![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 194111 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يتعجب القديس مار يعقوب السروجي من تصرُّف أليشع النبي، فإن كثيرين كانوا يقدمون له ذهبًا وفضة وثيابًا، وكان يرفض أن يأخذ شيئًا منهم. كان في إمكانه أن يأخذ منهم ويُسدِّد دين هذه الأرملة. لقد طلب منها أن تدخل بيتها مع ولديها وتُغلِق الباب عليهم، فتمتلئ الأواني الفارغة بالزيت. إنها صورة رائعة لعمل السيد المسيح في كنيسته التي تُقدِّم أسرار الله الغنية الفائقة في داخلها، الأسرار التي لن يدركها من هم في الخارج. يُحوِّل السيد المسيح قلوبنا الباردة إلى الامتلاء بزيت نعمته. v من يعطني عينًا صافية ترى الأسرار، وفمًا صاحب سلطان على الخفايا فأتكلم عنها. ونفسًا مملوءة من حبّ الرب، وإيمانًا، وكلمة جلية تُحرِّك التمييز. وأذنًا مملوءة حبًا عظيمًا، وعطشًا لسماع جمال الأسرار، عندما توصف بأشكالها؟ هذه الأرملة التي اشتكت لدى أليشع، مصوّر بها السرّ بوضوح لمن ينظر إليها. كان النبي يستطيع أن يدفع دَينها بدون زيت، لو أَمَرَ صاحب الدَين أن يتركه لها. كان يُقدَّم له وزنات وثياب ولم يأخذها، أما كان قادرًا أن يفي دَين تلك المشتكية؟ سأل الشونمية ماذا يُصنَع لها، وكان مُستعِدًا أن يقول كلمة للملك لأجلها. ذاك الذي كان يسهل عليه أن يأمر الملوكَ، لماذا لم يأمر صاحبَ دَين هذه الأرملة؟ أدخلها وأغلق الباب عليها وعلى ولدَيها، لأجل الأسرار التي تمَّت فيها بوضوح. ربنا هو نسمة نفس النبوة، ولا توجد فرصة نهائيًا، بأن تحيا بدون أسراره... بتلك الأرملة التي دخلت وأغلقت الباب على نفسها صوَّر أليشع سرّ الكنيسة وخلاصنا... أغلقت أبوابها وأوفت دَينها، وبها رُسمت الكنيسة التي هي أيضًا تغلق أبوابها لغفران الذنوب... كان السرّ محفوظًا عن الذين في الخارج ولم يعرفوه، عندما صنعت فعلها بينها وبين ولدَيها داخل أبوابها. أرسل أليشعُ صاحبُ السرِّ الروح،َ ورفرف هناك في بيت الأرملة داخل أبوابها. القديس مار يعقوب السروجي |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194112 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يرى القديس مار يعقوب السروجي الأرملة وقد أدخلت إلى بيتها آنية فارغة من السوق ومن الجيران، ليملأها أليشع بالزيت، صورة حية للكنيسة التي تدخل بالبشرية من كل الأمم والشعوب إلى العضوية الكنسية، فتمتلئ القلوب بسُكنَى الله فيها! v داخل الأبواب المُغلَقة تكلم ثلاثة بالسرّ، وصبُّوا، وملأوا الأوعية الفارغة غنى عظيمًا. الأوعية الفارغة تدل على البشر الذين كانوا فارغين من الحياة ومن موهبة اللاهوت. في داخل الكنيسة، يسكب الثالوث الحياة، ويملأ الجميع من موهبته صاحبة الكنوز. هذه الأسرار التي تمت داخل الكنيسة، موجودة في كل العمل الذي صار في بيت الأرملة... طلب النبي من المرأة أن تسأل الأوعية حتى من السوق ومن جيرانها لتملأها. هذا يرسم أن تأخذ الكنيسة من جميع الشعوب أناسًا فارغين، وتملأهم إيمانًا. قال لها: اطلبي من السوق ومن جيرانك، كما تأخذ الكنيسة من الشعوب والأمم القديس مار يعقوب السروجي |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194113 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يسوع لا يكف عن أن يبارك ويعطي حتى تمتلئ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194114 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قَدِّمْ لِي أَيْضًا وِعَاءً. فَقَالَ لَهَا: لاَ يُوجَدُ بَعْدُ وِعَاءٌ. فَوَقَفَ الزَّيْتُ. [6] قدَّم الله للأرملة زيتًا قدر ما قدَّمت من أوعية، فإن عطاياه لا تُحد، يهب قدر ما نطلب، ويملأ قدر ما نستقبل. إيماننا وطاعتنا يفتحان مخازن الله لنأخذ أكثر مما نطلب وفوق ما نحتاج. قدر ما نفتح أفواهنا يملأها؛ الله لا يكف عن أن يبارك ويعطي حتى تمتلئ. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194115 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() اذْهَبِي بِيعِي الزَّيْتَ، وَأَوْفِي دَيْنَكِ، وَعِيشِي أَنْتِ وَبَنُوكِ بِمَا بَقِيَ. [7] دُعي أليشع النبي رجل الله 11 مرة في هذا الأصحاح (7، 9، 16، 21، 22، 25، 27، 40، 42)(*). كانت المرأة حكيمة وتقية، فإنه إذ امتلأت الأواني لم تتصرف في الحال من عندها، بل سألت النبي عما تفعله. سلكت بروح التواضع، لا تفعل شيئًا بدون مشورة رجل الله. أما بالنسبة للنبي فواضح أنه في أبوَّة صادقة يهتم بالجميع ويشبع احتياجاتهم ويحل مشاكلهم الروحية والاجتماعية والمالية. طلبت المرأة الحاجة العاجلة لكي تنقذ ابنيها من العبودية، فقدَّم لها النبي ليس فقط ما تسد به احتياجها السريع، وإنما ما يسندها في معيشتها: "اذهبي بيعي الزيت وأوفي دينك، وعيشي أنت وبنوكِ بما بقى". امتلأت كل الأوعية التي قدَّمتها بالزيت، فلم تنشغل بالزيت، ولا انبهرت بالمعجزة، لكنها أسرعت إلى رجل الله تخبره بما حدث حتى تتمم إرادة الله. هكذا يليق في كل أمورنا أن نطلب مشورة الله، ولا نتحرك حسب مشورتنا البشرية. v من الجانب الرمزي يلزم ملاحظة ثلاثة أمور هنا: أولاً: قيل أن الأرملة ملأت أواني جيرانها بزيت تفجر في بيتها، بفضل عطية الله، فإن الكنيسة المقدسة تمثلها الأرملة. في الواقع لم تُهجَر عندما صعد رجلها إلى السماء، إنما ملأت قلوب الأمم بزيت معرفة الخلاص الذي تكاثر وفاض في بيتها بفضل حضور الروح القدس!... ثانيًا: سألت الأرملة عن أوعية فارغة، ملأتها بالزيت، تلك التي قدَّمها لها ابناها، الأواني الكبيرة والصغيرة. هذا يعني أن القديسين الذين رفضوا شهوة زمنية، وامتلأوا بدسم المسحة المقدسة وزيت البهجة، فإن أمهم، أي نعمة الله، تهب زيتًا لكل واحدٍ منهم، للعظماء والصغار. إذ يعطي الله هذه العطايا كما يشاء، فيصير كل شيءٍ هو لنا (1 كو 3: 21-22)، كقول الرسول: [يلزمنا أن ننمو في المسيح حسب عطيته] [راجع أف 4: 15]. أما الذين ينحدرون بسبب الإفراط في الشهوات والسُكْر والاهتمامات الزمنية، هؤلاء الذين – كما يقول الرسول – يسيرون في بطلان روحهم، وفي ظلمة جهالتهم، هؤلاء الذين فقدوا رجاءهم وسلَّموا أنفسهم لممارسة كل نوعٍ من الوثنية والطمع (رو 1: 21-24؛ أف 4: 17-19)، فيتجرَّدون من هذه النعمة. في الحقيقة لا يرغبون في هذا الزيت، وإن رغبوا فيه لا يعدون إناءً يمتلئ به. ثالثًا: بقية الزيت الذي تركه الزوج الميت لأرملته، يعني رحمة ذاك (المسيح) التي أظهرها للقديسين عندما كان يعيش على الأرض. يقول سليمان إن من يلتصق بالرب يرحم الفقير، ويكافئه الرب على أعماله (أم 19: 17). القديس مار أفرام السرياني |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194116 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() "اذهبي بيعي الزيت وأوفي دينك، وعيشي أنت وبنوكِ بما بقى" v من الجانب الرمزي يلزم ملاحظة ثلاثة أمور هنا: أولاً: قيل أن الأرملة ملأت أواني جيرانها بزيت تفجر في بيتها، بفضل عطية الله، فإن الكنيسة المقدسة تمثلها الأرملة. في الواقع لم تُهجَر عندما صعد رجلها إلى السماء، إنما ملأت قلوب الأمم بزيت معرفة الخلاص الذي تكاثر وفاض في بيتها بفضل حضور الروح القدس!... ثانيًا: سألت الأرملة عن أوعية فارغة، ملأتها بالزيت، تلك التي قدَّمها لها ابناها، الأواني الكبيرة والصغيرة. هذا يعني أن القديسين الذين رفضوا شهوة زمنية، وامتلأوا بدسم المسحة المقدسة وزيت البهجة، فإن أمهم، أي نعمة الله، تهب زيتًا لكل واحدٍ منهم، للعظماء والصغار. إذ يعطي الله هذه العطايا كما يشاء، فيصير كل شيءٍ هو لنا (1 كو 3: 21-22)، كقول الرسول: [يلزمنا أن ننمو في المسيح حسب عطيته] [راجع أف 4: 15]. أما الذين ينحدرون بسبب الإفراط في الشهوات والسُكْر والاهتمامات الزمنية، هؤلاء الذين – كما يقول الرسول – يسيرون في بطلان روحهم، وفي ظلمة جهالتهم، هؤلاء الذين فقدوا رجاءهم وسلَّموا أنفسهم لممارسة كل نوعٍ من الوثنية والطمع (رو 1: 21-24؛ أف 4: 17-19)، فيتجرَّدون من هذه النعمة. في الحقيقة لا يرغبون في هذا الزيت، وإن رغبوا فيه لا يعدون إناءً يمتلئ به. ثالثًا: بقية الزيت الذي تركه الزوج الميت لأرملته، يعني رحمة ذاك (المسيح) التي أظهرها للقديسين عندما كان يعيش على الأرض. يقول سليمان إن من يلتصق بالرب يرحم الفقير، ويكافئه الرب على أعماله (أم 19: 17). القديس مار أفرام السرياني |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194117 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قبوله استضافة امرأة عظيمة 8 وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ عَبَرَ أَلِيشَعُ إِلَى شُونَمَ. وَكَانَتْ هُنَاكَ امْرَأَةٌ عَظِيمَةٌ، فَأَمْسَكَتْهُ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. وَكَانَ كُلَّمَا عَبَرَ يَمِيلُ إِلَى هُنَاكَ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. 9 فَقَالَتْ لِرَجُلِهَا: «قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلَ اللهِ، مُقَدَّسٌ الَّذِي يَمُرُّ عَلَيْنَا دَائِمًا. 10 فَلْنَعْمَلْ عُلِّيَّةً عَلَى الْحَائِطِ صَغِيرَةً وَنَضَعْ لَهُ هُنَاكَ سَرِيرًا وَخِوَانًا وَكُرْسِيًّا وَمَنَارَةً، حَتَّى إِذَا جَاءَ إِلَيْنَا يَمِيلُ إِلَيْهَا». كان أليشع رجلاً عظيمًا يحمل قلبًا متسعًا للجميع، ويهتم بكل أحدٍ. لذلك أرسل الله إليه امرأة عظيمة تهتم هي وزوجها به، وتُقِيم له مسكنًا في العلية لكي يستريح فيها أثناء عبوره ورحلاته المتكررة، خاصة بين مراكز الأنبياء أو مدارسهم. لقد وجد القديس يعقوب في قصة الشونمية مع أليشع كما سجَّلها الكتاب المقدس مصدرًا رائعًا للمفاهيم الإنجيلية، فتحدث عن: 1. مفهوم الغني، مقارنًا بين الغنى الداخلي والغنى الخارجي. 2. خدمة القديسين، وكيف يتأهل المؤمن لهذه الخدمة المباركة. 3. مساواة المرأة للرجل، وكيف يمكن أن تكون أكثر غيرة منه. 4. المبادرة بالحب والعطاء من سمات المؤمن، فلا ينتظر من يسأله شيئًا. 5. المؤمن صاحب سلطان. 6. للمؤمن بصيرة مفتوحة. 7. المؤمن جاد في خدمته، لا يُفسِد وقته بالمجاملات الزائدة. 8. المسيح وحده هو القيامة وواهبها. 9. أن تكون بيوتنا كنيسة الله أو موضع الجلجثة، حيث تشهد لصليب المسيح. وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ عَبَرَ أليشع إِلَى شُونَمَ. وَكَانَتْ هُنَاكَ امْرَأَةٌ عَظِيمَةٌ، فَأَمْسَكَتْهُ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. وَكَانَ كُلَّمَا عَبَرَ يَمِيلُ إِلَى هُنَاكَ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. [8] شونم: كانت من نصيب سبط يسَّاكر (يش 18:19)، وهي سولم على جانب جبل الدوحي الجنوبي الغربي، على بعد ثلاثة أميال من يزرعيل. حلَّ الفلسطينيون فيها قبل معركة جلبوع العظيمة، وكانت مسكن أبيشج (1 مل 3:1). كان أليشع النبي يمر على شونم كثيرًا، لأنها على الطريق من الكرمل إلى مدن الجليل ومدارس الأنبياء في الجلجال وبيت إيل وغيرها. امرأة عظيمة": واضح مما ورد عنها أنها كانت غنية أو زوجة رجل غني بجانب أنه يبدو عليها أنها مُتقدِّمة على رجلها في حياة التقوى والذكاء، كما كانت كريمة وغيورة. حتى في وسط الأيام القاسية بسبب الانحلال والفساد وعبادة الأوثان، وُجدَ أُناس أتقياء عظماء في حياتهم الداخلية. إذ ترك أليشع النبي ممتلكاته، واختار بإرادته الفقر، حيث وجد في الرب إلهه كنزه وغناه وشبعه وسلامه، كان يحمل هذا الغنى الفائق في أعماقه أينما حلَّ. فلم يكن يشعر بالعوز، وإنما كان يفيض بالغنى على من يلتقي بهم، كما حدث مع المرأة الشونمية. هذا ما دفع القديس مار يعقوب السروجي إلى افتتاح ميمره عن "أليشع النبي والشونمية" بعمل مقارنة بين الغِنَى الداخلي والغِنَى الخارجي: أ. يُمَثِّل الغِنَى الخارجي ثقلاً على الإنسان، فإنه يبحث عن موضع آمن لحفظه، إذ يخشى سرقته أو اغتصابه، أما الغِنَى الداخلي بالله الساكن في الإنسان، فيهب حياة سعيدة آمنة! ب. ينصب الغِنَى الخارجي فخاخًا لصاحبه قد تؤدي إلى هلاكه، أما الغِنَى الداخلي فيدخل بصاحبه إلى الحياة المُطوَّبة! ج. الغِنَى الخارجي يُشبِه قيدًا يربط صاحبه به، فيفقده حريته، أما الغِنَى الداخلي ففي كمال الحرية يحمله صاحبه أينما ذهب! v غِنَى العالم يُحمّل من يقتنيه ثقلاً، بك يا رب أَغتني، لأن غناك حياة لمن يحبك. كل مُقتنَى يقتنيه المرء خارجًا عنك هو فخ عظيم، يخنق من يقتنيه. ربي نقتنيك، لأنك الغِنَى الذي لا يُسلَبْ، وغناك يُكسب الحياة، والتطويب لمن يتعلق. إذ يتغير الغنى ويعبر عن قانيه، فلماذا يفرح به، لأنه قد ركب العجلة وغيَّر المكان؟ هذا هو الغنى عندما يغتني الإنسان من داخله، وكل غناه يسير معه حيثما سار. عبيد الرب كانوا أغنياء في الرب فقط، وكانوا فقراء في كل ما وُجد في العالم. كانوا فقراء في مقتنيات الوقت القصير، لكنهم كانوا أغنياء في الله وفي مواهبه. هذا هو الغِنَى: غنى كل يوم لمن يعرفه، الغنى الذي يثبت بدون تغيير لدى مقتنيه. من أجل هذا اقتناه الأبرار عوض كل شيءٍ، لأن منه ينبع كل غنى بدون تغيير. القديس مار يعقوب السروجي لقد طلب السيد المسيح من التلاميذ عند دخولهم أية مدينة أن يقيموا في بيت من هو مستحق لذلك بحياته التقوية المقدسة في الرب. v مال إلى بيت الشونمية المملوءة بالتمييز، لأنها استحقت أن تستقبله بحبٍ إيمانٍها. كان يتقيد بوصية ربنا الجديدة منذ بداية سيرته حسب (العهد) القديم. أمر ربنا الرسلَ عندما يدخلون إلى المدن أن يسألوا: من يستحق (ليقيموا عنده). وبما أن روح الأولين والآخِرِين واحد، فبه كان يتصرف أليشع باستنارة. رأى أن الشونمية كانت مستحقة ليُقِيم عندها، وكان يزورها دائمًا حين يَعبُرُ. أنت تفهم أنها كانت تستحقه بفضل تمييزها، وكلامها مع رَجلها بخصوص أليشع. قالت الذكية لرجلها بخصوص أليشع: أنا أعرف أن نبي الرب قديس. لم تكن تستقبله بدون تمييز، لكن بحركات الإيمان المملوء حبًا. ولهذا قالت: أعرف أنه قديس، فتجلى جمال إيمانها وتميَّز. القديس مار يعقوب السروجي v قال أبّا بيمين: "ذهبتُ يومًا ما إلى أنبا آمون، وطلبتُ منه قولاً لمنفعتي، فقال لي: عمل الخير وحده هو الذي ينجِّي من جهنم، فالخير يمنع ذهاب الإنسان إلى الهلاك. اُنظر إلى طابيثا، كيف أنّ فضيلتها أقامتها بعد الموت (أع 9: 36-42). وها هي امرأة عملت عملاً صالحًا مع أليشع النبي، فأقام ابنها حيًّا من الموت (2 مل 4). اُنظر إلى الملك حزقيا كيف أنه بسبب برِّه وحُسن أعماله منحه الرب 15 سنة إضافية على عمره (2 مل 20: 1-11)." v قال أخٌ لأبّا كرونيوس: "قُل لي كلمة". فقال له: "عندما ذهب أليشع النبي إلى المرأة الشونمية وجد أنها ليس لها تعهُّد بشري مع إنسان، وأنها أكرمته جدًا كنبي. وهكذا حبلت وولدت طفلاً في أيام ذهاب أليشع إليها (2 مل 4)." فقال له الأخ: "ماذا يعني ذلك؟" فقال له الشيخ: "تُشبَّه المرأة بالنفس وأليشع النبي بروح الله، فإذا كانت النفس متيقِّظة وبعيدة عن كل تشتُّت وتنبذ مشيئتها، حينئذٍ يسود عليها روح الله، ويمكنها أن تُثمر حتى ولو كانت عاقرًا، لأنها حرّة أن تفعل ذلك. فردوس الآباء فَقَالَتْ لِرَجُلِهَا: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلَ الله مُقَدَّسٌ الَّذِي يَمُرُّ عَلَيْنَا دَائِمًا. [9] قول الشونمية: "عَلِمتُ أنه رجل الله مقدس"، يعني أنه مُخلِص في تكريس حياته لخدمة القدوس، فصار مِلكًا له. v بعد صعود إيليا، احتلّ أليشع مكانه، وصار كرئيس لبني الأنبياء والمدبِّر لهم. بناء على دعوته هذه، كان مُلزَمًا أن يفتقد مساكنهم في بيت إيل وأريحا، كما يفتقد الذين عند الأردن. في الواقع في طريقه هذا كان ملزمًا أن يعبر خلال قرية شونم، كان من وقت إلى آخر يميل إلى بيت الشونمية، إذ كانت امرأة عجيبة... أدركت بركة إقامته في بيتها. لهذا سألت رجلها أن تبني له عُلّية معتزلة ومنفصلة عن سكان البيت. القديس أفرام السرياني v صوّرت (المرأة الشونمية) للنساء صورة مُحبَّبة ومملوءة جمالاً، لينظرن إليها، ويتشبهن بها مع رجالهن. يسهل على المرأة أن تحث بعلَها على ما هو جميل، وبإيمانها تصير لبيتها سبَب صلاح. طبيعة النساء لا تنقصها المعرفة، فإن أردن، يكن حكيمات جدًا في أعمالهن. أنزلت عادات التراخي ومحبة العالم الباطلة (بعض) النساء من معرفة الله. بدون ذلك طبيعة الرجل وطبيعة المرأة متساويتان في خلقتهما: الفكر والعقل والتمييز وكل فهمٍ. يسهل على المرأة أن تفهم كل شيءٍ بوضوح، ما لم تُنزلها العادة إلى الرخاوة. لاحظها عندما تصلي لتحب شيئًا، فإنه ليس ما يمنعها، فتشغف نفسها كلها بمحبته بشدةٍ. إنها مستنيرة كثيرًا بأمور تخصها، وما تود أن تصنعه تفعله كما الرجل. حينما تحب، تكون بليغة جدًا في المدح، وحينما تبغض تكون ماهرة جدًا في اللعنات... إن أرادت فهي نشيطة في كل هذا، ومستنيرة في التعليم الإلهي. اُنظر تمييز الشونمية وتَعلَّم منها، فإنه يلزم على جميع النساء أن ينظرن إليها. ويمارسن تعليم البرّ، ويرتبطن بفكر القداسة. ويصرن سبب خيرٍ لرجالهن، ويظهرن كمُعلِّمات في منازلهن. وتصدر من أفواههن نصائح صالحة داخل بيوتهن لرجالهن ولأشخاصهن. مثل هذه المرأة التي صارت مثالاً لكل ما هو نافع، بمشورتها الصالحة تبارك بيتها كله. القديس مار يعقوب السروجي وَنَضَعْ لَهُ هُنَاكَ سَرِيرًا وَخِوَانًا وَكُرْسِيًّا وَمَنَارَةً، حَتَّى إِذَا جَاءَ إِلَيْنَا يَمِيلُ إِلَيْهَا. [10] العلية aliyah، هي حجرة علوية في البيوت في الشرق، كانت تُبنَى على السطح، وكانت تُفرَش بأثاثات خاصة تليق بالضيوف الذين يكرمونهم. إقامة علية للضيافة كان أمرًا عاديًا للقادرين، خاصة الذين بيوتهم على الطريق. وكان الضيف يشعر بحريته، فيصعد وينزل من العلية خلال سلم خارج البيت، فلا يشعر بحرجٍ في تحركاته. تعتبر العلية مكانًا محبوبًا لرب البيت ينسحب إليها ليقضي فترة خلوة. كان إيليا النبي مقيمًا في العلية في منزل أرملة بصرفة صيدا (1 مل 17: 19، 23). وكان الملك أخزيا في العلية التي بقصره في السامرة عندما سقط من الكوة (2 مل 1: 2). وكان عجلون ملك موآب في العلية (قض 3: 20، 23) حين اغتاله أهود. واعتكف داود في العلية ليبكي ابنه أبشالوم (2 صم 18: 24، 33). وفي العلية كان دانيال يصلي ثلاث مرات يوميًا (دا 6: 10). واستخدمت العلية بمعنى رمزي في (مز 104: 3، 13؛ إر 22: 13-14). وفي العهد الجديد أسس السيد المسيح سرّ الإفخارستيا في العلية في بيت مريم والدة مرقس الرسول (مر 14: 15؛ لو 22: 12). يرى James Freeman أن الكلمة الأصلية في سفر الملوك الثاني جاءت Kisse، وهي لا تعني عُلية بمعنى بدائي، إنما تُستخدَم في بعض العبارات لتشير إلى عرشِ. يرى العلامة أوريجينوس أن العلية أو الدور العلوي يشير إلى الارتفاع إلى التفسير الروحي للكتاب المقدس عوض النزول إلى الجب أي إلى التفسير الروح. v أمر منطقي أن يُضرَب إرميا كما ضُرِبَ بولس وكما ضُرِبَ السيد المسيح. "فضرب فشحور إرميا النبي، وجعله في المقطرة التي في باب بنيامين الأعلى". كانت المقطرة في باب بنيامين وفي الدور الأعلى (العلوي). إن نصيب سبط بنيامين من الميراث كان "أورشليم" حيث يوجد هيكل الرب، ذلك كما هو موضح في تقسيم الميراث الموجود في سفر يشوع. بما أن الهيكل كان في سبط بنيامين، لذلك فإن النبي قد جُعل في المقطرة، أو بحسب الترجمة النص: قد أُلقي في الجب الذي في باب بنيامين. واسم بنيامين معناه "ابن اليمين". وهذا الباب موجود بالقرب من الدور العلوي عند بيت الرب. وبالرغم من وجود دور علوي في بيت الرب، إلا أن فشحور لم يلقِ إرميا إلا في الجب السفلي. أما نحن فإننا نريد أن نأخذ إرميا الآن ونصعده إلى الدور العلوي من بيت الرب؛ هذا الدور العلوي أقصد به المعنى الروحي المرتفع[19]، وذلك كما سأوضح من خلال نصوص عديدة من الكتاب المقدس، تؤكد أن الأبرار يستقبلون الأنبياء في الأدوار العليا. يذكر سفر الملوك أن أرملة صرفة صيدا التي جعلها الرب لإعالة إيليا استضافته عندها في العلية الموجودة في منزلها (1مل17: 19) كذلك المرأة الشونمية التي كانت تستضيف أليشع النبي كلما مرّ عليها، عملت له علية صغيرة لكي يستريح فيها كلما يجيء [8-10]. وعلى العكس من ذلك فإن أخزيا الخاطئ سقط من الطابق العلوي (2 مل 1: 2). يوصيك يسوع المسيح أنت أيضًا ألا تنزل من السطح، فيقول: "والذي على السطح، فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئًا" (راجع مت 24: 15- 17) العلامة أوريجينوس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194118 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ![]() لقد وجد القديس يعقوب في قصة الشونمية مع أليشع كما سجَّلها الكتاب المقدس مصدرًا رائعًا للمفاهيم الإنجيلية، فتحدث عن: 1. مفهوم الغني، مقارنًا بين الغنى الداخلي والغنى الخارجي. 2. خدمة القديسين، وكيف يتأهل المؤمن لهذه الخدمة المباركة. 3. مساواة المرأة للرجل، وكيف يمكن أن تكون أكثر غيرة منه. 4. المبادرة بالحب والعطاء من سمات المؤمن، فلا ينتظر من يسأله شيئًا. 5. المؤمن صاحب سلطان. 6. للمؤمن بصيرة مفتوحة. 7. المؤمن جاد في خدمته، لا يُفسِد وقته بالمجاملات الزائدة. 8. المسيح وحده هو القيامة وواهبها. 9. أن تكون بيوتنا كنيسة الله أو موضع الجلجثة، حيث تشهد لصليب المسيح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194119 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ عَبَرَ أليشع إِلَى شُونَمَ. وَكَانَتْ هُنَاكَ امْرَأَةٌ عَظِيمَةٌ، فَأَمْسَكَتْهُ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. وَكَانَ كُلَّمَا عَبَرَ يَمِيلُ إِلَى هُنَاكَ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. [8] شونم: كانت من نصيب سبط يسَّاكر (يش 18:19)، وهي سولم على جانب جبل الدوحي الجنوبي الغربي، على بعد ثلاثة أميال من يزرعيل. حلَّ الفلسطينيون فيها قبل معركة جلبوع العظيمة، وكانت مسكن أبيشج (1 مل 3:1). كان أليشع النبي يمر على شونم كثيرًا، لأنها على الطريق من الكرمل إلى مدن الجليل ومدارس الأنبياء في الجلجال وبيت إيل وغيرها. امرأة عظيمة": واضح مما ورد عنها أنها كانت غنية أو زوجة رجل غني بجانب أنه يبدو عليها أنها مُتقدِّمة على رجلها في حياة التقوى والذكاء، كما كانت كريمة وغيورة. حتى في وسط الأيام القاسية بسبب الانحلال والفساد وعبادة الأوثان، وُجدَ أُناس أتقياء عظماء في حياتهم الداخلية. إذ ترك أليشع النبي ممتلكاته، واختار بإرادته الفقر، حيث وجد في الرب إلهه كنزه وغناه وشبعه وسلامه، كان يحمل هذا الغنى الفائق في أعماقه أينما حلَّ. فلم يكن يشعر بالعوز، وإنما كان يفيض بالغنى على من يلتقي بهم، كما حدث مع المرأة الشونمية. هذا ما دفع القديس مار يعقوب السروجي إلى افتتاح ميمره عن "أليشع النبي والشونمية" بعمل مقارنة بين الغِنَى الداخلي والغِنَى الخارجي: أ. يُمَثِّل الغِنَى الخارجي ثقلاً على الإنسان، فإنه يبحث عن موضع آمن لحفظه، إذ يخشى سرقته أو اغتصابه، أما الغِنَى الداخلي بالله الساكن في الإنسان، فيهب حياة سعيدة آمنة! ب. ينصب الغِنَى الخارجي فخاخًا لصاحبه قد تؤدي إلى هلاكه، أما الغِنَى الداخلي فيدخل بصاحبه إلى الحياة المُطوَّبة! ج. الغِنَى الخارجي يُشبِه قيدًا يربط صاحبه به، فيفقده حريته، أما الغِنَى الداخلي ففي كمال الحرية يحمله صاحبه أينما ذهب! v غِنَى العالم يُحمّل من يقتنيه ثقلاً، بك يا رب أَغتني، لأن غناك حياة لمن يحبك. كل مُقتنَى يقتنيه المرء خارجًا عنك هو فخ عظيم، يخنق من يقتنيه. ربي نقتنيك، لأنك الغِنَى الذي لا يُسلَبْ، وغناك يُكسب الحياة، والتطويب لمن يتعلق. إذ يتغير الغنى ويعبر عن قانيه، فلماذا يفرح به، لأنه قد ركب العجلة وغيَّر المكان؟ هذا هو الغنى عندما يغتني الإنسان من داخله، وكل غناه يسير معه حيثما سار. عبيد الرب كانوا أغنياء في الرب فقط، وكانوا فقراء في كل ما وُجد في العالم. كانوا فقراء في مقتنيات الوقت القصير، لكنهم كانوا أغنياء في الله وفي مواهبه. هذا هو الغِنَى: غنى كل يوم لمن يعرفه، الغنى الذي يثبت بدون تغيير لدى مقتنيه. من أجل هذا اقتناه الأبرار عوض كل شيءٍ، لأن منه ينبع كل غنى بدون تغيير. القديس مار يعقوب السروجي لقد طلب السيد المسيح من التلاميذ عند دخولهم أية مدينة أن يقيموا في بيت من هو مستحق لذلك بحياته التقوية المقدسة في الرب. v مال إلى بيت الشونمية المملوءة بالتمييز، لأنها استحقت أن تستقبله بحبٍ إيمانٍها. كان يتقيد بوصية ربنا الجديدة منذ بداية سيرته حسب (العهد) القديم. أمر ربنا الرسلَ عندما يدخلون إلى المدن أن يسألوا: من يستحق (ليقيموا عنده). وبما أن روح الأولين والآخِرِين واحد، فبه كان يتصرف أليشع باستنارة. رأى أن الشونمية كانت مستحقة ليُقِيم عندها، وكان يزورها دائمًا حين يَعبُرُ. أنت تفهم أنها كانت تستحقه بفضل تمييزها، وكلامها مع رَجلها بخصوص أليشع. قالت الذكية لرجلها بخصوص أليشع: أنا أعرف أن نبي الرب قديس. لم تكن تستقبله بدون تمييز، لكن بحركات الإيمان المملوء حبًا. ولهذا قالت: أعرف أنه قديس، فتجلى جمال إيمانها وتميَّز. القديس مار يعقوب السروجي v قال أبّا بيمين: "ذهبتُ يومًا ما إلى أنبا آمون، وطلبتُ منه قولاً لمنفعتي، فقال لي: عمل الخير وحده هو الذي ينجِّي من جهنم، فالخير يمنع ذهاب الإنسان إلى الهلاك. اُنظر إلى طابيثا، كيف أنّ فضيلتها أقامتها بعد الموت (أع 9: 36-42). وها هي امرأة عملت عملاً صالحًا مع أليشع النبي، فأقام ابنها حيًّا من الموت (2 مل 4). اُنظر إلى الملك حزقيا كيف أنه بسبب برِّه وحُسن أعماله منحه الرب 15 سنة إضافية على عمره (2 مل 20: 1-11)." v قال أخٌ لأبّا كرونيوس: "قُل لي كلمة". فقال له: "عندما ذهب أليشع النبي إلى المرأة الشونمية وجد أنها ليس لها تعهُّد بشري مع إنسان، وأنها أكرمته جدًا كنبي. وهكذا حبلت وولدت طفلاً في أيام ذهاب أليشع إليها (2 مل 4)." فقال له الأخ: "ماذا يعني ذلك؟" فقال له الشيخ: "تُشبَّه المرأة بالنفس وأليشع النبي بروح الله، فإذا كانت النفس متيقِّظة وبعيدة عن كل تشتُّت وتنبذ مشيئتها، حينئذٍ يسود عليها روح الله، ويمكنها أن تُثمر حتى ولو كانت عاقرًا، لأنها حرّة أن تفعل ذلك. فردوس الآباء |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 194120 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() v غِنَى العالم يُحمّل من يقتنيه ثقلاً، بك يا رب أَغتني، لأن غناك حياة لمن يحبك. كل مُقتنَى يقتنيه المرء خارجًا عنك هو فخ عظيم، يخنق من يقتنيه. ربي نقتنيك، لأنك الغِنَى الذي لا يُسلَبْ، وغناك يُكسب الحياة، والتطويب لمن يتعلق. إذ يتغير الغنى ويعبر عن قانيه، فلماذا يفرح به، لأنه قد ركب العجلة وغيَّر المكان؟ هذا هو الغنى عندما يغتني الإنسان من داخله، وكل غناه يسير معه حيثما سار. عبيد الرب كانوا أغنياء في الرب فقط، وكانوا فقراء في كل ما وُجد في العالم. كانوا فقراء في مقتنيات الوقت القصير، لكنهم كانوا أغنياء في الله وفي مواهبه. هذا هو الغِنَى: غنى كل يوم لمن يعرفه، الغنى الذي يثبت بدون تغيير لدى مقتنيه. من أجل هذا اقتناه الأبرار عوض كل شيءٍ، لأن منه ينبع كل غنى بدون تغيير. القديس مار يعقوب السروجي |
||||