![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 198061 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إنّ يسوع وحده كان باستطاعته أن يقول بحق" أبي" لأنه هو حقاً ابن الله الوحيد، ومن جوهر الآب عينه. ونحن جميعاً، خلافا لذلك، يجب أن نقول "أبانا". ان كلمة "نحن" وحدها، الخاصة بالتلاميذ تجيز لنا أن نسمّي الله الآب، لأننا فقط عبر اشتراكنا مع يسوع المسيح، نصبح "أبناء الله".وهكذا فان هذه كلمة "نحن" تستجوبنا: فهي تقضي علينا بأن نخرج من سياج "الأنا" وتقضي علينا بأن ندخل في مجموعة سائر أبناء الله، وتقضي علينا بأن نتخلّى عن كلّ ما هو خاص بنا، ويفصلنا عن سوانا. وتقضي علينا بأن نقبل سوانا، الآخرين، وأن نفتح لهم أذننا وقلبنا. ومع لفظة نا من الأبانا، نعلن انضمامنا الى الكنيسة الحيّة، التي أراد الربّ أن يجمع فيها عائلته الجديدة. وهكذا، إن الأبانا هي معاً صلاة شخصيّة وكنسيّة. وعندما نقول الأبانا، يصلّي كلّ منّا من كل قلبه، ولكننا نصلّي في الوقت عينه بالاشتراك مع عائلة الله، مع الأحياء والأموات، مع الرجل في الحالات الاجتماعيّة والثقافات، وجميع الأجناس والأعراق. ان الأبانا تجعل منا عائلة فوق جميع الحدود. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198062 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أبوّة الله تفوق كلّ أبوّة، غير أن لهذه الأبوّة حدوداً، عندما يخرج الانسان عليها، ويتجاهلها، والدولة لها بعض صفات الأبوّة، ولكنها تعجز عن القيام بموجباتها، لذلك تكاثرت شكاوى المطالبين في هذه الأيّام الأخيرة بما لهم من حق فيه من مساعدة بدءاً بالمدارس المجانيًة، والمياتم، الى ما سوى ذلك من مؤسّسات ترعاها الدولة بالعطف والعناية. فعسى أن تسعف الأيّام على تلبية كل المطالب المحقّة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198063 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إنَّ لعيد القيامة مكانة عظيمة عند كل المسيحيين، فالكنائس تحتفل به احتفالاً عظيماً، لأنَّ المسيح بقيامته قد سحق رأس الحية القديمة المدعوة إبليس، وحطَّم متاريس الجحيم، وانتصر على الهاوية ناقضاً أوجاع الموت، فلم يعد للموت شوكة ولا للهاوية غَلَبة (1كو55:15). لقد نزل المسيح إلى الجحيم فحجب الموت وجهه عنه! وتسمّرتْ قدماه فلم يقدر أن يقترب منه! رقد بين الأموات فأيقظ برقاده الراقدين، وعَلَتْ بين سكان القبور أصوات التمجيد، إنَّها ساعات قضاها في الجحيم، عقد خلالها اجتماع الحيّ مع القديسين الراقدين على الرجاء، وكلَّمهم بكلام الحياة. وهكذا تكلَّمت الأبدية، والدهور ترنَّمت، فالقدوس قد قام لكي يُفرّح الخطاة التائبين، ويُرشد التلاميذ ويضع لهم خطة التبشير، فلابد أن يصل اسمه لكل إنسان، وتنتشر تعاليمه السامية في كل مكان، ويعرف القش الضعيف أنَّه لا يقدر أن يقف أمام اللهيب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198064 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قيامة المسيح هى أساس ديانتنا، فإذا تزعزع الأساس سقط بناء الكنيسة الشامخ الذى أسسه ابن الله، ألم يقل مُعلمنا بولس الرسول: " وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضاً إِيمَانُكُمْ ؟! " (1كو14:15). لكى تنتشر المسيحية كان ولابد من تلاميذ يكـرزون إذ " كَيْفَ يُؤْمِنونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟" (رو14:10)، وهل يُعقَل أن يبشر التلاميذ بحقيقة وهمية؟! وما الداعي لأن يشهدوا لإنسان خدعهم، وقال: إنَّه سيقوم ولم يقم؟! نستطيع أن نقول: إنَّ قيامة المسيح كانت الشرارة التى ألهبتْ قلوب التلاميذ فكرزوا في كل مكان بالإنجيل، وأشعلتْ نار الإيمان في قلوب السامعين، يهود كانوا أم وثنيين! فمن كان يظن أنَّ اثني عشر رجلاً بسطاء يمكنهم أن يقفوا أمام ملوك وأباطرة ويُحاوروا علماء وفلاسفة.. ولكن بقوة القيامة استطاع الجهلاء أن يخزوا الحكماء! والضعفاء أن يغلبوا الأقوياء! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198065 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لولا القيامة لأصبح الصليب هزيمة ومأساة دموية، والمسيحية خرافة، والعهد الجديد أُسطورة، وأضحى ملايين الأحياء والأموات ضحايا مهزلة مُروّعة.. فقيامة المسيح هى حلقة من سلسلة طويلة تشمل عدة حوادث ألا وهى: التجسد، الصلب، الفداء، القيامة، الصعود، وكل حلقة مفقودة تفقـد السلسة ترابطها ، وتجعل الفداء مستحيلاً! لقد وعظ المسيح وقد استطاع ببلاغته وسمو تعاليمه، أن يجذب وراءه جموع غفيرة، وهكذا صار للراعي قطيع كبير، ولكن لولا قيامته لأصبحت تعاليمه نسياً منسياً، فالقيامة هى التى حفظتْ تعاليم المسيح وأعطتها قوة، وجعلتْ لمبادئه قيمة ولأفكاره معنى.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198066 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ابن الإنسان، فهو المعلم الوحيد الذى قام ورأى تعاليمه يُنادَى بها في كل مكان! لأنَّ مركز تعاليمه هو الله، فكل ما بشَّر به وما فعله كان باسم الله، حتى موته على الصليب كان إظهاراً لمحبة الله. والآن نحن نفخر بأنَّ ديانتنا السامية، لم يؤسسها معلَّم بشريَّ وفقاً لمذهب دنيويَّ... بل أسسها ابن الله، لا على قوة المنطق، أو بهاء الفلسفة... بل على قوة المعجزة، والقيامة معجزة المعجزات! مَن كان يظن أنَّ الملائكة تأتي في يوم ما إلى قبرٍٍ؟! أليست القبور كانت في نظر اليهود من الأماكن النجسة التي لا يرقد فيها سوى الموتى، ولا يسكنها إلاَّ المُصابون بالبرص أو من بهم أرواح شريرة ؟! أليس كل من يلمس القبور كان يصير بحسب الشريعة نجِساً، ويُنجّس كل من يلمسه وهو لذلك يحتاج أن يتطهير.. ؟! فما الذي قد حدث؟! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198067 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() فكل مكان يحل فيه مسيحنا القدوس، هو أشبه بسماء تشتهي الملائكة أن تسكن فيه، فدخول المسيح إلى القبر قد نزع عنه نجاسته، وحوّله إلى موضع بركة، يشتهي المؤمنون في كل العالم أن يلتقوا فيه ويتمتعوا ببركات الحيّ الذي رقد فيه، ثم قام منتصراً على الموت، ناقضاً أوجاعه، وهادماً سلطانه.. قيامة المسيح هى بُشرَى بأنَّ قيامة الأجساد هى حقيقة مؤكدة، فالمسيح هو " باكورة الراقدين " (1كو20:15)، إذن كل الذين آمنوا بالمسيح القائم من بين الأموات، حتماً سيقومون منتصرين، هازئين بالموت، محتقرين الهاوية! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198068 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() المسيح قبل أن يقوم تألم في المذود الحقير وعيشة الفقراء والتبشير المرهق.. تألم من رفض اليهود رسالته، وخيانة يهوذا له، وهروب التلاميذ ساعة التجربة.. فهل لنا أن نقول: إنَّ حياته كانت رحلة مع الآلام! وقد أباد الألم سطور الفرح من كتاب حياته! ولكن بعد أن صُلب واكتستْ سماء الجلجثة بظلمة حالكة، وتخضّبتْ أرضها بدماء المُخلّص الطاهرة.. بعد أن صار في نظر أعدائه، بقايا إنسان وبقايا مُعلّم وصُلبتْ دعوته ونُزف دمه كما نُزفتْ كلماته، ولم يبقَ منه إلاَّ جسد مُهشم مُعلّق بمسامير حادة... انبثق النور من قبره! ليُضيء على الجالسينَ في الظلمة! وما هذا إلاَّ إعلان: إنَّه لا قيامة إلاَّ بعد آلام! وهل نُنكر أنَّ القيام من الفشل لا يتحقق إلاَّ بعد كفاح؟ وهكذا القيام من الخطية يستلزم جهاد التوبة، والتغلّب على الكراهية يسبقه عذاب الغفران للمخطئين، والانتصار على الذات يتطلّب مقاومتها وعدم الاستجابة لرغباتها.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198069 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أنَّ قيامة السيد المسيح تدفعنا إلى العيش بسلوك جديد، وكل الذين ماتوا عن شهوات العالم وقاموا مع المسيح يجب عليهم أن يطلبوا " مَا فَوْقُ حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ " (كو1:3- 4). أتتذكرون قصة القيامة ؟ أتعرفون ما قد حدث ؟ لقد حدثتْ زلزلة عظيمة، ونزل ملاك الرب من السماء، لكي يُدحرج الحجر عن باب القبر، وهكذا تُزلزِلُ القيامة كياننا الداخليّ وتهدم إنساننا القديم، وتُقدّم لنا خلال مياه المعموديّة الإنسان الجديد، كما أنَّ الملائكة تنزل إلينا لكي تُدحرج الحجر الذي أغلق باب قلوبنا، فنلتقي معهم في شركة حُب من خلال المسيح القائم من الأموات. فلنفرح أيها الأحباء لأنَّ قيامة المسيح جدَّدتْ طبيعتنا وهذا التجديد يقابله تجديداً آخرَ في الطبيعة، فالطبيعة التى راودها الحزن والنُعاس على صلب خالقها، حتى إنَّ الشمس أظلمتْ، والقمر لم يُعطِِِِ ضوءه، والصخور تشققت.. الآن في عيد القيامة تبتهج بنُصرة خالقها على الموت، فتتفتح زهورها وتملأ الجو بعبير رائحتها..! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 198070 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() بَاطِلٌ هُوَ لَكُمْ أَنْ تُبَكِّرُوا إِلَى الْقِيَامِ مُؤَخِّرِينَ الْجُلُوسَ، آكِلِينَ خُبْزَ الأَتْعَاب. لَكِنَّهُ يُعْطِي حَبِيبَهُ نَوْمًا [2]. يترجمها البعض: "باطل هو أن تبكروا (قبل الفجر)"، لذا يرى البعض أنه يليق بالمؤمن ألا يتعجل الزمن، فلا يظن أنه يتمتع بالمكافأة وسط ظلمة الحياة الزمنية، إنما يترقب بزوغ فجر الأبدية، حيث يتمتع بالنور الأبدي، ويرى الله وجهًا لوجه. لنسلك برجاء في إشراق الأبدية، ونتمتع بشركة المجد الأبدي في حينه. مسيحنا بقيامته في فجر الأحد وهبنا الحياة المُقامة، وهبنا الراحة الحقيقية، فهو يعطي حبيبه نومًا، ليس نوم الكسل والتراخي، بل يعني بالنوم الأمان والسلام الداخلي وعدم القلق. وقد نام الابن الحبيب الوحيد على الصليب كأسدٍ غالبٍ، محطمًا قوة الشيطان. كما نام أيضًا في السفينة وسط عاصفة ليهبنا سلامه وسط عواصف هذه الحياة. باطلًا يتعب الإنسان إن ظن أنه قادر أن يتمتع بالراحة قبل قيامة رب المجد، وإشراق شمس البرّ علينا. لقد أراد سمعان بطرس أن يبكر قبل قيامة المسيح، قائلًا: "إني أضع نفسي عنك"، فرفض السيد ذلك وحسبه باطلًا، قائلًا له: "اذهب عني يا شيطان" (مت 16: 23). خلق الله الإنسان محبوبه ليشاركه مجده، وليكون في سلامٍ. هكذا يدعو المرتل الإنسان "حبيب الله". * انهضوا من بعد جلوسكم، أي قوموا من بعد موتكم... لأن الرب قام عنا (بموته)، ثم قام ليعطينا أن نقوم على مثاله. بقيامته أعطانا عزاءً وراحة. * لم ينهض الرب قائمًا من بين الأموات إلا بعد أن أعطى أحباءه نومًا، لأن هؤلاء الذين ماتوا كانوا على الرجاء، فجاء الرب وحقق رجاءهم بقيامته، وحوَّل موتهم إلى رقادٍ (نومٍ) سوف يعقبه يقظة أبدية، وهكذا نرقد على الرجاء. القديس أغسطينوس * يمكننا أن نهرب من فخ هذا الرمح الأكثر شرًا، إذا كنا عندما نشعر بأننا أحرزنا نجاحًا أو تقدمًا في أية فضيلة نقول كلمات بولس الرسول: "لست أنا بل نعمة الله التي معي" "ولكن بنعمة الله أنا ما أنا")1 كو 10:15)، و"أن الله هو العامل فينا أن نريد وأن نعمل من أجل مسرته" (في 13:2). يقول ينبوع خلاصنا نفسه: "الذي يثبت فيّ وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا" (يو 5:15)، "وإن لم يبنِ الرب البيت فباطلًا تعِبَ البناؤون، وإن لم يحرس الرب المدينة، فباطلًا يسهر الحراس، وباطل هو لكم أن تبكروا إلى القيام" (مز 1:127، 2)، "إذن ليس لمن يشاء ولا لمن يسعى بل الله الذي يرحم" (رو 16:9). القديس يوحنا كاسيان * عندما يعين الله، ماذا يعطي؟ يعطي نومًا عذبًا، وراحة، وحياة بلا مخاطر مملوءة أمانًا. فعندما يعطيهم نومًا يهبهم راحة. عندما يصد المهاجمين، لا يعطيهم فقط بناء المدينة، ولا حراستها، بل ينالون أكثر من هذا أن يصيروا والدين لأطفال كثيرين، وينالون بركاتً أسرية متزايدة. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||