منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 03 - 2025, 11:59 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,160

أحـد الإستعـلان (السامريــة)




رأس الرجل هو المسيح

ولكن هذا الزوج لا يقود زوجته حسناً إلاّ إذا تحكَّم من فوق: “رأس كل رجل هو المسيح، وأما رأس المرأة فهو الرجل” (١كو١١: ٣). لقد كان رأس الرجل يتكلم مع المرأة والرجل لم يكن حاضراً، فكأن الرب يقول لها: “أحضري رأسك إلى هنا لكي يأخذ رأسه”، أي “كوني هنا، كوني حاضرة، لأنك كأنك غائبة فلا تفهمين صوت الحق الموجود هنا، كوني حاضرة هنا ولكن ليس بمفردك بل مع زوجكِ”.

ولكنها “قالت: ليس لي زوج. قال لها يسوع: حسناً قلتِ: ليس لي زوج”.

لقد كانت تعيش مع رجل، ولكنه خليل أو عشيق وليس زوجاً شرعياً، فلماذا إذاً قال الرب لها: “إدعي زوجك”؟ لقد كان يعلم أن ليس لها زوج شرعي، ولكي يثبت لها معرفته الإلهية بذلك قال لها ما لم تذكره هي: “لأنه كان لكِ خمسة أزواج، والذي لكِ الآن ليس هو زوجك. هذا قلتِ بالصدق”[7].

إنه يحثنا مرة أخرى أن نفحص الأمر بدقةٍ أكثر فيما يخص الأزواج الخمسة:

لقد فهم البعض أن الأزواج الخمسة يشيرون إلى خمسة أسفار التوراة التي كان يؤمن بها السامريون ومنها كانوا يمارسون الختان. ولكن طالما أنه قال: “والذي لكِ الآن ليس هو زوجك”، فيبدو لي أننا ينبغي أن نعتبر حواس الجسد الخمسة هي الأزواج السابقة للنَّفس. لأنه عندما يولد الإنسان، وقبل أن يتمكن من إستخدام عقله في طفولته، فإن الحواس الجسدية هي التي تقود حياته وتسيطر عليها كخمسة أزواج للنَّفس تسود عليها. ولكن لماذا تُسمَّي هذه الحواس أزواجاً؟ لأنها شرعية ويحق للنَّفس أن تخضع لها حيث أن الله خلقها كعطية لها منه. والنفس تظل ضعيفة طالما أنها خاضعة لهذه الأزواج الخمسة، ولكنها عندما تنمو في القامة وتستخدم عقلها، فإذا كانت قد تربَّت روحياً وتعلَّمت الحكمة، فإن هذه الأزواج الخمسة تكون قد نجحت في قيادتها للنَّفس بواسطة الزوج الحقيقي الشرعي الذي يقودها القيادة الحسنة، فيفلَّحها ويعلَّمها لأجل حياتها الأبدية.

حواسنا الخمسة لا تقودنا إلى الحياة الأبدية، بل إلى الأمور الوقتية الزائلة، أمَّا الفهم عندما يكون متشبعاً بالحكمة ويبدأ أن يسود على النَّفس فهو يجعلها قادرة على التمييز بين الأمور النافعة والضارة لها.

هذا الزوج الحقيقي لم يأت بعد هؤلاء الأزواج الخمسة في حياة السامرية، ولذلك فالخطأ لازال يسيطر عليها، ولو استمرت هكذا لكان في ذلك هلاكها، لأنه ليس هو الزوج الشرعي بل العشيق.

أيتها المرأة، إنك بعد أن كنت خاضعة لسيطرة حواسك الخمسة، فقد بلغت الآن إلى قامة الإدراك، ومع ذلك فلم تأتِ بعد إلى الحكمة، بل سقطتِ في الخطأ. وهكذا بعد هؤلاء الأزواج الخمسة فإن: الذي لكِ الآن ليس هو “زوجك” بل عشيقك. إذاً ، فادعي ليس عشيقكِ بل “زوجك”، حتي يمكنكِ أن تقبليني بواسطته، أي بفهمك وإدراككِ.

إن السامرية لا زالت مخطئة إذ لا زالت تفكر في هذا الماء الزائل، في حين أن الرب كان يكلمها عن الروح القدس. ولماذا كانت مخطئة أليس لأنه لم يكن لها زوج بل عشيق؟ فتجرَّدي إذاً من هذا العشيق الذي يُفسدكِ و”إذهبي وادعي زوجك”. إدعِهِ وتعالي لكي تفهميني.
رد مع اقتباس
قديم 23 - 03 - 2025, 12:02 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,160

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أحـد الإستعـلان (السامريــة)

أحـد الإستعـلان (السامريــة)




أنهار ماء حي
القديس غريغوريوس النيسي

إن الروح بالرغم من اتحادها مع اللّه فهي لا تشعر بملء السعادة بطريقة مطلقة. كلما تمتعت بجماله زاد اشتياقها إليه.

إن كلمات العريس روح وحياة (يو٥: ٢٤)، وكل من التصق بالروح يصير روحًا. كل من التصق بالحياة ينتقل من الموت إلى الحياة كما قال الرب. وهكذا فالروح البكر تشتاق دائمًا للدنو من نبع الحياة الروحية. النبع هو فم العريس الذي تخرج منه كلمات الحياة الأبدية. إنه يملأ الفم الذي يقترب منه مثل داود النبي الذي اجتذب روحًا خلال فمه (مز ١١٨: ١٣١). لما كان لزامًا على الشخص الذي يشرب من النبع أن يضع فمه على فم النبع، وحيث أن الرب ذاته هو النبع كما يقول: “إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب” (يو٧: ٣٧ )؛ لذلك فإن الأرواح العطشانة تشتهى أن تضع فمها على الفم الذي ينبع بالحياة، ويقول: “ليقبلني بقبلات فمه” (نش ١: ٢). من يهب الجميع الحياة ويريد أن الجميع يخلصون يشتهى أن يتمتع كل واحد بنصيب من هذه القبلات، لأنها تطهر من كل دنس. يلزمنا أن نفكر بعمقٍ في الكلمات المقدسة بالنشيد: “هلمي معي من لبنان، هلمي معي من لبنان انظري من رأس أمانة، من رأس شنير وحرمون، من خدور الأسود من جبال النمور” (نش ٤: ٨).

ماذا نفهم إذن من هذه الكلمات؟

يجذب ينبوع النعمة إليه كل العطشى. وكما يقول الينبوع في الإنجيل: “إن عطش أحد فليقبل إليَّ ويشرب” (يو ٧: ٣٧).

لا يضع المسيح لهذه الكلمات حدودًا لعطشنا ولا لتحركنا نحوه، ولا لإرتوائنا من الشرب، ولكن يمتد أمره إلى مدى الزمن، ويحثنا أن نعطش وأن نذهب إليه.

وإلى هؤلاء الذين ذاقوا وتعلموا بالتجربة أن اللّه عظيم وحلو (مز ٣٤: ٨)، فإن حاسة الذوق عندهم تُصبح حافزًا لزيادة التقدم. لذلك فالشخص الذي يسير بإستمرار نحو اللّه لا ينقصه هذا الحافز نحو التقدم. إذا أردنا أن نسوق شاهدًا أعظم من الكتاب المقدس نسجل ما قاله السيد المسيح إلى هؤلاء الذين آمنوا به: أنهار ماء حي ستفيض من كل من يؤمن به “من آمن بي كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حي” (يو٧: ٣٨).

ونُضيف أن القلب النقي يُشار إليه بالتعبير “بطن”. ويصبح لوح للشريعة المقدسة (رو ١٥:٢) كما يقول الرسول. ويوضح تأثير الشريعة المكتوبة في القلب ليس بحبرٍ (٢كو ٣: ٣)، ولكن بروح اللّه الحي الذي يرسم هذه الحروف في النفس، وليس على ألواح حجرية كما يقول الرسول، ولكن على لوح القلب النقي، الخفيف والمضيء.

يلزم أن تُنقش الكلمات المقدسة الموجودة في الذاكرة النقية الصافية، على القدرة القائدة للنفس، بحروف بارزة واضحة. تُشير الزفير في الحقيقة إلى تمجيد بطن العريس فقط باللوح الذي يشع نورًا بلون السماء.

ترشدنا هذه الصورة لكي نكون متنبهين للأشياء السماوية، مكان كنزنا (مت ٦: ٢١). فإذا ثبتنا في حفظ وصايا اللّه تتكون لدينا آمال مقدسة تنعش عيون نفوسنا.

بعد ذلك يرفع النشيد العروس إلى أعلى قمة للمجد، مُضفيًا عليها اسم ينبوع المياه الحيّة المتدفقة من لبنان. لقد تعلمنا من الكتاب المقدس عن طبيعة اللّه المعطية للحياة كنبوة من شخص اللّه تقول: “تركوني أنا ينبوع المياه الحيّة” (ار٢: ١٣). ثم يقول السيد المسيح للمرأة السامرية: “أجاب يسوع وقال لها، لو كنت تعلمين عطية اللّه، ومن هو الذي يقول لك أعطيني لأشرب، لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماء حيّا” (يو٤: ١٠). ثم قال: “إن عطش أحد فليقبل إليَّ ويشرب. من آمن بي كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه” (يو٧: ٣٧- ٣٩).

تقول كل من هذه الفقرات أن الماء الحي هو الطبيعة المقدسة، لذلك جاز للنشيد أن يسمى العروس بصدق بئر ماء حي يفيض من لبنان. هذا في الحقيقة يتعارض مع ما هو معروف، فجميع الآبار تحتوى مياه ساكنة، والعروس وحدها عندها مياه جارية في بئر عميق، ومياهها تفيض باستمرار.

من يقدر ويستحق أن يفهم العجائب الممنوحة للعروس؟ يتضح أنها قد وصلت إلى أقصى ما تتمناه، فقد قورنت بالجمال الأبدي الذي منه نشأ كل جمال. وفي نبعها تشبه نبع عريسها تمامًا، وحياتها بحياته، وماؤها بمائه. إن كلمته حية، وبها تحيا كل نفس تستقبله. هذه المياه تفيض من اللّه كما يقول ينبوع المياه الحيّة: “لأني خرجت من قبل اللّه وأتيت” (يو٨: ٤٢).

تحفظ العروس فيض مائه الحي في بئر نفسها، وتصبح بيتًا يكنز هذه المياه الحيّة التي تفيض من لبنان، أي التي تكوّن سيولًا من لبنان، كما يقول النص. لقد أصبحنا في شركة مع الله بامتلاكنا هذه البئر، حتى نحقق وصية الحكمة (ام٥: ١٧)، ونشرب مياها من بئرنا، وليست من بئرٍ آخر. نتمتع بهذا في المسيح ربنا له المجد والعظمة إلى الأبد آمين.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 03 - 2025, 12:05 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,160

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أحـد الإستعـلان (السامريــة)

أحـد الإستعـلان (السامريــة)


السامرية لقداسة البابا تواضروس الثاني أحد السامرية


نفس مستعدة

قيمة النفس الواحدة غالية جداً عند الله، لذا يسعى إلينا ــ يبحث عنا، يُفتِّش عن الضال والمسيح الرقيق جداً هو يبدأ الخطوة الأولى: بكلمة ــ باحتياج ــ بسؤال ــ بطلب …..

إنه يحتاج مني:

الاستعداد أو النيَّة.
التسليم أو الثقة.
العمل أو الإيجابية.

والمرأة السامرية:

تعرَّفت على المسيح تدريجياً: يهودي← سيد← نبي← مسيا← مُخلِّص العالم.
تجاوبت بصدق مع تساؤلات المسيح: وسألت في براءة عمّا يشغلها.
عملت وخدمت إذ دَعت كل أهل مدينتها فضلاً عن أزواجها الستة.
إن الجياع متى أنكروا جوعهم، قطعوا السبيل على من يريد أن يُقدِّم لهم الطعام.. والخطاة طالما ينكرون خطيتهم وشرورهم فمن سيكون مُخلِّصهم؟.
لقد ظنّت أنها تستطيع أن تشرب المياه الحقيقية وهي في خطيتها، ولكن الله لا يعطي عطاياه ونحن في الخطية.
لقد صارت السامرية نموذجاً للنفس المُستعدة للتغيير، إذ فتحت قلبها لمحبة المسيح الذي نحبه لأنه أحبنا أولاً (١يو٤: ١٩)
المسيح.. الساعي نحونا

المسيح هو الساعي نحونا ولكن أين؟..

على البئر ← السامرية.
على الشجرة ← زكـــا.
في بيت أحد الجيران ← المرأة الخاطئة.
على فراش المرض ← المخلّع.
في مكان العمل ← لاوي العشار.
في الطريق إلى الشر ← شاول الطرسوسي.
إنه ينادي “هأنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي” (رؤ٣: ٢٠)
إنه له المجد يتواصل مع امرأة واحدة فيخلّص مدينة كاملة.
وسعي المسيح نحو السامرية مثال لسعيه نحونا نحن البشر، إذ أحب الله العالم وبذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يو٣: ١٦).



  رد مع اقتباس
قديم 23 - 03 - 2025, 12:08 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,160

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أحـد الإستعـلان (السامريــة)

أحـد الإستعـلان (السامريــة)


لقداسة البابا تواضروس الثاني :

يوم الأحد من الأسبوع الرابع
(يو ٤ : ١ – ٤٢ )
هل تدرك عطايا الله لك ؟

أحد السامرية هو أحد النصف ” منتصف الصوم “، وفي السامرية القصة المعروفة ، حيث هذه المرأة السامرية التي ذهبت لكي ما تستقي ماء ، واسمها غير مذكور في الكتاب المقدس ، لكن الله أراد أن يستر عليها باعتبار أنه في أثناء الحوار مع السيد المسيح ظهر بعض الضعف عندها ، ولذلك لم يذكر اسمها ، ولكنها قصة تصلح لنا جميعاً ، فعندما يذكر الكتاب المقدس حـدث بالاسم فيعتبر هذا الحدث خاصاً ، ولكن عندما يذكر الحدث بدون اسم فيكون الحدث للجميع ولا بد أن تطبقه على كل واحد فينا .

إن كـل قـراءات الصـوم هـي مـن أجـل التـوبـة ، ومـن أجـل نـقـاوة الإنسان ، وفـي أحـد السامرية السيد المسيح يذهب لكي ما يتقابل مع هذه المرأة ، وعليك أن تنتبـه فـي أن يقصد أن القصة محددة لكن لها معناها الواسع جدا لأسباب كثيرة :

(١) السيد المسيح تعب وكان لا بد أن يجتاز السامرة ، والمسافة من اليهودية إلى السامرة كانت حوالي ٤٠ ميلا (حوالي ٦٤ كيلو متراً ) قطعها سائراً على الأقدام ، وكان يقصد يتوقف في السامرة لكي ما يقابل هذه المرأة .

(۲) ظهـر أنـه عطشان ، وكلمـة عطشان يقصد بها الماء دائماً ، لكن المسيح أيضاً على الصليب قال : ” أنا عطشان “، والعطش هنا للنفوس التائبة ، فلا يروي عطش المسيح سوى النفوس التائبة

(٣) إن السيد المسيح عندما قابـل المرأة السامرية قصد أن يقابلها في الساعة الثانية عشر ظهراً ، أي الساعة السادسة من النهار وهي ساعة الصلب .

(٤) إن التلاميذ تركوا المسيح وذهبوا لكي ما يبتاعوا طعاماً ، تماماً مثلما فعلوا عندما تركوا المسيح وقت الصليب ، وكأن قصة مقابلة المسيح مع السامرية هـي الصليب ومقابلة الله المخلص مع الإنسان الخاطئ . قصة هذه الأحداث تمهد للصليب ، وهذه المرأة تُمثل الإنسان الذي يبدو أنه عارف ، فماذا كانت هذه المرأة ؟ لقد كانت المرأة السامرية تعرف قليلاً ..

(۱) معرفة التاريخ : حيث كانت تعرف العداوة التي كانت بين اليهود والسامريين من أيام رحبعام بن سليمان ، وانقسمت المملكة إلى قسمين : قسم شمالي يضم ١٠ أسباط وأخذوا العاصمة السامرة ، وقسم جنوبي يضم سبطين وأخذوا أورشليم كعاصمة ، وصارت قطيعة بين الاثنين . وبما أنها كانت تعرف تلك العداوة ، فعندما تقابلت مع السيد المسيح قالـت لـه ” كيف تطلب مني لتشرب وأنـت يهودي وأنا امرأة سامرية ؟ لأن اليهود لا يعاملون السامريين ” (يو ٤ : ٩). حتى أن التقليد اليهودي معروف بأن الرجال لا يتكلمون مع النساء في الأماكن العامة حتى لو كانوا أزواج.

(۲) معرفة الكتب : يبدو من هذه الإنسانة إنها كانت تعرف الكتب ، ففي وسط الحـوار قالت للمسيح : ” أبينا يعقوب الذي شـرب مـن البئـر هـو وبنـوه ومواشيه “، لذلك هي لديها معرفة دينية إلى حد ما.

(٣) معرفة العبادة : لقد كان يشغلها موضوع العبادة ، خاصة عن السجود هل يكون فـي السامرة أم في أورشليم ؟ وبالمجمل يمكن أن نقول عنها إن لديها قدر من المعرفة .

ولكن ما مشكلة هذه المرأة ؟

مشكلة هذه المرأة إنها لم تكن تُدرك عطية الله الكاملة للإنسان بسـكنى الـروح القدس فيه ؛ فأحيانا الإنسان يكون عايش في النعمة لكنه لا يدرك قيمة هذه النعمة ، لذا السؤال الذي يقدمه لنا المسيح هو : هل ثدرك عطية الله لك ؟ هل تُدرك النعمة التي أعطاها الله لك ؟ الله يعطي لكل أحد نعمة ما . فمثلاً نعمة الصحة ، هل تُدرك قيمة عطية الصحة ؟ هناك أيضاً نعمة الخلاص ، فهل تُدرك هذه النعمة وما فعله السيد المسيح لأجلك على الصليب ؟

أذكركم دائما بأيوب الصديق الذي لم يكن يدرك الله كاملاً ، وفـي وقـت مـن الأوقات قال ” بسمع الأذن قد سمعت عنك، والآن رأتك عيني ” (أي ٤٢ : ٥). وهذا معناه أن هناك مرحلة لم يكن يشعر بها .

عندما تقابل السيد المسيح مع هذه المرأة ، وهذه المقابلة تُظهر لنا كيف تعامل المسيح معها ، فنجد أن هناك تدرج فـي الحـوار كي تعرف عطية الله ، ففي أول المقابلة كان بالنسبة لها رجل يهودي بينه وبين السامريين عداء ، ثم ترتفع المعرفة قليلا حتى أنها قالت له عبارة : ” يا سيد “، ثم ارتقى الحوار ووصل عندها أنه ” نبي “، بعد ذلك قالت له : ” المسيا “، وفي النهاية قالت عنه : ” إنه المسيح “، وعندما ذهبت لتُبشر أهل السامرة فـي نهاية زيارة المسيح لهم عرفت أنه ” المسيح مخلص العالم “، هذه المراحل الست تسميها بناء المعرفة ، لذلك لكي تُدرك عطيـة اللـه مـن الممكن أن تـدرس أو تقـرأ ، لكن المهم أن تدرك وتشعر وتحس في قلبك بهذه النعم الكبيرة . نحن نصلي في صلاة الشكر ونقول : ” نشكرك يا رب لأنك سترتنا وأعنتنا وحفظتنا وقبلتنا إليك وأشفقت علينا وعضدتنا وأتيت بنا إلى هذه الساعة “، فهل تُدرك معاني هذه النعم السبعة ؟ هل تُدرك معنى أن ربنا ساتر عليك ؟ هل تُدرك أن ربنا حافظ عليك إلى الآن ؟ هل تُدرك إنه أتى بك إلى هذه الساعة المقدسة ؟ هل تُدرك كل هذا الكلام ؟ والمرأة السامرية بالحوار الجميل فـي (يو ٤) في النهاية أدركت .

لقد رتّب السيد المسيح هذه المقابلة مع المرأة السامرية ، ومن خلال توبتهـا صـارت كارزة لمدينة السامرة ، وكأن المسيح يتواصل مع امرأة ليخلص مدينة السامرة ، لذلك يمكننا أن نقول أن هذه المرأة كانت بمثابة المفتاح لتوبة مدينة السامرة بأكملها .

+ ماذا فعل السيد المسيح مع هذه المرأة ؟

١- النفس الإنسانية غالية جداً عند ربنا ، وعندما قال السيد المسيح : ” أنا عطشان ” وهو على الصليب لم يكن عطشاناً للماء ، ولكنه كان عطشاناً لكل نفس أن تتـوب وتقبل عطية الخلاص ، فالله يبحث عن نفس كل إنسان حتى وإن كان فـي بـيـت مثل سمعان الأبرص الفريسي ، فهو دخل هذا البيت لكي يظهر قيمة هذه المرأة التي أخطأت ، وأتـت وسكبت الدموع على قدميه ومسحتهما بشعر رأسها ، ويتكلم معها المسيح وليس هذا فقط بل يعقد مقارنة بين هذه المرأة الخاطئة الفائزة وبين سمعان الفريسى . ثم يعود ويمر في الأماكن التي يعمل فيها العشارون ويأتي أمام شخص عشار ويقول له : ” اتبعني ” (مت ٩ : ٩ )، وتكون النتيجة أن متى العشاريصير متى التلميذ الرسول صاحب أول بشارة فـي الإنجيـل وصاحب خدمات كثيرة جدا حتى بعد صعود ربنا يسوع ؟، وبالمثل زكا العشار.

النفس غالية عند المسيح ، وإن سألت لماذا يتألم المسيح ؟ نقول لك أنه يتألم من كل إنسان بعيد عنه يعيش في الخطية ، في حين أنه يفرح بكل إنسان يأتي إليه بقلب نقي ” إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة ” (لو ١٥: ٧)، فالمسيح يشعر دائماً أن النفس الإنسانية غالية ، وفي مثل الابن الضال كان أكثر شيء واضح في المثل أن الأب يقابل ابنه العائد التائب ويأخذه في حضنه ، لكن هناك بعض البشر أفكارهم قد تضيعهم ، وفي نفس الوقت يجب أن يعرف كل إنسان أن باب التوبة مفتوح ، والمثل الأكبر للنفس الغالية أمام المسيح هو ” القديس بولس الرسول ” الذي كان ” شـاول الطرسوسي ” مضطهد كنيسة الله ، وعاش ٣٦ سنة بعيدا عن ربنا ويفتخر أنه يهودي وفريسي ، ولكن نفسه غالية جداً عند ربنا ، فقد ظل الله منتظراً توبته وعودته ، والله يعطيه الفرصـة يـوم وراء يـوم ، وسـنة وراء سـنـة ليـتـوب ويرجـع ، ويقابـل شـاول المسـيـح فـي طـريـق دمـشـق ويعطيه نوع من العمى المؤقت ويبدأ يعرف طريق المسيح ، ويبدأ طريقا جديدا ويصير بولس الرسول الكارز .

٢ـ عندما يتعامل السيد المسيح مع أي إنسان يتعامل معه بمنتهى الرقة ، فكان رقيقاً جدا مع المرأة السامرية رغم أنها في بداية الحديث كانت جافة معـه فـي الحديث ، ورقة السيد المسيح جـاءت مـن الآيـة ” تعلمـوا مـني ، لأنـي وديع ومتواضع القلـب ” (مت ۱۱ : ۲۹) فرقة السيد المسيح نابعـة مـن تواضعه ، ودائماً الإنسان المتضع يصير رقيقاً ، ويمكن أن أُذكركم بأيام السيد المسيح عندما ذهب ليوحنا المعمدان ليعتمد ، وامتنع يوحنا المعمدان في البداية ، لكن ما حدث أن السيد المسيح قال له : ” اسمح الآن “، فبمنتهى الرقة السيد المسيح يقتحم النفس البشرية باتضاعهً، وعندما قابل هذه المرأة السامرية أدرك أن مـدخل قلبها الماء ، فظهر أمامها كالمحتاج وقال لها : ” أعطيني لأشرب “، وبدأ الحوار برقة متتالية ، ويبحث المسيح عن شعاع النـور فـي هـذه المرأة ، وفي النهاية تقول له : ” أنا أعلم المسيا الذي يقال له المسيح يأتي “، فيقول لها : ” أنا الذي أكلمك هو “. المسيح رقيق جداً في تعامله مع النفس ، وهو أحياناً يتعامل معنا بحركات رقيقة ، وأحياناً تكون الحركات ثقيلة وهذا بسبب جمود الإنسان .

٣- التـدرج فـي المعرفة ، فالمرأة السامرية وهـي تتعامـل مـع المسيح ، ولاحظ أن عنـدها اشتياق للمعرفة وهذا ما نسميه ” بإرادة الإنسان “، وتبدأ المرأة في الحوار ويساعدها السيد المسيح على التوبة وتصل لدرجة من درجات كمال المعرفة ، فيقول لنا الكتاب : ” أن هذه المرأة ذهبـت لتتكلم مـع أهـل مـدينتها وتركت جرتهـا “، وهنـا نجـد أن الماء والجرة كانوا كل شيء بالنسبة للمرأة ، فكانوا يمثلون عالمها ، وعندما عرفت المسيح تركت كل شيء وأصبح المسيح هو الأهم ، وهذا ما أوضحه بولس الرسول : ” بل إني أحسب كل شيء أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي ، الذي من أجله خسرت كل الأشياء ، وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح” (في ٣ : ٨) ولا بد أن تنتبه للتدرج الذي قد يكون سببا لخلاص المدينة. علينا أن نلاحظ أن المرأة السامرية بعد أن كانت إنسانة مجهولة لا يعرفها أحد ، أصبحت اليوم قديسة كارزة ؛ لأنها شهدت للمسيح في بلاد السامرة .

تقرأ الكنيسة إنجيل المرأة السامرية ثلاث مرات في السنة :

الأولى : في الأحد الرابع من الصوم الكبير ( أحد منتصف الصوم الكبير )، ليركز على اهتداء السامرية وأهل السامرة إلى التوبة والإيمان بالمسيح كمدخل للمعمودية .

الثانية : في الأحد الثالث من الخمسين المقدسة ، ليركز على ” الماء الحي ” كإشارة إلى الروح القدس ” روح الحياة “، الذي يعطينا إياه المسيح القائم من الأموات .

الثالثة : في صلاة السجدة الثالثة ، ليركز على أن السجود أي العبادة الحقيقية لله تكون بالروح والحق .

إن المرأة السامرية تسأل وتطلـب وتشتاق وترغب وتنـال فـي النهاية وتأخذ النعم الكبيرة وتُدرك عطية الله لها .

نحـن جميعنـا فـي حاجة إلى التجديد الروحـي ، فعلى الإنسان أن يجـدد حياته ، فقصة المرأة السامرية تدفعنا لذلك ، فقصتها دعوة لكل إنسان فينا .

افتح قلبك وافهم الكلمة المقدسة التي تقرأها ، واعرف أنه عندما تتقدم للتناول وتأخذ الأسرار المقدسة لكي ما تستنير وتُدرك النعمة ، وإذا أدركت النعمة التي أعطاها لك الله فسوف تكون في حالة من الرضا والشكر الدائم ، أما الإنسان المتذمر فيخسر كل شيء .

السؤال الذي تضعه أمامنا قصة اليوم هل تُدرك عطية الله لك ؟ هل تشعر بها ؟ هذا هو سؤال السامرية التي تقدمه لنا اليوم لأجل حياتنا جميعاً وخلاصنا …..
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 03 - 2025, 12:32 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,160

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أحـد الإستعـلان (السامريــة)

أحـد الإستعـلان (السامريــة)


السامرية
للمتنيح الانبا اثناسيوس مطران بني سويف والبهنسا

تغير الصورة في إنجيل يوحنا (يو٤: ٣)

في الإصحاح الأول الآية ٤٣ توجه الرب إلى الجليل وفي الإصحاح الثاني آية ١٣ عاد إلى أورشليم، وفي الإصحاح الرابع آیه ۳ توجه إلى الجليل فوصلها في الآية ٤٣. وفي بداية الخامس عاد إلي اورشليم، وفي بداية السادس عاد إلى الجليل وفي السابع عاد إلى اليهودية وظل هناك إلى ما بعد القيامة (يو٧: ١٠)،(يو ٢١: ١) فما سبب هذا التنقل السريع؟.

لم تكن هذه سلسلة الحوادث. وليس إنجيل يوحنا متجاهلاً للتاريخ. وإنما هو يكتب – كما أسلفنا – في نهاية القرن الأول والأناجيل في يد الناس والحوادث معروفة. وهدفه هو العرض للناحية اللاهوتية في القصة. ولذا أهتم كثيراً بالخدمة في اليهودية، وإختار من الحوادث ما أغفله غيره من الأناجيل وما يخدم غرضه.

الرب في السامرة: (يو٤:٤-٤٢)

في طريقه من أورشليم إلى الجليل اجتاز السامرة ومرَّ على مدينة سوخار واسم المنطقة أصلاً شكيم. وفيها بئر شرب منها يعقوب أبو الأسباط هو وبنوه في طريق عودتهم من عند لابان خاله (تك۱۸: ٢٠-٣٣ ) & (تك ٣٤: ٢٨). وهناك قطعة أرض وهبها يعقوب ليوسف ابنه (تك٤٨: ٢٢).

وهناك دفن الشعب عظام يوسف التي حملوها معم من مصر (يش ٢٤: ٣٢) وكانت شکیم إحدى مدن الملجأ الستة التي عينها يشوع ليلجأ اليها القاتل (یش٢٠: ٧) واسمها الآن نابلس ويحيط بها من الشمال جبال عيبال ومن الجنوب جبل جرزيم ويدعى جبل البركة (تث ١١: ٢٩؛ ٢٧: ١٢، ١٣ ) (يش٨: ٣٣-٣٥) وكان بئر يعقوب عند سفح هذا الجبل. ويقال أنه الجبل الذي اختاره الرب لإبراهيم لتقديم ذبيحة اسحق عليه، وفي شكيم أقام يعقوب مذبحاً (تك٣٣: ۲۰) وفي أيام الاسكندر الأكبر كان لرئيس كهنة اليهود المدعو يادوا أخ اسمه منسى تزوج بابنة سنبلط أحد كبار السامريين فطرده الكهنة من الكهنوت. فقام سنبلط والسامريون وبنوا له هيكلاً على جبل جرزيم أزاد إرتباط السامريين بأرضهم دون أورشليم، وإلى جبل جرزيم أشارت المرأة السامرية والرب يسوع في حديثهما (يو٤: ٢٠-۲۱) ..

تقول بعض التقاليد أن المرأة كان اسمها فوتينا.

كان السيد قد درب تلاميذه على ألا يقيموا العداء بينهم وغيرهم لذلك لما وصلوا إلى مدينة سوخار، دخلوها ليشتروا منها طعاماً (يو٤: ٨) ولم يقولوا أنها مدينة للسامريين كما أن الرب لم يقل ذلك، بل تحدث إلى المرأة وإلى أهلها.

بادأها السيد بالحديث، فكانت نافرة من الحديث في بداية الأمر ثم اندمجت في الحديث تدريجياً منجذبة إلى نعمة الرب حتى ذهبت وبشرت أهل المدينة بالمسيا.

الماء الحي: (يو٤: ۱۰- ۱۱)

قصد السيد بالماء الحي ماء الحياة أو نعمته التي ينالها المؤمنون. أما المرأة فظنته يقصد ماءً جارياً من نبع أو مجرى لأن اليهود كانوا يسمون ماء الآبار ماءً ميتاً وأما الماء الجاري فسموه حياً. وهذا ما قصدته المرأة: من أين لك الماء الحي؟.

أما هو فقال لها أانه يقصد ماءً روحياً من يشرب منه لا يعطش إلى الأبد. وقد قال ذات الكلام للجموع “اِعمَلوا لا للطَّعامِ البائدِ، بل للطَّعامِ الباقي…. أنا هو خُبزُ الحياةِ. مَنْ يُقبِلْ إلَيَّ فلا يَجوعُ، ومَنْ يؤمِنْ بي فلا يَعطَشُ أبدًا” (يو٦: ٢٧-٣٥) و “مَنْ آمَنَ بي، كما قالَ الكِتابُ، تجري مِنْ بَطنِهِ أنهارُ ماءٍ حَيٍّ” (یو٧: ۳۸).

يسمى الناس بعضهم بعضاً خطاة ويشمئز من يشعر منهم بالبر من غیره بدافع من كبريائه الخاص وبدعوى أن غيره شرير. أما الرب فلیس هكذا، بل عمله هو السعي وراء الخطاة وفرحه في خلاصهم. وإذ أنه القدوس، فجميع الناس خطاة أمامه ولولا رحمته لهلكنا جميعاً، فهو يسعى لخلاص الجميع، ولايشمئز من أحد، وهو صاحب الفضل في كل حال “نَحنُ نُحِبُّهُ لأنَّهُ هو أحَبَّنا أوَّلاً” (١يو٤: ١٩).

ثم أنه دائماً يشجعنا، وفي تشجيعه لنا يقوي الخير القليل الذي فينا، ولا يعاملنا كالناس الذين ينظرون إلى ضعف غيرهم فيیئسوهم ويطفئوا أي خير فيهم، وقد عمل هذا مع المرأة السامرية، لعل رجلاً ما من الناس لم يحدثها عن فضائلها قبل الرب يسوع، أما يسوع فيقول أنها تكلمت بالصدق، وظل يحادثها حتى انتعشت روحها وامتلأت إیماناً وشجاعة وذهبت وأخبرت الناس عنه.

وفي حديثه معها تعرض لموضوع اختيار الأمة اليهودية:

أن الخلاص هو من اليهود.
أن اليهود – في ذلك الوقت- يعرفون الله ويسجدون لما يعلمون بخلاف الأمم الأخرى.
أنه قد أتت الساعة التي فيها يقدم الخلاص لجميع الأمم “تأتي ساعَةٌ، وهي الآنَ، حينَ السّاجِدونَ الحَقيقيّونَ يَسجُدونَ للآبِ بالرّوحِ والحَقِّ” (يو٤: ٢٣).
أنه هو المسيا، الذي يعطي الخلاص للجميع .

قد يطلب السيد منا خدمة ولو بسيطة مثل “أعطيني لأشرب” ليس لاحتياجه ولكن لأن في أدائها بركة لنفوسنا. وقد يمدحنا على عمل قمنا به، فليس لنا أن نفتخر، لأنه مدحنا لكي يرفع عنا اليأس ويدفعنا نحو خدمة أكثر.

وقد يستخدمنا لعمل ما، فلا نظن أننا أحتكرناه مثلما ظن اليهود انهم احتكروا الإيمان، ففقدوه “لأنَّهُمْ إذ كانوا يَجهَلونَ بِرَّ اللهِ، ويَطلُبونَ أنْ يُثبِتوا بِرَّ أنفُسِهِمْ لم يُخضَعوا لبِرِّ اللهِ” (رو٣:۱۰).

اننا حين نخدم بأمانة نشترك معه في عمله الخلاصي “طَعامي أنْ أعمَلَ مَشيئَةَ الذي أرسَلَني وأُتَمِّمَ عَمَلهُ.. فهو العامل أصلاً ونحن نرافقه، والحاصد يأخذ أجرة ويجمع ثمراً للحياة الأبدية لكي يفرح الزارع والحاصد معاً. آخَرونَ تعِبوا (= هو) وأنتُمْ قد دَخَلتُمْ علَى تعَبِهِمْ” (٤: ٣٤-٣٨) . جميل جداً إيمان هؤلاء السامريين، لأنهم لم يؤمنوا بآيات، فالمرأة آمنت بكلامه، ثم هم “قالوا للمَرأةِ: إنَّنا لسنا بَعدُ بسَبَبِ كلامِكِ نؤمِنُ، لأنَّنا نَحنُ قد سمِعنا ونَعلَمُ أنَّ هذا هو بالحَقيقَةِ المَسيحُ مُخَلِّصُ العالَمِ” (٤١، ٤٢).
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 03 - 2025, 12:37 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,160

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أحـد الإستعـلان (السامريــة)

أحـد الإستعـلان (السامريــة)


البشارة والسامرة
للمتنيح الانبا كيرلس مطران ميلانو


البشارة وأحد السامرية

أنا امرأة سامرية .. وأنت يا رئيس الملائكة جبرائيل ببشارتك عن مجيء المسيح التقيت معي في الأحد الخاص بي .. وهو الرابع من الصوم الكبير .. لذا ينبغي أن تقال بشارتك أنت .. وأنا لي يوم آخر وهو الأحد الثالث في الخماسين سوف أحكي عن المسيح الينبوع الحقيقي ..

يا رئيس الملائكة .. أنت من السماء .. وتقف حول العرش الملتهب الشاروبيمي .. أنا من السامرة .. رأيت المسيح وقد ذقت طعمه وحلاوته .. وقلبي مشتاق أن أقدمه لمن هم مثلي ومن حولي .

أنت بشرت العالم بميلاد المسيح مخلص العالم .. وأنا السامرية أود أن أنادي الخطاة الضالين .. وأقول للعطاش تعالوا اشريوا من جنب الحمل لتروى نفوسكم .. اقتربوا منه لتُمحى خطاياكم .. تقدموا نحوه لتتطهروا من آثامکم ..

أنت أتيت تبشر سكان الأرض .. وأنا سامرية من بين سكانها .. دعني أنا أبشر الغارقين تحت الأرض .. وأعرفهم كيف يعمل المسيح في كل أحد لكي يخلصه ..

أنا السامرية وكنت أعلم أن العالم ينتظر المسيا .. ولم أنتظر أو أتوقع يوماً أن أرى المسيا جالساً بالقرب مني ويتحدث معي .. لذا لا يكفيني أن أقول رأيت المسيا .. لقد رأيت مسيحاً يخلصني .. ومعلماً صالحاً رقيقاً يرشدني .. وفاديا ينقذني .. وطريقاً يهديني للبر .. وحقاً يرفعني من الباطل .. وحياة تردني من موت الخطية .

اسمحوا لي أن أفتح قلبي .. وأتحدث معكم ياكل سكان الأرض .. كل ما حدث لي مع المسيح يجعلني عاجزة عن الصمت .

قد تكون أنت خاطئاً لأنه ليس أحد بلا خطية ولو كانت حياته يوماً واحداً على الأرض .. لكن أنت لم تكن خاطئاً مثلي.. أنا لم أذق طعم الخطية فقط .. إنما أطعمت بها قلبي وبات قلبي معي في الشر سنين عديدة .. وينطبق علي قول السيد الرب ” شعبي تركني أياماً بلا عدد ” .

كنت أرى الناس من حولي .. وأشاهد رجال الناموس والكتبة والفريسيين .. وفيهم لم أر .. ولم أسمع .. ولم ألمس .. من يخلصني ومن ينقذني .. ؟ !

إن سألتموني ؟! من هو ملكك ؟! ومن هو حاكمك ؟! أجيبكم بأن اليأس مالك قلبي وحاكم أفكاري .. وهو الذي يدفعني لكي أحيا في الخطية..

أنت يا أخي لم تكن خاطئاً مثلي .. وأنت لم تفعل ما قد فعلته أنا .. لذا عندما أكلمك عن حلاوة المسيح .. أتكلم معك بخبرة أنا عشتها .. لأنني ذقت وعشت مرارة الخطية قبلاً والذي حررني هو وليس آخر سواه .. والذي رواني هو الينبوع الحي .. والذي أطعم قلبي هو الخبز الحي ..

قال المرنم داود ” ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب .. ” واليوم أقول للمرنم أنا ذقت ونظرت ما قلته أنت .. وبالحقيقة ما أطيب الرب .. وأقول لكل أحد أنا أبشرك لكي تقوم وتذوق وتنظر ما أطيب الرب ..

في الزمان الذي أنا عشت فيه مع الخطية .. كان لي أخوة وأخوات خطاة مثلي .. أضاء عليهم نور المسيح النور الحقيقي الذي أخرجهم معي من ظلمة الخطية ..

أنظر إلى تلك التي ضبطوها في ذات الفعل .. هم ألقوا القبض عليها وكأنهم بلا خطية .. وبينما كانت محبوسة بين أياديهم .. وقعت في يد الله المتجسد لأجل خلاصنا .. وعلمت أن الوقوع في يد الله خير من يد البشر ..

إنها كانت تسير في نفس طريقي .. وكان اليأس هو حاكمها مثلي .. أنت لا تتخيل كيف ينظر الناس إلى الخطاة .. ليس في عيونهم نظرة المسيح .. ولا في قلوبهم رحمة المسيح .. الكل تهرب عنه في هذه اللحظة جميع سيئاته الخفية .. ويصيرون قضاة على غيرهم .. كانت تلك الخاطئة مثلي : ترى أن نهايتها الرجم ، لأنها انسانة ساقطة .. ولأجل قساوة القلوب التي كانت حولنا كنا نحس ” أنه لا توجد آية أخرى سوى رجم الخطاة وموتهم ..

وفي حادثة المضبوطة في ذات الفعل .. قال السيد المسيح لمن جاء ليرجمها .. من منكم بلا خطية فليرمها بأول حجر .. وجلس على الأرض يكتب على التراب .. وبهذا فتح لهم ما في أعماق الأسفار ..

أنا لم أرد أن أتكلم عن المسيح قاضي المسكونة .. فأنا ومن يشبهني كنا نستحق الرجم .. والذي بلا خطية وحده هو المسيح .. ولم يرجمنا بحجر .. ولا بكلمة حجرية ..

تلك كانت حولها العاصفة .. ولم تقد أن تؤذيها لأنها التقت بالمسيح ميناء الذين في العاصف ..

أنا جلست وحدي مع المسيح عند البئر وبه الكل قد صار لي جديداً .. عرفت ما هو الطريق ؟! وما هي الحياة .. وعرفت ما هي المياه التي تروي القلوب ..

وعرفت من هو عريس النفس ؟! ومن هو فردوسها ؟!

كنت أذهب يومياً إلى البئر .. وفي داخلي كان يوجد بئر للنجاسة .. وبرقة كلماته سقطت قطرات من محبته وحولت مياه قلبي إلى قداسة .. لذا عندما دخلت إلى مدينتي السامرة .. الكل أحسوا وصدقوني .. ونسوا أنني امرأة خاطئة .. وذهبوا لكي يتعرفوا على المسيح ويدعوه إلى مدينتهم .. لقد تغيرت كل حياتي .. وهذا لم يشبعني .. إنما كل ما يشبع قلبي هو أن يعرف الجميع من هو المسيح الذي غيرني ..
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 03 - 2025, 12:47 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,160

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أحـد الإستعـلان (السامريــة)

أحـد الإستعـلان (السامريــة)


أحد السامرية
المتنيح القمص بيشوي كامل



حديث ربنا يسوع المسيح مع المرأة السامرية حديث ممتع وشيق ومفيد جدا.

خلاصة الحديث كله هو ما شهد به أهل السامرة في آخر الإصحاح “نحن نعلم حقاً أن هذا هو المسيح مخلص العالم. هو جاء لكي يخلص العالم كله”.

وخلاص العالم يا أحبائي ليس بالعمل الهين. صحيح فيه ناس كتير بتصنع الخير وبتقود ممالك، ودول لإنقاذها ولسعادة البشرية. لكن خلاص العالم ليس بالأمر الهين. وأراد الوحي الإلهي أن يقدم لينا نموذج في شخص السامرية. عن كيف يعمل الله مع العالم كله، على المستوى الفردي. إحنا بنبص دايماً للأعمال اللي هي تخص بلد، مملكة، لكن ما بيخطرش في ذهننا أن الله بيعمل بطريقة فردية مع كل واحد لكي يعطيه هذا الخلاص.

ولكي لا يبدو أمامنا إن أمر الخلاص أمر هين، رغم أن المسيح جاء لكي يُصلب عن العالم لكي يفدي البشرية. فالناس افتكرت إن مادام المسيح مات عن العالم واتصلب وقام من الأموات يبقى خلاص كل حاجة انتهت. والأمر أصبح بالأمر الهين البسيط، لكن الوحي الإلهي النهاردة بيعرض لنا صورة انسانة من العالم.. واقف أمامها والجهد اللى بذله معاها علشان خاطر يقدر يخليها تتمتع بهذا الخلاص.. ما هو ممكن جداً أن نقول إن المسيح جه من أجل العالم ومات من أجل العالم، وفدى العالم، لكن مش بسهولة الناس تقبل هذا في حياتها، حتى الناس اللي هم يعرفوا يعني عن هذا الخلاص.

والمسيح رب المجد في نقاشه مع المرأة، أكدت له إن هي تعرف حاجات كثير عن الموضوع دة، وقالت له إن إحنا في انتظار المسيا، صحيح فيه وجه اختلاف بيننا وبينكم أنتم بتقولوا هيجي من اليهود وإحنا بنقول هيجي هنا عند بير يعقوب، لكن إحنا كلنا في انتظار المسيا، وعندما يأتي المسيا سيعلمنا أمور كثيرة.. إيه رأيك في الست دی؟ متدينة ولا مش متدينة؟ وبتعرف عن الخلاص ولا ما تعرفش؟.. تعرف، لكن تعرف شئ بالكلام، ووصول هذا الخلاص إلى أعماق نفسها موضوع آخر، موضوع كبير خالص.

النهاردة المرة دى بنسمع عن السامرية, المرة اللي جاية نسمع عن المخلع بقى له ۳۸ سنة، طب ما هو إحنا عارفين إن المسيح جه ومات وفدي البشرية، علشان تنقل القوة الجبارة دى قوة الصليب هي قادرة أن تقيم انسان بقى له ۳۸ سنة، وبقى له ۱۰۰ سنة، وتقيم ميت كمان. علشان تنقلها جواه، دي عملية صعبة، إحنا شفنا معجزات كثيرة عملها المسيح.. قوم مفلوج، وقوم ميت.. لكن حادثة السامرية من الحوادث اللطيفة اللي توري في ديالوج لطيف إيه اللي في قلب المسيح بالنسبة للنفس دي، وإيه الجهد اللى بيبذله وبيعمله علشان يوصل الخلاص.

الحقيقة هم متلاقوش عند البير بتاع يعقوب فقط إنما المرأة دي أنا في خيالي كدة يتهيألي إن هي كانت في قعر البير، والبير ده عميق جداً، وواحد واقف على البير من فوق وبيقول الخلاص سهل وتم، ممكن ياللي جوه بیر تحت أرمي لك حبل أو أي حاجة؟ صحيح البئر عميقة جداً وتطلع من الداخل اللي جوه البير، صدقني بير بالضبط يائس ومعندوش أمل في النجاة.. وخلاص تأقلم على هذا الوضع ومستنى لما حياته تنتهى زى ما تنتهي في بير، يعني المسيح مش بيكلم کدة انسان عادي ده بيطلعها، عاوز يغير أفكارها وعايز يغير مشاعرها واحساساتها.

إيه العائق في العملية دى كلها؟.. الحقيقة يا أحبائي لما اتخلق الإنسان اتخلق على صورة الله ومثاله، صحيح اتخلق من طين وكان مادي وكان عايش في الجنة، وكان بياكل وبيشرب ويفلح في الجنة وبيعمل فيها كل حاجة لكن كان فيه حتة لطيفة في الانسان ده آدم الأول، كان يسمع صوت ربنا كل يوم مع ريح الصباح كانت دی الأكلة الشهية بتاعته اللي يستناها كل صبحية ويسمعها بأحساس روحي، ولما يقول لك الكتاب المقدس إن هو كان بيسمع صوت ربنا مع ريح الصباح، أرجو إن أنت تقف وقفة عند الحتة دى وتقول كان بيسمعها بودنه ولا كان بيشوفه بعينه.. والله روح ما يتشافش، والروح أيضا ملوش صوت علشان يتسمع، وكان بيسمعه إزاي؟.. يجوز في آدم ده كان فيه حاسة ثانية غير الحواس اللي معانا النهاردة، كان بيقدر يشوف بيها ربنا وبيحس بيها.

هو برده المسيح رب المجد لمح لنا في العهد الجديد إن ممكن رؤية ربنا بس مش بالعين، قال: أنقياء القلب يعاينون الله، وقال للناس: إن لكم آذان ولا تسمع، مع أن ودنهم ممكن تسمع كل حاجة، يجوز إن طبلة الودن بتقبل موجات أو ترددات معينة.

يعني مثلاً ممكن يكون فيه بعض المخلوقات الثانية تسمع صوت ممكن (البني آدم) ما يسمعوش، لأن الأذن بتاعتها بتسمع في تردد ثاني يجوز الانسان فقد حاسة عنده من الحواس ما بقاش يحس بيها بربنا، ولا بيحس بيها ولا بصوته ولا يتلاقی معاه، اللي إحنا بنسميها في مفهومنا العادي الروحانية، يجوز الإنسان بعد سقوطه ابتدأ يشتغل في الأرض ويفلح ويجيب العيال وينشغل فيهم، ويخلف العيال ويعمل المستقبل ويكون لهم ويؤمن نفسه.

وابتدأت الحتة دي هي اللي شاغلاه، إزاي يعيش في أمان، وإزای يضمن حياته وصحته وأولاده وبيته ويحوش كمان ويكّون للمستقبل ويرتب.

الانسان دخل جوه البير ده، جوه البير، ابتدأ ربنا يكلم الانسان، يرسل الأنبياء واحد وراء الثاني، أن يسمعوا الصوت ده، هم جم البير ده تحت خالص، الانسان النهاردة بقى جوة البير دة، وأنا مش باتكلم على السامرية، ده التلاميذ نفسيهم أول ماجم قالوا له حديث كان غريب جداً ولا بيفهموا بعض ولا سامعينه وهو بيتكلم برده هم كانوا في بير آخر، قالوا اللا شفتم؟ قعدوا يتغمزوا مع بعض حصل أيه، حصل أيه، كمان واقف بيتكلم مع إمرأة؟.. ماعلقش الكتاب على الكلمة دي، ولا رب المجد علق على النقطة دي، وبعد كدة صار حديث ثاني، قالوا له نجيب لك تاكل؟ قال لهم أنا النهاردة شبعان جداً، قالوا آه لازم الست دی جابت له أكل، ولا لازم حد جاب له أكل، راح قال لهم لا أنا عايز أكلمكم على أكل ثانی، قالوا له ما نعرفش غير أكل واحد، قال لهم طعامي أن أعمل مشيئة أبي وأتمم عمله، قالوا له ما نفهمش الكلام ده، نعرف حاجة واحدة، نعرف أن (البني آدم) له معدة وبياكل عيش، وبيتكلموا النهاردة على أزمة العيش والمجاعات اللي في العالم، ولازم يوفروا خبز وأكل، فالمعدة دی تتملي أكل بقى الإنسان شبعان، ما تتمليش أكل يبقى الإنسان جعان، آهو ده اللي نفهمه، قال لهم هي دي مشكلتي، أنا هاموت على الصليب وها فديكم بدمی وهاقوم من أجلكم، لكن مين ها يفهم الكلام ده؟ وفين الحاسة الروحية اللي بتستوعب هذا الكلام؟!..

أيام لما ظهرت العذراء في الزيتون يا ما سمعنا کلام، ومن المصادفات اللطيفة إن أنا في الوقت ده كنت سافرت، فكان طبعا ظهرت في مصر، واليهود گمان یعنی مش بسهولة يقبلوا الظواهر الروحية، عايزين حاجة يلمسوها بأيديهم زي العلم کدة زي الحاجات المحسوسة، فاتريقوا لما شبعوا.. مرة قالوا دي ظواهر روسية لأن روسيا في الوقت ده كان لها شأن في مصر، ومرة قالوا ده دجل بتاع الشرق، لكن ربنا من الحاجات اللطيفة لم يترك نفسه بلا شاهد, فيه راجل كبير في السن كاثولیکی عجوز، الراجل ده بيبحث في موضوع شاغله، زي ما ناس ساعات تقعد تأخذ موضوع في كتاب تقعد تتشغل فيه، بیبحث في مجئ المسيح الدجال، إمتي ها يجي المسيح الدجال دة.. ففيه بقى هم يصدقوا في الحاجات دى كثير، ففيه واحدة كانت تنبأت أن المسيح الدجال هيجي سنة ۱۹٦٢، تنبأت نبؤتين واحدة تمت وواحدة ما تمتش، النبوة الأولانية تنبأت أن كيندي ها يتقتل، والنبوة التانية قالت إن المسيح الدجال هیجی سنة ١٩٦٢، أيام لما حصلت الزيطة دي فالراجل ده قال بس ما تعرفش مخه راح كدة إزاي، قال لازم المسيح الدجال ظهر في مصر سنة ٦٢ ودلوقت ٦٨ يبقي عنده بقي دلوقت ٦ سنين!!.. فابتدأ يعمل الدوشة دي والشوشرة دي، هو كان راجل مليونير وأنا زرته شخصياً وبعدين راح بعت قسيس كاثوليكي، وإدى له فلوس كتير، وقال له روح شوف لي حكاية المسيح الدجال اللي ظهر في مصر دة، فجه الراجل وشاف بنفسه، وكتب كتاب من أروع ما يمكن ونشر على نطاق واسع جداً عنوانه: (سيدتنا العذراء مريم ترجع إلى مصر)، وشهد شهادة غريبة جداً، والراجل كان لا بيفكر في العذراء ولا بيفكر في حاجة، لكن الله استطاع أنه بطريقته الخلاصية العجيبة إزای يوصل الروحانية للناس دول اللى بيفكروا في كل حاجة، لكن يصعب عليهم أن هم يقبلوا إن ممکن الست العذراء أو ممكن القديسين يكون لهم ظواهر روحية في الكنيسة.

إحنا في بير النهاردة، البير بتاع السامرية، ده البير ده كله حياة مادية، بتقول له شوف الفرق بين إثنين بيتكلموا مع بعض، هي بتكلمه عن يعقوب، وهو المسيح شوف الفرق بين يعقوب والمسيح قد إيه؟ يعقوب مهما كان أب الأباء هيطلع إيه يعني في ريح المسيح؟ ما هو يعقوب يعني، لكن بتقول له إحنا أولاد يعقوب، وماسكة في يعقوب ومتبتة خالص، وهي لا تعرف حاجة، لكن مجرد تعصب أعمى مالى عينها، إحنا أولاد يعقوب، والمسيح بيكلمها عن السماء وعن مجيئه من السماء، هي تقبل أن تكون بنت يعقوب وده أفضل ليها، لأن يعقوب خلف كثير وكان عنده مواشي كثير وجاب بير وسقی المواشي والحكاية بقيت كويسة، لكن المسيح اللي جاي من السماء ده جای يجيب حاجات روحية.

الفرق بين الحياة المادية، والحياة الأبدية، هي نفس الفرق بين يعقوب وبين المسيح، أو بين السامرية، بين اللي في قعر البير وبين اللي فوق.

الفرق بين الحياة المادية النهاردة عاوزين كلام، حتى في الكنيسة، وحتى في حياتنا، وحتى وإحنا بنقرأ الكتاب المقدس، عاوزين كلام كده يتفق مع مستوانا المادي النهاردة، عايزين تأكيدات أننا هنعيش في أمان وإطمئنان، لكن تكلمونا عن الحياة الأبدية وعن الحياة الأخرى، وعدم الإهتمام بالغير وإن المسيح معانا وهيرتب لنا وتكلمنا عن الأمور السمائية، ده صعب النهاردة.

تكلمنا عن الخلاص النهاردة، الخلاص أنا أعرفه، يجيبوا لنا تصاريح کنائس نبني کنايسنا مثلاً، أو الخلاص أنهم ما يضايقوش واحد في وظيفته، ولا حاجة, ولا مشكلة مستشفى إيه ولا الكلام ده .. ده هو الخلاص.

لكن الخلاص في دم المسيح والصليب والموت عليه ما هو ده بعيد مش واضح لينا، إحنا في بير.. بير عميق جداً.. نطلب کل شئ من المسيح ما عدا الخلاص بتاعه على الصليب مين يشهد قدام ربنا النهاردة، وإحنا في الكنيسة، أن فكره وحياته مشغولة بالخلاص الحقيقي وبموت المسيح على الصليب، وأنه دايماً فكره يسرح في هذا المنظر ولايغيب عن ذهنه، مین مننا يشهد بأمانة أمام الله أنه مشغول بالحياة الأبدية أكثر من انشغاله بالحياة المادية اللي على الأرض.

أنا ما قلتش إن آدم لما كان في الجنة مكانش بياكل وكان عايش، كان مبسوط خالص لكن كانت عنده حاسة كانت موجودة إنه كان بيقدر يميز صوت ربنا، ويسمعه كل يوم على ريح الصباح، بس دي راحت فين؟ ده احنا داخل الكنيسة يكون حديثنا عن الماديات!، كنيستنا جابت كذا وصرفت كذا، وفاضل عليها كذا، وقدامها مشاريع كذا، وها تعمل كذا.

الحديث النهاردة عن الخلاص بدم المسيح، أو الحديث النهاردة عن الأمور الروحية صعب صعب صعب جداً، لأن الإنسان الحاسة الروحانية بتاعته دی ابتدأت يعني زي تغيب، لذلك يا أحبائي الخلاص صعب مش سهل، رغم بين الناس ساعات بتاخد الموضوع ده بالبساطة والسهولة، وتقول لك ما هو المسيح جه ومات وفدى البشرية وخلصنا وخلاص.

الخلاص مش إن أنت وأنا خلصت.. ولا حاجة.. الخلاص هو أن تتغلب عندك الحاسة اللى تستطيع أن تدرك ما أراد الله أن يقدمه ليك أنت شخصياً.

الفرق بين المياه اللي بتشربها الست وبین المياه اللى ها يقدمها المسيح.. المسيح ها يقدم مياه من جنبه اللي بيتكلم عليها، وهي بتتكلم عن المياه المادية.

الفرق يا حبيبي ويا عزیزی بين حياتك اللي عمالة تشرب من العالم، وحياتك اللي تبتدی تشرب من المسيح، ما هو ساعات أنت بتحس برضه بالنزعة الروحية أو بتسمع كلمة حلوة من ربنا، بتحس إن أنت شبعان، ما هو ده شبع، ما هي المرأة افتكرت بس إن المسيح كان عطشان، فقالت له مليكش دلو والبئر عميقة، قال لها: أنا هأدی مياه بس إحنا مختلفين كثير، لأن أنت فاكرة أن المياه هي المياه دي، اللي في الدلو بتاعك، وأنا بأقول إن الشبع شبع روحي مش شبع مادي.

التلاميذ فاكرين إن الأكل هو العيش اللي ها يجيبوه، والمسيح بيقول لهم أنا طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني، فإنت ممكن برضه، ممكن يكون طعامك المادي ولا تقول طعامي أعمل مشيئة الذي أرسلني، ابتدأت تبقي فيه لمسة روحية في حياتك بتحس دايماً إن أنت عايز دايماً تتمم مشيئة ربنا، بتدور على مشيئته في الكتاب المقدس وتتممها.

وتبتدي النزعة الروحية دي تكبر في حياتك، وتبتدي أنت تحس، تتولد عندك الحاسة اللي تقدر بيها تستقبل صوت ربنا في حياتك، وتبتدي تحس إن كل الأمور اللي حواليك بتشتغل لخلاص نفسك، ولخلاص البشرية، وللخير، وتبتدى عينيك تتغير زي واحد على عينه غشاوة إبتدأت تزول، ابتدأ يفكر تفكير ثاني، ابتدأ يفكر تفكير روحي، وابتدأت عينينا تشوف حاجات ثانية، والناس بتشوف كل حاجة سوداء، وإحنا نشوف كل حاجة بيضا.

ابتدأت وداننا بدل ما تتلذذ بحاجات عالمية مادية تعبانة ابتدأت تتلذذ بصوت ربنا وتحس بنغماته الحلوة، تحس بوقعات رجليه الجميلة، وابتدأت عينينا بدل ما تتلذذ بمناظر ما تشبعش، وأنت عارف الأيام دى كل يوم شيء جديد: العين ما بتشبعش من النظر على رأي سليمان الحكيم: ابتدأت عيننا تشبع من المناظر الحلوة من صورة الصليب من صور المسيح الجميلة اللطيفة اللى بتتغرس في عقلنا وفي حياتنا. ابتدأت عينينا تشتهي المناظر السماوية والمناظر الأبدية.

يا أعزائي ده حق، وأنا مش باتكلم على حد، أنا باتكلم على نفسي أولاً، إحنا في بير كبير خالص، إحنا في بير، و إدراكنا للأمور الخاصة بالمسيح واللي خاصة بخلاص حياتنا علشان نشهد ونقول إن المسيح مخلص العالم لسه بعید خالص.

إحنا النهاردة فيه طغيان العالم المادي على حياتنا، لدرجة إنه بيفقدنا الحاسة اللى إحنا نستطيع أن إحنا نرى الخلاص في كل كلمة من كلام المسيح، ونحس بيه إن هو موجود معانا. شوف تعب قد إيه علشان يوصل للمرأة.

أولاً: هي إمرأة مادية زينا، وهي دارسة الكتاب، وبتعرف برده عن بير يعقوب وعن مجيء المسيح، عاملة زينا بالضبط، والمرأة دي مشغولة، تصحى الصبح تجيب مياه وتودی میاه، تجيب مياه وتودی مياه، وبعدين هي غصب عنها هي امرأة لها شهواتها برده، فهي اضطرت إنها تتجوز، والشريعة بتسمح لها أحياناً، وتخطت الشريعة كمان شوية، اتجوزت مرة واثنين واتطلقت واتجوزت إلى آخره، فهي امرأة عادية.

المسيح علشان يخش لواحدة زي دي يبتدي يكلمها عن الروحانية، تقول له: لا، فيه وفيه، قال لها: صدقيني أنا هاديك مياه -والمسيح بيتكلم بسلطان- جربيها مرة واحدة اشربي منها مش هتعطشی، قالت له: طيب هات، قال لها طيب روحي هاتی جوزك وتعالى، قالت له … ابتدأت كدة، ما هو كدة أديك المياه إزاي، المياه دلوقت أحطها في جردل مخروم تمشي على طول، ما هو أنت لازم الأول تسدی المنافذ الوحشة اللي بتخش منها الخطية في حياتك، أنت لك خمسة أزواج واللي معاك مش زوجك، قالت له: أيه عرفك؟ بتخش في حياتي الشخصية؟! قال لها: هو ده الخلاص، الخلاص إن أنا أدخل في حياتك الشخصية، وأنا مبقصدش.

المسيح مش عاوزنا یعنی موظفين عنده، أو مستعبدين ليه، أبداً ده هو عاوز يسعدنا، بيقول لنا: يا جماعة أنتم تشربوا من المياه ومش هتشبعوا، أنا هقدم لكم مياه كويسة، قلنا له: طيب ماشي، قال لنا: بس لازم كمان الحتة اللى يتحط فيها المياه مش مخرومة كدة، أحسن المياه دى تتبعتر، قلنا له نعمل أيه؟ قال حياتك تبتدی تتغير.. تتغير إزاي؟ قال: تيجوا تعترفوا وتتقدموا كدة، ولما تعترفوا تطلعوا كل الحاجات الموجودة الوحشة دي أم المياه تنزل نظيفة، قال مش قادر أعترف، قال أنا أساعدك.

قال لها يا امراة.. روحي هاتی زوجك، طيب اشمعنى السؤال ده؟ لأن المسيح أكثر من مرة بيساعدنا أننا نفضي الحاجات الموجودة جوة، كونه بينکشها بموضوع زوجها، يعني بيجي لها على النقطة الدقيقة اللي ممكن تعفن، اللي عندها جوة.

الوقت جه يا أحبائي علشان نفضى اللي جوة، ونستقبل المياه الحية الحلوة.. الوقت جه علشان نبتدي نشرب من المياه اللي ما تعطّش، المياه اللي تشبع النفس، وبلاش الحاجات التانية دى، مياه العالم وشربنا منها كتير، وابتدأ ربنا يسوع المسيح يكلمها عن داخلياتها وابتدأت تتكسف الأول، وبعدين قالت له نعترف طيب وخلاص، قالت له: أنت بتعرف كل حاجة!.. قال لها أنا عارف كل حاجة، وهامتعك بالخلاص، لكن طول ما أنت بعيدة كدة، ومش عاوزة تعترفي مش ها تتمتعي بالخلاص أبداً، قالت له كل شئ، قال لها: خلاص خذي منه بقى واشربي، قالت له: طيب العبادة إزای بقى، قالت له نسجد عند بير يعقوب، قال لها تانی فكرك مادي!.. قالت له: ولا في أورشليم بيسجدوا إزاي؟ متعرفش تعرفني الفروض بتاعة الصلاة إزاي تكون؟ والسجود يكون إزاي؟ والواحد لما يقف يصلي يعمل إزاي؟ والحركات اللي يعملها إزاي؟..

قال الصلاة دلوقت عند ناس كتير بقى شوية حركات، قال لها اسمعی یا ست.. الله طالب الساجدين بالروح والحق، وابتدأ لأول مرة يديها مفهوم جديد أن السجود يكون سجود روحی.

إحنا نعرف ان السجود بالجسد، قال لها السجود بيبقي بالروح، حاجة عجيبة قوی!!.. سجود بالروح!!.. هي الروح بتعرف تسجد؟!.. والجسد يسجد كدة، تبقى تلاقي الروح تنسكب وتنسحق، ده إحنا مفهوم السجود عندنا إن الرأس تتحط في الأرض کدة.

ويفتكر الإنسان أتضع وانسحق، ويفتكر إنه تراب وبعدين يقوم، نعمة ربنا تقومه في كل مرة يقوم، فالسجود حركة روحية، مش حركة جسدانية، قالت له آه بقی السجود دلوقت مش سجود بالجسد، قال لها: لا ماهو اللي تاعبنا إن حتی عبادتنا أصبحت واخدة مظهرها الجسدي، والواجبات والفروض، و النهاردة علشان يوم الأحد نيجي الكنيسة وبتاع..

لكن الله عايز حركة روحية داخلية، أمال هايديك المياه ليه؟ المياه اللي هاديها لك دي هي الروح القدس، فأنت تبتدي تشغلى المياه دي، تفتحى القنوات بتاعتها، فلازم حياتك تبقى حياة روحية، ابتدأت المرأة تطلع من جوه البير كانت غطسانه خالص طلعت كدة ابتدأت تشم ريحة المسيح، قالت له: كلمني عن المسيح اللى هيجي من فوق، ويقول لنا عن الأمور اللي ما سمعنهاش خالص، قال لها: أنا هو قدامك، وأنا في متناول كل انسان.. وسهل جداً كل انسان يتمتع بي، وأنا جاي علشان أسعد البشرية، وأنا جاي علشان خاطر أشبعها، وأنا جاي علشان أخلصها.

الناس مش شايفاني ليه؟ لأن فيه غمامة على العينين، لأن في حياة مادية لاهية الانسان، لكن جه الوقت يا أحبائي إن المرأة دي تبتدي تفتح عينها وتشوف شیء جدید، بس ده انسان زي بقية الناس اللي شافتهم وتعاملت معاهم في حياتها، شافت الروحانية فيه، ابتدأت تتولد عندها حاسة جديدة، ودة اللى أنا قصدته بموضوع النهاردة، بنعمة المسيح نتكلم فيه، أن تتولد عندنا الحاسة الروحية اللى تبتدي في حركاتنا المادية في وسط العالم المادي، تبقى عندنا حاسة روحية، وعندنا عين روحية، وعندنا نظرة روحية للأمور، وعندنا نظرة روحية للمستقبل، وعندنا نظرة روحية للأبدية، وعندنا نظرة روحية لكل الأحداث اللي بتجول حوالينا، سواء كانت الحياة المادية، أو الموت، أو الانتقال، كل الأمور دی تبتدي تدخل في مفاهيمها، اللى عاوز المسيح يحطها فينا بسهولة، ها نقبل الخلاص بتاع المسيح، وها نصرخ ونقول: بالحقيقة المسيح مخلص العالم.. وسيدخل المسيح إلى حياتنا ويملك على قلوبنا بحق، مُلك روحی، ونقول: إن إحنا في ملكوت ربنا يسوع المسيح، وأن إحنا فعلاً مملكته، وتبتدي الأمور الروحية تشغل بالنا وأحاديثنا، تبقى أحاديثنا روحية، ونبتدى نحذر كل الحذر أن عبادتنا وأحوالنا في الكنيسة وشغلنا كله بيدور في فلك مادی، لا والكنيسة ماكانتش كدة مادية، كنيسة المسيح، المسيح في أيامه لا بنی کنیسة، ولا عمل مؤسسة، ولا عمل كل الحاجات دي.. لكن كان بيعمل كل عمل روحى في حياة النفس البشرية.

إذا كنا إحنا لينا النهاردة كنيسة حلوة بنجتمع فيها، مش معنى كدة أنها تشغلنا عن المقصود، أن إحنا ندخل ونتلاقى مع المسيح ونعيش معاه.

الهنا الصالح ينشلنا من البير اللى الظروف حطتنا فيه في هذا العصر المادي، ويمتعنا أن إحنا نعيش في لقاء حلو مع المسيح زي ما عاشت معاه السامرية، ببركة أم النور الست العذراء اللي بنحتفل بعيدها النهاردة.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 03 - 2025, 01:26 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,160

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أحـد الإستعـلان (السامريــة)

كان لابد أن يجتاز السامرة

لقاء السامرية عند البئر (بئر سوخار)، كان في برنامج الرب، وتکالیف الرحلة ومشقة السفر والمشي ٦ ساعات متصلة على الأقدام والتعب الشديد، حتى الساعة السادسة من النهار (۱۲ ظهراً). كل هذه احتملها الرب من أجل السرور الموضوع أمامه، ومن أجل ربح نفس المرأة السامرية .

إذن لقاؤنا مع يسوع لا يتم بالصدفة، أو بحسب الظروف، فالمسيح لا يخضع للظروف، ولا للتغييرات، بل هو لقاء مقصود ومدبر بالتدبير الإلهي. والرب يسوع يضع هذا الإلتزام من جهة خلاصنا “لا بد”، أو كما قال لزكا: “يَنبَغي أنْ أمكُثَ اليومَ في بَيتِكَ”. فالمسيح جاء لكي يخلصنا، ولا بد أن يجتاز إلينا، ولا يستطيع شيء في الوجود أن يمنع لقاءنا مع يسوع .

لذلك في كل مرة ندخل الكنيسة لكي نتلاقى مع يسوع، أو في كل وقفة صلاة، أو قراءة إنجيل، أو سماع صوته من خلال معاملات الله معنا، فلنثق أن كل هذه المقابلات مع الله سبق أن أعدها لنا وبحسب تدبيره تتم.
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 03 - 2025, 01:27 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,160

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أحـد الإستعـلان (السامريــة)

أحـد الإستعـلان (السامريــة)




كان لابد أن يجتاز السامرة

لقاء السامرية عند البئر (بئر سوخار)، كان في برنامج الرب، وتکالیف الرحلة ومشقة السفر والمشي ٦ ساعات متصلة على الأقدام والتعب الشديد، حتى الساعة السادسة من النهار (۱۲ ظهراً). كل هذه احتملها الرب من أجل السرور الموضوع أمامه، ومن أجل ربح نفس المرأة السامرية .

إذن لقاؤنا مع يسوع لا يتم بالصدفة، أو بحسب الظروف، فالمسيح لا يخضع للظروف، ولا للتغييرات، بل هو لقاء مقصود ومدبر بالتدبير الإلهي. والرب يسوع يضع هذا الإلتزام من جهة خلاصنا “لا بد”، أو كما قال لزكا: “يَنبَغي أنْ أمكُثَ اليومَ في بَيتِكَ”. فالمسيح جاء لكي يخلصنا، ولا بد أن يجتاز إلينا، ولا يستطيع شيء في الوجود أن يمنع لقاءنا مع يسوع .

لذلك في كل مرة ندخل الكنيسة لكي نتلاقى مع يسوع، أو في كل وقفة صلاة، أو قراءة إنجيل، أو سماع صوته من خلال معاملات الله معنا، فلنثق أن كل هذه المقابلات مع الله سبق أن أعدها لنا وبحسب تدبيره تتم.
وكان وقت الساعة السادسة

هذا هو نفس الوقت الذي سُمِّرَ الرب على الصليب عن حياة العالم .. وهناك تقابل مع اللص أيضاً .. وهو وقت تلاقي فيلبس مع الخصي الحبشي، ووقت تقا بل الله مع ابراهيم في القديم، فالله يتقابل معنا عندما يشتد النهار، وتشتد شمس التجارب ..

المسيح يقابلنا، وهناك يعرض لنا ينبوع ماء حي. ومستعد أن يعطينا إن قلنا: أعطني، ولكن على شرط أن يكون هناك إقرار بالخطية، وترك للجرة القديمة، وتغير في طريقة الحياة كلها.

الحديث مع يسوع

ليس من العجيب أن نرى الرب يسوع هو البادي بالحديث مع السامرية، فهذه طبيعة الله في كل زمان. هو أصل كل بركة، وينبوع كل عطية صالحة، وكل موهبة تامة، نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً .. هو بدأ بالحركة نحونا في تجسده لكي يرفعنا إليه، وهو تكلم أولاً مع كل الذين دعاهم واختارهم ليكونوا معه .. والرب يسوع في حديثه يبدو كأنه محتاج إلينا “أعطيني لأشرب”!.. وإذا استجبنا لندائه يعطينا هو الماء الحي .. ولم يقل الكتاب أن المرأة أعطت يسوع ماء ليشرب، فيسوع لا يعطش إلى الماء، إنه يعطش لنفوسنا، ويجوع إلى خلاصنا .. فعندما رجع التلاميذ، وقالوا له: يا معلم كُل، قال لهم: لي طعام آخر، إذن لم يكن عطشاناً إلى الماء، بل هو عطش آخر تماماً، كما قال على الصليب: “أنا عطشان”، ولكن عندما رفعوا إليه القصبة لم يرد أن يشرب، هو عطشان إلى نفس اللص، وعطشان ليروينا .. وكل من تلامس معه، فإنه يعطش عطش يسوع، وفي نفس الوقت يأخذ منه ينبوع الحياة “مياه حية”.

عطية الله

قال الرب للسامرية: “لو كنت تعلمين عطية الله ومن هو الذي يكلمك ….” فالنفس في بداية طريقها مع الله لا تعرف ما هي عطية الله، ولا تعرف من الذي يكلمها، المسيح يشرق على النفس فتعرف مقدار النعمة فتطلبها وتقول: يا سيد أعطني.

وفي البداية أيضاً تدخل النفس في مقارنات بشرية ومفاهيم أرضية للنعمة “لا دلو لك والبئر عميقة، فمن أين لك الماء الحي؟”، ولكن المسيح يرفع النفس لمستوى السجود بالروح والحق بعد أن يعتق النفس من عبودية الحرف والمعتقدات القديمة.

حديث عن السجود

العجيب جداً أن المرأة السامرية تسأل عن السجود والعبادة، “آباؤنا سجدوا في هذا الجبل وأنتم تقولون أن السجود في أورشليم”، يا للمراوغة والمغالطة فحياتها في عمق الخطية وتريد أن تناقش في أمور العبادة والسجود والأقتراب إلى الله!!.. أليس هذا هو الحال مع الكثيرين .. أسئلة كثيرة ومعلومات واستفسارات وتفاصيل العبادة ومناقشات واحتداد کثير .. ولكن المهم الحياة نفسها. إن نفوس كثيرة تعيش في خطاياها ملتصقة بالعالم بخمسة أزواج وحياتها أبعد ما تكون عن الله. ولكن إذا جمعتهم الظروف بأناس روحيين أو جلسة دينية، فإنهم سريعاً ما يسألون أسئلة كثيرة، واستفسارات عن تفاصيل العبادة، ومناقشات واحتداد کثیر وتعصب، ولكن هناك فاصل رهيب بين الكلام والحياة، يناقشون في كل شيء وكأنهم متدينون، ولكنهم كما قيل: “يكرمني هذا الشعب بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عني بعيداً” أو كما قيل لهم: “يا أولاد الأفاعي کیف تتكلمون بالصالحات وأنتم أشرار”.

السجود بالروح

ولكن لننتبه كثيراً أن المسيح لا ينقاد للسامرية في مجادلات كثيرة، ولا محاورات كلام، هو ينقلها مباشرة إلى العبادة الحقيقية والسجود للآب بالروح لا بالكلام وبالحق لا بالباطل، فطالما حياتنا ملوثة بالخطية فباطل هو سجودها، وباطل هو كلامها. حقاً قال الرب: “إذا قدمت قربانك على المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك، أترك قربانك على المذبح واذهب أولا وأصطلح مع أخيك” .. الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له، الآب لا يفرح بنا لأننا نعرف معلومات ونناقش في أمور العبادة. ولكن يفرح بثمار الروح فينا وسجودنا لله بالروح القدس. ما ابعد روح المسيح عن روح المناقشات الجافة والنميمة والمجادلات الغبية.

المسيـــا

قالت المرأة: “أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح يأتي. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء؟”. فقال لها يسوع: “أنا الذي أكلمك هو”. هنا نكتشف أمراً في غاية الأهمية في هذه المرأة أن أعماقها كانت تبحث عن المسيا فهي تعلم أنه يأتي، إنها في حالة انتظار ولهفة داخلية مع جميع المترقبين والمنتظرين خلاصاً لإسرائيل. يا للعجب أن أعماق قلب السامرية كانت شيئاً آخر يختلف عن منظرها الخارجي، كانت حسب الظاهر إمرأة خاطئة غارقة في الشرور، ولكن في أعماقها كانت مترقبة مجيء المسيا المخلص.

إنها أشبه ما تكون بجوهرة ثمينة جداً، ولكنها ملقاة في طين الأرض، ووساخة الشهوات فقط، إذا استلمتها يد تاجر الجواهر الثمينة، يغسل ترابها ويزيل شوائبها ويظهر جوهرة غالية الثمن .. ليتنا لا نسيء الظن في نفوس كثيرة ونحكم عليها بسبب الإهمال الذي أصابها، وتراب الأرض الذي غطي جمالها. فقط احضروا هذه النفوس للمسيح في مقابلة بسيطة ولقاء عند البئر في حر النهار، وانظروا عجباً عندما يخرج لنا المسيح کارزة عجيبة بإسمه، كما أخرج أيضا متى الرسول من مكان الجباية، وبولس الرسول بعد مقابلته في الطريق إلى دمشق.

الرب يسوع يدعونا للعمل

انظروا مجرد نظرة بالروح للنفوس التي حولكم تجدوها حقولاً أبيضت للحصاد، لا تحتاج إلى جهد ولا إلى تعب .. آخرون تعبوا ونحن دخلنا على تعبهم، نفوس كثيرة لا تحتاج أكثر من كلمة، تحتاج من يجمعها إلى حضن الآب، نفوس ناضجة، ولكن إن لم نمد أيدينا للعمل الروحي نضيع عليها فرصة للحصاد.

هلموا يا أخوة نعمل عمل الرب في حقله، ونضم حصاداً إلى كنيسته، ونجمع ثمراً للحياة الأبدية، لكي نفرح مع الذين زرعوا الكلمة في القديم والجديد ونأخذ أجرة الحاصدين من يد الرب الحنون.




  رد مع اقتباس
قديم 23 - 03 - 2025, 01:31 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,160

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أحـد الإستعـلان (السامريــة)

أحـد الإستعـلان (السامريــة)


المتنيح القمص لوقا سيداروس تغيير حياة المرأة السامرية



الإنجيل من بشارة معلمنا مار يوحنا البشير
(يو ٤ : ١ – ٤٢) بركاته علينا آمين.

اللقاء مع المسيح يُغير الإنسان تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ (رو۱۲: ۲)

غداً ينتصف الصوم الكبير المقدس في الأحد الرابع، يُقرأ إنجيل لقاء المسيح مع المرأة السامرية وفيه نسمع كيف خلصها، وكيف غير حياتها وحولها من إنسانة غارقة في الخطية إلى قديسة كارزة. هذه هي حقيقة اللقاء مع المسيح. قد يسمع الإنسان عن المسيح، لكن حين يتقابل معه ويتحدث إليه، يستحيل أن يبقى على حاله فبعد لقاء المسيح مع السامرية، لم تعد المرأة كما كانت أبداً وكذلك زكا والمرأة الخاطئة تغيرا. والتغيير الذي يطرأ على الإنسان بعد اللقاء مع المسيح يكون واضحاً لكافة المحيطين إلى الدرجة التي فيها يتساءلون عما ألم بالشخص. وذلك لأن الإنسان يتعود على طريقة الحياة التي يعيشها. حتى لو كان يحيا في الخطايا كل يوم، يعتادها وتصير أسلوب حياته لكن حين يتقابل حقيقية مع المسيح، ويقبل کلامه يتغير ويعيش حياة أخرى بطريقة مختلفة. جميعنا ولدنا في المسيح حين اعتمدنا في الطفولة. ثم بدأنا نعيش في الكنيسة وننمو في المسيح، نقرأ الإنجيل ونصلي ونتناول من جسد الرب ودمه إلا أن مقياس التقدم في الحياة الروحية أو الترمومتر الدقيق لقياس معدل النمو، هو التغير أولئك الخطاة الذين يشبهون السامرية ، لم يسمعوا عن المسيح من قبل ولم يعرفوه، حين يتقابلون مع المسيح تتغير الحياة، فيبدأون رحلة التغيير ويستمرون في النمو. المرأة السامرية لم يحدث لها طفرة، ولم تنفعل انفعالاً عاطفياً بالمسيح لبضع ساعات أو أيام ثم عادت إلى سابق عهدها. لكنها بدأت واستمرت. أنا اعتمدت في الصغر وأعيش كمسيحي مولود في المسيح تربيت في الكنيسة ، أعرف الإنجيل والأجبية والألحان والقداس وأواظب على التناول. فما مدى التغيير الذي أجوزه في حياتي؟ إذا كنتُ صادقاً، يكون كل يوم في حياتي للأمام. حتى الخطاة المغروسين في الخطية، حين تقابلوا مع المسيح، خلعوا العتيق الفاسد البالي وتخلصوا من كل دنس الخطية. وكان التغيير في حياتهم من النقيض إلى النقيض، ومن النجاسة للقداسة. ما أعظم التغير الذي جازه هؤلاء الذين لم يسمعوا عن الله من قبل. فكم بالأحرى أولاد الله ! أولاد الله يتغيرون من مجد إلي مجد، ويتقدمون من عمق إلى عمق، ومن رؤية إلي رؤية القديس بولس الرسول قال: “تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ”. لكي تتغير، لابد أن يتجدد فكرك ويتقدم ويرتفع، وتزداد معرفتك بالمسيح كل يوم.

دقيقة واحدة مع المسيح تكفي للتغيير

لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللَّهِ وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيّاً (يو ٤: ١٠)

أتعجب كثيراً يا إخوتي لحياتنا التي ينطبق عليها عبارة “محلك سر”، وهي تعني أن يرفع الإنسان قدمه ثم ينزل بها في نفس المكان أي يمشي دون أن يبرح مكانه ولا يتقدم خطوة واحدة. أحضر إلى الكنيسة، لكن التغير طفيف. أعرف المسيح طبعاً وأتناول من جسده ودمه، لكن النمو ضئيل جداً. لو كنت أصلي وأتناول بحق كل هذه السنوات، لكنت قد تقدمت كثيراً في حياتي الروحية. تخيل مثلاً تلميذ في الصف الأول. تسأله بعد مرور عام دراسي فيما يدرس، فيقول إنه في الصف الأول. بعد عامين تسأله، فيجيب نفس الإجابة. وهكذا وصولاً إلى ستة أعوام، لا يزال في الصف الأول. ماذا حدث له ؟ لماذا لا ينتقل إلى الصف الثاني؟ لماذا يعيد السنوات ولا يتحرك من نفس الفصل؟ من يصدق! الناس يتندرون على حاله، ويصبح أضحوكة لكل من يعرفه من الأهل والأصدقاء. وبنفس المنطق تسأل مسيحى “منذ متى تواظب على الكنيسة؟” يقول : “عشرون عاماً. فهل” تحرك قلبك ناحية المسيح في التوبة ؟ يقول “أنا في سنة أولى”. “هل تفتح الإنجيل؟ كم مرة قرأته ؟ كم عظة سمعتها؟ وما مقدار التقدم الذي أحرزته في حياتك الروحية منذ وعيت على الإيمان؟ ينبغي أن أراجع نفسي لأعرف لماذا لم أتقدم كل هذه السنوات ولماذا أضعتها ولم أستخدمها بشكل صحيح؟ لو كل مرة دخلت الكنيسة ارتميت عند قدمي المسيح، وكانت لقاءاتي معه لقاءات حقيقية مثمرة، لتغيرت حياتي كثيراً . لقاء المرأة السامرية بالمسيح استغرق على أكثر تقدير نصف ساعة. فقد ذهب التلاميذ ليبتاعوا طعاماً من المدينة، وحين عادوا وجدوه يتحدث معها، فلم يقاطعوه حتى انتهى من کلامه معها ومضت. ومع ذلك كُتب عن السامرية إنجيلاً طويلاً يُكرز به منذ أكثر من ألفي عام وحتى مجيء المسيح. الإصحاح الرابع من بشارة يوحنا هو حاصل نصف ساعة قضتها المرأة السامرية مع المسيح. شيء مذهل أن تكون محصلة نصف ساعة هذا القدر من التغير في الحياة! تحولت السامرية من امرأة كان لها خمسة أزواج وتعيش مع رجل ليس زوجها إلى قديسة كارزة، يُكرز باسمها في الإنجيل! لذلك فإن هؤلاء الذين عاشوا عشرات السنين في الكنيسة، يجدر بهم أن يصلوا إلى السماء وسماء السماوات. المرأة السامرية أمضت نصف ساعة مع المسيح بإخلاص وانفتاح قلب وانفتاح بصيرة تسأله وتسمع وتجادل قال لها: “أَعْطِينِي الأَشْرَبَ” . فقالت له: كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟” أَجَابَ يَسُوعُ: لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللَّهِ وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لَأَشْرَبَ لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيّاً. قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: “يَا سَيِّدُ لاَ دَلْوَ لَكَ وَالْبِئْرُ عَمِيقَةٌ. فَمِنْ أَيْنَ لَكَ الْمَاءُ الْحَيُّ؟ وهكذا دخلت معه في سجال وكلام، في أخذ وعطاء لنصف ساعة. فهل تظن أن نصف ساعة تكفي لعمل كل هذا التغيير ؟ صدقني دقيقة واحدة فقط مع المسيح تكفي دقيقة واحدة بانفتاح قلب بلا تحفظات، ويكون القبول داخل نفس الإنسان بلا رجعة.

استعداد المسيح للعطاء لا نهائي

تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ، لأَنَّكُمْ تَطْلُبُونَ رَدِيّاً لِكَيْ تُنْفِقُوا فِي لَذَّاتِكُمْ. (يع٣:٤)

المسيح يقول: “اسْألُوا تُعْطَوْا اطْلُبُوا تَجِدُوا اقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ”. هل يوجد سخاء أكثر من هذا ؟ كلام المسيح أن كل من يسأل يأخذ، صريح وسهل! فلماذا لا نأخذ؟ العيب عيبنا دائماً لأن باب المسيح مفتوح وذراع المسيح ممدودة، واستعداد المسيح للعطاء لا نهائي مثل ينبوع ماء لا يتوقف. لكن العيب يكمن في أن الإنسان لا يأخذ. فمع أن الإنسان ربما يطلب، إلا أنه لا يأخذ. والقديس يعقوب الرسول يقول من يسأل ليَطْلُبْ بِإِيمَانِ غَيْرَ مُرْتَابِ الْبَتَّةَ، لأَنَّ الْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجاً مِنَ الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ. فَلا يَظُنَّ ذَلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ”. وقال: “تَطْلُبُونَ وَلَسْتُمْ تَأْخُذُونَ، لأَنَّكُمْ تَطْلُبُونَ رَدِيَّاً لِكَيْ تُنْفِقُوا فِي لَذَّاتِكُمْ”. نحن نطلب خارج دائرة قصد الله بالي مشغول بأمور كثيرة لا أكف عن طلبها. والمسيح لا يرفض طلباتنا الكثيرة في مرض ، في ضيقة، في مشكلة، في خسارة في امتحان إلى آخره من الأمور. لكن أين ملكوت الله وسط هذا الكم من الطلبات؟ المسيح يقول: “اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ”. اجعل ملكوت الله على قمة تفكيرك ما الفائدة التي نرجوها من تراب الدنيا ! أطلب ملكوت الله بإخلاص من كل القلب، وراجع ترتيب أولوياتك. ابدأ يومك بالصلاة وأطلب ملكوت الله أولاً مهما كانت همومك. اطلبه نهاراً وليلاً وفي نصف الليل. اطلب مشيئة الله، ولا تطلب بحسب هواك. هذا ما علمنا إياه المسيح حين نصلي الصلاة الربانية ونقول: “لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ”.

اللقاء مع المسيح يُغير حتى الحواس الداخلية والضمير

كَلِمَةَ اللَّهِ حَيَّةٌ وَفَعَالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفَ ذِي حَدَّيْنِ. (عب١٢:٤)

فليعطنا الله جميعاً نعمة أن ندخل إلى الكنيسة ونتقابل فعلاً مع المسيح. إذا شعرت بالمسيح ورأيته واستمتعت بوجوده، تخرج من الكنيسة بعد التناول ومعك المسيح في فرح روحي لا ينطق به الإنسان حين يتناول ويأخذ المسيح بحق لن يكون له طلبات على الإطلاق. لأنه حين يأخذ المسيح، يحصل على الكمال، فلا يبقى له ولا أمنية واحدة في هذا العالم، ليس عن يأس من الدنيا، بل عن اكتفاء. يشعر الإنسان بالاكتفاء والفرح والشبع والامتلاء ولا يعود ينقصه شيء. لو دخلنا الكنيسة دخولاً حقيقياً وتناولنا بحاسة روحية، أو عندما نجلس مع المسيح ونأخذ ولو آية واحدة فقط بانفتاح قلب، يشتعل القلب ناراً، لأن الإنجيل هو كلام الحياة الأبدية. أتعجب عندما نقرأ الإنجيل كما نقرأ الصحف والمجلات. نحن نقرأ بلا فهم، لأن الذهن غير مفتوح. كَلِمَةَ اللَّهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ. كم أقامت من الأموات وكم خلصت من خطايا كلام الإنجيل يكون بلا ثمر في ابن الهلاك. لذلك يقول بولس الرسول: “إِنْ كَانَ إِنْجِيلُنَا مَكْتُوماً ، فَإِنَّمَا هُوَ مَكْتُومٌ فِي الْهَالِكِينَ” اللقاء ؛ مع المسيح والوجود معه، لا يغير الحياة والفكر وطريقة الكلام فحسب، بل يغير الحواس الداخلية والضمير. لذلك إذا كان دخولي إلي الكنيسة والتناول والوجود في مخدع الصلاة لا يُغيرون في شيئاً، تكون الخسارة عظيمة جداً . والسبب الرئيسي لعدم التغيير هو أنني أثناء وجودي مع المسيح في الكنيسة، لا أكون صادقاً أو مخلصاً، ولا أدخل إليه بانفتاح قلب التماساً لوجهه، بل بنية أخرى. عندما يدخل الإنسان إلى الكنيسة بقلب مفتوح، يخرج محملاً بنعم جزيلة، وتختلف نظرته للمشاكل بعد التناول، لأنه جلس مع المسيح. ما كان معتبراً ذا قيمة كبيرة ، أصبح لا يساوي. وما كان لي ربحاً فيما سبق، وما كنت أعتقد أنه يجلب لي مكسباً كبيراً وفيه قمة سعادتي، حسبته خسارة. مَا كَانَ لِي رِبْحاً فَهَذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً، لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ وَأُوجَدَ فِيهِ. فقد وجدت ربحاً آخر، لأن المسيح أصبح ربحي ومكسبي وحياتي وفرحي وسروري وقوتي.

التغيير في المسيحية

لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلَكِنِّي أفْعَلُ شَيْئاً وَاحِداً إِذْ أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ. (في٣: ١٣)

عندما يتغير الإنسان في المسيحية، يبدأ حياة جديدة والتغير لا يحدث نتيجة انفعال لحظي، بل هو بداية رحلة صعود إلي مجد، فيها يتغير الإنسان ويواصل التغيير، ثم ينظر إلى الأمس، فيجد أنه لم يأخذ بعد، وأن الطريق ما يزال أمامه طويلاً. هذا يُشبه تلميذاً مجتهد كلما يتقدم في المعرفة يدرك أنه لم يكن يعرف شيئاً فيما سبق. وكلما ازدادت معرفته وحقق المزيد من النجاح، يتعطش أكثر إلى أن ينهل من ينابيع المعرفة. ولأن العلوم البشرية بحر واسع لا حدود له من يدرس الطب مثلاً ويتخصص في فرع واحد، لا يتوقف عن تحصيل العلم لأن هناك الجديد والأحدث في كل مجال كل يوم. الحياة مع المسيح تبدأ بانفتاح القلب والحواس والضمير. ثم يستمر الإنسان في النمو الروحي والتقدم، ولا يكون لنموه نهاية بعد أن تذوق المسيح واستطعم الحياة به. وتذوق طعم المحبة، بعد أن عاش عمراً يسعى خلف حقوقه وتذوق طعم القداسة والحياة مع الله ونقاوة القلب، بعد أن عاش عمراً في الكورة البعيدة. ولن يكون لتقدمه في الحياة الجديدة مع الله منتهي، بل يتقدم من مجد إلى مجد ومن حياة إلى حياة ومن عمق إلي عمق. كبار القديسين وصلوا لمستويات وآفاق مرتفعة جداً كالجبال، وكان راسخاً في أعماقهم أنهم لم يدركوا بعد. القديس بولس الرسول الذي أقام موتي يقول: لَيْسَ أَنِّي قَدْ نِلْتُ أَوْ صِرْتُ كَامِلَا، وَلَكِنِّي أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرك”. بولس كارز المسيحية الأعظم، الذي كانت مَنَادِيلة تشفي الأَمْرَاضُ وَتُخْرِجَ الْأَرْوَاحُ الشَّرِّيرَةُ يقول: ” لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلَكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئاً وَاحِداً : إِذْ أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ. أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحَ يَسُوعَ. ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
انت كنز مخفي
هل أخفي عن إبراهيم
حضن المسيح أدفى
في كل قلب قصة وجع مخفي
لماذا أخفى الله موعد مجيئه؟ وهل وقت مجيئ المسيح مخفي ام مُعلن !؟


الساعة الآن 04:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025