![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 198481 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وَأَمَرَ الْمَلِكُ جَمِيعَ الشَّعْبِ قَائِلًا: اعْمَلُوا فِصْحًا لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ الْعَهْدِ هَذَا. [21] إذ أزالوا كل أثر للعبادة الوثنية ورجاساتها، أي أزالوا عن المملكة الخميرة القديمة، تأهلوا للاحتفال بعيد الفصح أي عيد العبور. يليق بالمؤمن ليس فقط أن يطلب من الله أن يُطَهِّرَه من الفساد، وإنما أن يعبر به من عبودية إبليس إلى مجد حرية أولاد الله. يحمل عيد الفصح اليهودي رمزًا للعبور، لا إلى أرض الموعد، بل إلى كنعان السماوية. قام حزقيا بالاحتفال بالفصح (2 أي 30) لكن مع بعض تعديلات (2 أي 30: 13-20). أما يوشيا فالتزم بالشريعة في الاحتفال بكل دقةٍ (2 أي 35: 1-19)، الأمر الذي لم يحدث منذ عصر القضاة. هذا وقد التزم الشعب من يهوذا وإسرائيل بحفظ الشريعة (2 أي 35: 18). يدعونا القديس أمبروسيوس أن نقتدي بالملك يوشيا من حيث غيرته المتّقدة التي اشتعلت في قلبه. v أحبُّوا الإيمان، فإن يوشيا بتقواه وإيمانه كسب لنفسه حبًا عظيمًا من أعدائه، إذ احتفل بفصح الرب حين كان في الثامنة عشرة من عمره (حكمه)، الأمر الذي لم يفعله أحد من قبله. بغيرة فاق فيها الذين جاءوا قبله. هكذا يا أبنائي لتُظهروا غيرة على الله تلتهمكم، فيقول كل واحدٍ منكم: "غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي" (مز 69: 9). دُعي تلميذ المسيح "الغيور" (لو 6: 15). ولماذا أتكلم عن رسولٍ؟ فإن الرب نفسه قال: "غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي" (يو2: 17). لتكن لكم إذن غيرة حقيقية على الله، لا أقصد غيرة أرضية، فإن هذه تُولِّد حسدًا. القديس أمبروسيوس |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198482 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يدعونا القديس أمبروسيوس أن نقتدي بالملك يوشيا من حيث غيرته المتّقدة التي اشتعلت في قلبه. v أحبُّوا الإيمان، فإن يوشيا بتقواه وإيمانه كسب لنفسه حبًا عظيمًا من أعدائه، إذ احتفل بفصح الرب حين كان في الثامنة عشرة من عمره (حكمه)، الأمر الذي لم يفعله أحد من قبله. بغيرة فاق فيها الذين جاءوا قبله. هكذا يا أبنائي لتُظهروا غيرة على الله تلتهمكم، فيقول كل واحدٍ منكم: "غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي" (مز 69: 9). دُعي تلميذ المسيح "الغيور" (لو 6: 15). ولماذا أتكلم عن رسولٍ؟ فإن الرب نفسه قال: "غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي" (يو2: 17). لتكن لكم إذن غيرة حقيقية على الله، لا أقصد غيرة أرضية، فإن هذه تُولِّد حسدًا. القديس أمبروسيوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198483 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إِنَّهُ لَمْ يُعْمَلْ مِثْلُ هَذَا الْفِصْحِ مُنْذُ أَيَّامِ الْقُضَاةِ الَّذِينَ حَكَمُوا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَلاَ فِي كُلِّ أَيَّامِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ وَمُلُوكِ يَهُوذَا. [22] وَلَكِنْ فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةَ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ يُوشِيَّا، عُمِلَ هَذَا الْفِصْحُ لِلرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ. [23] من المفاهيم الخاطئة أن الله يريد أن ينزع عن الحياة الاحتفالات وروح البهجة، لكن الواقع أن الله يريدنا أن نمارس الحياة الفضلى في ملئها (يو10:10)، والذين يحبونه تتحول حياتهم إلى عيدٍ دائمٍ واحتفالٍ لا ينقطع. في هذه السنة كان ترميم بيت الرب، والاجتماع العظيم في أورشليم، لأجل قراءة سفر الشريعة وتجديد العهد، وهدم المذابح الوثنية في أورشليم ويهوذا ومدن السامرة، وكان هذا كله يُعد لممارسة الاحتفال الفصح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198484 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وَكَذَلِكَ السَّحَرَةُ وَالْعَرَّافُونَ وَالتَّرَافِيمُ وَالأَصْنَامُ، وَجَمِيعُ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي رُئِيَتْ فِي أَرْضِ يَهُوذَا وَفِي أُورُشَلِيمَ، أَبَادَهَا يُوشِيَّا لِيُقِيمَ كَلاَمَ الشَّرِيعَةِ الْمَكْتُوبَ فِي السِّفْرِ، الَّذِي وَجَدَهُ حِلْقِيَّا الْكَاهِنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ. [24] "ترافيم" كلمة عبرية تعني "مسعدات"، وهي أصنام أو آلهة رب البيت، صغيرة الحجم جدًا لسهولة حملها في الهروب بسرعة، يَعتقد الناس أنها مجلبة للفأل الحسن، وكانت تستشار في كل المقترحات (زك 10: 2). بحسب القانون البابلي كان لمن عنده الترافيم الحق في أن يرث نصيب البكر. وقد أباد يوشيا الترافيم مع غيرها من الأصنام. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198485 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ مَلِكٌ مِثْلُهُ قَدْ رَجَعَ إِلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِهِ وَكُلِّ نَفْسِهِ وَكُلِّ قُوَّتِهِ حَسَبَ كُلِّ شَرِيعَةِ مُوسَى، وَبَعْدَهُ لَمْ يَقُمْ مِثْلُهُ. [25] يُمتدَح كل من يوشيا وحزقيا على تقواهما؛ يوشيا بكونه أعظم من تمسك بالشريعة الإلهية في طاعة لله، فاق كل ملوك يهوذا وإسرائيل. وحزقيا بكونه أعظم مَن اتكل على الله في الإيمان (2 مل 18: 1-5). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198486 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() غضب الرب على يهوذا 26 وَلكِنَّ الرَّبَّ لَمْ يَرْجعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ الْعَظِيمِ، لأَنَّ غَضَبَهُ حَمِيَ عَلَى يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ جَمِيعِ الإِغَاظَاتِ الَّتِي أَغَاظَهُ إِيَّاهَا مَنَسَّى. 27 فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنِّي أَنْزِعُ يَهُوذَا أَيْضًا مِنْ أَمَامِي كَمَا نَزَعْتُ إِسْرَائِيلَ، وَأَرْفُضُ هذِهِ الْمَدِينَةَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا أُورُشَلِيمَ وَالْبَيْتَ الَّذِي قُلْتُ يَكُونُ اسْمِي فِيهِ». وَلَكِنَّ الرَّبَّ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ الْعَظِيمِ، لأَنَّ غَضَبَهُ حَمِيَ عَلَى يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ جَمِيعِ الإِغَاظَاتِ الَّتِي أَغَاظَهُ إِيَّاهَا مَنَسَّى. [26] بالرغم من الجهود المبذولة، فإن خطية يهوذا قد أحدقت بهم، وصار الحُكْم الإلهي بالتأديب لا مفر منه (2 مل 17: 18-19؛ 23: 26-27؛ مرا 1: 5). إن كان منسى قد تاب، لكنه بقى يجني ثمرة خطاياه، لأن توبته كانت مؤقتة. تلخصت مشكلة مملكة يهوذا ككلٍ في السنوات الأخيرة قبل السبي البابلي في أمرين: أولاً: لم يهتم الرؤساء المدنيون والدينيون والشعب بإصلاح قلوبهم، مكتفين بترميم الهيكل، وممارسة العبادة في شكليات بلا روح. ثانيًا: كان الحُكَّام والشعب في صراع بين التحالف مع فرعون مصر أم مع أشور وفيما بعد مع بابل. فالغالبية لا تطيق بابل وتتوقع هجومها بين الحين والآخر، مما دفعهم للارتماء في أحضان فرعون مصر، وإن كانت خبرتهم مع الفراعنة كما مع بابل ليست بطيبة. ويمكننا إدراك ذلك الصراع مما حدث مع الملوك الخمسة الذين عاصرهم إرميا أثناء نبوته: § يوشيا الملك (626-609 ق.م): قتله المصريون في معركة مجدو. § يهوآحاز: خلعه فرعون بعد 3 شهور (2 أي 2:36). § يهوياقيم: أقامه فرعون عوض أخيه، وبقى مواليًا له لمدة 4 سنوات، وإذ غلب نبوخذناصَّر فرعون خضع لبابل، وكان موته غامضًا. § يهوياكين: بعد إقامته ملكًا عوض والده بـ3 شهور أسره نبوخذناصَّر. § صدقيا: أقامه نبوخذناصَّر عوض ابن أخيه. وكان في صراع بين ولائه لسيده في بابل وبين محاولته إرضاء الشعب الذي مال إلى فرعون مصر لحمايته من بابل، متطلعين إلى يهوياكين الأسير في بابل كملكٍ شرعي. تحالف صدقيا قلبيًا مع فرعون، فسباه ملك بابل بعد أن فقأ عينيه وسَبَى أورشليم ويهوذا (2 مل 25: 1-7). هكذا كان يهوذا بين حجري رحى، وعوضًا عن الالتجاء إلى الله بالتوبة للتمتع بالخلاص، اتكأ على هذا أو ذاك. فَقَالَ الرَّبُّ: إِنِّي أَنْزِعُ يَهُوذَا أَيْضًا مِنْ أَمَامِي كَمَا نَزَعْتُ إِسْرَائِيلَ، وَأَرْفُضُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا أُورُشَلِيمَ، وَالْبَيْتَ الَّذِي قُلْتُ يَكُونُ اسْمِي فِيهِ. [27] قد يتساءل البعض: كيف يرفض الله المدينة التي اختارها الله لنفسه، وأقام بيته فيها؟ ألم يقم يوشيا بكل هذه الإصلاحات الجبارة، مع إطاعة القادة والشعب في كل ما أمر به؟ لقد مزق يوشيا ثيابه عند سماعه كلام سفر الشريعة (2 مل 22: 11)، وأقام هذا الاجتماع الشعبي العظيم، واحتفل بعيد الفصح الذي كاد الشعب أن ينساه، وأزال العبادة الوثنية ورجاساتها لا في بيت الرب وحده، بل وفي كل المدينة وفي أرجاء المملكة كلها، بل وبلغ أثره حتى على مملكة إسرائيل التي انهارت بسببها بواسطة أشور، لكن هذا كله تم في طاعة للملك الصالح وليس في توبة ورجوع إلى الله. غالبًا ما أُعجب الكثيرون إن لم يكن الكل بالملك، لكن لا يُطلَب مجرد الإعجاب بالملك التقي، ولا الطاعة لأوامره الصادقة، إنما يُطلَب صدق نقاوة قلب الشعب والتصاقه بالرب. لهذا لم يرجع الله عن حمو غضبه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198487 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وَلَكِنَّ الرَّبَّ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ الْعَظِيمِ، لأَنَّ غَضَبَهُ حَمِيَ عَلَى يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ جَمِيعِ الإِغَاظَاتِ الَّتِي أَغَاظَهُ إِيَّاهَا مَنَسَّى. [26] بالرغم من الجهود المبذولة، فإن خطية يهوذا قد أحدقت بهم، وصار الحُكْم الإلهي بالتأديب لا مفر منه (2 مل 17: 18-19؛ 23: 26-27؛ مرا 1: 5). إن كان منسى قد تاب، لكنه بقى يجني ثمرة خطاياه، لأن توبته كانت مؤقتة. تلخصت مشكلة مملكة يهوذا ككلٍ في السنوات الأخيرة قبل السبي البابلي في أمرين: أولاً: لم يهتم الرؤساء المدنيون والدينيون والشعب بإصلاح قلوبهم، مكتفين بترميم الهيكل، وممارسة العبادة في شكليات بلا روح. ثانيًا: كان الحُكَّام والشعب في صراع بين التحالف مع فرعون مصر أم مع أشور وفيما بعد مع بابل. فالغالبية لا تطيق بابل وتتوقع هجومها بين الحين والآخر، مما دفعهم للارتماء في أحضان فرعون مصر، وإن كانت خبرتهم مع الفراعنة كما مع بابل ليست بطيبة. ويمكننا إدراك ذلك الصراع مما حدث مع الملوك الخمسة الذين عاصرهم إرميا أثناء نبوته: § يوشيا الملك (626-609 ق.م): قتله المصريون في معركة مجدو. § يهوآحاز: خلعه فرعون بعد 3 شهور (2 أي 2:36). § يهوياقيم: أقامه فرعون عوض أخيه، وبقى مواليًا له لمدة 4 سنوات، وإذ غلب نبوخذناصَّر فرعون خضع لبابل، وكان موته غامضًا. § يهوياكين: بعد إقامته ملكًا عوض والده بـ3 شهور أسره نبوخذناصَّر. § صدقيا: أقامه نبوخذناصَّر عوض ابن أخيه. وكان في صراع بين ولائه لسيده في بابل وبين محاولته إرضاء الشعب الذي مال إلى فرعون مصر لحمايته من بابل، متطلعين إلى يهوياكين الأسير في بابل كملكٍ شرعي. تحالف صدقيا قلبيًا مع فرعون، فسباه ملك بابل بعد أن فقأ عينيه وسَبَى أورشليم ويهوذا (2 مل 25: 1-7). هكذا كان يهوذا بين حجري رحى، وعوضًا عن الالتجاء إلى الله بالتوبة للتمتع بالخلاص، اتكأ على هذا أو ذاك. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198488 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فَقَالَ الرَّبُّ: إِنِّي أَنْزِعُ يَهُوذَا أَيْضًا مِنْ أَمَامِي كَمَا نَزَعْتُ إِسْرَائِيلَ، وَأَرْفُضُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا أُورُشَلِيمَ، وَالْبَيْتَ الَّذِي قُلْتُ يَكُونُ اسْمِي فِيهِ. [27] قد يتساءل البعض: كيف يرفض الله المدينة التي اختارها الله لنفسه، وأقام بيته فيها؟ ألم يقم يوشيا بكل هذه الإصلاحات الجبارة، مع إطاعة القادة والشعب في كل ما أمر به؟ لقد مزق يوشيا ثيابه عند سماعه كلام سفر الشريعة (2 مل 22: 11)، وأقام هذا الاجتماع الشعبي العظيم، واحتفل بعيد الفصح الذي كاد الشعب أن ينساه، وأزال العبادة الوثنية ورجاساتها لا في بيت الرب وحده، بل وفي كل المدينة وفي أرجاء المملكة كلها، بل وبلغ أثره حتى على مملكة إسرائيل التي انهارت بسببها بواسطة أشور، لكن هذا كله تم في طاعة للملك الصالح وليس في توبة ورجوع إلى الله. غالبًا ما أُعجب الكثيرون إن لم يكن الكل بالملك، لكن لا يُطلَب مجرد الإعجاب بالملك التقي، ولا الطاعة لأوامره الصادقة، إنما يُطلَب صدق نقاوة قلب الشعب والتصاقه بالرب. لهذا لم يرجع الله عن حمو غضبه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198489 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مقتل يوشيا في مجدو 28 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يُوشِيَّا وَكُلُّ مَا عَمِلَ، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا؟ 29 فِي أَيَّامِهِ صَعِدَ فِرْعَوْنُ نَخْوُ مَلِكُ مِصْرَ عَلَى مَلِكِ أَشُّورَ إِلَى نَهْرِ الْفُرَاتِ. فَصَعِدَ الْمَلِكُ يُوشِيَّا لِلِقَائِهِ، فَقَتَلَهُ فِي مَجِدُّو حِينَ رَآهُ. 30 وَأَرْكَبَهُ عَبِيدُهُ مَيْتًا مِنْ مَجِدُّو، وَجَاءُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِهِ. فَأَخَذَ شَعْبُ الأَرْضِ يَهُوآحَازَ بْنَ يُوشِيَّا وَمَسَحُوهُ وَمَلَّكُوهُ عِوَضًا عَنْ أَبِيهِ. وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يُوشِيَّا وَكُلُّ مَا عَمِلَ، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. [28] لم يذكر الكتاب شيئًا عن الأحداث من السنة الثامنة عشرة ليوشيا إلى آخر حياته، أي مدة 13 سنة، ويبدو أنه حكم بحكمةٍ وفي سلام. يذكر التاريخ أن السيكثيين هجموا على آسيا الصغرى، وانتصر ملك مصر على فينيقية، وسقطت نينوى ومملكة أشور، وقامت مملكة بابل. فِي أَيَّامِهِ صَعِدَ فِرْعَوْنُ نَخُو مَلِكُ مِصْرَ عَلَى مَلِكِ أَشُّورَ إِلَى نَهْرِ الْفُرَاتِ. فَصَعِدَ الْمَلِكُ يُوشِيَّا لِلِقَائِهِ، فَقَتَلَهُ فِي مَجِدُّو حِينَ رَآهُ. [29] يتساءل البعض: إن كان فرعون نخو ملك مصر قد صعد ضد أشور، فلماذا صعد الملك يوشيا لمقاتلة نخو، وبهذا دخل في معركة انتهت بقتل الملك الصالح يوشيا؟ توجد آراء كثيرة بخصوص هذا الموقف: أ. في خلال السنوات الطويلة ليوشيا (640-609 ق. م) بدأت قوة أشور تتدهور حتى سقطت نينوى عام 612 ق. م، وذلك كما تنبأ ناحوم. وإذ كانت مصر في تحالف مع أشور، انطلق نخو شمالاً لمساعدة الأشوريين المُحاصرين. إذ تقدَّمتْ قوة يوشيا إلى وادي مجدو لمحاولة منع المصريين من مساندة الأشوريين في حاران؛ تأخر نخو بما فيه الكفاية حتى سقطت حاران من أيدي الأشوريين. غير أن تصرُّف يوشيا كلَّفه حياته ذاتها (2 أي 35: 20-25). كان نخو فرعون مصر يزحف عبر مملكة إسرائيل إلى أشور متحالفًا مع أشور لمحاربة بابل التي صارت تهددها، إذ أوشكت أن تصير القوة العظمى المتسلطة في العالم. وقد خشى يوشيا أن تنقلب الدولتان ضده بعد أن يعترض جيش مصر مع بابل، لذلك حاول أن يعترض جيش مصر ويمنعه من المرور في أرضه، لكن يوشيا قُتِلَ وهُزم جيشه، وخضعت يهوذا لمصر سنة 609 ق.م (2 أي 20:35-25). v نحن نعلم أن القديسين يُصابون بأمراض ومآسٍ وعوزٍ، وربما يُجرَّبون حتى يقولوا: "حقًا، قد زكيت قلبي باطلاً، وغسلت بالنقاوة يديَّ" (مز 73: 13)... إن ظننتَ أن عماك سببه الخطية، وأن المرض الذي غالبًا ما يستطيع الأطباء إبراءه هو شهادة على غضب الله، فإنك تحسب اسحق خاطئًا، لأنه صار غير مُبصِرٍ تمامًا، حتى خُدِعَ عندما بارك إنسانًا لم تكن في نيته أن يباركه (تك 27). وستتهم يعقوب بالخطية، إذ صار بصره عاجزًا، حتى لم يستطع أن يرى أفرايم ومنسى (تك 48: 10)، مع أنه ببصيرته الداخلية وروح النبوة استطاع أن يرى مقدمًا الأحداث المقبلة، وإن المسيح يأتي من النسل الملوكي (تك 49: 10). هل من ملك أكثر قداسة من يوشيا؟ لقد ذُبح بسيف المصريين (2 مل 23: 29). هل يوجد قديسون أسمى من بطرس وبولس؟ مع هذا سُفِكَ دمهما بسيف نيرون. لا نتكلم بعد عن بشرٍ، ألم يحتمل ابن الله عار الصليب؟ القديس جيروم طهَّر يوشيا أرض إسرائيل من الدنس، ويسوع طهَّر ونزع الدنس من كل الأرض. بجَّل يوشيا اسم إلهه ومجَّده، ويسوع قال: [مجَّدت وسأُمجد (اسمك)] (يو 12: 28). مزَّق يوشيا ثيابه بسبب آثام إسرائيل (2 مل 22: 11، 13)، ويسوع بسبب آثام الشعب شقَّ حجاب الهيكل المقدس (مت 27: 51). يوشيا قال: [عظيم هو غضب الرب الذي اشتعل على هذا الشعب] (2 مل 22: 13). ويسوع قال إنه يكون سخط على هذا الشعب ويقعون بفم السيف. نزع يوشيا الدنس من الهيكل المقدس، ويسوع طرد التجَّار الدنسين من بيت أبيه. حزنت بنات إسرائيل وولولنَّ على يوشيا، وذلك كقول إرميا: [يا بنات إسرائيل أبكين على يوشيا] (2 أي 35: 25؛ مرا 4: 20)(**). وبكين بنات إسرائيل وحزن على يسوع، كقول زكريا: "وَتَنُوحُ الأَرْضُ عَشَائِرَ عَشَائِرَ عَلَى حِدَتِهَا" (زك 12:12؛ لو 23: 27-28). القديس أفراهاط يليق بالمؤمن ألا يلقي نفسه بنفسه في معارك كان يمكنه أن يتجنبها. لهذا طلب ربنا منا أنه متى حلّ اضطهاد في مدينة، نهرب إلى أخرى، ليس خوفًا من الموت، ولا في جبنٍ وخنوعٍ، ولكن لكي لا ندفع أنفسنا بأنفسنا في تجربةٍ. v إنه يترك لنا سلامًا وهو راحل، وسيُقدِّم لنا سلامه عندما يأتي في النهاية. سلامًا يتركه لنا في هذا العالم، وسلامه سيهبنا في العالم الآتي. يترك لنا سلامه، وإذ نسكن فيه نهزم العدو. سيهبنا سلامه عندما لا يوجد بعد أعداء نحاربهم، فنملك كملوك. سلامًا يترك لنا حتى نحب أيضًا بعضنا البعض هنا، وسيعطينا سلامه حين نكون فوق إمكانية حدوث نزاع. سلامًا يتركه لنا حتى لا يدين الواحد الآخر فيما هو سرّ لكل منهما ونحن على الأرض؛ سيهبنا سلامه عندما "يُظهر آراء القلوب، وحينئذ يكون المدح لكل واحدٍ من الله" (1 كو 4: 5). ومع هذا ففيه ومنه ننال السلام سواء الذي يتركه لنا وهو ذاهب عند الآب أو ما سيمنحنا إياه عندما يُحضرنا إلى الآب. وماذا يترك لنا عندما يصعد من عندنا سوى حضوره الذي لن يسحبه منا؟ فإنه هو سلامنا الذي يجعل كلاهما واحدًا (أف 2: 14). لذلك يصير هو سلامنا، سواء عندما نؤمن بأنه هو، أو عندما نراه كما هو (1 يو 3: 2). لأنه إن كان ونحن بعد في هذا الجسد الفاسد الذي يُثقِّل على النفس ونسير بالإيمان لا بالعيان لا يترك الذين يرحلون وهم بعيدون عنه (2 كو 5: 6–7)، كم بالأكثر عندما نبلغ تلك الرؤية، سيملأنا بنفسه. v السلام الذي يتركه لنا في هذا العالم يمكن بالأكثر لياقة أن يُدعَى سلامنا لا سلامه. إذ إنه بلا خطية تمامًا، ليس فيه أي عنصر من الخلاف في نفسه. أما السلام الذي لنا هو الذي في وسطه لا نزال نقول: [اغفرْ لنا ما علينا] (مت 6: 12)... إنه ليس بالسلام الكامل، إذ نرى ناموسًا آخر في أعضائنا ضد ناموس ذهننا (رو 7: 22–23). القديس أغسطينوس جاء في سلسة "تفسير الكتاب القدس"[19]: [عندما اتجه نخو للشمال "على ملك أشور" في عام 609 ق. م، لم يكن هذا سوى حجة ليستولي على ما يريد. ورغم أنه تظاهر بأنه ذاهب لمعونة ملك أشور، إلا أن الكتاب المقدس يوضح بواطن الأمور، لا مجرد الادعاءات الظاهرية. أما الإشارة إلى كركميش في (2 أي 35: 20) لا تتحدث عن هزيمة نخو الأخيرة في عام 605 ق. م (قارن إر 46: 2)، بل تشير بالحري إلى الهدف الذي كان يرمي إليه نخو في الغزو الاستعماري.. وهو أن يصل إلى كركميش. وهنا رأى يوشيا أن استقلاله الذي حصل عليه حديثًا يزمع أن يأفل. ولهذا عزم بغباوة أن يعترض سير نخو، رغم أن الأخير كان عنده ما هو أهم من تلال اليهودية ليستولي عليها (2 أي 35: 21). أما الإشارة إلى ولاء يوشيا لتحالفه مع أشور أو بابل فلا أساس لها... والأمر العجيب الغامض الذي أعطاه الله لنخو يوحي لنا بأن هذه الحرب لم يوافق عليها بعض الأنبياء كإرميا. ولكن يوشيا -كما فعل أخآب- استمع لأنبياء البلاط بدلاً من الأنبياء الآخرين. أما اختصار كاتب سفر الملوك عن يوشيا يرينا أنه لم يكن من السهل عليه أن يُسَجِّل موت ملكٍ صالحٍ كيوشيا، سمح لنفسه أن يضل بسبب ثقته في نفسه. أما كون المعركة تمت في "مجدو"، فدليل على أن نخو لم يكن يقصد غزو يهوذا، وأنه كان يسير في الطريق العادي تجاه الشمال.] وَأَرْكَبَهُ عَبِيدُهُ مَيِّتًا مِنْ مَجِدُّو، وَجَاءُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِهِ. فَأَخَذَ شَعْبُ الأَرْضِ يَهُوآحَازَ بْنَ يُوشِيَّا، وَمَسَحُوهُ وَمَلَّكُوهُ عِوَضًا عَنْ أَبِيهِ. [30] تذكر هذه الآية أن يوشيا مات في مدينة مجدو، لكن ذُكر في موضع آخر، إنه مات في أورشليم (2 أي 35: 24)، كيف؟ الإجابة: ذكر سفر أخبار الأيام موته فقط، أما سفر الملوك الثاني فيذكر بالتفصيل أين مات. وذكر بوضوح: "في أيامه صعد فرعون نخو ملك مصر على ملك أشور إلى نهر الفرات، فصعد الملك يوشيا للقائه فقتله في مجدو حين رآه. وأركبه عبيده ميتًا من مجدو، وجاءوا به إلى أورشليم، ودفنوه في قبره" (2 مل 23: 29-30). لا نعجب إن كان الله قد سمح لجده منسى الشرير أن يملك لمدة 55 سنة، بينما سمح بقتل يوشيا الصالح وهو صغير السن نسبيًا كما بموتٍ سريعٍ. v لا يليق بأحدٍ أن يظن أن الموت السريع يُقلِّل من شأن الإنسان، وذلك بسبب استحقاقه. أخنوخ اُختطف (تك 5: 24) حتى لا يُفسِد المكر قلبه. يوشيا الذي احتفل بفصح الرب في السنة الثامنة عشر من حكمه بطريقة فاقت في التقوى كل الملوك السابقين، لم يعش كثيرًا باستحقاق إيمانه. إنما بالحري، إذ حلَّ تهديد بدمارٍ خطير للشعب اليهودي أُخِذ الملك البار مُقدَّمًا. القديس أمبروسيوس الميت المذكور هنا هو يوشيا الذي قُتِلَ في معركة مجدو عام 609 ق.م. بعد حياةٍ صالحةٍ، مما يستوجب اشتداد الحزن والحداد. ولكن إرميا يقول هنا إنه يجب ألا يشتد البكاء على يوشيا، بل يلزم البكاء على الملك الجديد الشاب يهوآحاز بن يوشيا، الذي سُبِي بعد ثلاثة شهور وعشرة أيام بواسطة فرعون مصر نخو ولم يرجع منها فيما بعد. يدعوه إرميا النبي باسمه قبل تولِّيه الحكم "شلوم"، وليس بالاسم الملكي "يهوآحاز"، ربما لأنه يُحسب كمغتصبٍ للحكم أو كمن لا يستحق الملوكية بسبب شره وفساد حياته. تولّى يهوآحاز الحكم مع أنه لم يكن الابن البكر (2 مل 23: 34). بل الابن الثالث ليوشيا (2 مل 24: 18؛ 1 أي 3: 15). كان الابن الأكبر ليوشيا قد مات، والثاني ألياقيم أو يهوياقيم لم يكن له ثقل، والرابع متنيا (صدقيا) جلس على العرش كآخر ملك على يهوذا. لعلّه اُختير، لأن الشعب ظنوا أنه أقوى من أخيه البكر. لقد تولَّى الحُكْم ظلمًا، لذا لم يبقَ فيه، بل سُبي إلى مصر كما جاء في سفر التثنية: "ويردك الرب إلى مصر في سُفن في الطريق التي قُلت لك لا تعد تراها، فتُباعون هناك لأعدائك عبيدًا وإماءً وليس من يشتري" (تث 28: 68). يبدو أنه لم يُسبَى معه أحد (2 أي 36: 4). يطلب الله من الشعب أن يبكوا يهوآحاز أكثر مما بكوا والده. ذهب يوشيا إلى القبر في سلامٍ وبكرامةٍ، لا يحتاج إلى من يبكيه، أما ابنه الشقي فتُحسَب حياته كموته بلا كرامة، يعيش في السبي في مهانة. حقًا لقد جُرِحَ يوشيا جرحًا مميتًا في موقعة مجدو، لكن مركبته حملته إلى بلده ليُسلِّم أنفاسه في مدينته المحبوبة لديه والمُحِبة جدًا له، يلتف حوله الشعب الذي خدمه لمدة ثلاثين سنة من حياته التي بلغت الثمانية والثلاثين. ليتنا نحن أيضًا نُسلِّم أنفاسنا الأخيرة في مدينتنا المحبوبة لدينا، أي ونحن قاطنون في ملكوت السماوات، نُسلِّم نفوسنا في يد إلهنا الذي نُكَرِّس كل طاقتنا وحياتنا لحساب ملكوته. فنقول مع الرسول بولس: "إن عشنا فللرب نعيش، وإن متنا فللرب نموت، إن عشنا وإن متنا فللرب نحن" (رو 14: 8). يلزمنا أن نكرم موت الصديقين ونشتهيه، بينما نشعر ببؤس حياة الأشرار. استطاع القديس بولس أن يقول عن موته: "أَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا" (2 تي 4: 8). لم يكن موته مثيرًا للحزن بل للبهجة والفرح، لأنه يترقب المكافأة التي أُعدَّتْ له عن جهاده الحسن. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198490 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يُوشِيَّا وَكُلُّ مَا عَمِلَ، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. [28] لم يذكر الكتاب شيئًا عن الأحداث من السنة الثامنة عشرة ليوشيا إلى آخر حياته، أي مدة 13 سنة، ويبدو أنه حكم بحكمةٍ وفي سلام. يذكر التاريخ أن السيكثيين هجموا على آسيا الصغرى، وانتصر ملك مصر على فينيقية، وسقطت نينوى ومملكة أشور، وقامت مملكة بابل. |
||||