منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 08 - 2019, 08:15 AM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 350,762

الفراق المميت (حزن مريم العذراء عنددفن جسد ابنها الحبيب يسوع في القبر )

دفن جسد ابنها الحبيب يسوع في القبر"

((( معلومات هامّة لم تعرفها من قبل )))

بعد أن يكون الإبن المعذب قد مات وأخذ ليدفن،
وتوجد أمه المحزونة ملتزمةً بمفارقته، فيا له من ألمٍ شديدٍ يحيق بها
حينئذٍ عند تفكرها بأنها ما عادت تقدر أن تشاهد ولدها مرةً اخرى
. فهذا هو السيف الأخير من السبعة سهام الحزن التي جازت في نفس والدة الإله الكلية القداسة،
الذي الآن نأخذ بالتأمل فيه،

أواه يا ابني الحبيب إنني بخسراني إياك قد خسرت كل شيء:
فأنت هو الإله الحقيقي المولود مني ( يقول القديس برنردوس عن لسانها في مراثيه لأحزانها)
وأنت لي أبٌ، وفي الوقت عينه أنت لي إبنٌ وعروسٌ معاً.
وأنت لي نفسٌ وحيوةٌ، فأنا الآن يتيمةٌ من الأب وأرملةٌ من العروس وفاقدة الإبن.
وإذ إني خسرتك أنت يا إبني فقد خسرت بك كل شيء !!


هكذا كانت مريم تندب أوجاعها وترثي حبيبها يسوع معانقةً جسده الطاهر.
الا أن التلاميذ القديسين لخوفهم الصوابي من أن هذه الأم المطعونة بسهام الحزن المفرط
تموت مع أبنها الإلهي من شدة الحزن،
قد أجتهدوا في أن يأخذوا جسده من حضنها بكل أسراعٍ. ويأتوا به ليدفنوه.
وهكذا باغتصابٍ احتراميٍ إحتالوا بأخذه من بين ذراعيها. واذ حنطوه بالمر
ولفوه بالسباني التي أراد تعالى أن تنطبع بها صورته، ليتركها في العالم تذكرةً لدفنه،
كما تشاهد الى الآن محفوظةً في مدينة طورين
، فهكذا حمل التلاميذ هذا الجسد الكلي القداسة وساروا به نحو القبر،
حيث كانت طغمات الملائكة مرافقةً هذا الباعوث جملةً مع النسوة البارات

ومع والدة الإله الغائصة في بحر الأحزان. ولما دنوا من المغارة المُعدّ فيها القبر أنزلوه هناك،
ولكن لقد كان أمراً محبوباً في الغاية لدى هذه السيدة أن تدفن حيةً هي أيضاً مع جسد ابنها
، لو كان ذلك ممكناً لها، حسبما أوحت هي نفسها للقديسة بريجيتا قائلةً لها:
أنه يمكن أن يقال حقاً وصدقاً أن قلبين وجدا مدفونين في قبر أبني
وهما قلبه وقلبي معاً. الا أن العزة الإلهية لم تكن تشاء ذلك

فأخيراً التلاميذ دحرجوا حجراً كبيراً به أغلقوا القبر على جسد يسوع الكنز
الذي لا يوجد كنزٌ يعادل قيمته. لا في السماء ولا في الأرض.
فقبل أن نفارق هذا القبر المقدس يليق بنا أن نكتب على حجره هذه الكلمات وهي:
أن مريم تترك في هذا القبر قلبها مدفوناً مع يسوع. لأن يسوع هو كنزها الوجيد.
وذلك سنداً على قوله تعالى: أنه حيثما يكون كنزكم فهناك يكون أيضاً قلبكم (لوقا 12: 34)


ثم أن القديس بوناونتورا يرتأي بأن أخوات مريم العذراء أي قريباتها
قد غطّينها بإزارٍ أسود ورجعن بها من المقبرة. وأنه في مرورهن كافةً من عند جبل الجلجلة
. حيث كان الصليب بعد مغروساً في الأرض مبتلاً بدم يسوع، فوالدته هذه المتألمة
قد كانت هي أول من سجد لهذا العود الخلاصي قائلةً نحوه:
أنني أقبلك أيها الصليب المقدس وأسجد لك، لأنك الآن لم تعد خشبة اللعنة
بل عود الحب ومذبح الرحمة المكرس بدم الحمل الإلهي الذي قدم هو عليك ذبيحةً لأجل خلاص العالم


وقد فارقت الصليب وعادت الى منزلها الذي لما بلغت إليه
أخذت تجول بنظرها فيه ههنا وهناك من دون أن ترى حبيبها يسوع،
بل عوضاً عنه كانت تتصور أمام عينيها أعمال حياته كلها المملؤة محاسن وقداسة،
ومعاً أعمال آلامه جميعها التي أحتملها ومات بها.
فهناك طفقت تتذكر المعانقات التي كانت تعانقه بها طفلاً في بيت لحم،
والمفاوضات التي خاطبها بها وتكلمت هي معه مدة سنين هكذا عديدة
في دكان النجارة في مدينة الناصرة وفي أمكنةٍ أخرى، وتتفكر بعواطف الحب المتبادلة
منها إليه ومنه نحوها، وبنظراته ذات المحبة،
وبكلمات الحياة التي كانت تخرج من فمه الإلهي

. ثم بعد ذلك كانت تحضر بأزائها تلك الأشياء كلها التي شاهدتها في النهار عينه
مما يختص بآلامه وموته وتنزيله عن الصليب ودفنه. متأملةً في آلات عذاباته من المسامير
وأكليل الشوك والحربة وغيرها. وفي جراحات جسده المتخنة.
وفي عظامه المجرّدة وفمه المفتوح وعينيه المعتمتين
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
العذراء تريد المكوث مع ابنها في القبر
مريم ومرافقة جسد ابنها إلى القبر
دفن جسد ابنها الحبيب يسوع في القبر
صورة الأمومة العذراء مريم تحتضن ابنها يسوع
نلتمس من أمّنا مريم العذراء أن تشفع بنا لدى ابنها يسوع


الساعة الآن 11:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024