![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 202111 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تمتع جدعون بالدعوة للعمل بالرغم من اعترافه بضعفه وعجزه وجاء الصوت الإلهي يؤكد معية الرب له وتقديم النصرة له طلب جدعون علامة من الرب الذي يكلمه، قائلًا: "إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فاصنع ليّ علامة إنك أنت تكلمني" [17]. لماذا طلب جدعون علامة ليتأكد إن الذي يحدثه هو الرب؟ لعله استكثر على نفسه أن يرى الرب نفسه فحسب ما يحدث حلمًا أو خيالًا، أو لأنه استكثر على نفسه أن يتسلم رسالة كهذه فأراد التأكد من شخصية من يحدثه. أما العلامة التي طلبها فهي ليست عملًا خارقًا مجردًا وإنما أراد تقديم (منحة) للضيف ليعلن الرب قبوله هذه التقدمة. سأله أن ينتظر حتى يقدم له لحمًا (جدي معزى) في سل ومرقًا في قدر وفطيرًا أي خبزًا غير مختمر. فسأله ملاك الرب أن يضع اللحم والفطير على صخرة ويسكب المرق عليهما، إذ مدّ ملاك الرب طرف العكاز الذي بيده صعدت نار من الصخرة وأكلت اللحم، عندئذ اختفى ملاك الرب. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 202112 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ملاك الرب انتظر حتى يقدم جدعون التقدمة على الصخرة التي قامت بدور المذبح، فأرسل نارًا لتأكل التقدمة بعد سكب المرق عليها كماء يمنع من الاحتراق (1 مل 18: 33- 35)، معلنًا قبوله الإلهي للتقدمة (لا 9: 24؛ 1 مل 18: 38). يقدم لنا القديس أمبروسيوس تفسيرًا روحيًا لهذا اللقاء، إذ يقول: [الصخرة تُشير إلى جسد المسيح، إذ مكتوب: "لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح" (1 كو 10: 4)... هنا يعلن بشكل سري أنه عندما يصلب جسد الرب يسوع تُنزع خطايا العالم كله، ليس فقط الخطايا الفعلية وإنما حتى شهوات الذهن الشريرة. فلحم جدي المعزى يُشير إلى الخطايا الفعلية، والمرق يشير إلى إغراءات الشهوات؛ كما هو مكتوب أن الشعب كان يشتهي اللحم فناحوا قائلين: "مَنْ يطعمنا لحمًا؟!" (عد 11: 4). إذ مد الملاك العكاز ولمس الصخرة فصدرت منها نار، هذه الحقيقة تعلن أن جسد المسيح الممتلئ بالروح الإلهي يحرق كل خطايا الطبيعة البشرية، لذلك قال الرب: "جئت لألقي نارًا على الأرض" (لو 12: 49)]. مرة أخرى يقول: [الشجرة التي وقف تحتها الملاك والعكاز الذي أمسك به يشيران إلى الصليب. الصخرة التي قدم عليها جدعون المحرقة هي المسيح، إذ يقول الرسول "والصخرة كانت المسيح" (1 كو 10: 4). جدي المعزى الذي ذُبح يُشير إلى الجنس البشري الذي ارتكب الخطية. كما نفهم حقيقة لمس الملاك للصخرة بالعكاز وانطلاق النار لتأكل جدي الماعز أنه الصليب الذي لمس الصخرة أي المسيح، فانطلقت نار المحبة لتبيد خطايا الجنس البشري. حقًا، المسيح -جدعون الحقيقي- يقول عن نفسه في الإنجيل: "جئت لألقي نارًا على الأرض، فماذا أريد لو اضطرمت؟!" (لو 12: 49)]. إذ أعلن الرب قبوله تقدمة جدعون، كاشفًا عن سرّ الصليب الذي فيه تغفر خطايانا الفعلية كما شهواتنا الخفية في اسحقاقات الدم، حيث تنطلق نار الحب الإلهي لتبيد كل ضعف فينا، "ذهب ملاك الرب عن عينيه" [21]. هذا الانطلاق كان بطريقة فائقة لا نستطيع التنبؤ عنها، لكننا نعرف أنها هزت أعماق قلب جدعون حتى ظن أنه لا يقدر بعد أن يعيش إذ رأى الرب، فقال: "آه يا سيدي الرب، لأني رأيت ملاك الرب وجهًا لوجه" [22]، لكن الرب أجابه "السلام لك، لا تخف، لا تموت" [23]. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 202113 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يقدم لنا القديس أمبروسيوس تفسيرًا روحيًا لهذا اللقاء، إذ يقول: [الصخرة تُشير إلى جسد المسيح، إذ مكتوب: "لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح" (1 كو 10: 4)... هنا يعلن بشكل سري أنه عندما يصلب جسد الرب يسوع تُنزع خطايا العالم كله، ليس فقط الخطايا الفعلية وإنما حتى شهوات الذهن الشريرة. فلحم جدي المعزى يُشير إلى الخطايا الفعلية، والمرق يشير إلى إغراءات الشهوات؛ كما هو مكتوب أن الشعب كان يشتهي اللحم فناحوا قائلين: "مَنْ يطعمنا لحمًا؟!" (عد 11: 4). إذ مد الملاك العكاز ولمس الصخرة فصدرت منها نار، هذه الحقيقة تعلن أن جسد المسيح الممتلئ بالروح الإلهي يحرق كل خطايا الطبيعة البشرية، لذلك قال الرب: "جئت لألقي نارًا على الأرض" (لو 12: 49)]. مرة أخرى يقول: [الشجرة التي وقف تحتها الملاك والعكاز الذي أمسك به يشيران إلى الصليب. الصخرة التي قدم عليها جدعون المحرقة هي المسيح، إذ يقول الرسول "والصخرة كانت المسيح" (1 كو 10: 4). جدي المعزى الذي ذُبح يُشير إلى الجنس البشري الذي ارتكب الخطية. كما نفهم حقيقة لمس الملاك للصخرة بالعكاز وانطلاق النار لتأكل جدي الماعز أنه الصليب الذي لمس الصخرة أي المسيح، فانطلقت نار المحبة لتبيد خطايا الجنس البشري. حقًا، المسيح -جدعون الحقيقي- يقول عن نفسه في الإنجيل: "جئت لألقي نارًا على الأرض، فماذا أريد لو اضطرمت؟!" (لو 12: 49)]. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 202114 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قبوله تقدمة جدعون كاشفًا عن سرّ الصليب الذي فيه تغفر خطايانا الفعلية كما شهواتنا الخفية في اسحقاقات الدم، حيث تنطلق نار الحب الإلهي لتبيد كل ضعف فينا، "ذهب ملاك الرب عن عينيه" [21]. هذا الانطلاق كان بطريقة فائقة لا نستطيع التنبؤ عنها، لكننا نعرف أنها هزت أعماق قلب جدعون حتى ظن أنه لا يقدر بعد أن يعيش إذ رأى الرب، فقال: "آه يا سيدي الرب، لأني رأيت ملاك الرب وجهًا لوجه" [22] لكن الرب أجابه "السلام لك، لا تخف، لا تموت" [23]. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 202115 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() خلال اختفاء ملاك الرب علم جدعون يقينًا أنه الرب، وأنه رآه وجها لوجه، فحسب أنه لن يعيش، كقول الرب لموسى: "لا تقدر أن ترى وجهي، لأن الإنسان لا يراني ويعيش" (خر 33: 20). لكن الرب طمأنه، أنه وإن كان قد رآه إنما من قبيل تنازله الإلهي، كشف له ذاته في رؤيا قدر ما يحتمل حتى لا يموت. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم في مقاله "عدم إدراك طبيعة الله" على لسان الله: [لا أعلن جوهري ذاته، إنما أتنازل (في رؤى) بسبب ضعف هؤلاء الذي يرونني]. أمام هذا الحب الإلهي أقام جدعون مذبحًا تذكاريًا للرب، دعاه "يهوه شلوم" أي "الله سلام"، لأن الرب وهبه السلام، إذ حسب كلماته الإلهية "سلام لك" ليست تحية مجردة وإنما عطية إلهية تملأ أعماقه في الداخل، وتمس حياته بل وحياة كل الجماعة المقدسة. ليت قلبنا يكون كعفرة الأبيعزريين والتي تعني (أبي معين)، فيه نلتقي مع جدعون بخطايانا الفعلية وأفكارنا الخفية على الصخرة لكي بالصليب يحرقها كما بنار إلهية، ونسمع صوت الرب [سلامًا أترك لكم، سلامي أنا أعطيكم، ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا، لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب] (يو 14: 27). وليقم فيه مذبحًا إلهيًا يذكر أعماله الخلاصية على الدوام. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 202116 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يقدم لنا القديس أمبروسيوس تفسيرًا روحيًا لهذا اللقاء، إذ يقول: [الصخرة تُشير إلى جسد المسيح، إذ مكتوب: "لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح" (1 كو 10: 4)... هنا يعلن بشكل سري أنه عندما يصلب جسد الرب يسوع تُنزع خطايا العالم كله، ليس فقط الخطايا الفعلية وإنما حتى شهوات الذهن الشريرة. فلحم جدي المعزى يُشير إلى الخطايا الفعلية، والمرق يشير إلى إغراءات الشهوات؛ كما هو مكتوب أن الشعب كان يشتهي اللحم فناحوا قائلين: "مَنْ يطعمنا لحمًا؟!" (عد 11: 4). إذ مد الملاك العكاز ولمس الصخرة فصدرت منها نار، هذه الحقيقة تعلن أن جسد المسيح الممتلئ بالروح الإلهي يحرق كل خطايا الطبيعة البشرية، لذلك قال الرب: "جئت لألقي نارًا على الأرض" (لو 12: 49)]. مرة أخرى يقول: [الشجرة التي وقف تحتها الملاك والعكاز الذي أمسك به يشيران إلى الصليب. الصخرة التي قدم عليها جدعون المحرقة هي المسيح، إذ يقول الرسول "والصخرة كانت المسيح" (1 كو 10: 4). جدي المعزى الذي ذُبح يُشير إلى الجنس البشري الذي ارتكب الخطية. كما نفهم حقيقة لمس الملاك للصخرة بالعكاز وانطلاق النار لتأكل جدي الماعز أنه الصليب الذي لمس الصخرة أي المسيح، فانطلقت نار المحبة لتبيد خطايا الجنس البشري. حقًا، المسيح -جدعون الحقيقي- يقول عن نفسه في الإنجيل: "جئت لألقي نارًا على الأرض، فماذا أريد لو اضطرمت؟!" (لو 12: 49)]. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 202117 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() هدم مذبح البعل: 25 وَكَانَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: «خُذْ ثَوْرَ الْبَقَرِ الَّذِي لأَبِيكَ، وَثَوْرًا ثَانِيًا ابْنَ سَبْعِ سِنِينَ، وَاهْدِمْ مَذْبَحَ الْبَعْلِ الَّذِي لأَبِيكَ، وَاقْطَعِ السَّارِيَةَ الَّتِي عِنْدَهُ، 26 وَابْنِ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ إِلهِكَ عَلَى رَأْسِ هذَا الْحِصْنِ بِتَرْتِيبٍ، وَخُذِ الثَّوْرَ الثَّانِي وَأَصْعِدْ مُحْرَقَةً عَلَى حَطَبِ السَّارِيَةِ الَّتِي تَقْطَعُهَا. 27 فَأَخَذَ جِدْعُونُ عَشْرَةَ رِجَال مِنْ عَبِيدِهِ وَعَمِلَ كَمَا كَلَّمَهُ الرَّبُّ. وَإِذْ كَانَ يَخَافُ مِنْ بَيْتِ أَبِيهِ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنْ يَعْمَلَ ذلِكَ نَهَارًا، فَعَمِلَهُ لَيْلًا. إذ ظهر الله لجدعون، وتقدس الموضع بهذا الظهور لم يكن ممكنًا أن يبقى البعل مع الظهور الإلهي، ولا أن تقدم محرقات للرب مع ذبائح للبعل، لذلك سأل الرب جدعون أن يتصرف في الثور الذي كان أبوه يعبده للذبح قربانًا للبعل، وأن يهدم مذبح البعل (الشمس) الذي أقامه والده، ويقطع السارية التي عنده وهي عمود خشبي يقام في موضع مرتفع عنده تقدم العبادة للبعل والعشتاروت زوجته، كما أمره بتقديم ثور ابن سبع سنوات باسم الرب بعد أن يبني مذبحًا للرب، وأن يستخدم خشب السارية وقودًا للمحرقة. لم يكن هذا الأمر الإلهي تصريحًا لممارسة العمل الكهنوتي على مستوى الجماعة، فهو ليس من سبط لاوي الذي كانوا في الغالب هاربين من الضيق غير قادرين على ممارسة العبادة العامة بطقوسها السليمة. ولا قدم المحرقة عند خيمة الاجتماع في شيلوه... وإنما كان هذا الأمر يمثل عملًا فرديًا استثنائيًا، غايته إذلال البعل والعشتاروت، خاصة أنه استخدم خشب السارية التي حطمها جدعون وقودًا للمحرقة عوض النار المقدسة. ومن جهة أخرى فإن هذا العمل كما يقول القديس أمبروسيوس عمل نبوي وسرّ سماوي عتيدًا أن يتم، إذ يقول: [لاحظ الرجل الحكيم النبوي السرّ السماوي العتيد لذلك أطاع كلمات الوحي وقتل الثور الذي وضعه أبوه بجوار الوثن، مقدمًا ثورًا آخر ابن سبع سنوات ذبيحة للرب. بهذا العمل أظهر بوضوح شديد أنه بمجيء الرب تبطل كل الذبائح الوثنية وتبقى ذبيحة آلام الرب تُقدم الله كعمل تقوى للشعب. حقًا كان هذا الثور رمزًا للمسيح، لذلك كان ابن سبع سنوات، إذ في المسيح يحل ملء الفضائل السبع الروحية كقول إشعياء. لقد قُدم المسيح مرة في رمز جدي معزى، وأخرى كغنمة، وأيضًا كثور. كجدي معزى بكونه ذبيحة عن الخطايا، وكغنمة لأنه كان ذبيحًا باختياره (الوداعة)، وكثور بكونه تقدمة بلا عيب. هكذا سبق فرأى جدعون السرّ]. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 202118 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس أمبروسيوس عمل نبوي وسرّ سماوي عتيدًا أن يتم، إذ يقول: [لاحظ الرجل الحكيم النبوي السرّ السماوي العتيد لذلك أطاع كلمات الوحي وقتل الثور الذي وضعه أبوه بجوار الوثن، مقدمًا ثورًا آخر ابن سبع سنوات ذبيحة للرب. بهذا العمل أظهر بوضوح شديد أنه بمجيء الرب تبطل كل الذبائح الوثنية وتبقى ذبيحة آلام الرب تُقدم الله كعمل تقوى للشعب. حقًا كان هذا الثور رمزًا للمسيح، لذلك كان ابن سبع سنوات، إذ في المسيح يحل ملء الفضائل السبع الروحية كقول إشعياء. لقد قُدم المسيح مرة في رمز جدي معزى، وأخرى كغنمة، وأيضًا كثور. كجدي معزى بكونه ذبيحة عن الخطايا، وكغنمة لأنه كان ذبيحًا باختياره (الوداعة)، وكثور بكونه تقدمة بلا عيب. هكذا سبق فرأى جدعون السرّ]. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 202119 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() جدعون وجزّة الصوف: 33 وَاجْتَمَعَ جَمِيعُ الْمِدْيَانِيِّينَ وَالْعَمَالِقَةِ وَبَنِي الْمَشْرِقِ مَعًا وَعَبَرُوا وَنَزَلُوا فِي وَادِي يِزْرَعِيلَ. 34 وَلَبِسَ رُوحُ الرَّبِّ جِدْعُونَ فَضَرَبَ بِالْبُوقِ، فَاجْتَمَعَ أَبِيعَزَرُ وَرَاءَهُ. 35 وَأَرْسَلَ رُسُلًا إِلَى جَمِيعِ مَنَسَّى، فَاجْتَمَعَ هُوَ أَيْضًا وَرَاءَهُ، وَأَرْسَلَ رُسُلًا إِلَى أَشِيرَ وَزَبُولُونَ وَنَفْتَالِي فَصَعِدُوا لِلِقَائِهِمْ. 36 وَقَالَ جِدْعُونُ لِلهِ: «إِنْ كُنْتَ تُخَلِّصُ بِيَدِي إِسْرَائِيلَ كَمَا تَكَلَّمْتَ، 37 فَهَا إِنِّي وَاضِعٌ جَزَّةَ الصُّوفِ فِي الْبَيْدَرِ، فَإِنْ كَانَ طَلٌّ عَلَى الْجَزَّةِ وَحْدَهَا، وَجَفَافٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا، عَلِمْتُ أَنَّكَ تُخَلِّصُ بِيَدِي إِسْرَائِيلَ كَمَا تَكَلَّمْتَ». 38 وَكَانَ كَذلِكَ. فَبَكَّرَ فِي الْغَدِ وَضَغَطَ الْجَزَّةَ وَعَصَرَ طَلاًّ مِنَ الْجَزَّةِ، مِلْءَ قَصْعَةٍ مَاءً. 39 فَقَالَ جِدْعُونُ لِلهِ: «لاَ يَحْمَ غَضَبُكَ عَلَيَّ فَأَتَكَلَّمَ هذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ. أَمْتَحِنُ هذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ بِالْجَزَّةِ. فَلْيَكُنْ جَفَافٌ فِي الْجَزَّةِ وَحْدَهَا وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ لِيَكُنْ طَلٌّ». 40 فَفَعَلَ اللهُ كَذلِكَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ. فَكَانَ جَفَافٌ فِي الْجَزَّةِ وَحْدَهَا وَعَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا كَانَ طَلٌّ. اجتمع المديانيون والعمالقة وبنو المشرق لمحاربة إسرائيل في وادي يزرعيل [33]، ويعتبر هذا الوادي في قلب فلسطين لهذا كثيرًا ما كان موقعًا للمعارك. يمتد هذا الوادي من جبل الكرمل إلى وادي الأردن، يعبر أحد فروعه بين جبل تابور وتل موره وآخر بين تل موره وجبل جلبوع. وقد حمل الوادي هذا الاسم عن مدينة كانت ذات شأن، حاليًا هي قرية زرعين، ويسمى الوادي حاليًا مرج ابن عامر. إذ رأى جدعون اجتماع الأمم ونزولهم للحرب ضرب بالبوق بعد أن لبسه روح الرب، فاختفى جدعون في الرب كما يختفي الجسد في الثوب، وصار أداة لتحقيق غاية إلهية. والعجيب أن قومه الذين كان يخشاهم (أبيعزر) اجتمعوا وراءه للحرب، الأمر الذي حدث فجأة بقوة لا عن تأثير جدعون عليهم وإنما بلا شك هو عمل روح الرب الذي لبس جدعون، محولًا المقاومين إلى مجاهدين معه. هذه صورة حيَّة تقوية يختبرها المؤمن حين يسلك بروح الرب الذي تمتع به خلال سري المعمودية والميرون، فبقدر ما يتجاوب معه يحول الله الجسد الذي كان مقاومًا بشهواته إلى أداة مقدسة تعمل بكل طاقاتها وأحاسيسها لحساب مجد الله، متناغمة مع النفوس المقدسة ومتجاوبة مع عمل روح الله. تَشَجَّع جدعون إذ رأى عشيرته تتحول هكذا سريعًا، فدعا بقية السبط كله "جميع منسى" [35]، كما أرسل رسلًا لأسباط أخرى كأشير وزبولون ونفتالي... والعجيب أن أشير الذي خذل دبورة ولم يشترك معها في مقاومة سيسرا (قض 5: 17) جاء مع جدعون يشترك مع جبابرة زبولون ونفتالي. وكأن ضعف الإنسان في المعركة الروحية لا يعني الاستمرار في الاستسلام، فمن كان خائرًا من قبل وغير نافع للخدمة قد يصير جبار بأس في الروح. لذا فالقائد الروحي الحق لا يعتمد على الناجحين في جهادهم الروحي وحدهم وإنما يسند حتى الذين سبقوا ففشلوا لعله بروح الرب يقيمهم ويكونون قادة روحيين لهم عملهم وفاعليتهم في ملكوت الله. الآن يطلب جدعون من الرب علامة ليخرج للحرب؛ في اتضاع سأله أن يكون طلّ على جزة صوف يضعها في البيدر بينما تكون الأرض كلها جافة، فتحقق له ذلك حتى عصر الجزة فملأت قصعة ماء. وبتذلل سأله علامة أخرى أن تكون الجزة جافة تمامًا والأرض بها طلّ... وكان لهاتين العلامتين مفهومًا روحيًا عبّر عنه كثير من الآباء: يقول القديس أمبروسيوس: [الندى الذي على الجزة هو الإيمان الذي كان في اليهودية، لأن كلمة الله تنزل كندى. يقول موسى: [ليهطل كمطر تعليمي ويقطر كالندى كلامي] (تث 32: 2). هكذا عندما كان العالم كله جافًا بسبب حرارة الخزعبلات التي للأمم غير المثمرة، كان ندى الافتقاد السماوي ينزل على الجزة، أي في اليهودية. ولكن بعد أن رفضت "خراف... إسرائيل الضالة" (مت 15: 24) -حتى كما أظن قد رُمز إليها بجزة الصوف- ينبوع المياه الحية جف ندى الإيمان في قلوب اليهود وتحول المجرى الإلهي إلى قلوب الأمم. لهذا السبب فإن العالم كله الآن مرطب بندى الإيمان أما اليهود فحطموا أنبيائهم ومرشديهم. لا عجب إن كانوا الآن يخضعون لجفاف عدم الإيمان، فقد حرمهم الرب الإله من مطر الأنبياء المستمر، قائلًا: "أوصي الغيم إن لا يمطر عليه (على ذلك الكرم) مطرًا" (إش 5: 6). مكرّم هو مطر السحابة النبوية، وكما قال داود: "ينزل مثل المطر على الجزاز ومثل الغيوث الذارفة على الأرض" (مز 72: 6). لقد وعدتنا الكتب المقدسة بهذا المطر أن ينزل على العالم كله ويرويه عند مجيء ربنا ومخلصنا بندى الروح الإلهي. وقد جاء الندى بالفعل، وأيضًا المطر. جاء الرب ومعه الأمطار السماوية. لهذا من كان عطشانًا من قبل فليأتِ الآن ليشرب من الروح الإلهي الداخلي. هذا هو ما سبق فرآه جدعون، أن قبائل الأمم تشرب بالإيمان الثمين من الندى السماوي الحقيقي]. مرة أخرى يقول: [أخيرًا على كل الأرض كما في البيدر ارتوت الكنيسة بندى النعمة الروحية بينما بقى المجمع يابسًا وجافًا من كل رطوبة كلمة الله ومطرها]. يقول القديس أغسطينوس: [نزل المسيح نفسه كمطر على الجزة بينما كانت الأرض جافة، وذلك عندما قال: "لم أُرسل إلاّ إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (مت 15: 24)]. يقول القديس چيروم: [عندما كانت جزة اليهودية جافة بالرغم من أن كل العالم كان رطبًا بندى السماء، وعندما جاء كثيرون من المشارق والمغارب (لو 13: 29) وجلسوا في حضن إبراهيم (لو 16: 22)، عندئذ توقفت معرفة الله عن يهوذا وعن أن يكون اسمه عظيمًا في إسرائيل وحدها (مز 76: 1) فقد بلغ صوت الرسل إلى كل الأمم وأقوالهم إلى أقاصي المسكونة (مز 19: 4)]. يقول القديس إيريناؤس: [هكذا أشار (جدعون) أنه لا يعود يكون لليهود الروح القدس من الله، كقول إشعياء: أوصي الغيم أن لا يمطر مطرًا" (إش 5: 6)، فالندى إنما هو روح الله... منتشرًا في كل الأرض]. يعلق القديس أمبروسيوس على تحقيق هذه العلامة في البيدر (مكان جمع الحنطة) قائلًا: [لم يضع جدعون الجزة بغير مبالاة في حقل أو حديقة إنما وضعها في البيدر حيث يوجد محصول الحنطة، "فالحصاد كثير والفعلة قليلون" (لو 10: 2)، لأنه خلال الإيمان بالرب يوجد حصاد مثمر للفضائل في الكنيسة العتيدة]. وكما يعلق أيضًا على الماء الذي بالجزة، إذ ملأ قصعة لم يستخدمه جدعون في غسل الأرجل إنما تركه للسيد المسيح الذي وحده جاء لا لكي يُخدم بل لكي يخدم (مت 20: 28). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 202120 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس أمبروسيوس: [الندى الذي على الجزة هو الإيمان الذي كان في اليهودية، لأن كلمة الله تنزل كندى. يقول موسى: [ليهطل كمطر تعليمي ويقطر كالندى كلامي] (تث 32: 2). هكذا عندما كان العالم كله جافًا بسبب حرارة الخزعبلات التي للأمم غير المثمرة، كان ندى الافتقاد السماوي ينزل على الجزة، أي في اليهودية. ولكن بعد أن رفضت "خراف... إسرائيل الضالة" (مت 15: 24) -حتى كما أظن قد رُمز إليها بجزة الصوف- ينبوع المياه الحية جف ندى الإيمان في قلوب اليهود وتحول المجرى الإلهي إلى قلوب الأمم. لهذا السبب فإن العالم كله الآن مرطب بندى الإيمان أما اليهود فحطموا أنبيائهم ومرشديهم. لا عجب إن كانوا الآن يخضعون لجفاف عدم الإيمان، فقد حرمهم الرب الإله من مطر الأنبياء المستمر، قائلًا: "أوصي الغيم إن لا يمطر عليه (على ذلك الكرم) مطرًا" (إش 5: 6). مكرّم هو مطر السحابة النبوية، وكما قال داود: "ينزل مثل المطر على الجزاز ومثل الغيوث الذارفة على الأرض" (مز 72: 6). لقد وعدتنا الكتب المقدسة بهذا المطر أن ينزل على العالم كله ويرويه عند مجيء ربنا ومخلصنا بندى الروح الإلهي. وقد جاء الندى بالفعل، وأيضًا المطر. جاء الرب ومعه الأمطار السماوية. لهذا من كان عطشانًا من قبل فليأتِ الآن ليشرب من الروح الإلهي الداخلي. هذا هو ما سبق فرآه جدعون، أن قبائل الأمم تشرب بالإيمان الثمين من الندى السماوي الحقيقي]. |
||||