![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 191501 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هل ترون كيف ارتفعت السامرية قليلًا قليلًا إلى الإيمان بالتعاليم السامية؟ “أجابَ يَسوعُ وقالَ لها: “كُلُّ مَنْ يَشرَبُ مِنْ هذا الماءِ يَعطَشُ أيضًا. ولكن مَنْ يَشرَبُ مِنَ الماءِ الذي أُعطيهِ أنا فلن يَعطَشَ إلَى الأبدِ، بل الماءُ الذي أُعطيهِ يَصيرُ فيهِ يَنبوعَ ماءٍ يَنبَعُ إلَى حياةٍ أبديَّةٍ”. (يوظ¤: ظ،ظ£-ظ،ظ¤) لقد ظنت في البداية أنه يهودي يتعدى على القانون والعادات. فلما رفض هو هذا الإتهام، سمعت منه بعد ذلك عن “الماء الحي” وظنت أنه يتكلم عن ماء مادي. ثم عرفت منه أن الكلمات روحية وليست مادية فآمنت بأن الماء يمكن أن يزيل الشعور بالعطش، ولكنها لم تفهم في الحال ما عساه أن يكون هذا الماء. فظلت متشككة تعتقد أنه ماء فوق مستوى المادة، ولكنها كانت غير واثقة إلى حين. فلم يكن أحد قد أعلمها بدقة عنه. ولكن بعد ذلك أصبح لها بصيرة أوضح. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 191502 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ماذا يعني الرب بقوله “إدعي زوجك” للقديس أغسطينوس[6] لما أراد المسيح أن يجعل المرأة تفهم، “قال لها يسوع: إذهبي وإدعي زوجك وتعالي إليّ ههنا”. فماذا كان يقصد من كلمة “إدعي زوجك؟” هل يقصد أنه عن طريق زوجها يريد أن يعطيها هذا الماء؟ أم لأنها لم تفهم فأراد أن يعلَّمها بواسطة زوجها؟ ألم يتكلم إلى مريم أخت مرثا التي جلست تحت قدميه مباشرة دون وساطة رجل، تلك التي لم تفهم فحسب بل إنها “إختارت النصيب الصَّالح الذي لن يُنزع منها؟” (لوظ،ظ*: ظ¤ظ¢). إذاً، فما معني “إدعي زوجك؟” ألعل يسوع يقول لنفس كل واحد منا: “إدعي زوجك” فلنتساءل إذاً عن زوج النَّفس. لماذا لا يكون يسوع نفسه هو الزوج الحقيقي للنَّفس؟ إن ما نريد أن نقوله لا يدركه إلاّ المنتبهون جيداً!!. لما رأي يسوع المرأة لم تفهم قال لها ذلك، أي لأن السبب في إنكِ لم تفهمين ما أقوله أن إدراكك ليس حاضراً، فأنا أتكلم عن الروح وأنت تصغين بالجسد. الأمور التي أتكلم عنها لا تنتمي إلى أي من الحواس الخمسة، لأنها لا تُقبل إلاّ بالقلب، ولا يمكن أن تستقين منها إلاّ بالمفهوم الروحي، وهذا المفهوم ليس هو الذي لك الآن، فكيف تدركين ما أقول؟ “إدعي زوجك” أي تعالي بفهمك إليَّ. ما معني أن تكون لك نفس؟ أليس للحيوان أيضاً نفس؟ فما الذي يجعلك أفضل من الحيوان؟ أليس هو أن يكون لكِ الفهم الذي ليس للحيوان؟. إنكِ لم تفهّمين ! إنني أكلمك عن عطية الله، وأمَّا تفكيرك فهو جسداني. إنك تريدين أن لا تعطشي بمفهوم جسداني. إنني أقدم ذاتي لروحك، ولكن فهمك غائب. إذاً “إدعي زوجكِ” ولا تكوني “كفرسٍ أو بغلٍ بلا فهم” (مز ظ£ظ¢: ظ©). إذاً، يا إخوتي، أن تكون لنا نفس ولا يكون لنا فهم، أي أن لا نستخدم هذا الفهم أو لا نعيش طبقاً له، فهذه حياة حيوانية، لأن نفوسنا التي نشترك فيها مع الحيوان والتي تميل إلى السلوك حسب الجسد، ينبغي أن نتحكم فيها ونُخضعها للفهم الذي يمكن أن نسميه “الزوج”، هذا الذي ينبغي أن يسود على النَّفس، كما قيل لحواء إن آدم “يسود عليك” (تكظ£: ظ،ظ¦). فالفهم هو عين النَّفس التي بها ترى وتدرك الأمور، والعين هي التي ترى النور وتسُّر به، أمَّا بقية الأعضاء فتسير في النور دون أن تشعر به. وهكذا فإن الفهم أو الإدراك الموجود في نفوسنا يستنير بالنور العلوي: الله، لأن هذا هو “النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان” (يوظ،: ظ©). هذا النور هو المسيح، وهو الذي كان يكلم المرأة، ومع ذلك فلم يكن إدراكها حاضراً لكي يجعلها تستنير بهذا النور. لذلك قال الرب لها: “إدعي زوجك”، وكأنه يقول لها: “إني أريد أن أُنيرِك، فاستدعي فهمِك لكي أُعلِّمك بواسطته، والذي به ينبغي أن تقودي نفسكِ. إدعي فهمكِ باعتباره زوجكِ”. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 191503 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() رأس الرجل هو المسيح ولكن هذا الزوج لا يقود زوجته حسناً إلاّ إذا تحكَّم من فوق: “رأس كل رجل هو المسيح، وأما رأس المرأة فهو الرجل” (ظ،كوظ،ظ،: ظ£). لقد كان رأس الرجل يتكلم مع المرأة والرجل لم يكن حاضراً، فكأن الرب يقول لها: “أحضري رأسك إلى هنا لكي يأخذ رأسه”، أي “كوني هنا، كوني حاضرة، لأنك كأنك غائبة فلا تفهمين صوت الحق الموجود هنا، كوني حاضرة هنا ولكن ليس بمفردك بل مع زوجكِ”. ولكنها “قالت: ليس لي زوج. قال لها يسوع: حسناً قلتِ: ليس لي زوج”. لقد كانت تعيش مع رجل، ولكنه خليل أو عشيق وليس زوجاً شرعياً، فلماذا إذاً قال الرب لها: “إدعي زوجك”؟ لقد كان يعلم أن ليس لها زوج شرعي، ولكي يثبت لها معرفته الإلهية بذلك قال لها ما لم تذكره هي: “لأنه كان لكِ خمسة أزواج، والذي لكِ الآن ليس هو زوجك. هذا قلتِ بالصدق”[7]. إنه يحثنا مرة أخرى أن نفحص الأمر بدقةٍ أكثر فيما يخص الأزواج الخمسة: لقد فهم البعض أن الأزواج الخمسة يشيرون إلى خمسة أسفار التوراة التي كان يؤمن بها السامريون ومنها كانوا يمارسون الختان. ولكن طالما أنه قال: “والذي لكِ الآن ليس هو زوجك”، فيبدو لي أننا ينبغي أن نعتبر حواس الجسد الخمسة هي الأزواج السابقة للنَّفس. لأنه عندما يولد الإنسان، وقبل أن يتمكن من إستخدام عقله في طفولته، فإن الحواس الجسدية هي التي تقود حياته وتسيطر عليها كخمسة أزواج للنَّفس تسود عليها. ولكن لماذا تُسمَّي هذه الحواس أزواجاً؟ لأنها شرعية ويحق للنَّفس أن تخضع لها حيث أن الله خلقها كعطية لها منه. والنفس تظل ضعيفة طالما أنها خاضعة لهذه الأزواج الخمسة، ولكنها عندما تنمو في القامة وتستخدم عقلها، فإذا كانت قد تربَّت روحياً وتعلَّمت الحكمة، فإن هذه الأزواج الخمسة تكون قد نجحت في قيادتها للنَّفس بواسطة الزوج الحقيقي الشرعي الذي يقودها القيادة الحسنة، فيفلَّحها ويعلَّمها لأجل حياتها الأبدية. حواسنا الخمسة لا تقودنا إلى الحياة الأبدية، بل إلى الأمور الوقتية الزائلة، أمَّا الفهم عندما يكون متشبعاً بالحكمة ويبدأ أن يسود على النَّفس فهو يجعلها قادرة على التمييز بين الأمور النافعة والضارة لها. هذا الزوج الحقيقي لم يأت بعد هؤلاء الأزواج الخمسة في حياة السامرية، ولذلك فالخطأ لازال يسيطر عليها، ولو استمرت هكذا لكان في ذلك هلاكها، لأنه ليس هو الزوج الشرعي بل العشيق. أيتها المرأة، إنك بعد أن كنت خاضعة لسيطرة حواسك الخمسة، فقد بلغت الآن إلى قامة الإدراك، ومع ذلك فلم تأتِ بعد إلى الحكمة، بل سقطتِ في الخطأ. وهكذا بعد هؤلاء الأزواج الخمسة فإن: الذي لكِ الآن ليس هو “زوجك” بل عشيقك. إذاً ، فادعي ليس عشيقكِ بل “زوجك”، حتي يمكنكِ أن تقبليني بواسطته، أي بفهمك وإدراككِ. إن السامرية لا زالت مخطئة إذ لا زالت تفكر في هذا الماء الزائل، في حين أن الرب كان يكلمها عن الروح القدس. ولماذا كانت مخطئة أليس لأنه لم يكن لها زوج بل عشيق؟ فتجرَّدي إذاً من هذا العشيق الذي يُفسدكِ و”إذهبي وادعي زوجك”. إدعِهِ وتعالي لكي تفهميني. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 191504 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أنهار ماء حي القديس غريغوريوس النيسي إن الروح بالرغم من اتحادها مع اللّه فهي لا تشعر بملء السعادة بطريقة مطلقة. كلما تمتعت بجماله زاد اشتياقها إليه. إن كلمات العريس روح وحياة (يوظ¥: ظ¢ظ¤)، وكل من التصق بالروح يصير روحًا. كل من التصق بالحياة ينتقل من الموت إلى الحياة كما قال الرب. وهكذا فالروح البكر تشتاق دائمًا للدنو من نبع الحياة الروحية. النبع هو فم العريس الذي تخرج منه كلمات الحياة الأبدية. إنه يملأ الفم الذي يقترب منه مثل داود النبي الذي اجتذب روحًا خلال فمه (مز ظ،ظ،ظ¨: ظ،ظ£ظ،). لما كان لزامًا على الشخص الذي يشرب من النبع أن يضع فمه على فم النبع، وحيث أن الرب ذاته هو النبع كما يقول: “إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب” (يوظ§: ظ£ظ§ )؛ لذلك فإن الأرواح العطشانة تشتهى أن تضع فمها على الفم الذي ينبع بالحياة، ويقول: “ليقبلني بقبلات فمه” (نش ظ،: ظ¢). من يهب الجميع الحياة ويريد أن الجميع يخلصون يشتهى أن يتمتع كل واحد بنصيب من هذه القبلات، لأنها تطهر من كل دنس. يلزمنا أن نفكر بعمقٍ في الكلمات المقدسة بالنشيد: “هلمي معي من لبنان، هلمي معي من لبنان انظري من رأس أمانة، من رأس شنير وحرمون، من خدور الأسود من جبال النمور” (نش ظ¤: ظ¨). ماذا نفهم إذن من هذه الكلمات؟ يجذب ينبوع النعمة إليه كل العطشى. وكما يقول الينبوع في الإنجيل: “إن عطش أحد فليقبل إليَّ ويشرب” (يو ظ§: ظ£ظ§). لا يضع المسيح لهذه الكلمات حدودًا لعطشنا ولا لتحركنا نحوه، ولا لإرتوائنا من الشرب، ولكن يمتد أمره إلى مدى الزمن، ويحثنا أن نعطش وأن نذهب إليه. وإلى هؤلاء الذين ذاقوا وتعلموا بالتجربة أن اللّه عظيم وحلو (مز ظ£ظ¤: ظ¨)، فإن حاسة الذوق عندهم تُصبح حافزًا لزيادة التقدم. لذلك فالشخص الذي يسير بإستمرار نحو اللّه لا ينقصه هذا الحافز نحو التقدم. إذا أردنا أن نسوق شاهدًا أعظم من الكتاب المقدس نسجل ما قاله السيد المسيح إلى هؤلاء الذين آمنوا به: أنهار ماء حي ستفيض من كل من يؤمن به “من آمن بي كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حي” (يوظ§: ظ£ظ¨). ونُضيف أن القلب النقي يُشار إليه بالتعبير “بطن”. ويصبح لوح للشريعة المقدسة (رو ظ،ظ¥:ظ¢) كما يقول الرسول. ويوضح تأثير الشريعة المكتوبة في القلب ليس بحبرٍ (ظ¢كو ظ£: ظ£)، ولكن بروح اللّه الحي الذي يرسم هذه الحروف في النفس، وليس على ألواح حجرية كما يقول الرسول، ولكن على لوح القلب النقي، الخفيف والمضيء. يلزم أن تُنقش الكلمات المقدسة الموجودة في الذاكرة النقية الصافية، على القدرة القائدة للنفس، بحروف بارزة واضحة. تُشير الزفير في الحقيقة إلى تمجيد بطن العريس فقط باللوح الذي يشع نورًا بلون السماء. ترشدنا هذه الصورة لكي نكون متنبهين للأشياء السماوية، مكان كنزنا (مت ظ¦: ظ¢ظ،). فإذا ثبتنا في حفظ وصايا اللّه تتكون لدينا آمال مقدسة تنعش عيون نفوسنا. بعد ذلك يرفع النشيد العروس إلى أعلى قمة للمجد، مُضفيًا عليها اسم ينبوع المياه الحيّة المتدفقة من لبنان. لقد تعلمنا من الكتاب المقدس عن طبيعة اللّه المعطية للحياة كنبوة من شخص اللّه تقول: “تركوني أنا ينبوع المياه الحيّة” (ارظ¢: ظ،ظ£). ثم يقول السيد المسيح للمرأة السامرية: “أجاب يسوع وقال لها، لو كنت تعلمين عطية اللّه، ومن هو الذي يقول لك أعطيني لأشرب، لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماء حيّا” (يوظ¤: ظ،ظ*). ثم قال: “إن عطش أحد فليقبل إليَّ ويشرب. من آمن بي كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه” (يوظ§: ظ£ظ§- ظ£ظ©). تقول كل من هذه الفقرات أن الماء الحي هو الطبيعة المقدسة، لذلك جاز للنشيد أن يسمى العروس بصدق بئر ماء حي يفيض من لبنان. هذا في الحقيقة يتعارض مع ما هو معروف، فجميع الآبار تحتوى مياه ساكنة، والعروس وحدها عندها مياه جارية في بئر عميق، ومياهها تفيض باستمرار. من يقدر ويستحق أن يفهم العجائب الممنوحة للعروس؟ يتضح أنها قد وصلت إلى أقصى ما تتمناه، فقد قورنت بالجمال الأبدي الذي منه نشأ كل جمال. وفي نبعها تشبه نبع عريسها تمامًا، وحياتها بحياته، وماؤها بمائه. إن كلمته حية، وبها تحيا كل نفس تستقبله. هذه المياه تفيض من اللّه كما يقول ينبوع المياه الحيّة: “لأني خرجت من قبل اللّه وأتيت” (يوظ¨: ظ¤ظ¢). تحفظ العروس فيض مائه الحي في بئر نفسها، وتصبح بيتًا يكنز هذه المياه الحيّة التي تفيض من لبنان، أي التي تكوّن سيولًا من لبنان، كما يقول النص. لقد أصبحنا في شركة مع الله بامتلاكنا هذه البئر، حتى نحقق وصية الحكمة (امظ¥: ظ،ظ§)، ونشرب مياها من بئرنا، وليست من بئرٍ آخر. نتمتع بهذا في المسيح ربنا له المجد والعظمة إلى الأبد آمين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 191505 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() السامرية لقداسة البابا تواضروس الثاني أحد السامرية نفس مستعدة قيمة النفس الواحدة غالية جداً عند الله، لذا يسعى إلينا ــ يبحث عنا، يُفتِّش عن الضال والمسيح الرقيق جداً هو يبدأ الخطوة الأولى: بكلمة ــ باحتياج ــ بسؤال ــ بطلب ….. إنه يحتاج مني: الاستعداد أو النيَّة. التسليم أو الثقة. العمل أو الإيجابية. والمرأة السامرية: تعرَّفت على المسيح تدريجياً: يهوديâ†گ سيدâ†گ نبيâ†گ مسياâ†گ مُخلِّص العالم. تجاوبت بصدق مع تساؤلات المسيح: وسألت في براءة عمّا يشغلها. عملت وخدمت إذ دَعت كل أهل مدينتها فضلاً عن أزواجها الستة. إن الجياع متى أنكروا جوعهم، قطعوا السبيل على من يريد أن يُقدِّم لهم الطعام.. والخطاة طالما ينكرون خطيتهم وشرورهم فمن سيكون مُخلِّصهم؟. لقد ظنّت أنها تستطيع أن تشرب المياه الحقيقية وهي في خطيتها، ولكن الله لا يعطي عطاياه ونحن في الخطية. لقد صارت السامرية نموذجاً للنفس المُستعدة للتغيير، إذ فتحت قلبها لمحبة المسيح الذي نحبه لأنه أحبنا أولاً (ظ،يوظ¤: ظ،ظ©) المسيح.. الساعي نحونا المسيح هو الساعي نحونا ولكن أين؟.. على البئر â†گ السامرية. على الشجرة â†گ زكـــا. في بيت أحد الجيران â†گ المرأة الخاطئة. على فراش المرض â†گ المخلّع. في مكان العمل â†گ لاوي العشار. في الطريق إلى الشر â†گ شاول الطرسوسي. إنه ينادي “هأنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي” (رؤظ£: ظ¢ظ*) إنه له المجد يتواصل مع امرأة واحدة فيخلّص مدينة كاملة. وسعي المسيح نحو السامرية مثال لسعيه نحونا نحن البشر، إذ أحب الله العالم وبذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يوظ£: ظ،ظ¦). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 191506 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لقداسة البابا تواضروس الثاني : يوم الأحد من الأسبوع الرابع (يو ظ¤ : ظ، – ظ¤ظ¢ ) هل تدرك عطايا الله لك ؟ أحد السامرية هو أحد النصف ” منتصف الصوم “، وفي السامرية القصة المعروفة ، حيث هذه المرأة السامرية التي ذهبت لكي ما تستقي ماء ، واسمها غير مذكور في الكتاب المقدس ، لكن الله أراد أن يستر عليها باعتبار أنه في أثناء الحوار مع السيد المسيح ظهر بعض الضعف عندها ، ولذلك لم يذكر اسمها ، ولكنها قصة تصلح لنا جميعاً ، فعندما يذكر الكتاب المقدس حـدث بالاسم فيعتبر هذا الحدث خاصاً ، ولكن عندما يذكر الحدث بدون اسم فيكون الحدث للجميع ولا بد أن تطبقه على كل واحد فينا . إن كـل قـراءات الصـوم هـي مـن أجـل التـوبـة ، ومـن أجـل نـقـاوة الإنسان ، وفـي أحـد السامرية السيد المسيح يذهب لكي ما يتقابل مع هذه المرأة ، وعليك أن تنتبـه فـي أن يقصد أن القصة محددة لكن لها معناها الواسع جدا لأسباب كثيرة : (ظ،) السيد المسيح تعب وكان لا بد أن يجتاز السامرة ، والمسافة من اليهودية إلى السامرة كانت حوالي ظ¤ظ* ميلا (حوالي ظ¦ظ¤ كيلو متراً ) قطعها سائراً على الأقدام ، وكان يقصد يتوقف في السامرة لكي ما يقابل هذه المرأة . (غ²) ظهـر أنـه عطشان ، وكلمـة عطشان يقصد بها الماء دائماً ، لكن المسيح أيضاً على الصليب قال : ” أنا عطشان “، والعطش هنا للنفوس التائبة ، فلا يروي عطش المسيح سوى النفوس التائبة (ظ£) إن السيد المسيح عندما قابـل المرأة السامرية قصد أن يقابلها في الساعة الثانية عشر ظهراً ، أي الساعة السادسة من النهار وهي ساعة الصلب . (ظ¤) إن التلاميذ تركوا المسيح وذهبوا لكي ما يبتاعوا طعاماً ، تماماً مثلما فعلوا عندما تركوا المسيح وقت الصليب ، وكأن قصة مقابلة المسيح مع السامرية هـي الصليب ومقابلة الله المخلص مع الإنسان الخاطئ . قصة هذه الأحداث تمهد للصليب ، وهذه المرأة تُمثل الإنسان الذي يبدو أنه عارف ، فماذا كانت هذه المرأة ؟ لقد كانت المرأة السامرية تعرف قليلاً .. (غ±) معرفة التاريخ : حيث كانت تعرف العداوة التي كانت بين اليهود والسامريين من أيام رحبعام بن سليمان ، وانقسمت المملكة إلى قسمين : قسم شمالي يضم ظ،ظ* أسباط وأخذوا العاصمة السامرة ، وقسم جنوبي يضم سبطين وأخذوا أورشليم كعاصمة ، وصارت قطيعة بين الاثنين . وبما أنها كانت تعرف تلك العداوة ، فعندما تقابلت مع السيد المسيح قالـت لـه ” كيف تطلب مني لتشرب وأنـت يهودي وأنا امرأة سامرية ؟ لأن اليهود لا يعاملون السامريين ” (يو ظ¤ : ظ©). حتى أن التقليد اليهودي معروف بأن الرجال لا يتكلمون مع النساء في الأماكن العامة حتى لو كانوا أزواج. (غ²) معرفة الكتب : يبدو من هذه الإنسانة إنها كانت تعرف الكتب ، ففي وسط الحـوار قالت للمسيح : ” أبينا يعقوب الذي شـرب مـن البئـر هـو وبنـوه ومواشيه “، لذلك هي لديها معرفة دينية إلى حد ما. (ظ£) معرفة العبادة : لقد كان يشغلها موضوع العبادة ، خاصة عن السجود هل يكون فـي السامرة أم في أورشليم ؟ وبالمجمل يمكن أن نقول عنها إن لديها قدر من المعرفة . ولكن ما مشكلة هذه المرأة ؟ مشكلة هذه المرأة إنها لم تكن تُدرك عطية الله الكاملة للإنسان بسـكنى الـروح القدس فيه ؛ فأحيانا الإنسان يكون عايش في النعمة لكنه لا يدرك قيمة هذه النعمة ، لذا السؤال الذي يقدمه لنا المسيح هو : هل ثدرك عطية الله لك ؟ هل تُدرك النعمة التي أعطاها الله لك ؟ الله يعطي لكل أحد نعمة ما . فمثلاً نعمة الصحة ، هل تُدرك قيمة عطية الصحة ؟ هناك أيضاً نعمة الخلاص ، فهل تُدرك هذه النعمة وما فعله السيد المسيح لأجلك على الصليب ؟ أذكركم دائما بأيوب الصديق الذي لم يكن يدرك الله كاملاً ، وفـي وقـت مـن الأوقات قال ” بسمع الأذن قد سمعت عنك، والآن رأتك عيني ” (أي ظ¤ظ¢ : ظ¥). وهذا معناه أن هناك مرحلة لم يكن يشعر بها . عندما تقابل السيد المسيح مع هذه المرأة ، وهذه المقابلة تُظهر لنا كيف تعامل المسيح معها ، فنجد أن هناك تدرج فـي الحـوار كي تعرف عطية الله ، ففي أول المقابلة كان بالنسبة لها رجل يهودي بينه وبين السامريين عداء ، ثم ترتفع المعرفة قليلا حتى أنها قالت له عبارة : ” يا سيد “، ثم ارتقى الحوار ووصل عندها أنه ” نبي “، بعد ذلك قالت له : ” المسيا “، وفي النهاية قالت عنه : ” إنه المسيح “، وعندما ذهبت لتُبشر أهل السامرة فـي نهاية زيارة المسيح لهم عرفت أنه ” المسيح مخلص العالم “، هذه المراحل الست تسميها بناء المعرفة ، لذلك لكي تُدرك عطيـة اللـه مـن الممكن أن تـدرس أو تقـرأ ، لكن المهم أن تدرك وتشعر وتحس في قلبك بهذه النعم الكبيرة . نحن نصلي في صلاة الشكر ونقول : ” نشكرك يا رب لأنك سترتنا وأعنتنا وحفظتنا وقبلتنا إليك وأشفقت علينا وعضدتنا وأتيت بنا إلى هذه الساعة “، فهل تُدرك معاني هذه النعم السبعة ؟ هل تُدرك معنى أن ربنا ساتر عليك ؟ هل تُدرك أن ربنا حافظ عليك إلى الآن ؟ هل تُدرك إنه أتى بك إلى هذه الساعة المقدسة ؟ هل تُدرك كل هذا الكلام ؟ والمرأة السامرية بالحوار الجميل فـي (يو ظ¤) في النهاية أدركت . لقد رتّب السيد المسيح هذه المقابلة مع المرأة السامرية ، ومن خلال توبتهـا صـارت كارزة لمدينة السامرة ، وكأن المسيح يتواصل مع امرأة ليخلص مدينة السامرة ، لذلك يمكننا أن نقول أن هذه المرأة كانت بمثابة المفتاح لتوبة مدينة السامرة بأكملها . + ماذا فعل السيد المسيح مع هذه المرأة ؟ ظ،- النفس الإنسانية غالية جداً عند ربنا ، وعندما قال السيد المسيح : ” أنا عطشان ” وهو على الصليب لم يكن عطشاناً للماء ، ولكنه كان عطشاناً لكل نفس أن تتـوب وتقبل عطية الخلاص ، فالله يبحث عن نفس كل إنسان حتى وإن كان فـي بـيـت مثل سمعان الأبرص الفريسي ، فهو دخل هذا البيت لكي يظهر قيمة هذه المرأة التي أخطأت ، وأتـت وسكبت الدموع على قدميه ومسحتهما بشعر رأسها ، ويتكلم معها المسيح وليس هذا فقط بل يعقد مقارنة بين هذه المرأة الخاطئة الفائزة وبين سمعان الفريسى . ثم يعود ويمر في الأماكن التي يعمل فيها العشارون ويأتي أمام شخص عشار ويقول له : ” اتبعني ” (مت ظ© : ظ© )، وتكون النتيجة أن متى العشاريصير متى التلميذ الرسول صاحب أول بشارة فـي الإنجيـل وصاحب خدمات كثيرة جدا حتى بعد صعود ربنا يسوع ؟، وبالمثل زكا العشار. النفس غالية عند المسيح ، وإن سألت لماذا يتألم المسيح ؟ نقول لك أنه يتألم من كل إنسان بعيد عنه يعيش في الخطية ، في حين أنه يفرح بكل إنسان يأتي إليه بقلب نقي ” إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة ” (لو ظ،ظ¥: ظ§)، فالمسيح يشعر دائماً أن النفس الإنسانية غالية ، وفي مثل الابن الضال كان أكثر شيء واضح في المثل أن الأب يقابل ابنه العائد التائب ويأخذه في حضنه ، لكن هناك بعض البشر أفكارهم قد تضيعهم ، وفي نفس الوقت يجب أن يعرف كل إنسان أن باب التوبة مفتوح ، والمثل الأكبر للنفس الغالية أمام المسيح هو ” القديس بولس الرسول ” الذي كان ” شـاول الطرسوسي ” مضطهد كنيسة الله ، وعاش ظ£ظ¦ سنة بعيدا عن ربنا ويفتخر أنه يهودي وفريسي ، ولكن نفسه غالية جداً عند ربنا ، فقد ظل الله منتظراً توبته وعودته ، والله يعطيه الفرصـة يـوم وراء يـوم ، وسـنة وراء سـنـة ليـتـوب ويرجـع ، ويقابـل شـاول المسـيـح فـي طـريـق دمـشـق ويعطيه نوع من العمى المؤقت ويبدأ يعرف طريق المسيح ، ويبدأ طريقا جديدا ويصير بولس الرسول الكارز . ظ¢ـ عندما يتعامل السيد المسيح مع أي إنسان يتعامل معه بمنتهى الرقة ، فكان رقيقاً جدا مع المرأة السامرية رغم أنها في بداية الحديث كانت جافة معـه فـي الحديث ، ورقة السيد المسيح جـاءت مـن الآيـة ” تعلمـوا مـني ، لأنـي وديع ومتواضع القلـب ” (مت غ±غ± : غ²غ¹) فرقة السيد المسيح نابعـة مـن تواضعه ، ودائماً الإنسان المتضع يصير رقيقاً ، ويمكن أن أُذكركم بأيام السيد المسيح عندما ذهب ليوحنا المعمدان ليعتمد ، وامتنع يوحنا المعمدان في البداية ، لكن ما حدث أن السيد المسيح قال له : ” اسمح الآن “، فبمنتهى الرقة السيد المسيح يقتحم النفس البشرية باتضاعهً، وعندما قابل هذه المرأة السامرية أدرك أن مـدخل قلبها الماء ، فظهر أمامها كالمحتاج وقال لها : ” أعطيني لأشرب “، وبدأ الحوار برقة متتالية ، ويبحث المسيح عن شعاع النـور فـي هـذه المرأة ، وفي النهاية تقول له : ” أنا أعلم المسيا الذي يقال له المسيح يأتي “، فيقول لها : ” أنا الذي أكلمك هو “. المسيح رقيق جداً في تعامله مع النفس ، وهو أحياناً يتعامل معنا بحركات رقيقة ، وأحياناً تكون الحركات ثقيلة وهذا بسبب جمود الإنسان . ظ£- التـدرج فـي المعرفة ، فالمرأة السامرية وهـي تتعامـل مـع المسيح ، ولاحظ أن عنـدها اشتياق للمعرفة وهذا ما نسميه ” بإرادة الإنسان “، وتبدأ المرأة في الحوار ويساعدها السيد المسيح على التوبة وتصل لدرجة من درجات كمال المعرفة ، فيقول لنا الكتاب : ” أن هذه المرأة ذهبـت لتتكلم مـع أهـل مـدينتها وتركت جرتهـا “، وهنـا نجـد أن الماء والجرة كانوا كل شيء بالنسبة للمرأة ، فكانوا يمثلون عالمها ، وعندما عرفت المسيح تركت كل شيء وأصبح المسيح هو الأهم ، وهذا ما أوضحه بولس الرسول : ” بل إني أحسب كل شيء أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي ، الذي من أجله خسرت كل الأشياء ، وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح” (في ظ£ : ظ¨) ولا بد أن تنتبه للتدرج الذي قد يكون سببا لخلاص المدينة. علينا أن نلاحظ أن المرأة السامرية بعد أن كانت إنسانة مجهولة لا يعرفها أحد ، أصبحت اليوم قديسة كارزة ؛ لأنها شهدت للمسيح في بلاد السامرة . تقرأ الكنيسة إنجيل المرأة السامرية ثلاث مرات في السنة : الأولى : في الأحد الرابع من الصوم الكبير ( أحد منتصف الصوم الكبير )، ليركز على اهتداء السامرية وأهل السامرة إلى التوبة والإيمان بالمسيح كمدخل للمعمودية . الثانية : في الأحد الثالث من الخمسين المقدسة ، ليركز على ” الماء الحي ” كإشارة إلى الروح القدس ” روح الحياة “، الذي يعطينا إياه المسيح القائم من الأموات . الثالثة : في صلاة السجدة الثالثة ، ليركز على أن السجود أي العبادة الحقيقية لله تكون بالروح والحق . إن المرأة السامرية تسأل وتطلـب وتشتاق وترغب وتنـال فـي النهاية وتأخذ النعم الكبيرة وتُدرك عطية الله لها . نحـن جميعنـا فـي حاجة إلى التجديد الروحـي ، فعلى الإنسان أن يجـدد حياته ، فقصة المرأة السامرية تدفعنا لذلك ، فقصتها دعوة لكل إنسان فينا . افتح قلبك وافهم الكلمة المقدسة التي تقرأها ، واعرف أنه عندما تتقدم للتناول وتأخذ الأسرار المقدسة لكي ما تستنير وتُدرك النعمة ، وإذا أدركت النعمة التي أعطاها لك الله فسوف تكون في حالة من الرضا والشكر الدائم ، أما الإنسان المتذمر فيخسر كل شيء . السؤال الذي تضعه أمامنا قصة اليوم هل تُدرك عطية الله لك ؟ هل تشعر بها ؟ هذا هو سؤال السامرية التي تقدمه لنا اليوم لأجل حياتنا جميعاً وخلاصنا ….. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 191507 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لقداسة البابا تواضروس الثاني : أحد السامرية هو أحد النصف ” منتصف الصوم “، وفي السامرية القصة المعروفة ، حيث هذه المرأة السامرية التي ذهبت لكي ما تستقي ماء ، واسمها غير مذكور في الكتاب المقدس ، لكن الله أراد أن يستر عليها باعتبار أنه في أثناء الحوار مع السيد المسيح ظهر بعض الضعف عندها ، ولذلك لم يذكر اسمها ، ولكنها قصة تصلح لنا جميعاً ، فعندما يذكر الكتاب المقدس حـدث بالاسم فيعتبر هذا الحدث خاصاً ، ولكن عندما يذكر الحدث بدون اسم فيكون الحدث للجميع ولا بد أن تطبقه على كل واحد فينا . إن كـل قـراءات الصـوم هـي مـن أجـل التـوبـة ، ومـن أجـل نـقـاوة الإنسان ، وفـي أحـد السامرية السيد المسيح يذهب لكي ما يتقابل مع هذه المرأة ، وعليك أن تنتبـه فـي أن يقصد أن القصة محددة لكن لها معناها الواسع جدا لأسباب كثيرة : (ظ،) السيد المسيح تعب وكان لا بد أن يجتاز السامرة ، والمسافة من اليهودية إلى السامرة كانت حوالي ظ¤ظ* ميلا (حوالي ظ¦ظ¤ كيلو متراً ) قطعها سائراً على الأقدام ، وكان يقصد يتوقف في السامرة لكي ما يقابل هذه المرأة . (غ²) ظهـر أنـه عطشان ، وكلمـة عطشان يقصد بها الماء دائماً ، لكن المسيح أيضاً على الصليب قال : ” أنا عطشان “، والعطش هنا للنفوس التائبة ، فلا يروي عطش المسيح سوى النفوس التائبة (ظ£) إن السيد المسيح عندما قابـل المرأة السامرية قصد أن يقابلها في الساعة الثانية عشر ظهراً ، أي الساعة السادسة من النهار وهي ساعة الصلب . (ظ¤) إن التلاميذ تركوا المسيح وذهبوا لكي ما يبتاعوا طعاماً ، تماماً مثلما فعلوا عندما تركوا المسيح وقت الصليب ، وكأن قصة مقابلة المسيح مع السامرية هـي الصليب ومقابلة الله المخلص مع الإنسان الخاطئ . قصة هذه الأحداث تمهد للصليب ، وهذه المرأة تُمثل الإنسان الذي يبدو أنه عارف |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 191508 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لقداسة البابا تواضروس الثاني : فماذا كانت هذه المرأة ؟ لقد كانت المرأة السامرية تعرف قليلاً .. (غ±) معرفة التاريخ : حيث كانت تعرف العداوة التي كانت بين اليهود والسامريين من أيام رحبعام بن سليمان ، وانقسمت المملكة إلى قسمين : قسم شمالي يضم ظ،ظ* أسباط وأخذوا العاصمة السامرة ، وقسم جنوبي يضم سبطين وأخذوا أورشليم كعاصمة ، وصارت قطيعة بين الاثنين . وبما أنها كانت تعرف تلك العداوة ، فعندما تقابلت مع السيد المسيح قالـت لـه ” كيف تطلب مني لتشرب وأنـت يهودي وأنا امرأة سامرية ؟ لأن اليهود لا يعاملون السامريين ” (يو ظ¤ : ظ©). حتى أن التقليد اليهودي معروف بأن الرجال لا يتكلمون مع النساء في الأماكن العامة حتى لو كانوا أزواج. (غ²) معرفة الكتب : يبدو من هذه الإنسانة إنها كانت تعرف الكتب ، ففي وسط الحـوار قالت للمسيح : ” أبينا يعقوب الذي شـرب مـن البئـر هـو وبنـوه ومواشيه “، لذلك هي لديها معرفة دينية إلى حد ما. (ظ£) معرفة العبادة : لقد كان يشغلها موضوع العبادة ، خاصة عن السجود هل يكون فـي السامرة أم في أورشليم ؟ وبالمجمل يمكن أن نقول عنها إن لديها قدر من المعرفة . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 191509 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لقداسة البابا تواضروس الثاني : ما مشكلة المرأة السامرية مشكلة هذه المرأة إنها لم تكن تُدرك عطية الله الكاملة للإنسان بسـكنى الـروح القدس فيه ؛ فأحيانا الإنسان يكون عايش في النعمة لكنه لا يدرك قيمة هذه النعمة ، لذا السؤال الذي يقدمه لنا المسيح هو : هل ثدرك عطية الله لك ؟ هل تُدرك النعمة التي أعطاها الله لك ؟ الله يعطي لكل أحد نعمة ما . فمثلاً نعمة الصحة ، هل تُدرك قيمة عطية الصحة ؟ هناك أيضاً نعمة الخلاص ، فهل تُدرك هذه النعمة وما فعله السيد المسيح لأجلك على الصليب ؟ أذكركم دائما بأيوب الصديق الذي لم يكن يدرك الله كاملاً ، وفـي وقـت مـن الأوقات قال ” بسمع الأذن قد سمعت عنك، والآن رأتك عيني ” (أي ظ¤ظ¢ : ظ¥). وهذا معناه أن هناك مرحلة لم يكن يشعر بها . عندما تقابل السيد المسيح مع هذه المرأة ، وهذه المقابلة تُظهر لنا كيف تعامل المسيح معها ، فنجد أن هناك تدرج فـي الحـوار كي تعرف عطية الله ، ففي أول المقابلة كان بالنسبة لها رجل يهودي بينه وبين السامريين عداء ، ثم ترتفع المعرفة قليلا حتى أنها قالت له عبارة : ” يا سيد “، ثم ارتقى الحوار ووصل عندها أنه ” نبي “، بعد ذلك قالت له : ” المسيا “، وفي النهاية قالت عنه : ” إنه المسيح “، وعندما ذهبت لتُبشر أهل السامرة فـي نهاية زيارة المسيح لهم عرفت أنه ” المسيح مخلص العالم “، هذه المراحل الست تسميها بناء المعرفة ، لذلك لكي تُدرك عطيـة اللـه مـن الممكن أن تـدرس أو تقـرأ ، لكن المهم أن تدرك وتشعر وتحس في قلبك بهذه النعم الكبيرة . نحن نصلي في صلاة الشكر ونقول : ” نشكرك يا رب لأنك سترتنا وأعنتنا وحفظتنا وقبلتنا إليك وأشفقت علينا وعضدتنا وأتيت بنا إلى هذه الساعة “، فهل تُدرك معاني هذه النعم السبعة ؟ هل تُدرك معنى أن ربنا ساتر عليك ؟ هل تُدرك أن ربنا حافظ عليك إلى الآن ؟ هل تُدرك إنه أتى بك إلى هذه الساعة المقدسة ؟ هل تُدرك كل هذا الكلام ؟ والمرأة السامرية بالحوار الجميل فـي (يو ظ¤) في النهاية أدركت . لقد رتّب السيد المسيح هذه المقابلة مع المرأة السامرية ، ومن خلال توبتهـا صـارت كارزة لمدينة السامرة ، وكأن المسيح يتواصل مع امرأة ليخلص مدينة السامرة ، لذلك يمكننا أن نقول أن هذه المرأة كانت بمثابة المفتاح لتوبة مدينة السامرة بأكملها . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 191510 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لقداسة البابا تواضروس الثاني : ماذا فعل السيد المسيح مع المرأة السامرية ظ،- النفس الإنسانية غالية جداً عند ربنا ، وعندما قال السيد المسيح : ” أنا عطشان ” وهو على الصليب لم يكن عطشاناً للماء ، ولكنه كان عطشاناً لكل نفس أن تتـوب وتقبل عطية الخلاص ، فالله يبحث عن نفس كل إنسان حتى وإن كان فـي بـيـت مثل سمعان الأبرص الفريسي ، فهو دخل هذا البيت لكي يظهر قيمة هذه المرأة التي أخطأت ، وأتـت وسكبت الدموع على قدميه ومسحتهما بشعر رأسها ، ويتكلم معها المسيح وليس هذا فقط بل يعقد مقارنة بين هذه المرأة الخاطئة الفائزة وبين سمعان الفريسى . ثم يعود ويمر في الأماكن التي يعمل فيها العشارون ويأتي أمام شخص عشار ويقول له : ” اتبعني ” (مت ظ© : ظ© )، وتكون النتيجة أن متى العشاريصير متى التلميذ الرسول صاحب أول بشارة فـي الإنجيـل وصاحب خدمات كثيرة جدا حتى بعد صعود ربنا يسوع ؟، وبالمثل زكا العشار. النفس غالية عند المسيح ، وإن سألت لماذا يتألم المسيح ؟ نقول لك أنه يتألم من كل إنسان بعيد عنه يعيش في الخطية ، في حين أنه يفرح بكل إنسان يأتي إليه بقلب نقي ” إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون إلى توبة ” (لو ظ،ظ¥: ظ§)، فالمسيح يشعر دائماً أن النفس الإنسانية غالية ، وفي مثل الابن الضال كان أكثر شيء واضح في المثل أن الأب يقابل ابنه العائد التائب ويأخذه في حضنه ، لكن هناك بعض البشر أفكارهم قد تضيعهم ، وفي نفس الوقت يجب أن يعرف كل إنسان أن باب التوبة مفتوح ، والمثل الأكبر للنفس الغالية أمام المسيح هو ” القديس بولس الرسول ” الذي كان ” شـاول الطرسوسي ” مضطهد كنيسة الله ، وعاش ظ£ظ¦ سنة بعيدا عن ربنا ويفتخر أنه يهودي وفريسي ، ولكن نفسه غالية جداً عند ربنا ، فقد ظل الله منتظراً توبته وعودته ، والله يعطيه الفرصـة يـوم وراء يـوم ، وسـنة وراء سـنـة ليـتـوب ويرجـع ، ويقابـل شـاول المسـيـح فـي طـريـق دمـشـق ويعطيه نوع من العمى المؤقت ويبدأ يعرف طريق المسيح ، ويبدأ طريقا جديدا ويصير بولس الرسول الكارز . ظ¢ـ عندما يتعامل السيد المسيح مع أي إنسان يتعامل معه بمنتهى الرقة ، فكان رقيقاً جدا مع المرأة السامرية رغم أنها في بداية الحديث كانت جافة معـه فـي الحديث ، ورقة السيد المسيح جـاءت مـن الآيـة ” تعلمـوا مـني ، لأنـي وديع ومتواضع القلـب ” (مت غ±غ± : غ²غ¹) فرقة السيد المسيح نابعـة مـن تواضعه ، ودائماً الإنسان المتضع يصير رقيقاً ، ويمكن أن أُذكركم بأيام السيد المسيح عندما ذهب ليوحنا المعمدان ليعتمد ، وامتنع يوحنا المعمدان في البداية ، لكن ما حدث أن السيد المسيح قال له : ” اسمح الآن “، فبمنتهى الرقة السيد المسيح يقتحم النفس البشرية باتضاعهً، وعندما قابل هذه المرأة السامرية أدرك أن مـدخل قلبها الماء ، فظهر أمامها كالمحتاج وقال لها : ” أعطيني لأشرب “، وبدأ الحوار برقة متتالية ، ويبحث المسيح عن شعاع النـور فـي هـذه المرأة ، وفي النهاية تقول له : ” أنا أعلم المسيا الذي يقال له المسيح يأتي “، فيقول لها : ” أنا الذي أكلمك هو “. المسيح رقيق جداً في تعامله مع النفس ، وهو أحياناً يتعامل معنا بحركات رقيقة ، وأحياناً تكون الحركات ثقيلة وهذا بسبب جمود الإنسان . ظ£- التـدرج فـي المعرفة ، فالمرأة السامرية وهـي تتعامـل مـع المسيح ، ولاحظ أن عنـدها اشتياق للمعرفة وهذا ما نسميه ” بإرادة الإنسان “، وتبدأ المرأة في الحوار ويساعدها السيد المسيح على التوبة وتصل لدرجة من درجات كمال المعرفة ، فيقول لنا الكتاب : ” أن هذه المرأة ذهبـت لتتكلم مـع أهـل مـدينتها وتركت جرتهـا “، وهنـا نجـد أن الماء والجرة كانوا كل شيء بالنسبة للمرأة ، فكانوا يمثلون عالمها ، وعندما عرفت المسيح تركت كل شيء وأصبح المسيح هو الأهم ، وهذا ما أوضحه بولس الرسول : ” بل إني أحسب كل شيء أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي ، الذي من أجله خسرت كل الأشياء ، وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح” (في ظ£ : ظ¨) ولا بد أن تنتبه للتدرج الذي قد يكون سببا لخلاص المدينة. علينا أن نلاحظ أن المرأة السامرية بعد أن كانت إنسانة مجهولة لا يعرفها أحد ، أصبحت اليوم قديسة كارزة ؛ لأنها شهدت للمسيح في بلاد السامرة . |
||||