![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 194291 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إن ظهور الرب يسوع للتلميذين السائرين، من أورشليم نحو عمّاوس، وشرحه الكتب المقدسة لهما، مشعلاً قلبيهما، وانتهاء الظهور بكسر الخبز، يجسّد الاحتفال الليتورجي. ففي " مشوارهما" مع يسوع، وايضاحه لهما ما يقوله موسى والانبياء عنه، يضعنا أمام ليتورجية الكلمة، التي نتأمّل فيها في القسم الأول من القداس الالهي. أما كسر الخبز، فيحملنا الى ليتورجية وليمة الافخارستيا، التي نعيشها في القسم الثاني من القداس، غائصين في سر موت المسيح وقيامته، مصغين الى كلماته التي قالها في العشاء الأخير ولم يزل يردّدها: "خذوا كلوا، هذا هو جسدي واشربوا، هذا هو دمي". وبالتالي نتغلّب على اليأس والقنوط، لنصبح مبشرين بقيامة الرب، فنكون عندها في ليتورجية الحياة والرسالة وتصحّ عندها هذه المقولة: " إن القداس يبدأ عندما ينتهي". فالكلمة والخبز، الانجيل والافخارستيا، مائدتان (ضمن وليمة واحدة) يأتي اليهما تلميذ المسيح ليستمدّ القوة والحياة لكل كيانه وللعالم من حوله، ويقول المجمع الفاتيكاني الثاني: " لقد احترمت الكنيسة دوماً الكتب الالهية كما فعلت أيضاً نحو جسد الرب بالذات وهي لا تنفكّ، ولا سيّما في الليتورجية المقدّسة، تأخذ خبز الحياة على مائدة الكلمة وعلى مائدة جسد المسيح، لتقدّمه للمؤمنين". هذا ما نعيشه في كل قداس فنحن عندما نذهب الى الكنيسة، إنّما نكون بأقدامنا البشرية حاضرين فيها، وتكون عقولنا وقلوبنا الملتهبة بنار حب الله، حاضرة أمام القبر الفارغ وذلك يتمّ دون أية أزدواجية في حياتنا، لأنّنا في حضرة الله القدّوس، الذي يخضع له الزمن، فالماضي والحاضر والمستقبل هم كطرفة عين أمامه. فالذبيحة الالهية تأخذنا الى "طريق عمّاوس"، لنسير مع يسوع ونفهم من خلاله الكتب المقدّسة، ونمكث معه؛ وبالتالي نسافر روحياً لنلتقي به متألّماً ومائتاً، ومنتصراً على الموت بقيامته. فالافخارستيا هي العلامة الكبرى لقيامة الرب، وهي سر الدخول في ملكوت الله، دخول عالم السماء في عالم الارض، لكي تدخل الكنيسة التي في الارض في عالم السماء، الافخارستيا هي تذكار ( وليست ذكرى من الماضي) لحضور يسوع الدائم في كنيسته بعد غيابه الجسدي، وصدى صوته يتردّد في أعماق قلوبنا قائلاً : " إصنعوا هذا لذكري" (لو 22/19). ففي القداس " نندمج " مع الرب القائم، لكي نُدحرج عن قلوبنا حجر الخطيئة، ونقوم منتصرين ("بقوّة الذي يقوّينا ")، ونردّد بافتخار هذا النشيد الرائع من ليتورجيتنا: " وحدّت يا رب لاهوتك بناسوتنا وناسوتنا بلاهوتك، حياتنا بموتك وموتنا بحياتك أخذت ما لنا ووهبتنا ما لك لتُحيينا وتُخلّصنا لك المجد الى الابد". وختاماً، نطلب من ربنا يسوع المسيح، رفيق الدرب الأمين، أن يُبقي قلوبنا مضطرمة بحبه، ومهما "حان المساء ومال النهار" ، نمكث معه في كنيسته، ضمن الأسرار المقدّسة، لنظل شهوداً صادقين لقيامته. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194292 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تتمحور كل من أناجيل زمن القيامة حول ظهور يسوع المعلّم والمرافق والحاضر في حياة تلاميذه بعد قيامته من بين الأموات. بعد موت يسوع إذ بالتلاميذ يعيشون حالة إحباط وتشتّت وفشل ذريع حيث عاد كل منهم إلى تجربة الماضي أي إلى ما كان عليه. عاد بطرس الرسول ورفاقه إلى صيد السمك ورجع تلميذا عمّاوس إلى قريتهما بعد خيبة أملٍ كبيرة. فبعد أن رأينا نشأة الكنيسة وتكوين صورتها في ظهور يسوع وسط تلاميذه والأبواب مغلقة، نرى في هذا النصّ ظهور يسوع لإثنين منهم على طريق عمّاوس وهما يتحادثان بكل تلك الأمور التي حدثت ويشرح لهما الكتب المقدّسة ولم يعرفاه إلاّ عند كسر الخبز. هذا ما يؤسس لتأسيس سّر الإفخارستيا في قسميه: قسم الكلمة وقسم الخبز الذي يشكّل جوهر الحياة المسيحيّة. أحد ظهور يسوع لتلميذي عمّاوس (لو 24/13-35) "وكانا يتحادثان بكل تلك الأمور التي حدثت" نستخلص من هذا النصّ بأن هناك أزمة حاصلة بعد موت يسوع حيث الجماعة المسيحيّة أضحت مقسّمة ومشتّتة. إثنان من التلاميذ يعودان بعد أن خاب أملهما إلى قريتهما وهما يتحادثان بكل تلك الأمور التي حدثت ليسوع الناصري، فهما يعلمان بأدق التفاصيل كلّ ما يختص بيسوع لكن عيونهما حُجبت عن معرفته:" وكنّا نحن نرجو أن يكون هو الذي سيفدي إسرائيل". ان ما يجري في هذا الحدث يشهد له اثنان من التلاميذ وليس إذًا عمليّة خياليّة. في هذه الأزمة النفسيّة والإيمانيّة يدخل يسوع في حياة التلميذين بصفة الغريب بالرغم من السنوات التي أمضياها معه ويبدأ يشرح لهما الكتب المقدّسة. حرّكهما ذاك الغريب إذ جعلهما يتكّلمان وحضّهما على قراءة الماضي بانتباه فأشعل قلبهما وأنار عقلهما. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194293 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ان المشاركة في مائدة الإفخارستيا تعطي القوة والجرأة للشهادة ليسوع القائم من بين الأموات حيث يقوم التلميذان حالاً ويعودان في الليل دون انتظار انبلاج الصباح، يعودان إلى أورشليم بعزم جديد ويشتركان في حدث القيامة والشهادة له. حيث يدخل يسوع يدخل اليقين والفرح مكان الشكّ والحزن، ويمنح قوّة جديدة للعودة إلى جماعة الرسل في الليل. يشرح يسوع الكتب ويعلّم الجماعة التي تتمحور حوله ويحوّل الليل الى نور والتعب إلى قوّة والعوز والجوع إلى شبع وبحبوحة. ان هذا التحّول أعاد تكوين الجماعة بعودة المسافرين إلى أورشليم حيث تحدث كل منهما عن خبرته. فالكنيسة تتكوّن من خلال الخبرات التي تعيشها وتتداولها الجماعة:"كلّما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي أكون أنا في وسطهم". هذا الحدث يرسم مسبقاً صورة الكنيسة، حيث يعي التلميذان أهمية الطريق في اكتشاف القائم من الموت. ان طريق الحياة يمرّ بمسيرة صعبة واختبار مؤلم ومواجهة لا بدّ من أن نعيشها لكن حدث القيامة يمنعنا من المكوث في اليأس والإحباط والفشل. ان معرفة يسوع لا تتمّ بالعقل والفهم فقط بل بالقلب وهو المكان الذي تحصل فيه معرفة سّر الله عبر الكنيسة والكتب المقدّسة:"ألم تكن قلوبنا مضطّرمة فينا حين كان يكلّمنا في الطريق ويشرح لنا الكتب المقدسة؟"(لو24/32). ان الكتب المقدسة تبقى مختومة بصعوبات الفهم، يسوع فقط يمكنه أن يفتح أذهان التلاميذ ليفهموا الكتب(لو24/26). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194294 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() "فانفتحت أعينهما وعرفاه فإذا هو قد توارى عنهما" نرى أنه عندما كان يسوع يظهر نفسه لتلاميذه كان يختتم نهاية ظهوره بكسر الخبز وهذا ما بدا ظاهراً في الأناجيل وخاصة في ظهوره لتلميذيّ عمّاوس حيث أخذ الخبز وباركه وأعطاهما عند ذلك عرفاه. ان تكثير الخبز الذي يرمز إلى الإفخارستيا في إنجيل يوحنا (يو6) حيث أخذ يسوع الأرغفة الخمسة والسمكتين وشكر ووّزعهما على الشعب. وعلى شاطئ بحيرة طبريّة طلب يسوع إلى تلاميذه قائلاً:"هاتوا من ذلك السمك الذي أصبتموه الآن"(يو21/10)، ثمّ أخذ يسوع الخبز وناولهم وفعل مثل ذلك في السمك"(يو21/13). كل هذه الأمثلة الثلاثة تحمل جميعها مضموناً إفخارستياً الذي هو إحتفال بعطيّة الله الخلاصيّة للإنسان. لذلك تحتفل الكنيسة بهذا السّر بما تحقّق في التاريخ بقيامة يسوع من الموت. فالإفخارستيا هي المكان الذي تتمّ فيه معرفة يسوع المسيح، ليس اللاهوت ولا الفلسفة ما يكشف عبر النظريات عنه، يسوع هو نفسه يكشف عن ذاته على المائدة المقدّسة. لهذه المائدة مكانة هامّة في العهد الجديد إذ تعني الملكوت والشراكة في حياة الوليمة، ولا يريد المسيح ان يبقى أحد خارج العرس وبعيداً عن هذه المائده. هذه الإفخارستيا تكّون الكنيسة وتعطي القوة للعيش في الجماعة وعدم وجود المسيح يبدّد المجتمعين ويحبط حياتهم ويفقدون كل مبادرة أخويّة إلى بعضهم البعض. فالإفخارستيا هي من أهم الأسرار التي تجعلنا نتّحد بالمسيح ونتحّول إليه ونشهد لقيامته فينا. كانت الإفخارستيا في الكنيسة الأولى سّر الغفران والشفاء وهذا ما تحمله إلينا اليوم. فيسوع الذي شفى المرضى وغفر للخطاة أثناء حياته العلنيّة هو حاضر في الإفخارستيا بقوّة القائم من الموت. ففي الإفخارستيا نتّحد به من خلال التناول المقدّس حيث يأتي ويسكن في قلوبنا ويحوّلنا إليه فنصبح واحداً معه كما الكرمة والأغصان(يو15)، ويتمّ التعبير عن إيماننا من خلال هذه الصلاة:"أيها الرب يسوع المسيح لا يكن لي تناول جسدك ودمك دينونة لي وهلاكاً بل تعطّف واجعلها حماية لنفسي وعلاجاً لجسدي". كما كان الفصح عبور الشعب من العبودية إلى الحريّة هكذا الإفخارستيا هي العبور من عبودية القلق إلى يقين حرّ في الإيمان في حياة المسيح المستترة، والخروج من عبودّيات التكرار اليومي إلى حريّة يوم الرب وجدّته. فالذبيحة هي عملية إتحاد بالآخرين من خلال البعدين:البُعد الإلهي والبُعد الإنساني في أن معاً بمعنى أننا عندما نجتمع للإشتراك في الذبيحة الإلهيّة نعيش إختباراً مشتركاً للتحرّر من العبوديات المختلفة التي يرمز إليها العبور من مصر إلى أرض الميعاد، هذا العبور معاً يجعل من الجماعة المتضامنة شعب الله في حلّه وترحاله. ان رواية القديس يوحنا للعشاء الأخير تتضمن غسل الأرجل 13/1-17)، هي تعبّر عن روح الخدمة وما يتحقّق في الذبيحة هو ممارسة عمليّة حيث تتمّ الذبيحة ضمن المحبّة الأخويّة. فالقديس متى يؤكّد كملة يسوع:"إذا قدّمت قربانك وعلمت أن لأخيك ديناً، فاترك قربانك واذهب أولاً فصالح أخاك"(متى 5/23-24). لذا لا يمكن أن تكون هناك إفخارستيا إذا لم يكن هناك غفران ومصالحة. يسوع بعد قيامته من الموت جمع في شخصه الماضي والحاضر والمستقبل أي لم يعد هناك زمان ولا مكان وهذا ما يحدث في عيش الإفخارستيا الذي يجعلنا نتحرّر من الماضي ويجعلنا نعيش الحاضر ويوجهّنا نحو المستقبل. لذلك لا شيئ يعوّض عن هذا العمل الإفخارستي أي عن حضور الذبيحة الإلهيّة في حياتنا التي هي تاريخ الخلاص مع الإنسان منذ القديم حتى اليوم. فكم من المسيحيين يختارون من الحياة المسيحيّة ما يناسب أهواءهم وتفكيرهم. هناك أناس لديهم (فتلة روحيّة) فيتذرّعون بأنهم لا حاجة لهم بأن يعترفوا للكاهن فيعترفون وحدهم لله. وهناك أناس لا يأتون إلى الكنيسة إلا إذا كانت الكنيسة خالية من المؤمنين لأن زحمة الناس تمنعهم من لقائهم بالله. ان كل هؤلاء أضحوا بحاجة ماسّة إلى نعمة الله لكي يصحّح تفكيرهم ويشفي إيمانهم وينمحهم إدراك نعمته. فكلنا معرّضون بأن يكون لدينا كل المعلومات والبراهين الثابتة والكافية عن الله لكننّا قد نفتقد إلى معرفة سّره وهوّيته. هذا يمكن بأن نعيشه في الكثير من الأحيان ويعيشه أصحاب البدع والهرطقات الذين لا يعترفون بالأسرار وخاصة الإفخارستيا إذ أنهم يملكون كل المعلومات التاريخية عن الله للمجادلة لا للعيش لكنهم بعيدون كل البعد عن إدراك سرّه وهويته. وهذا ما عاشه كل من تلميذيّ عمّاوس اللذين كانا يدركان كل ما كان يتعلّق بيسوع الناصري، لكنهم لم يعرفاه إلاّ عند كسر الخبز. لذلك نحن مدعوون لأن ندرك أن الإفخارستيا أي (الذبيحة الإلهية) يجب أن تكون لنا بمثابة خطّ أحمر في حياتنا لا يمكن تجاوزه لأنه لا يمكن بأن يستعاض عنه. فمن خلال إنجيل تلميذيّ عمّاوس نحن مدعوون لأن نؤمن بأن خيبات الأمل والإحباط والفشل يظلّ لنا بمثابة القناة التي تتسرّب فيها قدرة الله ونعمة محبته إلى نفوسنا المضطّربة. ان معرفتنا لله تبقى معرفة ناقصة ومبهمة إن لم تنطلق من الكتاب المقدّس، والإفخارستيا هي المكان الوحيد الذي تتمّ فيه معرفة الله وخلاصه حيث تحدث فيها كل التحّولات. يقول القديس بيو:"ان المسيحي الذي يدرك عظمة الذبيحة الإلهية في حياته لا يمكنه إلاّ أن يقسم حياته إلى قسمين: القسم الأول من حياته يصرفه في حضوره وعيش هذا السّر، والقسم الثاني يظلّ يشكر الله على عظمة هذا السّر الممنوح للانسان". يوم نشعر أن الرب بعيد وغائب عن عيوننا نحن مدعوون لأن نؤمن أنه يكون أقرب إلينا ممّا يمكننا تصوّره، هو يظهر في وسطنا ويسير معنا. فالعلّة تكمن في قصَر نظرنا عن رؤيته:"أما كان قلبنا يشتعل في صدرنا حين حدّثنا في الطريق ؟" ففي زمن الأزمات والمحن التي تعصف بنا اليوم ومهما اهتزّت قلوبنا وساورتنا الشكّوك والمخاوف ومهما ضعفنا وتردّدنا، نحن مدعوون لأن نؤمن بأن الله حاضر في وسطنا ويقود مسيرة حياتنا ويفتح قلوبنا للآية للإيمان به. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194295 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أيها القائم من الموت لتعيد لنا الحياة، يا من تظهر في وسط إحباطنا وفشلنا وتسير معنا في كل لحظة من تاريخ وجودنا. إفتح عيوننا وعقولنا لنفهم الكتب المقدّسة التي تقود قلوبنا إليك. دعنا نفهم سّر حضورك فيما بيننا الذي يتجلّى في كلّ ذبيحة إلهيّة حيث تظهر وتتجلّى عظمة حبّك وسعة رحمتك وسمو غفرانك. فعندما يحين المساء ويميل النهار إفتح قلبنا للآية لنظلّ نؤمن بأنك في زمن المحن والتجارب تظهر في وسطنا، وعندما يسارونا الشكّ تقود قراراتنا وخياراتنا وتسير بيننا فنشهد لقيامتك. لك المجد إلى الأبد أمين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194296 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إشباع مئة رجل بعشرين رغيفًا 42 وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْلِ شَلِيشَةَ وَأَحْضَرَ لِرَجُلِ اللهِ خُبْزَ بَاكُورَةٍ عِشْرِينَ رَغِيفًا مِنْ شَعِيرٍ، وَسَوِيقًا فِي جِرَابِهِ. فَقَالَ: «أَعْطِ الشَّعْبَ لِيَأْكُلُوا». 43 فَقَالَ خَادِمُهُ: «مَاذَا؟ هَلْ أَجْعَلُ هذَا أَمَامَ مِئَةِ رَجُل؟» فَقَالَ: «أَعْطِ الشَّعْبَ فَيَأْكُلُوا، لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: يَأْكُلُونَ وَيَفْضُلُ عَنْهُمْ». 44 فَجَعَلَ أَمَامَهُمْ فَأَكَلُوا، وَفَضَلَ عَنْهُمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ. وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْلِ شَلِيشَةَ، وَأَحْضَرَ لِرَجُلِ الله خُبْزَ بَاكُورَةٍ عِشْرِينَ رَغِيفًا مِنْ شَعِيرٍ، وَسَوِيقًا فِي جِرَابِهِ. فَقَالَ: أَعْطِ الشَّعْبَ لِيَأْكُلُوا. [42] v يقول يوحنا (عن إشباع الجموع) "أرغفة شعير" (يو 6: 9)، مشيرًا إلى ذلك ليس بدون هدف. إنما يعلمنا أن نطأ بأقدامنا كبرياء تعظم المعيشة. هكذا كان طعام الأنبياء (من أرغفة شعير). القدِّيس يوحنا الذهبيّ الفم استخدم العلامة ترتليان القصة التي بين أيدينا حيث أشبع أليشع الكثيرين بقليلٍ من الطعام وفاض في رده على مرقيون، فهي تحمل رمزًا لعمل السيد المسيح الخالق. بعل شليشة: ذكرت أرض شليشة في (1 صم 4:9)، موقعها مجهول، غير أنها كانت قريبة من الجلجال. خبز باكورة: ربما أحضره الرجل، لأنه من الواجبات الدينية أن يُقدٍّمه للرب (لا 14:23) فكان ذلك دليلاً على وجود من يخافون الرب الذين لم يشاركوا العامة في عبادة البعل. من بينهم هذا الرجل الذي يُقدِّم البكور لرجال الله حتى من الخبز الذي يقوم بصنعه في البيت. كان هذا الرجل كريمًا إذ لم يرد أن يحفظ الخبز لنفسه، بل قدًّم بكور الخبز في وقت المجاعة [38]. أما عمل الرب فهو أنه بارك العشرين رغيفًا ليشبع المئة رجل ويفضل عنهم. السويق: هو ما يخرج من البرغل عند غربلته، ويفهمه البعض على أنه الفريك (لا 2: 14؛ 23: 14). v هنا صُنعت معجزتان، تحققتا بواسطة أليشع عندما كان بين تلاميذه. تمَّم الأولى عندما جعل الموت يفارق القِدْر، حيث قيل أنه كان مخفيًا. وتمَّم الثانية عندما أطعم مئة نبي بقليلٍ من الخبز. في كلتا المعجزتين كان يرمز لذاك الذي بارك خبزات الشعب (مت 14: 13-21)، حيث أطعم خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأطفال (مت 14: 21). القديس أفرام السرياني هَلْ أَجْعَلُ هَذَا أَمَامَ مِئَةِ رَجُلٍ! فَقَالَ: أَعْطِ الشَّعْبَ فَيَأْكُلُوا، لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: يَأْكُلُونَ وَيَفْضُلُ عَنْهُمْ. [43] فَجَعَلَ أَمَامَهُمْ فَأَكَلُوا، وَفَضَلَ عَنْهُمْ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ. [44] حينما نُقدِّم مما عندنا للغير تحل بركة الرب، فنشبع ويشبع الآخرون ويَفضُل عنا وعنهم. يقول الحكيم: "يوجد من يفرِّق فيزداد أيضًا، ومن يمسك أكثر من اللائق، وإنما إلى الفقر. النفس السخية تُسمَّن، والمُروي هو أيضًا يُروى" (أم 11: 24-25). ليس الشبع من كثرة الأكل أو من تنوعه، بل من بركة الرب. لم يكن ممكنا لرجل الله أن يترك الرجال - مهما بلغوا - يخرجون جائعين، فإن الله قد أوجد الإنسان وهو مُلتزِم أن يُشْبِعَ كل احتياجاته. يهبه أكثر مما يسأل وفوق ما يحتاج. هذا هو عمل الخادم الحقيقي، بل وكل مسيحي، ألا يمد يده كمحتاجٍ، بل يمدها ليعطي بسخاء، فيُشبِع من هم حوله ويفيض عنهم. رقم 100 يشير إلى كمال الجماعة، لذا عندما تحدث السيد عن الخروف الضال، قال إنه كان لدى الراعي مائة خروف. هكذا كان ما فعله النبي إنما هو دعوى لكل خادم أن يهتم بكل البشرية ليشبعها. وكما يقول القديس بوحنا الذهبي الفم: "أيها الكاهن أنت أب العالم كله". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194297 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() قام العلامة ترتليان في القرن الثاني الميلادي بتفنيد آراء مرقيون في خمسة كتب، خاصة وحدة الكتاب المقدس (أي العهدين). كان مرقيون يكره العهد القديم، ويرى في الخالق كائنًا عنيفًا لا يعرف الحنو والرحمة، وأن السيد المسيح الكلي الرحمة ضد خالق المادة، التي هي عنصر الشر. استخدم العلامة ترتليان القصة التي بين أيدينا حيث أشبع أليشع الكثيرين بقليلٍ من الطعام وفاض في رده على مرقيون، فهي تحمل رمزًا لعمل السيد المسيح الخالق. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194298 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْلِ شَلِيشَةَ، وَأَحْضَرَ لِرَجُلِ الله خُبْزَ بَاكُورَةٍ عِشْرِينَ رَغِيفًا مِنْ شَعِيرٍ، وَسَوِيقًا فِي جِرَابِهِ. فَقَالَ: أَعْطِ الشَّعْبَ لِيَأْكُلُوا. [42] بعل شليشة: ذكرت أرض شليشة في (1 صم 4:9)، موقعها مجهول، غير أنها كانت قريبة من الجلجال. خبز باكورة: ربما أحضره الرجل، لأنه من الواجبات الدينية أن يُقدٍّمه للرب (لا 14:23) فكان ذلك دليلاً على وجود من يخافون الرب الذين لم يشاركوا العامة في عبادة البعل. من بينهم هذا الرجل الذي يُقدِّم البكور لرجال الله حتى من الخبز الذي يقوم بصنعه في البيت. كان هذا الرجل كريمًا إذ لم يرد أن يحفظ الخبز لنفسه، بل قدًّم بكور الخبز في وقت المجاعة [38]. أما عمل الرب فهو أنه بارك العشرين رغيفًا ليشبع المئة رجل ويفضل عنهم. السويق: هو ما يخرج من البرغل عند غربلته، ويفهمه البعض على أنه الفريك (لا 2: 14؛ 23: 14). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194299 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْلِ شَلِيشَةَ، وَأَحْضَرَ لِرَجُلِ الله خُبْزَ بَاكُورَةٍ عِشْرِينَ رَغِيفًا مِنْ شَعِيرٍ، وَسَوِيقًا فِي جِرَابِهِ. فَقَالَ: أَعْطِ الشَّعْبَ لِيَأْكُلُوا. v هنا صُنعت معجزتان، تحققتا بواسطة أليشع عندما كان بين تلاميذه. تمَّم الأولى عندما جعل الموت يفارق القِدْر، حيث قيل أنه كان مخفيًا. وتمَّم الثانية عندما أطعم مئة نبي بقليلٍ من الخبز. في كلتا المعجزتين كان يرمز لذاك الذي بارك خبزات الشعب (مت 14: 13-21)، حيث أطعم خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأطفال (مت 14: 21). القديس أفرام السرياني |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194300 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْلِ شَلِيشَةَ، وَأَحْضَرَ لِرَجُلِ الله خُبْزَ بَاكُورَةٍ عِشْرِينَ رَغِيفًا مِنْ شَعِيرٍ، وَسَوِيقًا فِي جِرَابِهِ. فَقَالَ: أَعْطِ الشَّعْبَ لِيَأْكُلُوا. [42] v يقول يوحنا (عن إشباع الجموع) "أرغفة شعير" (يو 6: 9)، مشيرًا إلى ذلك ليس بدون هدف. إنما يعلمنا أن نطأ بأقدامنا كبرياء تعظم المعيشة. هكذا كان طعام الأنبياء (من أرغفة شعير). القدِّيس يوحنا الذهبيّ الفم استخدم العلامة ترتليان القصة التي بين أيدينا حيث أشبع أليشع الكثيرين بقليلٍ من الطعام وفاض في رده على مرقيون، فهي تحمل رمزًا لعمل السيد المسيح الخالق. بعل شليشة: ذكرت أرض شليشة في (1 صم 4:9)، موقعها مجهول، غير أنها كانت قريبة من الجلجال. خبز باكورة: ربما أحضره الرجل، لأنه من الواجبات الدينية أن يُقدٍّمه للرب (لا 14:23) فكان ذلك دليلاً على وجود من يخافون الرب الذين لم يشاركوا العامة في عبادة البعل. من بينهم هذا الرجل الذي يُقدِّم البكور لرجال الله حتى من الخبز الذي يقوم بصنعه في البيت. كان هذا الرجل كريمًا إذ لم يرد أن يحفظ الخبز لنفسه، بل قدًّم بكور الخبز في وقت المجاعة [38]. أما عمل الرب فهو أنه بارك العشرين رغيفًا ليشبع المئة رجل ويفضل عنهم. السويق: هو ما يخرج من البرغل عند غربلته، ويفهمه البعض على أنه الفريك (لا 2: 14؛ 23: 14). v هنا صُنعت معجزتان، تحققتا بواسطة أليشع عندما كان بين تلاميذه. تمَّم الأولى عندما جعل الموت يفارق القِدْر، حيث قيل أنه كان مخفيًا. وتمَّم الثانية عندما أطعم مئة نبي بقليلٍ من الخبز. في كلتا المعجزتين كان يرمز لذاك الذي بارك خبزات الشعب (مت 14: 13-21)، حيث أطعم خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأطفال (مت 14: 21). القديس أفرام السرياني |
||||