![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
رقم المشاركة : ( 218721 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
كيف يعقد يهوشافاط معاهدة مع أخزيا (2 أي 20: 35، 36) ثم يرفض التعاون معه (1 مل 22: 49)؟ جاء في سفر الأخبار " ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ اتَّحَدَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا مَعَ أَخَزْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي أَسَاءَ فِي عَمَلِهِ. فَاتَّحَدَ مَعَهُ فِي عَمَلِ سُفُنٍ تَسِيرُ إِلَى تَرْشِيشَ، فَعَمِلاَ السُّفُنَ فِي عِصْيُونَ جَابِرَ. وَتَنَبَّأَ أَلِيعَزَرُ بْنُ دُودَاوَاهُو مِنْ مَرِيشَةَ عَلَى يَهُوشَافَاطَ قَائِلًا: لأَنَّكَ اتَّحَدْتَ مَعَ أَخَزْيَا، قَدِ اقْتَحَمَ الرَّبُّ أَعْمَالَكَ. فَتَكَسَّرَتِ السُّفُنُ وَلَمْ تَسْتَطِعِ السَّيْرَ إِلَى تَرْشِيشَ" (2أي 20: 35 - 37). بينما جاء في سفر الملوك " وَعَمِلَ يَهُوشَافَاطُ سُفُنَ تَرْشِيشَ لِتَذْهَبَ إِلَى أُوفِيرَ لأَجْلِ الذَّهَبِ، فَلَمْ تَذْهَبْ، لأَنَّ السُّفُنَ تَكَسَّرَتْ فِي عِصْيُونَ جَابِرَ. حِينَئِذٍ قَالَ أَخَزْيَا بْنُ أخآب لِيَهُوشَافَاطَ: لِيَذهَبْ عَبِيدِي مَعَ عَبِيدِكَ فِي السُّفُنِ. فَلَمْ يَشَأْ يَهُوشَافَاطُ" (1مل 22: 48-49). والحقيقة أن يهوشافاط كان ملكًا صالحًا (1مل 22: 43) وكان على علاقة طيبة مع أخآب، ولذلك ذهب معه للحرب لاسترداد راموت جلعاد من يد آرام، ورغم أن أخآب تنكر إلاَّ أنه قُتل كنبوة ميخا النبي، و" لَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ الْمَرْكَبَاتِ يَهُوشَافَاطَ قَالُوا إِنَّهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ، فَحَاوَطُوهُ لِلْقِتَالِ، فَصَرَخَ يَهُوشَافَاطُ، وَسَاعَدَهُ الرَّبُّ وَحَوَّلَهُمُ اللهُ عَنْهُ" (2أي 18: 31). وتارة أخرى ذهب يهوشافاط مع أخزيا بن أخآب وملك أدوم لمحاربة موآب لأنهم توقفوا عن دفع الجزية بعد موت أخآب، وتعرضت الجيوش للموت عطشًا، وذهب الملوك الثلاثة لأليشع النبي " فَقَالَ أَلِيشَعُ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: مَا لِي وَلَكَ! اذْهَبْ إِلَى أَنْبِيَاءِ أَبِيكَ وَإِلَى أَنْبِيَاءِ أُمِّكَ... حَيٌّ هُوَ رَبُّ الْجُنُودِ الَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لَوْلاَ أَنِّي رَافِعٌ وَجْهَ يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا، لَمَا كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَيْكَ وَلاَ أَرَاكَ" (2مل 3: 13-14) وتارة ثالثة عندما استجاب يهوشافاط الملك الصالح لأخزيا الملك الشرير لعمل سفن لتبحر إلى ترشيش فتكسَّرت، وعاد أخزيا يطلب من يهوشافاط أن يشاركه تارة أخرى في عمل سفن لتذهب إلى أوفير، ولكن يهوشافاط كان قد استوعب الدرس " فَلَمْ يَشَأْ يَهُوشَافَاطُ" (1مل 22: 49) لأنه لم يشأ أن تتحطم السفن ثانية أو تتعرض للغرق، فرفض اقتراح أخزيا، ومع ذلك احتفظ بسلامه مع أخزيا. إذًا ما سبق يشير إلى رحلتين: الرحلة الأولى: شارك رجال أخزيا رجال يهوشافاط في رحلة السفن، فتكسَّرت السفن في عصيون جابر، وهذا ما جاء ذكره في (2أي 20: 35 - 37) مع ملاحظة أن الطريق إلى عصيون جابر كان يمر على أدوم، فربما يتساءل أحد: كيف عبروا إلى عصيون جابر..؟ أنهم عبروا إلى هناك لأن أدوم لم يكن لها ملكًا مستقلًا إنما كان يحكم آدوم وكيل من يهوذا، ولهذا مروا بسهولة إلى هناك، وقد تنبأ اليعزر قائلًا ليهوشافاط "لأَنَّكَ اتَّحَدْتَ مَعَ أَخَزْيَا، قَدِ اقْتَحَمَ الرَّبُّ أَعْمَالَكَ. فَتَكَسَّرَتِ السُّفُنُ" (2أي 20: 37). الرحلة الثانية: وهي ما أشار إليها سفر الملوك (1مل 22: 48-49) عندما رفض يهوشافاط مشورة أخزيا بأن يترهب عبيده مع عبيد أخزيا في رحلة بحرية أخرى إلى أوفير. 2- تظهر شخصية يهوشافاط في سفر الملوك كإنسان عادي أما في سفر الأخبار فشخصية يهوشافاط أكثر وضوحًا، فهو أمينًا لربه حافظًا لأحكام الشريعة، فأرسل اللاويين والكهنة ليُعلّموا شعب يهوذا شريعة الرب (2أي 17: 7 - 9) فحلت عليه البركة، ومنحه الله هيبة، فلم يجرؤ أحد على الدخول في حرب معه، بل أرسلوا إليه هدايا "وكَانَتْ هَيْبَةُ الرَّبِّ عَلَى جَمِيعِ مَمَالِكِ الأَرَاضِي الَّتِي حَوْلَ يَهُوذَا فَلَمْ يُحَارِبُوا يَهُوشَافَاطَ. وَبَعْضُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَتَوْا يَهُوشَافَاطَ بِهَدَايَا وَحِمْلِ فِضَّةٍ، وَالْعُرْبَانُ أَيْضًا أَتَوْهُ بِغَنَمٍ: مِنَ الْكِبَاشِ سَبْعَةِ آلاَفٍ وَسَبْعِ مِئَةٍ، وَمِنَ التُّيُوسِ سَبْعَةِ آلاَفٍ وَسَبْعِ مِئَةٍ. وَكَانَ يَهُوشَافَاطُ يَتَعَظَّمُ جِدًّا، وَبَنَى فِي يَهُوذَا حُصُونًا وَمُدُنَ مَخَازِنَ"(2أي 17: 10 - 12) ولكن عندما اصطحب آخاب إلى الحرب تعرَّض للفشل ووبخه ياهو بن حناني الرائي (2أي 19: 1 - 3) ثم قام بإصلاح إداري على ضوء الشريعة فرد الشعب إلى إله آبائهم (2أي 19: 4 - 11) وعندما هجم عليه بنو موآب وبني عمون وبني أدوم دفع بفرق التسبيح فحارب الرب عنه (2أي 20: 1 - 30) وعندما عاهد أخزيا وشاركه في بناء أسطول تجاري فانكسرت السفن وفشل المشروع. |
||||
|
|
|||||
|
|
رقم المشاركة : ( 218722 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
يهوشافاط كان ملكًا صالحًا (1مل 22: 43) وكان على علاقة طيبة مع أخآب، ولذلك ذهب معه للحرب لاسترداد راموت جلعاد من يد آرام، ورغم أن أخآب تنكر إلاَّ أنه قُتل كنبوة ميخا النبي، و" لَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ الْمَرْكَبَاتِ يَهُوشَافَاطَ قَالُوا إِنَّهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ، فَحَاوَطُوهُ لِلْقِتَالِ، فَصَرَخَ يَهُوشَافَاطُ، وَسَاعَدَهُ الرَّبُّ وَحَوَّلَهُمُ اللهُ عَنْهُ" (2أي 18: 31). وتارة أخرى ذهب يهوشافاط مع أخزيا بن أخآب وملك أدوم لمحاربة موآب لأنهم توقفوا عن دفع الجزية بعد موت أخآب، وتعرضت الجيوش للموت عطشًا، وذهب الملوك الثلاثة لأليشع النبي " فَقَالَ أَلِيشَعُ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: مَا لِي وَلَكَ! اذْهَبْ إِلَى أَنْبِيَاءِ أَبِيكَ وَإِلَى أَنْبِيَاءِ أُمِّكَ... حَيٌّ هُوَ رَبُّ الْجُنُودِ الَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لَوْلاَ أَنِّي رَافِعٌ وَجْهَ يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا، لَمَا كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَيْكَ وَلاَ أَرَاكَ" (2مل 3: 13-14) وتارة ثالثة عندما استجاب يهوشافاط الملك الصالح لأخزيا الملك الشرير لعمل سفن لتبحر إلى ترشيش فتكسَّرت، وعاد أخزيا يطلب من يهوشافاط أن يشاركه تارة أخرى في عمل سفن لتذهب إلى أوفير، ولكن يهوشافاط كان قد استوعب الدرس " فَلَمْ يَشَأْ يَهُوشَافَاطُ" (1مل 22: 49) لأنه لم يشأ أن تتحطم السفن ثانية أو تتعرض للغرق، فرفض اقتراح أخزيا، ومع ذلك احتفظ بسلامه مع أخزيا. إذًا ما سبق يشير إلى رحلتين: الرحلة الأولى: شارك رجال أخزيا رجال يهوشافاط في رحلة السفن، فتكسَّرت السفن في عصيون جابر، وهذا ما جاء ذكره في (2أي 20: 35 - 37) مع ملاحظة أن الطريق إلى عصيون جابر كان يمر على أدوم، فربما يتساءل أحد: كيف عبروا إلى عصيون جابر..؟ أنهم عبروا إلى هناك لأن أدوم لم يكن لها ملكًا مستقلًا إنما كان يحكم آدوم وكيل من يهوذا، ولهذا مروا بسهولة إلى هناك، وقد تنبأ اليعزر قائلًا ليهوشافاط "لأَنَّكَ اتَّحَدْتَ مَعَ أَخَزْيَا، قَدِ اقْتَحَمَ الرَّبُّ أَعْمَالَكَ. فَتَكَسَّرَتِ السُّفُنُ" (2أي 20: 37). الرحلة الثانية: وهي ما أشار إليها سفر الملوك (1مل 22: 48-49) عندما رفض يهوشافاط مشورة أخزيا بأن يترهب عبيده مع عبيد أخزيا في رحلة بحرية أخرى إلى أوفير. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 218723 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
تظهر شخصية يهوشافاط في سفر الملوك كإنسان عادي أما في سفر الأخبار فشخصية يهوشافاط أكثر وضوحًا، فهو أمينًا لربه حافظًا لأحكام الشريعة، فأرسل اللاويين والكهنة ليُعلّموا شعب يهوذا شريعة الرب (2أي 17: 7 - 9) فحلت عليه البركة، ومنحه الله هيبة، فلم يجرؤ أحد على الدخول في حرب معه، بل أرسلوا إليه هدايا "وكَانَتْ هَيْبَةُ الرَّبِّ عَلَى جَمِيعِ مَمَالِكِ الأَرَاضِي الَّتِي حَوْلَ يَهُوذَا فَلَمْ يُحَارِبُوا يَهُوشَافَاطَ. وَبَعْضُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَتَوْا يَهُوشَافَاطَ بِهَدَايَا وَحِمْلِ فِضَّةٍ، وَالْعُرْبَانُ أَيْضًا أَتَوْهُ بِغَنَمٍ: مِنَ الْكِبَاشِ سَبْعَةِ آلاَفٍ وَسَبْعِ مِئَةٍ، وَمِنَ التُّيُوسِ سَبْعَةِ آلاَفٍ وَسَبْعِ مِئَةٍ. وَكَانَ يَهُوشَافَاطُ يَتَعَظَّمُ جِدًّا، وَبَنَى فِي يَهُوذَا حُصُونًا وَمُدُنَ مَخَازِنَ"(2أي 17: 10 - 12) ولكن عندما اصطحب آخاب إلى الحرب تعرَّض للفشل ووبخه ياهو بن حناني الرائي (2أي 19: 1 - 3) ثم قام بإصلاح إداري على ضوء الشريعة فرد الشعب إلى إله آبائهم (2أي 19: 4 - 11) وعندما هجم عليه بنو موآب وبني عمون وبني أدوم دفع بفرق التسبيح فحارب الرب عنه (2أي 20: 1 - 30) وعندما عاهد أخزيا وشاركه في بناء أسطول تجاري فانكسرت السفن وفشل المشروع. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 218724 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
هل إيليا الذي استنزل نارًا من السماء هو شخصية وهمية خرافية (2مل 1: 9-12) ولو كان شخصية حقيقية فما هو ذنب الجنود الذين أحرقهم بنار السماء وهم أبرياء؟ يقول " ليوتاكسل": "لقد كتب اللورد بولينغبروك في معرض تعليقه على هذا النص يقول: {أن إيليا الذي تمكن من إبادة الخمسين بنار سماوية ليس إلاَّ شخصية خرافية، وإلاَّ لكان بمقدوره أن يستولي على مقاليد الأمور في الكرة الأرضية كلها بمساعدة ناره تلك، وهو يتنزه مع خادمه... وما يمكن قوله لإيليا أيضًا: لقد قتلت ضابطين ومائة جندي بصواعق استنزلتها من السماء، ولكنك كنتَ قد وليت الإدبار إلى أعمق الجحور كأي فأر جبان، يوم توعدتك الملكة إيزابيل. فلما لم تشطرها بواحدة من صواعقك كما فعلت بالجنود؟ أنه لتناقض يثير الاشمئزاز، فأنت إله حينًا، وجبان رعديد أحيانا!}. ونحن نضيف: أن إبادة الجنود المغلوب على أمرهم ولا ذنب لهم في كل ما يجري، يبقى أمرًا غير مقبول"(1). وقال بعض النُقَّاد: "وهذا كل الذي فعله إيليا الذي وقف عند المضيق واستعمل القوات الخصوصية السريَّة التي كانت تحت أمره لمقاومة أعداء الرب الذي كان يحارب من أجله" ج: 1- لا يحوي الكتاب المقدَّس أية شخصيات وهمية خرافية، فكل ما ورد في الكتاب هو حق وعدل، والكتاب صادق وأمين في كل ما يُذكر، فهو رسالة الله لهداية البشرية جمعاء، ومن الخطأ الشنيع أن نساوي بينه وبين الديانات البدائية التي لا تخلو من الأساطير والخرافات والأوهام، ولو شككنا في شخصية من الشخصيات الكتابية لأنه صنع معجزات، فالأمر سينتهي بنا إلى التشكيك في جميع الشخصيات التي أجرى الله على يديها معجزات باهرات، مثل بطرس وبولس الرسولين، فقد كان ظل أحدهما يشفي الأمراض (أع 5: 15) وعصائب ومناديل الآخر تُشفي الأمراض وتُخرج الأرواح الشريرة (أع 19: 12)، وبالطبع من يرفض أجزاء من الكتاب ليس هناك ما يلزمه بقبول الأجزاء الأخرى. ولو كان إيليا شخصية خرافية فكيف جاء ذكره في القرآن باسم إلياس: "وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كُل” من الصالحين" (الأنعام 6: 85) كما بكّت إيليا شعبه لترك عبادة الله وعبادة الإله بعل: "وأن إلياس لمن المرسلين. إذ قال لقومه ألا تتقون. أتدعون بعلًا وتذرون أحسن الخالقين. الله ربكم ورب آباءكم الأولين. فكذَّبوه فأنهم لمُحصروُن. إلاَّ عباد الله المخلصين" (الصافات 37: 123 - 128). وقد سبق مناقشة شخصية إيليا(3). 2- عَبَدَ أخزيا ملك إسرائيل مع والديه البعل، ويبدو أن أخزيا كان في حالة سُكْر وترنح فسقط من الكوة (2مل 1: 2)، . وأرسل يسأل "بعل زبول إله عقرون" وهو إله الذباب، فكان الذين يعبدونه يتصوُّرون أنه قادر على طرد الذباب، وكان من عادة اليهود الاستهزاء بآلهة الوثنيين، ولذلك دعوا بعل زبوب " بَعْلَزَبولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ" (مت 12: 24)(9) وجاء في " التفسير التطبيقي": "لم يكن " بعل زبوب " هو نفسه البعل، الإله الكنعاني الذي عبده أخآب وإيزابل (1مل 16: 29 - 33) بل كان " بعل زبوب " إلهًا آخر مشهورًا، كان هيكله في مدينة عقرون. وحيث أن هذا الإله كان يُظن أن له قوة على التنبوء أرسل الملك أخزيا رسله إلى عقرون ليعلم مصيره، فقد كانت تنسب لذلك الإله قوة سرية خارقة. وقد أثبت تصرف أخزيا عدم احترامه لله"(4). وهؤلاء الجنود الذين أحرقتهم النيران التي انحدرت عليهم من السماء، غالبًا كانوا يعبدون البعل، وبموجب الشريعة كان محكومًا عليهم من قِبل محكمة العدل الإلهيَّة، ولذلك سمح الله بهلاكهم ولم تقوَ آلهتهم على حمايتهم، وذلك لكيما يكونوا عبرة للأجيال، ولم يفعل إيليا هذا انتقامًا لشخصه، وإنما فعل هذا لتوضيح انتقام الله من الخطاة، وأن غضب الله مُعلَن من السماء على جميع فجور الناس، ويقول " العَلَّامة ترتليان": " أن القائدين الأول والثاني كانا نبيين كاذبين للإله بعل زبوب، لذلك فنزول النار كان بسماح من الله لوقف نشر هذه العبادة الوثنية بالعنف والإلزام من قِبل الملك وجيشه الذي يقوده كثير من الأنبياء الكذبة للبعل وغيره"(5). وإذا افترضنا أنهم كانوا أبرياء، فإن نهايتهم هذه لن تفقدهم مصيرهم الأبدي، ويقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس": "أن إيليا طلب هذه النار لكي يبرهن لملك شرير يعبد البعل ولجنوده وشعبه الأشرار مثله، لكي يبرهن لهم على أن الله هو الإله الحق وحده، وهو وحده القادر على كل شيء، وصاحب السلطان على الملوك والخلائق. وحتى إن كان الجنود أبرياء فإن الرب قد سمح بأن يموتوا الموت الجسدي ليكون موتهم عظة وعبرة وتعليمًا للشعب ووسيلة إيضاح لتهذيب جميع الأجيال"(6). وكان يمكن لأخزيا أن يرسل رسولًا لإيليا من أخصائه أو مستشاريه يطلب حضوره، ولكنه أرسل قوة عسكرية مكوَّنة من خمسين جندي مع قائدهم، ليقبضوا على إيليا ويسوقونه رغمًا عن أنفه إلى القصر الملكي، وقد تغافل أخزيا أن إيليا خادم الإله بالحقيقية، وأن قوة الله تصاحبه، وكلمته كانت نافذة حتى أنها أغلقت السماء فلم تمطر، وأحدرت نارًا من السماء فأكلت الذبيحة ولحست المياه، القصة التي انتهت بذبح أربعمائة وخمسين من أنبياء البعل، ولا عجب فإن أخزيا هو نتاج تربية إيزابل الشريرة. واقترب القائد بكبرياء وعنجهية وتصلف يأمر إيليا: "يا رجل الله الملك يقول انزل " فماذا كانت النتيجة..؟ " أَجَابَ إِيلِيَّا وَقَالَ لِرَئِيسَ الْخَمْسِينَ: إِنْ كُنْتُ أَنَا رَجُلَ اللهِ، فَلْتَنْزِلْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ وَتَأْكُلْكَ أَنْتَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَكَ. فَنَزَلَتْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُ هُوَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَهُ" (2مل 1: 10) وبلغ الأمر أخزيا، وكان يجب عليه أن يتعظ ويتراجع عن كبريائه، ولكنه تصلف وأرسل خمسين آخرين بقائدهم، في تحدٍ واضح وصريح لإله إيليا، وإذ كان القائد الثاني أشد صلفًا من القائد الأول لذلك أصدر أوامره: "يَا رَجُلَ اللهِ، هكَذَا يَقُولُ الْمَلِكُ أَسْرِعْ وَانْزِلْ" (2مل 1: 11) وانحدرت النار ثانية وأكلت الخمسين مع قائدهم، ولم يستوعب أخزيا الملك الدرس فأرسل للمرة الثالثة أيضًا خمسين من الجنود مع قائدهم، ولكن هذا القائد كان أحكم من الملك، فاقترب إلى إيليا بروح التواضع، وبالكلمة الحلوة نجح فيما فشل فيه زميليه السابقين. وجاء في هامش " الكتاب المقدَّس الدراسي": "كانت الشعوب الوثنية آنذاك تعتقد أنه يمكن إبطال القوة السحرية الكامنة في اللعنات، إما عن طريق إجبار من نطق باللعنة على أن يتراجع عن كلماته أو عن طريق قتله حتى تذهب اللعنة معه إلى العالم السفلي، ويبدو أن أخزيا كان يؤمن بهذا الاعتقاد ولذا حاول القبض على إيليا ليحاول إبطال إعلان موته على لسانه. يا رجل الله أن الملك يأمرك... حاول أخزيا أن يضع سلطة النبي تحت سلطة الملك وكان هذا تعديًا على طبيعة عهد الملكية لدى شعب إسرائيل، إذ كانت توضع فيه تصرفات الملك تحت فحص وسلطان كلمة الله التي يتحدث بها أنبياؤه (1صم 10: 25؛ 12: 23).. كان السؤال الحقيقي في هذا الموقف هو من هو المتسلط الحقيقي في مملكة إسرائيل فهل سيدرك أخزيا أن ملك إسرائيل البشري وصي بديل على العرش ويخضع لسلطان الرب، أم أنه سيمارس سلطته باستبداد، مثل الملوك الوثنيين؟ أعلن الرب نفسه من قبل على جبل الكرمل، وأكد على سلطان نبيه بإنزال نار من السماء (1مل 18: 38-39) والآن يتم تأكيد هذا الإعلان السابق لأخزيا"(7). 3- يعلق " مار يعقوب السروجي " على تصرف أخزيا الملك الشرير قائلًا: "هذا القلب القاسي الذي يشبه إيزابل بأفعاله، أراد أن يحارب إيليا بخمسين رجلًا. كل المخلوقات ترتعد أمام (إيليا)، فكيف يغلبه الخمسون الذين أُرسلوا إليه؟. العلو والعمق يُرهبان هذا القوي، وابن إيزابل يهدد ليأتي به مثل ضعيف. دعا النار ونزلت حالما دعاها، واستجابت وأتت، كيف يغلبه القش لينزل معه..؟ شابه (أخزيا) أمه التي هددت أيضًا الجبار، وأرادت أن تقتل ذاك الذي كان الموت يخاف منه... لم يكن حرق الناس محبوبًا لدى إيليا، لأنه لم يكن يتحرك لهذا العمل إلاَّ بالروح. لا يفكر أحد بأنه غضب جسديًّا، وثار ثائرة، فعمل الحريق ليريح غضبه... أحرق المئة ليفيد أكثرية الشعب حتى يعيدهم من الوثنية بالآية التي صنعها. كان الوثنيون قساة، ومتمسكين بآلهتهم. ولم يكن يقدر أن يتكلم معهم إلاَّ بالنار... أضرم فيهم نارًا تنطفئ، حتى يبطل جهنم التي يرثها الوثنيون إلى الأبد. تحرك الرجل روحيًا وبحب عظيم، ليحي العالم المائت بالأصنام"(8). 4- بحسب تصوُّر الناقد أن نبيًا يملك هذه القوة الجبارة كان يمكنه أن يستولي على كل مقاليد الكرة الأرضية بمساعدة ناره تلك، وما لم يدركه الناقد: أ - أنه ليس من مقاصد الله أن يحكم إيليا الكرة الأرضية، إنما عمل إيليا الذي يرضي قلب الله هو الشهادة لإلهه الحي وسط عالم تاه في غياهب الوثنية. ب - لم تنزل النار من السماء بقوة إيليا الشخصية، ولم يمشي إيليا على الأرض ينفث نارًا هنا وهناك، إنما هذه القوة مستمدة من الله، وتُستخدم وفق المشيئة الإلهيَّة، فلا يستخدمها إيليا بحسب هواه الشخصي، إنما يستخدمها فيما هو يشهد لإلهه فقط، وبهدف أن يعرف الجميع من هو الإله الحقيقي في عالم امتلأ بالآلهة الكثيرة. 5- كان إيليا إنسان تحت الآلام مثلنا، وفعلًا خشى إيزابل التي توعدته بالذبح، فهرب إلى أرض مصر، وإن كان البعض يعتبر الهروب نوعًا من الجبن، ولكن الهروب من الشر هو في الحقيقة عين الحكمة، فهروب إيليا حفظ حياته وأيضًا أشعره بضعفاته بعد تحقُّق انتصارات روحية عظيمة إذ أحدر نارًا من السماء لتأكل الذبيحة وذبح أنبياء البعل، وعادت السماء تعطي مطرًا على الأرض، والسيد المسيح ذاته هرب من وجه هيرودس إلى أرض مصر، ولذلك لا يجب علينا أن ندين نبيًا عظيمًا في قامة إيليا النبي، لأن حياة الإنسان لا يمكن أن تُقيَّم بموقف واحد، لأن لكل جوَّاد كبوة ولكل عالِم هفوة، فلا يصح أن نغض البصر عن شجاعة إيليا وزهده وتقشفه وعفافه وطهارته ومحبته وإخلاصه لإلهه، وتكريسه الكلي لله، وإحساسه أنه في حضرة الله دائمًا يقف، ثم ندينه على تصرف واحد تعرض فيه إيمانه للضعف، ويليق بنا هنا أن نتذكر قول السيد المسيح: "كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ دَعْني أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلًا الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ" (مت 7: 4-5). |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 218725 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
عَبَدَ أخزيا ملك إسرائيل مع والديه البعل، ويبدو أن أخزيا كان في حالة سُكْر وترنح فسقط من الكوة (2مل 1: 2)، . وأرسل يسأل "بعل زبول إله عقرون" وهو إله الذباب، فكان الذين يعبدونه يتصوُّرون أنه قادر على طرد الذباب، وكان من عادة اليهود الاستهزاء بآلهة الوثنيين، ولذلك دعوا بعل زبوب " بَعْلَزَبولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ" (مت 12: 24)(9) وجاء في " التفسير التطبيقي": "لم يكن " بعل زبوب " هو نفسه البعل، الإله الكنعاني الذي عبده أخآب وإيزابل (1مل 16: 29 - 33) بل كان " بعل زبوب " إلهًا آخر مشهورًا، كان هيكله في مدينة عقرون. وحيث أن هذا الإله كان يُظن أن له قوة على التنبوء أرسل الملك أخزيا رسله إلى عقرون ليعلم مصيره، فقد كانت تنسب لذلك الإله قوة سرية خارقة. وقد أثبت تصرف أخزيا عدم احترامه لله"(4). وهؤلاء الجنود الذين أحرقتهم النيران التي انحدرت عليهم من السماء، غالبًا كانوا يعبدون البعل، وبموجب الشريعة كان محكومًا عليهم من قِبل محكمة العدل الإلهيَّة، ولذلك سمح الله بهلاكهم ولم تقوَ آلهتهم على حمايتهم، وذلك لكيما يكونوا عبرة للأجيال، ولم يفعل إيليا هذا انتقامًا لشخصه، وإنما فعل هذا لتوضيح انتقام الله من الخطاة، وأن غضب الله مُعلَن من السماء على جميع فجور الناس، ويقول " العَلَّامة ترتليان": " أن القائدين الأول والثاني كانا نبيين كاذبين للإله بعل زبوب، لذلك فنزول النار كان بسماح من الله لوقف نشر هذه العبادة الوثنية بالعنف والإلزام من قِبل الملك وجيشه الذي يقوده كثير من الأنبياء الكذبة للبعل وغيره"(5). وإذا افترضنا أنهم كانوا أبرياء، فإن نهايتهم هذه لن تفقدهم مصيرهم الأبدي، ويقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس": "أن إيليا طلب هذه النار لكي يبرهن لملك شرير يعبد البعل ولجنوده وشعبه الأشرار مثله، لكي يبرهن لهم على أن الله هو الإله الحق وحده، وهو وحده القادر على كل شيء، وصاحب السلطان على الملوك والخلائق. وحتى إن كان الجنود أبرياء فإن الرب قد سمح بأن يموتوا الموت الجسدي ليكون موتهم عظة وعبرة وتعليمًا للشعب ووسيلة إيضاح لتهذيب جميع الأجيال"(6). وكان يمكن لأخزيا أن يرسل رسولًا لإيليا من أخصائه أو مستشاريه يطلب حضوره، ولكنه أرسل قوة عسكرية مكوَّنة من خمسين جندي مع قائدهم، ليقبضوا على إيليا ويسوقونه رغمًا عن أنفه إلى القصر الملكي، وقد تغافل أخزيا أن إيليا خادم الإله بالحقيقية، وأن قوة الله تصاحبه، وكلمته كانت نافذة حتى أنها أغلقت السماء فلم تمطر، وأحدرت نارًا من السماء فأكلت الذبيحة ولحست المياه، القصة التي انتهت بذبح أربعمائة وخمسين من أنبياء البعل، ولا عجب فإن أخزيا هو نتاج تربية إيزابل الشريرة. واقترب القائد بكبرياء وعنجهية وتصلف يأمر إيليا: "يا رجل الله الملك يقول انزل " فماذا كانت النتيجة..؟ " أَجَابَ إِيلِيَّا وَقَالَ لِرَئِيسَ الْخَمْسِينَ: إِنْ كُنْتُ أَنَا رَجُلَ اللهِ، فَلْتَنْزِلْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ وَتَأْكُلْكَ أَنْتَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَكَ. فَنَزَلَتْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُ هُوَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَهُ" (2مل 1: 10) وبلغ الأمر أخزيا، وكان يجب عليه أن يتعظ ويتراجع عن كبريائه، ولكنه تصلف وأرسل خمسين آخرين بقائدهم، في تحدٍ واضح وصريح لإله إيليا، وإذ كان القائد الثاني أشد صلفًا من القائد الأول لذلك أصدر أوامره: "يَا رَجُلَ اللهِ، هكَذَا يَقُولُ الْمَلِكُ أَسْرِعْ وَانْزِلْ" (2مل 1: 11) وانحدرت النار ثانية وأكلت الخمسين مع قائدهم، ولم يستوعب أخزيا الملك الدرس فأرسل للمرة الثالثة أيضًا خمسين من الجنود مع قائدهم، ولكن هذا القائد كان أحكم من الملك، فاقترب إلى إيليا بروح التواضع، وبالكلمة الحلوة نجح فيما فشل فيه زميليه السابقين. وجاء في هامش " الكتاب المقدَّس الدراسي": "كانت الشعوب الوثنية آنذاك تعتقد أنه يمكن إبطال القوة السحرية الكامنة في اللعنات، إما عن طريق إجبار من نطق باللعنة على أن يتراجع عن كلماته أو عن طريق قتله حتى تذهب اللعنة معه إلى العالم السفلي، ويبدو أن أخزيا كان يؤمن بهذا الاعتقاد ولذا حاول القبض على إيليا ليحاول إبطال إعلان موته على لسانه. يا رجل الله أن الملك يأمرك... حاول أخزيا أن يضع سلطة النبي تحت سلطة الملك وكان هذا تعديًا على طبيعة عهد الملكية لدى شعب إسرائيل، إذ كانت توضع فيه تصرفات الملك تحت فحص وسلطان كلمة الله التي يتحدث بها أنبياؤه (1صم 10: 25؛ 12: 23).. كان السؤال الحقيقي في هذا الموقف هو من هو المتسلط الحقيقي في مملكة إسرائيل فهل سيدرك أخزيا أن ملك إسرائيل البشري وصي بديل على العرش ويخضع لسلطان الرب، أم أنه سيمارس سلطته باستبداد، مثل الملوك الوثنيين؟ أعلن الرب نفسه من قبل على جبل الكرمل، وأكد على سلطان نبيه بإنزال نار من السماء (1مل 18: 38-39) والآن يتم تأكيد هذا الإعلان السابق لأخزيا"(7). |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 218726 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
" مار يعقوب السروجي " على تصرف أخزيا الملك الشرير قائلًا: "هذا القلب القاسي الذي يشبه إيزابل بأفعاله، أراد أن يحارب إيليا بخمسين رجلًا. كل المخلوقات ترتعد أمام (إيليا)، فكيف يغلبه الخمسون الذين أُرسلوا إليه؟. العلو والعمق يُرهبان هذا القوي، وابن إيزابل يهدد ليأتي به مثل ضعيف. دعا النار ونزلت حالما دعاها، واستجابت وأتت، كيف يغلبه القش لينزل معه..؟ شابه (أخزيا) أمه التي هددت أيضًا الجبار، وأرادت أن تقتل ذاك الذي كان الموت يخاف منه... لم يكن حرق الناس محبوبًا لدى إيليا، لأنه لم يكن يتحرك لهذا العمل إلاَّ بالروح. لا يفكر أحد بأنه غضب جسديًّا، وثار ثائرة، فعمل الحريق ليريح غضبه... أحرق المئة ليفيد أكثرية الشعب حتى يعيدهم من الوثنية بالآية التي صنعها. كان الوثنيون قساة، ومتمسكين بآلهتهم. ولم يكن يقدر أن يتكلم معهم إلاَّ بالنار... أضرم فيهم نارًا تنطفئ، حتى يبطل جهنم التي يرثها الوثنيون إلى الأبد. تحرك الرجل روحيًا وبحب عظيم، ليحي العالم المائت بالأصنام". |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 218727 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
كان إيليا إنسان تحت الآلام مثلنا وفعلًا خشى إيزابل التي توعدته بالذبح، فهرب إلى أرض مصر، وإن كان البعض يعتبر الهروب نوعًا من الجبن، ولكن الهروب من الشر هو في الحقيقة عين الحكمة، فهروب إيليا حفظ حياته وأيضًا أشعره بضعفاته بعد تحقُّق انتصارات روحية عظيمة إذ أحدر نارًا من السماء لتأكل الذبيحة وذبح أنبياء البعل، وعادت السماء تعطي مطرًا على الأرض، والسيد المسيح ذاته هرب من وجه هيرودس إلى أرض مصر، ولذلك لا يجب علينا أن ندين نبيًا عظيمًا في قامة إيليا النبي، لأن حياة الإنسان لا يمكن أن تُقيَّم بموقف واحد، لأن لكل جوَّاد كبوة ولكل عالِم هفوة، فلا يصح أن نغض البصر عن شجاعة إيليا وزهده وتقشفه وعفافه وطهارته ومحبته وإخلاصه لإلهه، وتكريسه الكلي لله، وإحساسه أنه في حضرة الله دائمًا يقف، ثم ندينه على تصرف واحد تعرض فيه إيمانه للضعف، ويليق بنا هنا أن نتذكر قول السيد المسيح: "كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ دَعْني أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ؟ يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ أَوَّلًا الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ" (مت 7: 4-5). |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 218728 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
هل هاجم يهوشافاط "بَنُو مُوآبَ وَبَنُو عَمُّونَ وَمَعَهُمُ الْعَمُّونِيُّونَ" (2أي 20: 1) بحسب الطبعة البيروتية أم "الموآبيون والمعونيُّون" بحسب ترجمة كتاب الحياة؟ وهل هؤلاء جاءوا "من أرام" كما جاء في الطبعة البيروتية أم أنهم جاءوا "من أدوم" كما جاء في الطبعة العربية المشتركة؟ ج: 1- جاء في الطبعة البيروتية وهى مُترجمة عن الأصل العبري: "ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ أَتَى بَنُو مُوآبَ وبَنُو عَمُّونَ ومَعَهُمُ العَمُّونِيُّونَ على يَهُوشَافَاطَ لِلْمُحَارَبَةِ" (2أي 20: 1) وجاء في الهامش السفلي بدلًا من كلمة العمونيون " لعله المعونيون" (1أي 4: 41) وقُرئت الأدوميون". ويبدو أن كلمتي "المعونيون" و"العمونيون" في الأصل العبري متقاربتان جدًا أكثر من تقاربهما في اللغة العربية، حتى أنه عندما جاء في الطبعة البيروتية عن عُزّيا ملك يهوذا: "وسَاعَدَهُ اللهُ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَعَلَى الْعَرَبِ السَّاكِنِينَ فِي جُورِ بَعْلَ والْمَعُونِيِّينَ" (2أي 26: 7) جاء في الهامش عن المعونيين أنها قُرئت العمونيين. وفي الترجمة السبعينية تُرجمت "وبَنُو عَمُّونَ وَمَعَهُمُ الْعَمُّونِيُّونَ" (2أي 20: 1) إلى المعونيون، وهذا ما أخذت به ترجمة كتاب الحياة: "ثم اجتمع الموآبيون والمعُونيُّون لمحاربة يهوشافاط" (2أي 20: 1). وفي الترجمة اليسوعية: "وأتى بعد ذلك بنو موآب وبنو عمُّون ومعهم من المعونيّين لمقاتلة يوشافاط" (2أي 20: 1). وكذلك الترجمة العربية المشتركة: "وبَعْدَ ذلِكَ جاء بَنُو مُوآبَ وَبَنُو عَمُّونَ وَمَعَهُمُ الْمعَونِيُّونَ لمقاتلة يَهُوشَافَاطَ" (2أي 20: 1) وجاء في الهامش: "المعونيون هكذا في اليونانية. في العبرية: العمونيون وهم شعب أقام جنوب أدوم". 2- يقول "القس وليم مارش": "ومعهم العمونيون: والعمونيون هم بنو عمون. ويظن أكثر المفسرين أن المراد هنا المعونيون (1أي 4: 41؛ 2أي 26: 7) والمظنون أنهم سكنوا جبل ساعير (1أي 4: 10) وكانت مدينتهم "معان" إلى جهة الجنوب من وادي موسى وعلى بُعد 12 ميلًا منه وهى "معان" الحالية على طريق الحج من الشام". 3- جاء في "دائرة المعارف الكتابية": "وكان المعونيون يقطنون في جبل سعير (أدوم). ومن الواضح أن عاصمتهم كانت "معون" (معان حاليًا) على بُعد نحو اثني عشر ميلًا إلى الجنوب الشرقي في البتراء". 4- جاء في الطبعة البيروتية: "فَجَاءَ أُنَاسٌ وَأَخْبَرُوا يَهُوشَافَاطَ قَائِلِينَ: قَدْ جَاءَ عَلَيْكَ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنْ عَبْرِ الْبَحْرِ مِنْ أَرَامَ، وَهَا هُمْ فِي حَصُّونَ تَامَارَ. هي عَيْنُ جَدْيٍ" (2أي 20: 2). بينما جاء في الطبعة العربية المشتركة: "فأقبل من أخبر يهوشافاط بالأمر وقال له: جاء لقتالك جمهور كثير من جهة بحر الميت من أدوم. وها هم بلغوا حصون تامار التي هي عين جدي" (2أي 20: 2). والحقيقة أن بني موآب وبني عمون سكنوا شرق الأردن، بنو موآب في الجنوب وبنو عمون في الشمال، وسكن الأدوميون جنوب يهوذا، بينما مملكة آرام تقع في الشمال، بعيدة عن البحر الميت، ... فكيف جاء في الطبعة البيروتية أن هؤلاء الغزاة جاءوا من آرام؟ معنى كلمة "آرام" هنا "الأرض المرتفعة" وليس مملكة آرام، فعندما قال المخبرون: أن جمهور كثير جاء من عبر البحر أي جاءوا عبر البحر الميت، وأنهم جاءوا من آرام أي جاءوا من المنطقة المرتفعة، فالكاتب لم يقصد بآرام هنا مملكة آرام التي يحدها جبال طوروس شمالًا ودمشق وما وراءها جنوبًا، وما وراء الفرات شرقًا، وجبال لبنان غربًا، إنما قصد الكاتب أن هؤلاء الغزاة جاءوا من شرق الأردن ومن الجنوب عبر الأرض المرتفعة والذي يطلع على جغرافية هذه المنطقة يجدها منطقة تلال جيرية مرتفعة ولذلك يُطلق عليها الأرض العالية أو المرتفعة، تتوفر فيها خزانات المياه الطبيعية وبالتالي فإنها تصلح للمعيشة، والذي يؤكد هذا أن حصون تامار التي هي عين جدي والتي عسكر فيها الغزاة تقع على الساحل الغربي للبحر الميت في المنتصف مقابل أرض يهوذا، ونحن ليس لدينا ما نخفيه، ولذلك جاء في هامش الطبعة البيروتية عن آرام أنها قرئت أدوم، وجاء في هامش الطبعة العربية المشتركة عن أدوم أنها وُجدت هكذا في مخطوط عبري وترجمة لاتينية، وفي العبرية جاءت آرام. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 218729 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
"فَجَاءَ أُنَاسٌ وَأَخْبَرُوا يَهُوشَافَاطَ قَائِلِينَ: قَدْ جَاءَ عَلَيْكَ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنْ عَبْرِ الْبَحْرِ مِنْ أَرَامَ، وَهَا هُمْ فِي حَصُّونَ تَامَارَ. هي عَيْنُ جَدْيٍ" (2أي 20: 2) معنى كلمة "آرام" هنا "الأرض المرتفعة" وليس مملكة آرام، فعندما قال المخبرون: أن جمهور كثير جاء من عبر البحر أي جاءوا عبر البحر الميت، وأنهم جاءوا من آرام أي جاءوا من المنطقة المرتفعة، فالكاتب لم يقصد بآرام هنا مملكة آرام التي يحدها جبال طوروس شمالًا ودمشق وما وراءها جنوبًا، وما وراء الفرات شرقًا، وجبال لبنان غربًا، إنما قصد الكاتب أن هؤلاء الغزاة جاءوا من شرق الأردن ومن الجنوب عبر الأرض المرتفعة والذي يطلع على جغرافية هذه المنطقة يجدها منطقة تلال جيرية مرتفعة ولذلك يُطلق عليها الأرض العالية أو المرتفعة، تتوفر فيها خزانات المياه الطبيعية وبالتالي فإنها تصلح للمعيشة، والذي يؤكد هذا أن حصون تامار التي هي عين جدي والتي عسكر فيها الغزاة تقع على الساحل الغربي للبحر الميت في المنتصف مقابل أرض يهوذا، ونحن ليس لدينا ما نخفيه، ولذلك جاء في هامش الطبعة البيروتية عن آرام أنها قرئت أدوم، وجاء في هامش الطبعة العربية المشتركة عن أدوم أنها وُجدت هكذا في مخطوط عبري وترجمة لاتينية، وفي العبرية جاءت آرام. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 218730 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
كيف تنبأ إيليا بعد انتقاله من هذا العالم وصعوده في العاصفة (2 مل 2: 11؛ 3: 1) فأرسل رسالة إلى يهورام (2 أي 21: 12-15)؟ قال البعض أن إيليا في حياته عرف بالروح النبوي ما ستؤول إليه أحوال يهورام، فكتب ما كتب وأستودعه تلميذه أليشع الذي سلمها ليهورام وقت الحاجة إليها، وقال البعض: أنها كُتبت بيد ياهو النبي ابن حناني وغيَّر النُسَّاخ اسم ياهو باِسم إيليا، وقال آخرون: أن إيليا ظهر بعد موته لأحد الأنبياء ولقَّنه هذه الكتاب، وأمره أن يُوقّع عليها بِاسم إيليا ويرسلها إلى يهورام، وقال البعض: أن إيليا كتبها وهو في محل اختفائه بعد صعوده في العاصفة... فأين الحقيقة؟! وقال "علاء أبو بكر": "كيف تنبأ الرجل الميت إيليا ليهورام بن يهوشافاط؟ فهل نسى الرب الذي أوحى هذا الكتاب أنه أماته قبل ذلك بسنوات (2أي 21: 12- 15)؟ لقد أخذ الله إيليا في العاصفة في أيام يهوشافاط (2مل 2: 11؛ 3: 1) ثم بعد ذلك تولى يهورام بن يهوشافاط الملك على بني إسرائيل (2مل 3: 1)" ج: 1- قول "علاء أبو بكر": "كيف تنبأ الرجل الميت إيليا... فهل نسى الرب... أنه أماته " قول جانبه الصواب لأن إيليا لم يمت إنما صعد إلى السماء في مركبة نارية وهو حي بروحه وجسده. إذًا قول بعض النُقَّاد أن إيليا كان قد مات يُعد مغالطة. وقد عرض "الخوري بولس الفغالي" افتراضين فقال: "هناك افتراضان: افتراض أول يقول: كان نبي آخر اسمه إيليا (افتراض ضعيف)، وافتراض ثانٍ يقول: أننا أمام كلام يشبه الكلام الذي قاله إيليا لاخآب ومضمونه: الملك الذي يقود شعبه إلى الابتعاد عن طريق الله، يُعاقب أقسى عقاب"(2). ولكن وضوح الخبر الذي جاء في سفر الأخبار بأن يهورام جاءته كتابة من إيليا النبي، يجعلنا نرفض كلاَّ الافتراضين اللذين افترضهما الخوري بولس الفغالي. 2- نحن نصدق تمامًا ما جاء في الكتاب المقدَّس أن يهورام ملك يهوذا عندما ملك قتل جميع إخوته مع بعض رؤساء إسرائيل: وَسَارَ فِي طَرِيقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ كَمَا فَعَلَ بَيْتُ أَخْآبَ، لأَنَّ بِنْتَ أَخْآبَ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةً. وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ" (2أي 21: 6) ثم "أَتَتْ إِلَيْهِ كِتَابَةٌ مِنْ إِيلِيَّا النَّبِيِّ تَقُولُ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ دَاوُدَ أَبِيكَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ لَمْ تَسْلُكْ فِي طُرُقِ يَهُوشَافَاطَ أَبِيكَ وَطُرُقِ آسَا مَلِكِ يَهُوذَا، بَلْ سَلَكْتَ فِي طُرُقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ، وَجَعَلْتَ يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ يَزْنُونَ كَزِنَا بَيْتِ أَخْآبَ، وقَتَلْتَ أَيْضًا إِخْوَتَكَ مِنْ بَيْتِ أَبِيكَ الَّذِينَ هُمْ أَفْضَلُ مِنْكَ، هُوَذَا يَضْرِبُ الرَّبُّ شَعْبَكَ وَبَنِيكَ وَنِسَاءَكَ وكُلَّ مَالِكَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً. وإيَّاكَ بأَمْرَاضٍ كَثِيرَةٍ بِدَاءِ أَمْعَائِكَ حَتَّى تَخْرُجَ أَمْعَاؤُكَ بِسَبَبِ المَرَضِ يَوْمًا فَيَوْمًا" (2أي 21: 12 - 15)... وهل تحقق قول إيليا..؟. نعم، فقد صعد الفلسطينيون والعرب والكوشيون على مملكة يهوذا وسبوا بني الملك ونسائه ولم يفلت إلاَّ يهوآحاز ابنه الأصغر "وبَعْدَ هذَا كُلِّهِ ضَرَبَهُ الرَّبُّ فِي أَمْعَائِهِ بِمَرَضٍ لَيْسَ لَهُ شِفَاءٌ. وَكَانَ مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ وَحَسَبَ ذِهَابِ الْمُدَّةِ عِنْدَ نَهَايَةِ سَنَتَيْنِ، أَنَّ أَمْعَاءَهُ خَرَجَتْ بِسَبَبِ مَرَضِهِ، فَمَاتَ بِأَمْرَاضٍ رَدِيَّةٍ" (2أي 21: 18-19)، فهل نترك النبوءة وقوتها وتحقيقها، ونقف أمام طريقة وصول الرسالة من إيليا ليهورام، وهل قصرت يد الرب عن أن يرسل إيليا برسالة إلى يهورام؟! كان من الممكن أن يرسل الله الرسالة عن طريق أي شخص يعيش على أرضنا هذه، ولكنه قصد أن تأتي الرسالة عن طريق إنسان قد فارق عالمنا بطريقة معجزية، لكيما يكون لها أثرها البالغ على ذلك الملك الشرير. 3- هؤلاء النُقَّاد العقليون في الأصل لا يقبلون فكرة الحياة الأخرى، وأن الموت ما هو إلاَّ انتقال من حالة إلى حالة، من الحياة بالروح والجسد إلى الحياة بالروح بدون الجسد، وأن هذه الروح بعد انطلاقها من الجسد تظل تعي وتعرف وتفهم وتدرك، وأن هذه الروح يمكن أن تؤدي رسالة في العالم الحاضر بتكليف من الله، وهذا هو إيماننا في شفاعة القديسين، وقد عشنا تجليات العذراء القديسة مريم في سنة 1968م على قباب كنيستها في بالزيتون، وأيضًا في سنة 1986م في كنيسة القديسة دميانة في شبرا، وفي سنة 2000م في كنيسة مارمرقس بأسيوط. وفي حالة إيليا النبي فإن الأمر أكثر سهولة في قبوله لأنه صعد بروحه وجسده، فهو موجود في مكان معين يعرفه الله، وقد سبقه أخنوخ البار، ولذلك من السهل أن إيليا يكتب هذه الرسالة ليهورام، والله قادر على نقل هذه الرسالة بطريقة أو بأخرى، ونحن نثق تمامًا أنه لا يعصى عليه أمر. 4- جاء في سفر دانيال أن بيلشاصَّر ملك بابل صنع وليمة عظيمة لعظمائه الألف، فشربوا الخمر في آنية الهيكل المقدَّسة والمخصَّصة للرب، وسبحوا للآلهة المصنوعة من الذهب والفضة والنحاس والحديد والخشب والحجر: "في تِلْكَ السَّاعَةِ ظَهَرَتْ أَصَابعُ يَدِ إِنْسَانٍ، وَكَتَبَتْ بِإِزَاءِ النِّبْرَاسِ عَلَى مُكَلَّسِ حَائِطِ قَصْرِ الْمَلِكِ، وَالْمَلِكُ يَنْظُرُ طَرَفَ الْيَدِ الْكَاتِبَةِ"(دا 5: 5) فاضطرب الملك وعجز السحرة والمنجمون عن قراءة الكتابة، فأتوا بدانيال النبي الذي بكَّت الملك على شربه الخمر في الآنية المقدَّسة وقال له: "أَمَّا اللهُ الَّذي بِيَدِهِ نَسَمَتُكَ، وَلَهُ كُلُّ طُرُقِكَ فَلَمْ تُمَجِّدْهُ. حِينَئِذٍ أُرْسِلَ مِنْ قِبَلِهِ طَرَفُ الْيَدِ، فَكُتِبَتْ هذِهِ الْكِتَابَةُ. وَهذِهِ هي الْكِتَابَةُ الَّتِي سُطِّرَتْ: مَنَا مَنَا تَقَيْلُ وَفَرْسِينُ. وَهذَا تَفْسِيرُ الْكَلاَمِ: مَنَا، أَحْصَى اللهُ مَلَكُوتَكَ وَأَنْهَاهُ. تَقَيْلُ، وُزِنْتَ بِالْمَوَازِينِ فَوُجِدْتَ نَاقِصًا. فَرْسِ، قُسِمَتْ مَمْلَكَتُكَ وَأُعْطِيَتْ لِمَادِي وَفَارِسَ" (دا 5: 23 - 28) حدثت هذه الحادثة في العهد القديم، وفي العهد الجديد في التاريخ الكنسي نلتقي مع حادثة محاولة هدم كنيسة السيدة العذراء في أتريب، فطلب كاهن الكنيسة من القائد المُكلف بتنفيذ الأمر إمهاله ثلاثة أيام فيأتيه بمرسوم عفو لهذه الكنيسة من الخليفة هارون الرشيدي في بغداد ودفع له بعض المال، فوافقه القائد وهو يوقن تمامًا أنه من المستحيل أن يصل مرسوم الخليفة في هذه الفترة الوجيزة، فالسفر لبغداد والعودة يحتاج أيام طويلة، ولكن صلوات هذا الأب الكاهن مع شعبه حرَّكت السماء، فظهرت العذراء أم النور لهارون الرشيدي وأيقظته من النوم فكتب مرسوم العفو، والتقطته حمامة وحملته من بغداد وألقت به في خيمة القائد المكلَّف بهدم الكنيسة، فذهل القائد وانصاع لأمر الخليفة ولم يهدم الكنيسة، وكانت هذه معجزة عظيمة سجلها التاريخ لنا. ونحن نوقن أن الله لا يعدم الوسيلة لتوصيل مكاتبة هارون من بغداد إلى مصر، أو توصيل كتابة إيليا ليهورام بطريقة أو بأخرى. 5- يقول "القمص تادرس يعقوب": "كيف أرسل إيليا رسالة ليهورام خليفة يهوشافاط، بينما يبدو أن إيليا صعد إلى السماء قبل أن يملك يهوشافاط (2مل 1-3)؟ هل كتب إيليا هذه الرسالة قبل ذلك بمدة ووصلت إليه بعد موت يهوشافاط؟ أو هل كتب إيليا الرسالة ليهورام قبل اعتلائه العرش كنوع من النبوءة لما سيحدث معه؟ هذا ما نادى به بعض الربيين القدامى، حاسبين أن إيليا وُهِبَ معرفة الكثير من الأمور المقبلة. أو هل بعد صعود إيليا في المركبة النارية أرسله الله إلى الأرض إلى حين ليرعى هذا الأمر. يرى البعض أن هذه الرسالة أبلغها إيليا النبي لتلميذه أليشع قبل إصعاده في المركبة النارية. وغالبًا ما بعث بها أليشع إلى يهورام الملك كي يرجع عن طريقه الشرير، ويقتدي بأبيه الصالح يهوشافاط وجده آسا، اللذين عاشا في سلام وتقوى وماتا مكرمين. على أي الأحوال كثير من تصرفات إيليا حتى وهو على الأرض كانت فائقة، ولا يمكن تصوُّر أي تحليل لأعماله. لهذا يمكن قبول أي احتمال بالنسبة لإيليا في تصرفاته" |
||||