![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أخطاء أصحاب أيوب ماذا كان الخطأ الذي وقع فيه أصحاب أيوب الثلاثة؟ أولًا: ظنوا أنهم يتكلمون معه بصراحة، وكان أسلوبهم في تلك (الصراحة) أسلوبًا جارحًا مؤلمًا. بدأوه بقول أليفاز التيماني لأيوب "إن امتحن أحد كلمة معك، فهل تستاء. ولكن من يستطيع الامتناع عن الكلام؟!" (أي 4: 2). أي هل سوف تستاء من صراحتي معك؟! ومع ذلك فأنا لا أستطيع أن أصمت ولا أتكلم معك (بصراحة)!! ثانيًا: اعتقدوا في صراحتهم أن أيوب قد أخطأ إلى الله ولذلك عاقبه الله بهذه التجربة!! وكان ذلك اتهامًا ظالمًا. وهكذا قالوا له "أذكر من هلك وهو برئ؟! وأين أبيد المستقيمون كما رأيت أن الحارثين إثمًا، والزارعين شقاوة، يحصدونها" (أي 4: 7، 8). والمعروف طبعًا أن أيوب لم يخطئ إلي الله، ولم يزرع إثمًا ولا شقاوة! بل قال الله عنه أنه ليس مثله في الأرض. رجل كامل ومستقيم يتقي الله، ويحيد عن الشر" (أي 1: 8). وكرر الله هذه الشهادة عنه (أي 2: 3). أذن تجربة أيوب لم تكن عقوبة لأيوب علي خطية. بل أن الله قال عنه للشيطان بعد التجربة الأولي "وإلي الآن هو متمسك بكماله وقد هيجتني عليه لأبتلعه بلا سبب" (أي 2: 3) حقًا، ما أكثر الاتهامات الظالمة للأبرار والصدقين في كل متاعبهم ومشاكلهم وأمراضهم، كما لو كانت عقوبة من الله!! بينما الكتاب يقول: " كثيرة هي بلايا الصديق،من جميعها ينجيه الرب. الرب يحفظ جميع عظامه، وواحد منها لا تنكسر" (مز 34: 19، 20). ونلاحظ أن هذا المزمور كان أيضًا نبوءة عن السيد المسيح في كل ما أصابه من آلام وضيقات.. من أمثلة الاتهامات الكاذبة التي اتهموا بها أيوب: قول أليفاز التيماني له: " لأنك ارتهنت أخاك بلا سبب، وسلبت ثياب العراة. ما لم تسق للعطشان، وعن الجائع، منعت خبزًا" (أي 22: 6،7). وطبعًا كل هذا افتراء عليه، لأنه كان كريمًا شفوقًا علي المساكين (أي 29: 16- 19). وقال عنه صوفر النعماتي "لأَنَّهُ رَضَّضَ الْمَسَاكِينَ، وَتَرَكَهُمْ، وَاغْتَصَبَ بَيْتًا وَلَمْ يَبْنِهِ" (سفر أيوب 20: 19)، " لأنه لم يعرف في بطنه قناعه" (أي 20: 19، 20). ثالثًا: أشعروه أيضًا بأنه يجب أن يقبل تأديب الله، وليس له مجال في استجابة لصلاته أو تشفع بالقديسين. وهكذا قال له أليفاز التيماني في قسوة " أدع الآن، فهل من مجيب؟! وإلي أي القديسين تلتفت؟! "هوذا طوبى لرجل يؤدبه الله فلا ترفض تأديب القدير" (أي 5: 1، 17). كذلك فإن بلدد الشوحي - بدلًا من أن يعزيه في موت أبنائه - قال له " هل الله يعوج القضاء أو القدير يعكس الحق؟! إذ أخطأ إليه بنوك، دفعهم إلي يد معصيتهم" (أي 8: 3، 4) فكأنما موت كل الأولاد السبعة والبنات الثلاثة، كان بسبب خطايا كل منهم، وبعدل واستحقاق..! رابعًا: أيضًا بلدد الشوحي حتي أراد أن يثبت استحقاق أيوب للعقوبة من واقع التاريخ ومن قول الآباء: فقال له " نحن نعلم.. فهلا يعلمونك ويقولون لك " يقولون: " هكذا سبل كل الناسين الله، ورجاء الفاخر يخيب.. يستند إلي بيته، فلا يثبت " هوذا الله لا يرفض الكامل، ولا يأخذ بيد فاعلي الشر" (أي 8: 8- 20). وكأنه ألصق بأيوب كل هذه الصفات الشريرة، مثل: الفاخر، والناسين الله، وفاعلي الشر!! أي تأثير لكل هذا علي رجل كامل مستقيم! خامسًا: نري صوفر النعماتي يطلب إليه التوبة ليرحمه الله! فيقول له " ليت الله ويتكلم ويفتح شفتيه معك.. فتعلم أن الله يغرمك بأقل من أثمك" (أي 11: 5، 6) . ثم يتابع كلامه معه فيقول " أن أبعدت الإثم الذي في يدك، ولا يسكن الظلم الذي في خيمتك، حينئذ ترفع وجهك بلا عيب، وتكون ثابتًا ولا تخاف.." (أي 11: 14، 15). سادسًا: ما كان مناسبًا أن يكلموه بهذا الأسلوب الجارح، وهو مجرب يقاسي كل الأثم المحيط به.. ولهذا قال لهم أيوب " قد سمعت كثيرًا مثل هذا معزون متعبون كلكم.. أنا أستطيع أن أتكلم مثلكم، لو كانت أنفسكم مكان نفسي" (أي 16: 11، 4). بل قال لهم "ليتكم تصمتون صمتًا، فيكون صمتكم لكم حكمة" (أي 13: 5). بل ترجاهم قائلًا "حتي متي تعذبون نفسي، وتسحقونني بالكلام، هذه عشر مرات أخزيتموني. لم تخجلوا من أن تحكرونني.. وهبني ضللت، علي تسقر ضلالتي" (أي 19: 2-4). بل قال لهم أكثر من هذا: تراءفوا أنتم علي يا أصحابي، لأن يد القدير قد مستني" (أي 19: 21). سابعًا: كانت بعض أقوالهم فيها روح الشماتة: وهذا لا يتفق مطلقًا مع كونهم أصحابه، ولا يتفق مع شعورهم الأول حين "رفعوا أصواتهم وبكوا. ومزق كل واحد جبته، وذروا ترابًا فوق رؤسهم" (أي 3: 12). ولكنهم عندما دخلوا معه حوار، نري أسلوبهم قد تغير. فيقول له صوفر النعماتي".. إن الله يغرمك بأقل من إثمك" (أي 11: 6). ويقول عنه أليفاز التيماني " لا يأمل الرجوع من الظلمة، وهو مرتقب للسيف " " يسكن مدنًا خربة، بيوتًا غير مسكونة عتيدة أن تصير رجمًا " قبل يومه يتوفي، وسعفه لا يحضر" (أي 15: 22، 32). ثمانية عشر إصحاحا كانت مجادلات أصحاب لأيوب معه واتهامهم له، وردوده عليهم. أثاروه كثيرًا.. فماذا كانت ردود فعل الإثارة؟! |
||||
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() قسوة أصحاب أيوب عليه، واتهاماتهم الظالمة أصحاب أيوب مصممون علي أن تجربته هي عقبة من الله له علي خطاياه. فأكثروا باطلًا. واستطاعوا أن يثيروا أيوب، فأخذ يدافع عن نفسه.. وعبارة أن الله يعاقب علي إثمه، جعلته يعاتب الله، ويسأله ما هي خطيتي؟! بل جعلتني أيضًا يبرر نفسه ويتحدث عن فضائل!! وبرز هنا عمل الله في أن يقوده إلي انسحاق القلب. ولما وصل أيوب إلي هذا الانسحاق، انتهت تجربته، ورد الله سبيه. هذا هو ملخص تجربة أيوب كلها فلندخل في التفاصيل. مسألة حسد الشياطين لأيوب علي كماله واستقامته، هذه لم تكن في تفكير أصحاب أيوب. كذلك شهادة الله لم تكن في معرفة أصحاب أيوب. كذلك شهادة الله لم تكن في معرفة أصحاب أيوب. وعلي الرغم من أنهم في بدء تجربة أيوب، حزنوا عليه " ورفعوا أصواتهم وبكوا. ومزق كل واحد جبته وذروا ترابًا فوق رؤسهم.." (أي 2: 12).. ألا أنهم عادوا وتفكروا في الأمر وتأملوا في تجربة.. ورأوا أنه لابد قد أخطأ أيوب إلي الرب، فواجبهم كأصدقاء أن يصارحوه بذلك، ويقوده إلي التوبة، حتى يغفر الرب له!! لكن كلامهم كان مثيرًا إلي أبعد الحدود، لم يحتمله أيوب. ![]() قالوا " من هو الإنسان حتى يزكوا، أو مولود المرأة حتى يتبرر؟! (أي 15: 14).. إن الله يعرف كل شيء " هوذا الله في علو السموات.. هل من وراء الضباب يقضي؟!" (أي 22: 12، 13) " هوذا قديسوه لا يأتمنهم والسموات غير طاهرة بعينه، فبالحري مكروه وفاسد الإنسان الشارب الإثم كاماء. الشرير كل أيامه" (أي 15: 15-20). ![]() هذا يقوله أليفاز التيمانى. ثم يقول لأيوب " أن رجعت إلي القدير تبني. أن ظلمًا عن خيمتك "(أي 22: 23). وينصحه قائلًا " اقبل الشريعة من فيه، وضع كلامه في قلبك" (أي 22: 22). ![]() ويعزف بلدد الشوحي علي نفس الوتر فيقول لأيوب " نعم نور الأشرار ينطفئ، ولا يضئ لهيب ناره. النور يظلم في خيمته، وسراجه ينطفئ" (أي 18: 5، 6). ويتابع كلامه فيقول عنه كإنسان شرير " ذكره يبيد من الأرض، ولا أسم له علي وجه البر.. لا نسل له، ولا عقب له بين شعبه. إنما تلك مساكن فاعلي الإثم. وهذا مقام من لا يعرف الله" (أي 18: 17- 21). فهل كلام كهذا ينطبق علي أيوب؟! هل هو من فاعلي الإثم، أو هو إنسان لا يعرف الله؟! وهل يستحق أن يبيد ذكره وأسمه ونسله؟!.. بل أكثر من هذا - حيثما يتحدث أيوب عن مرارة نفسه في تجربته - يقول له بلدد الشوحي " أيها المفترس في غيظه، هل لأجلك تخلي الأرض أو يتزحزح الصخر من مكانه؟! "(أي 18: 4). ![]() وبنفس القسوة وأسلوب التحطيم، يكلمه صوفر النعماتي موبخًا بكلام يشبه الشماتة به في مذلته.. فيقول له " أما علمت هذا من القديم، منذ وضع الإنسان علي الأرض: أن هتاف الأشرار من قريب، وفرح الفاجر إلي لحظة؟ ولو بلغ السماوات طوله، ومس رأسه السحاب!.. عين أبصرته، لا تعود تراه، ومكانه لم يراه بعد.. فخبزه في إمعانه يتحول. مرارة إصلاح في بطنه. قد بلغ ثروة فيتقأها. الله يطردها من بطنه. سم الإصلاح يرضع. يقتله لسان الأفعى" (أي 20: 4-16). ويتابع كلامه الجارح فيقول:" تأكل نار لم تنفخ. ترعي البقية في خيمته. السموات تلعن إثمه. والأرض تنهض عليه. تزول غله بيته.. هذا نصيب الإنسان الشرير من عند الله" (أي 20: 27- 29) ![]() ويسألهم أيوب الصديق أي شر فعل؟! فيقول لهم " أن كنتم بالحق تستكبرون علي، فثبتوا علي عاري" (أي 19: 5). ويقول لهم أيضًا " احتملوني وأنا أتكلم، ثم بعد ذلك استهزأوا" (أي 21: 3) " كيف تعزونني باطلًا، وأجوبتكم بقيت خيانة؟! (أي 21: 34). ويرفع وجهه إلي السموات ويقول " هوذا في السموات شهيدي، وشاهدي في الأعالي. المستهزئون بي هم أصحابي" (أي 16: 19، 20) " فغزوا علي أفواههم، لطموني علي كفي تعييرًا. تعانوا علي جميعًا" (أي 16: 10). ويقول لهم علموني فأنا أسكت. وفهموني في أي شيء ضللت؟.. وأما التوبيخ منكم، فعلي أي شيء يبرهن؟! (أي 6: 24، 25) ![]() ويعاتبهم أيوب مرة في رقه، ومرة في عنف، ويناقشهم. ويقول لهم".. رأيتم ضربه ففزعتم. هل قلتم أعطوني شيئًا من مالكم، ارشوا من أجلي؟ أو نجوني من يد الخصم، أو من يد العتاة افدوني؟" (أي 6: 21- 23) "تحفرون حفرة لصاحبكم؟!.. أرجعوا، لا يكونن ظلم" (أي 6: 27، 29). أنا أستطيع أن أتكلم مثلكم، لو كانت أنفسكم ملكا نفسي. بل كنت أشددكم بفمي، وتعزية شفتي تمسككم" (أي 16: 4، 5). ![]() ولما ازدادوا في كلامهم واتهاماتهم له، كلمهم في شده وقال: "صحيح أنكم أنتم شعب، ومعكم تموت الحكمة. غير أنه لي فهم مثلكم. لست أنا دونكم" (أي 12: 2، 3) " ما تعرفونه، عرفته أنا أيضًا. لست دونكم. لكني أريد أن أكلم القدير، وأن أحاكم إلي الله. أما أنتم فملفقوا كذب. أطباء بطالون كلكم" (أي 13: 2-4). ![]() ولما سمعهم يهاجمونه باسم الدفاع عن الله وعظمته وعدله، قال لهم إن هذه (محاباة لله) لا يقبلها. وهكذا قال "اسمعوا الآن حجتي، واضعوا إلي دعاوى شفتي: أتقولون لأجل الله ظلمًا، وتتكلمون بغش لأجله؟! أتحابون وجهه،أم عن الله تخاصمون.. أم تختالون كما يختال الإنسان؟! توبيخًا يوبخكم إن حابيتم الوجوه خفية. فهلا يرهبكم جلاله، ويسقط عليكم رعبه" (أي 13: 6- 11). ثم يقول لهم " خطبكم أمثال رماد، وحصون من طين. اسكتوا عني فأتكلم، وليصبني مهما أصاب "(أي 13: 12، 13). ![]() ويرد عليه أليفاز التيماني في كبرياء وشماتة: فيقول لأيوب: أن فمك يستذنبك لا أنا، وشفتيك تشهدان عليك ماذا تعرفه، ولا نعرفه نحن؟ وماذا تفهم وليس هو عندنا؟" عندنا الشيخ والأشيب، أكبر أيامًا من أبيك" (أي 15: 6-10). ![]() أصحاب أيوب لم يفهموا الدالة التي يعاتب بها الله! فقال له أليفاز التيماني " لماذا يأخذك قلبك؟ ولماذا تختلج عيناك، حتى ترد علي الله، وتخرج من فيك أقوالًا؟!" (أي 15: 12، 13). ويتابع كلامه ضده فيقول " الشرير يتلوى كل أيامه.. لأنه مد علي الله يده، وعلي الدير تجبر.. فيسكن مدنًا خربة" (أي 15: 20- 28). " لا يستغني ثروته، ولا يمتد في الأرض مقتناه.. لأن السوء يكون أجرته. قبل يومه يتوفي، وسعفه لا يخضر.. ينثر كالزيتون. حبل الرشوة. حبل شقاوة، وولد إثمًا" (أي 15: 29- 35). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أيوب يشكو سوء حاله قال " ضربتي أثقل من تنهدي " أي 22: 2) " مصيبتي أثقل من رمل البحر" (أي 6: 2،3). ولعل أبلغ ما قاله عن مرضه: "أنا كمتسوس يبلي، كثوب أكله العث "(أي 13: 28). " عظمي قد لصق بجلدي ولحمي" (أي (19: 20) " الآن انهالت نفسي علي وأخذتني أيام المذلة؟ الليل ينخر عظامي في" (أي 30: 16، 17) " إذا اضطجعت، أقول متي أقوم الليل يطول، وأشبع قلقًا حتى الصبح.. لبس لحمي الدود" (أي 7: 4، 5) " روحي تلفت، أيامي انطفأت. إنما القبور لي.. كلت عيني من الحزن وأعضائي كلها كالظل" (أي 17: 1، 7) " أحمر وجهي من البكاء، وعلي هدبي ظل الموت "(أي 16: 16) " أهوال لله مصطفة ضدي" (أي 6: 4). ![]() ![]() ما هي قوتي أنتظر؟! وما هي نهايتي حتى أصبر نفسي؟! هل قوتي قوة الحجارة؟! هل لحمي نحاس؟! (أي 6: 11، 12) ويبدو أنه فقد الأمل في الشفاء وانتظر الموت.. وهكذا قال "إذا مضت سنون قليلة، أسلك في طريق لا أعود منها" (أي 16: 22) "رجوت الهاوية بيتًا لي وفي الظلام مهدت فراشي وقلت للقبر أنت أبي وللدود أنت أمي وأختي "(أي 17: 13، 14) " فأين إذن آمالي من يعاينها؟! تهبط إلي مغاليق الهاوية، لإذ ترتاح معًا في التراب (أي 7: 7) " السحاب يضمحل ويزول. هكذا الذي ينزل إلي الهاوية، لا يصعد. لا يرجع بعد إلي بيته، ولا يعرفه مكانه بعد" (أي 7: 9، 10) " الحجارة تبليها المياه، وتجرف سيولها تراب الأرض. وكذلك أنت (يا الله) تبيد الإنسان (أي 14: 19). ![]() وهكذا وجد أيوب من حقه أن يشكو، فقال: " أنا أيضًا لا أمنع فمي. أتكلم بضيق روحي. أشكو بمرارة نفسي "(أي 7: 11) " قد كرهت نفسي حياتي. أسيب شكواي. أتكلم في مرارة نفسي.." (أي 10: 1). " الإنسان مولود المرأة قليل الأيام وشبعان تعبًا يخرج كالزهر ثم ينحسم ويبرح كالظل ولا يقف "(أي 14: 1، 2) ![]() "أيام أسرع من عداء. تفر ولا تري خيرًا "(أي 9: 25) أيوب يعتبر نفسه يتعامل مع الله في مرضه. لم يقل إنها ضربة من الشيطان، إنما قال عن الرب " قد طرحني في الحل، فاشتهيت التراب والرماد" (أي 30: 19) ولذلك صلي إلي الرب وقال في عتاب " الليل أصرخ فما تستجيب لي. أقوم فما تنتبه إلي. تحولت إلي جاف من نحوي. بقدرة يدك تضطهدني "(أي 30: 20، 21) ![]() كذلك شكا من مشاكله الاجتماعية وبع الناس عنه. فقال " قد أبعد عني أخوتي، ومعارفي مني ". " أقارب قد خذلوني، والذين عرفوني نسوني". " نزلاء بيتي وإمائي يحسبونني أجنبيًا " عبدي دعوت فلم يجب. بفمي تضرعت إليه " " تكهني مكروه عند امرأتي. وخممت عند أبناء أحشائي " " الأولاد أيضًا قد رذلوني، إذا قمت يتكلمون علي " " كرهني كل رجالي. والذين أحببتهم انقلبوا علي" (أي 19: 13- 19). لكل هذا دخل أيوب في عتاب مع الله. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أربع جولات للشيطان ضد أيوب كان الشيطان يبذل كل جهده لتحطيم أيوب من كل ناحية: في التجربة الأولي، أمكن أن يحطمه ماديًا وعائليًا. وفي التجربة الثانية، أمكن أن يحطمه صحيحًا. وكان كل ذلك بسماح من الله (أي 1، 2). ولكن تتعبه جدًا عبارة قالها الرب عن أيوب وهي " إلي الآن هو متمسك بكماله" ((أي 2:3). فكيف يمكن إذن زحزحته عن هذا الكمال؟ ![]() كانت الجولة الثالثة للشيطان، هي أن يحطم أيوب إيمانيًا. واستخدم ذلك امرأة أيوب، لتثنيه عن إيمانه، وهي متعجبة كيف هو "متمسك بعد بكماله" (أي 2:9). وقطعًا كان الشيطان يتكلم من فمها.. غير أن أيوب البار صدها صدها في حزم، قائلًا لها: "تتكلمين كلامًا كإحدى الجاهلات.." (أي 2: 10). وبدا أن الشيطان قد انهزم في الجولات الثلاث كلها. ولكنه -كعادته- لم ييأس واستمر في محاربة أيوب.. وكانت الجولة التالية للشيطان أن يحطم أيوب نفسيًا وروحيًا وأن يستخدم في ذلك أصحاب أيوب من ناحية، وقسوة المرض وطول مدته من ناحية أخرى.. ![]() وقد شملت هذه الجولة باقي سفر كله. ![]() فما هي الفكرة الخطيرة التي وضعها الشيطان في أذهان أصحاب أيوب وزودها ببراهين، ونطق بها ألسنتهم..؟ الفكرة التي أثار بها الجو كله. وكانت موضع حوار بين أيوب وأصحابه استمر 28 إصحاحا، وخرج بها أيوب عن هدوئه؟ تلك الفكرة الشيطانية، هي أن التجربة سببها الخطية. ![]() وبالتالي لابد أن يكون أيوب خاطئًا.. ولولا ذلك ما كان الله قد سمح بأن يجرده من أولاده، ومن ماله ومملكاته كلها، ومن صحته أيضًا! وكان ذلك يبدو كلامًا منطقيًا يتفق مع عدل الله..! وهكذا كانت كلمة الشيطان علي فم الشيطان علي أليفاز التيماني، أول المتكلمين من أصحاب أيوب " أذكر من هاك وهو برئ؟! وأين أبيد المستقيمون؟" (أي 4: 7). وبالتالي يكون أيوب في كل شفائه، إنما يحصد نتيجة طبيعته لما زرعه من إثم. وهكذا أكمل أليفاز حديثة قائلًا " كما قد رأيت: أن الحارثين إثمًا، والزارعين شقاوة يحصدونها" (أي 4: 8) ![]() وكان اتهام أيوب بأنه خاطئ يستحق تأديب الله أمرًا يسعد الشيطان. يسعده كلون من الشماتة في أيوب، ولو بطريق الإدعاء! ويسعده أن ذلك رد علي وصف أيوب بأنه " رجل الكامل ومستقيم، يتقي الله ويحيد عن الشر" (أي 1: 8)، وأنه "إلي الآن هو متمسكٌ بكماله" (أي 2: 3). كما أن هذا الاتهام سوف يثير أيوب ويتعبه. وهذا أيضًا يسعد الشيطان، وبخاصة لو كثرت الاتهامات ومست بر أيوب وسمعته التي يحرص عليها.. وقد كان. بدأ أصحاب أيوب يكيلون له الاتهامات في قسوة. ![]() وأحدثت الاتهامات تأثيرها، وبدا أيوب يثور ويرد.. مشكلته أنه قيل الإثارة. تأثر بها، وأخذ يدافع عن نفسه. وكان خيرًا له لو أنه صمت، وترك الله يدافع عنه.. نعم، ليته صمت فما أعمق قول سليمان الحكيم " لا تجاوب الجاهل حسب حماقته لئلا تعدله أنت (أم 26: 4). في بادئ الأمر، رد علي أصحابه في هدوء. ولما زادت اتهاماتهم له بأنه خاطئ. ويحتاج إلي توبة، وسردوا عليه ألوانًا من الاتهامات، حينئذ ثار عليهم وقال لهم "أما أنتم فملفقو كذب، أطباء بطالون كلكم. ليتكم تصمتون صمتًا، ويكون ذلك لكم حكمة" (أي 13: 4، 5). إلي أن قال لهم "معزون متعبون كلكم. هل من نهاية لكلام فارغ "(أي 16: 2، 3). ![]() وكان الشيطان فرحًا جدًا بهذا الصراع ين أيوب وأصحابه، يغذيه أحيانًا. وكان سعيدًا بإثارة أيوب. ولكن القصة لم تتم فصولًا. هناك ما هو أخطر. لم يكن سبب الإثارة فقط أنه خاطئ. بل بالأكثر إن الله ضده يعاقبه، "ويغرمه بأقل من إثمه" (أي 11: 6). ويبدو أن أيوب - للعجب الشديد - دخلت الفكرة إلي ذهنه أن الله يقف ضده، وأنه سبب كل متاعبه!! فدخل في عتاب شديد وطويل مع الله..! ![]() إنها مشكلة جديدة وقع فيها أيوب: أن الله قد جعله خصمًا له وأن الله يستذنبه، لكي يتبرر فيما أوقعه فيه من متاعب!! والظاهر أن تكرار ما سمعه من أفواه أصحابه، جعل هذا الفكر يزحف إلي ذهن أيوب وإلي قلبه ومشاعره، ويعاتب الله عليه.. كيف حدث ذلك؟ هذا ما سنشرحه الآن بالتفصيل.. ربما بسبب إيمانه أن كل شيء من الله.. سواء كان بإرادة الله، أو بسماح منه.. لذلك قال قبلًا" هل.. الشر من الله لا نقبل؟ (أي 2: 10). إذن هو مؤمن أن كل الشرور (أي المتاعب) التي أصابته هي من الله "وفي كل هذا لم يخطئ أيوب بشفتيه" (أي 2: 10). وهكذا فإن في التجربة الأولي، لما أخذت منه أملاكه كلها وأولاده قال ".. الرب أخذ" (أي 1: 21). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أيوب يعاتب الله عتابًا طويلًا شديدًا فماذا كان موقفه من الرب الذي أخذ، والشر الذي أصابه؟ يبدو أنه لم يقبل ذلك الشر كما قال، بل عاتب الرب عليه. أكبر دليل، وأول دليل، أنه بعد الكآبة الشديدة التي حلت عليه، أخذ يسب يومه، ويقول " ليته هلك اليوم الذي ولدت فيه.." (أي 3: 3). ولماذا؟ " لأنه لم يغلق أبواب بطن أمي، ولم يستر الشقاوة عن عيني "(أي 3: 10). لأني إرتعابًا أرتعب فأتاني، والذي فزعت منه جاء علي "" لم أطمئن، ولم أسكن، ولم استرح، وقد جاء الرجز" (أي 3: 25، 26). إذن هو لم يقبل ذلك الشر، بل اكتأب كآبة عظيمة جدًا (أي 2: 13). وارتعب وفزع، ولم يطمئن بشفتيه" (أي 2: 10). شفتاه لم يصدر منهما خطأ. أما قلبه فلم يسترح! ![]() وفي عتابه مع الله، نسب إليه كل المتاعب.. "يرضي الله أن يسحقني. يطلق يده فيقطعني" (أي 6: 9). "ذاك الذي يسحقني بالعاصفة، ويكثر جروحي بلا سبب "(أي 9: 17). "لا يدعني آخذ نفسي، ولكن يشبعني مرائر "(أي 69: 18). "وقال للرب " كتبت علي أمورًا مرة، وورثتني آثام صباي" (أي 13: 26). ![]() "جعلت رجلي في المقطورة، ولا حظت مسالكي.. وأنا كمتسوس يبلي، كثوب أكله العث" (أي 13: 27، 28) , ![]() وكان يشعر بشدة ما فعله الله به، ويشكو.. ويقول "أزل عني كرامتي، ونزع تاج رأسي" (أي 19: 9). " كنت مستريحًا فرعرعني ونصبني له غرضًا. شق كليتي ولم يشفق. سفك مرارتي علي الأرض" (أي 16: 12، 13). "أوقفني مثلًا للشعوب. وصرت للبصق في الوجه" (أي 17: 6). "هوذا يقتلني. لا أنتظر شيئًا. فقط أزكي طريقي قدامه" (أي 13: 15). " في عذاب لا يشفق. أني لم أجحد القدوس "(أي 6: 10) هو أيضًا يطلب من الله أن يكف عنه، يريحه قبل موته. فيقول له " قد ذبت.. كف عني، لأن أيامي نفخة" (أي 7: 16). "حتي متي لا تلتفت عني ولا ترهبني ريثما أبلغ ريقي ؟" (أي 7: 19). " بعد يديك عني، ولا تدع هيبتك ترعبني" (أي 13: 21). (أن كان (الإنسان) أيامه محدودة، وعدد أشهره عندك، وقد عينت أجله فلا يتجاوزه، عنه، إلي أن يسر كالأجير بانتهاء يومه" (عب 14: 5، 6). " ليرفع عني عصاه، فلا يبغتني رعبه" (أي 9: 34). ويقول لله أيضًا " أليست أيامي قليلة؟ اتركني. كف عني فأتبلج قليلًا، قبل أن أذهب فلا أعود" (أي 10: 20) ![]() ويعلن أيوب أن الله يعاديه، ويخاصمه: فيقول له "لماذا تحجب وجهك عني، وتحسبني عدوًا لك؟ (أي 13: 24). ويقول " أضرم علي غضبه وحسبني كأعدائه" (أي 13: 24). ويقول " أضرم علي غضبه، وحسبني كأعدائه" (أي 19: 11). ويقول أيضًا " فاعلموا إذن أن الله قد عوجني، ولف علي أحبولته. ها أني أصرخ ظلمًا فلا استجاب. أدعو وليس حكم. قد حوط طريقي، فلا أعبر سلبي ألقي ظلامًا" (أي 19: 6- 8) ويقول له " لا تستذنبني. فهمني لماذا تخاصمني؟" (أي 10: 2) ويقول " غضبه افترسني. واضطهدني" (أي 16: 9). ![]() ويقول لله: تستذنبني، وأنت تعلم أني برئ.. "في علمك أني لست مذنبًا، ولا منقذ من يدك" (أي 10: 7). " كم لي من الأثام والخطايا ؟ علمني ذنبي وخطيتي" (أي 13: 23). ويقول لأصحابه".. أريد أن كلم القدير، وأن أحاكم إلي الله" (أي 13: 3). ثم يقول لله " أدع أجيب، أو لم أتكلم فتجاوبني" (أي 13: 22). " تبحث عن إثمي، وتفتش عن خطيتي" (أي 10: 6). " أن تبررت يحكم علي فمي. وأن كنت كاملًا يسيذنبني (أي 9: 20). " أن قلت أنسي كربتي، وأطلق وجهي وأتبلج، أخاف من كل أوجاعي، عالمًا أنك لا تبرئني" (أي 9: 27، 28). " أنا مستذنب، فلماذا أتعب عيثًا ؟ ولو اغتسلت في الثلج، ونظفت يدي بالأشنان، فإنك في النقع تغمسني، حتي تكرهني ثيابي (أي 9: 29-31) " أحسن عندك أن تظلم ؟ أن ترذل عمل يديك وتشرق علي مشورة الأشرار" (أي 10: 3). ![]() ويقول له: وإن فرض وأخطأت أليست عندك مغفرة؟ فيقول لله "أن أخطأت تلاحظني، ولا تبرئني من إثمي" (أي 10: 14). " إن أذنب فويل لي. وأن تبررت لا أرفع رأسي "، " أني شعبان هوانًا، وناظر مذلتي" (أي 10: 15). " أأخطأت؟ ماذا أفعل لك يا رقيب الناس ؟ لماذا جعلتني عاثورًا لنفسك حتى أكون علي نفسي حملًا؟!" (أي 7: 20). " ولماذا لا تغفر ذنبي، ولا تزيل إثمي ؟! لأني الآن اضطجعت في التراب. تطلبني فلا أكون" (أي 7: 21). ويقول".. كيف يتبرر الإنسان عند الله؟! إن شاء أن يحاجه، لا يجيبه عن واحد من ألف. هو حكيم القلب وشديد القوة" (أي 9: 2- 4). ![]() ويعاتب الله قائلًا أنك قوي. فماذا أفعل إزاء قوتك وعظمتك؟! " لأني وأن تبررت، لا أجاوب، بل أسترحم دياني" (أي 9: 15). " هوذا يمر علي فلا أراه. ويجتاز فلا أراه. ويجتاز فلا أشعر به. إذا خطف،فمن يرده؟! ومن يقول له: ماذا تفعل؟! " الله لا يرد غضبه. ينحني تحته أعوان رهب. فكم بالأقل أنا أجاوبه، وأختار كلامي معه!!" (أي 9: 11- 14). إن كان من جهة قوة القوى، يقول هأنذا.وأن كان من جهة القضاء، يقول: من يحاكمني؟!" (أي 9: 19). " عنده الحكمة والقدرة. له المشورة والفطنة. هوذا يهدم فلا يبني. يغلق علي إنسان، فلا يفتح. يمنع المياه فتيبس. يطلقها فتقلب الأرض "، " يحل مناطق الملوك، ويشد أحقاءهم بوثاق.." (أي 12: 13- 18). ثم يقول لله " إن ارتفع تصطادني كأسدًا! ثم يعود وتتجبر عليّ" (أي 10: 16). ![]() ثم يقول له: مَنْ أنا حتى تطاردني؟! "أتُرعِب ورقة مندفعة؟! وتطارد قشًا يابسًا؟!" (أي 13: 25). " ما هو الإنسان حتى يعتبره، وحتي تضع عليه قلبك، وتتعهده كل صباح وكل لحظة؟!" (أي 7: 17، 18). " إن قلت إن فراشي يعزيني، مضجعي ينزع كربتي، تريعني بالأحلام، وترهبني برؤى" (أي 7: 13، 14). ![]() ثم يسأل: لماذا إذن ولدت. ويقول لله: تذكر أنك جبلتني. "يدك كونتانى وصنعتاني كلي جميعًا. أفتبتلعني؟! أذكر أنك جبلتني كالطين. افتعيدني إلي التراب؟! (أي 10: 8، 9). " فلماذا أخرجتني من الرحم؟! كنت قد أسلمت الروح، ولم ترني عين. فكنت كأن لم أكن، فأقاد من الرحم إلي القبر" (أي 10: 18، 19). ![]() ثم يحتار، إذ ليس مصالح بينه وبين الله. فيقول عن السيد الرب "فإنه ليس إنسانًا مثلي، فأجاوبه، فنأتي جميعًا إلي المحاكمة. ليس بيننا مصالح، يضع يده علي كلينا!!" (أي 9: 32، 33). كل ذلك يقوله أيوب، شاعرًا أن الله قد اقتحمه ، وأنه قد سلمه إلي أعدائه. فيقول "يقتحمني أقتحامًا علي اقتحام. يعدو علي كجبار" (أي 16: 14). ويقول أيضًا دفعني الله إلي الظالم، وفي أيدي الأشرار طرحني.أحاطت بي رماته (أي 16: 11، 14). ويقول له " خربت كل جماعتي. فبضت علي. وجد شاهد" (أي 16: 7، 8). ولعله يقصد أصحابه الذين شهدوا ضده.. وفي كل ذلك يبرر أيوب نفسه. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() التبرير والتبرئة | أيوب يبرر نفسه أمام أصحابه وأمام الله · أنها مشكلة تعرض لها سفر أيوب علي فم وأصحابة " كيف يتبرر الإنسان أمام الله "؟ّ · فأليفاز التيماني يؤكد أن الإنسان لا يتبرر، فيقول: " من هو الإنسان حتى يزكو؟! والمرأة حتى يتبرر؟! هوذا القديسون لا يأتمنهم، السموات غير طاهرة بعينيه فبالحري مكروه وفاسد، الإنسان الشارب الإثم كالماء"(أي 15: 14-16). " هوذا عبيده لا يأتمنهم، وإلي ملائكته ينسب حماقة" ( أي 4: 18). · وبلدد الشوحي يكرر نفس المعني تقريبًا، فيقول: " كيف يتبرر الإنسان عند الله؟! وكيف يزكو مولود المرأة! هوذا نفس القمر لا يضئ، والكواكب غير نقية في عينيه. فكم بالحري الإنسان الرمة! وابن آدم الدود "(أي 25:4-6) ![]() *أيوب يسأل نفس السؤال فيقول : " صحيح قد علمت أنه كذا. فكيف يتبرر الإنسان عند الله؟!" (أي 9: 2). ![]() · ويري أيوب أنه مستذنب، ولا يبرئه الله. · فيقول: لأني وأن تبررت، لا أجاوب، بل استرحم دياني" (أي 9: 15) ويقول لله " أخاف من كل أوجاعي، عالمًا أنك لا تبرئني" (أي 9: 28). بل إنه يقول أكثر من الثلج، ونظفت يدى بالأشنان، فإنك في النقع تغمسني، حتى تكرهني ثيابي!" (أي 9: 29، 30). ![]() ويعاتب الله الذي يستذنبه، مع علمه ببراءته. فيقول له " أن أخطأت تلاحظني، ولا تبرئني من إثمي "(أي 10: 14). " في علمك أني لست مذنبًا ولا منقذ من يدك" (أي 10: 7). " معصيتي مختوم عليها في صرة، وتلفق علي فوق إثمي!!" (أي 14: 17). ويتجرأ فيقول " لا تستذنبني. فهمني لماذا تخاصمني" (أي 10: 3). " أحسن عندك أن تظلم! أن ترذل عمل يديك!" (أي 10: 3). ![]() · وهو لذلك، يريد أن يحاكم إلي الله، ويحسن الدعوى أمامه. فيقول "أريد أن أكلم القدير، وأحاكم إلي الله"، "هوذا يقتلني لا أنتظر شيئًا، فقط أزكي طريقي قدامه" (أي 13: 3، 15). " من يعطيني أن أجده، فآتي إلي كرسيه " " أحسن الدعوى أمامه، واملأ فمي حججًا. " فأعرف الأقوال التي بها يجيبني، وأفهم ما يقوله" (أي 23: 3، 4). " هناك كان يحاجه المستقيم، وكنت أنجو إلي الأبد من قاضى" (أي 23: 7) , " أتكلم فتجوبني. كم لي من الآثام والخطايا؟! أعلمني ذنبي وخطيتي" (أي 13: 23). " أحمر وجهي من البكاء، وعلي هدبي ظل الموت. مع أنه لا ظلم في يدي، وصلاتي خالصة" (أي 16: 16، 17) هأنذا قد أحسنت الدعوى أنني أتبرر "(أي 13: 18). " كامل أنا لا أبالي. رذلت حياتي" (أي 9: 21). ومع ذلك فإن الله " الكامل والشرير، هو يفنيهما (أي 9: 21، 22). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() اتهامات وافتخار | أيوب يفتخر بماله من بر وكمال وعظمة قوبل أيوب الصديق باتهامات مرة وظالمة من أصحابه، وبخاصة من أليفاز التيماني. أثارته الاتهامات الكاذبة. وكان رد فعلها هو الافتخار. · قال له أليفاز في قسوة وإدعاء كاذب: "هل علي تقواك يوبخك (الله)؟! أو يدخل معك في المحاكمة أليس شرك ارتهنت أخاك بلا سبب وسلبت ثياب العراة! ماء لم تسق العطشان، وعن الجوعان منعت خبزًا! الأرامل أرسلت خاليات، وذراع اليتامى انسحقت! لأجل ذلك حواليك فخاخ ويريعك رعب بغتة" ثم يدعوه إلي التوبة والرجوع إلي الله قائلًا له " أن رجعت إلي القدير تبني إن أبعدت ظلمًا عن خيمتك" (أي 22: 4-23) ![]() ويقول له وعنه صوفر النعماتي: " أما علمت هذا منذ القديم أن.. فرح الفاجر إلي لحظة، ولو بلغ السماوات طوله، ومس رأسه السحاب.." "قد بلغ ثروة فيتقأها. الله يطردها من بطنه.. " لأنه رضض المساكين وطردهم، واغتصب بيتًا ولم يبنه.." " السموات تعلن إثمه، والأرض تنهض عليه". " تزول غله بيته، تهرق في يوم غضبه". " هذا نصيب الإنسان الشرير من عند الله.." (أي 20: 4- 29). ![]() ![]() · لهذا أخذ أيوب يرد عليهم شارحًا كماله وبره. فيقول " حي هو الله.. إنه مادامت نسمتي في، ونفخة الله في أنفي، لن تتكلم شفتاي إثمًا، ولا ينطق فمي، بغش "(أي 27: 3، 4).".. حتى اسلم روحي، لا أنزع كمالي عني" (أي 27: 5). " تمسكت ببري ولا يعير يومًا من أيامي (أي 27: 6). ويقول عن السيد الرب: " لأنه يعرف طريقي. إذا رجلي، إذا جربني أخرج كالذهب (أي 23: 10) بخطواته استمسكت رجلي، حفظت شريعته ولم أحد "" من وصية شفتيه لم أبرح. أكثر من فريضتي ذخرت كلام فيه " " أما هو فوحده، من يرده؟! نفسه تشتهي فيفعل "(أي 23: 11- 13). · أنفرد أيوب بالكلام خمسة إصحاحات (من 26 إلي 31). وكان أصعب كلامه في الافتخار هو إصحاح 29) وما بعده. · كان جوهر افتخاره مركزًا علي عظمته، وعلي بره: · قال" ليتني كما في الشهور السالفة، وكالأيام التي حفظني الله فيها. حين أضاء سراجه علي رأسي، وبنور سلكت الظلمة. كما كنت في أيام خريفي، ورضا الله علي خيمتي. والقدير بعد معي، وحولي غلماني إذ غسلت خطواتي باللبن، والصخر سكب لي جداول زيت.." (أي 29: 2-6) ![]() هنا يتذكر العظمة القديمة التي فقدها. وقلبه يشتهيها! فيقول " حين كنت أخرج إلي الباب في القرية، وأهيئ في الساحة مجلسي. رآني الغلمان فأختبأوا، والشيوخ قاموا ووقفوا" (هنا العظمة التي عاشها. وماذا أيضًا؟) يقول " العظماء أمسكوا عن الكلام، ووضعوا أيديهم علي أفواههم. صوت الشرفاء اختفي، ولصقت ألسنتهم بأحناكهم ". [ لماذا كل هذه الخشية والمهابة التي أصابت كل هؤلاء العظماء، حينما ظهرت يا أيوب، وهيأت في الساحة مجلسك؟! ] يقول " لأن الأذن سمعت فطوبتني. والعين رأت فشهدت لي "(أي 29: 11). ![]() [هنا كان الخطر الذي هدد حياة أيوب روحيًا]. الكرامة التي يعيشها كل يوم، والعظمة التي تحيط به من كل جانب. وأيضًا البر الذي تتميز به حياته، والذي يفتخر به، ويستعرض أعماله الصالحة، ويردد بها علي اتهامات أصحابه له، فيقول: " لأني أنقذت المسكين المستغيث، واليتيم ولا معين له " " بركة الهالك حلت علي، وجعلت قلب الأرملة يسر ". [ أي أن الإنسان الذي كان علي وشك الهلاك، وأنقذته أنا من الضياع، هذا حلت بركته علي، بدعائه لي بالخير..].. إلي أن يقول: " لبست البر فكساني. كجبة وعمامة كان عدلي" (أي 29:14). ![]() نعم، هذه هي مشكلة أيوب: كان يعرف عن نفسه أنه بار، ثم صار يتحدث عن بره، حينما أثاره أصحابه باتهاماتهم.. وهكذا يتحدث عن نفسه في التفاصيل أعماله الصالحة، فيقول: " كنت عيونًا للعمي، وأرجلًا للعرج". " أب أنا للفقراْ. ودعوى لم أعرفها، فحصت عنها" (هنا يتحدث عن وضعه كقاض يفحص الأمور. ويراعي العدل بين الناس ].ويتتبع ذلك بقوله:" هشمت أضراس الظالم، ومن بين أسنانه خطفت الفريسة "(أي 29: 15-17). ![]() ثم يتحدث عن أصله وكرامته، ووضعه كملك بين الناس. فيقول " أصلي كان منبسطًا إلي المياه. والطل بات علي أغصاني، أي كان كشجرة امتدت جذورها. حتى وصلت إلي المياه الباطنية. فلم تعد محتاجة إلي الري والسقيا، لأن أصولها في المياه، وأكثر من هذا أيضًا، كان الطل (الندى)علي أغصانها من فوق.. إلي أن يقول عن وضعة بين الناس: " كنت أجتاز طريقي، وأجلس رأسًا. وأسكن كملك في جيش كمن يعزي النائحين "(أي 29: 25). هذه العظمة، عظمة من يجلس رأسًا وملكًا، وكانت سمة الأيام السالفة، التي كان فيها رضا القدير علي خيمته والصخر سكب له جداول زيت. ولكن ماذا عن حالته الآن؟ ![]() قال أيوب عبارة. صدقوني في أول مرة قرأتها، لم استطع مطلقًا أن أصدق أنها خرجت من فم أيوب!! قال: " وأما الآن فقد ضحك علي أصاغرى أيامًا. الذين كنت استنكف من أن أجعل آباءهم مع كلاب غنمي!!" (أي 30: 1) إلي هذا الحد وصل مفعول العظمة في قلب أيوب؟! يستنكف من أن يجعل آباءهم مع كلاب غنمه!! أما الآن -فهو يقول- "وأما الآن فصرت أغنيتهم. وأصبحت لهم مثلًا" يكرهونني. يبتعدون عني، وأمام وجهي لم يمسكوا عن البصق" (أي 30: 9، 10). " الآن انهالت نفسي علي، وأخذتني أيام المذلة.. قد طرحني في الوحل، فأشتهيت التراب والرماد (أي 30: 16، 19). نعم شتان بين حاله الكرامة والعظمة، وحال المذلة والوحل!! ![]() ويعود أيوب إلي التحدث عن أعماله الصالحة. ويجلب علي نفسه اللعنات، إن كان قد فعل كذا وكذا. ويشمل هذا كل إصحاح 31 من سفر أيوب. وبه تكمل أقواله مع أصحابه الذين استمعوا إليه صامتين.. بدأ بقوله " عهدًا قطعت لعيني، فكيف أتطلع في عذراء؟! " وقال عن الرب " أليس هو ينظر طرقي، ويحصي جميع خطواتي " " ليزني في ميزان الذهب، فيعرف الله كمالي" (أي 31: 6). وهذا تأكيد لما قاله من قبل " لأنه يعرف طريقي: إذا جربني، أخرج كالذهب" (أي 23: 10)، وأيضًا تأكيد لما قاله من قبل عن كماله " كامل أنا لا أبالي "(أي 9: 21).".. لا أنزع كمالي عني "(أ] 27: 20). ![]() أما عن استجلاب اللعنات علي نفسه، أن كان قد فعل كذا وكذا. فيقول " أن كنت قد سلكت الكذب، وأسرعت رجلي إلي الغش.." إن حادت خطواتي عن طريق.".. " أن غوى قلبي علي امرأة، أو كمنت علي باب قريبي.." " أن كنت رفضت حق دعواهما علي.." " أن كنت منعت المساكين عن مرادهم.. أو أكلت لقمتي وحدي، فما أكل منها اليتيم..".. فليحدث لي كذا وكذا " أن كنت قد جعلت الذهب عمدتي، أو قلت للأبريز أنت متكلي..".. فليحدث لي كذا وكذا.. " أن كنت قد فرحت ببلية مبغضي، أو شمت حين أصابه سوء.." "غريب لم يبت في الخارج. فتحت للمسافر أبوابي". ![]() · ويختم أيوب افتخاره بأن يتحدى كل من تهمه، فيقول: " من لي بشكوي كتبها خصمي: فكنت أحملها علي كتفي. كنت أعصبها تاجًا لي (أي 3: 35، 36). أمام كل هذا الافتخار والبر الذاتي، سكت أصحاب أيوب، ولم يتابعوا الحوار معه بعد. وفي ذلك يقول الوحي الإلهي: " فكف هؤلاء الرجال الثلاثة عن محاربة أيوب، لكونه بارًا في عيني نفسه "(أي 32: 1). فما الذي حدث بعد ذلك؟ وكيف انتهت قصه أيوب وتجربته؟ |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() بار في عيني نفسه ![]() هكذا قال الوحي الإلهي " فكف هؤلاء الرجال الثلاثة عن مجاوبة أيوب، لكونه بارًا في عيني نفسه" (أي 32: 1).. حقًا إنه من الصعب التحاور مع إنسان يكون بارًا في عيني نفسه. ولم يكن هذا الشعور أصحابه الثلاثة فقط، بل إن الصديق الرابع (أليهو) الذي كان صامتًا بينهم لم يستطع أن يقاوم صمته بعد ما لاحظه من البر الذاتي لأيوب. وهنا يقول الكتاب: " فحمي غضب أليهو بن برخئيل البروزى من عشيرة رام. علي أيوب حمي غضبه، لأنه حسب نفسه أبر من الله! وعلي أصحابه الثلاثة حمي غضبة، لأنهم لم يجدوا جوابًا واستذنبوا أيوب" (أي 32: 2، 3). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() كلام أليهو إليهو يعلمنا احترام الكبار، ولكن ليس فوق الحق. كان صمت طول مدة الحوار بين أيوب وأصحابه " لأنهم كانوا أكثر منه أيامًا" (أي 32: 4)، أي أكبر منه سنًا، ولكن " لما رأي أنه لا جواب في أفواه الرجال الثلاثة"، " وليس من حاجج أيوب " حينئذ حمي غضبه" (أي 32: 5، 12). فقال لهم " أنا صغير الأيام، وأنتم شيوخ. لأجل ذلك خفت، وخشيت أن أبدى لكم رأيي. قلت الأيام تتكلم، وكثرة السنين تظهر حكمة" (أي 32: 6، 7). فلما لم يظهروا تلك الحكمة، اضطر أن يتكلم.. ![]() يبدو أليهو- في تجربة أيوب - إنسانًا ذا هيبة يكلم أولئك الشيوخ بسلطان. ولم يجادله أحد. كان كمن يمثل الله. وقد رد علي أيوب في كثير من أقواله، ووبخه. كان أيوب قد قال " أريد أن أحاكم إلي الله "(أي 13: 3)" وأحسن الدعوى أمامه" (أي 23: 4). وقال لله "لا تدع هيبتك ترهبني" (أي 13: 21) ![]() فرد عليه أليهو في مهابته وقال " إن استطعت فأجبني، وأحسن الدعوى أمامي. أنتصب. هأنذا - حسب قولك - عوضًا عن الله. أنا أيضًا من الطين تقرصت. هوذا هيبتي لا ترهبك، وجلالي لا يثقل عليك "(أي 33: 5-7). ![]() وبدأ أليهو يناقش أيوب، ويرد علي كل نقطة. وواجهه: " قلت أنا برئ بلا ذنب. زكي أنا ولا إثم لي. هوذا يطلب علي علل عداوة، يحسبني عدوًا له.. يراقب كل طرقي "" ها أنك في هذا لم تصب "(أي 33: 9-12). وأفحمه بنقطتين: أولًا - إن الله لا يناقش في أحكامه. ذا قال له "لماذا تخاصمه؟ لأن كل أموره لا يجاوب عنها" (أي 33: 13). والنقطة الثانية هي أن الله " يؤدب بالوجع " ليمنع الإنسان الكبرياء والمجد الباطل. وهكذا قال عن الله:" ليحول الإنسان عن عمله، ويكتم الكبرياء عن الرجل، ليمنع نفسه عن الحفرة "(أي 33: 17- 19) " ليرد نفسه من الحفرة، ليستنير بنور الأحياء" (أي 33: 30). ![]() ومن العبارات الهامة التي نطق بها أليهو، ما ذكره عن الفدية، والقيامة، والإنقاذ من التجربة والموت.. إنها كلمات يقولها لأيوب عن عمل الله " يعلن للإنسان استقامة " يتراءف عليه. ويقول أطلقه من الهبوط إلي الحفرة، قد وجدت فديه " يصير لحمه أغضن من لحم الصبي، ويعود إلي أيام شبابه "يصلي إلي الله فيرضي عنه، ويعاين وجهه بهتاف. فيرد علي الإنسان بره "(أي 33: 24- 26). ومن أجمل كلماته المعزية، قوله لأيوب: " تكلم، فإني أريد تبريرك" (أي 33: 32). ويتبعها بقولة " وإلا استمع أنت لي. أنصت فأعلمك الحكمة " عجيبة هذه العبارة يقولها إليهو في مهابة لشيخ مثل أيوب! ولكنه كما قلت: كان يمثل الله في مواجهة أيوب، بل كان يمهد لمخاطبة الله له.. ![]() كيف إذن علمه الحكمة؟ بتوبيخ وبنصيحة. أما النصحية فهي، لكي يرد الله عليه بره:" يغني بين الناس ويقول: قد أخطأت وعوجت المستقيم، ولم أجاز عليه. فدي نفسي من العبور إلي الحفرة "(أي 33: 26- 28). وأيضًا أيوب لم يحسن التخاطب مع الله، كما شرح أليهو: " هل لله قال: احتملت. لا أعود أفسد. ما لم أبصر، فأريه أنت. إن كنت قد فعلت إثمًا، فلا أعود أفعله.." (أي 34: 31، 32). ![]() وهكذا فإن أليهو وبخ أيوب، فقال عنه: " إن أيوب يتكلم بلا معرفة، وكلامه ليس بتعقل " أضاف إلي خطيته معصية. يصفق بيننا، ويكثر كلامه علي الله" (أي 34: 35، 37). " لأن أيوب قال: قد تبررت، ونزع الله حقي.. جرحي عديم الشفاء من دون ذنب "" فأي إنسان كأيوب، يشرب الهزء كالماء؟!" (أي 34: 5- 7). ووبخه قائلًا " أتحسب هذا حقًا؟! قلت أنا أبر من الله!!" (أي 35: 2)." إن كنت بارًا، فماذا أعطيته؟! أو ماذا يأخذه من يدك؟!" (أي 35: 7). وختم هذا الجزء من كلامه بقوله " فغر أيوب فاه بالباطل، وكبر الكلام بلا معرفة "(أي 35: 16). ![]() ودافع أليهو عن عدل الله وعظمته فقال: " حاشا لله من الشر، وللقدير من الظلم. لأنه يجازي الإنسان علي فعله " " فحقًا إن الله لا يفعل سوءًا، والقدير لا يعوج القضاء" (أي 34: 10- 12)." لا يحابي بوجوه الرؤساء.. لأن عينيه علي طرق الإنسان، وهو يري كل خطواته "(أي 34: 19، 21) هوذا الله عزيز، ولكنه لا يرذل أحدًا "" لا يحول عينيه عن البار" (أي 36: 5، 7) " هوذا الله يتعالي بقدرته. من مثله علمًا؟!.. أو من يقول له: قد فعلت شرًا؟! (أي 36: 22، 23). ![]() و يختم أليهو حديثة مع أيوب، بقوله: " أنصت إلي هذا يا أيوب وتأمل بعجائب الله " القدير لا ندركه، عظيم القوة والحق وكثير البر. لا يجاوب "(أي 37: 14، 23). المهم في كل ما قاله أليهو، أن الله لم يقل عليه إنه جانب الصواب، مثلما قال عن صوفر بلدد وأليفاز.. كان كلامه صوابًا. وكان تمهيدًا بما قاله الله لأيوب، يحسن بنا جدًا أن نشرح خطة الله - تبارك اسمه - في قصة تجربة أيوب، ولماذا سمح بها؟ وماذا كانت حكمته؟ |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() حكمة الله وخطته كان الله يري أمورًا تجارب أيوب بالبر وبالعظمة. · الغني الواسع الكبير، الذي كان فيه " أعظم كل بني المشرق" (أي 1: 3) إذ كان له سبعة آلاف من الغنم، وثلاثة آلاف جمل، وخمسة مئه فدان بقر، وخمسة مئه أتان. وكان خدمة كثيرين جدًا (أي 1: 3) · وكانت له الأسرة الكبيرة: سبعة بنين وثلاث بنات (أي 1: 2) · ومن جهة البر "كان كاملًا ومستقيمًا، يتقي الله ويحيد عن الشر" (أي 1: 8). وكان يحسن إلي الأرامل واليتامى، ويشفق علي الفقراء كان عيونًا للعمي، وأرجلًا للعرج وأبًا للفقراء (أي 29: 12-16). ![]() · وكل هذا جعله محبوبًا جدًا من المساكين، ومحترمًا جدًا من العظماء يهابه الكل ويمتدحونه. الأذن سمعت فطوبته،و العين رأت فشهدت له (أي 29: 7- 11). ![]() في كل هذا، كان الله يريد إنقاذه من العظمة والبر الذاتي. وكان لابد لتنفيذ ذلك من عملية تجريد واسعة النطاق. فلما حسد الشيطانأيوب، سمح له الله بضربه من أجل خير أيوب روحيًا، لينقذه من العظمة والبر، ويريه أنه من الممكن أن يخطئ، وأن يتعب من التجربة، وأن يفتخر ويدافع عن نفسه.. ![]() ثم بعد ذلك يعيد الله بناءه الروحي، علي أساس من الانسحاق.. وقد كان: فتم تجريده من كل ما يملك: من البقر والأتن والغنم والجمال، ومن البيت الذي يسكنه. كما جرده أيضًا من بنيه وبناته، ثم جرده أيضًا من احترام الناس له. حتى أن أصدقاءه الذين بكوا أولًا إشفاقا عليه، عادوا فجرحوه كثيرًا واتعبوا نفسيته، واعتبروه خاطئًا يعاقبه الله ويحتاج إلي توبة. وفي محيط آسرته: أقاربه خذلوه، ومعارفه نسوه. وأصبح يدعو عبده فلا يجيبه، فيتضرع إليه وأصبح رائحته مكروهة عند امرأته (أي 19). أما عن نفسيته في الداخل فكشف له الله كيف هي ضعيفة تتأثر بالاتهام وتثور وحتي مع الله كيف أنه في عتابه له يتهم الله بالظلم وبأنه يستذنبه وهو يعلم ببراءته، ويفتش له علي خطية وكيف أنه يفتخر ويقول: أنا بار. أنا كامل. التهم التي توجه إلي، أنا أضعها تاجًا فوق رأسي. إذا جربني أخرج كالذهب.. ![]() حتي أن أصحابه الثلاثة كفوا عن الحوار معه، لأنه بار في عيني نفسه، ولأنه حسب نفسه، ولأنه حسب نفسه أبر من الله (أي 32: 1، 2) ولدرجة أن أليهو قال عنه " الله يغلبه لا الإنسان "(أي 32: 13). فكان لا بد من أن يتدخل الله. |
||||
![]() |
![]() |
|