![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
رقم المشاركة : ( 219111 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() ولمَّا كانَ في أُورَشَليمَ مُدَّةَ عيدِ الفِصْح، آمَنَ بِاسمِه كثيرٌ مِنَ النَّاس، لمَّا رَأَوا الآياتِ الَّتي أَتى بِه أمّا عبارةُ "رَأَوا الآياتِ" فَتُشيرُ إِلى مَجمُوعَةٍ مِنَ الأَعْمالِ العَجائِبِيَّةِ الَّتي قامَ بِها يَسوعُ في أُورَشَليمَ ولَم يُدَوِّنْها القِدِّيسُ يُوحَنّا بِالتَّفْصيلِ في إِنْجيلِهِ، إِذْ يَذكُرُ لاحِقًا: "وَمَعَ أَنَّهُ قَد أَجرى أَمامَهُم آياتٍ كَثيرَةً، لَم يُؤمِنوا بِهِ" (يُوحَنّا 12: 37). ويَبدو أَنَّ مُعظَمَ هذِهِ الآياتِ جَرَت في أُورَشَليمَ خِلالَ صُعودِ يَسوعَ إِلى الهَيْكَلِ، وَقَدْ وَلَّدَت نَوْعًا مِنَ الإِيمانِ، لَكِنَّهُ إِيمانٌ أَوَّليٌّ غَيْرُ ناضِجٍ بَعْدُ، لِأَنَّهُ بُنيَ على الِانْبِهارِ بِالآياتِ أَكْثَرَ مِنَ الِالْتِزامِ بِشَخْصِ المَسيحِ وَكَلِمَتِهِ. يفرّق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم بين الإيمان الحقيقي والإيمان المبني على الانبهار قائلاً: "ليس كلُّ مَن يُعجَبُ بِالمُعجِزاتِ يُؤمِنُ بِالمَسيحِ. فالإِيمانُ الَّذي يَبقى هو ما يَثبُتُ في القَلْبِ، لا ما يَرتَبِطُ بِالعَيْنِ". لذلك يحذّر القدّيس أوغسطينوس من الإيمان العاطفي اللحظي. الإِيمانُ الَّذي يُغيِّرُ الإنسانَ هو ما يُثْمِرُ طاعَةً ومَحبَّة". ويُلاحَظُ أنَّ الإِنْجيليِّينَ الإِزائِيِّينَ -مَتّى وَمَرْقُس وَلوقا– يَضَعُونَ مُعْظَمَ أَحْداثِ الآياتِ في مِنْطَقَةِ الجَليلِ (أُنْظُرْ مَثَلًا مَتّى 4: 23)، بَيْنَما يُرَكِّزُ يُوحَنّا على الآياتِ الَّتي صَنَعَها يَسوعُ في أُورَشَليمَ وَاليَهُودِيَّةِ، مِمّا يُعَكِّسُ خُصوصِيَّةَ مَنهَجِيَّتِهِ اللاهُوتِيَّةِ في إِبْرازِ إِعْلانِ هُوِيَّةِ يَسوعَ في الهَيْكَلِ وَفي قَلْبِ الحَياةِ الدِّينِيَّةِ لِليَهُودِ. |
||||
|
|
|||||
|
|
رقم المشاركة : ( 219112 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
يفرّق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم بين الإيمان الحقيقي والإيمان المبني على الانبهار قائلاً: "ليس كلُّ مَن يُعجَبُ بِالمُعجِزاتِ يُؤمِنُ بِالمَسيحِ. فالإِيمانُ الَّذي يَبقى هو ما يَثبُتُ في القَلْبِ، لا ما يَرتَبِطُ بِالعَيْنِ". |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 219113 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
يحذّر القدّيس أوغسطينوس من الإيمان العاطفي اللحظي. الإِيمانُ الَّذي يُغيِّرُ الإنسانَ هو ما يُثْمِرُ طاعَةً ومَحبَّة ويُلاحَظُ أنَّ الإِنْجيليِّينَ الإِزائِيِّينَ -مَتّى وَمَرْقُس وَلوقا– يَضَعُونَ مُعْظَمَ أَحْداثِ الآياتِ في مِنْطَقَةِ الجَليلِ (أُنْظُرْ مَثَلًا مَتّى 4: 23)، |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 219114 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() غَيرَ أَنَّ يسوعَ لم يَطمَئِنَّ إِلَيهم، لِأَنَّه كانَ يَعرِفُهم كُلَّهم تُشيرُ عبارةُ "لَم يَطمَئِنَّ إِلَيهم" في الأصْلِ اليوناني: خ؟ل½گخ؛ ل¼گد€ل½·دƒد„خµد…خµخ½ خ±ل½گد„خ؟ل؟–د‚، (مَعناها الحَرفي: "لَم يُؤمِنْ بِهِم" أو "لَم يَأتَمِنْهُم") إِلى أنَّ الإِيمانَ الَّذي أَظهَرُوهُ كانَ سَطْحِيًّا وغَيْرَ راسِخٍ. فَهؤُلاءِ آمَنوا بِيَسوعَ بِسَبَبِ إِعْجابِهِم بِالآياتِ الَّتي صَنَعَها، لا بِسَبَبِ قَبولِهِم لِكَلِمَتِهِ وَالتِزامِهِم بِشَخصِهِ. ولِذلِكَ لَم يَأتَمِنْ يَسوعُ نَفْسَهُ لَهُم، لأَنَّ إِيمانَهُم لَم يَكُن إِيمانًا حَقِيقِيًّا يَنْبُعُ مِنَ التَّوبَةِ وَالاعْتِرافِ بِالابْنِ، بَلْ كانَ حَماسًا مُؤَقَّتًا تُجاهَ صانِعِ مُعْجِزاتٍ. ويُضيف القدّيس كيرِلُّس الإسكندري مُبرِزًا الحكمة الإلهيّة: "لم يَأتَمِنْهُم الرَّبُّ لأَنَّ إِيمانَهُم لَم يَثبُتْ على الحَقِّ، فَالمَسيحُ يَطلُبُ قُلوبًا تُحبُّهُ، لا عُقولًا تُصفِّقُ لِعَجائِبِهِ". فَالإِيمانُ المَبْنِيُّ على الِانْبِهارِ الخَارِجِيِّ لا يَصْمُدُ أَمامَ التَّجْرِبَةِ، ويُمْكِنُ أَنْ يَنْقَلِبَ بِسُهُولَةٍ إِلى رَفْضٍ وَعِداءٍ. وَهذا ما ظَهَرَ عِندَ الآلامِ، حينَ تَحَوَّلَ صِراخُ الجُموعِ مِنَ الهُتافِ لَهُ إِلى المُطالَبَةِ بِصَلْبِهِ: "اِصْلِبْهُ! اِصْلِبْهُ!" (يُوحَنّا 19: 6). |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 219115 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
القدّيس كيرِلُّس الإسكندري غَيرَ أَنَّ يسوعَ لم يَطمَئِنَّ إِلَيهم، لِأَنَّه كانَ يَعرِفُهم كُلَّهم مُبرِزًا الحكمة الإلهيّة: "لم يَأتَمِنْهُم الرَّبُّ لأَنَّ إِيمانَهُم لَم يَثبُتْ على الحَقِّ، فَالمَسيحُ يَطلُبُ قُلوبًا تُحبُّهُ لا عُقولًا تُصفِّقُ لِعَجائِبِهِ". |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 219116 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() غَيرَ أَنَّ يسوعَ لم يَطمَئِنَّ إِلَيهم، لِأَنَّه كانَ يَعرِفُهم كُلَّهم يُمَيِّزُ يُوحَنّا الإِنْجيليُّ بَيْنَ إِيمانٍ حَقِيقِيٍّ مَبْنِيٍّ على مَعْرِفَةِ المَسيحِ وَالِاتِّحادِ بِهِ، وَإِيمانٍ مَظْهَرِيٍّ مَبْنِيٍّ على الآياتِ دُونَ الدُّخولِ في عَلاقَةٍ عَهْدِيَّةٍ مَعَ الكَلِمَةِ المُتَجَسِّدِ. يُجمِعُ آباءُ الكنيسة على أنَّ سبب عدم اتّكال المسيح على هذا النوع من الإيمان هو أنّه خلا من الجذور الداخلية للتوبة والمحبّة؟ يعلّق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم قائلاً: "لم يُسَلِّمِ الرَّبُّ نَفْسَهُ لَهُم، لأَنَّهُ لَم يَجِدْ في قُلوبِهِم ما يَسْتَحِقُّ الاِئْتِمانَ، فَهُم أُعْجِبوا بِالمُعْجِزاتِ لا بِصاحِبِها، وأَحَبّوا العَطايا أَكْثَرَ مِنَ المُعْطي". إنّ المسيح لا يَرفُضُ الإيمانَ المَبْدَئيَّ لكنّه يَدعوهُ لِلنُّموِّ نحوَ إِيمانٍ ناضِجٍ قائمٍ على اللقاءِ الشَّخصِيِّ معَهُ، والتَّوبَةِ، وعيشِ الكَلِمَةِ. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 219117 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم غَيرَ أَنَّ يسوعَ لم يَطمَئِنَّ إِلَيهم، لِأَنَّه كانَ يَعرِفُهم كُلَّهم "لم يُسَلِّمِ الرَّبُّ نَفْسَهُ لَهُم لأَنَّهُ لَم يَجِدْ في قُلوبِهِم ما يَسْتَحِقُّ الاِئْتِمانَ، فَهُم أُعْجِبوا بِالمُعْجِزاتِ لا بِصاحِبِها، وأَحَبّوا العَطايا أَكْثَرَ مِنَ المُعْطي". |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 219118 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() ولا يَحتاجُ إِلى مَن يَشهَدُ لَه في شَأنِ الإِنْسان، فقَد كانَ يَعلَمُ ما في الإِنسان. تُشيرُ عبارةُ "كانَ يَعرِفُهُم كُلَّهم" إِلى مَعرِفَةِ يَسوعَ العَميقَةِ لِطَبيعَةِ البَشَرِ، وإِدراكِهِ لِتَقَلُّبِ مَواقِفِ اليَهودِ وما في نُفوسِهِم مِن نَوايا خَفِيَّة. فَقَدِ اِلْتَفُّوا حَولَهُ في البِدايَةِ مُنبَهِرينَ بِمُعجِزاتِهِ، وَلَكِنَّهم ما إِن يَكتَشِفوا أَنَّ إِرادَتَهُ لا تُناسِبُ أَهْواءَهُم، وأَنَّ أَفكارَهُ لا تُسايِرُ أَفكارَهُم، حتّى يَنقَلِبوا عَلَيهِ سَريعًا. فَمَعرِفَتُهُ لِلإِنسانِ لَم تَكُن مَبنيَّةً على الظَّاهِرِ، بَل على سَبْرِ القُلوبِ والنِّيّات. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 219119 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() ولا يَحتاجُ إِلى مَن يَشهَدُ لَه في شَأنِ الإِنْسان، فقَد كانَ يَعلَمُ ما في الإِنسان. "فَقَد كانَ يَعلَمُ ما في الإِنسانِ" فَتُشيرُ إِلى مَعرِفَةِ يَسوعَ الكامِلَةِ لِلقُلوبِ والضَّمائِر وهي مَعرِفَةٌ إِلَهِيَّةٌ تَكشِفُ سَرائِرَ الإِنسانِ وخَباياه. وَقَدِ اختَبَرَ نَثنائيلُ هذا الأَمرَ حينَ كَشَفَ لَهُ يَسوعُ ما في قَلبِهِ (يُوحَنّا 1: 48)، كما أَدرَكَتهُ المَرأَةُ السّامِرِيَّةُ عندما فَضَحَ أَمامَها خَفايا حَياتِها (يُوحَنّا 4: 16-19). فَهُوَ فاحِصُ القُلوبِ والكُلى، كما يُعلِنُ صاحِبُ المَزامِيرِ: "إِنَّكَ فاحِصُ القُلوبِ والكُلى، أَيُّها الإِلَهُ البارّ" (مَزمور 7: 10). يوضح القدِّيس يوحنّا الذهبيّ الفم أن المسيح: "لم يَكُن يَجهَلُ ما في داخِلِهِم، بَل كانَ يَعرِفُ مَكرَ الشَّيطانِ المُختَفِي في قُلوبِهم، لِذلِكَ لَم يُسَلِّم نَفسَهُ لَهُم، لأنَّهُ الإِلَهُ العارِفُ الخَفايا". |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 219120 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
![]() ولا يَحتاجُ إِلى مَن يَشهَدُ لَه في شَأنِ الإِنْسان، فقَد كانَ يَعلَمُ ما في الإِنسان. المسيحُ الكَلِمَةُ المُتَجَسِّدُ لا يَحتاجُ إِلى شَهادَةٍ مِن أَحَدٍ عَنِ الإِنسانِ، لأَنَّهُ فيهِ تَتَجَلّى مَعرِفَةُ اللهِ الكامِلَةُ لِلإِنسانِ، بِضَعفِهِ وَتَقَلُّبِهِ وَحاجَتِهِ إِلى الخَلاصِ. يقول القدّيس أوغسطينوس "الذي خَلَقَكَ يَعرِفُكَ. فالمسيحُ يعرفُ الإنسانَ لأنَّه إلهٌ، ويَفتَدِيهِ لأنَّه إنسانٌ". وهكذا يعلّم الآباء أن يسوع لا يكتفي بمعرفة عقلية لسلوك الإنسان بل يكشِفُ أعماقَهُ، ويَدعوهُ للتوبة، ويُعيدُ إليهِ صِدقَ صورتِهِ على صورةِ الله |
||||