![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 199271 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الله قاض عادل وهو يدين الأشرار على الدوام (مز 7 : 11) ![]() |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 199272 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يسوع يطبطب على قلوبنا ![]() |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 199273 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إحضار التابوت إلى أورشليم: 12 فَأُخْبِرَ الْمَلِكُ دَاوُدُ وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ بَارَكَ الرَّبُّ بَيْتَ عُوبِيدَ أَدُومَ، وَكُلَّ مَا لَهُ بِسَبَبِ تَابُوتِ اللهِ». فَذَهَبَ دَاوُدُ وَأَصْعَدَ تَابُوتَ اللهِ مِنْ بَيْتِ عُوبِيدَ أَدُومَ إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ بِفَرَحٍ. 13 وَكَانَ كُلَّمَا خَطَا حَامِلُوا تَابُوتِ الرَّبِّ سِتَّ خَطَوَاتٍ يَذْبَحُ ثَوْرًا وَعِجْلًا مَعْلُوفًا. 14 وَكَانَ دَاوُدُ يَرْقُصُ بِكُلِّ قُوَّتِهِ أَمَامَ الرَّبِّ. وَكَانَ دَاوُدُ مُتَنَطِّقًا بِأَفُودٍ مِنْ كَتَّانٍ. 15 فَأَصْعَدَ دَاوُدُ وَجَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ تَابُوتَ الرَّبِّ بِالْهُتَافِ وَبِصَوْتِ الْبُوقِ. قَبِل عوبيد آدوم تابوت العهد في بيته بوقار وخشوع لذلك بارك الرب بيته (2 صم 6: 12؛ 1 أي 13: 13-14)، وبارك كل ما له، لذلك فكر داود النبي في إحضاره إلى أورشليم كما ورد ذلك بالتفصيل في (1 أي 15). كلما ساروا ست خطوات ذُبح ثور وعجل (أي كبش) معلوف، وذلك سبع مرات (1 أي 15: 26). في كل مرة إذ يعبرون ست خطوات يقدمون ذبيحة شكر لله الذي أعانهم ولم يصبهم ما حل بعُزّة. ارتدى داود أفودًا من الكتان، كانت تُلبس تحت الجبة، إذ لم يكن ممكنًا له أن يرقص وهو يرتدي الجبة. لقد كانت الجبة علامة العظمة أما الأفود الكتانية فعلامة النقاوة؛ وكأن داود قد خلع كل مظاهر الأبهة لكي يعلن في اتضاعه عن نقاوة داخلية وعن تهليله بحضرة الرب. لقد رقص داود أمام التابوت معبرًا بذلك عن أعماقه الداخلية التي تهتز في تهليل أمام الرب، لكننا لم نسمع عن صموئيل النبي أنه فعل ذلك ليس لأن الأخير لم يكن متهللًا في أعماقه إنما كل مؤمن يعبر عن حبه وفرحه بما يناسب ظروفه. لذا يقول القديس أمبروسيوس: [رقص داود أمام التابوت وأما صموئيل فلم يرقص. داود لم يُلَم ومُدح صموئيل]. عبّر الطوباوي داود عن فرحه بالتابوت في مزموره الثلاثين (29 حسب الترجمة السبعينية)، جاء فيه: [لأن للحظة غضبه، حياة في رضاه. عند المساء يبيت البكاء وفي الصباح الترنم. حولت نوحي إلى رقص لي. حللت مسحي ومنطقتي فرحًا. لكي تترنم لك روحي ولا تسكت. يا رب إلهي إلى الأبد أحمدك] (مز 30: 5-11). كشفت هذه العبارات العجيبة عما في أعماق قلب داود من فرح وتهليل، مصدره ليس فقط الأحداث التي عاش فيها بنقله التابوت إلى مدينته وإنما أيضًا وبصورة أعظم لحلول المسيَّا المخلص نفسه في نفس مدينة النفس الداخلية، أو سكنى الرب في القلب لإقامة ملكوته داخلنا (لو 17: 21). يقول داود المرتل: "لأن للحظة غضبه، حياة في رضاه" مشيرًا إلى الغضب الإلهي الذي تحقق إلى لحظة عندما سقط عُزَّة ميتًا أمام التابوت لأنه تجاسر فلمسه، كان ذلك للحظة، لكن خلال هذا التابوت تمتع الشعب بالحياة إذ نالوا رضى الله. كان ذلك رمزًا لما حدث مع رب المجد يسوع عندما حمل الغضب الإلهي على الصليب إذ قيل "إما الرب فسُرَّ بأن يسحقه بالحزن. أن جعل نفسه ذبيحة إثم... حمل خطية كثيرين" (إش 53: 10، 12)؛ كما إلى لحظة غضبه إذ وُضع إثمنا عليه، لكنه قام فأقامنا معه واهبًا إيانا الحياة في رضاه. ما حدث مع عُزّة كان كما عند ظلام المساء، وما تحقق مع داود في نقله التابوت كان كما في نور الصباح: "عند المساء يبيت البكاء وفي الصباح الترنم". تحقق ذلك بقوة عندما أسلم الرب الروح على الصليب فحل البكاء في المساء، لكن في فجر الأحد تهللت الكنيسة بقيامته لتبقى تنعم بالحياة المقامة فيه. يقول داود المرتل: "حولت نوحي إلى رقص لي"... فقد ناح داخليًا عندما مات عُزّة وارتبك للغاية، لكنه رقص في أعماقه كرقصات يوحنا المعمدان في أحشاء أمه أليصابات عندما أدرك المسيح المتجسد في أحشاء البتول مريم. رقص داود أمام التابوت لأنه رآه رمزًا للمسيح القادم إلى العالم، ليحل بين البشرية ويرد لهم الحياة بعد الموت، والفرح عوض النوح. يقول "حللت مُسحي ومنطقتي فرحًا"؛ إن كان قد خلع جبة العظمة وتمنطق ليرقص أمام التابوت، فإنه في ذلك رمزًا لخلعه أعمال الإنسان العتيق أو الطبيعة الفاسدة لينعم بمِنطقة الفرح أو الإنسان الجديد أو تجديد الطبيعة الإنسانية. هكذا في المزمور الثلاثين يربط المرتل داود بين فرحه بتابوت العهد ورقصه أمامه وبين تهليله بمجيء المسيَّا مخلص العالم ومجدد الطبيعة البشرية خلال تمتعها بقيامته فيها. يقول القديس أغسطينوس في شرحه للمزمور: [إنه مزمور فرح القيامة والتغيير وتجديد الجسد إلى حالة الخلود، ليس فقط بالنسبة للرب إنما أيضًا لكل الكنيسة]. كما يقول: ["حللت مُسحي ومنطقتي فرحًا". حللت حجاب خطاياي، حزن موتي، ومنطقتني بالثوب الأول، بالفرح الخالد]. لقد وضع داود النبي مزمورًا خاصًا بالاحتفال بقدوم تابوت العهد إلى مدينته، افتتحه بالصيغة التقليدية التي كانت الجماعة ترددها كلما نصبوا الخيمة: "يقوم الله. يتبدد أعداؤه، ويهرب مبغضوه من أمام وجهه" (مز 68: 1؛ عد 10: 35). عبَّر هذا المزمور بقوة عن بركات حلول الله في وسط شعبه كسرّ فرح وتهليل (مز 68: 3-4)، ورعاية واهتمام لشعبه خاصة اليتامى والأرامل بكونه أبا اليتامى وقاضي الأرامل (مز 68: 5)، مُشبع احتياجات المساكين (مز 68: 10)، واهب الخلاص (مز 68: 19) والقوة والشدة (مز 68: 35). إنه كنار يبدد الشر كالشمع قدامه ويذريه كدخان (مز 68: 2)، أمامه ترتعد الأرض (مز 68: 6) ويهرب الملوك (مز 68: 12). وضع أيضًا المزمور 24 ليعلن أن بهجته الشديدة بتابوت العهد لا تعني حصر سكنى الرب في موضع معين، إنما هو رمز لرعاية الرب للبشرية كلها، إذ يقول: "للرب الأرض وملؤها؛ المسكونة وكل الساكنين فيها" (مز 24: 1) إلخ... في ختام هذا المزمور الرائع يرى داود النبي في دخول التابوت إلى أورشليم صورة رمزية لصعود السيد المسيح إلى أورشليم العليا بعد نصرته في معركة الصليب، إذ يقول: "ارفعن أيتها الأرتاج رؤوسكن وارتفعن أيتها الأبواب الدهريات فيدخل ملك المجد. من هو ملك المجد؟ الرب القدير الجبار، الرب الجبار في القتال... رب الجنود هو ملك المجد" (مز 24: 7-10). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 199274 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() [لأن للحظة غضبه، حياة في رضاه. عند المساء يبيت البكاء وفي الصباح الترنم. حولت نوحي إلى رقص لي. حللت مسحي ومنطقتي فرحًا. لكي تترنم لك روحي ولا تسكت. يا رب إلهي إلى الأبد أحمدك] (مز 30: 5-11). كشفت هذه العبارات العجيبة عما في أعماق قلب داود من فرح وتهليل، مصدره ليس فقط الأحداث التي عاش فيها بنقله التابوت إلى مدينته وإنما أيضًا وبصورة أعظم لحلول المسيَّا المخلص نفسه في نفس مدينة النفس الداخلية، أو سكنى الرب في القلب لإقامة ملكوته داخلنا (لو 17: 21). يقول داود المرتل: "لأن للحظة غضبه، حياة في رضاه" مشيرًا إلى الغضب الإلهي الذي تحقق إلى لحظة عندما سقط عُزَّة ميتًا أمام التابوت لأنه تجاسر فلمسه، كان ذلك للحظة، لكن خلال هذا التابوت تمتع الشعب بالحياة إذ نالوا رضى الله. كان ذلك رمزًا لما حدث مع رب المجد يسوع عندما حمل الغضب الإلهي على الصليب إذ قيل "إما الرب فسُرَّ بأن يسحقه بالحزن. أن جعل نفسه ذبيحة إثم... حمل خطية كثيرين" (إش 53: 10، 12)؛ كما إلى لحظة غضبه إذ وُضع إثمنا عليه، لكنه قام فأقامنا معه واهبًا إيانا الحياة في رضاه. ما حدث مع عُزّة كان كما عند ظلام المساء، وما تحقق مع داود في نقله التابوت كان كما في نور الصباح: "عند المساء يبيت البكاء وفي الصباح الترنم". تحقق ذلك بقوة عندما أسلم الرب الروح على الصليب فحل البكاء في المساء، لكن في فجر الأحد تهللت الكنيسة بقيامته لتبقى تنعم بالحياة المقامة فيه. يقول داود المرتل: "حولت نوحي إلى رقص لي"... فقد ناح داخليًا عندما مات عُزّة وارتبك للغاية، لكنه رقص في أعماقه كرقصات يوحنا المعمدان في أحشاء أمه أليصابات عندما أدرك المسيح المتجسد في أحشاء البتول مريم. رقص داود أمام التابوت لأنه رآه رمزًا للمسيح القادم إلى العالم، ليحل بين البشرية ويرد لهم الحياة بعد الموت، والفرح عوض النوح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 199275 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يقول "حللت مُسحي ومنطقتي فرحًا"؛ إن كان قد خلع جبة العظمة وتمنطق ليرقص أمام التابوت، فإنه في ذلك رمزًا لخلعه أعمال الإنسان العتيق أو الطبيعة الفاسدة لينعم بمِنطقة الفرح أو الإنسان الجديد أو تجديد الطبيعة الإنسانية. هكذا في المزمور الثلاثين يربط المرتل داود بين فرحه بتابوت العهد ورقصه أمامه وبين تهليله بمجيء المسيَّا مخلص العالم ومجدد الطبيعة البشرية خلال تمتعها بقيامته فيها. يقول القديس أغسطينوس في شرحه للمزمور: [إنه مزمور فرح القيامة والتغيير وتجديد الجسد إلى حالة الخلود، ليس فقط بالنسبة للرب إنما أيضًا لكل الكنيسة]. كما يقول: ["حللت مُسحي ومنطقتي فرحًا". حللت حجاب خطاياي، حزن موتي، ومنطقتني بالثوب الأول، بالفرح الخالد]. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 199276 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() [لأن للحظة غضبه، حياة في رضاه. عند المساء يبيت البكاء وفي الصباح الترنم. حولت نوحي إلى رقص لي. حللت مسحي ومنطقتي فرحًا. لكي تترنم لك روحي ولا تسكت. يا رب إلهي إلى الأبد أحمدك] (مز 30: 5-11). لقد وضع داود النبي مزمورًا خاصًا بالاحتفال بقدوم تابوت العهد إلى مدينته، افتتحه بالصيغة التقليدية التي كانت الجماعة ترددها كلما نصبوا الخيمة: "يقوم الله. يتبدد أعداؤه، ويهرب مبغضوه من أمام وجهه" (مز 68: 1؛ عد 10: 35). عبَّر هذا المزمور بقوة عن بركات حلول الله في وسط شعبه كسرّ فرح وتهليل (مز 68: 3-4)، ورعاية واهتمام لشعبه خاصة اليتامى والأرامل بكونه أبا اليتامى وقاضي الأرامل (مز 68: 5)، مُشبع احتياجات المساكين (مز 68: 10)، واهب الخلاص (مز 68: 19) والقوة والشدة (مز 68: 35). إنه كنار يبدد الشر كالشمع قدامه ويذريه كدخان (مز 68: 2)، أمامه ترتعد الأرض (مز 68: 6) ويهرب الملوك (مز 68: 12). وضع أيضًا المزمور 24 ليعلن أن بهجته الشديدة بتابوت العهد لا تعني حصر سكنى الرب في موضع معين، إنما هو رمز لرعاية الرب للبشرية كلها، إذ يقول: "للرب الأرض وملؤها؛ المسكونة وكل الساكنين فيها" (مز 24: 1) إلخ... في ختام هذا المزمور الرائع يرى داود النبي في دخول التابوت إلى أورشليم صورة رمزية لصعود السيد المسيح إلى أورشليم العليا بعد نصرته في معركة الصليب، إذ يقول: "ارفعن أيتها الأرتاج رؤوسكن وارتفعن أيتها الأبواب الدهريات فيدخل ملك المجد. من هو ملك المجد؟ الرب القدير الجبار، الرب الجبار في القتال... رب الجنود هو ملك المجد" (مز 24: 7-10). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 199277 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() احتقار ميكال لداود: 16 وَلَمَّا دَخَلَ تَابُوتُ الرَّبِّ مَدِينَةَ دَاوُدَ، أَشْرَفَتْ مِيكَالُ بِنْتُ شَاوُلَ مِنَ الْكُوَّةِ وَرَأَتِ الْمَلِكَ دَاوُدَ يَطْفُرُ وَيَرْقُصُ أَمَامَ الرَّبِّ، فَاحْتَقَرَتْهُ فِي قَلْبِهَا. 17 فَأَدْخَلُوا تَابُوتَ الرَّبِّ وَأَوْقَفُوهُ فِي مَكَانِهِ فِي وَسَطِ الْخَيْمَةِ الَّتِي نَصَبَهَا لَهُ دَاوُدُ. وَأَصْعَدَ دَاوُدُ مُحْرَقَاتٍ أَمَامَ الرَّبِّ وَذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ. 18 وَلَمَّا انْتَهَى دَاوُدُ مِنْ إِصْعَادِ الْمُحْرَقَاتِ وَذَبَائِحِ السَّلاَمَةِ بَارَكَ الشَّعْبَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ. 19 وَقَسَمَ عَلَى جَمِيعِ الشَّعْبِ، عَلَى كُلِّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ رِجَالًا وَنِسَاءً، عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ رَغِيفَ خُبْزٍ وَكَأْسَ خَمْرٍ وَقُرْصَ زَبِيبٍ. ثُمَّ ذَهَبَ كُلُّ الشَّعْبِ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ، 20 وَرَجَعَ دَاوُدُ لِيُبَارِكَ بَيْتَهُ. فَخَرَجَتْ مِيكَالُ بِنْتُ شَاوُلَ لاسْتِقْبَالِ دَاوُدَ، وَقَالَتْ: «مَا كَانَ أَكْرَمَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ الْيَوْمَ، حَيْثُ تَكَشَّفَ الْيَوْمَ فِي أَعْيُنِ إِمَاءِ عَبِيدِهِ كَمَا يَتَكَشَّفُ أَحَدُ السُّفَهَاءِ». 21 فَقَالَ دَاوُدُ لِمِيكَالَ: «إِنَّمَا أَمَامَ الرَّبِّ الَّذِي اخْتَارَنِي دُونَ أَبِيكِ وَدُونَ كُلَّ بَيْتِهِ لِيُقِيمَنِي رَئِيسًا عَلَى شَعْبِ الرَّبِّ إِسْرَائِيلَ، فَلَعِبْتُ أَمَامَ الرَّبِّ. 22 وَإِنِّي أَتَصَاغَرُ دُونَ ذلِكَ وَأَكُونُ وَضِيعًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِي، وَأَمَّا عِنْدَ الإِمَاءِ الَّتِي ذَكَرْتِ فَأَتَمَجَّدُ». 23 وَلَمْ يَكُنْ لِمِيكَالَ بِنْتِ شَاوُلَ وَلَدٌ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهَا. أُدخل التابوت إلى مدينة داود، وهي القسم الأعلى من الجنوب الغربي لأورشليم حيث يوجد الحصن الذي استولى عليه داود من اليبوسيين، هناك وُجد بيت داود وأيضًا مسكن التابوت حتى انتقل إلى الهيكل الذي بناه سليمان. كانت ميكال تحب داود (1 صم 18: 20)، أنقذته من يد أبيها (1 صم 19: 12-13)، لكن شاول أعطاها لفلطيئيل زوجة، ثم أُعيدت ثانية إلى رجلها الأول داود... لكنها لم تكن قادرة أن تشاركه حبه لله وغيرته وإيمانه. لذا رأت في خلعه لجبته الملوكية ورقصه أمام التابوت نوعًا من السفاهة. استقبلته باحتقار قائلة له: "ما كان أكرم ملك إسرائيل اليوم، حيث تكشَّف اليوم في أعين إماء عبيده كما يتكشَّف أحد السفهاء" [20]. ما أبعد الفارق بين داود وميكال؛ الأول انسحب بكل كيانه الداخلي ليرى خلال التابوت تجسد الكلمة وحلول المسيا بين شعبه وتقديم عمله الخلاصي، أما ميكال فتعلق قلبها بالجبة الملوكية التي خلعها داود فرأته سفيهًا وعاريًا كما قالت له!!! يبدو أن ميكال كانت تنتظر من رجلها كملك أن يبقى في قصره ويأتي إليه الكل يهنئونه بوصول التابوت، لا أن ينزل من القصر ويخلع جبته الملوكية ويرقص أمام التابوت في حضرة الجماعة. ميكال تمثل الأنا القابعة في داخل النفس، المتقوقعة والمغلقة، تطلب ما للأنا، ولا تنفتح على الله والناس، لذا أصيبت بعمى البصيرة الداخلية وتحجر القلب وفقدان الحس الداخلي تجاه العمل الإلهي الفائق. أما داود الطوباوي فيمثل النفس التي تخلع حب العظمة الزمنية، وتنفتح بالاتضاع المملوء حبًا نحو الله والناس، فتتحول عن مسوح الحزن إلى منطقة الفرح، وتعبر من بكاء المساء إلى فرح صباح القيامة! بحضور التابوت قدمت محرقات وذبائح سلامة (لا 1: 3)، وكان تجسد الكلمة غايته ذبيحة الصليب التي هي موضع سرور الآب والقادرة على خلاصنا. بارك داود الشعب وأعطى كل واحد رغيف خبز وكأس خمر وقرص زبيب. رغيف الخبز يشير إلى وحدة الكنيسة وتبادل الحب بين أعضائها إذ تجتمع الحنطة معًا في رغيف خبز؛ وكأس الخمر يشير إلى شركة الفرح بالروح، أما قرص الزبيب فيشير إلى عذوبة الكنيسة وحلاوتها باتحادها. لم ينس داود بيته فجاء يباركه، لكن ميكال انتهرته. أما هو ففي حزم وبخها على نظرتها غير الإيمانية. يُختم الأصحاح بالقول بأنه لم يكن لميكال ولد من داود، وكان ذلك عارًا في العهد القديم، علامة غضب الله، إذ تترقب كل مؤمنة أن يأتي المسيا من نسلها. فعقر ميكال ربما كان ثمرة تمردها على الرب ولكبريائها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 199278 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() بحضور التابوت قدمت محرقات وذبائح سلامة (لا 1: 3) وكان تجسد الكلمة غايته ذبيحة الصليب التي هي موضع سرور الآب والقادرة على خلاصنا. بارك داود الشعب وأعطى كل واحد رغيف خبز وكأس خمر وقرص زبيب. رغيف الخبز يشير إلى وحدة الكنيسة وتبادل الحب بين أعضائها إذ تجتمع الحنطة معًا في رغيف خبز؛ وكأس الخمر يشير إلى شركة الفرح بالروح، أما قرص الزبيب فيشير إلى عذوبة الكنيسة وحلاوتها باتحادها. لم ينس داود بيته فجاء يباركه، لكن ميكال انتهرته. أما هو ففي حزم وبخها على نظرتها غير الإيمانية. يُختم الأصحاح بالقول بأنه لم يكن لميكال ولد من داود، وكان ذلك عارًا في العهد القديم، علامة غضب الله، إذ تترقب كل مؤمنة أن يأتي المسيا من نسلها. فعقر ميكال ربما كان ثمرة تمردها على الرب ولكبريائها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 199279 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() اشتياق داود لبناء بيت الرب شعر داود النبي والملك بإحسانات الرب إليه فأراد أن يبني له بيتًا، إذ حسب أنه ليس من اللائق أن يسكن هو في بيت من الأرز بينما يسكن تابوت العهد في خيمة من الشقق. رغبة داود في بناء بيت الرب: 1 وَكَانَ لَمَّا سَكَنَ الْمَلِكُ فِي بَيْتِهِ، وَأَرَاحَهُ الرَّبُّ مِنْ كُلِّ الْجِهَاتِ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِ، 2 أَنَّ الْمَلِكَ قَالَ لِنَاثَانَ النَّبِيِّ: «انْظُرْ. إِنِّي سَاكِنٌ فِي بَيْتٍ مِنْ أَرْزٍ، وَتَابُوتُ اللهِ سَاكِنٌ دَاخِلَ الشُّقَقِ». 3 فَقَالَ نَاثَانُ لِلْمَلِكِ: «اذْهَبِ افْعَلْ كُلَّ مَا بِقَلْبِكَ، لأَنَّ الرَّبَّ مَعَكَ». لم يتبع الكاتب التسلسل الزمني، إذ أراد الكشف عما ورد في قلب داود النبي والملك من جهة بناء بيت للرب عوض الخيمة مباشرة بعد ذكره إحضار التابوت إلى مدينة داود، بينما ما جاء هنا غالبًا ما تحقق بعد الحرب التي وردت في الأصحاح التالي. لقد قيل هنا: "وأراحه الرب من كل الجهات من جميع أعدائه" [1]. بلا شك ظهر هذا الفكر في أعماق داود النبي عندما بدأ في بناء بيته، وربما اشتهى أن يبني بيت الرب قبل بيته، حاسبًا الله أولًا في كل أمور حياته. هذا الفكر تزايد بالأكثر بعدما أُحضر التابوت إلى مدينته، لكنه لم يتحدث مع ناثان النبي إلا بعدما استراح من الحروب، قاصدًا أن يبني بيتًا ضخمًا جدًا يحتاج بناؤه إلى أزمنة سلام، أي إلى تفرغ للبناء دون ارتباك بالحروب. كان ناثان نبيًا أمينًا لله وللملك وله وقاره الخاص، قام بحزم وشجاعة لكنه في أدب بتوبيخ الملك عندما ارتكب الخطية مع امرأة أوريا الحثي (2 صم 12: 1-15). قام هو وجاد الرائي بترتيب خدمة بيت الرب (2 أي 29: 25). عمل مع بثشبع على إقامة سليمان ملكًا (1 مل 1: 28-45). وافق ناثان في البداية على طلب داود الخاص ببناء بيت للرب، إذ حسبه طلبًا صالحًا ولائقًا، لكنه إذ استشار الرب أجابه ألا يعمل ذلك بل يترك الأمر لابنه من بعده. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 199280 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ابن داود يبني البيت: 4 وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى نَاثَانَ قَائِلًا: 5 «اِذْهَبْ وَقُلْ لِعَبْدِي دَاوُدَ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَأَنْتَ تَبْنِي لِي بَيْتًا لِسُكْنَايَ؟ 6 لأَنِّي لَمْ أَسْكُنْ فِي بَيْتٍ مُنْذُ يَوْمَ أَصْعَدْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، بَلْ كُنْتُ أَسِيرُ فِي خَيْمَةٍ وَفِي مَسْكَنٍ. 7 فِي كُلِّ مَا سِرْتُ مَعَ جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، هَلْ تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ إِلَى أَحَدِ قُضَاةِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ أَمَرْتُهُمْ أَنْ يَرْعَوْا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ قَائِلًا: لِمَاذَا لَمْ تَبْنُوا لِي بَيْتًا مِنَ الأَرْزِ؟ 8 وَالآنَ فَهكَذَا تَقُولُ لِعَبْدِي دَاوُدَ: هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: أَنَا أَخَذْتُكَ مِنَ الْمَرْبَضِ مِنْ وَرَاءِ الْغَنَمِ لِتَكُونَ رَئِيسًا عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. 9 وَكُنْتُ مَعَكَ حَيْثُمَا تَوَجَّهْتَ، وَقَرَضْتُ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ مِنْ أَمَامِكَ، وَعَمِلْتُ لَكَ اسْمًا عَظِيمًا كَاسْمِ الْعُظَمَاءِ الَّذِينَ فِي الأَرْضِ. 10 وَعَيَّنْتُ مَكَانًا لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ وَغَرَسْتُهُ، فَسَكَنَ فِي مَكَانِهِ، وَلاَ يَضْطَرِبُ بَعْدُ، وَلاَ يَعُودُ بَنُو الإِثْمِ يُذَلِّلُونَهُ كَمَا فِي الأَوَّلِ، 11 وَمُنْذُ يَوْمَ أَقَمْتُ فِيهِ قُضَاةً عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. وَقَدْ أَرَحْتُكَ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِكَ. وَالرَّبُّ يُخْبِرُكَ أَنَّ الرَّبَّ يَصْنَعُ لَكَ بَيْتًا. 12 مَتَى كَمُلَتْ أَيَّامُكَ وَاضْطَجَعْتَ مَعَ آبَائِكَ، أُقِيمُ بَعْدَكَ نَسْلَكَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ. 13 هُوَ يَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي، وَأَنَا أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مَمْلَكَتِهِ إِلَى الأَبَدِ. 14 أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا. إِنْ تَعَوَّجَ أُؤَدِّبْهُ بِقَضِيبِ النَّاسِ وَبِضَرَبَاتِ بَنِي آدَمَ. 15 وَلكِنَّ رَحْمَتِي لاَ تُنْزَعُ مِنْهُ كَمَا نَزَعْتُهَا مِنْ شَاوُلَ الَّذِي أَزَلْتُهُ مِنْ أَمَامِكَ. 16 وَيَأْمَنُ بَيْتُكَ وَمَمْلَكَتُكَ إِلَى الأَبَدِ أَمَامَكَ. كُرْسِيُّكَ يَكُونُ ثَابِتًا إِلَى الأَبَدِ». 17 فَحَسَبَ جَمِيعِ هذَا الْكَلاَمِ وَحَسَبَ كُلِّ هذِهِ الرُّؤْيَا كَذلِكَ كَلَّمَ نَاثَانُ دَاوُدَ. يبدو أن الله تحدث مع ناثان خلال رؤيا الليل [4، 17]، وقد رفض الله أن يبني داود بيتًا مقدمًا له هذا التعليل بأن الله لم يسكن في بيت منذ إخراجه للشعب من مصر، ولا طلب ذلك منهم. إنه ليس إنسانًا يحتاج إلى بيت (إش 66: 1). أكد الله ذلك لئلا يظن شعبه أنه حقق لهم انتصارات لأجل إقامة هيكل عظيم له، ولكي لا ينشغلوا ببيت الله فيما بعد كمبنى عظيم. هم أنفسهم بيته الحيّ، يود أن يسكن في وسطهم معلنًا حضوره الدائم فيهم خلال الحياة المقدسة. هذا ما كشفه العهد الجديد بأكثر وضوح. عندما طلب التلاميذ من السيد المسيح أن ينظر الأبنية العظيمة التي للهيكل. أكَّد لهم أنه لن يبقى حجر على حجر إلا وينقض (مت 24: 1-2)؛ كما تحدث عن الهيكل بكونه هيكل جسده هو الذي ينقضه اليهود على الصليب ليقوم في اليوم الثالث (يو 2: 19-22) واهبًا إيانا الحياة المقامة خلال اتحادنا معه. حدثنا أيضًا القديس بطرس عن الهيكل الحيّ الذي يقوم بحجارة حيَّة هي جماعة المؤمنين (1 بط 2: 5). سبق أن تحدثنا في كتاب "الكنيسة بيت الله" عن ارتباط المبنى الكنسي بالحياة الداخلية، حيث استعرضت مقتطفات لكلمات العلامة أوريجانوس، جاء فيها: [أهِّلني يا رب يسوع المسيح أن أساهم في بناء بيتك... إني أتوق أن أقدم ذهبًا للغطاء (خر 25: 17)، أو لتابوت العهد أو للمنارة أو للسرج...! هلم نبني خيمة إله يعقوب يسوع المسيح ربنا، ونزّينها]. [ليكن للنفس مذبح في وسط القلب، عليه تُقدم ذبائح الصلاة ومحرقات الرحمة، فَتُذبح فوقه ثيران الكبرياء بسكين الوداعة، وتُقتل عليه كباش الغضب وماعز التنعم والشهوات... لتعرف النفس كيف تقيم داخل قدس إقداس قلبها منارة تضئ بغير انقطاع]. إن ما يمجّد الله ليس في المباني المادية الضخمة، بل في النفوس الحية التي أقامها السيد المسيح من الأموات، وتعلن حضوره في وسطها وملكوته في داخلها. لذلك أبرز الله معاملاته مع داود كيف أقامه الله من المربض من وراء الغنم ليصير رئيسًا لشعبه، كيف كان معه أينما وُجد واهبًا له النجاح والغلبة. وكأنه مع كل نصرة روحية وكل نجاح داخلي يُعلن بيت الرب المجيد فينا. على أي الأحوال، لم يحرم الله داود سؤال قلبه، إنما وعده بتحقيق ذلك خلال ابنه الذي يخرج من أحشائه، مقدمًا تبريرًا لذلك كما جاء في (1 أي 22: 8). بأن داود سفك دمًا كثيرًا وعمل حروبًا عظيمة، لذلك يليق بناء بيت الرب في أيام سليمان حيث تكون أيامه سلامًا. الذي يقيم بيت الرب هو سليمان، وكان رمزًا للسيد المسيح ابن داود حسب الجسد الذي أقام كنيسة العهد الجديد بيتًا روحيًا يسكنه الثالوث القدوس. يقول القديس أغسطينوس: [مَن يظن أن هذا الوعد العظيم (2 صم 7: 12-16) قد تحقق في سليمان يخطئ خطأ عظيمًا، إذ يسمع القول [هو يبني لي بيتًا] لكنه لا يسمع للقول: [بيته يبقى أمينًا وتكون مملكته أمامي إلى الأبد]. ليته ينصت ويتأمل بيت سليمان المملوء نساءً غريبات يتعبَّدن لآلهة غريبة، بل والملك نفسه الذي كان حكيمًا خُدع بواسطتهن وسقط في عبادة الأوثان نفسها. ليته لا يتجاسر أحد فيظن أن الله قد وعد بذلك باطلًا أو أنه كان غير قادر أن يعرف ما سيكون عليه سليمان هذا وبيته. إذن، يليق بنا ألا نشك في أن هذه الأمور قد تحققت في المسيح ربنا الذي جاء من نسل داود حسب الجسد (رو 1: 3)، لئلا تكون نظرتنا هنا باطلة مثل اليهود الجسدانيين الذين يدركون أن الابن المذكور هنا والموعود به لداود ليس سليمان ومع ذلك فبعماهم العجيب عن الموعود به (المسيح) والمعلن عنه يقولون إنهم ينتظرون آخر. حقًا لقد ظهرت في سليمان صورة لما حدث فيما بعد، إذ بنى الهيكل وكان له سلام كاسمه (لأن سليمان يعني سالم)، وكان في بداية حكمه مستحقًا للمديح بطريقة عجيبة، بينما أظهر المسيح ربنا -بكونه ظلًا له- لكنه لم يماثله في شخصه]. جاء في الوعد الذي قدمه الله لداود أن ابنه يقوم ببناء البيت الآتي: أ. "أثبت كرسي مملكته إلى الأبد" [13]. لقد ملك سليمان أربعين سنة، أما نسله فملكوا حتى نهاية المملكة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). السيد المسيح هو الذي ليس لملكه نهاية (مز 89: 27، 36، 37). لقد سقطت مظلة داود (عا 9: 11)، أما مملكة المسيح فلن تسقط أبدًا. جاء في عنوان المزمور 72 أن سليمان يملك من البحر إلى البحر ومن النهر إلى أقصى الأردن، سليمان هذا رمز للسيد المسيح الذي ملك من النهر أي خلال الأردن، مياه المعمودية، حيث يقيم مملكته في قلوب المعمدين كأعضاء جسده الخاضعة للرأس. ب. "أقيم بعدك نسلك ..." [12] يرى القديس أغسطينوس أن سليمان ملك أثناء حياة داود، قبل موته، لهذا فالوعد في جوهره ينطبق على غيره، على المسيح الذي بنى الهيكل الروحي (1 كو 3: 17). يقول أيضًا الأب لاكتانتينوس: [تسلم سليمان المملكة من أبيه نفسه بينما تحدث الأنبياء عمَّن (يبني البيت) أنه يولد بعد أن يرقد داود مع آبائه. هذا ولم يكن حكم سليمان أبديًا، إذ ملك لمدة أربعين سنة. ثانيًا لم يُدع سليمان قط ابن الله بل ابن داود، والبيت الذي بناه لم يثبت على الدوام مثل الكنيسة التي هي الهيكل الحقيقي لله، هذه التي لم تُبن من حوائط بل من القلوب (1 بط 2: 5) بإيمان الذين آمنوا به وقد دُعوا مؤمنين. أما هيكل سليمان فبُني باليد وهُدم باليد. أخيرًا تنبأ في (المزمور 127) عن عمل ابنه (حسب الجسد): [إن لم يبن الرب البيت فباطلًا تعب البناؤون، وإن لم يحرس الرب المدينة فباطلًا سهر الحراس]. ج. هيكل الله ليس هيكل سليمان الذي هدمه نبوخذنصَّر بل جسد المسيح (يو 2: 19-21) الذي حل بيننا وصعد إلى السماء ليقيمنا فيه أبديًا، به صرنا شركاء الطبيعة الإلهية (رؤ 21: 3). د. "أنا أكون له أبًا وهو يكون لي ابنًا" [14]. صار سليمان كابن لكنه تعوَّج واحتاج إلى تأديب، إما السيد المسيح فهو الابن الأزلي الذي وهبنا فيه البنوة، خلاله لا تنزع عنا الرحمة الإلهية، لكننا إن أخطأنا يؤدبنا بقضيب الناس وبضربات بني آدم [14]. يقول القديس أغسطينوس: [بالنسبة للمسيح نفسه الذي هو رأس الكنيسة لا يمكن أن يوجد فيه أية خطية تحتاج إلى تأديب إلهي بتصحيحات بشرية ... إنما توجد في جسده وفي أعضائه الذين هم شعبه. لذلك ما قيل في سفر صموئيل "إن هو (تعوَّج)" جاء في المزمور (89): "إثم بنيه"، ("إن ترك بنوه شريعتي" (مز 89: 30)). نختم حديثنا عن الوعد الإلهي لداود ببناء بيت الرب بيدي ابنه بالملاحظات التالية: أ. الله في حديثه يقول: "هل تكلمت بكلمة إلى أحد قضاة إسرائيل الذين أمرتهم أن يرعوا شعبي إسرائيل قائلًا: لماذا لم تبنوا لي بيتًا من الأرز؟!" [7]. كأن بناء بيت الرب المفرح له هو رعاية شعبه والاهتمام بهم، يسيرون مع شعبه ويحامون عنه ويعتنون به كما يعتني الراعي بقطيع غنمه. ب. لئلا يظن داود أن عدم بنائه للبيت يقلل من مركزه لدى الله قال ليوناثان: "هكذا تقول لعبدي داود" (2 صم 7: 8). كأن الله ينسب نفسه لداود شخصيًا، علامة الاعتزاز به. ج. عدم بناء البيت إلى عصر سليمان لا يعني رفضه شعبه، إذ يهتم هو بهم وعيّن لهم حتى أرضهم: "عينت مكانًا لشعبي إسرائيل وغرسته، فسكن في مكانه ولا يضطرب بعد ..." [10]... هكذا هو بيت الرب الثابت: قدسيّة حياة مؤمنيه. |
||||