منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21 - 03 - 2025, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 191271 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,326,831

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





للقديس يوحنا الذهبي الفم

علاج عملي مع فكر عميق!

1. اتَّسمت كتابات القديس يوحنا الذهبي الفم كأبٍ وراعٍ ورجل الكتاب المُقدَّس بالتركيز على الجوانب العملية في حياة المؤمنين مع الفكر العميق لكلمة الله. فقد عُرِفَ هذا الأب بالربط بين السلوك العملي في المسيح يسوع مع الثقة في عمل النعمة الإلهية المجانية. يرى في إنجيل المسيح المُرشِد العملي لكل جوانب الحياة اليومية مع التأمل في السماويات والتمتُّع بالمعرفة للأسرار الإلهية.
2. يدعونا القدِّيس في حياتنا العملية إلى الاقتداء بالطوباوي داود النبي، لكن هذا لا يتحقق إلا بالاقتراب من داود النبي والتعرُّف عليه، والدخول إلى أعماق أفكاره وأسراره في الرب.
3. يعالج في عظاته الثلاث هذه بعض التساؤلات التي تبدو صعبة.
4. القديس يوحنا الذهبي الفم كقائدٍ حيّ يؤمن بأن المؤمن المُخْلِص والأمين في الرب لا يتوقف عن بث روح القيادة فيمن هم تحت رعايته ومن هم حوله.
5. يحرص القدِّيس على بث روح التوبة الدائمة والنمو الروحي المُستمِر في حياة المؤمنين.ٍ
6. الخط الرئيسي للعظات الثلاث هو الكشف عن سمات شخصية داود النبي وقيمه المستقيمة أو الصحيحة sound values، غير أنه يُقَدِّم بين الحين والآخر، أو مع كل عرض لسمة مُعَيَّنة بعض التداريب العملية الإيجابية والسلبية لكي يَتَمَتَّع المؤمن بشخصية حيَّة متكاملة. تارة يعالج بعض الأمراض الروحية المنتشرة، وأخرى يتحدث عن تقدِّيس اللسان وفاعليته في الحياة الداخلية، وثالثًا يعالج بعض الظواهر الاجتماعية الخاطئة مثل الذهاب إلى المسارح المُنْحَلَّة غير الهادفة للبنيان، وأيضًا يتعرَّض لبعض المشاكل الأسرية. إن ما يشغله حياة الإنسان المتكاملة من كل الجوانب.

اقتصر الترقيم في نصوص العظات الثلاث لذهبي الفم الواردة هنا على القِيَم المستقيمة في حياة داود النبي وحدها لإبرازها.



 
قديم 21 - 03 - 2025, 05:36 PM   رقم المشاركة : ( 191272 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,326,831

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





للقديس يوحنا الذهبي الفم

الاهتمام بالقِيَم الصحيَّة sound values

كثيرًا ما يُكَرِّر القدِّيس هذا الاصطلاح: "القِيَم الصحيحة أو المستقيمة أو الصحية sound values". فماذا يعني بها؟
يفتتح القدِّيس عظته الأولى بتقديم مثالٍ عملي في حياتنا. فمتى أُصيب إنسان بمرضٍ جسدي يحتاج إلى العلاج حتى ينتزع جذوره، كما يحتاج إلى من له مهارة طبية عظيمة لاقتلاع هذه الجذور، فكم بالأكثر في حالة المرض الروحي؟ إنه يحسب من لا يتمتَّع بقِيَم صحية لا يتمتع بنفس سليمة وبالتالي فإنه في احتياج إلى علاجٍ في جدّية ومثابرة!
v عندما يُصَاب جسم بنوعٍ من الالتهاب الأليم لمدة طويلة ويصعب عليه التخلُّص منه، يحتاج إلى زمنٍ طويل ومجهود عظيم من جانبٍ، ومن الجانب الآخر يحتاج إلى مهارة عظيمة في استخدام علاجات حتى تُنزَع جذوره بطريقة سليمة. يمكنك أن ترى هذا أيضًا بالنسبة للنفس. عندما تريد أن تقتلع هوى النفس الذي تأصَّل عميقًا واستقر فيها، لا يكفي حثها لمدة يوم أو يومين لإصلاحها.
القديس يوحنا الذهبي الفم
اختيار القديس يوحنا الذهبي الفم الاصطلاح "القِيَم السليمة أو المستقيمة" يكشف عن اهتمامه بالدخول إلى أعماق النفس والفكر والقلب، فقد يمارس إنسان بعض أعمال حسنة، لكنها لا تصدر عن قِيَم تنبعث من فكره وعواطفه وأحاسيسه، أي من إنسانه الداخلي، تقوم على معرفة صادقة ونامية.
مَسِيحُنا بتجسده صار إنسانًا كاملاً، يطلب تقدِّيس كل كياننا الداخلي والخارجي. فلا يتجاهل إنجيله العقل البشري الذي وهبنا الله إيّاه، بل يُقَدِّسه ويقوده روح الله فيسمو على الدوام.
في عظات القدِّيس عن "داود وشاول"، أراد أن يبرز في مقدمة عظته الأولى الفارق بين الشخصيتين، وهو أن الاثنين يحملان ذات الطبيعة البشرية التي تتعرَّض للمرض، لكن داود النبي حريص كل الحرص على سلامة صحته الروحية، يصرخ إلى إلهه الطبيب السماوي القادر على شفاء هذه الطبيعة، وفي الوقت نفسه لا يتوقف عن الاهتمام بخلاص نفسه والجهاد المستمر معتمدًا على نعمة الله. هذا ما يبرزه القديس يوحنا الذهبي الفم في كتاباته، خاصة في هذه العظات الثلاث.
داود له أخطاؤه، لكنه حريص على اقتلاعها من جذورها بالعمل الإلهي مع جهاده القانوني، ورغبته في النمو الدائم والتَمَسُّك بالقِيَم الصحية المقدسة. وشاول له أعمال تبدو صالحة، لكنه لا يبالي بنقاوة قلبه ومجد الله فيه، إنما يشغله المظهر الخارجي وشعبيته ومركزه أمام الناس.
 
قديم 21 - 03 - 2025, 05:37 PM   رقم المشاركة : ( 191273 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,326,831

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





للقديس يوحنا الذهبي الفم

نقاوة قلب داود

إن كان القديس يوحنا الذهبي الفم قد كشف في بداية حديثه عن الحاجة إلى طبيب قادر على شفاء النفس مع التزامنا بالجدّية في جهادٍ مُستمِرٍ لتحقيق ذلك، الآن يُقَدِّم لنا بارًا يشهد له الله نفسه، وهو داود النبي. هذه الشهادة تقوم على نقاوة قلبه!
يليق بنا ونحن نتشبَّه بهذا البار انشغالنا بشهادة فاحص القلوب، المُهتَم بأعماقنا.
حين يشهد الله لإنسان بنقاوة قلبه، لا يخشى نظرة الناس إليه، بل حتى حكمه هو على نفسه. يقول الرسول: "لأنه إن لامتنا قلوبنا، فالله أعظم من قلوبنا، ويعلم كل شيء" (1يو 3: 20).
يقول القديس إكليمنضس السكندري: [سلطان الله أعظم من الضمير الذي ينتمي للنفس، لأن حُبَّ الله يعرف كل شيء.]
لا تقف نقاوة قلوبنا عند حُكْمِ ضمائرنا التي يمكن أن تخدعنا، إنما نطلب حُكْمَ الله نفسه الذي ليس شيء خفي عنه، إذ نترنم قائلين: "الظلمة ليست مُظلِمة بالنسبة لك... فالظلمة بالنسبة لك هي كالنور"، لا تستطيع أن تحجب شيئًا عنك.
v دعونا نشيد بأحد القدِّيسين، حتى نُقَدِّم أمام أعينكم نصيحة واضحة فعَّالة، تكون أشبه بنموذج يقترح فضيلة الرجل البار، تقتدون بها وتمارسونها بأنفسكم.
من هو هذا الذي نستشهد به في الحديث عن الرحمة؟ من هو سوى ذاك الذي نال شهادة من الأعالي، بطريقة رائعة في هذه الحالة؟ تذكَّروا قول الكتاب المقدس "وجدتُ داود بن يسَّى رجلاً حسب قلبي" (أع 13: 22؛ 1صم 13: 14؛ مز 89: 20).
الآن، إذ يُقَدِّم الله رأيه هذا، لا يوجد أي مجال للمعارضة، فإن الله لا يحكم عن محاباة، ولا عن كراهية، إنما يُقَدِّم قراره على طهارة النفس ذاتها.
القديس يوحنا الذهبي الفم

 
قديم 21 - 03 - 2025, 05:38 PM   رقم المشاركة : ( 191274 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,326,831

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





للقديس يوحنا الذهبي الفم

سمو داود إلى قِيَم العهد الجديد وهو في ظل الناموس

أشار القديس يوحنا الذهبي الفم في مقدمة عظته أننا في حاجة إلى إدراك خطورة أمراض نفوسنا والحاجة إلى مهارة وإمكانية الطبيب الإلهي، فنلجأ إليه في جدّية وبمثابرة. أما علامة صحة النفس، فتتعدَّى التصرُّفات الخارجية أو السلوك الظاهر، إنما تمس نقاوة القلب بشهادة فاحص القلوب نفسه، كما شهد لداود بن يسّى. الآن يكشف لنا المستوى الذي بلغه هذا البار في ظل الناموس الموسوي.
أقصى ما يشتهيه حتى رجال الله في ظل الناموس أن يسلكوا حسب الشريعة الموسوية التي تمنعنا من الاعتداء على أحدٍ بالظلم، لنرتفع إلى مستوى أعلى، فإن اعتدى علينا أحد لا نَرُد اعتداءه بشرٍ أعظم، إنما نكتفي أن نرد له ما فعله بما يعادل عمله دون المبالغة في الانتقام. هذا المستوى كان يستصعبه جدًا من عاشوا في ظل الناموس، إذ تثور أعماقهم وتطلب الانتقام من المُعتدِي بأكثر مما فعل حتى لا يعود فيعتدي بالظلم مرة أخرى.
استطاع داود البار خلال نعمة الله أن يَعْبُرَ هذه الدرجة ليصعد إلى درجات أعظم، فلم يرُد شرّ شاول بشرٍ معادلٍ، ولا بشرٍ أقل، ولا بالعفو، إنما ارتفع ليرد شرَّه بالخير. بهذا صعد داود إلى وصية العهد الجديد. آمن أنه بالخير لا يُحَطِّم شر شاول فحسب، بل يُحَوِّل عيني قلبه ليشتاق أن يمارس الخير عوض الشر، والحب عوض الكراهية، والرحمة عوض العنف.
ونحن في عهد النعمة، يليق بنا أن نتشبَّه بداود البار، الذي لم يحتمل حتى مجرد الاستياء من شاول الذي بذل كل جهده لقتل داود، إنما أراد في نقاوة قلبه أن يحب شاول، ويقدم له خيرًا عوض شرّه. هذا ما شهد به شاول نفسه (1 صم 24: 17).
v ها أنتم ترون لا يوجد ما هو أروع في عصر النعمة من التحرُّر من الاستياء (من المعتدين) بالغفران للأعداء عن خطاياهم وعن أعمالهم المفسدة، وذلك بعد موت المسيح، وبعد غفران الخطايا العجيب؛ وتقديم التوجيهات نحو القِيَم الرائعة. أما في العهد القديم، فعلى العكس سمحت الشريعة أن تُفقَأ عين مقابل عين، وسن بسنٍ (لا 24: 20)، وأن يكون الانتقام من فاعل الشر مُعادِلاً لما ارتكبه (المعتدي)، فمن مِن المستمعين لا يدهش من وجود شخص يفوق معيار الشرائع (الموسوية) ويبلغ إلى قِيَم العهد الجديد؟...
الآن لكي نقتني بأكثر دقةٍ معرفة فضيلته، اسمحوا لي أن أُكَرِّر الكلمات التي قيلت سابقًا، وأشير إلى حنو هذا المبارك الذي أظهره لشاول.
القديس يوحنا الذهبي الفم

 
قديم 21 - 03 - 2025, 05:39 PM   رقم المشاركة : ( 191275 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,326,831

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





للقديس يوحنا الذهبي الفم

عدم انحراف داود عن هدفه

العجيب في شخصية داود البار أن سموَّه وبلوغه إلى قِيَم العهد الجديد وهو يعيش في عصر الناموس، لم يكن فلسفة عقلية يناقشها ويدافع عنها، إنما بالأكثر منهج حياة عملي مُعَاش. كلَّفَه هذا السمو الكثير، يدفع الثمن لا عن تَغَصُّب، بل بلذة وفرح. أما تكلفة خبرة التمتُّع بالقِيَم السامية فهي الآتي:
أ. الصبر أو طول الأناة؛ فقد وضع في قلبه أن يحتمل بمسرة بدون تذمُّر. هذا الصبر يُقِيَم منه ملكًا صاحب سلطان على عقله وقلبه وأحاسيسه ومشاعره، بهذا يُتوَّج بإكليل الصبر. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم بأن داود انشغل بأمرٍ واحدٍ: كيف ينجح في نوال إكليل الصبر.
ب. الكشف عن هذه القِيَم السامية وإيضاحها، لا بمناقشات غبية، بل بممارسة الحنو الرائع الفائق للطبيعة البشرية.
ج. الثبات وعدم الانحراف يمينًا أو يسارًا. لم يكن ممكنًا للقادة العسكريين المُحيطِين بداود، الهاربين يجولون من موضعٍ إلى موضعٍ حتى لا ينظرهم شاول، والمنتخبين من جبابرة البأس من الجيش، أن يجدوا فرصة للخلاص من شاول ولا يستغلُّوها.
لقد شاهدوا شاول يدخل الكهف بمفرده، فانطلقوا إلى داود يبشرونه بالفرصة الذهبية لقتل شاول الشرير، واستلام داود للعرش حسب وعد الله له.
فوجئوا بداود يرفض أن يمدَّ يده على شاول، أو يسمح لأحدهم بهذا. في منطقهم العسكري، بل والبشري، أن شاول المعتدي الظالم لن يتغيَّر من موقفه، ولا خلاص منه إلا بقتله.
كشفوا أفكارهم لداود، أما هو فبنقاوة قلبه رفض أفكارهم ولم يَقْبَلْ أن يحيد عن الحياة السامية في الرب يمينًا أو يسارًا.
يُصَوِّر لنا القديس يوحنا الذهبي الفم الموقف؛ فإن داود وحده كان مُعتنِقًا مبدأ مواجهة الشر بالخير، وكل الذين حوله وهم عسكريون وعانوا الكثير من مقاومة شاول ومن معه لهم. ويودّون أن يستريحوا من هذه المعاناة، خاصة وأنهم كانوا يدركون ما في شاول من حسدٍ وغيرةٍ ورغبة في الخلاص من داود. ففي نظرهم الحل الأوحد لمشاكلهم هو قتل شاول. وأن الفرصة التي بين أيديهم الآن فريدة، قد لا تتكرَّر.
حاولوا إقناع داود بأن قتل شاول ليس فيه خلاص من المتاعب بقدر ما هو تحقيق لخطة الله الذي دفع شاول لأياديهم.
استطاع داود بتقواه أن يؤكد لهم أنه بالحق وهبهم فرصة فريدة أن يسقط شاول بين أياديهم، لا للخلاص منه ومن مقاومته له ولهم، وإنما للسمو في حياتهم بالعفو عنه. آمن داود أن الخير أقوى وأعظم من الشر، والنور يُحَطِّم الظلمة، ونجح في إقناعهم بسرعة أن يعفوا عن شاول، ولا يَمِسُّوا حياته.
نستطيع أن نقول إن داود لم ينحرف عن هدفه تحت كل الظروف!
v ركَّز هذا الرجل التقى على أمرٍ واحدٍ لا غير، وهو كيف ينجح في نوال إكليل الصبر، وإيضاح القِيَم السليمة للحنو الرائع الفائق للطبيعة...
لم يتأثَّرْ هذا الطوباوي (بالذين يثيرونه ضد شاول)، بل استمر في المحافظة على ثباته، بالرغم من حث (الآخرين) وتقديم النصيحة له.
يُلاحَظ أنه ليس فقط لم يتأرجح بواسطة مشورات الآخرين، ولم يخف منهم، بل جذبهم إلى فكره السليم... وما هو أعظم أنه نجح في إقناع الآخرين أن يأخذوا اتجاهاته، خاصة متى كان الآخرون أناسًا غير مُعتدِلين ولا لطفاء، بل كانوا عسكريين انهمكوا وتعبوا من الصراع، وفقدوا الأمل بسبب المصاعب الكثيرة التي واجهوها، وصاروا مشتاقين إلى الراحة قليلاً، وكانوا يُدرِكون أن حلَّ متاعبهم يَكْمُن في قتل العدو في لحظة...
فمع أن عددًا كبيرًا من العسكريين كانوا يحثونه (على قتل شاول)، فإن هذا الرجل النبيل كان قادرًا أن يتغلَّب عليهم جميعًا، كي يسلكوا على منواله ويعفوا عن العدو...
لاحظوا أنهم لم يقولوا له إن الذي يصارعك صنع شرورًا كثيرة ضدّك، ذاك الذي اشتاق إلى موتك، والذي هاجمنا بمتاعب صعبة. إنما إذ عرفوا أنه لا يبالي بهذه الأمور، أوردوا له حكمًا مُعطَى له من العلي، قائلين إن الله يُسَلِّمه له... إنهم يعنون: هل بالحقيقة تنتقم لنفسك؟ إنك تخدم الله، وتُتَمِّم أحكامه.
كلما قالوا هذا، كان يزداد تصميمًا على العفو عنه، عالمًا أن الله سلَّمه له في يديه، ليهبه فرصة كي يبرهن بالأكثر أنه يسلك بالكمال.
بالنسبة لكم إذن، عندما ترون عدوَّكم يسقط في أياديكم، احسبوا هذا فرصة لا لمعاقبته، بل للعفو عنه...
لم يكن ما يشغله هو أن ينجح في نوال العرش، والتمتُّع بالحُكْمِ الملكي، فإذ كان شاول في يديه عفا عنه، حتى لا يقول أحد بأن عظمة المركز أثارت فيه غضبه.
مع إدراكه أن بالعفو عن شاول سيرجع إلى حيله القديمة، مما يُعَرِّضه إلى مخاطرٍ أعظمٍ، لم يُرِدْ أن يُهلِكَه.
القديس يوحنا الذهبي الفم

 
قديم 21 - 03 - 2025, 05:40 PM   رقم المشاركة : ( 191276 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,326,831

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





للقديس يوحنا الذهبي الفم

تدقيق داود في سلوكه الروحي

لم يمد داود يده ليقتل شاول الذي بذل كل جهده لقتل داود ورجاله، إنما اكتفى بقطع طرف جبة شاول، ومع هذا ضربه قلبه، ولم يحتمل أن يقطع طرف جبة مسيح الرب!
لقد شعر أنه وإن كان لم يؤذِ شاول نفسه، غير أن تجاسره ليقطع طرف جبته علامة على وجود شعور بالاستياء من شاول. شوقه نحو نقاوة قلبه أحزنه، فضربه قلبه، مشتاقًا ألا يتسلل أي شعور أو فكر ضد شاول.
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن داود شعر كأن عاصفة من الاستياء قد هبَّت في أعماقه، فخشي لئلا تتحطم سفينة قلبه. بسرعة تيقَّظ داود، والتجأ إلى الله ليهبه هدوءًا في أعماقه.
لم يشعر أحد من الذين حوله أن داود قد ضربه قلبه، غير أن هذه الضربة لقلبه تمَّت بإرادته المقدسة في الرب، فصارت أشبه بالقائد لمركبة وشعر بأن الخيل سينحرف فيهلك، لذا ضبط الخيل كما بلجام قبل أن تنحرف المركبة. كان داود قائدًا لمركبة أعماقه الداخلية، كان قائدًا ساهرًا ويقظًا، لا يستهين بأدنى احتمال للانحراف. دان نفسه عن ضعف لم يشعر به أحد ممن هم حوله، لا لكي يدينه أحد، وإنما لكي لا يحمل صورة خالقه مُحِب البشر.
v ألا ترون عاصفة الاستياء الشديدة التي هبَّت؟ ومع هذا لم يتجاوز هذا، ولم يُغرّق السفينة. فقد تيقَّظ القائد سريعًا بالتفكير الحسن، وصار في هدوءٍ عوض العاصفة. "ضربه قلبه"، ووضع لجامًا لغضبه، كما لحصانٍ ثائرٍ وفي هياجٍ شديدٍ. هذا ما تُحِبُّه نفوس القدِّيسين، فيقومون قبل أن يسقطوا، ويسيطرون على أنفسهم قبل أن يرتكبوا خطية، إذ هم يقظون، ودائمًا ساهرون.
ربما تسألون: وما الفرق بين الجسد والثياب؟ إنهما أمر واحد. لقد كان قويًا بما يمكنه ألا يتمادَى، بل دان نفسه بشدة حتى من أجل هذا.
"ضربه قلبه" على قَطْعِه طرف الجبة، وقال لرجاله: "حاشا لي من قِبَل الرب". بمعنى: ليت الرب يرحمني، حتى إن كانت عندي النيّة، لا يسمح الرب أن أُتَمِّمَ ذلك، ولا أن أتمادى فأُخطئ. بمعنى، إذ عرف أن القِيَم السليمة لهذا الأمر غالبًا ما تفوق إمكانية الطبيعية البشرية، وتتطلب نعمة من الأعالي، وكان في منتصف الطريق لارتكاب الجريمة صلَّى إلى الله أن يحفظ يديه من التلوث.
القديس يوحنا الذهبي الفم


 
قديم 21 - 03 - 2025, 05:42 PM   رقم المشاركة : ( 191277 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,326,831

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





للقديس يوحنا الذهبي الفم

نظرة داود العجيبة لمن يطلب قتله

إن كان شاول يطلب قتل داود بكل وسيلة، لم ينظر إليه داود كعدوٍ بل كابنٍ له، كطفلٍ نبيلٍ.
في جهالة يتصرَّف. لذا جاء ردُّ فعل داود هو محاولة إنقاذ شاول من الحسد والكراهية والغضب، الأمور التي سيطرت على أعماقه.
v وجَّه هذا الرجل صلاته في طريق مُضَاد (لما طلبه رجاله)، فسأل الله ألا يسمح له بالانتقام لنفسه، مُعَبِّرًا عن هذا بقوله: "حاشا لي من قِبَل الرب أن أمدَّ يدي إليه"، مُتحدِّثًا عن العدو كما لو كان ابنًا، كما لو كان طفلاً نبيلاً.
القديس يوحنا الذهبي الفم


 
قديم 21 - 03 - 2025, 06:10 PM   رقم المشاركة : ( 191278 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,326,831

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





للقديس يوحنا الذهبي الفم

قدَّم داود أساسيْن للعفو عن شاول:
أ. الأول أن ما فعله شاول كان بسبب نصائح المُشيرِين الأشرار حوله. وكأن داود يُعْلِنُ لمن حوله أنه يود أن ينقذ شاول من مشيريه.
ب. الأساس الثاني للعفو هو حتى وإن كان شاول قد أخطأ، فهو كمسيح الرب، لا يجوز أن يمد أحد يده عليه. من أجل الرب نفسه يلزم تكريم شاول.
v لم يعفُ عنه فحسب، بل قدَّم له أعذارًا.
انظروا كيف كان فهيمًا وحكيمًا، بالرغم من أنه في فحصه لحياة شاول، لم يجد فيها شيئًا صالحًا. مع هذا لم يستطع (داود) أن يُقدِّمَ دعوى ضده في شيء أخطأ في حقه، أو أنه أساء إليه، مع أن العسكريين الذين معه كانوا مُستعدِّين أن يناقضوا هذا، إذ يعرفون شرَّه عن خبرة عملية.
اتجَّه (داود) إلى طريق آخر ليُبَرِّرَ هذا (العفو) على أساس مركزه وعمله، فلجأ إلى شرعيته، قائلاً: "هو مسيح الرب". إنه يعني: ماذا تقولون؟ إنه بغيض، رديٍء تمامًا، يحمل رائحة جرائم بلا حصرٍ، ويحمل حقدًا شديدًا ضدنا؟ مع هذا فهو ملك؛ إنه حاكم، عُهِدَ إليه أن يرأسنا. عوض دعوته ملكًا، ماذا قال؟ "إنه مسيح الرب"، مُزَوِّدًا إيّاه بالكرامة ليس على أساس مركزه هنا على الأرض، بل على أساس القرار الصادر من العُلو. إنه يقصد: هل تظهرون استخفافًا في الكرامة بالعبد رفيقكم؟ احترموا الرب. خافوا ذاك الذي منحه السلطة.
إن كنا نخشى ونهاب الضباط الذين يُقِيمهم الملك، حتى إن كانوا فاسدين، حتى إن كانوا جشعين، حتى إن كانوا ظالمين وما إلى ذلك، فلا نحتقرهم من أجل شرورهم، بل نهابهم من أجل كرامة الذي أقامهم، كم بالأكثر يليق بنا أن نفعل هذا فيما يخص الله.
القديس يوحنا الذهبي الفم

 
قديم 21 - 03 - 2025, 06:12 PM   رقم المشاركة : ( 191279 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,326,831

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





للقديس يوحنا الذهبي الفم

داود صاحب القلب المُتَّسِع

يقارن القدِّيس يوحنا الذهبي الفم بين شاول صاحب القلب المُغلَق والضيِّق، وداود صاحب القلب المُتَّسِع حتى لمن يهينه. شاول في ضيق أُفُقِه وانغلاق قلبه، لم يستطع أن ينطق اسم داود على شفتيه، بل قال لابنه يوناثان: "لماذا لم يأتٍ ابن يسّى إلى الطعام؟" (1صم 20: 27) دعاه ابن يسّى ليُحَقِّرَ من شأنه، لأن أباه كان بسيطًا وفقيرًا، راعي غنم. أما داود، فحين طلب رجاله منه أن يسمح لهم بقتله، لم يذكر شاول باسمه، ولا قال عنه "ابن قيس" للاستخفاف بشأنه، ولا دعاه ملكًا، إنما دعاه بما هو أعظم: "مسيح الرب"! شتَّان ما بين قلب شاول وقلب داود!
يرى القديس يوحنا الذهبي الفمأن الكلمات الرقيقة والألفاظ اللطيفة، حتى بخصوصالأعداءالمُقاوِمين لنا، تُغَيِّر قلوبنا من الغضب أو حتى من مُجَرَّد الشعور بالاستياء إلى اللطف والحب. وكأن أفضل علاج عملي لتحرير قلوبنا من روح الغضب هو تقدِّيس كلماتنا حتى المُوَجَّهة للمُقاوِمين لنا.
v لم يستطع (شاول) أن يدعو هذا القدِّيس (داود) باسمه بأية وسيلة، وذلك بسبب شدة العداوة. عوض هذا في أثناء الاحتفال بعيدٍ في مناسبةٍ ما، سأل: أين ابن يسّى؟ (1صم 20: 27) استخدم هذا الاسم عنه، من جانبٍ بسبب كراهيته لاسمه، ومن جانب آخر لكي يُحَطِّمَ سمعة هذا البار بالإشارة إلى خِسَّة مركز أبيه، غير مُدرِكٍ أنه ليس شهرة الوالديْن، بل سمو النفس، يجعل من الإنسان مشهورًا وبارزًا!
على أي الأحوال، لم يكن داود مثله هكذا، فإنه لم يدعُه باسم أبيه ليس لأن مركزه خسيسًا جدًا ومُحتقرًا، ولم يذكر اسمه بدون لقبٍ، إنما أشار إلى مركزه، وإلى سلطانه، في براءة دون أن يحمل عداوة في نفسه.
أحبائي الأعزاء، ليتكم تقتدون بهذا الرجل، وتتعلَّمون أولاً هذا الدرس، فلا تطلقون أسماء بذيئة على أعدائكم مُطلَقًا، بل تتحدثون عنهم بألقابٍ مُكرَّمةٍ. لتكن أفواهكم معتادة أن تدعو الذين يعتدون عليكم ظلمًا بألقاب مُكَرَّمة تدل على الرغبة في خدمتهم. وبالتالي إذ تسمع النفس هذا، تتعلَّم من اللسان فيَتغيَّر القلب نحو (العدو). الكلمات ذاتها هي خير علاج لغضب القلب.
القديس يوحنا الذهبي الفم

 
قديم 21 - 03 - 2025, 06:17 PM   رقم المشاركة : ( 191280 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,326,831

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


انا امى العدرا

أم حبيبي أم الله حملته في حشاها في سر عظيم هللويا



ملاك بشرها بأعظم بشره في الوجود والروح طهرها لتصير أم للمعبود

ولدته وهي عذراء وبكر بتول وهذا الباب يظل مغلق وتم القول

واللي في حجر أمي هو ربي مش معقول دي أسرار ربانيه فوق العقول

والعدرا صارت ام السيد وحررنا تجسد منها ومات وقام وبررنا

حمامه واحده هي وحيده لأمها رأتها البنات والملكات فطوبناها

حمامه حسنه وديعه وطاهره هي امنا صارت مثال نتعلم منه كلنا

والعدرا صارت شفيعه ليا في السما اطلب شفعتها وانا في الغربه الأرض هنا

وروحها معانا لان إلهنا إله أحياء فرحانه ويانا واحنا بنمجد عمل الفداء

ويلا بينا بلسان واحد نطوبها الملكه الجالسه عن يمين حبيبها
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 12:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025