من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان" (يو 1: 50، 51) وصار نثنائيل تلميذًا للحمل وهو المعروف باسم برثولماوس.
3- أعطى السيد المسيح وعدًا للبشرية عندما قال "حينما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم" (مت 18: 20).. أنظر يا صديقي إلى ألاف الكنائس التي يجتمع فيها المؤمنون يوم الأحد والسيد المسيح قائم في كل كنيسة، فلو كان السيد المسيح ناسوت مجرد أي إنسان عادي لاستحال عليه الوجود في أكثر من مكان، ولكن لأنه هو الإله المتأنس فهو كائن مع كل من يدعوه في كل مكان وزمان.
4- قول الإنجيل " ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم" (أف 3: 17) فالسيد المسيح الإله الغير محدود يقدر أن يحل في قلوب ملايين البشر، وقال الرب يسوع " هانذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي" (رؤ 3: 20) وقال ليهوذا ليس الإسخريوطي " إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلًا "(يو 14: 23) ولذلك نحن نشعر بالتعزية رغم ضيقات العالم، ونتمتع بالسلام وسط اضطرابات العالم لأن الله معنا، ونحن نثق في وعده الإلهي " ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (مت 28: 20) فهو الكائن فوق الزمان وفوق المكان. هو عمانوئيل أي الله معنا.
5- صعد السيد المسيح إلى السماء جسديًا، ورآه إسطفانوس وقت استشهاده " فرأى مجد الله ويسوع قائمًا عن يمين الله" (أع 7: 56) فهو في الملكوت، وهو أيضًا قائم في الفردوس ولذلك قال للص اليمين " الحق أقول لك أنك اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 43) وقال بولس الرسول "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح. ذاك أفضل جدًا" (في 1: 23) ومن المعروف أن بولس عند انطلاقه سيذهب للفردوس، وأيضًا السيد المسيح في قلوب وبيوت المؤمنين في أرجاء المسكونة، فكيف يوجد السيد المسيح في السماء وفي الفردوس وفي كل مكان على الأرض في آن واحد؟ هذا أمر سهل لأنه هو الإله المتأنس غير المحدود "لكي تجثوا باسم يسوع كل رُكبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض" (في 2: 10).
 
قديم 26 - 10 - 2021, 04:10 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,213,304

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح

كتاب أسئلة حول ألوهية المسيح


قال الأريوسيين أن السيد المسيح كان خاضعًا للتغيُّر.. فهل كلامهم حق؟
ج: التغيرُّ صفة الإنسان والكون، فقد يتغير الإنسان للأفضل والأعظم والأجمل والأقوى، وقد يتغير للعكس من القوة للضعف للاضمحلال. أما الله الكامل فهو منزَّه عن التغيُّر.. لماذا؟ لأنه هو الكمال ذاته، وهو القوة ذاتها، وهو الجمال ذاته، وليس في حاجة للتطور للأفضل لأنه هو الأفضل والأكمل دائمًا وأبدًا، وأيضًا الله لا ينقضه شيئًا ولا يشوبه تغيّير بسبب الزمن " من قدم أسَّست الأرض والسموات هي عمل يديك. هي تبيد وأنت تبقى وكلها كثوب تبلى كرداء تُغيرهنَّ فتتغير. وأنت هو وسنوك لن تنتهي" (مز 102: 25 - 27) وإلى هذه الآيات أشار بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين (عب 1: 10 - 12) وقال الله على لسان ملاخي النبي " لأني أنا الرب لا أتغيَّر" (ملا 3: 6) وقال معلمنا يعقوب الرسول " أبي الأنوار الذي ليس عند تغييّر ولا ظل دوران" (يع 1: 17).
ولأن السيد المسيح هو الإله المتأنس فهو لم ولن يتغيَّر قط " يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى لا بُد" (عب 13: 8)، وقال السيد المسيح لليهود "الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو 8: 58) فهو كائن منذ آلاف السنين بل قبل الزمن، لم ولن يتغيَّر، وكما إن كلام الله لا يتغيَّر " لا أنقض عهدي ولا أُغير ما خرج من شفتي" (مز 89: 34) هكذا كلام السيد المسيح الابن الكلمة لا يمكن أن يتغيَّر فهو القائل " السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول" (مت 24: 35). ويقول المؤرخ فيليب شاف " لم تنحرف غيرته إلى انفعال، ولا ثباته إلى عناد، ولا إحسانه إلى ضعف، ولا رقته إلى مجرد عواطف. لقد كان اجتماعيًا شديد المبالاة بالناس رغم إن روح العالم لم تسيطر عليه. كانت عظمته خالية من الكبرياء والجرأة، وتعلقه بالناس بعيدًا عن رفع التكليف الذي لا داعي له، وإنكاره لنفسه بدون كآبه، واعتداله بلا تزمت. لقد جمع براءة الأطفال بقوة الرجل، وحوى التعبد العميق لله مع الاهتمام الكامل بخير البشر. جمع بين الحب الرقيق للخطاة والقسوة الشديدة على الخطية. وجمع بين الوقار الآسر والتواضع الجذاب، جمع بين الشجاعة التي لا تخاف والحذر الحكيم، وحوى الحزم الذي لا يستسلم مع اللطف الجميل".
(33)Mere Christianity, Macmillan) (G. S. Lewis,
أما قول الأريوسيين والرد عليهم فنرجئه الآن.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب ألوهية الروح القدس - للقديس كيرلس السكندري
كتاب+الدليل+والبرهان+على+ألوهية+المسيح+فى+القرأن
إنكار ألوهية المسيح عند شهوديهوه
ألوهية المسيح
هل آلوهية المسيح كتابية؟


الساعة الآن 08:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024