![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المرآة السامرية يوحنا ٤ إن حياتنا مع الله ومسيرتنا معه تبدأ من يوم ولادتنا الجديدة وبإحساسنا بحلول روح الله في داخلنا وقيادة الروح القدس لنا. ومثال ذلك لقاء السامرية مع يسوع. مدينة السامرة: كانت مدينة السامرة قد أحتلها الآشوريين فقام الملك أشور بنيبال بنقل ناس من السامرة كسبايا وجاء بأنا س أخرون من الآشوريين والبابليين وأسكنهم السامرة، فحصل تزاوج بين اليهود وهؤلاء الإغراب الجدد فنتج عن ذلك جنس خليط وليس يهود أصليين. أما أهالي أورشليم ظلوا أمناء لتقاليدهم ولم يختلطوا بهؤلاء الأغراب لذلك قامت عداوة بينهم وبين أهل السامرة. كان هذا قبل حوالي 500 سنة من قدوم المسيح. حيث قطع أهل أورشليم صلتهم بأهل السامرة. لذلك بنى أهل أورشليم الهيكل في أورشليم أما أهل السامرة فقاموا ببناء هيكل على جبل جرزيم وسط السامرة. فأي مسافر يريد أن يعبر السامرة ليذهب الى أورشليم للعبادة في الهيكل يمنعه أهل السامرة طالبين أن تكون العبادة على جبل جرزيم وأهل أورشليم لا يعترفون بالعبادة على ذلك الجبل في السامرة لذلك فا لمسافر من أورشليم إلى الجليل او بالعكس أقصر طريق له هو المرور بالسامرة لكن نتيجة لهذه العداوة فكان اليهود يتحاشون المرور بالسامرة فيمرون بمحاذاة نهر الأردن ثم يعبرون الأردن ليصلوا إلى السامرة وهو ضعف الطريق بالمسافة. لكن يسوع أخذ الطريق الأقصر إلى الجليل فعبر السامرة. المرأة السامرية: كانت مدينة السامرة (تنتمي إلى هذا النوع من الخليط) الذين يكرهون اليهود وكانت سيئة السمعة وموجودة في مكان عام يأتي فيه كل الناس (بئر يعقوب وهو بئر عميقة تحتاج الى دلو لأخذ الماء منها وكانت هذه البئر خارج المدينة يذهبون إليها النساء لأخذ الماء). كانت السامرية تعاني رفض الناس لها لأنها سيئة السمعة مما سبب لها الخوف من الناس وملاقاتهم ، فهي تخرج لتملأ الماء ظهراً حيث يقل الازدحام مما يسبب لها ألم داخلي وانطواء فهي غير قادرة على التآلف مع الناس بسبب الخطيئة التي جعلت عندها الإحساس بالذنب الذي أعاق معرفتها وإدراكها بمحبة الله لها. دور يسوع : يسوع يبدو متعباً. لماذا تعب يسوع؟ لقد تعب من طول بحثهُ عنها فهو يطرق أبواب قلوبنا لكننا لا ننتبه يريد أن يوصل رسالته ُ مخترقاً كل الحواجز والمعوقات. "فجلس عند حافة البئر" جلس ينتظرنا لأن محبته الفياضة وقلبه الكبير يريدان خلاصنا من خطايانا. فهو يعرف هذه المرآة، هي خاطئة ومع ذلك جلس ينتظرها ليخلصها. ويعطيها حياة جديدة. فهو جاء ليخلص الخطاة يشف مشاعرهم الجريحة وأجسادهم المريضة ويغفر لهم ، يحررهم من قيود الخطيئة ويمنحهم الفرح . أنه ينتظر إلى حد التعب فهو مستعد أن تضحي براحته وحياته من أجلنا ومن أجل خلاصنا . في هذا الوقت أرسل يسوع تلاميذه ليشتروا طعاماً من المدينة ولقد كان هذا الحدث جديد على التلاميذ فكيف لهم أن يأكلوا طعاماً لوثته أيدي السامريين بذلك غير يسوع نظرتهم إلى الأمور وأزال هذه الحواجز من داخلهم. ثم يطلب يسوع من المرأة "أعطني لأشرب". أنه يطلب منا أيضاً ليشرب. لماذا؟ هل يحتاجنا يسوع؟ نعم فيسوع يبحث عنا، يدعونا، يريدنا أن نلتفت له. أن محبته لنا تجعله يسعى ورائنا ليجذبنا، يريدنا أن نعطيه جزء من وقتنا ولو قليلاً. أنه يدعونا للجلوس معه وفتح قلوبنا له ليملأها هو بما ء الحياة. لكن السامرية تجيبه أنها سامرية وهو يهودي فكيف لها أن تسقيه. فهي ترفض دعوة يسوع. وكثيراً ما نرفض دعوة الله لنا في حياتنا. لكن يسوع لم يتركها رغم رفضها بل جاءها بالتدريج كي تفهم وتكتشف بنفسها العمق الذي يريده يسوع . " لو كنتِ تعرفين من الذي يطلب منك لطلبتِ أنتِ منه ماء الحياة " يسوع يعطي ماء الحياة وهو الروح القدس وما يعمله من تغيير الإنسان . فعندما يملأ الروح القدس قلب الإنسان سيحدث تغيير في كل كيانه ويصبح أنسان جديد في الطباع والسلوك والأفكار ويصبح كنبع ماء يفيض دائماً ويروي عطش الروح. وسوف يدرك محبة الله غير المشروطة له. هذا التغيير يسمى (الولادة الجديدة) وهي تحدث عندما تلمس روح الله لروح الإنسان الميتة وتحييها في علاقة حية مع الله وهي عطية مجانية (هبة) من الله. بهذا تولد بذرة في داخل الإنسان تنمو وتكبر يوم بعد يوم بمرافقة الله، تتعلم أن تصبح على صورة الله. هذا هو هدف يسوع مع السامرية ومع كل واحد منا لنكون أبناء الله. "لا دلو معك والبئر عميقة" السامرية لم تثق بيسوع بأ نه قادر أن يعطيها الخلاص. كما نفعل نحن عندما نغرق في مشاكلنا وتحت ضغوط الحياة لا نستطيع أن نثق بأن الله قادر على خلاصنا ونرى مشاكلنا بعمق هذا البئر بحيث لا يمكن حتى ليسوع الوصول لحلها. "كل من يشرب هذا الماء يعطش ثانية أما من يشرب من الماء الذي أعطيه لا يعطش أبداً". من يشرب هذا الماء (ماء الخطية) يعطش فمسالك الخطية هي دائماً أبار (مخازن مياه) مشققة لا تضبط الماء فيها، أبار خادعة تجذب الناس إليها مع أنها بلا ماء. أما من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا (الروح القدس) فلن يعطش أبداً. لأن الروح القدس يصبح ينبوع ماء (يفيض) إلى حياة أبدية حيث تتدفق عطاياه كالأنهار. فيسوع لم يقصد بالماء هنا معناه الحرفي لكن قصد الروح القدس وعمله في الانتعاش وما ينتج عنه من ارتواء روحي وحيوية دائمة. اعطني من هذا الماء فلا أعطش ولا أعود إلى هنا لأستقي. يبدو أن السامرية لم تدرك هدف يسوع من الحديث حيث تصورت أن يسوع عندما سيعطيها هذا الماء ستبقى في بيتها ولا تعود إلى البئر ثانية بذلك توفر على نفسها الإحراج عند تقابلها مع الناس. فعند نوالنا الروح القدس واختبارنا الولادة الجديدة لا يعني أن حياتنا ستصبح سهلة وبدون مشاكل ، لأن الشر موجود في العالم والمشاكل مستمرة لكن الفرق هو أنه بعد الاهتداء سنصبح مدركين لحضور الله حتى وسط مشاكلنا لذلك فرجاءنا لن ينقطع في أن الله سوف ينقذنا وسنتعامل مع مشاكلنا بمفهوم الله وبطريقة الله وليس بطرقنا لأن طرقنا بالتأكيد لا تصلح لكن قيادة الروح القدس لنا تجعلنا نفهم عمل الله وقصده في حياتنا. أذهبي وادعي زوجكِ بدأ الرب يسوع يكشف للسامرية عن ذاتها وأخطائها. فبعد خبرة اكتشاف يسوع بالولادة الجديدة فالله لا يتركنا بل يكشف لنا عن ذواتنا ودواخلنا. فنور الله سيسلط الضوء على أخطائنا ويعرفنا حاجتنا لله وهذا هو أعظم شيء بلقاءنا بالله فهو يرينا بانه كاشف لقلوبنا يفهمنا ويعرف كل شيء عن دواخلنا وحياتنا بشكل يدعو إلى الاندهاش كاندهاش السامرية عندما واجهها بحقيقة حياتها وبأنها تعيش مع رجل ليس زوجها. حيث تحرك الالم بداخلها وشحب وجهها ورأت نفسها على حقيقتها وأجبرت أن تجابه حياتها وخطيئتها. أرى أنك نبي أدركت السامرية أن يسوع ليس شخصاً عادياً بل هو شخص فريد، قداسته واضحة في سلوكه وكلامه محبته نقية ومؤثرة، تواضعه، لطفهُ فنراه أسر قلبها بسلطان كلماته مما جعلها تخجل من نفسها لدرجة أنها غيرت الحديث مع يسوع حول مكان العبادة. أنها تعترض عن سبب عدم اعتراف اليهود بالعبادة على جبل جرزيم ولماذا لا تكون لا تكون عبادة حقيقية إلا في أورشليم؟ بدأ يسوع يشرح لها بأنه لا أهمية لمكان العبادة حيث أن وجود روح الله في داخلنا (أي الروح القدس) يساعدنا في العبادة ، فالروح القدس يصلي فينا ويساعدنا على اللقاء بالله والتمتع بحبه فأن كنا نملك هذه الروح لا يهم أينما نذهب لعبادة الله. فلا حاجة للسامرية أن تغير مكانها لتجد الله فهو موجود في كل مكان . يذكر يسوع " أنتم تسجدون لما لستم تعلمون أما نحن فنسجد لما نعلم ". فالسامريون يعبدون الله عن جهل وعبادتهم مبنية على الخرافات فان خرج أحدهم ورأى أمامه شخص معوق يبقى متشائماً وهناك أمثلة كثيرة من هذا النوع. أن هذا كله باطل فالعبادة الحقيقية لا تبنى على الخوف بل على محبة الله وعلى معرفتنا بالبركات التي صنعها لنا وعلى الرغبة الصادقة بأن ينير حياتنا ويباركها. فتكريم أورشليم يحد من عظمة وسمو الله الذي ليس له حدود ولا يتقيد بقيود ، فالعبادة لا تهتم بالتمسك بمكان معين أو تقديم الذبائح والهدايا بل يعتمد على لقاء روح الإنسان بالله الذي هو الروح الأسمى. يسوع فتح أمام السامرية أفاق جديدة وعظيمة لم تدركها في جهلها وخطيئتها، جعلت مداركها تتفتح وتستوعب وتصل إلى هذا المستوى من التفكير والإدراك العالي. بعد هذا الحديث الطويل بين السامرية ويسوع جاء التلاميذ وتعجبوا لأن يسوع يتحدث مع امرأة لأنه على اليهودي أن لا يتحدث مع امرأة في الطريق مهما كانت قرابتها له ويعتبرون المرأة أقل شأناً من الرجل وليس من حقها تعلم الشريعة . لكن يسوع حطم هذه الحواجز والعقلية الجامدة فلم يتجرأ أحد من التلاميذ أن يسأله عن المرأة لمعرفتهم بيسوع كونه معلم عظيم .فليس لنا أن نتساءل عن تصرفات يسوع معنا أو مطاليبه منا فأمام أعماله وأوامره ينبغي أن يتلاشى كل اعتراض أو فضول ،هو بالحقيقة إنسان قد وصل إلى درجة رفيعة من التلمذة الحقيقية للمعلم الأعظم. أما المرأة كانت قد تركت جَرتها عند البئر وأسرعت إلى القرية ، وكونها قد تركت جرتها يشير إلى حقيقتين:
ولدت السامرية إنسان جديدة، ولدت من جديد ابنة لله. الرب تعامل معها بنعمة وأقامها من الموت، أحياها وأعطاها امكانات جديدة لتحييا بها فكان لقاء غير حياتها ونقلها من الظلمة إلى النور. ![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() ميرسى لمشاركتكم المثمرة عن السامرية |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
![]() |
![]() بدأ المسيح حديثه مع المرأة السامرية طالباً إليها أن تُعطيه ليشرب،
فإذا بالحديث يتحوَّل بأن تطلب هي إليه أن يُعطيها لتشرب. مسكين هو الإنسان الذي في جهله يعتقد أن الرب هو المحتاج إليه!!!!!!!!!! محتاج إليه في خدمتـه، محتاج إلى عشور أموالـه أو تقدماتــه، محتاج إلى صلاته وعبادته. ولكن حينما يفتح الرب عيوننا لنعرف حقيقة أنفسنا ونتبيَّن عجزنـــا، نعرف أننا نحن المحتاجون إليه وإلى مراحمــه. ولكن، ما هو الماء الذي كانت تطلبه المرأة؟ كما سبق أن قلنا إن كلمات المسيح تحمل دائماً معنيين: معنىً ظاهرياً، وآخر روحياً عميقاً خفياً. وقد فهمت المرأة السامرية "الماء الحي" على أنه الماء الجاري الذي ينبع من ينبوع حي وهو غير ماء الآبار. ولكن هناك معنىً آخر للماء الحي، وهو الذي كان يرمي إليه المسيح ولم تفهمه المرأة، ولم يكن هذا المعنى غريباً على مَن يقرأ الكتب - في العهد القديم - فقد تردَّد ذِكر الماء والعطش مرتبطاً بالعطش الروحي والارتواء الروحي؛ ولكن المرأة السامرية لم تدرك هذا المعنى الروحي، لأن قلبها لم يكن قد انفتح بعد لمعرفة المسيح بل كانت منحصرة بالتمام في اهتمامات الجسد "... ولا آتي إلى هنا لأستقي". ولذلك كان لابد للمسيح من أن يواجه المرأة بحقيقة حياتها أو بمعنى آخر يكشف لها عن نفسها، فقال لها: "اذهبي وادْعِي زوجك"؛ أي قبل أن أُعطيكِ الماء الحي، اذهبي أولاً وواجهي نفسك، وافضحي خطيتك ثم تعالي واطلبي الماء الحي. ومواجهة الخاطئ لنفسه هي الخطوة الأولى لبدء حياته مع المسيح، وهي قيامة من بين الأموات التي بها يتهيَّأ للموت مع المسيح والقيامة معه. فالمسيح رأى المرأة السامرية أمامه ميتة ولا تختلف عن لعازر الذي مات وأنتن في القبر، ولكي تأخذ المرأة عطية الله لابد أن يُقيمها المسيح أولاً. وكما طلب المسيح من اليهود أن يرفعوا الحجر عن قبر لعازر ليكشفوا عن الميت الذي أنتن، هكذا أيضاً طلب إلى المرأة أن ترفع الحجر عن قلبها الذي يُخفي نتانة موتها، وكانت هذه هي بداية حياتها مع المسيح. "حسناً قلتِ... هذا قلتِ بالصدق": عجباً يا رب لمحبتك!! أنت الذي تُخرِج من الآكل أُكلاً ومن الجافي حلاوة!! أنت لم تدينني عن السيئ الذي يملأ حياتي، بل مدحتَ شيئاً واحداً حسناً!! لم تفضح كذبي الكثير، بل باركتَ قولاً واحداً اعتبرته صدقا!! ليتك يا ربي تعطيني هذه العين التي لا تفحص عن الشر في الآخرين، بقدر ما تبحث عن الصالح فيهم وإذا ما جلست لأُعدِّد خطايا الآخرين .... علِّمني أن أذكر فضائلهم أولاً، لأنك أنت الذي علَّمتني أنه لا يوجد إنسان واحد بلا فضيلة مهما كانت حياته شريرة، ولكن العين الشريرة لا تنظر إلاَّ إلى الشر. أعطني يا رب أن أكون شفوقاً رقيقاً في معاملة أخي الخاطئ، وفي محبة وصبر أحتمل ضعفه حتى أكتشف باباً منه أدخل إلى أعماق قلبه وأربحه لك. + "قالت له المرأة: يا سيد، أرى أنك نبي! آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون إن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يُسجد فيه. قال لها يسوع: يا امرأة، صدِّقيني أنه تأتي ساعة، لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون للآب." (يو 4: 19-21) لقد انفتحت عينا السامرية لتُبصر المسيح كنبي، حتى وإن كانت هذه المعرفة معرفة غير كاملة، لكن المسيح احتملها حتى تصل إلى كمال معرفته كمسيَّا والإيمان به أنه المسيح المنتظر. أين نسجد؟ حينما تلامست المرأة مع نعمة المسيح حالاً تساءلت: أين تجد الله؟ كيف تعبد الله؟ هل في أورشليم حيث يوجد الهيكل العظيم؟ أم على جبل جرزيم؟ لأن السامريين كانوا يعتقدون أن جبل جرزيم هو الجبل الذي عليه قدَّم إبراهيم ابنه إسحق ليذبحه ذبيحة للرب، وفي هذا الجبل تقابل إبراهيم مع ملكي صادق. ومن أجل هذا كانوا يُقدِّمون ذبائحهم على جبل جرزيم، أما بقية اليهود فكانوا يعتقدون أن هيكل أورشليم هو مكان تقديم الذبيحة. ولهذا تساءلت السامرية في حيرة: أين ينبغي أن تسجد وتعبد؟ وهكذا تُحرِّكها نعمة الرب إلى طلب الماء الحي!! ولم يكن ممكناً أن تُدرك هذا الماء الحي أولاً قبل أن تتوب، ولكن بعد التوبة تأتي العبادة، والذبيحة. أية ذبيحة تُقدَّم؟ وأين تُقدَّم هذه الذبيحة؟ أين هو الهيكل الحقيقي؟ وهنا يُفاجئها المسيح بإعلان آخر يقترب بها أكثر إلى معرفة الحق الذي تجهله: "يا امرأة، صدِّقيني أنه تأتي ساعة، لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون للآب". "يا امرأة"!! هكذا يُخاطب المسيح هذه المرأة، وهو بهذا يُعيد إليها كرامتها كابنة لله. هذه الكرامة التي فقدتها بسبب خطيتها، لأنها الآن خليقة جديدة في المسيح؛ أما الإنسان العتيق فقد مضى وزال. "إنه تأتي ساعة": أية ساعة هذه؟ الساعة التي يرتفع فيها المسيح على الصليب فادياً العالم بذبيحة نفسه. الساعة التي فيها ينشق حجاب الهيكل. الساعة التي يتمجَّد فيها الله الآب حينما يكمل ابنه الوحيد كمال طاعة الإنسان لله في جسده القائم من بين الأموات. في هذه الساعة لا يحتاج الإنسان الخاطئ إلى دم الحيوان ذبيحة، لأنه "ليس بدم تيوس وعجول، بل بدم نفسه، دخل مرة واحدة إلى الأقداس، فوجد فداءً أبدياً." (عب 9: 12) "لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون للآب": هنا تحوُّل روحي عميق في معنى العبادة يُقدِّمه المسيح للمرأة السامرية، إذ يقول لها إن عبادة الله لم تَعُد قاصرة على مكان معين يتقابل فيه الخاطئ مع الله؛ بل الآن يستطيع الإنسان الخاطئ أن يتقابل مع الله في المسيح وبالمسيح. وحيثما يوجد الله توجد الفرصة أمام كل خاطئ أن يتقدَّم إليه بدم المسيح. فلم يَعُد مكان العبادة هو هيكل أورشليم، بل الهيكل الجديد الذي هو جسد المسيح؛ إذ قال عن جسده: "انقضوا هذا الهيكل". هذا هو الذبيح والهيكل معاً، وحينما يوجد جسد المسيح، توجد العبادة الحقيقية لله الآب. وفي هذا المعنى تتضح أهمية تقابُل المؤمنين معاً في ذبيحة الإفخارستيا التي هي جسد المسيح الحي، والتي فيها وبها فقط نستطيع أن نقترب إلى الله الآب في عبادة حقيقية. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
![]() |
![]() تأملات فى شخصية السامرية السامرية، تلك المرأة الرائعة، التى سلمت نفسها للمسيح تماماً، بعد أن كانت قد سلمت نفسها للشيطان تماماً. إنها التوبة الجذرية الرائعة، التى حولت الخاطئة إلى قديسة، والمعثرة إلى خادمة، والعطشانة إلى كارزة حية، نجحت فى تبشير مدينة كاملة، وفى تعريفهم برب المجد يسوع. لكن - وبلا شك -أن الأروع منها بما لا يقاس هو رب المجد يسوع، الذى استطاع أن يحدث فيها هذا التغيير، الذى يعجز عن اتيانه أعظم الوعاظ، ولا يستطيعه إلا الإله المتجسد الفادى! + + + 1- لابد له أن يجتاز السامرة: لم تكن هناك حتمية أن يجتاز السيد المسيح على السامرة، إذ كان يمكن أن يعبر الأردن ليبتعد عنها، قادماً من اليهودية جنوباً إلى الجليل شمالاً. ولكنها حتمية الحب، فهو يعرف بسبق علمه، وبقوة لاهوته، أن هذه المرأة الخاطئة ستكون على البئر لتستقى عن الظهيرة، إذ كانت تفعل ذلك فى عز الحرّ، حتى لا يكون هناك أحد على البئر، فكل الفتيات كن يستقين الماء من البئر فى الصباح الكبير، حيث الشمس هادئة، والاحتياج للماء فى الإغتسال وإعداد الطعام، يناسبه الصباح الباكر. 2- سوخار؛ وبئر يعقوب: هى قرية بجوار السامرة،حيث بئر يعقوب، والتى كانت عين ماء تنبع من بئر عميق، موجودة منذ زمن قديم. ولا شك أن ماءها كان عذباً كمياه الينابيع، لهذا كان يشرب منها يعقوب وبنوه ومواشيه، أى منذ أكثر من 16 قرناً من الزمان. جاءت لتستقى من هذا الماء الذى يعطى الحياة للجسد، ومن هذه البئر، التى يمكن أن نسميها بئر الاحتياجات البشرية. ففى أعماق الإنسان احتياجات أساسية نجملها فيما يلى: أ- الحاجات البيولوجية: أى اللازمة لحياة الجسد كالطعام والشراب... ب- الحاجات النفسية: مثل الحاجة إلى الحب والأمن والنجاح والتقدير والإنتماء والخصوصية والمرجعية... ج- الحاجات العقلية: كالحاجة إلى المعرفة والدراسة والتفكير والعلوم وإعمال العقل فى شئون الحياة والمستقبل. د- الحاجات الروحية: كالحاجة إلى اللانهائى، ففى أعماق الإنسان عطش مطلق غير محدود، لا تشبعه لا المادة ولا العلم ولا الخطايا... ومن خلال المسيح اللامحدود ننال غفران خطايانا، والتخلص منها، والوصول إلى الملكوت... 3- الماء الحىّ: لقد استطاع رب المجد أن يرفع أبصار السامرية: من الجسد إلى الروح. ومن الخطيئة إلى القداسة. ومن الذات إلى المسيح. ومن الأرض إلى السماء. إذ أعطاها من ماء الحياة، الذى نالته باعترافها بخطاياها، وتوبتها عنها، ثم بالشبع بالمسيح ... تحول فيها الماء الذى شربته، ماء النعمة، إلى ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية... وهنا... دخلت السامرية إلى الاستنارة (إذ عرفت المسيح)، والإرتواء (إذ اشبعها من نعمته)، والاغتسال (إذ تابت عن خطاياها)، والإثمار (إذ صارت كارزة أمينة وناجحة). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
![]() |
![]() تأملات جميلة جداااااا ربنا يبارك خدمتكم ويعوضكم |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
![]() |
![]() ميرسى على شخصية اليوم رينا
فى انتظار شخصيات جديدة |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
![]() |
![]() ميرسي يا رينا على شخصية الأسبوع
وفى انتظار شخصية جديدة |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() موضوع متكامل يا رورو ربنا يبارك حياتك |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ربنا يبارك خدمتك الحلوة يا رينا
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
![]() |
![]() ومع نهاية الأسبوع هينتهى كلامنا عن شخصيتنا الأسبوعيه المفلوج (مريض بركة بيت حسدا) ![]() اتمنى يكون الموضوع نال اعجابكم وهنبدأ مع شخصيه جديده يوم الأثنين لو حابين نتكلم عن شخصيه معينه ياريت تبعتولى مقتراحتكم |
||||
![]() |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد |
فيلم ضالاً فوجد |
لأن أبنى هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد |
فيلم ضالاً فوجد..كامل بدون اجزاء |
أبنى كان ضالاً فوجد |