![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 201741 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() في بداية الخادم لخدمته لابد أن يشعر بمدى أهمية الخدمة ومدى احتياجه للخدمة وأنه مدفوع بقوة الله وأنه مُحمَّل برسالة حتى يستطيع أن يخدم .. فالصلاة من أجل الآخرين خدمة فصلِ من أجل إنسان متألم أو مريض أو إنسان في تجربة أو تحت نير خطية وإذا تعامل الخادم مع أي مشكلة تواجه بروح المحبة فستتحول هذه المشكلة إلى صلاة ولكن لو تعامل مع المشكلة بروح إدانة وروح عدم محبة فلن يصلي وقد يتعب ويصل الأمر في النهاية إلى الإدانة .. فشعور الإنسان بمحبته لإخوته يعطي للإنسان شعور آخر وهو التزامه تجاه كل شخص في العطاء والحب والشركة .. وكما يقول معلمنا بولس الرسول { أقول الصدق في المسيح لا أكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس إنَّ لي حزناً عظيماً ووجعاً في قلبي لا ينقطع فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد } ( رو 9 : 1 – 3 ) .. فالرسول يريد أن يقول أنه عرف طريق الرب وعرف كيف يصل إليه ولكن هناك أُناس لا تستطيع أن تصل إلى هذا الطريق لذلك فهو متألم من أجلهم . وهنا يوجد سؤال هام وهو هل تصل درجة صلاتنا لتشمل غير المؤمنين ؟ فالله هو { الداعي الكل للخلاص لأجل الموعد بالخيرات المنتظرة } .. وهناك كلمة هامة لا تعرفها المسيحية وهي * وأنا ما لي * .. فنسمع القديس بولس الرسول يقول { من يضعف وأنا لا أضعف من يعثر وأنا لا ألتهب } ( 2كو 11 : 29) .. فالله قد يسمح بأن يكون هناك ضعف أو ضيق في إخوتنا حتى يلهب مشاعرنا تجاههم ولهذا يقول { فرحاً مع الفرحين وبكاءً مع الباكين } ( رو 12 : 15) .. وهناك مشكلة قد تقابل الخادم في بداية خدمته وهي أنه لا يجد شئ يقوم بعمله في الخدمة ولكن الخدمة لا تحتاج إلى تكليف بل الخدمة هي شحنة حب والتزام من الداخل وهذا الذي يجعل الإنسان يتحرك بدافع أنه يحب الله وفي هذه الحالة يجد أشياء كثيرة يفعلها .. فعلى الخادم أن يشعر أنَّ هذه الخدمة أخذها من الله وأنَّ الله هو العامل فيها فلا تنتظر أن يقول لك أحد ماذا ستفعل بل افعل أنت من نفسك وكل ما تحتاجه هو دافع وحركة والتزام تجاه الخدمة . |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 201742 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() “ما هي خطايا الخدمة التي تميتها اليوم؟” تغيير حياتك؟ كسؤال مرتبط بحديثنا عن خطايا الخدمة، أحيانًا أسأل القساوسة والرعاة والخدام بشكل عام: “منذ متى غيرت الطريقة التي تعيش بها أو الطريقة التي تقوم بها بالخدمة بسبب شيء قرأته في الكتاب المقدس؟” من اللافت للنظر أن تتوقع من الآخرين أن يتغيروا، دون أن تتغير أنت نفسك! كنت أعظ بشكل دوري في الكنيسة قبل بضع سنوات، وقد تفضل الشخص الذي يقود الخدمة أن يصلي من أجلي بعد أن كنت قد وعظت. سألني، “ما الذي ترغب في الصلاة من أجله؟” كان يعلم أنني على وشك الذهاب إلى الخارج في رحلة تعليمية لألقي عدد من المحاضرات، وافترضت أنه توقع مني أن أطلب الصلاة من أجل تلك الخدمة. لكن، وبدلاً من ذلك، قلت له، “عندما كنت أكثر حداثة، كانت لدي الطاقة للقيام بالخطايا التي يتضايق منها الآخرون. أنا الآن عجوز، كل ما يمكنني فعله هو الحسد وعدم التسامح والغضب والشفقة على الذات. لقد سئمت جدًا من هذه الخطايا. أرجوك صلي لله أن أتوقف عن فعل ذلك. يا له من أمر مرعب أن نكرز ونتغنى بموت وقيامة يسوع المسيح، دون أن تتغير حياتنا وخدمتنا بقوة ذلك الموت والقيامة! كم هو مؤلم أن تكون الكفارة في صميم فكرنا اللاهوتي دون أن نموت عن الخطية! فيما يلي بعض التشجيعات الكتابية للعمل بها لا أشارك بهذه التشجيعات كأنني بالفعل أتبعها، أو أنني وصلت بالفعل إلى هدفي … “أَنَا أَنـْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ. أَسْعَى نَحْوَ ظ±لْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ ظ±للظ°ّهِ ظ±لْعُلْيَا فِي ظ±لْمَسِيحِ يَسُوعَ.” (فيلبي 3: 12-14). “فَإِذْ لَنَا هَذِهِ ظ±لْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا ظ±لْأَحِبَّاءُ لِنـُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ ظ±لْجَسَدِ وَظ±لرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ ظ±لْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ ظ±للظ°ّهِ.” (كورنثوس الثانية 7: 1). “لأَنـَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ ظ±للظ°ّهِ ظ±لْمُخَلِّصَةُ لِجَمِيعِ ظ±لنَّاسِ، مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نـُنْكِرَ ظ±لْفُجُورَ وَظ±لشَّهَوَاتِ ظ±لْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِـظ±لتَّعَقُّلِ وَظ±لْبِرِّ وَظ±لتَّقْوَى فِي ظ±لْعَالَمِ ظ±لْحَاضِرِ، مُنْتَظِرِينَ ظ±لرَّجَاءَ ظ±لْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ ظ±للظ°ّهِ ظ±لْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ ظ±لْمَسِيحِ، ظ±لَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْباً خَاصّاً غَيُوراً فِي أَعْمَالٍ حَسَنَةٍ.” (تيطس 2: 1ظ،-14). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 201743 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لماذا تكون خطايانا في الخدمة أحيانًا مخفية عن أعيننا؟ سبب آخر لفشلنا في رؤية خطايانا هو أننا نميل إلى إبقاء أعيننا نصف مغمضة عن خطايانا. لدينا نظرة ضيقة جدًا للخطية. وهنا بعض الأمثلة: فمن جانب، يكون لدينا وجهة نظر ذاتية للخطية، مما يدفعنا للتركيز كليًا على ما نفشل في تحقيقه، أو ما نفعله بشكل خاطئ، أو كيف تضرنا خطايانا، ولا ندرك كيف تؤثر خطايانا على الآخرين. وعلى الجانب الآخر، قد يكون لدينا منظور أفقي للخطية، لذلك نحن ندرك جيدًا كيف تؤثر خطايانا وحياتنا على الآخرين، وننسى أن التأثير الرئيسي لخطايانا هو تأثيرها على علاقتنا بإلهنا القدوس. قد نُقيم أنفسنا من خلال ما يعتقده الآخرون، وننسى تقييم أنفسنا وفقًا لما يتطلبه الله وما يتوقعه منا. (هذا بالتبعية يشوه وجهة نظرنا عن موت المسيح الكفاري؛ وكإن صليب المسيح يهدف لإحداث تأثيرًا أفقيًا، ونفشل في رؤية أنه أولاً عمل موجه نحو الله). علاقتنا الأساسية مع الله. الوصية الأولى والعظمى هي ” وَتـُحِبُّ ظ±لرَّبَّ إِلظ°هَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هَذِهِ هِيَ ظ±لْوَصِيَّةُ ظ±لْأُولَى.” (مرقس 12 :30). قد نحكم على خطايانا وحالة الخطية من خلال ما نشعر به تجاه أنفسنا. من المحتمل أن يكون هذا مشوهًا: سنشعر بالاستياء تجاه أنفسنا بشكل مناسب، أو نشعر أننا أفضل مما نحن عليه! كما رأينا، قد نركز كثيرًا على الأشياء الخاطئة التي ارتكبناها، ولا نرى الأشياء الجيدة التي كان يجب علينا القيام بها ولم نفعلها. ننسى أنه يجب علينا جميعًا الظهور أمام كرسي المسيح في اليوم الأخير، وأن خدمتنا إما ستبقى أو تحترق (كورنثوس الثانية 5 :10، كورنثوس الأولى 3 :14، 15). نميل إلى الاعتقاد بأننا إن أفلتنا من خطايانا في هذه الحياة، سنكون بخير. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 201744 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لماذا تكون خطايانا في الخدمة أحيانًا مخفية عن أعيننا؟ هناك بعض الخطايا – بما في ذلك بعض خطايا الخدمة – يمنعني من ارتكابها مواجهة دينونة المسيح والظهور أمام كرسيه. نفشل في التعرف على خطايا التواطؤ. هذه خطايا لا نفعلها بأنفسنا، بل خطايا الآخرين، أو مجتمعنا، أو عائلتنا، أو أصدقائنا، أو شعبنا، أو عالمنا، التي نشارك فيها بأفعالنا أو أقوالنا، وفشلنا في الاحتجاج والاعتراض عليها و العمل على تغييرها. المثال الأخير لهذا يحتاج إلى حد ما إلى شرح أطول! يجب أن تتضمن النظرة الكتابية الواقعية للخطية ثلاثة عناصر أساسية: أولًا: الشخص الذي يقوم بالعمل (أو لا يفعله): ما هي الدوافع أو النوايا التي حركتنا للفعل؟ ثانيًا: فعل الخطية نفسه: هل كان موضوعيًا جيدًا أم سيئًا؟ ثالثًا: سياق ونتائج الفعل: ما هي الآثار قصيرة الأمد وطويلة الأمد على الآخرين؟ الدوافع والنتائج يميل الأشخاص المحافظون لاهوتيًا إلى التركيز على الشخص الذي يقوم بفعل الخطية. هل كانت لديه نوايا أو دوافع حسنة؟ كذلك نميل إلى التركيز على الفعل نفسه. هل كان ذلك شيئًا جيدًا وصحيحًا؟ بينما نميل إلى إهمال تحمل المسؤولية عن عواقب الفعل. ماذا كانت تأثيرات الفعل على الآخرين؟ لكن علينا واجب أخلاقي في اتخاذ جميع الخطوات المعقولة لضمان أن تكون أقوالنا وأفعالنا وصمتنا وتقاعسنا لها نتائج غير مدمرة. لأن الوصية الثانية هي “تـُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ.” (مرقس 12 :31). إذا لم نفكر في السياق والعواقب المترتبة على الخطية، فهذا يعني أننا فشلنا في الحب. قد يكون ما نقوم به صحيحًا في سياق آخر أو في وقت آخر، أو مع شخص آخر أو جمهور مختلف. لكن في السياق الذي فعلناه فيه، كان ذلك هدّامًا وليس بنّاءً. لم نكن نحب التفكير في الكيفية التي سيسمع بها الناس أو يفهموا كلماتنا أو أفعالنا، وما هو التأثير الذي ستحدثه تلك الأفعال والكلمات. كيف تقتل الخطية ونحيا للبر؟ إليك بعض العادات التي نحتاج تبنيها: عندما تقرأ الكتاب المقدس، اطلب من الله أن يظهر لك خطاياك. اطلب من الله أن يعينك على التوبة. رحب بتوبيخ الآخرين، وانظر إليه بتمعن، واطلب من الله أن يُريك خطاياك. ذكّر نفسك أن قوة التغيير لا تأتي منك، بل من قوة موت يسوع وقيامته، قوة الروح القدس. تب عن خطيتك، واعترف بأنها خطية، واسأل الله أن يغفر لك. تب عن اللذة أو الراحة التي جلبتها لك الخطية. صدق أن “دَمُ يَسُوعَ ظ±لْمَسِيحِ ظ±بْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ” (يوحنا الأولى 1: 7). قدم الشكر لله على مغفرته وتطهيره مجانا. اطلب من الله أن ينبهك في المرة القادمة التي تكون فيها على وشك ارتكاب هذه الخطية، واطلب مساعدته لإماتتها، وصمم على القيام بذلك. عندما تُجرب، قم بإماتة الخطية: لا تطيعها: اهرب منها، اطعنها. إذا فشلت في القيام بذلك، فلا تيأس. أطلب الغفران من الله وسوف يغفر لك مرة أخرى. اعزل نفسك عن المواقف التي من المُحتمل أن تقع فيها في الخطية. على سبيل المثال، الوصول إلى الكمبيوتر منفردًا في العمل فقط؛ لا تعقد جلسات مشورة لا يعلم بها أحد. جهز نفسك للمواقف التي من المُحتمل أن تقع فيها في الخطية ولا يمكن أن تعزل نفسك عنها. صل من أجل من أساءوا إليك واشكر الله من أجلهم قبل أن تقابلهم. جهز الأشياء الإيجابية لقولها بدلاً من الثرثرة أو التذمر. استعد لتكون منفتحًا وصادقًا بدلاً من التنافسية. اشكر الله على رحمته بالمسيح بدلاً من البحث عن الموافقة والمديح البشري. قدم التشجيع لنفسك. اطلب من الناس أن يصلوا لكي تميت الخطايا التي تكافح ضدها وتتوب، قدم الصلاة من أجل النمو في القداسة. لا تطلب فقط الصلاة من أجل خدمتك أو سعادتك. اطلب من الناس الصلاة من أجل نموك في القداسة. ابحث عن التقدم التدريجي على مدار أسبوع أو شهر أو أكثر. كلما كانت الخطية أكثر اعتيادًا، كلما كانت شخصية أكثر، وبالتالي كان من الصعب كسر نمط السلوك الذي ينطوي على الخطية. ابحث عن فرص للقيام بفعل مضاد ومعاكس الخطية. إذا استخدمت الناس، فقرر أن تقوم بخدمتهم. إذا قمت بإهمالهم جانباً، قم ببنائهم. إذا كنت تكره الناس، فتعلم أن تحبهم. إذا كنت جشعًا، كن كريمًا. إذا كنت تحاول الحصول على كل سعادتك في هذه الحياة، فابدأ في التفكير في وجودك الأبدي مع المسيح. إذا كنت تجد التغيير بطيئًا ومحبطًا، فابحث عن شخص موثوق به واجعل نفسك مسؤولاً أمامه. حدثه عن تقدمك، وحدثه عن إخفاقاتك، واطلب منه التحقق منك بانتظام. تذكر أنك ستحتاج إلى اليقظة اليومية والإماتة اليومية والتوبة اليومية والمغفرة اليومية لبقية حياتك. لا تثبط عزيمتك: في هذه الحياة علينا أن نتعامل مع خطايانا، وقوة خطايانا، وقوة الشيطان. لن يتم التعامل مع هذه الأمور أخيرًا إلا بموتنا وقيامتنا الأخيرة مع المسيح. اشكر الله باستمرار على نعمته اليومية ولطفه وحنانه وإخلاصه ومثابرته وقدرته على التغيير. كتب چون أوين John Owen: الروح وحده يحضر صليب المسيح في قلوبنا بقوته المميتة للخطية. فإننا بالروح اعتمدنا لموت المسيح. لأن بولس الرسول أيضًا كتب: “دُفِنَّا مَعَهُ بِـظ±لْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ ظ±لْمَسِيحُ مِنَ ظ±لْأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ ظ±لْآبِ، هَكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضاً فِي جِدَّةِ ظ±لْحَيَاةِ…عَالِمِينَ هَذَا: أَنَّ إِنـْسَانَنَا ظ±لْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ ظ±لْخَطِيَّةِ، كَيْ لاَ نَعُودَ نـُسْتَعْبَدُ أَيْضاً لِلْخَطِيَّةِ.” (رومية 6: ظ¤، 6). يعلق أوين على عبارة ” قَدْ صُلِبَ مَعَهُ (أي مع المسيح)”: “لا يتعلق الأمر بالترتيب بين الصلب والقيامة، بل بالسببية: لقد صُلبنا معه حسب استحقاقه هو، حتى يمنحنا الروح القدس لإماتة الخطية (بهذه الكيفية)، وبالتالي بقوة موته نُصلب عن الخطية. ومن خلال التماثل واتباعه كنموذج لنا؛ نصلب للخطية كما كان هو مصلوبًا من أجل خطايانا. لنقرأ هذه الآيات من الروح القدس في الكتاب المقدس “نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا ظ±لْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي ظ±لرَّأْيَيْنِ.. اِتَّضِعُوا قُدَّامَ ظ±لرَّبِّ فَيَرْفَعَكُمْ.” (يعقوب 4: 8، 10). “ظ±لْبَسُوا ظ±لرَّبَّ يَسُوعَ ظ±لْمَسِيحَ، وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيراً لِلْجَسَدِ لأَجْلِ ظ±لشَّهَوَاتِ.” (رومية 14:13). وهذه صلاة نتجاوب فيها مع عمل الرب المُخلص والمقدس لنا: صخر الدهور، المسحوق لأجلي، دعني اختبئ فيك دع الماء والدم ينساب من جنبك المطعون الذي فاض ليكونا علاجًا مزدوجًا من الخطية لأجلي خلصني من ذنبها وقوتها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 201745 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() \ عثنيئيل بن قناز انحراف الشعب المتكرر وسقوطهم تحت الضيق وإرسال الله قضاة لإنقاذهم: انحراف الشعب: 1 فَهؤُلاَءِ هُمُ الأُمَمُ الَّذِينَ تَرَكَهُمُ الرَّبُّ لِيَمْتَحِنَ بِهِمْ إِسْرَائِيلَ، كُلَّ الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوا جَمِيعَ حُرُوبِ كَنْعَانَ 2 إِنَّمَا لِمَعْرِفَةِ أَجْيَالِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِتَعْلِيمِهِمْ الْحَرْبَ. الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوهَا قَبْلُ فَقَطْ: 3 أَقْطَابُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْخَمْسَةُ، وَجَمِيعُ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالصِّيْدُونِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ سُكَّانِ جَبَلِ لُبْنَانَ، مِنْ جَبَلِ بَعْلِ حَرْمُونَ إِلَى مَدْخَلِ حَمَاةَ. 4 كَانُوا لامْتِحَانِ إِسْرَائِيلَ بِهِمْ، لِكَيْ يُعْلَمَ هَلْ يَسْمَعُونَ وَصَايَا الرَّبِّ الَّتِي أَوْصَى بِهَا آبَاءَهُمْ عَنْ يَدِ مُوسَى. 5 فَسَكَنَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي وَسَطِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، 6 وَاتَّخَذُوا بَنَاتِهِمْ لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً، وَأَعْطُوا بَنَاتِهِمْ لِبَنِيهِمْ وَعَبَدُوا آلِهَتَهُمْ. 7 فَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَنَسُوا الرَّبَّ إِلهَهُمْ وَعَبَدُوا الْبَعْلِيمَ وَالسَّوَارِيَ. "فهؤلاء هم الأمم الذين تركهم الرب ليمتحن بهم إسرائيل كل الذين لم يعرفوا جميع حروب كنعان، إنما لمعرفة أجيال بني إسرائيل لتعليمهم الحرب" [1-2] يبدأ صُلب السفر بتقديم بيان عن الأمم الذين تركهم الرب لامتحان إسرائيل، حتى تتدرب الأجيال الجديدة كيف تحارب، وهنا نلاحظ أن الإسرائيليون قد تهاونوا في طرد الأمم، فسمح الله ببقائهم في وسطهم، ليكونوا أداة لتدريب الأجيال على الحرب، لا بالمفهوم العام للتدريب العسكري، إنما ليختبروا كيف يغلبون وينتصرون خلال الحياة التقوية والاتكال على الرب، فيرون أعماله معهم لنصرتهم، هكذا يخرج الله حتى من ضعفاتنا خيرًا! يعلق الأب دانيال على هذه العبارة، قائلًا: [ترك الأمم لا لينزع سلام الشعب ولا ليصيبهم ضرر، إنما لعلمه أن في هذا خيرهم. فإذ يضايقهم الأمم بالهجوم يشعرون باحتياجهم إلى العناية الإلهية. لهذا يستمرون متطلعين إلى الله، طالبين معونته، ولا يتهاونون في كسل ولا يفقدون فضيلة الاحتمال والعمل، مجاهدين في الفضيلة]. قدم بيانًا بأسماء هؤلاء الأمم: أولًا: أقطاب (أمراء) الفلسطينيين الخمسة، وهم حكام المدن الفلسطينية الرئيسية الخمس: جت وأشدود وغزة وأشقلون وعقرون. كان الفلسطينيون في ذلك الحين شعبًا عظيمًا ذا بأس، ومدنهم حصينة، احتكروا صناعة الآلات والأسلحة الحديدية (1 صم 13: 19-21). بعد موت يشوع أخذ يهوذا غزة وأشقلون وعقرون (قض 1: 18)، وضرب شمجر 600 رجلًا منهم بمنساس البقر (قض 3: 31)، إلاّ أن الفلسطينيين استردوا هذه البلاد وسقط العبرانيون في قبضتهم (قض 10: 6-7)... وصارت هناك عداوة مستمرة بين بني إسرائيل والفلسطينيين. ثانيًا: جمع الكنعانيين، والصيدونيين، والحويين سكان جبل لبنان والحيثيين، والأموريين والفرزيين واليبوسيين (سكان أورشليم أو يبوس). أما علامة الانحراف فهي: "اتخذوا بناتهم لأنفسهم نساءً وأعطوا بناتهم لبنيهم وعبدوا آلهتهم" [6]. هذه هي العلامة المزدوجة: الارتباط بغير المؤمنين خلال العلاقة الزوجية، وعبادة الآلهة الغريبة، والعجيب أنه يبدأ بذكر الزواج بغير المؤمنين قبل عبادة الآلهة الأخرى، لأن الأولى هي العلة والسبب والثانية هي ثمرة طبيعية للإنسان الشهواني الذي يقبل الزواج خارج دائرة الإيمان، لهذا يحذرنا الرسول، قائلًا: "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين، لأنه أية خلطة للبر والإثم؟! وأية شركة للنور مع الظلمة؟! وأي اتفاق للمسيح مع بليعال؟! وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن؟!" (2 كو 6: 14-15). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 201746 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() "فهؤلاء هم الأمم الذين تركهم الرب ليمتحن بهم إسرائيل كل الذين لم يعرفوا جميع حروب كنعان، إنما لمعرفة أجيال بني إسرائيل لتعليمهم الحرب" [1-2] يعلق الأب دانيال على هذه العبارة، قائلًا: [ترك الأمم لا لينزع سلام الشعب ولا ليصيبهم ضرر، إنما لعلمه أن في هذا خيرهم. فإذ يضايقهم الأمم بالهجوم يشعرون باحتياجهم إلى العناية الإلهية. لهذا يستمرون متطلعين إلى الله، طالبين معونته، ولا يتهاونون في كسل ولا يفقدون فضيلة الاحتمال والعمل، مجاهدين في الفضيلة]. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 201747 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() استعبادهم لكوشان: 8 فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَبَاعَهُمْ بِيَدِ كُوشَانَ رِشَعْتَايِمَ مَلِكِ أَرَامِ النَّهْرَيْنِ. فَعَبَدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ كُوشَانَ رِشَعْتَايِمَ ثَمَانِيَ سِنِينَ. إذ ارتبطوا مع الأمم خلال علاقات زوجية سقطوا معهم في عبادتهم للبعليم والسواري (أعمدة تقام كتماثيل للآلهة)، ولهذا باعهم الرب لكوشان رشعتايم ملك آرام النهرين، لمدة ثمان سنوات [8]. "كوشان" اسم سامي يعني "يختص بكوش"، و"رشعتايم" تعني "ذي الشرين"، فإن كان الشعب قد ارتكب شرًا مزدوجًا: الزواج بأُمميات، وعبادة الأوثان؛ لهذا أسلمهم للملك (ذي الشرين) ليكون علة تأديبهم لمدة ثمان سنوات بالكيل الذي به يكيلون يُكال لهم! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 201748 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إقامة عثنيئيل قاضيًا: 9 وَصَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ، فَأَقَامَ الرَّبُّ مُخَلِّصًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَخَلَّصَهُمْ، عُثْنِيئِيلَ بْنَ قَنَازَ أَخَا كَالِبَ الأَصْغَرَ. 10 فَكَانَ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، وَقَضَى لإِسْرَائِيلَ. وَخَرَجَ لِلْحَرْبِ فَدَفَعَ الرَّبُّ لِيَدِهِ كُوشَانَ رِشَعْتَايِمَ مَلِكَ أَرَامَ، وَاعْتَزَّتْ يَدُهُ عَلَى كُوشَانِ رِشَعْتَايِمَ. 11 وَاسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. وَمَاتَ عُثْنِيئِيلُ بْنُ قَنَازَ. "وصرخ بنو إسرائيل إلى الرب، فأقام الرب مخلصًا لبني إسرائيل فخلصهم: عثنيئيل بن قناز أخو كالب الأصغر. فكان عليه روح الرب وقضى لإسرائيل، وخرج للحرب فدفع الرب ليده كوشان رشعتايم ملك آرام واعتزت يده على كوشان رشعتايم، واستراحت الأرض أربعين سنة" [9-11]. اختيار عثنيئيل قاضيًا لم يأتِ جُزافًا، فقد أراد الله أن يكون أول القضاة ليعلن أن سرّ الغلبة والخلاص يكمن في الله نفسه، إذ كلمة عثنيئيل تعني "استجابة الله" أو "قوة الله". فما يتحقق من خلاص لا يتم بقوة بشرية إنما هو إستجابة الرب الذي يسمع صرخات أولاده ويعمل فيهم بقوته الإلهية. عثنيئيل هذا استولى على قرية سفر (كتاب) وتزوج بعكسة أبنة كالب أخيه (يش 15: 15-19؛ قض 1: 13-15). فهو يمثل الإنسان الروحي الذي ملك قرية الكتاب أي تعرّف على إسرار كلمة الله بطريقة روحية في حياة تقوية، فتأهل لخدمة الرب، وأمكنه أن يغلب كوشان رشعتايم أي يغلب الشر المزدوج الذي استعبد البشرية، وبه تستريح الأرض أربعين سنة. بمعنى آخر التمتع بكلمة الله هو طريق الغلبة على الشر وتحطيم سلطانه واستعباده كما هو طريق الراحة الحقة بنزع العار والذل. في هذا يقول المرتل: "دحرج عني العار والإهانة لأني حفظت شهاداتك" (مز 119: 22). ويؤكد الكتاب المقدس أن سرّ القوة في عثنيئيل: "كان عليه روح الرب" [10]، معلنًا أن فضل القوة لروح الرب الحالّ عليه وليس في ذاته. إذن في أول القضاة أعلن الله قوته واستجابته لصلوات شعبه خلال اسمه "عثنيئيل" وأظهر أنه رجل الكتاب خلال تصرفاته "استولى على قرية سفر" وأكد أن روح الرب حالّ عليه ويقوده ويرشده. ما أحوج الكنيسة في كل عصر إلى مثل عثنيئيل الذي يأتي مدعوًا من الله، يحمل قوته وروحه، مفصلًا كلمة الحق باستقامة! به استراحت الأرض أربعين سنة [11]؛ فإن كانت الأرض تُشير إلى الجسد ورقم 40 يُشير إلى الحياة الزمنية المطوّبة، فانه إذ حملنا في داخلنا نفسًا تسلك كهذا القاضي بروح الرب وتنعم بكلمة الله يستريح جسدنا في الرب ويكون مقدسًا في عينيه كل أيام زماننا. ليكن عثنيئيل قائدًا في داخلنا فنستريح ونمتلئ سلامًا فائقًا! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 201749 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إقامة إهود قاضيًا: 12 وَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَشَدَّدَ الرَّبُّ عِجْلُونَ مَلِكَ مُوآبَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُمْ عَمِلُوا الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. 13 فَجَمَعَ إِلَيْهِ بَنِي عَمُّونَ وَعَمَالِيقَ، وَسَارَ وَضَرَبَ إِسْرَائِيلَ، وَامْتَلَكُوا مَدِينَةَ النَّخْلِ. 14 فَعَبَدَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِجْلُونَ مَلِكَ مُوآبَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً. 15 وَصَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ، فَأَقَامَ لَهُمُ الرَّبُّ مُخَلِّصًا إِهُودَ بْنَ جِيرَا الْبَنْيَامِينِيَّ، رَجُلًا أَعْسَرَ. فَأَرْسَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِيَدِهِ هَدِيَّةً لِعِجْلُونَ مَلِكِ مُوآبَ. 16 فَعَمِلَ إِهُودُ لِنَفْسِهِ سَيْفًا، ذَا حَدَّيْنِ طُولُهُ ذِرَاعٌ، وَتَقَلَّدَهُ تَحْتَ ثِيَابِهِ عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى. 17 وَقَدَمَّ الْهَدِيَّةَ لِعِجْلُونَ مَلِكِ مُوآبَ. وَكَانَ عِجْلُونُ رَجُلًا سَمِينًا جِدًّا. 18 وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى مِنْ تَقْدِيمِ الْهَدِيَّةِ، صَرَفَ الْقَوْمَ حَامِلِي الْهَدِيَّةِ، 19 وَأَمَّا هُوَ فَرَجَعَ مِنْ عِنْدِ الْمَنْحُوتَاتِ الَّتِي لَدَى الْجِلْجَالِ وَقَالَ: «لِي كَلاَمُ سِرّ إِلَيْكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ». فَقَالَ: «صَهْ». وَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ جَمِيعُ الْوَاقِفِينَ لَدَيْهِ. 20 فَدَخَلَ إِلَيْهِ إِهُودُ وَهُوَ جَالِسٌ فِي عُلِّيَّةِ بُرُودٍ كَانَتْ لَهُ وَحْدَهُ. وَقَالَ إِهُودُ: «عِنْدِي كَلاَمُ اللهِ إِلَيْكَ». فَقَامَ عَنِ الْكُرْسِيِّ. 21 فَمَدَّ إِهُودُ يَدَهُ الْيُسْرَى وَأَخَذَ السَّيْفَ عَنْ فَخْذِهِ الْيُمْنَى وَضَرَبَهُ فِي بَطْنِهِ. 22 فَدَخَلَ الْقَائِمُ أَيْضًا وَرَاءَ النَّصْلِ، وَطَبَقَ الشَّحْمُ وَرَاءَ النَّصْلِ لأَنَّهُ لَمْ يَجْذُبِ السَّيْفَ مِنْ بَطْنِهِ. وَخَرَجَ مِنَ الْحِتَارِ. 23 فَخَرَجَ إِهُودُ مِنَ الرِّوَاقِ وَأَغْلَقَ أَبْوَابَ الْعِلِّيَّةِ وَرَاءَهُ وَأَقْفَلَهَا. 24 وَلَمَّا خَرَجَ، جَاءَ عَبِيدُهُ وَنَظَرُوا وَإِذَا أَبْوَابُ الْعِلِّيَّةِ مُقْفَلَةٌ، فَقَالُوا: «إِنَّهُ مُغَطّ رِجْلَيْهِ فِي مُخْدَعِ الْبُرُودِ». 25 فَلَبِثُوا حَتَّى خَجِلُوا وَإِذَا هُوَ لاَ يَفْتَحُ أَبْوَابَ الْعِلِّيَّةِ. فَأَخَذُوا الْمِفْتَاحَ وَفَتَحُوا وَإِذَا سَيِّدُهُمْ سَاقِطٌ عَلَى الأَرْضِ مَيْتًا. 26 وَأَمَّا إِهُودُ فَنَجَا، إِذْ هُمْ مَبْهُوتُونَ، وَعَبَرَ الْمَنْحُوتَاتِ وَنَجَا إِلَى سِعِيرَةَ. 27 وَكَانَ عِنْدَ مَجِيئِهِ أَنَّهُ ضَرَبَ بِالْبُوقِ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ، فَنَزَلَ مَعْهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَنِ الْجَبَلِ وَهُوَ قُدَّامَهُمْ. 28 وَقَالَ لَهُمُ: «اتْبَعُونِي لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَفَعَ أَعْدَاءَكُمُ الْمُوآبِيِّينَ لِيَدِكُمْ». فَنَزَلُوا وَرَاءَهُ وَأَخَذُوا مَخَاوِضَ الأُرْدُنِّ إِلَى مُوآبَ، وَلَمْ يَدَعُوا أَحَدًا يَعْبُرُ. 29 فَضَرَبُوا مِنْ مُوآبَ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ نَحْوَ عَشَرَةِ آلاَفِ رَجُل، كُلَّ نَشِيطٍ، وَكُلَّ ذِي بَأْسٍ، وَلَمْ يَنْجُ أَحَدٌ. 30 فَذَلَّ الْمُوآبِيُّونَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ تَحْتَ يَدِ إِسْرَائِيلَ. وَاسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ ثَمَانِينَ سَنَةً. في المرة الأولى باعهم الرب لكوشان رشعتايم ملك أرام لمدة ثمان سنوات، أما الآن إذ رجعوا إلى الشر فسلمهم لعجلون ملك موآب لمدة ثماني عشر سنة حتى يتأدبوا بالأكثر... إننا إذ نكرر السقوط لا يقسو الرب علينا وإنما كطبيب يقدم دواءً أكثر فاعلية حتى وإن بدا أكثر مرارة لشفائنا. "عجلون" تعني (عجل سمين) أو (مثل العجل)، كناية عن قوته وغضبه الوحشي، هذا بجانب أنه كان رجلًا سمينا جدًا [17]. "شدد الرب عجلون" [12]، لا بمعنى أنه ألقى القسوة في قلبه، إنما رفع يده الإلهية التي كانت تعوقه عن طبيعته الوحشية نحو اليهود، فتشدد للحرب مستعينًا ببني عمون، إذ كان بنو موآب وبنو عمون متجاورين، أرض موآب شرقي القسم الجنوبي من بحر لوط وبنو عمون إلى جهة الشرق منهم؛ كما تحالف أيضًا مع عماليق وهم قبائل بدوية متوحشة حملوا عداوة لإسرائيل ظهرت أثناء عبور الأخير في البرية (خر 17: 8؛ عد 13: 29؛ 14: 25). تحالف الثلاثة معًا وضربوا إسرائيل بالسيف وامتلكوا أريحا "مدينة النخل" [13]. إن كان "الصديق كالنخلة يزهو" (مز 92: 12)، فالكنيسة هي مدينة النخل، إن تركت إلهها وانحرفت إلى العالم تسايره في حياته وأفكاره يسمح الله بتأديبها بموآب وعمون والعمالقة ولكن إلى حين حتى تتأدب وترجع إليه. وما أقوله عن الكنيسة هنا أقصد الكنيسة على مستوى القلب (المؤمن) أو على مستوى كنيسة البيت أو العائلة أو جماعة المؤمنين في بلد أو آخر إلخ... إن العدو لا يقدر أن يقترب إلى مدينة النخيل ما دام ليس له موضع فيها، لكن إن حملت مدينة النخيل سمات الأمم الوثنية تنحني بالعبودية لهم وتنكسر أمامهم، ويسلمها الرب لهم حتى تصرخ لتتقدس به وتنزع الآلهة الغريبة عنها، بمعنى آخر لا يستطيع عجلون وحلفاؤه أن يدخلوا إلى حياتك ويسيطروا على قلبك وفكرك ما دام ليس لهم موضع فيك، لكن إن قبلت أفكارهم أو مارست عباداتهم أو سلكت حسب هواهم تتفتح أبواب قلبك أمامهم ليدخلوا ويملكوا عوض الرب! إذ صرخ إسرائيل بعد ثمان عشرة سنة: "أقام لهم الرب مخلصًا أهود بن جيرا البنياميني رجلًا أعسر" [15]. يرى البعض أن كلمة أهود اختصار لكلمة "أبيهود" التي تعني (أبي مجد أو جلال) بينما يرى آخرون أن أهود تعني (متحد). فإن كان القاضي الأول يُدعى "إستجابة الله أو قوته"، بكونه ثمرة الصراخ والطلبة لله القدير، فإننا هنا نجد القاضي يعني (أبي المجد أو جلال)، وكأنه ثمرة أبينا السماوي الذي يغير على مجده وجلاله فينا فيرسل لنا خلاصًا من عندياته؛ أو يعني (متحد) إذ ننعم بالخلاص خلال إتحادنا مع الله في ابنه يسوع المخلص الحقيقي. كان أهود رجلًا أعسرًا أي يعمل بيده اليسرى، وقد جاء الأصل العبري بمعنى أنه (رجل مغلق اليد اليمنى) أما الترجمات الأخرى فتعني أنه يعمل بيده اليسرى بمنزلة اليمنى. يقول المؤرخ يوسيفوس أن أهود كان ماهرًا في استعمال يده اليسرى تكمن فيها كل قوته. وفي مناظرات القديس يوحنا كاسيان قدم لنا الأب تادرس مفهوما روحيًا لاستخدام اليد اليسرى، إذ يقول: [(الرجل الكامل) يشبه في الكتاب المقدس بالأشول... يستخدم يده اليسرى كما لو كانت اليمنى. ويمكننا أن ننال هذه القوة باستخدامنا الأشياء السارة استخدامًا سليمًا ومفيدًا، هذه التي هي لليمين، واستخدامنا الأشياء المؤلمة التي هي لليسار استخدامًا حسنًا "سلاحًا للبر" كقول الرسول: الإنسان الداخلي له جانبان، أو بمعنى آخر "يدان"، فلا يستطيع أي قديس أن يعمل من غير أن يستعمل يده اليسرى وبهذا يظهر كمال الفضيلة. فالإنسان الماهر يقدر أن يحوّل كل يد له إلى "يد يمينية"... أستطيع أيضًا أن أقول بأن يوسف كان رجلًا أشولًا، ففي أفراحه كان عزيزًا جدًا عند والديه، محبًا لإخوته، مقبولًا لدى الله؛ وفي ضيقاته كان عفيفًا، مؤمنا بالله، وفي سجنه كان أكثر شفقة على المسجونين، متسامحًا مع المخطئين، صافحًا عن أعدائه... إن هؤلاء الرجال (أيوب ويوسف وغيرهما) وأمثالهم بحق يُدعى كل منهم رجلًا أشول، إذ يقدرون أن يستخدموا كل يد لهم كأيدٍ يمينية، قائلين بحق: "بسلاح البر لليمين ولليسار، بمجد وهوان، بصيت رديء وصيت حسن..." (2 كو 6: 7-8). ويتحدث سليمان في سفر نشيد الأنشاد عن اليد اليمنى واليد اليسرى في شخص العروس، قائلًا: "شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني" (نش 2: 6). وبينما يظهر أن كليهما مفيد إلاَّ أنها تضع إحداهما تحت الرأس لأنه ينبغي أن تخضع الضيقات لمراقبة القلب فتصير نافعة لأنها تهذبنا إلى حين، وتؤدبنا لأجل خلاصنا، وتهبنا الكمال في الصبر. أما اليمينية فتأمل أن تلتصق بها لكي ما تلاطفها فتنال المعانقة المباركة التي للعريس، وفي النهاية تضمها إليه. وهكذا يُحسب كل منا "أشول" عندما لا يؤثر فينا الرجاء ولا العوز. فلا يغوينا الرخاء ولا يدفع بنا نحو الإهمال الخطير، كذلك لا يجذبنا العوز إلى اليأس والشكوى (التذمر) بل نقدم الشكر الله في كل شيء] نعود إلى هذا القاضي لنجده يحمل سيفًا ذا حدين تقلده تحت ثيابه على فخذه اليمنى ليقتل به عجلون ملك موآب بعد أن يقدم له هدية يحملها كثير من الرجال؛ يقتله بعد أن يصرف الرجال حاملي الهدية ويتصرف معهم، ليعود ويلتقي مع الملك على إنفراد في علية برود، وهي علية خاصة بعجلون في أعلى القصر يجلس فيها كمظلة صيفية ليتبرد من الحرّ. قتله أهود بالسيف في عقر داره ومكان أمانه بعد أن قام عجلون عن كرسيه ليعود فيسقط على الأرض في دمائه ولا يجلس على كرسيه بعد. ترك أهود السيف في بطن عجلون ولم يسحبه وانطلق من الرواق وأغلق أبواب العلية على القتيل. وإذ خرج العبيد ورأوا الأبواب مغلقة قالوا: إنه مغطٍ رجليه في مخدع البرود، وهو تعبير متأدب عن دخوله إلى المرحاض... وإذ طال انتظارهم خجلوا، فأخذوا المفتاح وفتحوا ليجدوه قتيلًا على الأرض. وإذ هرب أهود جمع بني إسرائيل في جبل أفرايم وأعلن أن الرب دفع إليهم أعداءهم، فنزلوا وراءه وأخذوا مخاوض الأردن إلى موآب وتمكنوا من قتل نحو عشرة آلاف رجل كل نشيط وكل ذي بأس ولم ينج أحد. هذه القصة كما عرضتها في اختصار شديد تحمل صورة رمزية رائعة لعمل المخلص الحقيقي يسوع المسيح خلال الصليب، إذ نرى فيها الآتي: أولًا: اسم المخلص أو القاضي "أهود" وقلنا أنه يعني (أبي مجد أو جلال)، كما تعني (متحد)، ففي المسيح يسوع المخلص الحقيقي تمجد الآب كقول السيد في ليلة آلامه: "مجّد ابنك ليمجدك ابنك أيضًا... أنا مجدتك على الأرض" (يو17: 1، 4). كيف مجّد الابن الآب؟ يقول القديس أغسطينوس: [إذ تمجد الابن خلال قيامته بواسطة الآب، مجّد هو الآب بالكرازة بقيامته]، وكما يقول: [تحقق هذا بإنجيل المسيح بمعنى أن الآب صار معروفًا للأمم خلال الابن وبهذا مجّد الابن الآب]، [يمجدك الابن، بمعنى إنك تصير معروفًا لكل جسد أنت أعطيته إياه]. هكذا خلال الصليب مات الابن بالجسد فمجده الآب بقيامته، ومجّد الابن الآب خلال الكرازة بالقيامة وسحب قلب الأمم إلى خبرة معرفة الآب. إما المعنى الثاني لكلمة أهود أي (المتحد)، فإن هذا الاسم ينطبق على السيد المسيح بطريقة فريدة إذ هو واحد مع أبيه. وقد جاء إلى الصليب لكي يجعلنا نحن أيضًا متحدين معًا فيه، ففي صلاته الوداعية يقول: "أيها الآب القدوس إحفطهم في اسمك، الذين أعطيتني ليكونوا واحدًا كما نحن... ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا" (يو 17: 11، 21). ثانيًا: يظهر أهود حاملًا سيفًا ذا حدين تقلده على فخذه اليمنى ليقتل به عجلون، وكأنه بالسيد المسيح الذي قيل عنه: "تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار جلالك وبهاءك" (مز 45: 3). وكما يقول القديس أغسطينوس: [ماذا يعني بقوله "سيفك" إلاَّ "كلمتك"؟! فهذا السيف بدد أعداءه، وبهذا السيف انقسم الابن ضد أبيه والابنة ضد أمها والكنّة ضد حماتها. نسمع في الإنجيل: "ما جئت لألقي سلامًا بل سيفًا" (مت 10: 34)... إن أراد أحد الشبان أن يكرس حياته لخدمة الله فيقاومه أبوه يصيران منقسمين ضد بعضهما البعض. فالواحد يعد بالميراث الأرضي والآخر يحب السماوي؛ واحد يعد بشيء والآخر يطلب شيئًا آخر. لا يظن الأب أنه مخطئ مع أنه يجب أن يُفضَل الله عنه]. هكذا تقدم السيد المسيح بسيفه أي وصيته على فخذه أي على جسده، إذ جاءنا متجسدًا يتحدث معنا وجهًا لوجه. يصف سفر القضاة سيف أهود بأنه ذو حدين، وكما يحدثنا الرسول بولس عن كلمة الله أنها كسيف ذي حدين (عب 4: 12)، بالحد الأول يعمل في قلب الكارز وبالثاني في قلوب المستمعين، إذ كلمة الله تعمل في الرعاة والرعية كسيف يبتر الشر ويعزله حتى يُقدَم القلب نقيًا للرب. ثالثًا: أخذ أهود لعجلون هدية يحملها قوم من عنده، وكأنه السيد المسيح الذي قبل الصليب فرأى الشيطان في ذلك العمل هدية له، عملًا مفرحًا به يتخلص من السيد. وقد حمل سمعان القيرواني مع السيد صليبه، وكأنه كان حاملًا معه للهدية. عند قتل عجلون كان أهود وحده، إذ اجتاز السيد المسيح المعصرة وحده ولم يكن معه أحد من الشعوب كما قيل بإشعياء النبي (إش 63: 3). رابعًا: كان عجلون في علية برود كمن يستجم من الحرّ، وهكذا التقى السيد المسيح مع عدو الخير خلال الصليب حين ظن العدو أنه كمن يستجم من نيران كرازة المسيح وحرارة أعماله الفائقة، فبينما كان يظن في نفسه أن يستريح إذا به يُقتل. خامسًا: قتل أهود عجلون بعد أن قام من كرسيه الملكي، فسقط على الأرض قتيلًا، وكأنه إبليس الذي فقد سلطانه (كو 2: 15) وسقط من السماء كالبرق (لو 10: 18). سادسًا: أغلق أهود على عجلون القتيل الباب حتى لا يفتحه إلاَّ خدامه أو عبيده، وهكذا إذ نزع الرب عن إبليس بالصليب سلطانه جعله كقتيل ليس من يلتقي به إلاّ من أراد أن يكون له خادمًا وعبدًا. رجوع الإنسان إلى مملكة إبليس إنما يتحقق بمحض إرادة الإنسان، إذ لا يحمل إبليس سلطانًا عليه يلزمه بالخضوع له. هذا ما أكده القديس يوحنا الذهبي الفم في كثير من مقالاته. سابعًا: بعد قتل عجلون على يدّي أهود، قتل الشعب عشرة آلاف جبار بأس من الموآبيين، فإن كان إبليس قد تحطم تمامًا على يدي السيد المسيح على الصليب، فإن عمل الكنيسة، شعب المسيح، ألاَّ تبقي شيئًا من أعمال إبليس داخل قلبنا. السيد المسيح غلب لحسابنا وخلص البشرية، لكي لا يتوقف المؤمنون به عن الجهاد الروحي ضد الخطية -أعمال إبليس وجنوده- حتى النهاية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 201750 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() كان أهود رجلًا أعسرًا أي يعمل بيده اليسرى، وقد جاء الأصل العبري بمعنى أنه (رجل مغلق اليد اليمنى) أما الترجمات الأخرى فتعني أنه يعمل بيده اليسرى بمنزلة اليمنى. يقول المؤرخ يوسيفوس أن أهود كان ماهرًا في استعمال يده اليسرى تكمن فيها كل قوته. وفي مناظرات القديس يوحنا كاسيان قدم لنا الأب تادرس مفهوما روحيًا لاستخدام اليد اليسرى، إذ يقول: [(الرجل الكامل) يشبه في الكتاب المقدس بالأشول... يستخدم يده اليسرى كما لو كانت اليمنى. ويمكننا أن ننال هذه القوة باستخدامنا الأشياء السارة استخدامًا سليمًا ومفيدًا، هذه التي هي لليمين، واستخدامنا الأشياء المؤلمة التي هي لليسار استخدامًا حسنًا "سلاحًا للبر" كقول الرسول: الإنسان الداخلي له جانبان، أو بمعنى آخر "يدان"، فلا يستطيع أي قديس أن يعمل من غير أن يستعمل يده اليسرى وبهذا يظهر كمال الفضيلة. فالإنسان الماهر يقدر أن يحوّل كل يد له إلى "يد يمينية"... أستطيع أيضًا أن أقول بأن يوسف كان رجلًا أشولًا، ففي أفراحه كان عزيزًا جدًا عند والديه، محبًا لإخوته، مقبولًا لدى الله؛ وفي ضيقاته كان عفيفًا، مؤمنا بالله، وفي سجنه كان أكثر شفقة على المسجونين، متسامحًا مع المخطئين، صافحًا عن أعدائه... إن هؤلاء الرجال (أيوب ويوسف وغيرهما) وأمثالهم بحق يُدعى كل منهم رجلًا أشول، إذ يقدرون أن يستخدموا كل يد لهم كأيدٍ يمينية، قائلين بحق: "بسلاح البر لليمين ولليسار، بمجد وهوان، بصيت رديء وصيت حسن..." (2 كو 6: 7-8). ويتحدث سليمان في سفر نشيد الأنشاد عن اليد اليمنى واليد اليسرى في شخص العروس، قائلًا: "شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني" (نش 2: 6). وبينما يظهر أن كليهما مفيد إلاَّ أنها تضع إحداهما تحت الرأس لأنه ينبغي أن تخضع الضيقات لمراقبة القلب فتصير نافعة لأنها تهذبنا إلى حين، وتؤدبنا لأجل خلاصنا، وتهبنا الكمال في الصبر. أما اليمينية فتأمل أن تلتصق بها لكي ما تلاطفها فتنال المعانقة المباركة التي للعريس، وفي النهاية تضمها إليه. وهكذا يُحسب كل منا "أشول" عندما لا يؤثر فينا الرجاء ولا العوز. فلا يغوينا الرخاء ولا يدفع بنا نحو الإهمال الخطير، كذلك لا يجذبنا العوز إلى اليأس والشكوى (التذمر) بل نقدم الشكر الله في كل شيء] |
||||