![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 198911 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يسوع وجهت إليه إتهامات باطلة ولكنه لم يدافع عن نفسه. ولو دافع، لأمكنه أن يدحض كل تهمة ويتبرأ. ولكن بذلك ندان نحن. ففضل أن يحمل الدينونة عنا، ويصير هو مذنباً لكي يتبرر نحن. ويحكم عليه بالموت، لكي يحكم لنا بالحياة.. ولم يدافع عن نفسه، لأنه تجسد لكي يبذل نفسه، ولكي يوفي للعدل الإلهي حقه عن خطايانا. وخطايانا ما كانت تحتاج إلي دفاع، بل تحتاج إلي فداء. تحتاج إلي ذبيحة تموت عنها، إلي كفارة، إلي نفس بارة تموت عن نفس آثمة. نفس تؤخذ عوضاً عن نفس الدفاع الوحيد الذي يدافع به، هو أن يقدم ثمن الخطية. أي أنه يقدم دمه الطاهر ليسفك عن كثيرين لمغفرة الخطايا. فيتنسم الآب من ذبيحته رائحة الرضا، ويقول للبشر: لما أرى الدم أعبر عنكم" (خر 12: 13). دفاع المسيح ليس هو دفاعاً عن نفسه، إنما دفاع عنا. وهو دفاع ليس بالكلام ولا باللسان، إنما هو بالعمل والحق بإرضاء العدل الإلهي.. بالموت عنا.. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198912 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يسوع في بستان جثسيمانى أستعد المسيح ليحمل خطايا العالم كله. ووقفت أمامه كل خطايا البشر في كل الدهور، بكل ما فيها من بشاعة ونجاسة.. كانت كأساً مملوءاً بالمرارة. وقال الرب: نفسي حزينة جداً حتي الموت (مت 26: 38). كان حزينا علي البشرية التي وصلت إلي هذا المستوى الحقير، وفقدت الصورة الإلهية التي خلقت علي شبهها ومثالها. عجيب أن الرب الذي هو مصدر كل تعزية وفرح، ويقول "نفسي حزينة حتي الموت).. ذلك لأنه كان أمامه كل الصور البشعة لخطايا الناس، الظاهرة والخفية، مع كل صور أفكارهم الداخلية ومشاعر قلوبهم، وما يتصورون ارتكابه من خطايا.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198913 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كيف ينحنى القدوس ليحمل كل هذه النجاسة؟! يا أبتاه، إن شئت أن تعبر هذه الكأس، وإلا فلتكن مشيئتك.. (مت 26: 42). قد يستنكف بار من النظر إلي صورة خطية نجسة، فكم بالأولي القدوس الكلي القداسة وهو ينظر إلي كل النجاسات مجتمعة، ثم يحملها كأثيم، نيابة عن جميع فاعليها، ليموت عنا.. ويقف ليحتمل كل غضب الآب وكل قصاصه.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198914 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يا أخوتي، لا تظنوا أن آلام المسيح، كانت هي آلام الجسد فقط، إنما هناك أيضاً آلام النفس والروح.. آلام الجسد كانت تتمثل في الجلد والشوك والمسامير والصلب، وأيضاً في الضرب واللطم وحمل الصليب والوقوع تحته، ومشقته الطريق، والعطش الشديد وما إلي ذلك. ولكن كانت هناك آلام أخري، من نوع آخر، عبر عنها بقوله "نفسي حزينة جداً حتي الموت) آلام الحزن علي البشرية الساقطة،ولآلام التي صادفها من خيانة الناس وغدرهم وقسوتهم، وآلامه من جهة هذا الشعب المخدوع، الذي يهتف في جهل أصلبه أصلبه.. حقاً أنها لا يدرون ماذا يفعلون. وهناك أيضاً آلام المسيح من جهة تلاميذه الذين ملكهم الخوف والشك فهربوا واختبأوا، وترصد بها رؤساء اليهود ليفتكوا بهم.. كل هذا والسيد الرب في بستان، وهو "عالم بأن ساعته قد جاءت" (يو 13: 1)، "وهو عالم بكل ما يأتي عليه" (يو 18: 4)، وهو يصارع حتي صارت قطرات عرقه كقطرات دم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198915 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ومع ذلك فقد داس المعصرة وحده (أش 63: 3). حتي تلاميذه، تركوه في هذه الساعة الحرجة، ولم يستطيعوا أن يسهروا معه ساعة واحدة، علي الرغم من طلبه ذلك منهم ثلاث مرات، وقوله لهم "اسهروا وصلوا لئلا تقعوا في تجربة" (مت 26: 41). إني أريدكم أن تسهروا من أجل أنفسكم، وليس من أجلي. اسهروا، لا لكي تسندوني في وقت ضيقتي، وإنما اسهروا لأجل أنفسكم لكي لا تقعوا في تجربه، لأن عدوى قد أقترب، والظلمة زاحفة بكل سلطانها، والشيطان مزمع أن يغربلكم. والمقصود ليس فقط أن يضرب الراعي، إنما لمقصود أيضاً أن تتبدد الرعية. أسهر يا بطرس قبل أن يصيح الديك. أسهر مع الرب، وصارع في الصلاة أيضاً، لكي تدخل إلي التجربة وأنت محصن. ربما يا بطرس لو كنت سهرت، ما كنت أنكرت..! ولكن "العين الثقيلة" لا تبصر التجربة المقبلة ولا تستعد لها. هل الشخص الذي يقول لمعلمه "أضع نفسي عنك" (ولو أدي الأمر أن أموت معك). هل مع هذا الكلام، لا يستطيع أن يسهروا معه، ولا ساعة واحدة! إن كنت لا تستطيع أن تسهر معه، فكيف يمكنك أن تموت معه؟! إنتبه إذن إلي نفسك واستعد.. ما أقسى التجربة حينما تأتي لأناس، فتجهم نياماً، وأعينهم ثقيلة! لهذا كان الرب متألماً لأجل تلاميذه.. ومع ذلك أن كنتم لا تستطيعون، ناموا الآن واستريحوا. أنا الذي سوف أسهر عنكم. فأنا لا أنعس ولا أنام مثلكم، لأني ساهر علي خلاصكم. كان السيد المسيح يحمل آلام جسده، وآلام نفسه، وآلام الناس، وألم خطايا البشر كلها. ولعل الخطية كانت أثقل ما حمله المسيح لأجلنا. فالذي بلا خطية وحده"ملنا كل واحد إلي طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش 53). ولعله بسبب هذه الخطايا، عبر عن أعظم آلم مر به بقوله للآب "لماذا تركتني).. أي تركه للعدل يحتمل كل قصاصه الواقع علي البشر منذ آدم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198916 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ومع ذلك فقد داس المعصرة وحده (أش 63: 3). أن كانت التوبة سبب فرح السماء، فماذا عن الخطية؟ يقول الكتاب إنه يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب. إذن علي القياس يكون حزن علي من يسقط. فكم وكم كان حزن المسيح إذن لا بسبب سقطة إنسان، إنما بسبب كل سقطة لكل إنسان.. بما يحمل ذلك من ملايين الملايين للصورة الكئيبة التي وقفت أمام الرب، ليحملها وينوب فيها عن الكل ومن النجاسات التي يحملها الرب، خطايانا نحن الخاصة.. إن كل خطية، لكل واحد منا، كانت قطرة مرارة في الكأس المر الذي كان لابد للرب أن يشربه.. ولو لا أن الرب قد حمل خطايانا هذه ليمحوها بدمه، ما كان يمكن أن يغفر لنا.. إذن فنحن قد آلمنا الرب وكنا جزءاً من آلامه يوم الجمعة الكبيرة. لهذا ففي كل خطية نرتكبها ليس غريباً أن نقول له: لك وحدك والشر قدامك صنعت إن كنا قد آلمناك يا رب، فلا تسمح أن نتسبب في ألمك مرة أخري. ولا تسمح أن نضيف إلي كأسك قطرات مرة أخري. أنضح علينا بز وفاك فنظهر. واغسلنا فنبيض أكثر من الثلج. وليكن فرحك بخلاصنا، أكثر من ألمك بسبب خطايانا . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198917 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ما هو التعريف الكتابي لربطة عنق الروح على الرغم من أن العبارة الدقيقة "ربطة النفس" لا تظهر في الكتاب المقدس ، يمكننا أن نفهم هذا المفهوم كعلاقة روحية وعاطفية عميقة بين شخصين تؤثر عليهما على مستويات متعددة - عقليا وعاطفيا وروحيا. من منظور الكتاب المقدس ، قد نعرّف ربطة عنق الروح على أنها رابطة تشكلت بين روحين يمكن أن يكون لها آثار دائمة على رفاهية الشخص ورحلته الروحية. يجد مفهوم روابط الروح جذوره في الفهم الكتابي للشخص البشري ككل موحد - الجسد والنفس والروح. في الكتاب المقدس ، نرى أن البشر مخلوقون على صورة الله (تكوين 1: 27) ، مع القدرة على الروابط العلائقية العميقة. غالبًا ما تشير الروح ، بعبارات كتابية ، إلى الشخص بأكمله ، بما في ذلك عواطفه وإرادة وعقله. عندما نتحدث عن روابط الروح ، فإننا نعترف بالطريقة القوية التي يمكن بها للعلاقات الإنسانية تشكيلنا والتأثير علينا. يتحدث المزامير عن عمق الاتصال هذا عندما يكتب: "كما في وجه الماء يعكس الوجه، فقلب الإنسان يعكس الإنسان" (أمثال 27: 19). تشير هذه الآية إلى أن علاقاتنا لديها القدرة على تشكيل أنفسنا الداخلية ، مما يعكس لنا جوانب من قلوبنا وأرواحنا. من الناحية النفسية ، قد نفهم روابط الروح على أنها ارتباطات عميقة تتشكل من خلال التجارب العلائقية الرئيسية. يمكن أن تكون هذه الروابط إيجابية ومهذبة للحياة ، كما في حالة الزواج الصحي أو الصداقات الوثيقة. ولكن يمكن أن تكون أيضًا سلبية وملزمة ، خاصة عندما تتشكل من خلال التجارب المؤلمة أو الخاطئة. أتذكر كيف أدرك آباء الكنيسة الأوائل الإنسان على أنه وحدة نفسية جسدية. القديس أوغسطين ، على سبيل المثال ، تحدث عن الروح كمبدأ متحرك للجسم ، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعواطفنا وعلاقاتنا. يساعدنا هذا الفهم الشامل على فهم السبب في أن بعض العلاقات يمكن أن يكون لها مثل هذا التأثير القوي على كياننا بأكمله. على الرغم من أن مفهوم العلاقات الروحية يمكن أن يكون مفيدًا في فهم تأثير علاقاتنا ، يجب أن نكون حذرين لعدم إسناد المزيد من القوة إلى هذه الروابط أكثر مما هو مبرر من الكتاب المقدس. يجب أن يكون ولاءنا النهائي وعلاقتنا العميقة مع الله دائمًا ، كما يذكرنا يسوع في أعظم وصية: "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل عقلك" (متى 22: 37). على الرغم من أننا لا نستطيع الإشارة إلى تعريف كتابي محدد لعلاقات الروح ، يمكننا فهمها على أنها روابط روحية وعاطفية عميقة تشكل بين الأفراد ، مما يؤثر على كيانهم كله. تعكس هذه الروابط الطبيعة العلائقية للبشرية كما هي مخلوقة على صورة الله ويمكن أن يكون لها آثار كبيرة على رفاهيتنا الروحية والعاطفية. بينما نستكشف هذا المفهوم أكثر ، دعونا نضع في اعتبارنا دائمًا أولوية علاقتنا مع الله والقوة التحويلية لمحبته في جميع روابطنا البشرية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198918 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() انتصارات داود النبي (2 صم 1-10) استحق صاحب هذا القلب الكبير أن يتمتع بنصرات مستمرة على الأمم المحيطة به والمقاولة حيث ثبتت مملكته، لا ليتسلمها سليمان ابنه من بعده فحسب، إنما بالحري ليأتي من نسله المسيا المخلص يملك إلى الأبد على قلوب مؤمنينه، مقيمًا ملكوت الله داخلهم. في السفر السابق ظهر داود النبي كرجل الله الحق، الذي غلب وانتصر، لا على الآخرين، بل في حياته الداخلية. لقد سقط شاول الملك مطارده بين يديه على الأقل مرتين ولم يقبل أن يمد يده على مسيح الرب. وعندما ثار على نابل الأحمق وعزم أن ينتقم لنفسه سمع لمشورة أبيجايل الحكيمة وباركها لأنها منعته عن الانتقام لنفسه. الآن، سقط شاول وبنيه في الحرب، فانكشف بالأكثر اتساع قلب داود بالحب الخالص. لقد نسى إساءات شاول وإضطهاداته المستمر، كما لم ينشغل بنفسه بكونه مستحقًا أن يتولى عرش المملكة، إنما رثى شاول ويوناثان، متذكرًا الجوانب الطيبة فيهما، فحسبهما حلوين. وكان يرثيهما بقلبه ودموعه كما بلسانه وشفتيه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198919 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() داود يرثي شعبه انتصر داود على عماليق وردّ المسبيين وعاد يحمل الغنائم الوافرة ليوزع منها على شيوخ يهوذا، ويجدد المساكن بعد حرق صقلغ (1 صم 30)، أما قلبه فكان ملتهبًا من جهة شعبه، إذ يعلم كيف ضعف الجيش وفارق روح الرب شاول بينما اتسم جيش الفلسطينيين بالقوة والنظام... في اليوم الثالث من وصوله إلى صقلغ جاء عماليقي يبشره بموت شاول مسيح الرب، وكان ينتظر مكافأة مدعيًا أنه ضرب شاول في أنفاسه الأخيرة فنال عقوبة، ورثى داود شاول ويوناثان وكل الشعب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198920 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() عماليقي يبشر بموت شاول: 1 وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ شَاوُلَ وَرُجُوعِ دَاوُدَ مِنْ مُضَارَبَةِ الْعَمَالِقَةِ، أَنَّ دَاوُدَ أَقَامَ فِي صِقْلَغَ يَوْمَيْنِ. 2 وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ إِذَا بِرَجُل أَتَى مِنَ الْمَحَلَّةِ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ وَثِيَابُهُ مُمَزَّقَةٌ وَعَلَى رَأْسِهِ تُرَابٌ. فَلَمَّا جَاءَ إِلَى دَاوُدَ خَرَّ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ. 3 فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «مِنْ أَيْنَ أَتَيْتَ؟» فَقَالَ لَهُ: «مِنْ مَحَلَّةِ إِسْرَائِيلَ نَجَوْتُ». 4 فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: «كَيْفَ كَانَ الأَمْرُ؟ أَخْبِرْنِي». فَقَالَ: «إِنَّ الشَّعْبَ قَدْ هَرَبَ مِنَ الْقِتَالِ، وَسَقَطَ أَيْضًا كَثِيرُونَ مِنَ الشَّعْبِ وَمَاتُوا، وَمَاتَ شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ ابْنُهُ أَيْضًا». 5 فَقَالَ دَاوُدُ لِلْغُلاَمِ الَّذِي أَخْبَرَهُ: «كَيْفَ عَرَفْتَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ شَاوُلُ وَيُونَاثَانُ ابْنُهُ؟» 6 فَقَالَ الْغُلاَمُ الَّذِي أَخْبَرَهُ: «اتَّفَقَ أَنِّي كُنْتُ فِي جَبَلِ جِلْبُوعَ وَإِذَا شَاوُلُ يَتَوَكَّأُ عَلَى رُمْحِهِ، وَإِذَا بِالْمَرْكَبَاتِ وَالْفُرْسَانِ يَشُدُّونَ وَرَاءَهُ. 7 فَالْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ فَرَآنِي وَدَعَانِي فَقُلْتُ: هأَنَذَا. 8 فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: عَمَالِيقِيٌّ أَنَا. 9 فَقَالَ لِي: قِفْ عَلَيَّ وَاقْتُلْنِي لأَنَّهُ قَدِ اعْتَرَانِيَ الدُّوَارُ، لأَنَّ كُلَّ نَفْسِي بَعْدُ فِيَّ. 10 فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّهُ لاَ يَعِيشُ بَعْدَ سُقُوطِهِ، وَأَخَذْتُ الإِكْلِيلَ الَّذِي عَلَى رَأْسِهِ وَالسِّوارَ الَّذِي عَلَى ذِرَاعِهِ وَأَتَيْتُ بِهِمَا إِلَى سَيِّدِي ههُنَا». في اليوم الثالث من وصول داود إلى صقلغ بينما كان مهتمًا بإعادة بنائها كان قلبه يئن مع ضيقة شعبه، متوقعًا بين لحظة وأخرى أن تصله أنباء عن المعركة، وإن كانت الأنباء متوقعة مقدمًا. جاءه غلام بثياب ممزقة وعلى رأسه تراب يخبره بنتائج المعركة. لا ندهش من عدم إرسال داود جاسوسًا إلى أرض المعركة ليأتيه بالأخبار، إذ كان يعلم ما سيحدث مقدمًا، وقد خشى أن يظن أحد أنه متلهِّف على تولي العرش بموت شاول ورجاله. أما قصة هذا الغلام العماليقي، فبحسب التقليد اليهودي هو ابن دواغ الأدومي: شعر أن داود سيملك لا محالة، فأرسل ابنه كغلام عماليقي يكون أول مبشر له بخبر موت شاول ويوناثان، وهو الذي أعطاه الإكليل الذي على رأس شاول - عصابة ضيقة من الذهب حول خوذته - والسوار الذي على ذراعه. غالبًا ما رواه الغلام كان كذبًا، لكنه أراد أن يكسب ود داود. فمن جهة جاء بثياب ممزقة والتراب على رأسه معتبرًا نفسه واحدًا من شعب داود كان يخدم أحد العاملين في الجيش، أمينًا في مشاعره حتى بعد هزيمة سيده. ومن جهة أخرى أخبره بأن شاول ويوناثان ابنه ماتا، وكأنه لم يصر هناك وارث على العرش سواه. إذ كان شاول وحده دون يوناثان يطارد داود، لأن يوناثان كان يحب داود كنفسه، لهذا قال عن شاول فقط: "فوقفت عليه وقتلته". رأى علامات الضيق والحزن على وجه داود فأكمل حديثه: "لأني علمت أنه لا يعيش بعد سقوطه". أخيرًا أراد أن يهنئه بالمُلك كوارث لشاول، فقدم له إكليل شاول وسواره لأنه هو أولى من يستلمهما. في الآثار الأشورية غالبًا ما يُصور المحاربون وقد لبسوا حليًّا خاصة أسورة على أذرعتهم. واضح من القصة أنها مُختلفة، فإنه جاء في (1 صم 31: 3) إلخ [أصاب الرماة شاول فانجرح، فطلب من حامل سلاحه أن يستل سيفه ويطعنه حتى لا يُقبِّحه الغُلف]. رفض حامل السلاح إذ خاف جدًا فأخذ شاول السيف وسقط عليه. إنه ليس من المقبول أو المنطقي أن يطلب الملك من رجل غريب عابر طريق لا يعرفه أن يقف عليه ويقتله. صورة مؤلمة لقصة أحكم الغلام أو أبوه حبكها لكي يكسب ودّ داود أو ينال مكافأة، إذ ظن أن داود ينتظر المُلك متلهفًا، لكن داود الحلو في حبه وإخلاصه حكم على الغلام من فمه كقاتل لمسيح الرب. لقد كذب العماليقي، وجنى ثمرة كذبه قتله لنفسه (إذ ارتكب سلسلة خطايا منها الكذب والطمع...) كما دفع حياته الجسدية للهلاك عوض المكافأة. يتحدث السيد المسيح عن إبليس قائلًا: "ليس فيه حق، متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه كذَّاب وأبو الكذاب" (يو 8: 44). كما قيل: "كراهة الرب شفتا كذب، أما العاملون بالصدق فرضاه" (أم 12: 22). * الكذب ممنوع بعبارات قوية مملوءة تهديدًا، كقول النبي: [تهلك كل الناطقين بالكذب] (مز 5: 6) و"الفم الكاذب يقتل النفس" (حك 1: 11). الأب يوسف * منذ اليوم الذي فيه دُعي اسم المسيح عليّ، لم يخرج كذب من فمي. أنبا آنوب |
||||