وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

[Mary Naeem]

لِقاءِ يَسُوعَ بِالسَّامِرِيَّةِ إِذْ صَرَّحَ لَها عَلانيَةً أَنَّهُ المَسِيحُ المُنْتَظَرُ،
مَلِكُ إِسْرائيلَ. فَلَمَّا قالَتْ لَهُ المَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ:
"إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ المَشيحَ آتٍ، وَهُوَ الَّذي يُقالُ لَهُ المَسِيحُ.
وَإِذا أَتى، أَخْبَرَنا بِكُلِّ شَيْءٍ"، قالَ لَها يَسُوعُ:
"أَنا هُوَ، أَنا الَّذي يُكَلِّمُكِ" (يُوحَنّا 25–26:4).
وَقَدْ كانَ السَّامِرِيُّونَ يَنْتَظِرُونَ مَسِيحًا نَبَوِيًّا -عَلى مِثالِ مُوسى-
لا مَسِيحًا سِياسِيًّا، بَلْ مَلِكًا رُوحِيًّا.
لِذَلِكَ كَشَفَ يَسُوعُ عَن هُوِيَّتِهِ المَسِيحانِيَّةِ لِلسَّامِرِيَّةِ،
لِيَقينِهِ أَنَّهَا سَتَفْهَمُ -وَلَوْ جُزْئِيًّا- مَعْنَى مُلْكِهِ الرُّوحِيِّ.

[Mary Naeem]

لِقاءِ يَسُوعَ الأَخِيرِ مَعَ الحاكِمِ بُنْطِيوسَ بِيلاطُس
أَثْناءَ اِسْتِجْوابِهِ لَهُ فِيما يَخُصُّ الاِتِّهامَ: "أَأَنْتَ مَلِكَ اليَهُودِ؟"(يُوحَنّا 33:18).
فَانْتَهَزَ يَسُوعُ الفُرْصَةَ لِيُعْلِنَ مُلْكَهُ، وَلَمْ يَنْكُرِ اللَّقَبَ، بَلْ أَجابَ: "هُوَ ما تَقُولُ. فَإِنِّي مَلِكٌ. وَأَنا ما وُلِدتُ وَأَتَيْتُ العالَمَ إِلّا لِأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. فَكُلُّ مَنْ كانَ مِنَ الحَقِّ يُصْغِي إِلى صَوْتِي" (يُوحَنّا 37:18).
وَلَكِنَّهُ أَوْضَحَ طَبيعَةَ مُلْكِهِ قائلًا: "لَيْسَتْ مَمْلَكَتي مِنْ هَذا العالَمِ. لَوْ كانَتْ مَمْلَكَتي مِنْ هَذا العالَمِ، لَدافَعَ عَنِّي حَرَسي لِكَيْ لا أُسَلَّمَ إِلى اليَهُودِ. وَلَكِنَّ مَمْلَكَتي لَيْسَتْ مِنْ ههُنا" (يُوحَنّا 36–37:18).
فَمَمْلَكَةُ يَسُوعَ لا تُمَثِّلُها أَيُّ مَمْلَكَةٍ بَشَرِيَّةٍ، وَلَيْسَ هُناكَ مُنافَسَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَيْصَرَ (راجع لوقا 2:23). فَقَدِ اتَّخَذَ مُلْكُهُ طابِعًا خاصًّا يُمَيِّزُهُ عَنِ النِّظامِ السِّياسِيِّ الدُّنْيَوِيِّ.
ولِذَلِكَ، لَيْسَ هُناكَ صِراعٌ بَيْنَ يَسُوعَ وَمُلُوكِ الأَرْضِ؛ بَلْ عَلَى المَسِيحِيِّينَ أَنْ يُخْضِعُوا أَنْفُسَهُمْ لِلسُّلْطَاتِ الزَّمَنِيَّةِ — ما لَمْ تُخالِفِ الإِيمانَ وَالأَخْلاقَ — كَما قالَ بُطْرُسُ الرَّسُولُ:"اِخْضَعُوا لِكُلِّ نِظامٍ بَشَرِيٍّ مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ: لِلْمَلِكِ كَسُلْطانٍ أَعْلَى، وَلِلْحُكّامِ كَمُنْدُوبِينَ مِنهُ…" (1 بُطْرُس 13:2)، عَلى أَلّا يُعارِضُوا سُلْطانَ اللهِ الرُّوحِيَّ.

[Mary Naeem]

لِقاءِ يَسُوعَ مَعَ نَتَنائِيل
فَلَمْ يَتَنَكَّرْ يَسُوعُ لِاعْتِرافِهِ: "أَنْتَ مَلِكَ إِسْرائيلَ"، لَكِنَّهُ وَجَّهَ أَنْظارَهُ -
وَأَنْظارَ التِّلْمِيذِ- إِلى مَجِيءِ ابنِ الإِنْسانِ قائلًا:
"الحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُم: سَتَرَوْنَ السَّماءَ مُنْفَتِحَةً،
وَمَلائِكَةَ اللهِ صاعِدِينَ وَنازِلِينَ فَوْقَ ابنِ الإِنْسانِ" (يُوحَنّا 51:1)

[Mary Naeem]

لَمْ يُكَلِّمْ يَسُوعُ رُسُلَهُ عَن مَلَكُوتِهِ إِلّا حِينَ بَدَأَ آلامَهُ
فَقَالَ لَهُم: "أَنا أُوصِي لَكُم بِالمَلَكُوتِ كَما أَوْصى لِي أَبِي بِهِ،
فَتَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ عَلى مائِدَتي في مَلَكُوتِي" (لوقا 29–30:22).
فَالاِحْتِفالُ بِالمَسِيحِ المَلِكِ هُوَ الاِحْتِفالُ بِانْتِصَارِهِ المَجِيدِ
الَّذي تَحَقَّقَ مِنْ خِلالِ مَوْتِهِ عَلى الصَّلِيبِ وَقِيامَتِهِ المُنْتَصِرَةِ.
وَلِذَلِكَ، فَإِنَّ مُلْكَ المَسِيحِ يَكْمُنُ فِي العَلاقَةِ مَعَهُ؛
وَهِيَ عَلاقَةٌ لا تَنْطَوِي عَلى السُّلْطَوِيَّةِ أَوْ سَحْقِ الإِنْسانِ،
بَلْ عَلى خِدْمَتِهِ وَمَنْحِهِ الحَياةَ وَالخَلاصَ.

[Mary Naeem]

يَسُوعَ لَمْ يَرْفُضْ لَقَبَ "مَلِك" إِلَّا عِنْدَما كانَ يُفْهَمُ بِمَعْنًى سِياسِيًّا زَمَنِيًّا. أَمَّا عِنْدَما كانَ يَتَحَدَّثُ عَن مَلَكُوتِ اللهِ كَمُلْكِ حَقٍّ وَحَياةٍ، وَقَداسَةٍ وَنِعْمَةٍ، وَمَحَبَّةٍ وَسَلامٍ، فَلَمْ يَكُنْ يَرْفُضُ هَذَا اللَّقَبَ، بَلْ كَانَ يُوَضِّحُهُ. وَقَدْ ظَهَرَ هَذا الإِيضاحُ فِي ثَلَاثِ وِقائِعَ مِحْوَرِيَّةٍ، وَهِيَ:



الواقِعَةُ الأُولَى: تَكْمُنُ الواقِعَةُ الأُولَى فِي لِقاءِ يَسُوعَ بِالسَّامِرِيَّةِ؛ إِذْ صَرَّحَ لَها عَلانيَةً أَنَّهُ المَسِيحُ المُنْتَظَرُ، مَلِكُ إِسْرائيلَ. فَلَمَّا قالَتْ لَهُ المَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ: "إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ المَشيحَ آتٍ، وَهُوَ الَّذي يُقالُ لَهُ المَسِيحُ. وَإِذا أَتى، أَخْبَرَنا بِكُلِّ شَيْءٍ"، قالَ لَها يَسُوعُ: "أَنا هُوَ، أَنا الَّذي يُكَلِّمُكِ" (يُوحَنّا 25–26:4). وَقَدْ كانَ السَّامِرِيُّونَ يَنْتَظِرُونَ مَسِيحًا نَبَوِيًّا -عَلى مِثالِ مُوسى- لا مَسِيحًا سِياسِيًّا، بَلْ مَلِكًا رُوحِيًّا. لِذَلِكَ كَشَفَ يَسُوعُ عَن هُوِيَّتِهِ المَسِيحانِيَّةِ لِلسَّامِرِيَّةِ، لِيَقينِهِ أَنَّهَا سَتَفْهَمُ -وَلَوْ جُزْئِيًّا- مَعْنَى مُلْكِهِ الرُّوحِيِّ.



الواقِعَةُ الثّانِيَةُ: تَكْمُنُ الواقِعَةُ الثّانِيَةُ فِي لِقاءِ يَسُوعَ الأَخِيرِ مَعَ الحاكِمِ بُنْطِيوسَ بِيلاطُس، أَثْناءَ اِسْتِجْوابِهِ لَهُ فِيما يَخُصُّ الاِتِّهامَ: "أَأَنْتَ مَلِكَ اليَهُودِ؟"(يُوحَنّا 33:18). فَانْتَهَزَ يَسُوعُ الفُرْصَةَ لِيُعْلِنَ مُلْكَهُ، وَلَمْ يَنْكُرِ اللَّقَبَ، بَلْ أَجابَ: "هُوَ ما تَقُولُ. فَإِنِّي مَلِكٌ. وَأَنا ما وُلِدتُ وَأَتَيْتُ العالَمَ إِلّا لِأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. فَكُلُّ مَنْ كانَ مِنَ الحَقِّ يُصْغِي إِلى صَوْتِي" (يُوحَنّا 37:18). وَلَكِنَّهُ أَوْضَحَ طَبيعَةَ مُلْكِهِ قائلًا: "لَيْسَتْ مَمْلَكَتي مِنْ هَذا العالَمِ. لَوْ كانَتْ مَمْلَكَتي مِنْ هَذا العالَمِ، لَدافَعَ عَنِّي حَرَسي لِكَيْ لا أُسَلَّمَ إِلى اليَهُودِ. وَلَكِنَّ مَمْلَكَتي لَيْسَتْ مِنْ ههُنا" (يُوحَنّا 36–37:18). فَمَمْلَكَةُ يَسُوعَ لا تُمَثِّلُها أَيُّ مَمْلَكَةٍ بَشَرِيَّةٍ، وَلَيْسَ هُناكَ مُنافَسَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَيْصَرَ (راجع لوقا 2:23). فَقَدِ اتَّخَذَ مُلْكُهُ طابِعًا خاصًّا يُمَيِّزُهُ عَنِ النِّظامِ السِّياسِيِّ الدُّنْيَوِيِّ. ولِذَلِكَ، لَيْسَ هُناكَ صِراعٌ بَيْنَ يَسُوعَ وَمُلُوكِ الأَرْضِ؛ بَلْ عَلَى المَسِيحِيِّينَ أَنْ يُخْضِعُوا أَنْفُسَهُمْ لِلسُّلْطَاتِ الزَّمَنِيَّةِ — ما لَمْ تُخالِفِ الإِيمانَ وَالأَخْلاقَ — كَما قالَ بُطْرُسُ الرَّسُولُ:"اِخْضَعُوا لِكُلِّ نِظامٍ بَشَرِيٍّ مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ: لِلْمَلِكِ كَسُلْطانٍ أَعْلَى، وَلِلْحُكّامِ كَمُنْدُوبِينَ مِنهُ…" (1 بُطْرُس 13:2)، عَلى أَلّا يُعارِضُوا سُلْطانَ اللهِ الرُّوحِيَّ.



الواقِعَةُ الثّالِثَةُ: تَكْمُنُ الواقِعَةُ الثّالِثَةُ فِي لِقاءِ يَسُوعَ مَعَ نَتَنائِيل. فَلَمْ يَتَنَكَّرْ يَسُوعُ لِاعْتِرافِهِ: "أَنْتَ مَلِكَ إِسْرائيلَ"، لَكِنَّهُ وَجَّهَ أَنْظارَهُ -وَأَنْظارَ التِّلْمِيذِ- إِلى مَجِيءِ ابنِ الإِنْسانِ قائلًا: "الحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُم: سَتَرَوْنَ السَّماءَ مُنْفَتِحَةً، وَمَلائِكَةَ اللهِ صاعِدِينَ وَنازِلِينَ فَوْقَ ابنِ الإِنْسانِ" (يُوحَنّا 51:1).



وأَخِيرًا… لَمْ يُكَلِّمْ يَسُوعُ رُسُلَهُ عَن مَلَكُوتِهِ إِلّا حِينَ بَدَأَ آلامَهُ، فَقَالَ لَهُم: "أَنا أُوصِي لَكُم بِالمَلَكُوتِ كَما أَوْصى لِي أَبِي بِهِ، فَتَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ عَلى مائِدَتي في مَلَكُوتِي" (لوقا 29–30:22). فَالاِحْتِفالُ بِالمَسِيحِ المَلِكِ هُوَ الاِحْتِفالُ بِانْتِصَارِهِ المَجِيدِ الَّذي تَحَقَّقَ مِنْ خِلالِ مَوْتِهِ عَلى الصَّلِيبِ وَقِيامَتِهِ المُنْتَصِرَةِ. وَلِذَلِكَ، فَإِنَّ مُلْكَ المَسِيحِ يَكْمُنُ فِي العَلاقَةِ مَعَهُ؛ وَهِيَ عَلاقَةٌ لا تَنْطَوِي عَلى السُّلْطَوِيَّةِ أَوْ سَحْقِ الإِنْسانِ، بَلْ عَلى خِدْمَتِهِ وَمَنْحِهِ الحَياةَ وَالخَلاصَ.

[Mary Naeem]

مُلْكُ يَسُوعَ يَخْلُو مِنْ كُلِّ صِيغَةٍ اِنْتِصارِيَّةٍ بَشَرِيَّةٍ



فَهِمَ اليَهُودُ يَسُوعَ وَمُلْكَهُ بِمَعْنًى سِياسِيٍّ وَدُنْيوِيٍّ؛ أَيْ أَنَّ المَسِيحَ — فِي مَخَيِّلَتِهِم — يَجِبُ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ وَالآخَرِينَ مِنَ الشُّرورِ الطَّبِيعِيَّةِ، وَمِنَ الكَوارِثِ القَوْمِيَّةِ، وَمِنَ الذُّلِّ وَالفَقْرِ وَالقَهْرِ، وَمِنَ الاِحْتِلالِ الرُّومانِيِّ. وَيَعْكِسُ هَذا الفَهْمَ قَوْلُ أَحَدِ المُجْرِمَيْنِ المُعَلَّقَيْنِ عَلَى الصَّلِيبِ: "أَلَسْتَ المَسِيحَ؟ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَخَلِّصْنا!" (لوقا 39:23).



وَمِنْ ناحِيَةٍ أُخْرَى، كَانُوا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ المَسِيحَ سَيُعِيدُ أَمْجادَ مُلْكِ داوُدَ. وَلِهَذا نَرَى أُمَّ ابْنَيْ زَبَدَي -الرَّسولَيْنِ يَعْقوبَ وَيُوحَنَّا- تَسْعى إِلى تَأْمينِ مُسْتَقْبَلِ وَلَدَيْها، طَالِبَةً مِنْ يَسُوعَ: "مُرْ أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ هذانِ: أَحَدُهُما عَنْ يَمِينِكَ، وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِكَ في مَلَكُوتِكَ" (مَتّى 21:20).



لَكِنَّ مُلْكَ يَسُوعَ هُوَ مُلْكُ حَقٍّ وَحَياةٍ، قَداسَةٍ وَنِعْمَةٍ، عَدْلٍ وَمَحَبَّةٍ وَسَلامٍ؛ لأَنَّهُ: "لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ، بَلْ لِيَخْدُمَ، وَلِيَفْدِيَ بِنَفْسِهِ جَماعَةَ النّاسِ" (مَتّى 28:20). وَلأَنَّهُ قالَ: "لَيْسَ لِأَحَدٍ مَحَبَّةٌ أَعْظَمُ مِنْ هَذِهِ: أَنْ يَبْذِلَ نَفْسَهُ عَنْ أَحِبَّائِهِ" (يُوحَنّا 13–15:15).



يسوعُ يَرْفُضُ المُلْكِيَّةَ الزَّمَنِيَّةَ. لَمْ يَنْقَدْ يَسُوعُ لِحَمَاسَةِ الجَمَاهِيرِ -فِي يَوْمِ دُخُولِهِ الاِنْتِصارِيِّ أُورُشَلِيمَ- الَّذينَ أَرادُوا إِعْلانَ صِفَتِهِ المُلُوكِيَّةِ، بَلِ ارْتَضى مَشْهَدًا مُتَواضِعًا، كَما جَاءَ فِي نُبُوءَةِ زَكَرِيّا: "هُوَذا مَلِكُكِ آتِيًا إِلَيْكِ بارًّا مُخَلِّصًا، وَضِيعًا، راكِبًا عَلَى حِمارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتانٍ" (زَكَرِيّا 9:9). وَتَرَكَ الجَمْعَ يَهْتِفُونَ: "تَبارَكَ الآتي، المَلِكُ بِاسْمِ الرَّبِّ!" (لوقا 38:19). وَلَمْ يَقْبَل يَسُوعُ -بَعْدَ مُعْجِزَةِ تَكْثِيرِ الخُبْزِ وَالسَّمَكِ (مَتّى 13–14:14)- أَنْ يَخْطِفَهُ الجَمْعُ لِتَنْصِيبِهِ مَلِكًا زَمَنِيًّا، بَلِ اِبْتَعَدَ عَنْهُمْ، لِمَا فِي هَذِهِ الرَّغْبَةِ مِنْ أَهْدافٍ بَشَرِيَّةٍ وَآمالٍ دُنْيَوِيَّةٍ.



اِتَّهَمَ اليَهُودُ يَسُوعَ أَمامَ الحاكِمِ الرُّومانِيِّ بُنْطِيُوسَ بِيلاطُس اتِّهامًا سِياسِيًّا باطِلا قَائِلِينَ: "وَجَدْنا هذَا الرَّجُلَ يُفْتِنُ أُمَّتَنَا، وَيَنْهى عَنْ دَفْعِ الجِزْيَةِ لِقَيْصَرَ، وَيَقُولُ إِنَّهُ المَسِيحُ المَلِكُ" (لوقا 2:23). فَبِنَاءً عَلَى هَذا الاِتِّهامِ لسّياسِيِّ، حَكَمَ بِيلاطُسُ عَلَى يَسُوعَ -كَمَا يُفِيدُ سِفْرُ أَعْمالِ الرُّسُلِ- لِأَنَّهُ: "هُناكَ مَلِكٌ آخَرُ: يَسُوعُ" (أَعْمال 7:17). لَكِنَّ يَسُوعَ تَجَنَّبَ كُلَّ مَظاهِرِ القُوَّةِ وَالسُّلْطانِ البَشَرِيِّ، لِأَنَّ مُلْكَتَهُ لَيْسَ مِنْ هَذا العالَمِ (راجع يُوحَنّا 36:18).



كانَ يَسُوعُ مَلِكًا، لِأَنَّهُ كانَ لَدَيْهِ مَمْلَكَةٌ، وَلَكِنَّ مَمْلَكَتَهُ فِي خِلافٍ كامِلٍ مَعَ كُلِّ أَنْوَاعِ الاسْتِعْراضِ بِالقُوَّةِ فِي هذَا العالَمِ، وَلَيْسَ فِيهَا مَكانٌ لِلعُنْفِ. فَيَسُوعُ لَيْسَ مَلِكًا بِحَسَبِ عَقْلِيَّةِ هذَا العالَمِ، بَلْ بِحَسَبِ الطَّاعَةِ لِلآبِ وَالاسْتِسْلامِ لِمَشِيئَتِهِ، لِكَيْ يَتِمَّ تَدْبِيرُ المَحَبَّةِ وَالخَلاصِ. وَقَدْ جاءَ فِي تَعْلِيمِ بُولُسَ الرَّسُولِ: "فَلَا بُدَّ لَهُ أَنْ يَمْلِكَ، حَتَّى يَجْعَلَ جَمِيعَ أَعْدائِهِ تَحْتَ قَدَمَيْهِ" (1 قورنتس 25:15).



فَمُلُوكِيَّةُ يَسُوعَ تَرْتَبِطُ بِهَوِيَّتِهِ الَّتي تَسْتَمِدُّ سُلْطانَهَا مِنْ أَبِيهِ السَّماوِيِّ، الَّذي أَرْسَلَهُ إِلى العالَمِ لِيَشْهَدَ لِلْحَقِّ. لِذَلِكَ فَإِنَّ زَمَنَ مُلْكِ المَسِيحِ هُوَ زَمَنُ إِخْضاعِ كُلِّ شَيْءٍ لِلابْنِ، ثُمَّ تَسْلِيمِ كُلِّ شَيْءٍ لِلآبِ: "وَالمَوْتُ آخِرُ عَدُوٍّ يُبِيدُهُ" (1 قورنتس 26:15). وَفِي النِّهايَةِ، عِنْدَما يُصْبِحُ كُلُّ شَيْءٍ تَحْتَ مُلْكِيَّتِهِ، يَخْضَعُ يَسُوعُ –الابْنُ- نَفْسَهُ لِلآبِ: "لِيَكُونَ اللهُ كُلَّ شَيْءٍ في كُلِّ شَيْءٍ" (1 قورنتس 28:15).



نَسْتَنْتِجُ مِمَّا سَبَقَ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَرْفُضْ لَقَبَ "مَلِك" إِلَّا عِنْدَما كانَ يُفْهَمُ بِمَعْنًى سِياسِيًّا زَمَنِيًّا. أَمَّا عِنْدَما كانَ يَتَحَدَّثُ عَن مَلَكُوتِ اللهِ كَمُلْكِ حَقٍّ وَحَياةٍ، وَقَداسَةٍ وَنِعْمَةٍ، وَمَحَبَّةٍ وَسَلامٍ، فَلَمْ يَكُنْ يَرْفُضُ هَذَا اللَّقَبَ، بَلْ كَانَ يُوَضِّحُهُ. وَقَدْ ظَهَرَ هَذا الإِيضاحُ فِي ثَلَاثِ وِقائِعَ مِحْوَرِيَّةٍ، وَهِيَ:



الواقِعَةُ الأُولَى: تَكْمُنُ الواقِعَةُ الأُولَى فِي لِقاءِ يَسُوعَ بِالسَّامِرِيَّةِ؛ إِذْ صَرَّحَ لَها عَلانيَةً أَنَّهُ المَسِيحُ المُنْتَظَرُ، مَلِكُ إِسْرائيلَ. فَلَمَّا قالَتْ لَهُ المَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ: "إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ المَشيحَ آتٍ، وَهُوَ الَّذي يُقالُ لَهُ المَسِيحُ. وَإِذا أَتى، أَخْبَرَنا بِكُلِّ شَيْءٍ"، قالَ لَها يَسُوعُ: "أَنا هُوَ، أَنا الَّذي يُكَلِّمُكِ" (يُوحَنّا 25–26:4). وَقَدْ كانَ السَّامِرِيُّونَ يَنْتَظِرُونَ مَسِيحًا نَبَوِيًّا -عَلى مِثالِ مُوسى- لا مَسِيحًا سِياسِيًّا، بَلْ مَلِكًا رُوحِيًّا. لِذَلِكَ كَشَفَ يَسُوعُ عَن هُوِيَّتِهِ المَسِيحانِيَّةِ لِلسَّامِرِيَّةِ، لِيَقينِهِ أَنَّهَا سَتَفْهَمُ -وَلَوْ جُزْئِيًّا- مَعْنَى مُلْكِهِ الرُّوحِيِّ.



الواقِعَةُ الثّانِيَةُ: تَكْمُنُ الواقِعَةُ الثّانِيَةُ فِي لِقاءِ يَسُوعَ الأَخِيرِ مَعَ الحاكِمِ بُنْطِيوسَ بِيلاطُس، أَثْناءَ اِسْتِجْوابِهِ لَهُ فِيما يَخُصُّ الاِتِّهامَ: "أَأَنْتَ مَلِكَ اليَهُودِ؟"(يُوحَنّا 33:18). فَانْتَهَزَ يَسُوعُ الفُرْصَةَ لِيُعْلِنَ مُلْكَهُ، وَلَمْ يَنْكُرِ اللَّقَبَ، بَلْ أَجابَ: "هُوَ ما تَقُولُ. فَإِنِّي مَلِكٌ. وَأَنا ما وُلِدتُ وَأَتَيْتُ العالَمَ إِلّا لِأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. فَكُلُّ مَنْ كانَ مِنَ الحَقِّ يُصْغِي إِلى صَوْتِي" (يُوحَنّا 37:18). وَلَكِنَّهُ أَوْضَحَ طَبيعَةَ مُلْكِهِ قائلًا: "لَيْسَتْ مَمْلَكَتي مِنْ هَذا العالَمِ. لَوْ كانَتْ مَمْلَكَتي مِنْ هَذا العالَمِ، لَدافَعَ عَنِّي حَرَسي لِكَيْ لا أُسَلَّمَ إِلى اليَهُودِ. وَلَكِنَّ مَمْلَكَتي لَيْسَتْ مِنْ ههُنا" (يُوحَنّا 36–37:18). فَمَمْلَكَةُ يَسُوعَ لا تُمَثِّلُها أَيُّ مَمْلَكَةٍ بَشَرِيَّةٍ، وَلَيْسَ هُناكَ مُنافَسَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَيْصَرَ (راجع لوقا 2:23). فَقَدِ اتَّخَذَ مُلْكُهُ طابِعًا خاصًّا يُمَيِّزُهُ عَنِ النِّظامِ السِّياسِيِّ الدُّنْيَوِيِّ. ولِذَلِكَ، لَيْسَ هُناكَ صِراعٌ بَيْنَ يَسُوعَ وَمُلُوكِ الأَرْضِ؛ بَلْ عَلَى المَسِيحِيِّينَ أَنْ يُخْضِعُوا أَنْفُسَهُمْ لِلسُّلْطَاتِ الزَّمَنِيَّةِ — ما لَمْ تُخالِفِ الإِيمانَ وَالأَخْلاقَ — كَما قالَ بُطْرُسُ الرَّسُولُ:"اِخْضَعُوا لِكُلِّ نِظامٍ بَشَرِيٍّ مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ: لِلْمَلِكِ كَسُلْطانٍ أَعْلَى، وَلِلْحُكّامِ كَمُنْدُوبِينَ مِنهُ…" (1 بُطْرُس 13:2)، عَلى أَلّا يُعارِضُوا سُلْطانَ اللهِ الرُّوحِيَّ.



الواقِعَةُ الثّالِثَةُ: تَكْمُنُ الواقِعَةُ الثّالِثَةُ فِي لِقاءِ يَسُوعَ مَعَ نَتَنائِيل. فَلَمْ يَتَنَكَّرْ يَسُوعُ لِاعْتِرافِهِ: "أَنْتَ مَلِكَ إِسْرائيلَ"، لَكِنَّهُ وَجَّهَ أَنْظارَهُ -وَأَنْظارَ التِّلْمِيذِ- إِلى مَجِيءِ ابنِ الإِنْسانِ قائلًا: "الحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُم: سَتَرَوْنَ السَّماءَ مُنْفَتِحَةً، وَمَلائِكَةَ اللهِ صاعِدِينَ وَنازِلِينَ فَوْقَ ابنِ الإِنْسانِ" (يُوحَنّا 51:1).



وأَخِيرًا… لَمْ يُكَلِّمْ يَسُوعُ رُسُلَهُ عَن مَلَكُوتِهِ إِلّا حِينَ بَدَأَ آلامَهُ، فَقَالَ لَهُم: "أَنا أُوصِي لَكُم بِالمَلَكُوتِ كَما أَوْصى لِي أَبِي بِهِ، فَتَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ عَلى مائِدَتي في مَلَكُوتِي" (لوقا 29–30:22). فَالاِحْتِفالُ بِالمَسِيحِ المَلِكِ هُوَ الاِحْتِفالُ بِانْتِصَارِهِ المَجِيدِ الَّذي تَحَقَّقَ مِنْ خِلالِ مَوْتِهِ عَلى الصَّلِيبِ وَقِيامَتِهِ المُنْتَصِرَةِ. وَلِذَلِكَ، فَإِنَّ مُلْكَ المَسِيحِ يَكْمُنُ فِي العَلاقَةِ مَعَهُ؛ وَهِيَ عَلاقَةٌ لا تَنْطَوِي عَلى السُّلْطَوِيَّةِ أَوْ سَحْقِ الإِنْسانِ، بَلْ عَلى خِدْمَتِهِ وَمَنْحِهِ الحَياةَ وَالخَلاصَ.

[Mary Naeem]

لَمْ يُبَيِّنْ لوقا الإِنْجيليُّ لِلشَّعْبِ اليَهُودِيِّ وَرُؤَسائِهِ وَالجُنودِ الرُّومانِ
أَنَّ مُلْكَ يَسُوعَ يَخْلُو مِنْ كُلِّ صِيغَةٍ اِنْتِصارِيَّةٍ بَشَرِيَّةٍ فَحَسْب،
بَلْ بَيَّنَ لَهُم أَيْضًا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ مَلِكٌ مِنْ خِلالِ قُدْرَتِهِ عَلَى الخَلاصِ. فَيَسُوعُ — المُعَلَّقُ عَلَى الصَّلِيبِ، الَّذي هَزِئَ بِهِ وَسَخِرَ مِنْهُ
الرُّؤَساءُ وَالشَّعْبُ وَالجُنودُ — أَظْهَرَ حَقِيقَتَهُ:
أَنَّهُ مَلِكٌ، وَأَنَّهُ مُخَلِّصٌ لِلبَشَرِيَّةِ. فَمُلكُهُ يَتَجَلّى لَيْسَ فِي القُوَّةِ
الزَّمَنِيَّةِ، بَلْ فِي قُدْرَتِهِ عَلَى إِعْطاءِ الخَلاصِ لِكُلِّ مَنْ يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ
بِالإِيمانِ — وَأَوَّلُهُم اللِّصُّ اليَمِين — الَّذي قَبِلَ نِعْمَةَ المَلَكُوتِ
فِي لَحْظَةٍ واحِدَةٍ. وهكذا يَظْهَرُ يَسُوعُ — فِي أَوْضَعِ مَواقِفِهِ،
وَهُوَ مَسْمَّرٌ عَلَى الخَشَبَةِ — بِهِيبَةِ المَلِكِ المُخَلِّصِ الَّذي يَفتحُ بابَ
الفِردَوْسِ، وَيُحَوِّلُ مَكانَ الإِهانَةِ إِلى عَرْشِ مُلْكٍ، وَساعَةَ المَوْتِ إِلى ساعَةِ الخَلاصِ

[Mary Naeem]

ظ±خْتِبَارُ ظ±لْهُوِيَّةِ ظ±لْمَسِيحَانِيَّةِ



إِنَّ سُؤَالَ ظ±لرُّؤَسَاءِ: "إِنْ كَانَ مَسِيحَ اللهِ ظ±لْمُخْتارَ… فَلْيَنْزِلْ عَنِ ظ±لصَّلِيبِ" هُوَ إِعَادَةٌ إِنْتَاجٍ حَرْفِيَّةٌ لِصَوْتِ ظ±لتَّجْرِبَةِ فِي ظ±لْبَرِّيَّةِ: "إِنْ كُنْتَ ظ±بْنَ اللهِ فَقُلْ لِلْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزًا". "إِنْ كُنْتَ ظ±بْنَ اللهِ فَأَلْقِ نَفْسَكَ". إِنَّهُ مَنْطِقُ ظ±لشَّرِّيرِ: "أَثْبِتْ هَوِيَّتَكَ بِوَاسِطَةِ ظ±لْقُوَّةِ، لَا بِوَاسِطَةِ ظ±لْمَحَبَّةِ وَظ±لْبَذْلِ.



وَهظ°ذَا ظ±لطَّلَبُ يُرِيدُ مِنْ يَسُوعَ أَنْ يَكُونَ: مَسِيحًا يَمْلِكُ قُوَّةً خَارِقَةً، وَظ±بْنَ اللهِ بِحَسَبِ مَنْطِقِ ظ±لْمُعْجِزَاتِ، وَمَلِكًا بِحَسَبِ ظ±لْقُوَّةِ ظ±لْبَشَرِيَّةِ لَا بِحَسَبِ ظ±لْخَلَاصِ. أَمَّا يَسُوعُ فَيُثْبِتُ هَوِيَّتَهُ بِظ±لصَّلِيبِ، لَا بِظ±لنُّزُولِ عَنْهُ. فَظ±لصَّلِيبُ لَيْسَ عَلامَةَ ضَعْفٍ، بَلْ هُوَ عَرْشُ ظ±لْمَلِكِ ظ±لَّذِي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ.

[Mary Naeem]

ظ±خْتِبَارُ ظ±لثِّقَةِ ظ±لْكَامِلَةِ بِظ±لْآبِ



هُنَا يُخَيَّرُ يَسُوعُ بَيْنَ: ظ±لثِّقَةِ بِقُدْرَتِهِ ظ±لْإِلَهِيَّةِ لِنَجَاةِ نَفْسِهِ، أَوْ ظ±لثِّقَةِ بِمَشِيئَةِ ظ±لْآبِ ظ±لَّتِي تَقُودُ إِلَى بَذْلِ ظ±لذَّاتِ. وَكَانَ ظ±لرُّؤَسَاءُ يُرِيدُونَ مَلِكًا يَحْمِي نَفْسَهُ أَوَّلًا، أَمَّا يَسُوعُ فَهُوَ ظ±لْمَلِكُ ظ±لَّذِي: يُبْذِلُ نَفْسَهُ حَتَّى ظ±لْمَوْتِ (فيلبي 2: 8)، وَيُخَلِّصُ ظ±لْآخَرِينَ قَبْلَ نَفْسِهِ، وَيَثْبُتُ أَمَامَ ظ±لِاسْتِهْزَاءِ صَامِتًا كَظ±لْحَمَلِ (أشعيا 53: 7). إِنَّهُ ظ±نْتِصَارُ ظ±لثِّقَةِ ظ±لْكَامِلَةِ بِظ±لْآبِ عَلَى مَنْطِقِ ظ±لْعَالَمِ. وَلِذظ°لِكَ يَلْتَزِمُ يَسُوعُ ظ±لصَّمْتَ ظ±لْمَلَكِيَّ: فَظ±لصَّمْتُ هُنَا لَيْسَ ضَعْفًا، بَلْ كَلِمَةُ ظ±لْمَلِكِ، ظ±لَّذِي لَا يَدْخُلُ فِي جِدَالٍ مَعَ ظ±لْبَاطِلِ، بَلْ يَدَعُ ظ±لْحَقَّ يَتَكَلَّمُ بِمَوْتِهِ وَقِيَامَتِهِ.



رُؤَسَاءُ ظ±لْيَهُودِ كَانُوا يَطْلُبُونَ مَسِيحًا: قَوِيًّا بِحَسَبِ مِقْيَاسِ ظ±لْأَرْضِ، نَاجِحًا بِحَسَبِ ظ±لْمَنْظُورِ ظ±لسِّيَاسِيِّ، قَادِرًا عَلَى تَخْلِيصِ نَفْسِهِ أَوَّلًا. وَلظ°كِنَّ يَسُوعَ يُعْلِنُ: أَنَّ ظ±لْقُوَّةَ ظ±لْحَقِيقِيَّةَ هِيَ ظ±لْمَحَبَّةُ ظ±لَّتِي تُبْذِلُ ذَاتَهَا. وَأَنَّ ظ±لْخَلَاصَ ظ±لْحَقِيقِيَّ يَتَحَقَّقُ بِظ±لصَّلِيبِ، لَا بِظ±لْهَرَبِ مِنْهُ. وَأَنَّ ظ±لْمَلِكَ ظ±لْحَقِيقِيَّ هُوَ ظ±لَّذِي يَمُوتُ مِنْ أَجْلِ شَعْبِهِ، لَا ظ±لَّذِي يَجْعَلُ شَعْبَهُ يَمُوتُ مِنْ أَجْلِهِ. وَهظ°كَذَا، فَبَيْنَمَا ظَنَّ ظ±لرُّؤَسَاءُ أَنَّهُمْ يَهْزَأُونَ بِهِ، كَانُوا فِي ظ±لْوَاقِعِ يَنْطِقُونَ بِظ±لْحَقِيقَةِ نَفْسِهَا مِنْ حَيْثُ لَا يَدْرُونَ: "خَلَّصَ غَيْرَهُ…" وَهِيَ أَعْظَمُ شَهَادَةٍ لاهُوتِيَّةٍ تَصْدُرُ عَنْ أَفْوَاهِهِمْ ضِدَّ أَنْفُسِهِمْ، إِذْ يَعْتَرِفُونَ ضِمْنِيًّا بِرِسَالَتِهِ ظ±لْخَلَاصِيَّةِ. وَيُعَلِّقُ ظ±لْقِدِّيسُ أَثَنَاسِيُوسُ قَائِلًا:"بِظ±لْحَقِّ أَرَادَ ظ±لْمُخَلِّصُ رَبُّنَا أَنْ يُعْرَفَ مُخَلِّصًا لَا بِخَلَاصِ نَفْسِهِ، بَلْ بِخَلَاصِهِ لِلْآخَرِينَ. فَظ±لطَّبِيبُ لَا يُحْسَبُ كَذظ°لِكَ بِشِفَائِهِ نَفْسَهُ، بَلْ بِإِبْرَازِ مَهَارَتِهِ مَعَ ظ±لْمَرْضَى".

[Mary Naeem]

أهم الكتب والمراجع عن الذكاء الوجداني:
1. كتاب الذكاء الوجداني لدانييل جولمان:

يُعد كتاب الذكاء العاطفي لدانييل جولمان – عالم نفسي وصحفي في نيويورك تايمز- أحد أهم الكتب التي تناولت الذكاء العاطفي أو الوجداني، ويُعرف جولمان الذكاء الوجداني بأنَّه "القدرة على فهم الانفعالات، ومعرفتها، والتمييز بينها، والقدرة على ضبطها والتعامل معها بإيجابية".
2. كتاب "سر التحكم في حياتك وتحويلها" لماكسويل مالتز:

يُشير مالتز -وهو أحد أشهر جراحي التجميل في العالم- في كتابه "سر التحكم في حياتك وتحويلها" إلى أنَّ تغيير المظهر الجسدي لا يكفي لتحقيق السعادة، وإنَّما يحتاج الأمر تغييراً آخر يبدأ من الداخل، ويدعو مالتز إلى التمتع بالذكاء العاطفي أو الوجداني والتدريب على التحكم بالنفس وانفعالاتها.
3. كتاب "العادات السبعة الأكثر فعالية" لستيفن ر. كوفي:

يدلنا ستيفن كوفي –وهو أستاذ محاضر ورجل أعمال مشهور- على 7 عادات مرتبطة بالذكاء العاطفي أو الوجداني، والتي تحقق للإنسان حياةً أفضل وعلاقات أنجح.
4. كتاب "بوصلة الملاحين العاطفيين" لإلسا بونتس:

تُقدم لنا إلسا بونتس رحلتها الشخصية في تعليم أطفالها الذكاء الوجداني، وكيفية بناء الشخصية، تدعونا هذه الرحلة إلى التعمق في الذكاء الوجداني، فكل ملَّاح عاطفي بحاجة إلى إيجاد بوصلة خاصة به، حتى يشعر بالتوازن الذي هو "نقطة النعمة" على حد تعبير بونتس، وتقول بونتس "إنَّ معرفة الذات تسمح لنا باكتشاف مصادر سعادتنا وغضبنا وألمنا، حتى نتمكن من العيش بتناغم كامل مع أنفسنا ومع الآخرين".
كتب أخرى تناولت الذكاء الوجداني:

كتاب "الذكاء الوجداني" للمؤلفين د.صفاء الأعسر ود.علاء الدين كفافي.
كتاب "تنمية الذكاء العاطفي (الوجداني): مدخل للتميز" للمؤلف مدحت أبو النصر.
كتاب "دراسات نفسية في الذكاء الوجداني- الاكتئاب- اليأس" للمؤلف بشير معمرية.
كتاب "أسرار الذكاء الوجداني" للمؤلفة حنان حسن عبد الظاهر.
كتاب "قوة الذكاء الوجداني" للمؤلف موسى بن راشد البهدل.
كتاب "الذكاء الوجداني (أسسه، تطبيقاته، تنميته)" للمؤلف ابراهيم السعدوني.
كتاب "الذكاء الوجداني – إعادة صياغة مفهوم الذكاء" للمؤلف عثمان الخضر.
كتاب "الذكاء الوجداني وتنميته في مرحلتي الطفولة والمراهقة" للمؤلف رشاد علي عبد العزيز موسى.
كتاب "الذكاء الوجداني وعلاقته بالتوافق الزواجي" للمؤلفة سلوى مسعود الحطماني.
كتاب "الذكاء الوجداني (الشخصية والانتكاسة)" للمؤلف عمر صلاح.
كتاب "الذكاء الوجداني وعلاقته بالذكاء الاجتماعي والروحي" للمؤلف إبراهيم عبده.