منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17 - 04 - 2019, 03:08 PM   رقم المشاركة : ( 23021 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,384,895

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البار نيكاندروس بسكوف الروسي(1581م)‏
24 أيلول غربي ( 7 تشرين الأول شرقي)‏

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



من عائلة تقية . في السابعة عشر أقنع والدته بتوزيع ما لديها و اقتبال الرهبانية . جال على الأماكن المقدسة في بسكوف. نسك في مكان قاحل وسط المستنقعات خمسة عشر عاماً. اعتزل في دير كريبستك. عاد الى بريته بعد سنوات.
هاجمه سراق كادوا؛ في فرارهم؛يغرقون في النهر. نجوا بصلاة القديس و تابوا و أخبروا عنه.صنع العجائب.رقد بسلام في 24 أيلول سنة 1581 م. وجدت رفاته غير متحللة سنة 1684م.
 
قديم 17 - 04 - 2019, 03:10 PM   رقم المشاركة : ( 23022 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,384,895

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البار نيلوس الكالابري (+ 1005 م )‏
26 أيلول غربي ( 9 تشرين الأول شرقي)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من قديسي جنوب إيطاليا حيث بقيت الأرثوذكسية الى القرنين 15 و 16 . من عائلة نبيلة من روسانو , عاصمة كالابريا .
ترهب بعد شرود . سلك في الفقر و العزلة و الطاعة . نسك . بكاء . واجه هجمات عدو الخير بصلابة . بلغ اللاهوى . انشهر سواء بين الميسحية و المسلمين .
فهمُه بعمق للكتاب المقدس و تمييزه الروحي جذبا اليه الكثيرين . كان يشفي المرضى و ينسب الشفاء الى صلاة الكنيسة .
اهتم بالسعي , لدى السلطات من أجل الحق و العدالة . طلب العزلة بعدما كثر عليه الزائرون . استقبله رهبان اللاتين في دير القديس بنوا Benoit كما لو ان القديس بنوا قام من الموت .
رغم تمسكه بإيمان آباء القديسين أبدى انفتاحاً كبيراً لجهة الإختلاف في الممارسة بين البيزنطيين و اللاتين .
بخصوص حرم الاتين يوم السبت قال : " سواء أكلنا أو صمتم فهذا نفعله لمجد الله ".
رقد في دير القديسة أغاثي في 26 أيلول سنة 1005 م .
 
قديم 18 - 04 - 2019, 12:41 PM   رقم المشاركة : ( 23023 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,384,895

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أحد الشباب: يسأل
"مش حاسس بربنا خالص ونفسي أحس بوجوده"
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شاهد كيف رد البابا تواضروس
قال أحد الشباب للبابا، أنا مش حاسس بربنا خالص ونفسي أحس بوجوده؟

بدوره أجاب البابا، ضروري هناك خطايا في حياتك كالمريض النائم في السرير
الذي يرفض الدواء والطبيب والنصيحة.
من فضلك إن شعرت بغياب الله في حياتك أنتبه كنيستك أمامك
تستطيع أن تتقابل مع أي كاهن ليجلس معك ويحنو عليك
ويرشدك لكن من المهم أن تبدأ أنت.
السؤال الذي وجهه السيد المسيح للفلوج
"أتريد أن تبرأ؟" إن كانت لديك الإرادة ستنجح.

 
قديم 18 - 04 - 2019, 12:44 PM   رقم المشاركة : ( 23024 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,384,895

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

البابا تواضروس يكشف عن أصعب ما مر به منذ أن تولى الكنيسة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تساءل أحد الشباب خلال لقاءهم مع البابا،

ما هي أصعب حاجة مرت بك منذ أن أصبحت راعي الكنيسة؟

من جانبه أجاب البابا، الحقيقة ليست أمر واحد فقط ،فمثلا الهجمات التي كانت ضد الكنائس أما أكثرها آلما هو وجود إنسان معاند يشتم في الكنيسة وآبائها فقد الاحترام واللياقة وبولس الرسول يقول "نشتم فنبارك.

وتابع، لحظات صعبة كونك ابن للمسيح دون لسان طاهر، لكن بصفة عامة عطايا الله ونعمه هي جديدة كل صباح تعزينا وتشجعنا ولا يوجد ما يصعب على الله في الوقت المناسب يدبر كل شئ.
 
قديم 18 - 04 - 2019, 03:01 PM   رقم المشاركة : ( 23025 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,384,895

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اهتممنا بما يخصك دون شخصك
فهل تغفر جهلنا بك لاننا ظننا اننا نعرفك

بينما غرقنا فى لجة الجهل
فلتدخل الينا ولتنير ظلامنا ولتبدد جهلنا

وليكن لك الاهتمام الاول فأنت اولى باهتمامنا
اذ نعنيك ياربنا

وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ.

فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا".
(لو ظ،ظ* : ظ¤ظ¢)

هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ.

إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ،
أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي.
(رؤ ظ£ : ظ¢ظ*)
 
قديم 18 - 04 - 2019, 03:13 PM   رقم المشاركة : ( 23026 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,384,895

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف كان المسيحيون الأوائل يعيشون الأيام الأخيرة من أسبوع الآلام؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تُشكل الأيام الثلاثة الأخيرة من أسبوع الآلام الأيام الأكثر قدسيّة في كلّ الروزنامة الليتورجيّة. فتضم هذه الأيام أكثر الصلوات عمقاً وتفصيلاً وهي ذكرى لأكثر الأحداث قدسيّةً في حياة يسوع المسيح.

يتم الاحتفال بهذه الأيام بقدسيّة كبيرة منذ بداية المسيحيّة وكان المسيحيون الأوائل يستذكرون آخر أيام يسوع مركزين على آلامه وموته وقيامته.

خميس الغسل



إن اليوم الأول من هذه الأيام المقدسة هو خميس الغسل حيث تستذكر الكنيسة عشاء يسوع الأخير مع تلاميذه. كان يُعتبر هذا اليوم أساساً تحضيراً للجمعة العظيمة واحتفالات الفصح. وكان يوماً مخصصاً لاعترافات المؤمنين ولمراجعة نهائيّة لقائمة أولئك الذين سيتعمدون ليل الفصح.
ومع الوقت، أُرسيت عادة إقامة ثلاثة قداديس في ذلك اليوم. الأوّل، للترحيب بالخطأة الذين أمضوا فترة الصوم الكبير في التكفير عن خطاياهم والثاني لتبريك الزيت المقدس والثالث لاستذكار العشاء السري.
وكان المقيمون في أورشليم يستذكرون هذا النهار بطريقة خاصة جداً سائرين على خطى المسيح، نحو جبل الزيتون، فيرنمون ويُصلون ويتأملون بآلام المسيح قبل العودة الى المدينة فجر الجمعة.

الجمعة العظيمة

لطالما ركزت طقوس الجمعة العظيمة على آلام المسيح. وكان المسيحيون في أورشليم يبدأون نهارهم بقراءة مقاطع من الأناجيل تتمحور حول آلام المسيح وبعدها يستريحون قبل العودة في فترة بعد الظهر لقراءة مقاطع تتمحور حول موت المسيح.
وكان المؤمنون يخصون الصليب بعبادة خاصة لا تزال موجودة في طقس الجمعة العظيمة حتى اليوم.
وكان عددا كبيرا من المؤمنين يبقون بعد الصلاة في الكنيسة صائمين حتى بدء احتفالات الفصح ليل السبت.

سبت النور

كان يوم سبت النور أساساً يوم صمت وصلاة. ولم تكن من طقوس تُنظم إذ تركز الكنيسة على نزول يسوع عالم الأموات. ومنذ البداية، كانت الكنيسة تُقيم رتبة مسائيّة إحياءً للفصح فكانت تبدأ في وقت متأخر من الليل وتستمر حتى قداس الفصح، فجر الأحد.
وكان يتم التركيز على يسوع “نور العالم” الذي أتى ليُزيل ظلمة الخطيئة والموت.
وكانت المعموديات تُميّز رتبة النور هذه إذ كانت الكنيسة تُعطي سر المعموديّة للمؤمنين الجدد يوم الفصح.
ولا تزال الكنيسة الكاثوليكيّة تحتفل بالرتبة نفسها يوم سبت النور حتى ولو لم تكن تفاصيلها هي نفسها كما كانت في بداية المسيحيّة.
 
قديم 18 - 04 - 2019, 03:19 PM   رقم المشاركة : ( 23027 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,384,895

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

معلومات عن مريم المجدلية مختلفة عن تلك التي عرفتموها قبلاً

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

خطأ التعريف عنها كخاطئة تائبة يعود إلى زمن حديث، إلى القرون الوسطى.
تعرّف الأناجيل عن مريم المجدلية كتلميذة يسوع والشاهدة على موته على الصليب والشاهدة الأولى على قيامته. في الأناجيل الأربعة، تُذكر اثنتي عشرة مرة، ترتبط إحدى عشرة منها مباشرةً بآلام يسوع وقيامته.
وحده لوقا يذكر التفصيل بأن “مريم التي تدعى المجدلية” هي امرأة أخرج منها يسوع سبعة شياطين (8: 2، 3). بالتالي، لا نعرف أي معلومة إضافية عنها، ولا نستطيع القول أنها كانت زانية كما هو معتقد.
وبما أنها نالت حظوة فكانت الأولى التي رأت الرب القائم من بين الأموات، أرسلها يسوع بنفسه لتعلن البشرى السارة للرسل. وبما أن “الرسول” يعني “المُرسل”، فإن آباء الكنيسة ويوحنا بولس الثاني أيضاً سمّوها “رسولة الرسل”.
يتجلى حب مريم المجدلية منذ بدايات المسيحية مروراً بتاريخ الكنيسة كله بعدد الكنائس الكبير المكرس لها.



بين التاريخ والأسطورة
لم يكن تصوير مريم المجدلية الشائع كزانية وخاطئة تائبة مخططاً وضعه الرسل لتشويه سمعتها، مثلما تدّعي بعض الروايات التاريخية المزيفة. وما من دليل نصي لدعم هذه الأقوال.
في الواقع، يعود خطأ التعريف عنها كخاطئة تائبة إلى زمن حديث، إلى القرون الوسطى. بدأ هذا الخطأ عقب عظة الفصح التي ألقاها البابا غريغوريوس العظيم سنة 591 عندما قارن الخاطئة التائبة في لوقا 7، 37 مع مريم من بيت عنيا (لوقا 10: 38، 42)، ومريم المجدلية التي أخرج منها يسوع سبعة شياطين (لوقا 8، 1)، كما لو أنهنّ المرأة عينها.
لا يزال كثيرون يعرّفون عن مريم المجدلية كالخاطئة التائبة التي تظهر في الفصل السابع من إنجيل لوقا. ويقال أحياناً أنها المرأة الزانية المذكورة في إنجيل يوحنا (الفصل 8)، لكننا لا نعرف اسم تلك المرأة.
منذ ذلك الحين، بدأت الفكرة الخاطئة عن مريم المجدلية كزانية وكالخاطئة التائبة التي ذُكرت في إنجيل لوقا تظهر في الفن والتبشير والليتورجيا.
مع ذلك، اعترض اللاهوتيون الكاثوليك والبابوات في العصر الحديث على هذا الفهم. وفي عيد المجدلية الليتورجي (22 يوليو)، يُقرأ في القداس النص الذي يبينها خارج قبر يسوع، وليس ذلك المتعلق بالخاطئة التائبة. وهذا ما يعترف بأهميتها كتلميذة أُرسلت لتشهد لإيمانها بالمسيح القائم من بين الأموات.
وبالإشارة إلى البابا الذي قدّم التفسير الخاطئ، كتبت المؤرخة كاثرين لودفيغ جانسن أنه من الخطأ اعتبار ما قاله غريغوريوس كمؤامرة أو عمل شرير من قبله، داعيةً إلى فهم الكلام في سياقه، في زمن اتسم باجتياحات ألمانية وبالطاعون والمجاعة وغيرها من الاضطرابات. في ذلك الزمن، كان العالم الروماني ينهار، وكانت صورة مريم المجدلية تشكل أيقونة رجاء بالنسبة إلى الأشخاص الذين كانوا يبتعدون عن الخطيئة ليصبحوا تلاميذ أمناء.

روايات غنوصية ومن العصر الجديد
بسبب عدة روايات تاريخية مزيفة ونصوص غنوصية، يقترح البعض مجدداً رواية عن الإنجيل يقولون فيها أن علاقة “خاصة” كانت تربط يسوع بمريم المجدلية، كما لو أنها زوجته أو عشيقته.
ولكن، حتى الأناجيل الغنوصية التي ليست لها أهمية تاريخية في المسيحية لا تتحدث عن علاقة خاصة إلا بمعنى رمزي وروحاني.
هنا، لا بد أن نوضح أن يسوع، بحسب المصادر الكنسية، كان بتولاً، وأنه كانت للمجدلية مكانة مميزة كإحدى تلاميذه.

ما قصة مريم المجدلية في جنوب فرنسا؟
في القرون الوسطى، برزت في فرنسا عبادة لمريم المجدلية، وحُكيت عنها أساطير. بُنيت عدة كنائس على اسمها، وفي القرن الثالث عشر، قيل أن قبرها كائن في بروفانس.
في الحقيقة، لا توجد أي آثار لمريم المجدلية في فرنسا قبل القرن التاسع، ويبدو أن جميع الأساطير هي من نسج الخيال. فخلال القرون الوسطى، وصفت أسطورة قدوم لعازر وأختيه مرتا ومريم إلى فرنسا، ولكن مريم هذه ليست المجدلية، بل مريم من بيت عنيا.
ونظراً إلى الارتباك الذي بدأ في القرن السادس بسبب عظة البابا غريغوريوس، ليس من المفاجئ أن تصبح مريم المجدلية جزءاً من هذه الأسطورة. ومن المعروف أيضاً أن المسيحية لم تظهر في تلك المناطق إلا في مطلع القرن الثالث. نتيجة لذلك، يبدو أن لعازر ومريم لم يصلا إلى ذلك المكان. فالقديس لعازر المعروف في فرنسا عاش في القرن الثالث، وليس هو لعازر المذكور في الكتاب المقدس.
بالتالي، فإن أسطورة وجود مريم المجدلية في فرنسا هي اختراع قروسطي أدى إلى نشوء أساطير أخرى. وهذا مفهوم في سياق القرون الوسطى، عندما ادّعت عدة مناطق، في ظل الاجتياح المسلم، امتلاكها ذخائر قديسين بهدف نيل الحماية والامتياز.

مريم المجدلية والكنيسة
على الرغم من أن الكنيسة الكاثوليكية لا تعرّف عن مريم المجدلية كزانية تائبة، يصعب استئصال هذه الفكرة القروسطية من مخيلة الناس. ولا تزال تُصوَّر بتلك الطريقة في أفلام مسيحية ومنشورات تعليمية.
سنة 1969، ألغى البابا بولس السادس من الروزنامة الليتورجية اسم “التائبة” الذي كان يُطلق على مريم المجدلية. ومنذ ذلك الحين، لم تعد قراءات ليتورجيا اليوم تشير إلى الخاطئة التائبة، بل أصبحت مقاطع إنجيلية تتحدث عنها بشكل مناسب.
بدوره، وصفها يوحنا بولس الثاني في رسالة Mulieris Dignitatem بـ “رسولة الرسل”، الاسم الذي استخدمه آباء الكنيسة في القرون الأولى. كما وصفها كإحدى “النساء اللواتي تبيّن أنهن أقوى من الرسل” عند الصلب، ببقائهن إلى جانب يسوع.
الجدير ذكره هو أن الكرسي الرسولي أصدر مرسوماً في 10 يونيو 2016 يرفع تذكار القديسة مريم المجدلية إلى عيد في الروزنامة الرومانية العامة.

الإنجيل
يقدم لنا الإنجيل معلومات غير واضحة فيقول لنا (لوقا 8،2) إنّها كانت من بين نسوةٍ يُساعدن بأموالهنّ وإنّه كان اسمها مريم ومن المتوقع ان تكون من مجدل وهي بلدةٌ صغيرة في الجليل على بعد 5،5 كيلومتر شمال طبريا.
وأخرج يسوع منها سبعة شياطين (لوقا 8،2 – مرقس 16،9) أو بعبارةٍ اخرى كلّ الشياطين. وقد نفهم من هذه العبارة أنّه كان يسكنها شيطان أو انّها كانت تعاني من مرضٍ جسدي ونفسي.


تُظهرها الأناجيل الإزائيّة على أنّها المرأة الأولى من مجموعة نساء كنّ ينظرن عن بعد الى المسيح يُصلب (مرقس 15، 40 – 41) ومن النساء اللواتي كنّ جالسات تجاه القبر (متى 27، 61) خلال دفن المسيح (مرقس 15، 47).
كما تذكر الاناجيل أنّه بعد انقضاء السبت أتت مريم المجدليّة ونساء أخريات الى قبر لتطييب جسد يسوع (مرقس 16، 1 – 7) فيقول لهنّ ملاك ان يسوع قد قام طالبًا منهن الذهاب ونقل الخبر الى التلاميذ (مرقس 16، 1 – 7) وقد أتت في انجيل يوحنا التفاصيل نفسها مع فرقٍ بسيط.
ورافقت مريم المجدليّة العذاء مريم عند اقدام الصليب (يوحنا 19، 25) وأتت يوم الاحد الى القبر عند الفجر والظلام لم يزل مخيمًا فاسرعت واخبرت بطرس ما إن رأت الحجر قد أزيل عن القبر (يوحنا 20، 1 – 2).
وعادت الى مدخل القبر تبكي فرأت يسوع الذّي طلب منها العودة واخبار التلاميذ إنّه صاعدٌ عند الآب (يوحنا 20، 11 – 18) فتحقق مجدها ولذلك تعتبرها الكنيسة الشرقيّة رسولة والكنيسة الغربيّة رسولة الرسل.
يُقال في الشرق أنّه تمّ دفنها في افسس وبأنّه تمّ نقل جثمانها الى القسطنطينية في القرن التاسع.

لطالما تمّ الربط بين مريم المجدليّة ونساء أخريات في الانجيل وابتداءًا من القرنَين السادس والسابع، بدأت الكنيسة تُعرّف بمريم المجدليّة على أنّها المرأة الخاطئة التّي بلّت قدمَيّ يسوع بالدموع. (لوقا 7، 36 – 50).
ومن جهةٍ أخرى، يُصوّرها الآباء والكتّاب الكلاسيكيين على مريم، امرأة خاطئة، اخت لعازر التّي مسحت رأس يسوع في بيت عنيا بالعطر (يوحنا 12، 1 – 11، ولا يذكر متى ومرقس لدى روايتهم هذه الحادثة اسم مريم بل يكتفيان بالقول إنّها امرأة كانت موجودة في بيت سمعان الابرص. متى 26، 6 – 13).

ولذلك تمّ الخلط بين هذه النساء الثلاث على الرغم من ان الانجيل يسعى الى التفرقة بين مريم المجدليّة ومريم اخت لعازر التّي التقاها يسوع في بيت عنيا. (يوحنا 12، 2 – 3).
ومن الممكن القول إنّها المرأة التّي بحسب انجيل لوقا (لوقا 7، 36 – 49) مسحت رجلي يسوع بالطيب وذلك إذ يذكر القديس لوقا مباشرةً بعد حدث مسامحة يسوع للمرأة، انّه سار في المدينة تعاونه بعض النسوة ومنهن مريم المجدليّة التّي قد خرج منها سبعة شياطين (لوقا، 8،2).
بالإضافة الى ذلك، يتحدث يسوع عن حبّ المرأة الخاطئة: “فإذا قلتُ لك ان خطاياها الكثيرة غفرت لها فلأنها اظهرت حبًّا كبيرًا.” (لوقا 7، 47) كما اظهرت حبًا كبيرًا عندما التقت يسوع بعد القيامة (يوحنا 20، 14 – 18).
وفي كلّ الأحوال، لا تُعتبر مسيرة هذه المرأة الخاطئة عار فخان بطرس يسوع وكان بولس أشرس مُضطهدي المسيحيين فاكتسبت مريم المجدليّة اهميتها لا من ضعفها بل من حبّها.

واستقطبت مريم المجدليّة اهتمام بعض المجموعات المهمشة في ايام الكنيسة الأولى وهي مجموعات غنوصيّة تتحدث في كتاباتها عن بعض الأسرار المتعلقة بيسوع بعد القيامة فتستعين بمريم المجدليّة لنشر أفكارها هذه.وهي معلومات لا تستند الى أي واقعة تاريخيّة. ويعتبر آباء الكنيسة والكتّاب اللاهوتتين وغيرهم مريم المجدليّة على أنّها تلميذة من تلاميذ يسوع ومبشرة بانجيله.
وابتداءً من القرن العاشر، انتشرت كتابات تُثني مريم المجدليّة فحصدت رواجًا في فرنسا خاصةً ومن هنا نشأت اسطورةٌ لا اساس تاريخي لها مفادها ان مريم المجدليّة ولعازر وغيرهم هربوا عند بدأ الاضطهاد من اورشليم الى مرسيليا فبشروا بالمسيحيّة البلاد وبحسب هذه الاسطورة، توفيّت مريم المجدليّة في أيكس أن بروفنس وجثمانها موجدٌ في بلدة فيزيلاي.
 
قديم 18 - 04 - 2019, 03:21 PM   رقم المشاركة : ( 23028 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,384,895

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذي يُبْذَلُ مِنْ أَجْلِكُم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إنجيل القدّيس لوقا ظ¢ظ¢ / ظ، – ظ¢ظ£
كانَ عِيدُ الفَطِيرِ الَّذي هوَ عِيدُ الفِصْحِ يَقْتَرِب.
وكانَ الأَحْبَارُ وَالكَتَبَةُ يَبْحَثُونَ كَيْفَ يَقْضُونَ عَلَى يَسُوع، لأَنَّهُم كانُوا يَخَافُونَ مِنَ الشَّعْب.
ودَخَلَ الشَّيْطَانُ في يَهُوذَا المُلَقَّبِ بِالإِسْخَرْيُوطِيّ، وَهُوَ مِنْ عِدَادِ الظ±ثْنَي عَشَر، فَمَضَى وَفَاوَضَ الأَحْبَارَ وقَادَةَ حَرَسِ الهَيْكَلِ كَيْفَ يُسْلِمُ إِلَيْهِم يَسُوع.
فَفَرِحُوا، وظ±تَّفَقُوا أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّة.
فقَبِلَ، ثُمَّ رَاحَ يَتَلَمَّسُ فُرْصَةً مُؤَاتِيَة، لِيُسْلِمَهُ إِلَيْهِم بَعِيدًا عَنِ الجَمْع.
وحَلَّ يَوْمُ الفَطِير، الَّذي يَجِبُ أَنْ يُذبَحَ حَمَلُ الفِصْحِ فِيه،
فَأَرْسَلَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلاً: «إِذْهَبَا فَأَعِدَّا لَنَا عَشَاءَ الفِصْحِ لِنَأْكُلَهُ».
فقَالا لَهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُعِدَّهُ؟».
فقَالَ لَهُمَا: «مَا إِنْ تَدْخُلا المَدِينَةَ حَتَّى يَلْقَاكُمَا رَجُلٌ يَحْمِلُ جَرَّةَ مَاء، فظ±تْبَعَاهُ إِلى البَيْتِ الَّذي يَدْخُلُهُ.
وَقُولا لِرَبِّ البَيْت: أَلْمُعَلِّمُ يَقُولُ لَكَ: أَيْنَ القَاعَةُ الَّتي آكُلُ فِيهَا عَشَاءَ الفِصْحِ مَعَ تَلامِيذِي؟
وَهُوَ يُريكُمَا عِلِّيَةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَة، فَأَعِدَّاهُ هُنَاك».
فذَهَبَا وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا، وأَعَدَّا عَشَاءَ الفِصْح.
ولَمَّا حَانَتِ السَّاعَة، ظ±تَّكَأَ يَسُوعُ وَمَعَهُ الرُّسُل،
فقَالَ لَهُم: «شَهْوَةً ظ±شْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الفِصْحَ مَعَكُم قَبْلَ آلامي!
فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: لَنْ آكُلَهُ بَعْدَ اليَومِ إِلَى أَنْ يَتِمَّ في مَلَكُوتِ الله».
ثُمَّ أَخَذَ كَأْسًا، وَشَكَرَ، وَقَال: «خُذُوا هذِهِ الكَأْسَ وظ±قْتَسِمُوهَا بَيْنَكُم.
فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: لَنْ أَشْرَبَ عَصِيرَ الكَرْمَة، مُنْذُ الآن، إِلى أَنْ يَأْتِيَ مَلَكُوتُ الله».
ثُمَّ أَخَذَ خُبْزًا، وَشَكَرَ، وَكَسَرَ، وَنَاوَلَهُم قَائلاً: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذي يُبْذَلُ مِنْ أَجْلِكُم. إِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي».
وكَذلِكَ أَخَذَ الكَأْسَ بَعْدَ العَشَاءِ وَقَال: «هذِهِ الكَأْسُ هِيَ العَهْدُ الجَدِيدُ بِدَمِي، الَّذي يُهْرَقُ مِنْ أَجْلِكُم.
ولكِنْ، هَا هِيَ يَدُ الَّذي يُسْلِمُنِي مَعِي عَلى المَائِدَة.
فظ±بْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مُقَرَّر؛ إِنَّمَا ظ±لوَيْلُ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذي يُسْلِمُهُ!».
فظ±بْتَدَأَ الرُّسُلُ يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُم: «مَنْ تُرَى مِنْهُم هُوَ المُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هذَا؟».

التأمل: “هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذي يُبْذَلُ مِنْ أَجْلِكُم…”
في رسالة يوحنا الاولى يرد الآتي:”منّا خرجوا، لكنهم لم يكونوا منا لأنهم لو كانوا منا لبقوا معنا..”(ظ،يوحنا ظ¢ / ظ©)..
هذا وصفٌ دقيق لحالة “المؤمن غير المؤمن”، الذي يدعي الإيمان وينقلب عليه في اللحظة الحاسمة..

المؤمن الصادق والحقيقي لا يرتد في ساعة “الاختبار” بل بثابر في النعمة مهما بلغت الشدة عليه حتى اللحظة الاخيرة والنفس الأخير..
ألم يكن يهوذا من تلاميذ يسوع؟ ألم يتبعه على مدى ثلاث سنوات؟ ألم يعلن إيمانه به كسائر التلاميذ؟ هل كانت لديه نيّة الخيانة منذ البداية؟؟

ألم يترك كل شيء ويتبع المسيح؟؟ ألم يسمع كلامه ويرى عجائبه؟؟ هل كان أحد من التلاميذ يشك بإيمان يهوذا؟ أو أن الخيانة ستكون على يده؟؟
في حين كان يسوع يتقدم في رسالته حتى يصل الى “ساعة” الذروة كان يهوذا ينمو في الشر.. في حين كان يسوع قد سلّم نفسه ومصيره الى إرادة الله الأب كان يهوذا قد بلغ فيه الشر حتى استولى عليه وأصبح خاضعاً له في كليته!!!

على الطاولة نفسها، نرى “المؤمن غير المؤمن” ونرى أيضاً “المؤمن المؤمن”، داخل الكنيسة، على مذبح الرب يتكرر المشهد!!! براعة في التمثيل يقابلها براعة في الشهادة، مراءاة وخداع يقابلهما صدقٌ وأمانة، أداة شريرة في يد الشيطان وربٌ متواضع يعطي جسده للناس الجياع الى الله مأكلا والعطاش الى البر مشرباً..
ألم يستمر يهوذا الى النهاية بالقرب من يسوع؟ ألم يجلس معه على المائدة؟ ألم يتناول من يده؟ ألم يسمح له بأن يغسل له قدميه؟؟ كل ذلك حصل فعلاً وبسهولة تامة حتى أنه ربما كان قد خطط وفكر ورسم سيناريو وصفقة “الخيانة” على المائدة وبالقرب من يسوع!!
هذا هو واقع البشرية، التي يصفها جيدا” صاحب المزمور قائلاً :” فالعُنْفُ والخِصامُ رأيتُهُما في المدينةِ،يطوفانِ بأسوارِها نهاراً وليلاً، وفي داخِلِها الأثْمُ والفَسادُ. الظُّلْمُ يَعُمُّ أوساطَها والغِشُّ والمَكرُ لا يترُكانِ ساحاتِها.”(مزمور ظ¥ظ¥ / ظ،ظ¢ – ظ،ظ£)

لقد كان يهوذا الأقرب الى “المخلص” لكنه الأبعد عن “الخلاص”.. فهل يكفي أن نكون “قريبين” من يسوع لننال الخلاص؟ لقد استطاع يهوذا كما الكثيرين من بيننا أن يلعب دور “شخصيتين” في الوقت عينه، أن يكون صديقاً ليسوع، ممثله في المجالس، ناطقاً باسمه، لابساً ثوبه، ومن ثم منقلباً عليه، خائناً، دجّالا، رخيصاً، يبيع ملك الملوك ورب الأرباب عبداً في سوق “النخاسة”..
ربما نظر يسوع الى يهوذا ومن خلاله الى كل منا وتمتم مصلياً كلمات المزمور الآتية:
” لا العدوُّ يُعيِّرُني فأَحتَمِل‌، ولا المُبغِضُ يتَجَبَّرُ عليَّ فأختَبِـئُ، بل أنتَ يا مَنْ ساوَيتَهُ بـي وكانَ أَليفي وصديقي الحميمَ. معَهُ كانتِ العِشرَةُ تحلو، والتَّمَشِّي معَهُ‌ في بَيتِ إِلهِنا.” (مزمور ظ¥ظ¥ / ظ،ظ£ -ظ،ظ¥).

قبل أن يباغتنا الموت… قبل أن نهبط “أحياءً الى عالم الأموات” انه الوقت المناسب لنقلع “الشَّرَّ في وَسَطِ مَساكِنِنا” بقوة يسوع الذي افتدانا بدمه على الصليب. آمين.

 
قديم 18 - 04 - 2019, 03:29 PM   رقم المشاركة : ( 23029 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,384,895

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الجُمعة العظيمة المُحيِيَة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يُحيِي أبناءُ الكنيسة حَدَث الجُمعة العظيمة، بالإحتفال اللِّيتورجيّ المُقدَّس، بأبعاده اللاهوتيّة والرُّوحيّة والإنسانيّة.
يطبع هذا الحَدَث المجيد المسيرة الخلاصيّة، الَّتي قادها الرَّبّ يسوع، والَّتي قادتهُ نحو الصَّلب على الصَّليب، “وأنا إذا رُفِعتُ عن الأرض جذَبتُ إليَّ النَّاس أجمعين؛ قال ذلك مُشيرًا إلى الميتة الَّتي سيموتها” (يو 12: 32-33).
يدعونا هذا الحَدَث العظيم، يوم الجُمعة العظيمة، إلى العودة إلى الذَّات، والرَّهبة أمام آلام السيّد المسيح وموته على الصَّليب، كفّارةً عن خطايانا ومعاصينا وأمراضنا وأوجاعنا و”رذائلنا” المتنوّعة والكثيرة. ألا تحمِلُنا “حالة” المسيح، أيّ عذابه وموته، إلى الصَّمت والتَّأمّل والصَّلاة، والنَّدم، والشُّعور بالذَّنب، وتحضير أنفسنا لملاقاة الرَّبّ عندما يدعونا إلى الحساب؟
نعم، يحثُّنا موت الرَّبّ يسوع، على ذَرف الدُّموع على مسيرتنا الإيمانيّة والإنسانيّة المجبولة بكلّ أنواع النقائص والعادات السيّئة والأفكار الشِّريرة. نعم، يحُّثنا موت الرَّبّ يسوع، على الندامة الصَّادقة والتَّوبة العميقة، والتَّعويض الظاهر، المُعبَّر عنه بالمحبّة الأخوية وعمل الرَّحمة والتَّسامح والإبتعاد عن كلّ أنواع الشُّرور. أعطانا الآب الخالق، بموت إبنه على الصَّليب، رحمته وغفرانه وسلامه تعبيرًا عن حبّه للإنسان، بالرُّغم من تشويهه صورة الخَلق والخالِق. “هوَّذا حملُ الله الَّذي يرفع خطيئة العالم” (يو 1: 29).
نعم، يحثُّنا موت الرَّبّ يسوع، على فتح أعيننا لنرى قُدرة الله الخلاصيّة، ولنؤمن به إيمانًا عميقًا، كما عبَّر عن ذلك قائد المِئة، “كان هذا الرَّجل إبن الله حقًّا” (مر 15: 39).

يذكّرنا يوم الجُمعة العظيمة، أنّ المسيح مات ليُعطينا الحياة. أَلَم يأخذ موتنا ليُعطينا حياته؟ أَوَلَيسَ “بموته” تعبير عن حبّه الكبير لنا؟ أَلَم يهبنا القُدرة على بذل الذَّات والحبّ الكامل والمجّاني والفادي؟ مات مَلِكُ المجد والمُخلّص يوم الجُمعة، لكنّه انتصر على الموت بالموت، وقام من بين الأموات. هل نؤمن أنّ الموت مع المسيح ليس النهاية، بل هو البداية، أو هو استمرارٌ لعلاقة الحبّ معه، الَّتي لا تنتهي، بل تقودنا إلى معاينة وجه الله و”العيش” معه في البيت الإلهيّ. الموت هو بوّابة عبور نحو الحياة، “يا أبتِ في يدَيكَ أستودعُ روحي” (لو 23: 46).

نؤكّد معًا، في يوم الجُمعة العظيمة، أنّ ابن الله دفعَ فوق الصَّليب، ثمن حريّتنا، وردَّ الإعتبار لإنسانيّتنا وبشريّتنا الحزينة والمُتألّمة والمجروحة والمُشوَّهة. كما مزَّق صكّ عبوديّتنا. لقد جعلنا أحرارًا.
نعم، مات الله في قلوب النَّاس الَّتي امتلكت عليها الرذيلة والشَّر والضَّغينة، والَّتي ترفض الرَّحمة والتَّعاضد والتَّضامن. نعم، مات الله في ضمائر بعض النَّاس، الَّتي لا تعرف قيمة القِيَم والمبادئ، في مسيرة الحياة الإنسانيّة، ولا ثمارها للأسف.
زِدنا إيمانًا أيّها المَصلوب، كي نحوِّل الأَلَم واليأس والخوف والغُربة والإحباط والخِلافات وكلّ ما يُعيق مسيرة الإنسان الخلاصيّة، إلى واحةِ سلامٍ وأمانٍ وفرحٍ وتفانٍ. نشكركَ لأنَّكَ أَعطيتنا أن نفهم الأَلَم ونواجهه بآلام إبنكَ. نشكركَ لأنَّكَ تتألَّم معنا ومن أجلِنا. إقبَل صليبنا وباركه وقدِّسه.
أَلَم يحِن الوقت كي نصمُت ونسجد ونتأمّل؟
“نسجد لكَ أيّها المسيح ونبارِكُكَ، لأنَّكَ بصليبِكَ المُقدَّس خلَّصتَ العالم”.
 
قديم 18 - 04 - 2019, 03:31 PM   رقم المشاركة : ( 23030 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,384,895

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نسجد لآلامك أيها المسيح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا ربّ، إن أعيننا مظلمة.
فكيف نرافقك إلى هذا الحدّ؟
“رحمة” هو اسمك. ولكن هذا الاسم هو جنون.
لتتفجّر زقاق قلوبنا العتيقة!
اشف نظرتنا كي تستنير ببشارة الإنجيل،
ساعة نقف عند أقدام صليب ابنك.
يمكننا حينئذ أن نحتفي بـ
“عَرْضُ وطُّول وعُلُوُّ وعُمق” محبّة المسيح (أف، 3، 18)،
وقلبنا قد تعزّى وانبهر.


 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025