![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المنتهى:
ويتبع المجيء الثاني المنتهى. هذا ما نفهمه من نص سؤال الرسل للرب يسوع «قل لنا متى يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر» ( مت 24: 3) فيتبع مجيء السيد المسيح ثانية منتهى الدهر، أي نهاية العالم القائم (1كو 15: 24) وهذه النهاية هي انقضاء ملك المسيح كفادٍ للعالم، ونهاية كل شيء بحسب تعبير الرسول بطرس (1بط 4: 7). القيامة العامة الواحدة: يخبرنا الكتاب المقدس بأن الأموات سيقومون جميعاً في منتهى الدهر أي أن نفوسهم ستتّحد بأجسامهم وهذه القيامة هي القيامة العامة الواحدة الوحيدة التي لا ثانية لها. وهي قيامة الأموات كافة: الأبرار فيهم والأشرار. على حد قول الرسول بولس «ولي رجاء باللّه في ما هم أيضاً ينتظرون أنه سوف تكون قيامة للأموات الأبرار والأثمة» (أع 24: 15) ويقول صاحب الرؤيا عن الرب يسوع: «هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه، وينوح عليه جميع قبائل الأرض» (رؤ 1: 7). فإذ ستنظره كل عين حتى عيون الذين طعنوه لا بدّ من أن تكون القيامة شاملة جميع الناس بجميع طبقاتهم واتجاهاتهم الصالحين والطالحين وهذا واضح أيضاً من قول الرب يسوع القائل: |
||||
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() «لا تتعجّبوا من هذا فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته فيخرج الذين عملوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة»(يو 5: 29) ولا يسبق الأحياء الأموات في القيامة العامة، على حد قول الرسول بولس:
«فإننا نقول لكم هذا بكلمة الرب إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين. لأن الرب نفسه بهتاف، بصوت رئيس الملائكة وبوق اللّه ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولاً. ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب» ( 1تس 4: 15 ـ 17). فبقول الرسول «الأموات في المسيح سيقومون أولاً»(1تس 4: 16) لا يعني أنه توجد قيامتان الأولى للأموات والثانية للأحياء. فلا يوجد إلا قيامة واحدة عامة، لا يسبق فيها الأحياء الأموات، بل الأموات في المسيح يقومون أولاً ثم يخطفون مع الأحياء لملاقاة الرب في الجو. أما قول الرسول بولس «لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبّهاً بموته. لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات. وليس أني قد نلت أو صرت كاملاً ولكني أسعى لعلي أدرك الذي لأجله أدركني أيضاً المسيح يسوع»(في 3: 11و12). فالرسول يعني «بقيامة الأموات» قيامة من الموت الأدبي، فالتعبير مجازي ولا غرو فقد استعمل الرب يسوع هذا التعبير ذاته عن قيامة الإنسان مع الموت الأدبي بقوله: «الحق الحق أقول لكم أنه تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن اللّه والسامعون يحيون»(يو 5: 25). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() معنى المُلك ألف سنة:
يعتقد بعضهم أنه عند مجيء ربنا يسوع المسيح ثانية ستكون قيامة بالجسد خاصة للأبرار والذين استشهدوا من أجل اسمه له المجد وسيملكون معه ملكاً أرضياً سعيداً لمدة ألف سنة في المدينة المقدسة. مستندين بذلك إلى آية صاحب الرؤيا عن الأبرار «فعاشوا وملكوا مع المسيح ألف سنة» (رؤ 20: 4). وإن بداية الألف سنة هي موت المسيح الدجال وإزالة دولته، وحينئذ يقوم الأبرار من الموت بأجساد روحية باقية غير فانية ولا متألمة وتتّحد بها نفوسهم ويملكون مع المسيح ألف سنة ملكاً أرضياً سعيداً، وإن الشيطان يكون معتقلاً في هذه المدة. وإن هذا الملك تصحبه التصرّفات العادية كالحرث والنسل، وإن في هذا الوقت يتمّ قول أشعيا «يسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي..»(اش 11: 6 ـ 9) كما كان في جنة عدن وسفينة نوح. وقد اعتقد بذلك بابياس الراعي أسقف هيروبوليس بأسيا الصغرى سنة (110 ـ 216م) وإيريناوس أسقف ليون الذي نبغ سنة (170م) واعتبرت الكنيسة رأييهما مخالفين لما تسلّمته من الرسل عن الرب يسوع الذي قال لبيلاطس: «مملكتي ليست من هذا العالم، لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلَّم إلى اليهود...» (يو 18: 36) وإن الطابع العام لمملكة السيد المسيح هو الطابع الروحي الذي فيه يملك على القلوب، ولذلك فقول صاحب الرؤيا لا يُفَسَّر حرفياً بل مجازياً ويعني نشر الإنجيل المقدس في أقطار العالم وسيطرته على قلوب الشعوب وتأثيره فيهم. وقد رفض آباؤنا السريان التفسير الحرفي لما ورد في سفر الرؤيا عن الملك الألفي وهكذا فعل كبار آباء الكنيسة في القرون الأولى، منهم القديس غريغوريوس الكبير في القرن الرابع الذي تكلّم عن ذلك بإسهاب. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وأخذ آباء الكنائس الرسولية وعلماؤها كافة برأي المُلك الروحي ما عدا بعض علماء من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الشقيقة
وفي مقدّمتهم العلاّمة ابن كاتب قيصر الذي عاصر أولاد العسال في القرن الثالث عشر للميلاد وقَبِل وإيّاهم برأي المُلك الألفي الحرفي بل تطرف كثيراً حتى أنه أخذ بنظرية تعيين سنة مجيء الرب ثانية. وهذه النظرية تحدد سنة (1996) لبدء الدولة الدجالية (ومدتها ثلاث سنين ونصف) حسب سفر الرؤيا (13: 5و6) بالتفسير الحرفي. وفي نحو سنة 2000م سيأتي المسيح ثانية وهذه السنة هي بداية ملكه الألفي (كذا). إن تحديد موعد المجيء الثاني للسيد المسيح يضاد فكرة اللّه التي جعلت القصد الرئيسي من الكلام عن المجيء الثاني تنبيه المؤمنين وأعدادهم لاستقبال الرب بمجيئه الثاني (انظر 2تس 2: 1 ـ 2). لقد حاول العديدون مثل العالم القبطي الكبير ابن كاتب قيصر، تعيين سنة مجيء الرب ثانية وفشلوا فشلاً ذريعاً. فالرب يسوع لم يضع بسلطاننا معرفة موعد مجيئه.. وهو لئن أعطانا بعض علامات مجيئه، إنّما يريد أن نكون دائماً مستعدّين للقائه، بقوله: «اسهروا إذاً لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم. واعلموا هذا أنه لو عرف رب البيت في أي هزيع يأتي السارق لسهر ولم يدع بيته ينقب. لذلك كونوا أنتم أيضاً مستعدين لأنه في ساعة لا تظنّون يأتي ابن الإنسان» ( مت 24: 42 ـ 44) «اسهروا وصلّوا لأنكم لا تعلمون متى يكون الوقت»(مر 13: 33). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وبناء على هذه الوصية كان الرسل مستعدين دائماً للقاء الرب، حتى إن الرسول بولس ظنّ أن الرب يأتي والرسول بولس ما يزال على قيد الحياة، لذلك قال: «ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرب»(1تس 4: 17). وإذا فسّرنا «الملك الألفي» حرفياً سنصطدم بحقيقة ما سيحدث في مجيء الرب، فإن السماء والأرض ستنحلان عند ظهوره له المجد، فلا يوجد له مكان على الأرض ليملك إن أتى ليملك ملكاً دنيوياً، وهذا يؤيده الرسول بطرس بقوله: «ولكن سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحلّ العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها. فبما أن هذه كلها تنحلّ أي أناس يجب أن تكونوا أنتم في سيرة مقدسة وتقوى منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب الذي به تنحلّ السموات ملتهبة والعناصر محترقة تذوب» (2بط 3: 10 ـ 12).
وكما سبق وقلنا فإن القيامة العامة هي واحدة. ونكرر هنا قول الرب القائل: «لا تتعجّبوا من هذا فإنه ستأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته فيخرج الذين عملوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة»(يو 5: 27و28). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الدينونة العامة الواحدة:
لا تنال نفوس الأبرار الثواب وتدخل السماء، كما لا تنال نفوس الأشرار العقاب وتهبط إلى الجحيم حالاً بعد الموت. بل تنتظر النفوس كافة يوم القيامة لتتّحد بأجسادها فتنال ما تستحقه بعدالة: إمّا الثواب وإمّا العقاب. ذلك أن عدل اللّه لا يسمح أن تنال النفس وحدها السعادة أو العذاب طالما جسدها قد شاركها عمل الخير أو الشر في الحياة الدنيا. النفوس خالدة لا تموت، وتبقى نفوس الصالحين بعد انفصالها عن أجسادها سعيدة بعربون المجد إلى يوم القيامة في الفردوس مع نفس اللص التائب الذي وعده الرب على الصليب بأن يكون معه في ذلك اليوم في الفردوس، والفردوس هو غير الملكوت الذي سيرثه الأبرار في السماء بعد الدينونة. وكذلك تبقى نفوس الأشرار محفوظة في الهاوية وتشعر بخوف ورعدة مما ستناله من العذاب بعد الدينونة في جهنم ويؤنّبها الضمير على ما اقترفته من آثام.. ولا يقضى بالسعادة الأبدية، ولا بالعذاب الأبدي، إذن إلا في يوم الدينونة العظيم حيث تكون النفوس قد اتّحدت بأجسادها. ولو كانت النفوس تنال السعادة الكاملة أو العذاب الكامل قبل الدينونة العامة لما كانت الحاجة إلى القيامة العامة. ولكن عدالة اللّه اقتضت أن تتّحد النفوس بأجسادها ثم يقف الإنسان بنفسه وجسده أمام منبر المسيح ليدان على أعماله وأقواله وأفكاره ويصدر عليه الحكم الأخير بالنعيم أو العذاب. وهذا واضح من أقوال الكتاب المقدس، فقد قال صاحب الرؤيا على لسان الرب يسوع: «ها أنا آتي سريعاً وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله»(رؤ 22: 12). وقال الرب «فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله» (مت 16: 27) |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() «ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميّز بعضهم عن بعض كما يميِّز الراعي الخراف من الجداء فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعدّ لكم منذ تأسيس العالم. ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار اذهبوا عنّي يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته... فيمضي الأشرار إلى عذاب أبدي، والأبرار إلى حياة أبدية»(مت 25: 31 ـ 46).
فلا ينال الأبرار الثواب ولا الأشرار العقاب إلا بعد القيامة العامة والدينونة العامة، وإصدار الحكم على كل إنسان. وبهذا الصدد يقول القديس يوحنا الذهبي الفم في تفسير آية الرسول بولس (2كو 4: 13و14) «فإن لنا روح الإيمان نفسه» ما يأتي: «إن بولس يقول إنه لم ينل الإكليل بعد هو ولا أحد آخر غيره من الذين أرضوا اللّه منذ الابتداء ولا ينالونه أيضاً حتى يوافي كل العتيدين أن يكملوا حتى الانقضاء ثم يثبت القديس أنه من الواجب أن يصير الأمر على هذه الصفة ليزيد الصديقين طرباً وتهليلاً من حيث أنّهم كلهم أخوة وجميعهم واحد. وفرح الواحد منهم يصيب الآخر حتى أن الآب السماوي يفرح عند ذلك فرحاً زائداً بسروره بأولاده كلهم مجتمعين إلى واحد.... فاعتبروا أنتم الأهمية الكائنة بأن ابراهيم الخليل وبولس الرسول مقيمان بانتظاركم حتى تكملوا أنتم أيضاً ليمكنهم أن ينالوا عند ذلك الثواب لأن الآب سبق فقال لهم أنه إن لم توافوا أنتم أيضاً لا يعطيهم ذلك». |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() السماء الجديدة أو الحياة الأبدية:
يقول يوحنا في رؤياه: «ثم رأيت عرشاً عظيماً أبيض والجالس عليه الذي من وجهه هربت الأرض والسماء ولم يوجد لهما موضع. ورأيت الأموات صغاراً وكباراً واقفين أمام اللّه، وانفتحت أسفار وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة ودين الأموات ممّا هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم. ثم رأيت سماء جديدة وأرضاً جديدة لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا» (رؤ 20: 11و12). وقال الرسول بطرس «ولكننا بحسب وعده ننتظر سموات جديدة وأرضاً جديدة يسكن فيها البر» (2بط 3: 13). لا يمكننا أن ندرك بعقولنا البشرية ماهية هذه السموات، وأن نحدّد موقعها ونعرف ما تحويه من كائنات روحية. وكل ما نعرفه عنها هو ما سمح اللّه بإعلانه بالوحي الإلهي ومنه نعلم أن السماء هي حالة السعادة الدائمة مع اللّه وملائكته وهي أيضاً حالة المجد السامق والقداسة التامة والسلطة المطلقة. فمن يرث السماء يرث الحياة الأبدية التي وصفها الرسول بولس بقوله: «ما لم ترَ عين وما لم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعدّه اللّه للذين يحبّونه»(1كو 2: 9). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() فالسماء بالنسبة إلى المؤمنين الصالحين هي المكان الذي يعده ابن اللّه لهم إتماماً لوعده لتلاميذه بقوله: «أنا أمضي لأعد لكم مكاناً وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إليّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً»(يو 14: 3)
وحيث المسيح في السماء فالحالة حالة مجد لا يفنى، وصاحب الرؤيا رأى أولئك المنتصرين مع الرب ويصفهم بقوله: «قد غسلوا ثيابهم وبيّضوها في دم الخروف من أجل ذلك هم أمام عرش اللّه ويخدمونه نهاراً وليلاً في هيكله والجالس على العرش يحلّ فوقهم. لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ولا تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحر لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية ويمسح اللّه كل دمعة من عيونهم» ( رؤ 7: 14 ـ 17). ولما جادل اسطيفانس اليونانيين، وقد حنقوا عليه بقلوبهم وصرّوا بأسنانهم: «وأما هو فشخص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس فرأى مجد اللّه ويسوع قائماً عن يمين اللّه، فقال: «ها أنا أنظر السموات مفتوحة وابن الإنسان قائماً عن يمين اللّه»(أع 7: 54 ـ 56). والكلام عن اليمين واليسار كلام مجازي، إذ أن اللّه تعالى روح محض لا يحدّه مكان، وموجود في كل مكان، فلا يفهم الكلام حرفياً بل يكنى باليمين عن مكان المجد والسلطة وعن اليسار بعكس ذلك. وهذا هو المفهوم من قول صاحب المزامير «وقال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك»(أع 2: 34و35) فيعني قول الآب السماوي لابنه الحبيب: لك أعطي السلطان والمجد فتخضع لك أعداؤك. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ووعد الرب المؤمنين قائلاً: «من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي كما غلبت أنا وجلست مع أبي في عرشه» (رؤ 3: 21) هذا هو الميراث الذي لا يفنى ولا يضمحل المحفوظ في السموات لأجلنا (
1بط 1: 4). وسيكون الأبرار في السماء كملائكة اللّه (مت 22: 30) وسيضيئون نوراً ومجداً كقول الكتاب «حينئذ يضيء الصديقون كالشمس في ملكوت أبيهم» (مت 3: 43). ويقول الرسول بولس «ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده» (في 3: 20و21) وهو يريد بجسد مجده هيئته في وقت تجلِّيه حيث قيل «إن هيئته تغيّرت وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور»(مت 17: 2) ففي السماء سنكون بملء قامة المسيح شبّاناً كاملي السن كاملي الصفات، كاملين في الجمال، كاملين في القوة، كاملين في المعرفة، وهكذا تعاد إلينا صورة اللّه التي كانت لنا يوم خلقنا اللّه على صورته كمثاله. وفي السماء سيلتقي الأتقياء الرب يسوع، وسيعرف المؤمنون بعضهم بعضاً كما عرف التلاميذ موسى وإيليا على جبل التجلّي. ويلتقي المؤمنون الآباء والأنبياء والقديسين والأتقياء والشهداء والرسل الأطهار والأقارب والأصدقاء والأحباء. فما أسعد الحياة الأبدية في السماء. |
||||
![]() |
![]() |
|