منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 12 - 2013, 06:12 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,884

كيف تصلي لتصل إلى محبة الله

بالمداومة على الصلاة، تصل إلى محبه الله.
إن أحببت الله ستصلى. وأن صليت كثيرًا، ستجد أن محبتك لله سوف تزداد وتتعمق يومًا يعد يوم. وهذا طبيعي لأنك إن أحببت شخصًا، فسوف تحب أن تتكلم معه. والكلام مع الله هو الصلاة.
وبالصلاة سوف تتعلم الصلاة، أعنى تتعلم كيف تتحدث إلى الله، حديثًا يقودك إلى محبته..
بالمداومة على الصلاة، سوف تصل إلى عمق كل كلمة تقولها في صلاتك وستجد أنك ترتبط بالله أكثر فأكثر، وتجد دالة في الحديث معه، وشهوة للحديث معه. وهكذا تعلمك الصلاة محبة الله.
كلم الرب في صلاتك بهذا الأسلوب، ومن هنا يتعود لسانك الحديث معه..
كإنسان يريد أن يتعلم إحدى اللغات، لابد أن يتكلم بها، حتى لو كان لا يعرف، أو يخطئ في الحديث. إلا أنه بكثرة الكلام يتعود لسانه، ويسهل عليه الأمر إلى أن يجيد الحديث بها..
هكذا أنت، كلما تكلمت مع الله، يتعود لسانك الحديث معه. وتتعود أن تحدثه بعاطفة وحب.

كتاب المحبة قمة الفضائل
السيد المسيح يفتح ذراعيه وأحضانه للجميع، محبة الله لنا، قلب - رسم أمجد وديع
ولكنك في بداية تدربك، قد لا تبدأ الصلاة بمشاعر الحب.
لذلك أبدأ الصلاة، ولو بالتغصب، وحاول أن تتأمل أو على الأقل تفهم كل كلمة فيها.. والقديسون لم يصلوا إلى صلاة الحب من بادئ الأمر. إنما تدرجوا في عمق الصلاة وعاطفية الصلاة، إلى أن وصلوا فيها إلى درجات من الكمال، حسبما منحتهم النعمة، وحسبما كانت لهم من مشاعر، ومن استعداد..
لذلك حاول أن تصلى بعاطفة وبفهم..
لأنك لو صليت بطريقة روتينيه، فلن توصلك إلى محبه الله. والقديس بولس الرسول إنه يفضل أن يقول خمس كلمات بفهم أفضل من عشرة آلاف بغير فهم (1كو14: 19). ولذلك فإن كل كلمة تقولها في صلاتك، قلها بفهم وبعاطفة، من أعماق قلبك، كحبيب يكلم حبيبه، وكصديق يكلم صديقه. وإن لم يكن في قلبك هذا الحب وهذه المشاعر:
قل له: أعطني يا رب أن أحبك..
فهذه هي الصلاة التي كان ينصح بها الشيخ الروحاني.
قل له: علمني يا رب كيف أحبك. دربني على محبتك، ودرجتي في محبتك. اسكب محبتك في قلبك بالروح القدس.
قل له: انزع يا رب من قلبي كل محبه أخرى تتعارض مع محبتك، حتى يصير القلب كله لك وحدك. لا تسمح أن أحب أي شيء أو أي أحد أكثر منك، ولا أن أحب أي أحد أو أي شيء، أو شهوة أو أي رغبة، لا تتفق مع محبتك أنت. لا تسمح يا رب أن يوجد في قلبى من ينافسك، أو ما ينافسك.. أو يسئ إلى محبتك.
اجعل محبتك هي التي تشغلني وتملك قلبي.
وهلا التي تقود كل تصرفاتي، وتمتزج تمامًا بكل تصرفاتي وبكل أقوالي، وبكل مشاعري..
أعطني يا رب أن اشتهى الجلوس معك والحديث إليك، وأن أجد لذة في الصلاة والمداومة عليها.
وإن فترت محبتك، اطلب منه أن يعيدها بحرارتها.
قل له: أنت يا رب تقول "عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى" (رؤ2: 4). فكيف أعود يا رب إلى محبتي الأولى إلا بك؟! أنت الذي تعيدني إلى محبتك. أنت يا رب الذي تتوبني فأتوب (أر31: 18). أنت الذي تمنحني حرارة الروح، لأنك أنت يا رب نار آكله (عب12: 29). لذلك أرجعني يا رب إلى محبتي الأولى، بل وإلى كثر منها..
كتاب المحبة قمة الفضائل
ومن أجمل الأمثلة لصلوات الحب: صلاة التسبيح.
التي تحدث فيها الله متأملا في صفاته، مثل صلاة "يا ربى يسوع المسيح، مخلصي الصالح"، بكل ما تحويه من تفاصيل علاقة النفس بالله.. ومثل صلاة الثلاث تقديسات، وكثير من صلوات القداس الغريغوري..
قل له: أنت يا رب الحنون وطيب. أنت طويل الأناة. كم أطلت أناتك على، وأنا مبتعد عنك..
وكم منحتني فرصا لكي أرجع إليك. وكم غفرت لي أيها الغفور المحب، ولم تصنع معي حسب خطاياي..
كتاب المحبة قمة الفضائل
كلم الرب بصراحة كاملة، وافتح له قلبك.
قل له: أنا يا رب أريد أن أحبك. ولكن الخطية الفلانية تعوق طريقي إليك،وتسيطر على قلبي ومحبتي. وأنا يا رب حاولت أن اتركها ولم استطع. أعطني القوة أن أتركها، لأنه بدونك لا استطيع ذلك (يو 15: 5). نجنى يا رب من هذه الخطية، لا لكي أنجو من العقوبة، إنما لكي يزول العائق الذي يمنعني من محبتك.
كتاب المحبة قمة الفضائل
تحدث مع الله بمحبته، كما كان يحدثه داود في مزاميره.
كأن تقول له: اشتاقت نفسي إليك. عطشت نفسي إليك. كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه، كذلك اشتاقت نفسي إليك يا الله "متى أقف وأتراءى أمام الله" (مز 42: 1، 2) "باسمك أرفع يدي، فتشبع نفسي كما من لحم ودسم (مز 63) "محبوب هو اسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي" (مز 119)
استخدام في صلواتك عبارات الحب، ومشاعر الحب، وتدرب على ذلك حتى يتعوده قلبك، كما يتعوده لسانك. وتقول كما في التسبحة "قلبي ولساني يسبحان القدوس"..
كتاب المحبة قمة الفضائل
بالإضافة إلى صلوات المزامير والأجبية، لتكن لك صلواتك الخاصة التي تقولها من كل قلبك.
التي تفتح فيها قلبك لله، وتحدثه عن كل أمورك: عن كل مشاعرك وأفكارك، وعن حروبك وضعفاتك، وعن مشاكلك وسقطاتك. وتسأله المشورة والمعونة.. وتطلب منه القوة والبركة.. كل ذلك دون أن تتصنع أفكارًا أو كلمات أو مشاعر.. إنما تتكلم مع الله كما أنت. مثلما جاءه الابن الضال بنفس ملابسه القذرة التي عمل بها في رعى الخنازير.. واطلب منه أن يهبك محبته كعطية مجانية من عنده.. وقل له: لا تحرمني يا رب من محبتك
رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:16 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,884

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

كيف صلى القديسون

كتاب المحبة قمة الفضائل

وتأمل كيف كان القديسون يصلون؟ وكيف كانت محبتهم لله تظهر في صلواتهم.

اولئك الذين كانوا يكلمون الله بقلوبهم، ولو صمتت ألسنتهم.. وكما قال الشيخ الروحانى: سكت لسانك، لكي يتكلم قلبك. وسكت قلبك لكي يتكلم الله. ومن هنا يبدو أن صلواتهم كانت حديثا متبادلا مع الله: يحدثونه بقلوبهم، ويتحدث هو في قلوبهم. وفيما يتكلمون مع الله، يستمعون إلى صوته في قلوبهم.

وكل كلمة يقولونها في في صلواتهم، كانوا يتعمقون في معناها جدا، ويلتذون بها، حتى قثيل عنهم:

"ومن حلاوة اللفظة في أفواهم، ما كانوا يشاءون أن يتركوها ليقولوا لفظة أخرى".

كانت كلمات الصلاة حلوة في افواههم، ولها عمق وتأثير على نفوسهم، حتى كان يعز عليهم أن يتركوها إلى غيرها.. أن يتركوها إلى غيرها.. أين هذا، من الذين يصلون، وهم لا يدركون معنى ما يقولون! أو يصلون بسرعة حتى ينتهوا من الصلاة ويعودا إلى مشاغلهم!! أما القديسون فمن حلاوة صلتهم بالله في صلواتهم، ما كانوا يريدون أن يختموا الصلاة، ويكتفوا بهاذ الحديث الجميل بينهم وبين الله وأثره العميق في نفوسهم.

كانت الصلاة لهم وقت متعة روحية، تسبح فيها الروح خارج نطاق الجسد والماديات..


كانت لذتهم في الصلاة، أو بمعنى أدق: لذتهم في العشرة الإلهية أثناء الصلاة ومن أجل هذه المتعة الروحية، تركوا العالم وكل ما فيه، لكي يتفرغوا لعمل الصلاة، حيث يتمتعون باللقاء مع الله، ويشعرون بوجودهم معه، أو بوجوده معهم.

وكثيرًا ما كانوا ينسون أنفسهم وكل ما يحيط بهم. مثلما حدث مع القديس يوحنا القصير الذي طرق الجمال بابه ليحمل عمل يديه من القفف ليبيعها. فكان في كل مرة يدخل قلايته ليحضر القفف له، يختطف عقله في الصلاة فينسى..

وكثيرًا ما كان الله ينعم على هؤلاء القديسين بحالة روحية أثناء الصلاة فلا يدرون هم في الجسد أم خارج الجسد.

كما حدث للقديس بولس الرسول (2كو12: 2، 3).

أحيانًا يتمتعون برؤى روحية، أو يدخلون في حالات من الدهش. أو يجدون عقلهم منشغلًا بكلام الصلاة. دون أية حركة إراداية منهم، بحيث لا يستطيعون ايقافه عن الصلاة، ولا يريدون. ولعل هذا بعض ما قصده الشيخ الروحانى بقوله "ليتكلم قلبك"..

ويتمتعون أثناء صلواتهم بسيل من المعانى الروحية يتوارد على اذهانهم، وما كان يخطر على بالهم من قبل. وربما العبارة الواحدة تأخذ معنى جديدًا في كل صلاة، حتى ليقولوا مع داود النبي "اكشف يا رب عن عينى، لأرى عجائب من شريعتك" (مز119).

تتحول صلاتهم إلى حب. ويتحول حبهم إلى مناجاة، وتتحول مناجتهم إلى متهة روحية..

وفي هذه المتعة، يتمنون لو بقوا هكذا قائلين مع التلاميذ عند جبل التجلى "جيد يا رب أن نكون ههنا" (مر5:9)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. وهذا يحدث حينما يكون المصلى في حالة روحية معينة، فيها الحب والعاطفة والفهم والتركيز، والانشغال الكلى بالله، والموت الحسى والعقلى عن كل ما حوله. ويذكرنا هذا بالقديس يوحنا الاسيوطى حينما سألوه "ما هى الصلاة الروحية؟" فأجاب "هى الموت عن العالم"..

من أجل اختطاف عقلهم أحيانًا أثناء الصلاة، كانوا يصلون وهم وحدهم في مكان خلوتهم.

فلا يرى أحد مشاعرهم أثناء الصلاة، ولا ما يشغل عقلهم وقتذاك، أو ما يحدث لهم من رؤى أو من دهش.. أو كيف يدغدغ حب الله حواسهم حتى ينطبق عليهم قول عذراء النشيد " فإنى مريضة حبًا" (نش5:2).

أما أنت يا أخى إن كنت لم تصل بعد إلى شيء من هذا:

فنصيحتى لك أن تلتصق بالرب على قدر ما تستطيع أثناء الصلاة، وتبعد نفسك عن طياشة الفكر، وتركز ذهنك في كلمات الصلاة، وتصحبها بكل عواطفك ومشاعرك. وكلما حان انتهاء الصلاة، حاول أن تستمر، وأن تقول للرب "امكث معي يا سيدي" (مت 29:24)..

وحاول في بعض الاوقات أن ترتفع عن مستوى الطلب.

وتدرب في صلاة الحب، أن يكون طلبك الوحيد هو الله وليس غيره.

كما قال داود النبي "طلبت وجهك، ولوجهك يا رب ألتمس. لا تحجب وجهك عنى" (مز9:27).. مثل هذه الصلاة تعبر عن الحب.

اتخذ الله صديقًا لك، وحبيبًا، وراعيًا وحافظًا ومرشدًا. وافهم في قلبك تمامًا أنك لا تستطيع الاستغناء عن محبته لحظة واحدة وطرفة عين. حينئذ تجد المحبة التي في قلبك قد ظهرت في صلاتك.

  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:16 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,884

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

مخافة الله



كتاب المحبة قمة الفضائل

آية "رأس الحكمة مخافة الله" (سفر يشوع بن سيراخ 1: 16)


هناك وسائل أخرى كثيرة نصل بها إلى محبة الله. وسنتكلم عنها بشيء من الإيجاز، ومنها:
مخافة الله. محبة الخير. محبة الناس، وبالتالي الخدمة. وسائط النعمة. تذكار الموت والدينونة.
كتاب المحبة قمة الفضائل
المخافة هي بداية الطريق إلى المحبة.
يقول الكتاب المقدس في سفر الأمثال "بدء الحكمة مخافة الرب" (أم 9: 10)، ويقول المرتل في المزمور "رأس الحكمة مخافة الرب" (مز 111: 10). فكيف ذلك؟ وما العلاقة بين المخافة والمحبة؟ بينما يقول القديس يوحنا الرسول: "لا خوف في المحبة. بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج" (1يو 4: 18).
حينما تبدأ بالمخافة، سوف تطيع الله وتنفذ وصاياه:
على الأقل ستخاف من عقوبته، ومن يوم الدينونة الرهيب، ومن العذاب الأبدي،وبطاعة الوصايا سوف تجد فيها لذة، وتجدها نافعة جدا لحياتك، كما كان داود النبي يتغنى بوصايا الله، وبشريعته وناموسه، في مزاميره. ويقول "وصية الرب مضيئة تنير العينين من بعد"، "وصايا الرب مستقيمة تفرح القلب"، "تصير الجاهل حكيما"، "اشتهى من الذهب والأبريز الكثير. وأحلة من العسل وقطر الشهاد" (مز 19). ويقول أيضًا في المزمور الكبير "اذكر لعبدك كلامك الذي جعلتني عليه أتكل، هذا الذي عزاني في مذلتي" بكل قلبي احفظ وصاياك"، "بشريعتك أتلذذ " الكل كمال وجدت منتهى. أما وصاياك فواسعة جدًا "كم أحببت شريعتك. اليوم كله هي لهجي" (مز 119).
وبمحبة وصايا الله، نحب الخير. وبمحبة الخير، نصل إلى محبة الله.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:17 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,884

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

المحبة للخير


ربما في بادئ الأمر نغصب أنفسنا على محبة الخير، ولكننا بتوالي ممارسته نعمله بكامل إرادتنا، بل وبرغبة قلوبنا. ولا نستطيع أن نخطئ (1يو 3: 9).
وأنا أقول محبة الخير، وليس مجرد عمل الخير، فقد يفعل الإنسان الفضيلة خوفًا، أو خجلًا من انتقاد، أو الناس، أو اتقاء للعقوبة، أو حفظا لسمعته، أو مجاملة، أو مجاراة للمجتمع، أو رياء بينما يحب الخطية في أعماقه. ليست هذه المظاهر هي التي توصل إلى محبة الله.
فالمقصود ليس هو عمل الخير بل محبة الخير
إن الله لا يهمه الخير الذي نعمله مضطرين، أو مجبرين. كما لا قيمة للخير الذي نبغي من ورائه مديحًا أو مجدًا من الناس أو إعجابًا.. لأننا في هذه الحالة، يكون حبنا هو للمديح والإعجاب وليس للخير، كما إننا أجر ما فعلناه هنا على الأرض (مت 6: 2، 5) إنما الخير الحقيقي، هو الذي نعمله حبا للخير ذاته، وحبا لمن نصنع معهم الخير، وحبا لله نفسه..
كتاب المحبة قمة الفضائل
وعندما نحب الفضيلة والخير، سنحب الله تلقائيا. لأن الله هو الخير المطلق.
وهكذا يمكن للإنسان البار أن يحب الله بعكس الخاطئ الذي يحب الخطية، ولا يستطيع أن يحب الله معها في نفس الوقت، لأنه لا شركة بين النور والظلمة، ولا خلطة للبر والإثم (2كو 6: 14).. وكالوجوديين الذين يظنون أن الله يعطل ممارستهم لشهواتهم، فينكرون وجود الله الذي يدعو إلى الخير، ويعاقب على تلك الشهوات.

كتاب المحبة قمة الفضائل


صورة فن الفيكتور: شجرة الحياة، النمو


أما أنت إذا أحببت البر والخير، فستجد أن الله هو مثلك الأعلى فيما تحب، فتحبه..
وإذا أحببت الخير، ستجد أنك قد ارتفعت فوق مستوى الصراع مع الخطية. إن عبارة الجسد يشتهى ضد الروح. بل روح البار هي التي تقود جسده. وروح الله يقود هذه الروح البشرية (رو 8: 14).
كتاب المحبة قمة الفضائل
إذا أحببت الخير، وصار جسدك هكذا مقدسا، سيكون فعلا هيكلا للروح وروح الله يسكن فيه (1كو 3: 16).
وتدخل في شركة الروح القدس (2كو 13: 14). وروح الله هو الذي يسكب محبة الله في قلبك.
لأنه هكذا قال الرسول"..محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا" (رو 5: 5).
إذن احتفظ بسكنى الروح القدس فيك، وبشركتك مع الروح القدس في الفكر والعمل، لكي تحتفظ أيضًا بمحبة الله في قلبك. ولا تحزن روح الله بأي عمل يضاد مشيئة الرب. وهكذا تعيش باستمرار في محبة الله.
كتاب المحبة قمة الفضائل
الذى يحب الخير ويحب الله، جهاده الروحي هو جهاد لذيذ وبلا تعب، جهاد للنمو في الخير ومحبة الله..
إنه لا يجاهد ضد نفسه ليغصبها على حياة الفضيلة. فمادام يحب الفضيلة، طبيعي أنه لا يغصب نفسه عليها، بل يمارسها بفرح وبشوق، ويجد لذته فيها. وهكذا يحب الصلاة، ويحب الله الذي يكلمه في صلاته. ويحب الكتاب المقدس، ويحب الله الذي أرسل إليه هذه الكلمات التي تشبع نفسه. ويحب الكنيسة وكل أسرارها المقدسة. ويجد فيها نبعا روحيا يرويه وينميه. ويفعل كل ذلك بلا تغصب. لماذا؟
لأنه دخل إلى راحة الرب، دخل سبته الذي لا ينتهي، الذي يتدرج فيه من خير إلى خير أكبر.
ويرتبط الخير عنده بمحبة الله ارتباطًا وثيقا وعجيبا،فالخير يقوده إلى محبة الله ومحبة الله تقوده إلى الخير. وتصبح كل منهما سببا ونتيجة بالنسبة إلى الأخرى.
الذي يحب الخير، لا يرى وصية الله ثقيلة كما الرسول (1يو 5: 3)، ذلك لأنه يحبها بل إن الذي يحب الرب ويحب البر، قد ارتفع فوق مطالب الناموس، إذ قد دخل في الحب
إنه يفعل الخير بلا وصية. بل بطبيعته الخيرة. ليس هو محتاجًا إلى وصية تدعوه إلى الخير.
في محبته للخير، عاد كما كان صورة الله. وأصبح الخير من عناصر نفسه، يفعله كشيء عادى طبعي، لا يبذل فيه جهدًا. يصير الخير في حياته، كالنفس الذي يتنفسه، دون أن يشعر في داخله أنه يفعل شيئًا زائدًا أو عجيبا، دون أن يحاول ذلك.. ولذلك فهو أيضًا لا يفتخر أبدًا الخير، باعتبار أنه أنه شيء عادى..
إنه يحب الله، ويحب فيه الخير الذي يشتهيه. ويصبح الله هو شهوته ولذته.
ويجد في الله مثالياته التي يفقدها العالم. لذلك يزهد العالم، ويجب دائما أن يلتصق بالرب، كما قال داود النبي "أما أنا فخير، وعاشرة وعاش معه. واختبر معه لذة الحياة الروحية، لذلك يقول مع عذراء النشيد "أمسكته ولم أرخه" (نش 3: 4).
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:18 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,884

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

محبة الناس



كتاب المحبة قمة الفضائل


أحبوا بعضكم بعضًا: لنحب بعضنا بعضًا، لأن المحبة هي من الله: يوحنا الأولى 4: 7


الذي يحب الخير، يحب الناس، لذلك يصنع معه خيرًا. ومحبة الناس توصله إلى محبة الله. وكما قال الرسول: "إن قال احد أنى أحب الله، وهو يبغض أخاه، فهو كاذب".
لأن من يحب أخاه الذي أبصره، كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره؟! (1يوحنا 4: 20).
إن أردت أن تحب الله، ابدأ أولًا بمحبه الناس. أخدم الناس، ساعدهم، احترمهم، ابذل نفسك عنهم. وعندئذ تجد أن محبه الله قد دخلت تلقائيًا إلى قلبك. أعط من قلبك حبًا لكل المحتاجين إلى الحب. أعط حبًا للأطفال، للعجزة والمسنين، للأيتام، للمحتاجين إلى الحب. أعط حبًا للأطفال، للعجزة والمسنين، للأيتام، للمحتاجين والفقراء، للمعوقين، للذين ليس لهم أحذ يذكرهم أخدمهم جميعًا، وستجد أن محبة الله قد دخلت قلبك بقوة. وستجد أيضًا أنك ترفع قلبك إلى الله ليساعدك على خدمتهم. وأنك تشكره إذ قدم لك احتياجاتهم..
تحبهم، لأنهم أولاد وشعبه. وتحبه لأنه يحبهم ويساعدك على محبتهم.
وتجد أن محبة الله في قلبك ترتبط أيضًا بمحبة الناس. إن أحببته تحبهم. وإن أحببتهم تحبه.. لذلك فإن السيد المسيح حينما قال إن الوصية الأولى هي محبه الله، قال "والثانية مثلها: تحب قريبك كنفسك" (مت22: 39). تأمل في كلمة (مثلها) وكلمة (كنفسك)..
لذلك فإن الخدمة توصل إلى محبه الله.
الخدمة توصلك إلى محبة الله، ومحبة الله ترسلك إلى الخدمة،بشرط أنها لا تكون خدمة روتينية ولا مجرد نشاط. إنما خدمة ممتزجة بالحب. الحب هو الذي يدفع إليها، والحب يكون من نتائجها. فأنت تخدم الناس لأنك تحب ملكوت الله، وتحب لهم أن يدخلوا هذا الملكوت، وأن يحبوا الله الذي تحبه والذي يحبك.
انظر ماذا قال السيد المسيح عن تلاميذه للآب "عرفهم اسمك، وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به، وأكون أنا فيهم" (يو17: 26).
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:18 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,884

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

وسائل النعمة
كتاب المحبة قمة الفضائل

مما يربطك بمحبة الله أيضًا: وسائط النعمة:
إن الله قد دبر لنا وسائط كثيرة تساعدنا على محبته، منها الصلاة، وقراءة الكتاب المقدس، واجتماعات الكنيسة وألحانها وطقوسها وأسرارها المقدسة، وبخاصة الاعتراف والتناول. وكذلك القراءة الروحية، والتأمل، وزيارة الأماكن المقدسة، والإرشاد الروحي.
فلكي تصل إلى محبة الله، عليك أن تهتم بكل هذه الوسائط، لأن بعدك عنها يسبب لك الفتور، لا يعود الله يشغل فكرك. ولقد أصدرت لك كتابًا عن (الوسائط الروحية) موجود هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت أرجو أن يفيدك في هذا المجال.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:19 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,884

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

ذكر الموت والدينونة
كتاب المحبة قمة الفضائل

مما يقودك إلى محبة الله أيضًا: التفكير في الأبدية.
لأن الإنسان إذا شعر بفناء هذا العالم، وبأنه سوف يبيد وشهوته معه (1يو 2: 17)، وأنه كله باطل وقبض الريح (جا 1). ولا بد للإنسان أن يقف يوما للدينونة أمام كرسي الله العادل، الذي سيجازى كل واحد حسب أعماله (مت 16: 27)، وحسب كل ما فعله بالجسد خيرا كان أم شرًا (2كو 5: 10).. فحينئذ يستيقظ ضمير الإنسان، يبدأ أن يستعد لملاقاة الله. ويحاول أن يكون علاقة مع الله، واعتذر عن خطاياه، ويدخل في محبة الله مادام سيلاقيه في الأبدية، وبأي وجه سيلقاه؟
لذلك فالكنيسة المقدسة ذكرتنا بالدينونة والمجيء الثاني في صلوات الغروب والنوم ونصف الليل.
لكنه نستعد للقاء الله، بالتوبة والندم على خطايانا، وبمخافة الله التي توصلنا إلى محبة الله ليتك تصلى هذه الصلوات، وبخاصة التحاليل. وثق أنها ستعمل في قلبك عملًا. وما أكثر القديسين الذين كان تذكار الموت والدينونة ويقودهم إلى الالتصاق بالله بالأكثر.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:19 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,884

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

علامات محبتنا لله


تحدثنا كثيرا عن كيف تحب الله، وبقى أن نذكر ما هي علامات هذه المحبة، وما نتائجها في حياتك؟
كتاب المحبة قمة الفضائل
العلامة الكبرى هي أن محبة الله في قلبك، تنسيك كل شيء، فلا تشعر بلذة شيء سواه. كل ملاذ العالم تبدو بلا طعم لمن ذاق محبة الله.
يبدو كل شيء تافها وضئيلا، كما قال سليمان الحكيم "الكل باطل وقبض الريح" (جا 1: 14). وهكذا كلما تنمو في محبة الله، على هذا القدر تزهد مغريات العالم كلها، وتردد مع القديس بولس الرسول "خسرت كل الأشياء، وأنا أحسبها نفاية، لكي أربح المسيح، وأوجد فيه" (في 3: 8، 9).
تصوروا إنسانا نال درجة الدكتوراه في الرياضيات، أتراه يجد لذة في مراجعة مبادئ علم حساب والجمع والطرح؟! أم هذه الأمور تبدو تافهة جدا في نظره، لا يفكر فيها! هكذا أمور العالم بالنسبة إلى من امتلأ بمحبة الله
بل الإنسان الذي انشغل بمحبة الله، ينسى حتى نفسه في هذه المحبة --- لا يشعر بوجودها، بل بوجود الله فيه..


كتاب المحبة قمة الفضائل

النبي سليمان الملك


وهكذا يقول مع القديس بولس الرسول "أحيا لا أنا، بل المسيح يحيا في" (غل 2: 20). عجيبة حقا هذه العبارة "لا أنا..". هنا إنكار الذات في أعمق صورة.. هناك من ينكر ذاته في تعامله مع الناس. ولكن الأعمق هو إنكار الذات في محبة الله..
وإن وجد ذاته، يجدها في الله، مثل الغصن الذي في الكرمة. إنه يحيا طالما هو ثابت في الكرمة، تسرى فيه عصارتها (يو 15).
وهنا بالمحبة يصل إلى الثبات في الله..
كما قال الرب نفسه "أنا الكرمة وأنتم الأغصان. الذي يثبت في وأنا فيه، هذا يأتي بثمر كثير" (يو 15: 5). وكيف نثبت فيه؟ لقد شرح ذلك بقوله "اثبتوا في محبتي" (يو 15: 9). وعلامة ثباتنا في محبته، أن نثبت في كلامه، في وصاياه. وقد قال في ذلك "إن حفظتم وصاياي، تثبتون في محبتي" (يو 15: 10)
كتاب المحبة قمة الفضائل
على أن الثبات في الله، له معنى آخر أعمق.
الغصن حينما يثبت في الكرمة، يشعر أنه أحد أعضاء هذه الكرمة. هكذا أنت إن كنت ثابتًا في الرب، تشعر أنك عضو في جسد المسيح.. حقا إن هذا السر عظيم (أف 5: 32).
لماذا إذن تشعر بالغربة عن الله.. وتقول مثل عذراء النشيد في وقت بعدها عنه " لماذا أكون كمقنعة عند قطعان أصحابك" (نش 1: 7).
إنك يا أخي، لست غريبا عن الله. وليس الله غريبا عنك.
أنت في قلبه، وهو في قلبك، أنت فيه، وهو فيك، أنت فيه، كالغصن في الكرمة. وهو فيك لأنك هيكل لروحه القدوس، وروحه القدوس يسكن فيك (1كو 3: 16). وقد قال أيضًا عن سكناه هو والآب فيك "إن أحبني أحد، يحفظ كلامي. ويحبه أبى. وإليه تأتى وعنده نصنع منزلًا" (يو 14: 3)،إنه يعبرنا إخوته، ويعتبرنا كشخصه ولذلك حينما اضطهدت الكنيسة من شاول الطرسوسي، قال له الرب "لماذا تضطهدني؟!" (أع 9: 4).. معتبرًا اضطهاد الكنيسة اضطهادا له هو. وقال في مناسبة أخرى " مهما فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت 15: 40)
كتاب المحبة قمة الفضائل
من علامات محبتنا لله التصاق نفوسنا به.
وفي ذلك يقول داود النبي في المزمور "وأما أنا فخير لي الالتصاق بالرب.." (مز 73: 28). وقال أيضًا "التصقت نفسي بك. تعضدني" (مز 63: 8)
إن التصقنا بالله، نبعد تلقائيا عن الخطية، بل نكرهها، ولا تتفق مع طبيعتنا، لأنه "لا شركة للنور مع الظلمة" (2كو 6: 14). والذي يلتصق بالله، لا يمل من الحديث معه. بل يقول له مع داود "التحقت نفسي وراءك"، "عطشت نفسي إليك" (مز 63: 1). إنه يفرح بالوجود في حضرة الله، كما قالت عذراء النشيد "نبتهج ونفرح بك.. بالحق يحبونك"، "لأن حبك أطيب من الخمر" (نش 1: 4، 2).
ومن أجل الفرح بالوجود مع الله، ترك آباؤنا الرهبان كل شيء، لكي ينفردوا في البرية مع الله الذي أحبوه.
أما أنت، إن كنت تسأم من الصلاة بسرعة، وتحب أن تختمها، فاعلم أنك لم تصل إلى محبة الله بعد..
آباؤنا الشهداء القديسون، في وقت استشهادهم: كانت مشاعر حبهم لله هي التي تملك على قلوبهم، أكثر بكثير من شعورهم بالألم. لذلك احتملوا العذابات، بل أحبوها لأنها ستقربهم إلى الوجود الدائم مع الله.
كتاب المحبة قمة الفضائل
محبة الله، ليست مجرد مشاعر مبهمة، بلا ثمر. إنما تظهر محبتنا لله بحفظنا لوصاياه.
وعن هذا الأمر يتحدث القديس يوحنا الحبيب بوضوح تام فيقول "بهذا نعرف أننا قد عرفناه، إن حفظنا وصاياه، من قال قد عرفته، وهو لا يحفظ وصاياه، فهو كاذب وليس الحق فيه. وأما من حفظ كلمته، فحقا في هذا قد تكلمت محبة الله" (1يو 2: 3-5). إلى أن يقول "فإن هذه هي محبة الله، أن نحفظ وصاياه" (1يو 5: 3).
وهذا واضح جدًا، لأن الذي يكسر وصاياه، لا يكون محبًا له. إنما هو إنسان متمرد عليه، أو شخص يخون الله، وينضم إلى مقاوميه. فحفظ الوصايا علامة أساسية لمن يحبون الله، كما أن الابن الذي الذي يحب أباه بالجسد، يطيع وصاياه.
كتاب المحبة قمة الفضائل
من علامات المحبة لله أيضًا، أن الذي يحب الله يحب كل ما يتعلق بالله..
يحب كنيسته ويقول "مساكنك محبوبة أيها الرب إله القوات تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى ديار الرب" (مز 84:1). "واحدة طلبت من الرب وإياها ألتمس، أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي، لكي انظر إلى جمال الرب، وأتفرس في هيكله" (مز 127: 4). "طوبى لكل السكان في بيتك، يباركونك إلى الأبد" (مز 84: 4).
يحب كلام الله، شريعته، ناموسه، وصاياه. ويقول:
"وجدت كلامك كالشهد فأكلته" بل هو "أحلى من العسل والشهد في فمي" (119) "ناموسك هو تلاوتي"، "شريعتك هي لهجي، هي لذتي" فرحت بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة " "سراج لرجلي كلامك، ونور لسبيلي" (مز 119)0 الذي يحب الله، يحب أيضًا سماءه وقديسيه وملكوته.
الذي يحب لله، تقوده العاطفة في كل ممارساته الروحية.
هو من أجل الله يقرأ. ومن أجل المتعة به يصلى. من أجل الله يخدم. بل من أجل اللقاء به والتمتع بأسراره المحيية، يدخل إلى الكنيسة. ومن أجله يحضر الاجتماعات الروحية. ومن أجله يجلس مع الناس. من أجله يتكلم لكي يحدث الناس عنه. ومن أجله يصمت ليتأمل صفاته الجميلة. بل من أجله يحيا لكي يخدمه وينشر اسمه. ومن أجله يموت لكي يلتقي به في الفردوس ثم في الملكوت.. قائلا في كل ذلك مع بولس الرسول "إن عشنا فللرب نعيش، وإن متنا فللرب نموت. إن عشنا فللرب نعيش، وإن متنا فللرب نموت. وإن عشنا أو متنا فللرب نحن" (رو 14: 8).
كتاب المحبة قمة الفضائل
الذي يحب الله، قد ارتفع عن المصارعة ضد الخطية.
إن عبارة "الجسد يشتهى ضد الروح، والروح ضد الجسد. وهذان أحدهما الآخر" (غل 5: 17)، إنما هي عبارة للمبتدئين، الذين لم يصلوا إلى حب الله بعد، وما زالت أجسادهم تشتهى أشياء تبعدهم عن الله..
أما الذي يحب الله، فإنه يمجد الله بجسده وبروحه (1كو 6:20). وهو "لا يستطيع أن يخطئ" (1يو 3: 9)، "والشرير لا يمسه" (1يو 5: 18). لأن محبة الله ثابته فيه. وكلما تقترب إليه خطية لتحاربه، يقول "كيف أصنع هذا الشر العظيم، وأخطئ إلى الله ؟" (تك 39: 9).
كتاب المحبة قمة الفضائل
الذي يحب الله، ويتعلق به فكره، يجعل كل شيء يذكره بالله يحبه.
فهو إن رأى السموات، لا يتأمل فقط نجومها وكواكبها، ونور الشمس والقمر، إنما يقول مع داود النبي في المزمور "السموات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه" (مز 19). ويقول أيضًا "السماء هي كرسي الله، والأرض موضع قدميه" (مت 5: 34، 35). ويقول إن السماء هي مسكن الله مع الناس (رؤ 21). ويتذكر أبانا الذي السموات. ويقول هذه السماء التي أراها ليست شيئا، فهناك السماء الثالثة التي اختطف إليها القديس بولس الرسول (2كو 12: 2). وهناك سماء السموات التي قال عنها الرب "ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو 3: 13).
كتاب المحبة قمة الفضائل
وإن رأى الطبيعة الجميلة، لا ينشغل فقط بجمالها، بل يمجد الله الذي خلقها بهذا الجمال.
إذ لا يليق أن عطايا الله لنا، تغلنا عن الله الذي أعطاها. بل كل هذه تعطينا فكرة عن حبه وكرمه وقدرته.
وهكذا إذا رأى زنابق الحقل، التي "ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها" يقول في نفسه: ما أعجب قدرة الله الذي "ألبسها هكذا" (مت 6: 28-30). ونفس الوضع بالنسبة إلى الفراشات في ألوانها، والطيور في تغريدها، والنحلة في صنعها للشهد، والنملة في عملها ونشاطها.. كيف أن الله وهب كل هذه المخلوقات ما لها من مواهب تثير العجب وإعجاب..
كتاب المحبة قمة الفضائل
بل حتى إن رأى قطة يطاردها كلب، يعجز عن إمساكها:
يقول في نفسه: عجبا كيف أن الله في حنوه، أعطى المخلوقات الضعيفة وسيلة تهرب بها من التي هي أقوى منها. فالقطة تستطيع في هربها أن تتسلق شجرة بحيث لا يستطيع الكلب أن يدركها..
والأسد وإن كان أقوى بمراحل من الغزال، إلا أن الله وهب الغزال قوة على الجري بحيث يكون أسرع من السد، ويمكنه أن يهرب منه.. وهكذا يمجد الله في محبته، كلما رأى أسدًا وغزالا.
كتاب المحبة قمة الفضائل
كذلك يتذكر محبة الله، كلما رأى شجرة تتفض ورقها في الشتاء، وتكسى بالورق في الصيف.
مثل الكرمة على التكعيبة: تنفض ورقها في الشتاء، فتعطيك فرصة أن تتمتع بدفء الشمس وأنت جالس تحتها. وتكتسي الورق صيفًا، فتعطيك فرصة أن تستظل بورقها حين تشتد الحرارة.. ونفس الحال مع أنواع أشجار كثيرة.
كتاب المحبة قمة الفضائل
ما أجمل أن تحول الماديات إلى روحيات، أو تأخذ دروسا روحية من أمور مادية..
فتعجب كيف أن الله يكسو الدب القطبي أو الثعلب القطبي بفراء جميل يمنحه الدفء في تلك المناطق الجليدية، بينما لا يثقل الجمل أو الحصان بفراء يتعبه في سكنى المناطق الحارة.
هناك أمور عديدة تذكرنا بعمل الله. ولكننا لا نتذكر، لأن محبتنا الله لم تصل إلى مستوى هذا التأمل!
أما القلوب المحبة له، فكل شيء يذكرها به.. ولها "الحواس المدربة" على ذلك (عب 5: 14).
أستأذنك أيها القارئ العزيز في الاكتفاء بهذا القدر عن محبتنا لله، وننتقل إن شاء الله إلى الحديث عن محبة الناس.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:20 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,884

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

محبتنا للناس
كتاب المحبة قمة الفضائل

عندما تحدث عن الوصية العظمى، أعني المحبة، ذكر أنها تشمل فضيلتين هامتين: الأولى أن تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك.. ثم قال "والثانية مثلها: تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء" (مت 22: 36-40). وأود هنا أن أترك عبارة (و الثانية مثلها) مجالا لتأملك الخاص. وأتحدث معك عن محبة القريب.
كتاب المحبة قمة الفضائل
ومحبة القريب، هي محبة لكل الناس. لأن البشر كلهم أقرباؤك. كلهم أبناء آدم وحواء.
لقد خلق الله العالم كله من أب واحد وأم واحدة، ليكونوا جميعا أسرة واحدة تربطهم رابطة الدم، وبالتالي رابطه الحب. وحتى هذه الأم الواحدة، أخذها من أحد أضلاع الرجل الأول، لكيما يحبها، ويقول "هذه الآن عظم من عظامي، ولحم من لحمى" (تك 2: 23).
كتاب المحبة قمة الفضائل
لهذا كله كان عدم الحب بين البشر أمرًا غير طبيعي.
وهو في نفس الوقت لا يتفق مع الصالح العام، كما لا يتفق مع مشيئة الله. والعجيب أن أول إيذاء حدثنا عنه الكتاب المقدس، كان من إنسان ضد إنسان، ولم يكن من وحش افترس إنسانًا!! لقد قام على هابيل أخيه وقتله. وبدأت البغضة والقسوة بين الناس. ولم تستطع البشرية أن تحتفظ بالحب بين أفراد الأسرة الواحدة.. فيوسف الصديق، قام عليه أخوته وألقوه في البئر، ثم باعوه كعبد (تك 37: 37). ودبت الغيرة ودب التنافس بين ليئة وأختها راحيل حول إنجاب البنين (تك 30: 8). وعيسو نافس أخاه يعقوب على نوال البركة وقال "أقتل يعقوب أخي" (تك 27: 41). وأبشالوم قام على أبيه داود وحاربه (2صم 15).
وتتابعت مأساة فقدان الحب في تاريخ البشرية:




وكثرت قصص العداوة والبغضاء، وقصص الحسد وتصادم الأغراض، والنزاعات والحروب، والتنافس على الرزق وعلى السلطة والمناصب. واكتست الأرض بدماء بريئة ودماء غير بريئة. وأصبح الأخ يعتدي على أخيه، والأخ يخاف أخاه. حتى قال أحد الشعراء:
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى وصوَّت إنسان، فكدت أطير

كتاب المحبة قمة الفضائل
وكان لابد من وصايا إلهية لتعالج الحال..
وكان لابد من إعادة المحبة بين الناس، وتقديم القدوة في ذلك، ومعالجة الأسباب التي أوصلت البشرية إلى التخاصم والعداوة والقسوة. مع العمل على ترميم بناء المحبة المنهدم. فتدخل الله لوضع أسس قوية للتعامل بين الناس.
واستلزم الإصلاح أساسين: أحدهما إيجابي، والآخر سلبي:
أما الأساسي الإيجابي، فهو مشاعر الود والتعاطف والتعاون. وأما العنصر السلبي فهو الكف عن الكراهية والاعتداء. لأن الكراهية هي المشاعر الكامنة داخل القلب. والاعتداء هو التعبير الظاهر عن تلك المشاعر الداخلية. والمطلوب هو الارتقاء بكل مشاعر الإنسان، للوصول بها إلى مستوى الحب.
كتاب المحبة قمة الفضائل
والحب هو القمة التي تصل إليها المشاعر البشرية.
والله في يوم الدينونة العظيم، سيفحص كل أعمالنا وعواطفنا، ويستخلص ما فيها من حب، ليكافئنا عليه. وكل خير نفعله، ولا يكون فيه حب، لا يعتبره الله خيرًا على الإطلاق. على أن هذا الحب وقواعد ينبغي أن نعرفها، لكيما يكون حبنا سليمًا ومقبولًا.
كتاب المحبة قمة الفضائل
فأولًا ينبغي أن تكون محبتنا للناس داخل محبتنا لله. لا تكون ضدها، ولا تزيد عليها..
فلا تحب أحدًا عن طريق كسر وصية من وصايا الله. فالأم التي تحب ابنها بأن تدلله يفسده، أو أن تغطى على أخطائه بحيث لا يعرفها أبوه، لا تكون محبتها حقيقية ولا نافعة. بل لا نسميها حبا وإنما تدليلا..
والصديق الذي يحب صديقه، بحيث يجامله في كل خطأ، ويخشى أن يقدم له نصيحة مخلصه لئلا يجرح شعوره.. هذا لا يحبه بالحقيقة.. لذلك أيضًا فالأب الذي يحب ابنه يؤدبه (عب 12: 6).
وقد قال الرب "من أحب أبا أو أما أكثر منى، فلا يستحقني. ومن أحب ابنا أو ابنه أكثر منى، فلا يستحقني.." (مت 10: 37).
كتاب المحبة قمة الفضائل
شرط آخر، هو أن يكون الحب عمليا.
يقول القديس يوحنا الرسول في هذا "يا أولادي، لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق" (1يو 3: 18)،.وهكذا قال عن محبتنا للناس تظهر عمليا في معاملاتنا لهم.
في إخلاصنا لهم، ومشاركتنا الوجدانية، ووقوفنا معهم في وقت الشدة، وتخليصنا لهم من ضيقاتهم. ومحبتنا للفقراء في عطفنا عليهم، وإعطائهم ما يلزمهم، وليست مجرد كلام العطف أو الدعاء..
كتاب المحبة قمة الفضائل
وهكذا ارتبط الحب عمومًا بالعطاء وبالبذل.
وقيل عن محبة الله لنا "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16)
بنفس الوضع ينبغي أن نحب بعضنا البعض، حبا باذلا. ويصل البذل إلى قمته ببذل الذات. وبالعطاء من الأعواز (مر 12: 44). وبالاستعداد للتضحية والفداء كما قال القديس بولس الرسول عن أكيلا وبريسكلا "الذين وضعا عنقيهما من أجل حياتي" (رو 16: 4).
كتاب المحبة قمة الفضائل
ومن شروط المحبة أيضًا أن تكون طاهرة.
فليست محبة حقيقية. أن شابا يحب فتاة لكي يفسد عفتها، ويضيع أبديتها، ويفقدها سمعتها في المجتمع الذي تعيش فيه..! مثل هذا الشاب إنما يهتم بنفسه وإشباع شهواته، ولا يهتم بالفتاة صالحها وأبديتها. وقد قلت من قبل في الفارق بين المحبة والشهوة "إن المحبة تريد دائما أن تعطى. وبينما الشهوة تريد دائما أن تأخذ..".
كتاب المحبة قمة الفضائل
ومن شروط المحبة الحقيقية أن تكون للجميع.. وإلا صارت تحيزًا أو لونا من القبلية..
هي محبة للكل، لا تفضيل بسبب الجنس أو اللون أو الدين. محبة بلا تحيز ولا انحياز. إن يعقوب أبا الآباء لما ميز ابنه يوسف عن باقي أخوته، وأعطاه قميصا ملونا، تسبب ذلك في حسدهم له، وجر عليه الكثير من الضيقات. ولما أحب راحيل أكثر من ليئة، تسبب ذلك في تنازع هاتين الشقيقتين وتنافسهما في صراع طويل..
لهذا أيضًا ينبغي أن تكون المحبة عادلة، وتكون المكافأة ملتزمة بالحق وبالموضوعية.
وينبغي أن تكون المحبة أيضًا صادقة وروحانية.
وكما قال الكتاب "المحبة فلتكن بلا رياء" (رو 12: 9). فالرياء تدل على أنها ليست محبة صادقة. ويدخل في ذلك كلام الملق والمديح الكاذب، مثلما قال الشعب لهيرودس إن صوته إلى، فضربه ملاك الرب، فمات (أع 12: 21، 23). ومثل ملق الشعب لرحبعام، بأن خنصره أغلظ من متني أبيه!! فأضاعوا منه الشعب وغالبية المملكة (1مل 12: 8 - 16).
ومن جهة الروحانية، لم تكن محبة إيزابل لزوجها الملك آخاب محبة روحانية، حينما ساعدته على تنفيذ رغبته الآثمة في امتلاك حقل نابوت اليزرعيلى باتهامه كذبا وقتله (1مل 21) مما أدى إلى هلاكها وهلاكه كذلك لم تكن محبة أخيتوفللأبشالوم محبة روحانية، حينما أشار عليه مشورة لإهلاك أبيه داود (1صم 17)
إن الذي يحب شخصا محبة روحانية، يحب أن يسعى باستمرار على أبديته وخلاص نفسه، ولا يشاركه في خطأ، ولا يوافقه عليه، ولا ينصحه به..
كتاب المحبة قمة الفضائل
القلب المحب لا يعرف البغضة مطلقا. والقلب الذي تسكنه البغضة، لا يسكنه الله لأن الله محبة
ولهذا يقول الكتاب "كل من يبغض أخاه، فهو قاتل نفس. وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس، ليست له حياة أبدية ثابتة فيه" (1يو 3: 15).. ذلك لأنه قاتل لذلك الإنسان في قلبه. وينبغي معالجة قلبه أولا. ويقول الكتاب في ذلك "لا يفرح بسقوط عدوك. ولا يبتهج قلبك إذا عثر" (أم 24: 17).
كتاب المحبة قمة الفضائل
والقلب المحب لا ينتقم لنفسه.
فالانتقام لون من الكراهية والعداوة. ويدخل في (محبة) الذات لا في محبة الغير والكتاب يقول "لا تجاوزا أحدًا عن شر بشر"، "لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء" بل "إن جاع عدوك فأطعمه، وإن عطش فاسقة" (رو 12: 17، 19، 20).
كتاب المحبة قمة الفضائل
ومحبة الناس لها مجالات عديدة.
منها محبة الأبوة والأمومة، ومحبة البنوة والأخوة. ومحبة الأزواج، ومحبة الأصدقاء، ومحبة العشيرة، ومحبة الكنيسة، ومحبة الخدام والمخدومين، ومحبة المجتمع عموما.. وتوجد المحبة العامة التي تشمل العالم أجمع. وما أكثر ما نقرأ عن الهيئات العالمية التي تعمل في نطاق الخير والإغاثة والإنقاذ لأي شعب على وجه الأرض.
كتاب المحبة قمة الفضائل
وفى ذلك تظهر أيضًا محبة الغرباء.
وقد أوصى الله كثيرا الغرباء. فقال: "أحبوا الغريب، لأنكم الغريب، لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر." (تث 10: 19). وقال أيضًا "عاكفين على إضافة الغرباء" (رو 12: 13). وأيضًا " لا تنسوا إضافة الغرباء، لأن بها أضاف أناس ملائكة وهم لا يدرون" (عب 13: 2).
كتاب المحبة قمة الفضائل
ترتفع المحبة إلى أعلى قممها، فتصل على محبة الأعداء.
وقال الرب في ذلك "سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم" (مت 5: 43، 44). وعلل ذلك بقوله "لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم، فأي أجر لكم ؟ أليس العشارون أيضًا يفعلون ذلك!"
قد يقول البعض " من الصعب على أن أحب عدوى فماذا أفعل؟" أقول لك: على الأقل لا تبغضه.. على الأقل اغفر له في قلبك، وانس إساءته إليك "تدرج في الفضيلة إلى أن تصلى من أجله أن يصلحه الله، ويقوده إلى التوبة، ويغفر له.. وهكذا تصل إلى محبته.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:21 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,884

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

لزوم المحبة العملية


كتاب المحبة قمة الفضائل

أختيار راعوث الحكيم بالبقاء مع حماتها نعمي: "شعبك شعبي وإلهك إلهي" - راعوث 1: 16

كثيرون يدعون أنهم يحبون الناس. وتكون عبارة الحب مجرد لفظة من ألسنتهم، وليست مشاعر في قلوبهم، كما لا يظهر هذا الحب أيضًا في معاملاتهم!! وقد يقولون أيضًا أنهم يحبون الله، بينما يسكرون وصاياه كل يوم!! لذلك كله قال القديس يوحنا الحبيب:
"يا أولادي، لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق" (1يو 3: 18).
هذه المحبة العملية هي التي يريدها الله منا في تعاملنا معه ومع الناس. وليس في كلامنا..
كتاب المحبة قمة الفضائل
لقد اختبر بطرس الرسول في هذا الأمر في ليلة الخميس الكبير. قال للسيد الرب "وإن شك فيك الجميع، فأنا لا أشك أبدًا.. إن اضطررت أن أموت معك، لا أنكرك" (مت 26: 33، 35)، "إني مستعد أن أمضى معك، حتى إلى السجن وإلى الموت" (22: 33).. أما ما حدث عمليا، فهو أن بطرس أنكر سيده ومعلمة ثلاث مرات، وأمام جارية.. لذلك قال له الرب بعد القيامة "يا سمعان بن يونا، أتحبني أكثر من هؤلاء؟!" (يو 21: 15، 16).. وكان يقصد المحبة العملية، وليست محبة الكلام واللسان..
ولكن بطرس الذي أنكر، اثبت محبته العملية فيما بعد..
حينما احتمل السجن والجلد من أجل إيمانه وكرازته، وهو وباقي الرسل، وكانوا "فرحين لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه" (أع 5: 41). وبرهن بطرس أيضًا على محبته العملية للرب، حينما رفض تهديد رئيس كهنة اليهود، وقال في جرأة "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" (أع 5: 19) بل برهن على محبته العملية للرب، حينما ختم كرازته بقبوله أن يموت من أجله مصلوبا ومنكس الرأس..
كتاب المحبة قمة الفضائل
وتظهر المحبة العملية في الحياة الاجتماعية.
مثال ذلك راعوث التي رفضت أن تذهب حماتها وحدها بعد موت ابنها، بل قالت لها: "لا أتركك. حيثما ذهبت اذهب. وحيثما مت أموت. شعبك شعبي، وإلهك إلى. وإنما الموت هو الذي يفصل بيني وبينك" (را: 16، 17). وهكذا فعلت، ولم تترك حماتها وحدها..
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المحبة راس الفضائل
المحبة قمة الفضائل
المحبة كنز الفضائل
المحبة هي قمة الفضائل
المحبة هي قمة الفضائل


الساعة الآن 03:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025