منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23 - 12 - 2013, 06:01 PM   رقم المشاركة : ( 51 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,498

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

اجعل الرب أمامك باستمرار


كتاب المحبة قمة الفضائل

وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان وداعة تعفف - غلاطية 5: 22-23)

ولكي تحب الله، اجعل الرب أمامك باستمرار..
مثلما كان يقول داود النبي "جعلت الرب أمامي في كل حين. لأنه عن يميني فلا أتزعزع" (مز 16: 8) (أع 2: 25).
لا شك أن هذا الشعور يمنح القلب إيمانًا وثقه وسلامًا. ولهذا يقول داود بعد هذه العبارة "من أجل هذا، فرح قلبي وابتهجت روحي.." أو أجعل الرب أمامك، وكما كان يقول إيليا النبي:
"حي هو رب الجنود الذي أنا وأقف أمامه" (1 مل 18: 15).
وهكذا يملأ الرب حواسك، وبالتالي يملأ فكرك وقلبك، وتجد نفسك تحترس وتفعل كل ما يرضيه. بل أيضًا تشعر بصحبته لك. ليس فقط ليعرف أعمالك (رؤ 2: 2-9) بل بالحري ليشترك معك فيها، أو يدعوك لأن تشترك معه فيما يريده لأجلك أو لا جل ملكوته.
كتاب المحبة قمة الفضائل
وشعورك بوجود الله أمامك يمنحك قوة فلا تخطئ..
ومثال ذلك يوسف الصديق، الذي قال "كيف أصنع هذا العظيم وأخطئ إلى الله" (تك 39: 9).. لقد كان يرى الله أمامه في ذلك الوقت، ولم يغب الله عن ذهنه لحظة واحدة. ومن محبته لله، لم يقل كيف أخطئ أمامه" وإنما قال "كيف أخطئ إليه"؟!
كتاب المحبة قمة الفضائل
إنك تضع صورا كثيرة في بيتك، تراها أمامك..
فلماذا لا تضع الله أمامك، مثل باقي الصور، بل قبلها؟
تراه أمامك في كل حين: حين تمشى في الطريق، وحين لا تكون في بيتك، وحين تجلس مع الناس، لا شك أن أن بطرس الرسول حينما أنكر الرب، لم تكن صورة الرب أمامه. ولكنه حينما صاحب الديك، وتذكر الرب وما سبق أن قال له. حينذاك خرج إلى خارج وبكى بكاءً مرًا (مت 26: 75).
انك في محبتك لله، لست فقط ترى الله أمامك، بل بالأكثر ترى نفسك في حضنه.
وتقول كما في سفر النشيد "شماله تحت رأسي، ويمينه تعانقني" (نش 2: 6) إنك ابنه الذي أحبك، ومن أجلك فعل الكثير. وإن تذكرت كل حبه لك، لابد ستبادله الحب ولا يمكن أن تخطئ، بل تغنى له كل يوم تسبيحًا جديدًا. وتقول مع عذراء النشيد "حبيبي لي، وأنا له، الراعي بين السوسن" (نش 6: 3) "تحت ظله اشتهيت أن أجلس، وثمرته حلوة لحلقي" (نش 2: 3).
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:03 PM   رقم المشاركة : ( 52 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,498

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

الله معك وأنت معه


ما أجمل أن تشعر أن الله معك، وأنه ممسك بيدك، وهو أمامك، وعن يمينك، ومحيط بك..
أنت في يده اليمنى (رؤ 2: 1). وقد نقشك على كفه (أش 39: 16). ولا يستطيع أحد أن يخطف من يده شيئًا (يو 10: 28). بل حتى جميع شعور رأسك محصاة (لو 12: 7). إن تذكرت هذا الإله المحب لك، وجعلته أمامك، فإنك لا بد ستحبه وتشعر بالأمان والاطمئنان لوجودك في حضرته.
أتستطيع أن تحبه، وأنت لا تشعر بوجوده معك ؟!
تحبه غيابيا، وأنت لا تشعر بوجوده؟! ليس هذا الأمر معقولًا.. إننا يا أخي لسنا نحب إلها مجهولا. بل هوذا الرسول يقول "الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا" (1يو 1: 1). فإن كان الرسل قد رأوه عيانا، فإننا نراه بالإيمان، مثلما قال داود النبي".. الرب أمامي في كل حين" (مز 16: 8).
كتاب المحبة قمة الفضائل
إذن ما هو مركز الله عمليا في حياتك، لكيما تحبه؟
هل تجعله أمامك في كل حين؟ هل ترى عمله في حياتك باستمرار؟ أم تمر عليك أيام، لا يأتي فيها ذكر اله على قلبك وذهنك، إلى أن يذكرك به يوم الرب حين تدخل الكنيسة!! أم تراك تنسى أن يوم الأحد هو يوم الرب، وتسميه الـWeek End!!
حاول إذن أن تشعر باستمرار بوجودك في حضرة الله. وأن الله موجود معك، ويعمل معك ولأجلك..

كتاب المحبة قمة الفضائل

محبة يسوع لنا، محبتنا لله - من الفن القبطي رسم تاسوني سوسن


على أن القديس أوغسطينوس، وهو يرى حياته في فترة ما قبل التوبة، يقول للرب عن تلك الفترة:
كنت يا رب معي. ولكنني من فرط شقاوتي لم أكن معك!
كما ظهر لتلميذى عمواس بعد القيامة، وتكلم معهما ولم يعرفاه (لو 24). وكما ظهر لمريم المجدلية ولم تعرفه وظنته البستاني (يو 20). ليتك إذن تشعر بوجودك في حضرته. وتشعر أن عيني الرب ناظرتان إليك باستمرار. وأن يده تمسك بك، وأنه يرعاك بحيث لا يعوزك شيء (مز 23: 1). هذه المشاعر تغرس الحب في قلبك.
كتاب المحبة قمة الفضائل
*وليس فقط تجعل الله أمامك أو معك، بل يكون الله فيك وأنت فيه..
كتاب المحبة قمة الفضائل
تكون فيه، كما يكون الغصن ثابتا في الكرمة، لكيما يستطيع أن يأتي بثمر (يو 15: 4، 5) وهو فيك، لأنك هيكل الله، وروح الله ساكن فيك (1كو 3: 16). وكما قال الرب "إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبى. وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلا" (يو 14: 23).
كتاب المحبة قمة الفضائل
اسأل نفسك: هل مازلت تحتفظ بالله داخلك؟
هل الله في قلبك، وفي ذهنك، وعلى لسانك، وفي حياتك كلها.. في بيتك وفي عملك. تحس وجوده معك، ويشترك معك في كل شيء؟ أم أنت قد ابتعدت عنه، وأحزنت روح الله القدوس، أو قد انفصلت عن الله بأنواع وطرق شتى؟!
حينما تكون امرأة حبلى، وتشعر بأن داخلها جنينا حيا يتحرك، ويمتص حياته من دمها ويتغذى، فإنها تشعر خاص، وبكل حب تقول "أتغذى لكي أغذية"، وأنت في داخلك جنين روحي، ولد فيك من الروح القدس حينما عرفت الله.. فهل تتغذى لكي تغذية؟ وغذاؤه هو الحب الإلهي، وبه يحيا ويتحرك..
كما يقول المرتل للرب في المزمور "باسمك ارفع يدي، فتشبع نفسي كما من شحم ودسم" (مز 63: 4، 5)
كتاب المحبة قمة الفضائل
إن كنا نتغذى بمحبته، نقول أيضًا لغيرنا "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز 34: 8). كذلك حينما نتغذى بكل كلمة تخرج من فم الله (مت 4: 4)، وتكون لنا حياة بتناولنا من سر الافخارستيا. ونشعر بحياته فينا، فنقول مع القديس بولس الرسول:
"لي الحياة هي المسيح.." (فى 1: 21) "فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا في" (غل 2: 20)
أتراك تشعر بحياة المسيح فيك، وبنصرته فيك، وبمجده في حياتك؟ وهل تشعر بشركة الروح القدس (2كو 13: 14) في كل عمل تعمله؟ هل أنت لا تدخل مكانًا، أو لا تعمل عملًا، إلا إذا كان يمجد اسم الله.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:06 PM   رقم المشاركة : ( 53 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,498

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

أنت حامل الله

وهل أنت تحمل اسم الله وعمله في كل مكان تحل فيه؟
حينما دخل داود إلى ميدان الجيش وقت تهديدات جليات، ادخل اسم الله معه. فقال "الحرب للرب وهو يدفعكم ليدنا" (1صم 17: 47). وقال لجليات الجبار: أنت تأتى إلى بسيف ورمح. وأنا آتى إليك باسم رب الجنود.. في هذا اليوم يحبسك الرب في يدي.." (1صم 17: 45، 46). وهكذا كان اسم الرب على فم داود وكانت قوة الرب في ذراع داود. وكان اسم الرب سبب اطمئنان ونصر وفرح لكل الجيش.
كتاب المحبة قمة الفضائل

كتاب المحبة قمة الفضائل
يعجبني أن القديس أغناطيوس الأنطاكى، كان لقبه (الثيئوفورس) أي حامل الله.
فإن كنت تحب الله، فلابد أنك ستحمل اسم الله معك إلى كل شخص يقابلك، وإلى كل مكان تذهب إليه. حينما تحمل اسم الله، يعمل الله معك، فينجح عملك، ويفرح قلبك بهذا النجاح، وتحب الله الذي أنجح طريقك. كما قيل عن يوسف الصديق إن "الرب معه" وأن كل ما كان يصنعه، كان الرب ينجحه بيده" (تك 39: 3).
إن الله يمكنه أن يعمل كل شيء وحده، فكل شيء به كان (يو1) ولكنه يحب أن يعمل بنا، كأدوات في يديه. لكي نفرح بعمل الرب فينا، ونحبه لأنه قد اختارنا لعمله. فهل أنت تعمل الر ب. وهل تقول له:
في كل مكان أذهب إليه، وسأوجد لك يا رب موضعا تسند فيه رأسك (لو 9: 58).
وهكذا يكون الحب متبادلا بينك وبين الله: هو يعمل فيك، وأنت تعمل لأجله. هو من فرط حبه لك، يرسلك لتعمل في كرمه. وأنت في حبك له تقول "ينبغي أن ذاك يزيد، وأنى أنا أنقص" (يو 3: 30). ولكن اله لا يريدك أبدًا أن تنقص، بل بمحبته يجعلك منارة تنير لكل من في البيت (مت 5: 15). ويقول لك "أباركك وتكون بركة" (تك 12: 2).
أما أنت ففي محبتك لله تقول مع المرتل في المزمور "ليس لنا يا رب ليس لنا، لكن لاسمك القدوس أعط مجدًا" (مز 105: 1).
كتاب المحبة قمة الفضائل
الذي يحب الله، يختفي ويظهر الله.
كما كان يفعل يوحنا المعمدان في كل كرازته، . لذلك أنكر ذاتك، تصل إلى محبه الله. لأنك إن كنت تركز على محبة ذاتك، فسوف تنشغل بها وليس بالله. أما إذا أنكرت ذاتك، فسوف يكون الله هو شغلك الشاغل، وهو الذي يملأ القلب والفكر، فتصل إلى محبته.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:07 PM   رقم المشاركة : ( 54 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,498

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

صفات الله الجميلة


أحيانا تحب إنسانًا لأن صفة معينة فيه تجذبك إليه. كأن يكون إنسانًا شهمًا، أو خفيف الظل مرحًا، أو يكون إنسانًا خدومًا أو قوى الشخصية، أو ذكيًا.. إنها صفة واحدة تجذبك..
فكم بالأولى الله تجتمع فيه كل الصفات الجميلة، وعلى درجة غير محدودة من الكمال..!!
لاشك أنك كلما تأملت صفة من صفات الله الفائقة الوصف، ستجد نفسك تحبه.. ولست أقصد صفات الله التي يتميز بها وحده، ولا يشترك فيها معه أي كائن آخر.. مثل أنه أزلي، وخالق، وواجب الوجود، وحاضر في كل مكان، وفوق مستوى الزمن، وغير محدود، وغير مدرك، وعارف بالخفيات، وفاحص القلوب والأفكار.. وما إلى ذلك من الصفات التي يختص بها جوهر اللاهوت..
أنما أقصد حتى الصفات التي يتصف بها بعض البشر أيضًا، ولكنها عند الله كاملة وغير محدودة..


كتاب المحبة قمة الفضائل

السيد المسيح يفتح ذراعيه وأحضانه للجميع، محبة الله لنا، قلب - رسم أمجد وديع


مثل جمال الله، قوته، وحكمته، ومحبته ورجمته، طول أناته.. فقد يتصف بعض البشر بالجمال والقوة والحكمة والمحبة وطول الأناة. ولكن هذه الصفات عند الله مطلقة، وفوق مستوى ما ندركه..
كتاب المحبة قمة الفضائل
ولهذا فإن الكنيسة في صلوتها تعلمنا التأمل في صفات الله..
تجد هذا كثيرا في صلوات القداس الإلهي، وبخاصة القداس الغريغوري مثل "أيها الكائن الذي كان الدائم إلى الأبد.. غير المرئي، غير المرئي، غير المحوى، غير المبتدئ الأبدي.. الذي لا يحد.. الذي يسبحك غير المرئيين، والذي يسجد لك الظاهرون ألوف ألوف وقوف قدامك، وربوات ربوات يقدمون لك الخدمة.
التأمل في عظمة الله، يجعلك تمجده، وحينما تتأمل كيف أنه على الرغم من كل مجده، وينظر إليك، ويوليك اهتمامًا خاصًا.. حينئذ تحبه.
ونرى التأمل في صفات الله، وفي المزامير والأجبية
كأن يقول المرن في المزمور "الرب رحيم رؤوف، طويل الروح وكثير الرحمة"، "الرب مجرى العدل والقضاء لجميع المظلومين" (مز103: 8، 6)،وما أكثر التأملات في صفات الله وأعماله، التي غنى بها داود في مزاميره، وأخذناها نحن عنه في التسبحة.. نسبح الرب في كل صباح، فتزداد حبًا له.
وفي الأجبية نقول في ختام كل ساعة من ساعات الصلوات السبع".. يا من في كل وقت وفي كل ساعة، في السماء وعلى الأرض مسجود له وممجد. المسيح إلهنا الصالح، الطويل الروح الكثير الرحمة، الجزيل التحنن. الذي يحب الصديقين، ويرحم الخطأة الذين أولهم أنا. الذي لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا " ونجد نفس التأمل في صفات الله عنصرًا بارزًا في صلوات الآباء والأنبياء التي وردت في الكتاب المقدس، ولنترك هذا الأمر لقراءتك الخاصة..
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:07 PM   رقم المشاركة : ( 55 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,498

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

مغفرة الله


أما أنت فخذ أية صفة من صفات الله -بالتتابع- واجعلها مجالًا لتأملك..
خذ مغفرة الله مثلا، وستره للخطايا.. كيف أنه على الرغم من العقوبة التي أراد أن يوقعها بأهل نينوى، ما أن صاموا وتابوا حتى غفر لهم.. بل قال ليونان "أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها أكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم" (يون 4: 11). وعجيب أنه في محبته ومغفرته دعاها مدينة عظيمة، مع أن أهلها لا يعرفون يمينهم من شمالهم. وقد سبق فأمر النبي أن ينادى عليها بالهلاك (يون 3: 4).
إنك ستحب الله، إن تأملت قلبه المحب الذي يغفر.

كتاب المحبة قمة الفضائل

خراب نينوى: تهيج المركبات في الازقة تتراكض في الساحات منظرها كمصابيح تجري كالبروق - رسم الفنان ويليم بايجيه - ناحوم 2: 4


الذى في لحظات بسيطة، غفر للمرأة الخاطئة التي بللت قدميه بدموعها (لو 7: 47). كما غفر أيضًا للمرأة التي ضبطوها في ذات الفعل (يو 8: 11). وقال لها " ولا أنا أيضًا أدينك". وكذلك غفر للمرأة السامرية التي كان لها خمسة أزواج (يو 4: 18)، ومدحها وقال لها " حسنا قلت.. هذا قلت بالصدق".. وغفر لزكا العشار، بل دخل بيته ولم يبال بتذمر الجمع على أنه دخل ليبت عند رجل خاطئ بل دافع عنه وقال "اليوم حصل خلاص لهذا البيت، إذ هو أيضًا ابن لابراهيم" (لو 19: 5 - 10).
كتاب المحبة قمة الفضائل
ويعوزنا الوقت إن تحدثنا عن مغفرة الله في التاريخ.
مغفرته مثلا لأوغسطينوس، موسى الأسود، مريم القبطية، وبيلاجية، ومرثا، ويستينوس الساحر، وأريانوس وإلى وإلى أنصنا. والجندي الذي طعنه بالحربة.
ولم بكتف الرب بمغفرته لكل هؤلاء وغيرهم، بل رفع من ذكرهم جدًا. وجعل أو غسطينوس أسقفًا جليلًا، وعالمًا في اللاهوت والتفسير، ورجل تأملات. وجعل موسى الأسود قديسًا عظيماً، وكاهنًا وأبًا للرهبان. وكذلك جعل مريم القبطية سائحة طلب بركتها القس سوزيما. وجعل يوستينوس الساحر أسقفًا عظيمًا. وجعل أريانوس مضطهد المسيحية شهيدًا
ألا نحبه إذن، ونحب أسلوبه في المغفرة؟!
إذ يقول عن الخطايا التي غفرها: أمحوها، لا أعود أذكرها، لا تحسب عليهم.. انظر ما أسرع مغفرته للص اليمين التائب.. وكيف قال له "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 43). ومغفرته لشاول الطرسوسى، ودعوته له أن يكون إناء مختارًا ورسولًا للأمم (أع 9)..
وكذلك قوله في مغفرة الخطايا: "أصفح عن إثمهم، ولا أعود أذكر خطيتهم بعد" (أر 31: 34) ويقول عن الإنسان الخاطئ التائب "كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه" (حز 18: 22). ويتغنى المرنم بهذا في المزمور ويقول "طوبى للذين غفرت آثامهم وسترت خطاياهم. طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية" (مز 32: 1، 2) (رو 4: 7، 8).
هنا نرى الرب يستر على خطية، ويغفرها، ولا يحسبها على الإنسان التائب،كلما يغفر له الرب أكثر يحب الرب أكثر (لو 7: 47). فهل هناك أكثر من هذا في معاملة الرب للخاطئ وعدم حسبانه أو تذكره لخطاياه؟ نعم هناك ما يقوله الكتاب "توبوا وارجعوا فتمحي خطاياكم" (أع 3: 19). وهذا ما يقوله المرتل في مزمور التوبة "ومثل كثرة رأفاتك تمحو إثمي" (مز 51: 1).
كتاب المحبة قمة الفضائل
نعم من محبة الله العظيمة أنه يمحو خطية التائب.
يمحوها، كأن لم تكن، كأن لم تحدث. وهكذا يحيا في بهجة الخلاص، الخلاص من الخطية ومن عقوبتها. ويشعر التائب بهذا فيفرح بالرب جدًا، لأنه محا عنه هذا العار، بل أكثر من هذا أيضًا منحه أن يقول "تغسلني فأبيض أكثر من الثلج" (مز51).. حقًا ما أعجب هذا الأمر الذي يجعل التائب يذوب حبًا لله الذي عامله هذه المعاملة..
حقًا، أنه يستحق كل الحب، هذا الإله الحنون الغفور.
الذي نسئ إليه، فيمحوا إساءاتنا، ولا يعود يذكرها. بل يغسلها فنبيض أكثر من الثلج. هذا الذي في رأفاته "كبعد المشرق عن المغرب، ابعد عنا معاصينا" (مز 103: 12). بل حملها بدلا عنا، ودفع ثمنها (أش 53: 6).. إنه إله طيب يستحق كل حب "لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا" (مز 103: 10). إنه لا يحسب علينا الماضي الأثيم كله، من أجل حاضر مستقيم..
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:08 PM   رقم المشاركة : ( 56 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,498

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

دفاع الرب عن أولاده


وعجيب في هذا الأمر أيضًا دفاع الرب عن أولاده.
* لقد أخطأ أبونا إبراهيم. ومن خوفه قال عن سارة أنها أخته، وأخفي أنها زوجته، فأخذها أبيمالك ملك جرار. وإذا بالرب يتدخل ليدافع عن إبراهيم وسارة، ويقول لأبيمالك في حلم " ها أنت ميت من أجل المرأة التي أخذتها، لأنها متزوجة ببعل.. والآن، رد امرأة الرجل. فإنه نبي، فيصلى لأجلك فتحيا" (تك 20: 2 - 7).
يخطئ إبراهيم، الرب يدافع عنه، ويطلب من الملك أن يرد امرأة، ويصلى إبراهيم عنه لكي يحيا..!
ولعلك تسأل الرب في هذا، فيقول: إبراهيم هذا حبيبي. لقد أخطأ عن ضعف وليس عن انحراف. أنا واثق من نقاوة قلبه. لذلك أدافع عنه.
كتاب المحبة قمة الفضائل
* ويخطئ داود، ويعاقبه الرب. ولكن بنفس الحب تظل ثقته فيع في حياته. وحتى بعد موته، نراه يقول لسليمان عندما عاقبه وقرر تمزيق مملكته: "إلا أنى لا أفعل ذلك في أيامك، من أجل داود أبيك.. على أنى لا أمزق منك المملكة كلها، بل أعطى سبطا واحدًا لابنك، لأجل داود عبدي" (1 مل 11: 12، 13). وهكذا حفظ كرامة لداود بعد موته.

كتاب المحبة قمة الفضائل

يسوع يلعب مع الاطفال الصغار


*وبنفس الأسلوب دافع عن أيوب.. على الرغم من كلام أيوب السابق الذي. وبخه عليه أليهو، والذي وبخه فيه الرب قائلًا له "من هذا الذي يظلم القضاء بكلام بلا معرفة؟!" (أي 38: 1، 2). إلا أنه حينما اتضع أيوب في التراب والرماد (أي 42: 6)، نرى الله يدافع عنه، وينذر أصحاب أيوب الثلاثة الذين جرحوا مشاعره، ويقول لهم " لم تقولوا في الصواب كعبدي أيوب.. اذهبوا إلى عبدي أيوب.. اذهبوا إلى عبدي أيوب، وأصعدوا محرقة لأجل أنفسكم. وعبدي أيوب يصلى عنكم، لأني أرفع وجهه. لئلا أصنع معكم حسب حماقتكم" (أى 42: 7، 8).
*كما دافع الرب عن إبراهيم وداود وأيوب، دافع أيضًا عن موسى لما تزوج بامرأة كوشية.
لقد تقول عليه هرون ومريم. فإذا بالرب ينتهرهما ويظهر لهما كرامة موسى عنده، فيقول لهما "إن كان فيكم نبي، فبالرؤيا استعلن له، في الحلم أكلمة. أما موسى فليس هكذا. بل هو أمين في كل بيتي. فما إلى فم وعيانا أتكلم معه.. فلماذا لا تنشيان أن تتكلما على عبدي موسى" (عد 12: 1- 8). وضرب الرب الرب مريم بالبرص عقابا لها. فأخرجوها خارج المحلة..
كتاب المحبة قمة الفضائل
*ولم يدافع الرب فقط عن هؤلاء الأنبياء، بل أيضًا عن المرأة التي سكبت الطيب على رأسه.
فلما اغتاظ التلاميذ قائلين "لماذا هذا إلا تلاف؟!"، قال لهم الرب "لماذا تزعجون المرأة، فإنها قد عملت بي عملًا حسنًا.. لأجل تكفيني. الحق أقول لكم حيثما يكرز بهذا الإنجيل في العالم كله، يخبر أيضًا بما فعلته هذه تذكارًا لها" (مت 26: 7 - 13)
كتاب المحبة قمة الفضائل
كان الرب يدافع عن الذين ليس لهم أحد يدافع عنهم.
لقد دافع عن زكا العشار (لو 19) وعن كثير من العشارين والخطاة. ودافع عن السامريين، ذكر مثل السامري الصالح (لو 10). وأظهر في مثل آخر أن العشار أفضل من الفريسي (لو 18: 14). ودافع الرب عن الأطفال في يوم أحد الشعانين،وقال "لو سكت هؤلاء، فالحجارة تنطق".. ولا ننسى أيضًا أنه دافع عن صالبيه (لو 23: 34).. وبعد، أتراني استطيع في مقال كهذا، أن أذكر صفات الله الجميلة والتأمل فيها؟!
إنما ذكرنا ما ذكرناه كمجرد مثال..
وأنت أيها القارئ العزيز تناول هذا المنهج. وتأمل على التتابع صفات الله الجميلة، وخذها غذاء لروحك، وسببا يوصلك إلى محبة الله.. وليرشد الله تأملاتك.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:09 PM   رقم المشاركة : ( 57 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,498

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

تأمل سير القديسين الذين أحبهم الله وأحبوه


إذا تأملت حياة القديسين الذين أحبوا الله، لابد ستحبه مثلهم. وبخاصة إذا تأملت الدالة العجيبة التي كانت بينهم وبين الله، وكيف منحهم الرب مكانة سامية، واعتبرهم كأصدقاء الله، ويأتمنهم حتى على أسراره.
سير القديسين ترفع القارئ إلى مستوى روحي عال.
مستوى أعلى من المادة ومن العالم، واسمي من الجسد ومن الخطية. فتطرح العالم خارج القلب، لكي يسكن الله فيه. وهى غذاء روحي النفس، كما قال ماراسحق "شهية هي أخبار القديسين، مثل المياه للغروس الجُدُد".
تؤثر سير القديسين في النفس، وتدعو إلى التمثل بهم.

كتاب المحبة قمة الفضائل

صور قديسين وشهداء كثيرين في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية


إن سيرة القديس الأنبا أنطونيوس التي كتبها القديس أثناسيوس لأهل رومه، تركت تأثيرًا عميقًا جدًا، لدرجة أن كثيرين زهدوا العالم، وأحبوا أن يعيشوا في حياة الوحدة مع الله. بل أن هذه السيرة كان لها تأثير عجيب جدًا في حياة أوغسطينوس، إذ قادته إلى التوبة والزهد، وحولته إلى قديس عظيم، أحب الله جدًا، ظهرت هذه المحبة في تأملاته التي تناقلها حيل بعد جيل.
كذلك فإن سير قديسي البرية التي كتبها السائحون الذين زاروا رهبان مصر في القرن الرابع وبداية الخامس، ما أعظم الذي تركته في النفوس، حتى قادت عشرات الآلاف إلى حياة الرهبنة، متفرغين لمناجاة الله في صلواتهم، حيث عاشوا في البرية، بلا أنيس، بلا معز، تكفيهم متعتهم الروحية بعشرة الله ومحبته.
تأملوا أيضًا ما قيل عن القديسين: "العالم لم يكن مستحقا لهم" (عب 11: 38).
قيل إن الأرض لم تكن مستحقة أن يدوسوها بأقدامهم ومن أجل صلواتهم كان الله ينزل المطر على الأرض..
كانوا صورة لله على الأرض، أو أنهم عادوا إلى الصورة الإلهية التي خلق بها الإنسان الأول،
فكان كل من يراهم، يحب أن يبقى معهم، لكي يتمتع بنفوسهم الشفافة التي تظهر حياة الله داخلهم (غل 12: 20).
كتاب المحبة قمة الفضائل
فنتأمل سير أولئك القديسين، ونرى كيف أحبوه..
من أجله فضل دانيال أن يلقى في جب الأسود، عن أن ينكره. وبهذا دخل في اختبار عجيب قال فيه "إلى أرسل ملاكه، فسد أفواه الأسود" (دا 6: 22).
والثلاثة فتية، من أجله فضلوا أن يلقوا في أتون النار الملتهبة، عن أن ينكروه فتمتعوا بأمرين عجيبين جدًا: ابن الله يسير معهم وسط النار، والنار لم تؤذهم بشيء وشعرة من رؤوسهم لم تحترق" (دا 3: 24-28) وأبونا إبراهيم، من أجل إيمانه بالرب وطاعته له، رفع يده بالسكين ليقدم ابنه وحيده محرقة للرب، لأن محبته للرب كانت أعمق بما لا يقاس من محبة الابن الوحيد، لذلك تمتع ببركة الرب، وبأن نسله كنجوم السماء ورمل البحر في الكثرة، ويتبارك في نسله جميع أمم الأرض (تك 22: 16 - 18).
ويعوزنا الوقت أن تحدثنا عن قصص الشهداء والمعترفين والكارزين وكل محبي الرب، وبركة الرب لهم، وما وهبهم من من معجزات وظهورات وشفاعات سواء في حياتهم أو بعد وفاتهم
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:10 PM   رقم المشاركة : ( 58 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,498

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

عيون القديسون المفتوحة


كتاب المحبة قمة الفضائل

القديس الأنبا بولس البسيط


هؤلاء القديسين وهبهم الله عيونا مفتوحة، ترى ما لا يرى.
كما طوب السيد المسيح تلاميذه قائلًا "طوبى أعينكم لأنها تبصر" (مت 13: 16 9. وهكذا كان اليشع النبي يرى ما لا استطيع تلميذه أن يراه. وهكذا صلى لكي يفتح الرب عيني الغلام لكي يرى (2مل 6: 17) فرأى قوات الرب محيطة بالمدينة لتنقذها..
حقًا ما أعجب عيني يوحنا الحبيب اللتين رأتا كل ما سجله في سفر الرؤيا.
ما أجمل قوله "نظرت وإذا باب مفتوح في السماء" (رؤ4: 1). ثم يقول "وللوقت صرت في الروح. وإذا عرش موضوع في الروح. وإذا عرش موضوع في السماء، وعلى العرش جالس " ثم شرح ما رآه من القوات السمائية، وعلاقتها بالله، وتسبيحها، ومنظرها، وكرامتها..
وماذا نقول أيضًا عن بولس الرسول، وصعوده إلى السماء الثالثة، حيث سمع أمورًا لا ينطق بها (2كو12: 2، 4).
وماذا عن الرؤى التي رآها قديسو الله عبر العصور، سواء ما سجلها الكتاب مثل رؤى دانيال وحزقيال، أو ما وردت في تاريخ الكنيسة وهى لا تدخل تحت حصر، يعلن بها الرب إرادته لمحبيه، ويكشف لهم عن أمور مستقبلة، ويقويهم بها ويعزيهم اسأل عن ذلك أيها القارئ العزيز: القديس الأنبا أنطونيوس، والقديس الأنبا بيشوي، والقديس الأنبا بولس البسيط، وغيرهم كثير..
حينما تقرأ عن كل هذا، ألا تشتاق أن يعلن لك الله مثلهم؟ وكيف يعلن لك إن لم تحبه في نقاوة القلب،وحينئذ لا ترى فقط رؤى، إنما كما يقول الرب في التطوبيات:
"يعاينون الله "؟! هذا مجد عظيم يا رب لا نستحقه.. ليتك إذن تمنحنا نقاوة القلب.. هذه، مثلما منحتها لمحبيك..
يوحنا الحبيب أبصر في شيء من مجده، والأنبا بيشوي رآه وغسل قدميه. وكثيرون رأوه في رؤى أو في أحلام، وسمعوه صوته.. ولا أريد هنا أن أتحدث عن قديسي العهد القديم الذين رأوه، وسلمهم رسائل ورسالات ليبلغوها للناس..
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:11 PM   رقم المشاركة : ( 59 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,498

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

دالة القديسين عند الله


هؤلاء القديسون كانت لهم دالة عند الله..
اعتبرهم الله أصدقاء له. ويكشف لهم خططه ومشيئته، ويأخذ رأيهم، ويسمح لهم أن يناقشوه فيما يقول
كما حدث مع أبينا إبراهيم قبل حرق سادوم، إذ قال الله "هل أخفى عن إبراهيم، ما أنا فاعلة؟!" (تك 48: 17). وكشف له الرب الأمر. ودخل إبراهيم في حوار معه. بل إن إبراهيم في دالته مع الرب قال له "أفتهلك البار مع الأثيم..؟! حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر، أن تميت البار مع الأثيم! حاشا لك. أديان كل الأرض لا يصنع عدلًا..". وظل في حوار مع الله، حتى قال الله، حتى قال الله له إن وجد في المدينة عشرة من الأبرار "لا أهلك من أجل العشرة" (تك 18: 23 - 32).
كتاب المحبة قمة الفضائل
وبالمثل حدث مع موسى النبي، لما أراد الرب إهلاك الشعب بعد عبادتهم للعجل الذهبي..
لم يشأ الرب أن يفعل ذلك دون يخبر عبده موسى أولا. فقال الرب لموسى "رأيت هذا الشعب، وإذا هو شعب صلب الرقبة. فالآن أتركني ليحمى غضبى عليهم وأفنيهم" (خر 32: 9). ولكن موسى لم يتركه يفعل هكذا. بل قال له في دالة "لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك.. ارجع يا رب عن حمو غضبك، واندم على الشر بشعبك. اذكر إبراهيم وإسحق وإسرائيل الذين حلفت لهم..". ويسمع الرب لكلام موسى، ويقول الكتاب "فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه" (خر 32: 14).


كتاب المحبة قمة الفضائل


صور قديسين وشهداء كثيرين في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية


إن قرأت كل هذا، ألا يتأثر قلبك بهذه الدالة، وتحب أن يكون لك شيء منها في محبة متبادلة بينك وبين الله.
كتاب المحبة قمة الفضائل
على أن هؤلاء القديسين كانت لهم دالة مع الله ومكانة عنده، حتى بعد وفاتهم.
فنرى أن الله لم يعاقب سليمان في حياته وابقي العقوبة إلى أيام ابنه أيام ابنه رحبعام. وقال تعليلا ذلك "من أجل داود عبدي" (1مل 11: 13). وظل الرب يحتفظ بهذه المكانة لعبده داود، حتى أن المرتل يقول للرب في المزمور "من أجل داود عبدك، لا ترد وجهك عن مسيحك"، "اذكر يا رب داود وكل دعته" (مز 131)
كتاب المحبة قمة الفضائل
بل أكثر من هذا، تسمى الرب بأسماء أحبائه.
فقال لموسى لما ظهر له في العليقة "أنا.. إله إبراهيم واله إسحق واله يعقوب" (خر 3: 6). واستخدام الرب هذه الآية في الرد على الصدوقيين من جهة القيامة (مت 22: 32). ومن جهة الشريعة - مع أنها شريعة الله. إلا أنه ينسبها لموسى،فيقول "اذكروا شريعة موسى عبدي التي أمرته بها في حوريب" (ملا 4: 4). ويقال عن العذراء "ولما تمت أيام تطهيرها حسب شريعة موسى مرارًا، كما في (1مل 2: 3) (نح 8: 1) (دا 9: 11) وكذلك أيضًا عبارة "ناموس موسى" (يو 7: 23) (أع 13: 39) (أع 15: 5) (عب 10: 28).
وبالمثل أسفار الكتاب، تسمت أيضًا بأسماء محبيه. كما نقرأ سفر صموئيل، وسفر نحميا، وسفر أستير.
كل هذه الكرامة التي يمنحها الرب لأولاده، ألا تؤثر فيك لكي تحيا معه، وتنال بركته؟
كتاب المحبة قمة الفضائل
أولاده أيضًا منحهم مفاتيح السموات والأرض (مت 26: 19).
"ما يربطونه على الأرض، يكون مربوطًا في السماء. وما يحلونه على الأرض يكون محلولا في السماء" (مت 18: 18). ويقول لهم "من غفرتم خطاياه غفرت له. ومن أمسكتموها عليه أمسكت" (يو 20: 23). أي سلطان هذا..؟! وهكذا أيضًا في العطايا، وفي صنع المعجزات. بل قال لهم عبارة عجيبة مذهلة وهى: "من يؤمن بي، فالأعمال التي أعملها يعملها هو أيضًا، ويعمل أعظم منها" (يو 14: 12).. إلى هذه الدرجة يا رب؟! من ذا الذي لا يحبك؟!
لقد أستأمن الرب أولاده على مخازنه.
يعطون منها كما يشاءون. وتوافق مشيئتهم مشيئة..
ما أجمل قول الرب عن موسى النبي "وأما عبدي موسى.. فهو أمين على كل بيتي. فمًا إلى فم وعيانًا أتكلم معه.. وشبه الرب يعاين" (عد12: 7، 8).. بل ما أعجب قوله لذلك الابن " يا ابني، أنت معي في كل حين. وكل مالي فهو لك" (لو15: 31)!! بل يقول الرب عن تلاميذه لله الآب "وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني.." (يو17: 22).
إنني أقف في حيرة، مبهوتًا أمام هذه العبارات الثلاث، أوعذ في أعماقها، لعلني أفهمها كما ينبغي..
"أمين على كل بيتي".. "كل مالي فهو لك".. "أعطيهم المجد الذي أعطيتني".
حقًا ما أعمق محبة الله الفائقة الوصف! وما أعجب كرمه وجوده حينما يعطى! ليس فقط لبنيه ولتلاميذه، بل حتى لذلك الابن الذي كان في موقف جحود (لو15).
ألا نحبه من أعماقنا، وهو بهذا الحب والخلود؟!
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 12 - 2013, 06:11 PM   رقم المشاركة : ( 60 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,329,498

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب المحبة قمة الفضائل

كيف انتقل القديسين من عالمنا الفاني

وجميل أن نتذكر هنا كيف انتقل كثير من هؤلاء القديسين من عالمنا الفاني، وما كان بعد ذلك..
لنترك إلى حين قصة صعود إيليا إلى السماء (2مل2: 11)، وقصة أخنوخ وكيف أخذه الرب إليه (تك5: 24)، وقصه نياحة السيدة العذراء مريم وصعود جسدها فهذه كلها حالات نادرة جدا لمستويات عالية.. ولنستمع إلى قول الكتاب "لتمت نفسي موت الأبرار، ولتكن آخرتي كآخرتهم" (عد23: 10).. ولننظر:

كتاب المحبة قمة الفضائل
صور قديسين وشهداء كثيرين في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

روج الأنبا آمون، وكيف رآها القديس الأنبا أنطونيوس، والملائكة تحملها في تهليل.. ولنقرأ عن القديس الأنبا كاراس السائح وكيف حضر قديسون لاستقبال روحه. وأنشد له داود مزموره "ارجعي يا نفسي إلى موضع راحتك، فإن الرب قد أحسن إلى" (مز114).. كذلك القديس اسطفانوس أول الشمامسة كيف في وقت استشهاده رأى السموات مفتوحة، وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله" (أع7: 55، 56). وكان وجهه " كأنه وجه ملاك" (أع6: 15).
وماذا عن الذين فارقوا العالم في أيامنا. وكأن الحجرة وقت وفاتهم، وقد أضاء فيها نور، واشتم الناس رائحة بخور أو الذين كانوا يرون رؤى معزية وقت انتقالهم. ويرقدون والابتسامة على وجوههم والفرح في قلوبهم..
كل أولئك أحبو الله، فجعل ساعة وفاتهم ساعة فرح. وبعضهم أخبره الرب بوقت انتقاله.. ومن أمثلة ذلك بعض الآباء السواح كما في قصة آبا نفر، والقديس سيداروس المتوحد وآخرين. كذلك قصة القديسة مريم القبطية.
وما أكثر الذين ظهروا بعد وفاتهم لآخرين.
مثل القديس أغناطيوس الأنطاكي الشهيد، الذي بعد أن ألقوه للأسود الجائعة فافترسوه، ظهر لزملائه في السجن المؤمنين وعزاهم وشجعهم. وظهورات القديسين لا تدخل تحت حصر..
والبعض كانت تحث معجزات أثناء تعذيبهم أو استشهادهم، مما يجعل غير المؤمنين يؤمنون، كما في قصة مارجرجس، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. أو تفشل الطرق التي أرادوا قتلهم بها، مثلما حدث مع القديس يوحنا الحبيب، والقديس بوليكاربوس، والسم الذي أعدوه لمارجرجس..
أيضًا تأملنا في صفات القديسين الجميلة، تجعلنا نحبهم، ونحب صفاتهم، ونحب الله الساكن فيهم.
ألست ترى معي أن الموضوع طويل إن استرسلنا في الحديث.. لذلك اعتبر ما ذكرته مجرد مثال، وأترك الباقي لتأملك الخاص.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المحبة راس الفضائل
المحبة قمة الفضائل
المحبة كنز الفضائل
المحبة هي قمة الفضائل
المحبة هي قمة الفضائل


الساعة الآن 08:59 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025