منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24 - 05 - 2025, 10:55 AM   رقم المشاركة : ( 197471 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,328,473

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



رسالة ربشاقىَ لحزقيا

10 «هكَذَا تُكَلِّمُونَ حَزَقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا قَائِلِينَ: لاَ يَخْدَعْكَ إِلهُكَ الَّذِي أَنْتَ مُتَّكِلٌ عَلَيْهِ قَائِلًا: لاَ تُدْفَعُ أُورُشَلِيمُ إِلَى يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ. 11 إِنَّكَ قَدْ سَمِعْتَ مَا فَعَلَ مُلُوكُ أَشُّورَ بِجَمِيعِ الأَرَاضِي لإِهْلاَكِهَا، وَهَلْ تَنْجُو أَنْتَ؟ 12 هَلْ أَنْقَذَتْ آلِهَةُ الأُمَمِ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَهْلَكَهُمْ آبَائِي، جُوزَانَ وَحَارَانَ وَرَصْفَ وَبَنِي عَدَنَ الَّذِينَ فِي تَلاَسَّارَ؟ 13 أَيْنَ مَلِكُ حَمَاةَ وَمَلِكُ أَرْفَادَ وَمَلِكُ مَدِينَةِ سَفْرَوَايِمَ وَهَيْنَعَ وَعِوَّا؟»

هَكَذَا تُكَلِّمُونَ حَزَقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا قَائِلِينَ:
لاَ يَخْدَعْكَ إِلَهُكَ الَّذِي أَنْتَ مُتَّكِلٌ عَلَيْهِ قَائِلاً:
لاَ تُدْفَعُ أُورُشَلِيمُ إِلَى يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ. [10]
لم يستسلم ربشاقى ظانًا أنه يعود إلى أورشليم يحاصرها ويفتحها. وقد جاءت هذه الرسالة تطابق نفس الحديث الذي وجَّهه ربشاقى قبلاً (2 مل 18: 29).
إِنَّكَ قَدْ سَمِعْتَ مَا فَعَلَ مُلُوكُ أَشُّورَ بِجَمِيعِ الأَرَاضِي لإِهْلاَكِهَا،
وَهَلْ تَنْجُو أَنْتَ؟ [11]
هَلْ أَنْقَذَتْ آلِهَةُ الأُمَمِ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَهْلَكَهُمْ آبَائِي،
جُوزَانَ وَحَارَانَ وَرَصْفَ وَبَنِي عَدْنَ الَّذِينَ فِي تَلاَسَّارَ؟ [12]
عدن هنا لا تعني منطقة جنة عدن التي وردت في سفر التكوين، وإنما تُعرَف اليوم باسم بيت عديني Bit-Adini جنوب حاران (حز 27: 23؛ عا 1: 5).
أَيْنَ مَلِكُ حَمَاةَ وَمَلِكُ أَرْفَادَ وَمَلِكُ مَدِينَةِ سَفْرَوَايِمَ وَهَيْنَعَ وَعِوَّا؟ [13]
 
قديم 24 - 05 - 2025, 10:56 AM   رقم المشاركة : ( 197472 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,328,473

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



هَكَذَا تُكَلِّمُونَ حَزَقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا قَائِلِينَ:
لاَ يَخْدَعْكَ إِلَهُكَ الَّذِي أَنْتَ مُتَّكِلٌ عَلَيْهِ قَائِلاً:
لاَ تُدْفَعُ أُورُشَلِيمُ إِلَى يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ. [10]
لم يستسلم ربشاقى ظانًا أنه يعود

إلى أورشليم يحاصرها ويفتحها.
وقد جاءت هذه الرسالة تطابق نفس الحديث
الذي وجَّهه ربشاقى قبلاً
(2 مل 18: 29).
 
قديم 24 - 05 - 2025, 10:57 AM   رقم المشاركة : ( 197473 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,328,473

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



إِنَّكَ قَدْ سَمِعْتَ مَا فَعَلَ مُلُوكُ أَشُّورَ بِجَمِيعِ الأَرَاضِي لإِهْلاَكِهَا،
وَهَلْ تَنْجُو أَنْتَ؟ [11]
هَلْ أَنْقَذَتْ آلِهَةُ الأُمَمِ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَهْلَكَهُمْ آبَائِي،
جُوزَانَ وَحَارَانَ وَرَصْفَ وَبَنِي عَدْنَ الَّذِينَ فِي تَلاَسَّارَ؟ [12]

عدن هنا لا تعني منطقة جنة عدن
التي وردت في سفر التكوين،
وإنما تُعرَف اليوم باسم بيت عديني Bit-Adini

جنوب حاران (حز 27: 23؛ عا 1: 5).
 
قديم 24 - 05 - 2025, 11:14 AM   رقم المشاركة : ( 197474 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,328,473

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



حزقيا ينشر الرسالة أمام الرب

14 فَأَخَذَ حَزَقِيَّا الرَّسَائِلَ مِنْ أَيْدِي الرُّسُلِ وَقَرَأَهَا، ثُمَّ صَعِدَ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، وَنَشَرَهَا حَزَقِيَّا أَمَامَ الرَّبِّ. 15 وَصَلَّى حَزَقِيَّا أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ، الْجَالِسُ فَوْقَ الْكَرُوبِيمَ، أَنْتَ هُوَ الإِلهُ وَحْدَكَ لِكُلِّ مَمَالِكِ الأَرْضِ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. 16 أَمِلْ يَا رَبُّ أُذُنَكَ وَاسْمَعْ. اِفْتَحْ يَا رَبُّ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ، وَاسْمَعْ كَلاَمَ سَنْحَارِيبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ لِيُعَيِّرَ اللهَ الْحَيَّ. 17 حَقًّا يَا رَبُّ إِنَّ مُلُوكَ أَشُّورَ قَدْ خَرَّبُوا الأُمَمَ وَأَرَاضِيَهُمْ، 18 وَدَفَعُوا آلِهَتَهُمْ إِلَى النَّارِ. وَلأَنَّهُمْ لَيْسُوا آلِهَةً، بَلْ صَنْعَةُ أَيْدِي النَّاسِ: خَشَبٌ وَحَجَرٌ، فَأَبَادُوهُمْ. 19 وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُنَا خَلِّصْنَا مِنْ يَدِهِ، فَتَعْلَمَ مَمَالِكُ الأَرْضِ كُلُّهَا أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ الإِلهُ وَحْدَكَ».

فَأَخَذَ حَزَقِيَّا الرَّسَائِلَ مِنْ أَيْدِي الرُّسُلِ وَقَرَأَهَا،
ثُمَّ صَعِدَ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ،
وَنَشَرَهَا حَزَقِيَّا أَمَامَ الرَّبِّ. [14]
كان حزقيا يؤمن بأن الله حاضر في كل مكان، ويسمع صوت مؤمنيه أينما وُجدوا، ويرى كل شيءٍ، وليس شيء مخفيًا عن عينيه، لكن الهيكل يُحسَب مسكنه الخاص، وله اعتباره عند الرب. لقد ذهب كطفلٍ بسيطٍ يثق في محبة أبيه وحكمته وقدرته، أسرع إليه في بيته كما في حضنه الإلهي، ليكون تحت حمايته الإلهية ومراحمه.
عرض الملك حزقيا الصالح الرسائل التي كانت في أيدي الرسل أمام الرب نفسه في الهيكل المقدس. كان حزقيا واثقًا أن الله يعلم بكل ما فيها، لكن نشره لها في بيت الرب فيه إعلان عن ثقته الكاملة في الرب، وأنه يُقدِّم المشكلة الخطيرة بكل تفاصيلها للمُعِين الإلهي، طالبًا الخلاص. هكذا يمكن للمؤمن، إذ يعرض مشاكله بصراحة وإيمان أمام الرب في هيكله المقدس، يجيبه ويُقدِّم له الحلول.
وَصَلَّى حَزَقِيَّا أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ:
أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ،
الْجَالِسُ فَوْقَ الْكَرُوبِيمَ،
أَنْتَ هُوَ الإِلَهُ وَحْدَكَ لِكُلِّ مَمَالِكِ الأَرْضِ.
أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. [15]
لجأ حزقيا إلى الملك الأعظم من ملك أشور (2 مل 18-19). صلَّى بإيمان، فاستجاب له ملك الملوك. تُعتَبَر صلاة حزقيا مثالاً حيًا للصلاة الحقيقية، فمع دالته لدى الله يتحدث بلغة الوقار.
أَمِلْ يَا رَبُّ أُذُنَكَ وَاسْمَعْ.
افْتَحْ يَا رَبُّ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ،
وَاسْمَعْ كَلاَمَ سَنْحَارِيبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ لِيُعَيِّرَ اللَّهَ الْحَيَّ. [16]
كثرًا ما تكرَّرتْ الطلبة "أمل يا رب أذنك"، ففي مرارة صرخ حزقيا الملك إلى الرب الجالس فوق الكاروبيم: "أمل يا رب أذنك، واسمع. افتح يا رب عينيك، وانظر". وكثيرًا ما كرَّر المُرَتِّل هذه العبارة (مز 17: 6؛ 31: 2؛ 45: 10) وهو تعبير يصدر من شخصٍ يشعر أنه أشبه بطفلٍ على صدر أبيه، يود أن يهمس في أذنيه. إنها تصدر عن شخصٍ وديعٍ متواضعٍ، يُسَر به الرب، القائل: "تعلموا مني، فإني وديع ومتواضع القلب".
بقوله: "أمل يا رب أذنك"، يود المؤمن أن يقول له، إني عاجز عن أن أُعَبِّر عما في داخلي بفمي ولساني، وليس من أحدٍ يقدر أن يسمع تنهدات قلبي، ويُدرِك ما في أعماقي، ويشاركني مشاعري سواك.
لعل المؤمن يشعر بأنه قد يُحرَم في كثير من الأوقات من الشركة الجماعية في العبادة بسبب الضيق، لكن الله وحده يُقَدِّر ما في أعماقه!
v إنه يميل بأذنه إن كنت لا ترفع رقبتك، فإنه قريب من المتواضعين، وبعيد عن المرتفعين...
إنه في الأعالي، ونحن أسفل، لكننا لسنا متروكين. "نَحْنُ... خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا... فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضًا أَنْ يَمُوتَ" (رو 5: 7، 8). لكن ربنا مات لأجل الأشرار. إذ لم يتقدمنا أي استحقاق لنا من أجله مات ابن الله، بل بالحري، إذ لا توجد استحقاقات، ظهرت رحمته عظيمة... "لأني مسكين وبائس أنا" (مز 86: 1). لا يميل أذنه للغني، بل للمسكين والبائس، أي للمتواضع الذي يعترف إليه أنه محتاج إلى رحمته، وليس إلى المكتفي الذي يرفع نفسه ويفتخر، كمن لا يحتاج إلى شيءٍ. هذا الذي يقول: "أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ... هذَا الْعَشَّارِ". فقد افتخر الفريسي باستحقاقاته، واعترف العشار بخطاياه (لو 18: 11-13)...
لا يأخذ أحد يا إخوتي ما قلته كما لو كان الله لا يسمع للذين لديهم ذهب وفضة وأسرة وحقول. فإبراهيم في غناه كان مسكينًا ومتواضعًا، يحترم كل الوصايا ويطيعها. بالحق كان يحسب كل غناه كلا شيءٍ، وبحسب وصية الله كان مستعدًا أن يُقدِّم ابنه ذبيحة (تك 22: 10)، الذي لأجله كان يحفظ كل ثرواته. لتتعلموا أن تكونوا مساكين ومحتاجين، سواء كان لديكم شيء في هذا العالم أو لم يكن لديكم.
القديس أغسطينوس
حَقًّا يَا رَبُّ إِنَّ مُلُوكَ أَشُّورَ قَدْ خَرَّبُوا الأُمَمَ وَأَرَاضِيَهُمْ [17]
وَدَفَعُوا آلِهَتَهُمْ إِلَى النَّارِ. ولأَنَّهُمْ لَيْسُوا آلِهَةً،
بَلْ صَنْعَةُ أَيْدِي النَّاسِ: خَشَبٌ وَحَجَرٌ، فَأَبَادُوهُمْ. [18]
وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُنَا خَلِّصْنَا مِنْ يَدِهِ،
فَتَعْلَمَ مَمَالِكُ الأَرْضِ كُلُّهَا أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ الإِلَهُ وَحْدَكَ. [19]
 
قديم 24 - 05 - 2025, 11:15 AM   رقم المشاركة : ( 197475 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,328,473

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



فَأَخَذَ حَزَقِيَّا الرَّسَائِلَ مِنْ أَيْدِي الرُّسُلِ وَقَرَأَهَا،
ثُمَّ صَعِدَ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ،
وَنَشَرَهَا حَزَقِيَّا أَمَامَ الرَّبِّ. [14]
كان حزقيا يؤمن بأن الله حاضر في كل مكان، ويسمع صوت مؤمنيه أينما وُجدوا، ويرى كل شيءٍ، وليس شيء مخفيًا عن عينيه، لكن الهيكل يُحسَب مسكنه الخاص، وله اعتباره عند الرب. لقد ذهب كطفلٍ بسيطٍ يثق في محبة أبيه وحكمته وقدرته، أسرع إليه في بيته كما في حضنه الإلهي، ليكون تحت حمايته الإلهية ومراحمه.
عرض الملك حزقيا الصالح الرسائل التي كانت في أيدي الرسل أمام الرب نفسه في الهيكل المقدس. كان حزقيا واثقًا أن الله يعلم بكل ما فيها، لكن نشره لها في بيت الرب فيه إعلان عن ثقته الكاملة في الرب، وأنه يُقدِّم المشكلة الخطيرة بكل تفاصيلها للمُعِين الإلهي، طالبًا الخلاص. هكذا يمكن للمؤمن، إذ يعرض مشاكله بصراحة وإيمان أمام الرب في هيكله المقدس، يجيبه ويُقدِّم له الحلول.
 
قديم 24 - 05 - 2025, 11:16 AM   رقم المشاركة : ( 197476 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,328,473

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وَصَلَّى حَزَقِيَّا أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ:
أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ،
الْجَالِسُ فَوْقَ الْكَرُوبِيمَ،
أَنْتَ هُوَ الإِلَهُ وَحْدَكَ لِكُلِّ مَمَالِكِ الأَرْضِ.
أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. [15]
لجأ حزقيا إلى الملك الأعظم من ملك أشور (2 مل 18-19).

صلَّى بإيمان، فاستجاب له ملك الملوك.
تُعتَبَر صلاة حزقيا مثالاً حيًا للصلاة الحقيقية،
فمع دالته لدى الله يتحدث بلغة الوقار.
 
قديم 24 - 05 - 2025, 11:16 AM   رقم المشاركة : ( 197477 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,328,473

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



أَمِلْ يَا رَبُّ أُذُنَكَ وَاسْمَعْ.
افْتَحْ يَا رَبُّ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ،
وَاسْمَعْ كَلاَمَ سَنْحَارِيبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ لِيُعَيِّرَ اللَّهَ الْحَيَّ. [16]
كثرًا ما تكرَّرتْ الطلبة "أمل يا رب أذنك"، ففي مرارة صرخ حزقيا الملك إلى الرب الجالس فوق الكاروبيم: "أمل يا رب أذنك، واسمع. افتح يا رب عينيك، وانظر". وكثيرًا ما كرَّر المُرَتِّل هذه العبارة (مز 17: 6؛ 31: 2؛ 45: 10) وهو تعبير يصدر من شخصٍ يشعر أنه أشبه بطفلٍ على صدر أبيه، يود أن يهمس في أذنيه. إنها تصدر عن شخصٍ وديعٍ متواضعٍ، يُسَر به الرب، القائل: "تعلموا مني، فإني وديع ومتواضع القلب".
بقوله: "أمل يا رب أذنك"، يود المؤمن أن يقول له، إني عاجز عن أن أُعَبِّر عما في داخلي بفمي ولساني، وليس من أحدٍ يقدر أن يسمع تنهدات قلبي، ويُدرِك ما في أعماقي، ويشاركني مشاعري سواك.
لعل المؤمن يشعر بأنه قد يُحرَم في كثير من الأوقات من الشركة الجماعية في العبادة بسبب الضيق، لكن الله وحده يُقَدِّر ما في أعماقه!
v إنه يميل بأذنه إن كنت لا ترفع رقبتك، فإنه قريب من المتواضعين، وبعيد عن المرتفعين...
إنه في الأعالي، ونحن أسفل، لكننا لسنا متروكين. "نَحْنُ... خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا... فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضًا أَنْ يَمُوتَ" (رو 5: 7، 8). لكن ربنا مات لأجل الأشرار. إذ لم يتقدمنا أي استحقاق لنا من أجله مات ابن الله، بل بالحري، إذ لا توجد استحقاقات، ظهرت رحمته عظيمة... "لأني مسكين وبائس أنا" (مز 86: 1). لا يميل أذنه للغني، بل للمسكين والبائس، أي للمتواضع الذي يعترف إليه أنه محتاج إلى رحمته، وليس إلى المكتفي الذي يرفع نفسه ويفتخر، كمن لا يحتاج إلى شيءٍ. هذا الذي يقول: "أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ... هذَا الْعَشَّارِ". فقد افتخر الفريسي باستحقاقاته، واعترف العشار بخطاياه (لو 18: 11-13)...
لا يأخذ أحد يا إخوتي ما قلته كما لو كان الله لا يسمع للذين لديهم ذهب وفضة وأسرة وحقول. فإبراهيم في غناه كان مسكينًا ومتواضعًا، يحترم كل الوصايا ويطيعها. بالحق كان يحسب كل غناه كلا شيءٍ، وبحسب وصية الله كان مستعدًا أن يُقدِّم ابنه ذبيحة (تك 22: 10)، الذي لأجله كان يحفظ كل ثرواته. لتتعلموا أن تكونوا مساكين ومحتاجين، سواء كان لديكم شيء في هذا العالم أو لم يكن لديكم.
القديس أغسطينوس
 
قديم 24 - 05 - 2025, 11:17 AM   رقم المشاركة : ( 197478 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,328,473

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لعل المؤمن يشعر بأنه قد يُحرَم في كثير من الأوقات من الشركة الجماعية في العبادة بسبب الضيق، لكن الله وحده يُقَدِّر ما في أعماقه!
v إنه يميل بأذنه إن كنت لا ترفع رقبتك، فإنه قريب من المتواضعين، وبعيد عن المرتفعين...
إنه في الأعالي، ونحن أسفل، لكننا لسنا متروكين. "نَحْنُ... خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا... فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضًا أَنْ يَمُوتَ" (رو 5: 7، 8). لكن ربنا مات لأجل الأشرار. إذ لم يتقدمنا أي استحقاق لنا من أجله مات ابن الله، بل بالحري، إذ لا توجد استحقاقات، ظهرت رحمته عظيمة... "لأني مسكين وبائس أنا" (مز 86: 1). لا يميل أذنه للغني، بل للمسكين والبائس، أي للمتواضع الذي يعترف إليه أنه محتاج إلى رحمته، وليس إلى المكتفي الذي يرفع نفسه ويفتخر، كمن لا يحتاج إلى شيءٍ. هذا الذي يقول: "أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ... هذَا الْعَشَّارِ". فقد افتخر الفريسي باستحقاقاته، واعترف العشار بخطاياه (لو 18: 11-13)...
لا يأخذ أحد يا إخوتي ما قلته كما لو كان الله لا يسمع للذين لديهم ذهب وفضة وأسرة وحقول. فإبراهيم في غناه كان مسكينًا ومتواضعًا، يحترم كل الوصايا ويطيعها. بالحق كان يحسب كل غناه كلا شيءٍ، وبحسب وصية الله كان مستعدًا أن يُقدِّم ابنه ذبيحة (تك 22: 10)، الذي لأجله كان يحفظ كل ثرواته. لتتعلموا أن تكونوا مساكين ومحتاجين، سواء كان لديكم شيء في هذا العالم أو لم يكن لديكم.


القديس أغسطينوس
 
قديم 24 - 05 - 2025, 11:19 AM   رقم المشاركة : ( 197479 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,328,473

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الرب يرسل إشعياء لحزقيا

20 فَأَرْسَلَ إِشَعْيَا بْنُ آمُوصَ إِلَى حَزَقِيَّا قَائِلًا: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي صَلَّيْتَ إِلَيْهِ مِنْ جِهَةِ سَنْحَارِيبَ مَلِكِ أَشُّورَ: قَدْ سَمِعْتُ. 21 هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَلَيْهِ: احْتَقَرَتْكَ وَاسْتَهْزَأَتْ بِكَ الْعَذْرَاءُ ابْنَةُ صِهْيَوْنَ، وَنَحْوَكَ أَنْغَضَتِ ابْنَةُ أُورُشَلِيمَ رَأْسَهَا. 22 مَنْ عَيَّرْتَ وَجَدَّفْتَ؟ وَعَلَى مَنْ عَلَّيْتَ صَوْتًا؟ وَقَدْ رَفَعْتَ إِلَى الْعَلاَءِ عَيْنَيْكَ عَلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ! 23 عَلَى يَدِ رُسُلِكَ عَيَّرْتَ السَّيِّدَ، وَقُلْتَ: بِكَثْرَةِ مَرْكَبَاتِي قَدْ صَعِدْتُ إِلَى عُلْوِ الْجِبَالِ، إِلَى عِقَابِ لُبْنَانَ وَأَقْطَعُ أَرْزَهُ الطَّوِيلَ وَأَفْضَلَ سَرْوِهِ، وَأَدْخُلُ أَقْصَى عُلْوِهِ، وَعْرَ كَرْمَلِهِ. 24 أَنَا قَدْ حَفَرْتُ وَشَرِبْتُ مِيَاهًا غَرِيبَةً، وَأُنَشِّفُ بِأَسْفَلِ قَدَمَيَّ جَمِيعَ خُلْجَانِ مِصْرَ. 25 أَلَمْ تَسْمَعْ؟ مُنْذُ الْبَعِيدِ صَنَعْتُهُ، مُنْذُ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ صَوَّرْتُهُ. الآنَ أَتَيْتُ بِهِ. فَتَكُونُ لِتَخْرِيبِ مُدُنٍ مُحَصَّنَةٍ حَتَّى تَصِيرَ رَوَابِيَ خَرِبَةً. 26 فَسُكَّانُهَا قِصَارُ الأَيْدِي قَدِ ارْتَاعُوا وَخَجِلُوا، صَارُوا كَعُشْبِ الْحَقْلِ وَكَالنَّبَاتِ الأَخْضَرِ، كَحَشِيشِ السُّطُوحِ وَكَمَلْفُوحٍ قَبْلَ نُمُوِّهِ. 27 وَلكِنِّي عَالِمٌ بِجُلُوسِكَ وَخُرُوجِكَ وَدُخُولِكَ وَهَيَجَانِكَ عَلَيَّ. 28 لأَنَّ هَيَجَانَكَ عَلَيَّ وَعَجْرَفَتَكَ قَدْ صَعِدَا إِلَى أُذُنَيَّ، أَضَعُ خِزَامَتِي فِي أَنْفِكَ وَلِجَامِي فِي شَفَتَيْكَ، وَأَرُدُّكَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ. 29 «وَهذِهِ لَكَ عَلاَمَةٌ: تَأْكُلُونَ هذِهِ السَّنَةَ زِرِّيعًا، وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ خِلْفَةً. وَأَمَّا السَّنَةُ الثَّالِثَةُ فَفِيهَا تَزْرَعُونَ وَتَحْصِدُونَ وَتَغْرِسُونَ كُرُومًا وَتَأْكُلُونَ أَثْمَارَهَا. 30 وَيَعُودُ النَّاجُونَ مِنْ بَيْتِ يَهُوذَا، الْبَاقُونَ، يَتَأَصَّلُونَ إِلَى أَسْفَل وَيَصْنَعُونَ ثَمَرًا إِلَى مَا فَوْقُ. 31 لأَنَّهُ مِنْ أُورُشَلِيمَ تَخْرُجُ الْبَقِيَّةُ، وَالنَّاجُونَ مِنْ جَبَلِ صِهْيَوْنَ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هذَا. 32 «لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ مَلِكِ أَشُّورَ: لاَ يَدْخُلُ هذِهِ الْمَدِينَةَ، وَلاَ يَرْمِي هُنَاكَ سَهْمًا، وَلاَ يَتَقَدَّمُ عَلَيْهَا بِتُرْسٍ، وَلاَ يُقِيمُ عَلَيْهَا مِتْرَسَةً. 33 فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ يَرْجعُ، وَإِلَى هذِهِ الْمَدِينَةِ لاَ يَدْخُلُ، يَقُولُ الرَّبُّ. 34 وَأُحَامِي عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ لأُخَلِّصَهَا مِنْ أَجْلِ نَفْسِي وَمِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي».

فَأَرْسَلَ إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ إِلَى حَزَقِيَّا قَائِلاً:
هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي صَلَّيْتَ إِلَيْهِ مِنْ جِهَةِ سَنْحَارِيبَ مَلِكِ أَشُّورَ:
قَدْ سَمِعْتُ. [20]
قدَّم الله الإجابة للملك الصالح من خلال رجل الله إشعياء النبي.
يرى القديس أغسطينوسأن الذي يدعو الله لا يسقط في الرعب، حيث لا يوجد ما يُسبِّب رعبًا حقيقيًا، إذ يقول: [هل يوجد خوف إن فقد إنسان الغِنَى؟ لا يوجد خوف، ومع ذلك يخاف البشر في هذه الحالة. ولكن إن فقد إنسان الحكمة، فبالأولى يوجد خوف، ومع هذا فهم لا يخافون... إنك تخاف لئلا ترد المال (الذي وهبك الله إياه)، وتريد أن تفقد الخلاص.]
v عندما كان حزقيا في ضيق انظرْ ماذا فعل لكي يخلص، إذ لبس المسوح وما إلى ذلك. لكنه إذ كان في فرجٍ سقط خلال ارتفاع قلبه [20](*).
عندما كان الإسرائيليون في ضيقٍ نموا جدًا في العدد، وعندما تركهم لأنفسهم انحدروا إلى دمارهم.
القديس يوحنا الذهبي الفم
هَذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَلَيْهِ:
احْتَقَرَتْكَ وَاسْتَهْزَأَتْ بِكَ الْعَذْرَاءُ ابْنَةُ صِهْيَوْنَ.
وَنَحْوَكَ أَنْغَضَت ابْنَةُ أُورُشَلِيمَ رَأْسَهَا. [21]
عندما يتحدث الله مع شعبه يكشف لهم خطاياهم لكي يرجعوا إليه بالتوبة، فيتمتعون بنعمه. أما حينما يتكلم عن شعبه مع مضايقيهم، فيتحدث عنهم بأسلوب مُفرِح. الآن إذ يوجِّه الحديث لسنحاريب يقول له: "احتقرتْكَ واستهزأتْ بك العذراء ابنة صهيون..." يدعو شعبه ابنة صهيون (ابنة أورشليم)، أي ابنة الله الساكنة في مدينته، وتتمتع بهيكله المقدس. يحرسها الله ويحفظها بكونها ابنته المحبوبة لديه، وبكونه أباها المُحِب! إنها تسخر وتستخف بملك أشور الذي يظن في نفسه أعظم من الله وأقوى منه.
مَنْ عَيَّرْتَ وَجَدَّفْتَ،
وَعَلَى مَنْ عَلَّيْتَ صَوْتًا،
وَقَدْ رَفَعْتَ إِلَى الْعَلاَءِ عَيْنَيْكَ عَلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ؟ [22]
ظن سنحاريب ورجاله أن يهوذا أشبه بعذراء جميلة وطاهرة يُمكِنُ اغتصابها بسهولةٍ، لا حوْل لها ولا قوة، إن قورنت بالممالك التي اهتزت وارتعبت بل واستسلمت لأشور قبل أن يحاربها ويُبَدِّد هياكلها ويُحَطِّم حصونها. وقد جاءت إجابة الرب لإشعياء أن يهوذا ابنة صهيون الطاهرة والجميلة هي في حضن أبيها السماوي، يهبها قوة وفرحًا ونصرة على كل من يحاول أن يمد يده عليها، أو يُهدِّدها.
إنها تتطلع إلى من يسخر بها وتضحك عليه، لأنها في ظل القدير تجلس مطمئنة.
يدعو إشعياء الله "قدوس إسرائيل"، وقد استخدم إشعياء كلمة "قدوس" 26 مرة (راجع إش 6: 3). إذ عيَّر ملك أشور ورجاله الله، فإنما يعير القدوس الذي بلا عيب.
عَلَى يَدِ رُسُلِكَ عَيَّرْتَ السَّيِّدَ،
وَقُلْتَ: بِكَثْرَةِ مَرْكَبَاتِي قَدْ صَعِدْتُ إِلَى عُلْوِ الْجِبَالِ،
إِلَى عِقَابِ لُبْنَانَ،
وَأَقْطَعُ أَرْزَهُ الطَّوِيلَ وَأَفْضَلَ سَرْوِهِ،
وَأَدْخُلُ أَقْصَى عُلْوِهِ وَعْرَ كَرْمَلِهِ. [23]
كان أشور وقادته يفتخرون بأنهم دخلوا لبنان، وحطَّموا أرزه وسروه. لم يقل إنه هزم جيشها، لأنها استسلمت ولم تدخل معه في معركة. أنها ككثيرٍ من الممالك أرسلت ترحب بقدومه وقبولهم العبودية له دون الدخول في أية معركة، ومع هذا إذ كانوا يستقبلونه بالتهليل خشية غضبه وانتقامه كان يُحَطِّم حتى أشجارها!
يُصَوِّر الكاتب سنحاريب بقدرته العظيمة وهو يقتحم بمركباته الكثيرة أية دولة، ويصعد بالمركبات على قمم الجبال، فلا تستطيع العوائق الطبيعية أن تقف أمامه!
يرى القديس أغسطينوس أن الذين لا يعترفون بخطاياهم، وفي تشامخ يدخلون كما في معركة ضد الله، تنكسر كل أسلحتهم التي يعتمدون عليها.
أَنَا قَدْ حَفَرْتُ وَشَرِبْتُ مِيَاهًا غَرِيبَةً،
وَأُنَشِّفُ بِأَسْفَلِ قَدَمَيَّ جَمِيعَ خُلْجَانِ مِصْرَ. [24]
إن كانت مصر تعتز بنهرها العظيم، فيفتخر أشور أنه لا يترك لها نقطة ماء، يسلب كل ممتلكاتها حتى مياه خلجانها. وكأنه أينما دخل لا يترك لأهل المملكة شيئًا حتى الماء للشرب!
ولعله يقصد أن المشاة من جيشه، إذ يدخلون أية دولة حتى مصر، فمن كثرة عددهم يحفرون آبارًا للشُرْب، فتجف الآبار، ولا يجد الجند نقطة ماء تحت أقدامهم.
أَلَمْ تَسْمَعْ؟ مُنْذُ الْبَعِيدِ صَنَعْتُهُ،
مُنْذُ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ صَوَّرْتُهُ.
الآنَ أَتَيْتُ بِهِ. فَتَكُونُ لِتَخْرِيبِ مُدُنٍ مُحَصَّنَةٍ،
حَتَّى تَصِيرَ رَوَابِيَ خَرِبَةً. [25]
بقوله: "ألم تسمع؟!" [25]، يليق بأشور أن يرجع إلى التاريخ ليدرك هذا الإله الحي وذراعه الرفيعة؛ كيف يُعَيِّر القدير الذي صنع مع شعبه عجائب؟!
فَسُكَّانُهَا قِصَارُ الأَيْدِي قَدِ ارْتَاعُوا وَخَجِلُوا.
صَارُوا كَعُشْبِ الْحَقْلِ وَكَالنَّبَاتِ الأَخْضَرِ،
كَحَشِيشِ السُّطُوحِ، وَكَمَلْفُوحٍ قَبْلَ نُمُوِّهِ. [26]
وَلَكِنِّي عَالِمٌ بِجُلُوسِكَ وَخُرُوجِكَ وَدُخُولِكَ وَهَيَجَانِكَ عَلَيَّ. [27]
يليق بأشور أن يُدرِك بأنه لا يعرف حقيقة الإله الحي القدوس، وأن هذا الإله يعرف جلوسه وخروجه ودخوله ومشاعره الخفية. إنه أتفه من أن يقف أمام الله في معركة، إمكانياته تُحسَب كلا شيء، فأشور أشبه بعشب الحقل أو نبات أخضر ضعيف أو حشائش موضوعة على السطح أو غرس لبذرة حنطة لم تنمُ بعد لتحمل سنبلة، فكيف يدخل في معركة مع رب الجنود؟ إن كان أشور يعتمد على خططه الحربية الخفية، فالله عالمٌ بجلوسه وخروجه ودخوله وهيجانه عليه.
لأَنَّ هَيَجَانَكَ عَلَيَّ وَعَجْرَفَتَكَ قَدْ صَعِدَا إِلَى أُذُنَيَّ،
أَضَعُ خِزَامَتِي فِي أَنْفِكَ، وَلِجَامِي فِي شَفَتَيْكَ،
وَأَرُدُّكَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ. [28]
لماذا يضع الله خزامته في أنف ملك أشور، ولجامًا في شفتيه، أي كما لو كان حيوانًا؟ اعتاد أشور أن يذل المسبيين، خاصة الملوك والنبلاء وأصحاب المراكز، ويتعامل معهم بوحشية كأنهم حيوانات. ما يفعله بهم يرتد عليه، بالكيل الذي يكيل به للمسبيين يُكال له ويزداد.
في كبرياء ظن سنحاريب أن ما بلغه من إنجازات بفضل قدرته وجهوده، ولم يدرك أن ذلك كان بسماح من الله. كان الأشوريون يعاملون الأسرى بعنفٍ، فكانوا يجدون لذاتهم وتسليتهم في تعذيبهم؛ يقلعون عيونهم، ويمزقون جلودهم، ويسلخونها بعنفٍ جزءًا فجزءًا حتى يموتوا. وإذ كانوا يتطلعون إلى الأسير كعبدٍ، يضعون خزامة في أنفه.
إن كان أشور قد أذل الأمم والملوك، فيليق به أن يدرك ضعفه أمام الله الحي الذي في جسارة مُرَّة يسخر به ويُجدِّف عليه. إنه يضع خزامته في أنفه، ولجامه في فمه، فيصير كحيوانٍ ذليلٍ يُسحَب من الخزامة وباللجام، ولا يدري إلى أين هو ذاهب.
v أما بالنسبة لي فقد أحضرني نبوخذناصر في سلاسل إلى بابل، أي إلى بلبلة الذهن. هناك وضع عليّ نير العبودية. هناك وضع خزامة في أنفي. أمرني أن أُسَبِّحَ بإحدى تسابيح صهيون. فقلتُ له: [الرب يعتق المسبيين، الرب يفتح أعين العميان] (مز 146: 7-8).
القديس جيروم
وَهَذِهِ لَكَ عَلاَمَةٌ: تَأْكُلُونَ هَذِهِ السَّنَةَ زِرِّيعًا،
وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ خِلْفَةً.
وَأَمَّا السَّنَةُ الثَّالِثَةُ فَفِيهَا تَزْرَعُونَ وَتَحْصِدُونَ،
وَتَغْرِسُونَ كُرُومًا وَتَأْكُلُونَ أَثْمَارَهَا. [29]
أعطى الرب حزقيا علامة أنه مهتم بشعبه، بالرغم من حملات الأشوريين ضدهم، التي كان لها أثرها على محصول تلك السنة، وأيضًا السنة التالية، لكن في السنة الثالثة يتمتعون بمحاصيل أرضهم حيث يكونون في سلام من تهديدات العدو (يوئيل 2: 12-14؛ مي 2: 12-13؛ صف 3: 8-20).
وَيَعُودُ النَّاجُونَ مِنْ بَيْتِ يَهُوذَا، الْبَاقُونَ،
يَتَأَصَّلُونَ إِلَى أَسْفَلٍ، وَيَصْنَعُونَ ثَمَرًا إِلَى مَا فَوْقُ. [30]
الوعد الأعظم هو الثمر المتكاثر في مجيء المسيا، إذ توجد بقية مُقدَّسة تؤمن به وتشهد لأجل خلاص البشرية. هذا وعد إلهي، لأن غيرة رب الجنود على الخلاص تفعل هذا.
لأَنَّهُ مِنْ أُورُشَلِيمَ تَخْرُجُ الْبَقِيَّةُ وَالنَّاجُونَ مِنْ جَبَلِ صِهْيَوْنَ.
غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هَذَا. [31]
في كل جيل يهتم الله بالبقية الأمينة الباقية لحساب ملكوته. يستخدمهم كشرارة نار حبٍ، ينفخها لتُلهبَ الكثيرين بالحب الإلهي، وتنزع عنهم برودة الجمود وعدم الإيمان.
الله لا يتجاهل البصيص الذي في شعبِ ما أو في قلبٍ ما، فإنه يعمل بالقليل كما بالكثير، ليُخَلِّص على كل حال قومًا.
تحققت نبوة إشعياء بخصوص "البقية" بتجسد كلمة الله وحلول الروح القدس في يوم البنطقستي (أع 2).


لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ مَلِكِ أَشُّورَ:
لاَ يَدْخُلُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ، وَلاَ يَرْمِي هُنَاكَ سَهْمًا،
وَلاَ يَتَقَدَّمُ عَلَيْهَا بِتُرْسٍ، وَلاَ يُقِيمُ عَلَيْهَا مِتْرَسَةً. [32]
يُقدِّم الرب وعدًا أن سنحاريب لن يدخل مدينة أورشليم، ولا يستخدم أسلحة ضدها.
بالرغم من أن سنحاريب افتخر بأنه استولى على 46 مدينة من مملكة يهوذا، وأن حزقيا كان سجينًا في أورشليم لم يخرج منها كطائرٍ في قفصٍ، لكن الله برعايته لم يسمح له بالاستيلاء على مدينة أورشليم ولا يهاجمها بأسلحة، وذلك لأمانة الله وعهده مع داود، بالرغم من عدم أمانة الشعب وتجديفهم [22, 23, 27, 28]، (2 مل 18: 34-35). يُقدِّم الله تأكيدات أن ملك أشور ليس فقط يفشل في اقتحام المدينة، وإنما لن يدخلها، ولا يقف على مسافة منها تسمح له أو لجيشه أن يرمي سهمًا عليها، ولن يجسر أن يتقدَّم نحوها بترسٍ أو يقيم عليها مترسة.
v إذن أين مسكن الله؟ في أورشليم وفي صهيون. في أورشليم حيث يقوم السلام، وفي صهيون حيث برج المراقبة. ليت النفس البشرية التي بها سلام الله والتأمل، وثانيًا تكون في الكنيسة وبالتأكيد مرتبطة بالأسفار المقدسة.
بالتأكيد فيها يكون السلام ومسكن الله وعاصمته، هناك يُحَطِّم سهام القسيّ البارقة، السهام التي يصوِّبها الشيطان. يُحَطِّم الرب دومًا الدرع والسيف وأسلحة الحرب.
القديس چيروم
فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ يَرْجِعُ،
وَإِلَى هَذِهِ الْمَدِينَةِ لاَ يَدْخُلُ، يَقُولُ الرَّبُّ. [33]
إن كان ربشاقى قد هدَّد حزقيا بأنه سيعود ليحاصر أورشليم، فإنه لن يعود إلى أورشليم، بل يرجع جيشه إلى أشور في خزيٍ وعارٍ.
وَأُحَامِي عَنْ هَذِهِ الْمَدِينَةِ، لأُخَلِّصَهَا مِنْ أَجْلِ نَفْسِي،
وَمِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي. [34]
"من أجل نفسي". هذا الوعد بعدم تسليم أورشليم لسنحاريب، ليس عن فضل أو استحقاق شعبها، وإنما من أجل أمانة الله وعهده مع داود عبده. إن سلام أورشليم يخص الله نفسه، لا يأتمن كائنًا ما على حمايتها من سنحاريب.
صلوات القديسين تسند النفس المجاهدة الراغبة في التوبة، أما إذا أصرَّتْ على عنادها فلا نفع لها، إذ يقول الرب لإرميا النبي: "وأنت فلا تُصلِ لأجل هذا الشعب ولا ترفع لأجلهم دعاء ولا صلاة، ولا تلح عليًّ لأني لا أسمعك" (إر 7: 16؛ 11: 14). الله الذي قال: "أُحامي عن هذه المدينة لأُخَلِّصها من أجل نفسي ومن أجل داود عبدي" [34] في أيام حزقيا الملك البار، لم ينطق بهذا في أيام الشر المتكاثر حين سلَّم المدينة لنبوخذناصر. تظهر شكلية العبادة في الاعتماد على صلوات القديسين المنتقلين والمجاهدين دونأية رغبة في التوبة والندامة.
لقد استفاد يعقوب المجاهد من صلوات أبيه، إذ يقول للابان: [لولا أن إله أبي كان معي لكنت الآن قد صرتُ فارغًا] (تك 31: 42). كما يقول الله عن نفسه: "أحامي عن هذه المدينة لأخلصها من أجل نفسي ومن أجل داود عبدي" [34]. قال هذا حين كان حزقيا البار ملكًا، لكنه لم يقلها في أيام الشر حين سلَّم المدينة لنبوخذناصر.
لا يمنع الله إرميا من تقديم الصلوات عن الشعب، فإنه يُسَرّ أن يجد قلوبًا مفتوحة بالحب، تُصلِّي للغير في غير أنانية، لكنه يؤكد له أن هذه الصلوات ليست بذات قيمة بالنسبة للشعب ما لم يُقدِّم الشعب نفسه توبة.
لقد كانت الشفاعة عن الشعب جزءًا حيًا من عمل الأنبياء والكهنة، فصموئيل النبي يقول: "وأما أنا حاشا لي أن أُخطِئ إلى الرب، فأكف عن الصلاة من أجلكم" (1 صم 12: 23). وفي المصفاة إذ هاج الفلسطينيون عليهم، قالوا لصموئيل: "لا تكف عن الصراخ من أجلنا إلى الرب إلهنا، فيُخلِّصنا من يد الفلسطينيين" (1 صم 7: 8). وأيضًا موسى كان يشفع في شعبه، حتى قال الرب له: "اتركني ليحمَى غضبي عليهم وأفنيهم، فأُصيَّرك شعبًا عظيمًا" (خر 32: 10).
والقديس يوحنا الذهبي الفم كرجل كنسي إنجيلي واعٍ، خشى أن يفهم عامة الشعب صلوات القديسين تواكلاً وتراخيًا في الجهاد الروحي، لهذا نجده يؤكد:
v ما أعظم بركات صلوات القديسين إن كنا نحن أيضًا نعمل.
v حقًا إن صلوات القديسين لها قوتها العظيمة بشرط توبتنا وإصلاح حياتنا.
v إن كنا مُهمِلين لا نستطيع أن ننال خلاصًا حتى ولا بمساعدة الآخرين. وعلى العكس فإننا إن كنا ساهرين متيقظين نقدر أن نفعل ذلك بأنفسنا... لستُ أقول هذا لأنفي طلبات القديسين، وإنما لكي أوقف إهمالكم واكتفاءكم بالثقة في الآخرين وأنتم مطروحون على ظهوركم نائمين.
v حسنًا، إننا ننتفع بصلوات القديسين، إن كنا نحن أنفسنا متيقظين.
قد تقول: وما حاجتي إلى صلوات القديسين مادمتُ أنا نفسي متيقظًا؟
إن كنا نفكر تفكيرًا صادقًا ندرك أننا في حاجة إليها على الدوام، فبولس لم يقل: ما حاجتي إلى صلوات (الآخرين) مع أن الذين كانوا يصلون عنه كانوا غير مستحقين للصلاة عنه، ولا هم على قدم المساواة معه، وأنت تقول: ما حاجتي إلى الصلاة؟...
إنك محتاج بالأكثر إلى الصلوات بسبب شعورك بعدم احتياجك إليها. نعم فإنك وإن صرت كبولس، فأنت محتاج إليها. لا تستكبر لئلا تسقط.
أتريد أن تعرف فائدة الصلوات؟...
اسمع يعقوب وهو يقول للابان: [لولا أن إله أبي كان معي، لكنتَ الآن صرتُ فارغًا] (تك 31: 42).
اسمع أيضًا ما يقوله الله: "أُحَامِي عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ لأُخَلِّصَهَا... مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي" [34]. متى قال هذا؟ في أيام حزقيا الذي كان بارًا. فلو أن الصلوات تفيد الأشرار المتمسكين بشرهم فلماذا لم يقل هذا في أيام نبوخذناصر بل أسلم المدينة؟ لأن الشر قد غلب بالأكثر. أيضًا صموئيل نفسه صلَّى عن الإسرائيليين وانتصر. ولكن، متى؟ عندما سرّوا هم أيضًا الله، عندئذ حاربوا الأعداء. تقولون: وما هي الحاجة إلى صلاة الغير إن كنتُ أنا نفسي أُسرّ الله؟ لا تقل هذا يا إنسان. نعم توجد حاجة وحاجة إلى صلاة أكثر. اسمعوا الله يقول عن أصدقاء أيوب: [عبدي أيوب يصلي من أجلكم، فتُغفَر خطاياكم] (راجع أي 8:42). حقًا لقد أخطأوا، لكن ليست خطية عظيمة. لكن هذا البار الذي أنقذ أصدقاءه بالصلاة، في الوقت الذي فيه لم يكن اليهود قادرين على إنقاذ الهالكين. لقد تعلَّموا هذا؛ اسمعوا الله يقول بالنبي: [إن وقف نوح ودانيال وأيوب، إنهم لا يخلصون بنيهم وبناتهم] (راجع حز 14:14، 16). فقد انتصر الشر. مرة أخرى: "وإن وقف موسى وصموئيل..." (إر 1:15). انظروا قيل هذا عن النبيين، لأن كليهما صليا عنهم، ولم ينتصرا... يليق بنا أن نطلب منهم الصلاة، رافعين أياديهم من أجلنا، وفي نفس الوقت نلتصق نحن بالفضيلة.
v ها أنتم ترون أنه بينما يُعرف لنا فإنه من الجانب الآخر يُعرف لأعدائنا، مظهرًا لهم قدرته. أيام حزقيا تذكروا الوحوش الذين هاجموه بأعدادٍ غفيرةٍ، وبعد أن حاصروا كل شيءٍ كما في شبكة رحلوا تاركين خلفهم أغلبهم جثثًا ميتة.
v صلاح الله هائل، وغالبًا ما يجد طريقه ليهب خلاص الأغلبية من أجل قلة من الأبرار. ولماذا أقول من أجل قلة من الأبرار؟ غالبًا إن لم يُوجد بار في الحياة الحاضرة يتحنَّن على الأحياء من أجل فضائل الراحلين، ويصرخ عاليًا: "وأُحامي عن هذه المدينة لأخلصها من أجل نفسي، ومن أجل داود عبدي" [34]. حتى إن كانوا ليسوا أهلاً للخلاص فهو يخلصهم.
v ليتنا نهتم بجنازات الراقدين، فإنها نافعة لنا ولهم لمجد الله. لنُقدِّم صدقات كثيرة لأجلهم، فنرسل معهم أفضل معونة للطريق. فإن كان مجرد ذكرى الناس الفاضلين، مع أنهم موتى، تسند الأحياء (إذ يُقال: "أحامي عن هذه المدينة لأخلصها، لأجل نفسي، ومن أجل داود عبدي" [34]، بالأكثر كل الصدقات لها فاعليتها هكذا. فإنها أقامت حتى الميت، عندما وقفت الأرامل حولها يُظهرن ما فعلته طابيثا Dorcas عندما كانت معهن (أع 9: 39). لذلك عندما يكون شخص على باب الموت، فليعد له صديق الميت الجنازة، ويحثُّوا الراحل أن يترك شيئًا للمحتاجين. هذه الثياب معه فليرسلها معه إلى القبر، جاعلاً المسيح وارثًا له... عندما يجعل المسيح وارثًا له مع أطفاله، فلتتأملوا العمل الصالح الذي يسحبه إليه، وإلى بنيه، هذه هي أفضل أنواع الجنازات. هذه تفيد الأحياء والراحلين. إن كنا هكذا نُدفن فسنصير ممجدين في القيامة.
القدِّيس يوحنا الذهبيّ الفم
v من أجل داود غُفرتْ خطايا ذريته، ومن أجل يسوع غُفرتْ خطايا الأمم.
القديس أفراهاط
 
قديم 24 - 05 - 2025, 11:20 AM   رقم المشاركة : ( 197480 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,328,473

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الرب يرسل إشعياء لحزقيا

20 فَأَرْسَلَ إِشَعْيَا بْنُ آمُوصَ إِلَى حَزَقِيَّا قَائِلًا: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي صَلَّيْتَ إِلَيْهِ مِنْ جِهَةِ سَنْحَارِيبَ مَلِكِ أَشُّورَ: قَدْ سَمِعْتُ. 21 هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَلَيْهِ: احْتَقَرَتْكَ وَاسْتَهْزَأَتْ بِكَ الْعَذْرَاءُ ابْنَةُ صِهْيَوْنَ، وَنَحْوَكَ أَنْغَضَتِ ابْنَةُ أُورُشَلِيمَ رَأْسَهَا. 22 مَنْ عَيَّرْتَ وَجَدَّفْتَ؟ وَعَلَى مَنْ عَلَّيْتَ صَوْتًا؟ وَقَدْ رَفَعْتَ إِلَى الْعَلاَءِ عَيْنَيْكَ عَلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ! 23 عَلَى يَدِ رُسُلِكَ عَيَّرْتَ السَّيِّدَ، وَقُلْتَ: بِكَثْرَةِ مَرْكَبَاتِي قَدْ صَعِدْتُ إِلَى عُلْوِ الْجِبَالِ، إِلَى عِقَابِ لُبْنَانَ وَأَقْطَعُ أَرْزَهُ الطَّوِيلَ وَأَفْضَلَ سَرْوِهِ، وَأَدْخُلُ أَقْصَى عُلْوِهِ، وَعْرَ كَرْمَلِهِ. 24 أَنَا قَدْ حَفَرْتُ وَشَرِبْتُ مِيَاهًا غَرِيبَةً، وَأُنَشِّفُ بِأَسْفَلِ قَدَمَيَّ جَمِيعَ خُلْجَانِ مِصْرَ. 25 أَلَمْ تَسْمَعْ؟ مُنْذُ الْبَعِيدِ صَنَعْتُهُ، مُنْذُ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ صَوَّرْتُهُ. الآنَ أَتَيْتُ بِهِ. فَتَكُونُ لِتَخْرِيبِ مُدُنٍ مُحَصَّنَةٍ حَتَّى تَصِيرَ رَوَابِيَ خَرِبَةً. 26 فَسُكَّانُهَا قِصَارُ الأَيْدِي قَدِ ارْتَاعُوا وَخَجِلُوا، صَارُوا كَعُشْبِ الْحَقْلِ وَكَالنَّبَاتِ الأَخْضَرِ، كَحَشِيشِ السُّطُوحِ وَكَمَلْفُوحٍ قَبْلَ نُمُوِّهِ. 27 وَلكِنِّي عَالِمٌ بِجُلُوسِكَ وَخُرُوجِكَ وَدُخُولِكَ وَهَيَجَانِكَ عَلَيَّ. 28 لأَنَّ هَيَجَانَكَ عَلَيَّ وَعَجْرَفَتَكَ قَدْ صَعِدَا إِلَى أُذُنَيَّ، أَضَعُ خِزَامَتِي فِي أَنْفِكَ وَلِجَامِي فِي شَفَتَيْكَ، وَأَرُدُّكَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ. 29 «وَهذِهِ لَكَ عَلاَمَةٌ: تَأْكُلُونَ هذِهِ السَّنَةَ زِرِّيعًا، وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ خِلْفَةً. وَأَمَّا السَّنَةُ الثَّالِثَةُ فَفِيهَا تَزْرَعُونَ وَتَحْصِدُونَ وَتَغْرِسُونَ كُرُومًا وَتَأْكُلُونَ أَثْمَارَهَا. 30 وَيَعُودُ النَّاجُونَ مِنْ بَيْتِ يَهُوذَا، الْبَاقُونَ، يَتَأَصَّلُونَ إِلَى أَسْفَل وَيَصْنَعُونَ ثَمَرًا إِلَى مَا فَوْقُ. 31 لأَنَّهُ مِنْ أُورُشَلِيمَ تَخْرُجُ الْبَقِيَّةُ، وَالنَّاجُونَ مِنْ جَبَلِ صِهْيَوْنَ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هذَا. 32 «لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ مَلِكِ أَشُّورَ: لاَ يَدْخُلُ هذِهِ الْمَدِينَةَ، وَلاَ يَرْمِي هُنَاكَ سَهْمًا، وَلاَ يَتَقَدَّمُ عَلَيْهَا بِتُرْسٍ، وَلاَ يُقِيمُ عَلَيْهَا مِتْرَسَةً. 33 فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ يَرْجعُ، وَإِلَى هذِهِ الْمَدِينَةِ لاَ يَدْخُلُ، يَقُولُ الرَّبُّ. 34 وَأُحَامِي عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ لأُخَلِّصَهَا مِنْ أَجْلِ نَفْسِي وَمِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي».

فَأَرْسَلَ إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ إِلَى حَزَقِيَّا قَائِلاً:
هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي صَلَّيْتَ إِلَيْهِ مِنْ جِهَةِ سَنْحَارِيبَ مَلِكِ أَشُّورَ:
قَدْ سَمِعْتُ. [20]
قدَّم الله الإجابة للملك الصالح من خلال رجل الله إشعياء النبي.
يرى القديس أغسطينوسأن الذي يدعو الله لا يسقط في الرعب، حيث لا يوجد ما يُسبِّب رعبًا حقيقيًا، إذ يقول: [هل يوجد خوف إن فقد إنسان الغِنَى؟ لا يوجد خوف، ومع ذلك يخاف البشر في هذه الحالة. ولكن إن فقد إنسان الحكمة، فبالأولى يوجد خوف، ومع هذا فهم لا يخافون... إنك تخاف لئلا ترد المال (الذي وهبك الله إياه)، وتريد أن تفقد الخلاص.]
v عندما كان حزقيا في ضيق انظرْ ماذا فعل لكي يخلص، إذ لبس المسوح وما إلى ذلك. لكنه إذ كان في فرجٍ سقط خلال ارتفاع قلبه [20](*).
عندما كان الإسرائيليون في ضيقٍ نموا جدًا في العدد، وعندما تركهم لأنفسهم انحدروا إلى دمارهم.
القديس يوحنا الذهبي الفم
هَذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَلَيْهِ:
احْتَقَرَتْكَ وَاسْتَهْزَأَتْ بِكَ الْعَذْرَاءُ ابْنَةُ صِهْيَوْنَ.
وَنَحْوَكَ أَنْغَضَت ابْنَةُ أُورُشَلِيمَ رَأْسَهَا. [21]
عندما يتحدث الله مع شعبه يكشف لهم خطاياهم لكي يرجعوا إليه بالتوبة، فيتمتعون بنعمه. أما حينما يتكلم عن شعبه مع مضايقيهم، فيتحدث عنهم بأسلوب مُفرِح. الآن إذ يوجِّه الحديث لسنحاريب يقول له: "احتقرتْكَ واستهزأتْ بك العذراء ابنة صهيون..." يدعو شعبه ابنة صهيون (ابنة أورشليم)، أي ابنة الله الساكنة في مدينته، وتتمتع بهيكله المقدس. يحرسها الله ويحفظها بكونها ابنته المحبوبة لديه، وبكونه أباها المُحِب! إنها تسخر وتستخف بملك أشور الذي يظن في نفسه أعظم من الله وأقوى منه.
مَنْ عَيَّرْتَ وَجَدَّفْتَ،
وَعَلَى مَنْ عَلَّيْتَ صَوْتًا،
وَقَدْ رَفَعْتَ إِلَى الْعَلاَءِ عَيْنَيْكَ عَلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ؟ [22]
ظن سنحاريب ورجاله أن يهوذا أشبه بعذراء جميلة وطاهرة يُمكِنُ اغتصابها بسهولةٍ، لا حوْل لها ولا قوة، إن قورنت بالممالك التي اهتزت وارتعبت بل واستسلمت لأشور قبل أن يحاربها ويُبَدِّد هياكلها ويُحَطِّم حصونها. وقد جاءت إجابة الرب لإشعياء أن يهوذا ابنة صهيون الطاهرة والجميلة هي في حضن أبيها السماوي، يهبها قوة وفرحًا ونصرة على كل من يحاول أن يمد يده عليها، أو يُهدِّدها.
إنها تتطلع إلى من يسخر بها وتضحك عليه، لأنها في ظل القدير تجلس مطمئنة.
يدعو إشعياء الله "قدوس إسرائيل"، وقد استخدم إشعياء كلمة "قدوس" 26 مرة (راجع إش 6: 3). إذ عيَّر ملك أشور ورجاله الله، فإنما يعير القدوس الذي بلا عيب.
عَلَى يَدِ رُسُلِكَ عَيَّرْتَ السَّيِّدَ،
وَقُلْتَ: بِكَثْرَةِ مَرْكَبَاتِي قَدْ صَعِدْتُ إِلَى عُلْوِ الْجِبَالِ،
إِلَى عِقَابِ لُبْنَانَ،
وَأَقْطَعُ أَرْزَهُ الطَّوِيلَ وَأَفْضَلَ سَرْوِهِ،
وَأَدْخُلُ أَقْصَى عُلْوِهِ وَعْرَ كَرْمَلِهِ. [23]
كان أشور وقادته يفتخرون بأنهم دخلوا لبنان، وحطَّموا أرزه وسروه. لم يقل إنه هزم جيشها، لأنها استسلمت ولم تدخل معه في معركة. أنها ككثيرٍ من الممالك أرسلت ترحب بقدومه وقبولهم العبودية له دون الدخول في أية معركة، ومع هذا إذ كانوا يستقبلونه بالتهليل خشية غضبه وانتقامه كان يُحَطِّم حتى أشجارها!
يُصَوِّر الكاتب سنحاريب بقدرته العظيمة وهو يقتحم بمركباته الكثيرة أية دولة، ويصعد بالمركبات على قمم الجبال، فلا تستطيع العوائق الطبيعية أن تقف أمامه!
يرى القديس أغسطينوس أن الذين لا يعترفون بخطاياهم، وفي تشامخ يدخلون كما في معركة ضد الله، تنكسر كل أسلحتهم التي يعتمدون عليها.
أَنَا قَدْ حَفَرْتُ وَشَرِبْتُ مِيَاهًا غَرِيبَةً،
وَأُنَشِّفُ بِأَسْفَلِ قَدَمَيَّ جَمِيعَ خُلْجَانِ مِصْرَ. [24]
إن كانت مصر تعتز بنهرها العظيم، فيفتخر أشور أنه لا يترك لها نقطة ماء، يسلب كل ممتلكاتها حتى مياه خلجانها. وكأنه أينما دخل لا يترك لأهل المملكة شيئًا حتى الماء للشرب!
ولعله يقصد أن المشاة من جيشه، إذ يدخلون أية دولة حتى مصر، فمن كثرة عددهم يحفرون آبارًا للشُرْب، فتجف الآبار، ولا يجد الجند نقطة ماء تحت أقدامهم.
أَلَمْ تَسْمَعْ؟ مُنْذُ الْبَعِيدِ صَنَعْتُهُ،
مُنْذُ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ صَوَّرْتُهُ.
الآنَ أَتَيْتُ بِهِ. فَتَكُونُ لِتَخْرِيبِ مُدُنٍ مُحَصَّنَةٍ،
حَتَّى تَصِيرَ رَوَابِيَ خَرِبَةً. [25]
بقوله: "ألم تسمع؟!" [25]، يليق بأشور أن يرجع إلى التاريخ ليدرك هذا الإله الحي وذراعه الرفيعة؛ كيف يُعَيِّر القدير الذي صنع مع شعبه عجائب؟!
فَسُكَّانُهَا قِصَارُ الأَيْدِي قَدِ ارْتَاعُوا وَخَجِلُوا.
صَارُوا كَعُشْبِ الْحَقْلِ وَكَالنَّبَاتِ الأَخْضَرِ،
كَحَشِيشِ السُّطُوحِ، وَكَمَلْفُوحٍ قَبْلَ نُمُوِّهِ. [26]
وَلَكِنِّي عَالِمٌ بِجُلُوسِكَ وَخُرُوجِكَ وَدُخُولِكَ وَهَيَجَانِكَ عَلَيَّ. [27]
يليق بأشور أن يُدرِك بأنه لا يعرف حقيقة الإله الحي القدوس، وأن هذا الإله يعرف جلوسه وخروجه ودخوله ومشاعره الخفية. إنه أتفه من أن يقف أمام الله في معركة، إمكانياته تُحسَب كلا شيء، فأشور أشبه بعشب الحقل أو نبات أخضر ضعيف أو حشائش موضوعة على السطح أو غرس لبذرة حنطة لم تنمُ بعد لتحمل سنبلة، فكيف يدخل في معركة مع رب الجنود؟ إن كان أشور يعتمد على خططه الحربية الخفية، فالله عالمٌ بجلوسه وخروجه ودخوله وهيجانه عليه.
لأَنَّ هَيَجَانَكَ عَلَيَّ وَعَجْرَفَتَكَ قَدْ صَعِدَا إِلَى أُذُنَيَّ،
أَضَعُ خِزَامَتِي فِي أَنْفِكَ، وَلِجَامِي فِي شَفَتَيْكَ،
وَأَرُدُّكَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ. [28]
لماذا يضع الله خزامته في أنف ملك أشور، ولجامًا في شفتيه، أي كما لو كان حيوانًا؟ اعتاد أشور أن يذل المسبيين، خاصة الملوك والنبلاء وأصحاب المراكز، ويتعامل معهم بوحشية كأنهم حيوانات. ما يفعله بهم يرتد عليه، بالكيل الذي يكيل به للمسبيين يُكال له ويزداد.
في كبرياء ظن سنحاريب أن ما بلغه من إنجازات بفضل قدرته وجهوده، ولم يدرك أن ذلك كان بسماح من الله. كان الأشوريون يعاملون الأسرى بعنفٍ، فكانوا يجدون لذاتهم وتسليتهم في تعذيبهم؛ يقلعون عيونهم، ويمزقون جلودهم، ويسلخونها بعنفٍ جزءًا فجزءًا حتى يموتوا. وإذ كانوا يتطلعون إلى الأسير كعبدٍ، يضعون خزامة في أنفه.
إن كان أشور قد أذل الأمم والملوك، فيليق به أن يدرك ضعفه أمام الله الحي الذي في جسارة مُرَّة يسخر به ويُجدِّف عليه. إنه يضع خزامته في أنفه، ولجامه في فمه، فيصير كحيوانٍ ذليلٍ يُسحَب من الخزامة وباللجام، ولا يدري إلى أين هو ذاهب.
v أما بالنسبة لي فقد أحضرني نبوخذناصر في سلاسل إلى بابل، أي إلى بلبلة الذهن. هناك وضع عليّ نير العبودية. هناك وضع خزامة في أنفي. أمرني أن أُسَبِّحَ بإحدى تسابيح صهيون. فقلتُ له: [الرب يعتق المسبيين، الرب يفتح أعين العميان] (مز 146: 7-8).
القديس جيروم
وَهَذِهِ لَكَ عَلاَمَةٌ: تَأْكُلُونَ هَذِهِ السَّنَةَ زِرِّيعًا،
وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ خِلْفَةً.
وَأَمَّا السَّنَةُ الثَّالِثَةُ فَفِيهَا تَزْرَعُونَ وَتَحْصِدُونَ،
وَتَغْرِسُونَ كُرُومًا وَتَأْكُلُونَ أَثْمَارَهَا. [29]
أعطى الرب حزقيا علامة أنه مهتم بشعبه، بالرغم من حملات الأشوريين ضدهم، التي كان لها أثرها على محصول تلك السنة، وأيضًا السنة التالية، لكن في السنة الثالثة يتمتعون بمحاصيل أرضهم حيث يكونون في سلام من تهديدات العدو (يوئيل 2: 12-14؛ مي 2: 12-13؛ صف 3: 8-20).
وَيَعُودُ النَّاجُونَ مِنْ بَيْتِ يَهُوذَا، الْبَاقُونَ،
يَتَأَصَّلُونَ إِلَى أَسْفَلٍ، وَيَصْنَعُونَ ثَمَرًا إِلَى مَا فَوْقُ. [30]
الوعد الأعظم هو الثمر المتكاثر في مجيء المسيا، إذ توجد بقية مُقدَّسة تؤمن به وتشهد لأجل خلاص البشرية. هذا وعد إلهي، لأن غيرة رب الجنود على الخلاص تفعل هذا.
لأَنَّهُ مِنْ أُورُشَلِيمَ تَخْرُجُ الْبَقِيَّةُ وَالنَّاجُونَ مِنْ جَبَلِ صِهْيَوْنَ.
غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هَذَا. [31]
في كل جيل يهتم الله بالبقية الأمينة الباقية لحساب ملكوته. يستخدمهم كشرارة نار حبٍ، ينفخها لتُلهبَ الكثيرين بالحب الإلهي، وتنزع عنهم برودة الجمود وعدم الإيمان.
الله لا يتجاهل البصيص الذي في شعبِ ما أو في قلبٍ ما، فإنه يعمل بالقليل كما بالكثير، ليُخَلِّص على كل حال قومًا.
تحققت نبوة إشعياء بخصوص "البقية" بتجسد كلمة الله وحلول الروح القدس في يوم البنطقستي (أع 2).


لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ مَلِكِ أَشُّورَ:
لاَ يَدْخُلُ هَذِهِ الْمَدِينَةَ، وَلاَ يَرْمِي هُنَاكَ سَهْمًا،
وَلاَ يَتَقَدَّمُ عَلَيْهَا بِتُرْسٍ، وَلاَ يُقِيمُ عَلَيْهَا مِتْرَسَةً. [32]
يُقدِّم الرب وعدًا أن سنحاريب لن يدخل مدينة أورشليم، ولا يستخدم أسلحة ضدها.
بالرغم من أن سنحاريب افتخر بأنه استولى على 46 مدينة من مملكة يهوذا، وأن حزقيا كان سجينًا في أورشليم لم يخرج منها كطائرٍ في قفصٍ، لكن الله برعايته لم يسمح له بالاستيلاء على مدينة أورشليم ولا يهاجمها بأسلحة، وذلك لأمانة الله وعهده مع داود، بالرغم من عدم أمانة الشعب وتجديفهم [22, 23, 27, 28]، (2 مل 18: 34-35). يُقدِّم الله تأكيدات أن ملك أشور ليس فقط يفشل في اقتحام المدينة، وإنما لن يدخلها، ولا يقف على مسافة منها تسمح له أو لجيشه أن يرمي سهمًا عليها، ولن يجسر أن يتقدَّم نحوها بترسٍ أو يقيم عليها مترسة.
v إذن أين مسكن الله؟ في أورشليم وفي صهيون. في أورشليم حيث يقوم السلام، وفي صهيون حيث برج المراقبة. ليت النفس البشرية التي بها سلام الله والتأمل، وثانيًا تكون في الكنيسة وبالتأكيد مرتبطة بالأسفار المقدسة.
بالتأكيد فيها يكون السلام ومسكن الله وعاصمته، هناك يُحَطِّم سهام القسيّ البارقة، السهام التي يصوِّبها الشيطان. يُحَطِّم الرب دومًا الدرع والسيف وأسلحة الحرب.
القديس چيروم
فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ يَرْجِعُ،
وَإِلَى هَذِهِ الْمَدِينَةِ لاَ يَدْخُلُ، يَقُولُ الرَّبُّ. [33]
إن كان ربشاقى قد هدَّد حزقيا بأنه سيعود ليحاصر أورشليم، فإنه لن يعود إلى أورشليم، بل يرجع جيشه إلى أشور في خزيٍ وعارٍ.
وَأُحَامِي عَنْ هَذِهِ الْمَدِينَةِ، لأُخَلِّصَهَا مِنْ أَجْلِ نَفْسِي،
وَمِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي. [34]
"من أجل نفسي". هذا الوعد بعدم تسليم أورشليم لسنحاريب، ليس عن فضل أو استحقاق شعبها، وإنما من أجل أمانة الله وعهده مع داود عبده. إن سلام أورشليم يخص الله نفسه، لا يأتمن كائنًا ما على حمايتها من سنحاريب.
صلوات القديسين تسند النفس المجاهدة الراغبة في التوبة، أما إذا أصرَّتْ على عنادها فلا نفع لها، إذ يقول الرب لإرميا النبي: "وأنت فلا تُصلِ لأجل هذا الشعب ولا ترفع لأجلهم دعاء ولا صلاة، ولا تلح عليًّ لأني لا أسمعك" (إر 7: 16؛ 11: 14). الله الذي قال: "أُحامي عن هذه المدينة لأُخَلِّصها من أجل نفسي ومن أجل داود عبدي" [34] في أيام حزقيا الملك البار، لم ينطق بهذا في أيام الشر المتكاثر حين سلَّم المدينة لنبوخذناصر. تظهر شكلية العبادة في الاعتماد على صلوات القديسين المنتقلين والمجاهدين دونأية رغبة في التوبة والندامة.
لقد استفاد يعقوب المجاهد من صلوات أبيه، إذ يقول للابان: [لولا أن إله أبي كان معي لكنت الآن قد صرتُ فارغًا] (تك 31: 42). كما يقول الله عن نفسه: "أحامي عن هذه المدينة لأخلصها من أجل نفسي ومن أجل داود عبدي" [34]. قال هذا حين كان حزقيا البار ملكًا، لكنه لم يقلها في أيام الشر حين سلَّم المدينة لنبوخذناصر.
لا يمنع الله إرميا من تقديم الصلوات عن الشعب، فإنه يُسَرّ أن يجد قلوبًا مفتوحة بالحب، تُصلِّي للغير في غير أنانية، لكنه يؤكد له أن هذه الصلوات ليست بذات قيمة بالنسبة للشعب ما لم يُقدِّم الشعب نفسه توبة.
لقد كانت الشفاعة عن الشعب جزءًا حيًا من عمل الأنبياء والكهنة، فصموئيل النبي يقول: "وأما أنا حاشا لي أن أُخطِئ إلى الرب، فأكف عن الصلاة من أجلكم" (1 صم 12: 23). وفي المصفاة إذ هاج الفلسطينيون عليهم، قالوا لصموئيل: "لا تكف عن الصراخ من أجلنا إلى الرب إلهنا، فيُخلِّصنا من يد الفلسطينيين" (1 صم 7: 8). وأيضًا موسى كان يشفع في شعبه، حتى قال الرب له: "اتركني ليحمَى غضبي عليهم وأفنيهم، فأُصيَّرك شعبًا عظيمًا" (خر 32: 10).
والقديس يوحنا الذهبي الفم كرجل كنسي إنجيلي واعٍ، خشى أن يفهم عامة الشعب صلوات القديسين تواكلاً وتراخيًا في الجهاد الروحي، لهذا نجده يؤكد:
v ما أعظم بركات صلوات القديسين إن كنا نحن أيضًا نعمل.
v حقًا إن صلوات القديسين لها قوتها العظيمة بشرط توبتنا وإصلاح حياتنا.
v إن كنا مُهمِلين لا نستطيع أن ننال خلاصًا حتى ولا بمساعدة الآخرين. وعلى العكس فإننا إن كنا ساهرين متيقظين نقدر أن نفعل ذلك بأنفسنا... لستُ أقول هذا لأنفي طلبات القديسين، وإنما لكي أوقف إهمالكم واكتفاءكم بالثقة في الآخرين وأنتم مطروحون على ظهوركم نائمين.
v حسنًا، إننا ننتفع بصلوات القديسين، إن كنا نحن أنفسنا متيقظين.
قد تقول: وما حاجتي إلى صلوات القديسين مادمتُ أنا نفسي متيقظًا؟
إن كنا نفكر تفكيرًا صادقًا ندرك أننا في حاجة إليها على الدوام، فبولس لم يقل: ما حاجتي إلى صلوات (الآخرين) مع أن الذين كانوا يصلون عنه كانوا غير مستحقين للصلاة عنه، ولا هم على قدم المساواة معه، وأنت تقول: ما حاجتي إلى الصلاة؟...
إنك محتاج بالأكثر إلى الصلوات بسبب شعورك بعدم احتياجك إليها. نعم فإنك وإن صرت كبولس، فأنت محتاج إليها. لا تستكبر لئلا تسقط.
أتريد أن تعرف فائدة الصلوات؟...
اسمع يعقوب وهو يقول للابان: [لولا أن إله أبي كان معي، لكنتَ الآن صرتُ فارغًا] (تك 31: 42).
اسمع أيضًا ما يقوله الله: "أُحَامِي عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ لأُخَلِّصَهَا... مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي" [34]. متى قال هذا؟ في أيام حزقيا الذي كان بارًا. فلو أن الصلوات تفيد الأشرار المتمسكين بشرهم فلماذا لم يقل هذا في أيام نبوخذناصر بل أسلم المدينة؟ لأن الشر قد غلب بالأكثر. أيضًا صموئيل نفسه صلَّى عن الإسرائيليين وانتصر. ولكن، متى؟ عندما سرّوا هم أيضًا الله، عندئذ حاربوا الأعداء. تقولون: وما هي الحاجة إلى صلاة الغير إن كنتُ أنا نفسي أُسرّ الله؟ لا تقل هذا يا إنسان. نعم توجد حاجة وحاجة إلى صلاة أكثر. اسمعوا الله يقول عن أصدقاء أيوب: [عبدي أيوب يصلي من أجلكم، فتُغفَر خطاياكم] (راجع أي 8:42). حقًا لقد أخطأوا، لكن ليست خطية عظيمة. لكن هذا البار الذي أنقذ أصدقاءه بالصلاة، في الوقت الذي فيه لم يكن اليهود قادرين على إنقاذ الهالكين. لقد تعلَّموا هذا؛ اسمعوا الله يقول بالنبي: [إن وقف نوح ودانيال وأيوب، إنهم لا يخلصون بنيهم وبناتهم] (راجع حز 14:14، 16). فقد انتصر الشر. مرة أخرى: "وإن وقف موسى وصموئيل..." (إر 1:15). انظروا قيل هذا عن النبيين، لأن كليهما صليا عنهم، ولم ينتصرا... يليق بنا أن نطلب منهم الصلاة، رافعين أياديهم من أجلنا، وفي نفس الوقت نلتصق نحن بالفضيلة.
v ها أنتم ترون أنه بينما يُعرف لنا فإنه من الجانب الآخر يُعرف لأعدائنا، مظهرًا لهم قدرته. أيام حزقيا تذكروا الوحوش الذين هاجموه بأعدادٍ غفيرةٍ، وبعد أن حاصروا كل شيءٍ كما في شبكة رحلوا تاركين خلفهم أغلبهم جثثًا ميتة.
v صلاح الله هائل، وغالبًا ما يجد طريقه ليهب خلاص الأغلبية من أجل قلة من الأبرار. ولماذا أقول من أجل قلة من الأبرار؟ غالبًا إن لم يُوجد بار في الحياة الحاضرة يتحنَّن على الأحياء من أجل فضائل الراحلين، ويصرخ عاليًا: "وأُحامي عن هذه المدينة لأخلصها من أجل نفسي، ومن أجل داود عبدي" [34]. حتى إن كانوا ليسوا أهلاً للخلاص فهو يخلصهم.
v ليتنا نهتم بجنازات الراقدين، فإنها نافعة لنا ولهم لمجد الله. لنُقدِّم صدقات كثيرة لأجلهم، فنرسل معهم أفضل معونة للطريق. فإن كان مجرد ذكرى الناس الفاضلين، مع أنهم موتى، تسند الأحياء (إذ يُقال: "أحامي عن هذه المدينة لأخلصها، لأجل نفسي، ومن أجل داود عبدي" [34]، بالأكثر كل الصدقات لها فاعليتها هكذا. فإنها أقامت حتى الميت، عندما وقفت الأرامل حولها يُظهرن ما فعلته طابيثا Dorcas عندما كانت معهن (أع 9: 39). لذلك عندما يكون شخص على باب الموت، فليعد له صديق الميت الجنازة، ويحثُّوا الراحل أن يترك شيئًا للمحتاجين. هذه الثياب معه فليرسلها معه إلى القبر، جاعلاً المسيح وارثًا له... عندما يجعل المسيح وارثًا له مع أطفاله، فلتتأملوا العمل الصالح الذي يسحبه إليه، وإلى بنيه، هذه هي أفضل أنواع الجنازات. هذه تفيد الأحياء والراحلين. إن كنا هكذا نُدفن فسنصير ممجدين في القيامة.
القدِّيس يوحنا الذهبيّ الفم
v من أجل داود غُفرتْ خطايا ذريته، ومن أجل يسوع غُفرتْ خطايا الأمم.
القديس أفراهاط
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 02:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025