![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 191191 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() جاء الحديث عن موت شاول وأولاده في (1 صم 31: 1-13). ركَّز الكاتب على موت شاول أول ملك لإسرائيل. كانت له بداية صالحة، لكن نهايته تُمَثِّل مأساة، لأنه كان غير أمين فيما للرب، وعصى كلمة الله (1 أخ 10: 13-14). سجَّل لنا (1 صم 13-31) كيف انحرف شاول تدريجيًا؛ قدَّم ذبيحة في تسرُّعٍ ليغتصب العمل الكهنوتي؛ وأيضًا حسد داود وحاول قتله. لم ينتهز الفرص التي قدَّمها له الله للتوبة. أخيرًا التجأ إلى الشيطان (الجان) ليُعِينَه، وختم حياته بارتكاب خطية الانتحار. كان حامل السلاح أمينًا حتى الموت، لقد قبل أن يموت ولا يرى سيده في عارٍ، فكيف نخون نحن ربنا يسوع الذي مات لأجلنا؟! هنا نرى التمايز الذي جعله الوحي الإلهي بين أسفار صموئيل والملوك وسفري أخبار الأيام، فنجد في سفري صموئيل أخبارًا عديدة عن شاول الملك، إذ يشملان كل تاريخه، بينما في أخبار الأيام نرى وجهة نظر الله، إذ نجد أصحاحًا واحدًا عن شاول، أما بقية سفر أخبار الأيام الأول وجزء من سفر أخبار الأيام الثاني فتشمل تاريخ أسرة داود، فداود هو محور السفرين وليس شاول. في الواقع إن كاتب الأخبار مهتم بمُلْكِ داود وأورشليم والهيكل كأدوات الله المختارة للخلاص، لذلك مَرَّ مرورًا سريعًا على شاول، وذكر فقط نهايته المُخزِية لفتح المجال لاعتلاء داود العرش. كشف السفر عن السببين الرئيسين لموته، وهما: 1. من أجل عصيانه كلام الرب. 2. "لأجل طلبه الجان للسؤال، ولم يسأل من الرب، فأماته وحوَّل المملكة إلى داود بن يسَّى" (1أي 10: 13- 14). ولكن بالرجوع إلى (1 صم 13: 8، 14)، نجد أن العصيان الذي بسببه رُفِضَ شاول كان تجرؤه على تقديم ذبيحة مُحرَقة وذبيحة سلامة بنفسه دون أن يصبر وينتظر صموئيل النبي والكاهن. أخطأ شاول إذ "لم يسأل من الرب" قبل موقعة جلبوع. كان قد مضى عامان على وفاة صموئيل النبي وليس هناك دليل على إقامة نبي آخر مكانه، فكان الطريق الوحيد ليسأل شاول الله هو خلال رئيس الكهنة، إما بتقديم الذبيحة أو الأوريم والتميم، لذلك لَمَّح عزرا الكاهن والكاتب أن سبب العقوبة الإلهية لموت شاول هو عصيانه للنظام الكهنوتي المُرَتَّب من الله، والذي يجب أن يرتبط به الملك ويخضع له كما يخضع رعايا المملكة. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 191192 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مقارنة بين (1 أي 10) و(1 صم 31) 1. جاء في (1 صم 31: 1) أن الفلسطينيين سَمَّروا جسد شاول على سور بيت شأن، وقيل هنا أنهم سمَّروا رأسه في بيت داجون، أي كل منهما يُكَمِّل الآخر. 2. لم يذكر الكاتب هنا أن أهل يابيش أحرقوا جثث شاو وبنيه قبلما دفنوا عظامهم. 3. جاء في سفر صموئيل أنهم دفنوا عظامهم تحت الإيلة، وجاء في أخبار الأيام أنها تحت البطمة. ربما أن بعض الناس في تلك الأيام سمُّوا هذه الشجرة إيلة، والبعض الآخر سمُّوها بطمة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 191193 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() 1 وَحَارَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ إِسْرَائِيلَ، فَهَرَبَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَمَامِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَسَقَطُوا قَتْلَى فِي جَبَلِ جِلْبُوعَ. 2 وَشَدَّ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَرَاءَ شَاوُلَ وَوَرَاءَ بَنِيهِ، وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ يُونَاثَانَ وَأَبِينَادَابَ وَمَلْكِيشُوعَ أَبْنَاءَ شَاوُلَ. وَحَارَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ إِسْرَائِيلَ، فَهَرَبَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَمَامِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَسَقَطُوا قَتْلَى فِي جَبَلِ جِلْبُوعَ. [1] بعد أن استعرض الأنساب أو تاريخ بني إسرائيل من الخليقة إلى السبي البابلي (586 ق.م) في الأصحاحات السابقة، عاد الكاتب إلى فترة بداية مملكة إسرائيل. لم يبدأ باستلام شاول المُلْك، إنما بموته، لكي ينقلنا إلى عصر داود بكونه الملك الذي اختاره الله، والذي نال وعدًا بأن نسله يملك إلى الأبد، وقد تحقَّق بمجيء ملك الملوك، ابن داود، الذي يملك على قلوبنا أبديًا، ويُقِيم من كنيسته الملكة التي تجلس عن يمينه. يُعَلِّق يوسيفوس المؤرخ اليهودي على ما جاء في هذا الأصحاح[2]، قائلاً بأنه إذ يفتتح الحديث عن شاول الملك بهذه المعركة، كأن الكاتب يود أن يقول بأنه ليس في حياة شاول شيء حسن يستحق أن نذكره له. لقد ملك لمدة عشرين عامًا كما بدون ثمر صالح، وانتهت حياته بيديه، لكن بسماح الله، كأن الرب قتله [14]. كانت هذه الفترة من أسوأ الفترات في حياة إسرائيل، فقد أصرَّ الشعب على إقامة ملك، الأمر الذي أحزن قلب صموئيل النبي (1 صم 8: 6). فمع تحقيق نُصرات على بعض الأمم، إلا أن الملك أخطأ، وعِوض التوبة عن خطاياه، ما كان يشغله هو كرامته الشخصية أمام الشعب. فانتهت حياته بسقوط الشعب مع ملكهم أمام الفلسطينيين. وكأن مُحَصِّلة إصرار الشعب على إقامة ملك كسائر الأمم، وإصرار شاول على كرامته الذاتية هو الدمار للملك والشعب! v يا للجنون؟ ألا يدري هذا الإنسان المتكبِّر أن مجده يزول ويتبخَّر كالحلم، وأن العظمة والسلطان ليست هي إلاَّ سراب خدَّاع. v صلَّى (الفريسي) مع نفسه وليس مع الله، لأن خطيَّة الكبرياء ردَّته إلى ذاته. v يلزمه ألا يُمَجِّد نفسه ولا ينطق بما يمدح ذاته، ولا يجد لذة في الاستماع لمديحٍ آخر له، بل يخدم كل شيءٍ خفية، غير عاملٍ من أجل المظهر أمام الناس، بل يطلب مدح الله وحده، ويتأمل في مجيئه المجيد المهوب، كما يتأمل في خروجه من هذا العالم، وفي البركات المُعَدَّة للأبرار والنار المُعَدَّة لإبليس وملائكته (مت 25: 41). القديس باسيليوس الكبير يرى القديس باسيليوس الكبير أن عمل الحيَّة، أي الشيطان، هو إفساد طبيعتنا فلا ننظر إلى فوق بل ننحني كالحيوانات نحو التراب نطلب الأرضيات، لذا ينصحنا، قائلاً: [رأس البهائم تتطلَّع نحو الأرض، أما رأس الإنسان فقد خُلِقَتْ لتنظر نحو السماء، وعيناه تتَّجهان إلى فوق، لهذا يليق بنا أن نطلب ما هو فوق، وببصيرتنا نخترق الأرضيَّات.] وَشَدَّ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَرَاءَ شَاوُلَ وَوَرَاءَ بَنِيهِ، وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ يُونَاثَانَ وَأَبِينَادَابَ وَمَلْكِيشُوعَ أَبْنَاءَ شَاوُلَ. [2] أخطأ شاول الملك، فحلَّت الكارثة بالشعب، كما حصد أبناؤه ثمرة أعمال أبيهم. كثيرًا ما يدهش البعض، متسائلين: ما ذنب الشعب؟ وما هي جريمة الأبناء؟ يسمح الله بذلك لا ليُعاقِبَ الشعب بسبب خطايا القائد، ولا الأبناء بسبب الآباء، إنما لكي يدفع الشعب كما الأبناء ألا ينحرفوا وراء أخطاء القادة والوالدين. هذا ما يؤكده السيد المسيح بقوله: "من أحبَّ أبًا أو أمًا أكثر مني فلا يستحقّني" (مت 10: 37). v يأمرنا الكتاب المقدس بطاعة والدينا. نعم، ولكن من يُحِبّهم أكثر من المسيح يخسر نفسه. هوذا العدو (الذي يضطهدني لأنكر المسيح) يحمل سيفًا ليقتلني، فهل أفكر في دموع أمي؟ أو هل أحتقر خدمه المسيح لأجل أبٍ، هذا الذي لا أرتبط بدفنه إن كنت خادمًا للمسيح (لو 9: 59-60)، ولو إنّني كخادم حقيقي للمسيح مدين بهذا (الدفن) للجميع. القديس جيروم |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 191194 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وَحَارَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ إِسْرَائِيلَ، فَهَرَبَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَمَامِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَسَقَطُوا قَتْلَى فِي جَبَلِ جِلْبُوعَ. [1] بعد أن استعرض الأنساب أو تاريخ بني إسرائيل من الخليقة إلى السبي البابلي (586 ق.م) في الأصحاحات السابقة، عاد الكاتب إلى فترة بداية مملكة إسرائيل. لم يبدأ باستلام شاول المُلْك، إنما بموته، لكي ينقلنا إلى عصر داود بكونه الملك الذي اختاره الله، والذي نال وعدًا بأن نسله يملك إلى الأبد، وقد تحقَّق بمجيء ملك الملوك، ابن داود، الذي يملك على قلوبنا أبديًا، ويُقِيم من كنيسته الملكة التي تجلس عن يمينه. يُعَلِّق يوسيفوس المؤرخ اليهودي على ما جاء في هذا الأصحاح[2]، قائلاً بأنه إذ يفتتح الحديث عن شاول الملك بهذه المعركة، كأن الكاتب يود أن يقول بأنه ليس في حياة شاول شيء حسن يستحق أن نذكره له. لقد ملك لمدة عشرين عامًا كما بدون ثمر صالح، وانتهت حياته بيديه، لكن بسماح الله، كأن الرب قتله [14]. كانت هذه الفترة من أسوأ الفترات في حياة إسرائيل، فقد أصرَّ الشعب على إقامة ملك، الأمر الذي أحزن قلب صموئيل النبي (1 صم 8: 6). فمع تحقيق نُصرات على بعض الأمم، إلا أن الملك أخطأ، وعِوض التوبة عن خطاياه، ما كان يشغله هو كرامته الشخصية أمام الشعب. فانتهت حياته بسقوط الشعب مع ملكهم أمام الفلسطينيين. وكأن مُحَصِّلة إصرار الشعب على إقامة ملك كسائر الأمم، وإصرار شاول على كرامته الذاتية هو الدمار للملك والشعب! v يا للجنون؟ ألا يدري هذا الإنسان المتكبِّر أن مجده يزول ويتبخَّر كالحلم، وأن العظمة والسلطان ليست هي إلاَّ سراب خدَّاع. v صلَّى (الفريسي) مع نفسه وليس مع الله، لأن خطيَّة الكبرياء ردَّته إلى ذاته. v يلزمه ألا يُمَجِّد نفسه ولا ينطق بما يمدح ذاته، ولا يجد لذة في الاستماع لمديحٍ آخر له، بل يخدم كل شيءٍ خفية، غير عاملٍ من أجل المظهر أمام الناس، بل يطلب مدح الله وحده، ويتأمل في مجيئه المجيد المهوب، كما يتأمل في خروجه من هذا العالم، وفي البركات المُعَدَّة للأبرار والنار المُعَدَّة لإبليس وملائكته (مت 25: 41). القديس باسيليوس الكبير ما كان يشغل قلب الشعب هو الأمور الزمنية لا ملكوت الله، فنالوا مَلِكًا حسب شهوة قلوبهم، مُحِبًّا للكرامة الزمنية، ففقد هو وشعبه الزمنيات والأبديات. يرى القديس باسيليوس الكبير أن عمل الحيَّة، أي الشيطان، هو إفساد طبيعتنا فلا ننظر إلى فوق بل ننحني كالحيوانات نحو التراب نطلب الأرضيات، لذا ينصحنا، قائلاً: [رأس البهائم تتطلَّع نحو الأرض، أما رأس الإنسان فقد خُلِقَتْ لتنظر نحو السماء، وعيناه تتَّجهان إلى فوق، لهذا يليق بنا أن نطلب ما هو فوق، وببصيرتنا نخترق الأرضيَّات.] |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 191195 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() v يا للجنون؟ ألا يدري هذا الإنسان المتكبِّر أن مجده يزول ويتبخَّر كالحلم، وأن العظمة والسلطان ليست هي إلاَّ سراب خدَّاع. v صلَّى (الفريسي) مع نفسه وليس مع الله، لأن خطيَّة الكبرياء ردَّته إلى ذاته. v يلزمه ألا يُمَجِّد نفسه ولا ينطق بما يمدح ذاته، ولا يجد لذة في الاستماع لمديحٍ آخر له، بل يخدم كل شيءٍ خفية، غير عاملٍ من أجل المظهر أمام الناس، بل يطلب مدح الله وحده، ويتأمل في مجيئه المجيد المهوب، كما يتأمل في خروجه من هذا العالم، وفي البركات المُعَدَّة للأبرار والنار المُعَدَّة لإبليس وملائكته (مت 25: 41). القديس باسيليوس الكبير |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 191196 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يرى القديس باسيليوس الكبير أن عمل الحيَّة، أي الشيطان، هو إفساد طبيعتنا فلا ننظر إلى فوق بل ننحني كالحيوانات نحو التراب نطلب الأرضيات، لذا ينصحنا، قائلاً: [رأس البهائم تتطلَّع نحو الأرض، أما رأس الإنسان فقد خُلِقَتْ لتنظر نحو السماء، وعيناه تتَّجهان إلى فوق، لهذا يليق بنا أن نطلب ما هو فوق، وببصيرتنا نخترق الأرضيَّات.] |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 191197 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وَشَدَّ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَرَاءَ شَاوُلَ وَوَرَاءَ بَنِيهِ، وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ يُونَاثَانَ وَأَبِينَادَابَ وَمَلْكِيشُوعَ أَبْنَاءَ شَاوُلَ. [2] أخطأ شاول الملك، فحلَّت الكارثة بالشعب، كما حصد أبناؤه ثمرة أعمال أبيهم. كثيرًا ما يدهش البعض، متسائلين: ما ذنب الشعب؟ وما هي جريمة الأبناء؟ يسمح الله بذلك لا ليُعاقِبَ الشعب بسبب خطايا القائد، ولا الأبناء بسبب الآباء، إنما لكي يدفع الشعب كما الأبناء ألا ينحرفوا وراء أخطاء القادة والوالدين. هذا ما يؤكده السيد المسيح بقوله: "من أحبَّ أبًا أو أمًا أكثر مني فلا يستحقّني" (مت 10: 37). v يأمرنا الكتاب المقدس بطاعة والدينا. نعم، ولكن من يُحِبّهم أكثر من المسيح يخسر نفسه. هوذا العدو (الذي يضطهدني لأنكر المسيح) يحمل سيفًا ليقتلني، فهل أفكر في دموع أمي؟ أو هل أحتقر خدمه المسيح لأجل أبٍ، هذا الذي لا أرتبط بدفنه إن كنت خادمًا للمسيح (لو 9: 59-60)، ولو إنّني كخادم حقيقي للمسيح مدين بهذا (الدفن) للجميع. القديس جيروم |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 191198 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() v يأمرنا الكتاب المقدس بطاعة والدينا. نعم، ولكن من يُحِبّهم أكثر من المسيح يخسر نفسه. هوذا العدو (الذي يضطهدني لأنكر المسيح) يحمل سيفًا ليقتلني، فهل أفكر في دموع أمي؟ أو هل أحتقر خدمه المسيح لأجل أبٍ، هذا الذي لا أرتبط بدفنه إن كنت خادمًا للمسيح (لو 9: 59-60)، ولو إنّني كخادم حقيقي للمسيح مدين بهذا (الدفن) للجميع. القديس جيروم |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 191199 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() 3 وَاشْتَدَّتِ الْحَرْبُ عَلَى شَاوُلَ فَأَصَابَتْهُ رُمَاةُ الْقِسِيِّ، فَانْجَرَحَ مِنَ الرُّمَاةِ. 4 فَقَالَ شَاوُلُ لِحَامِلِ سِلاَحِهِ: «اسْتَلَّ سَيْفَكَ وَاطْعَنِّي بِهِ لِئَلاَّ يَأْتِيَ هؤُلاَءِ الْغُلْفُ وَيُقَبِّحُونِي». فَلَمْ يَشَأْ حَامِلُ سِلاَحِهِ لأَنَّهُ خَافَ جِدًّا. فَأَخَذَ شَاوُلُ السَّيْفَ وَسَقَطَ عَلَيْهِ. 5 فَلَمَّا رَأَى حَامِلُ سِلاَحِهِ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ شَاوُلُ، سَقَطَ هُوَ أَيْضًا عَلَى السَّيْفِ وَمَاتَ. 6 فَمَاتَ شَاوُلُ وَبَنُوهُ الثَّلاَثَةُ وَكُلُّ بَيْتِهِ، مَاتُوا مَعًا. 7 وَلَمَّا رَأَى جَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ فِي الْوَادِي أَنَّهُمْ قَدْ هَرَبُوا، وَأَنَّ شَاوُلَ وَبَنِيهِ قَدْ مَاتُوا، تَرَكُوا مُدُنَهُمْ وَهَرَبُوا، فَأَتَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَسَكَنُوا بِهَا. وَاشْتَدَّتِ الْحَرْبُ عَلَى شَاوُلَ، فَأَصَابَتْهُ رُمَاةُ الْقِسِيِّ، فَانْجَرَحَ مِنَ الرُّمَاةِ. [3] أساء شاول إلى طول أناة الله، فظن أنه كملكٍ صاحب سلطان لا يخضع للقانون، ولا يوجد من يقف أمامه ويُحاسِبه، وإذا بالعدالة الإلهية تلحق به وتواجهه في الوقت المناسب، فنُزِعَ عنه سلطانه، وفقدت أسرته كرامتها كبيتٍ ملوكي، واستلم داود المُضطَهد العرش. v كثير من الأشخاص المُهمِلين جدًا يستخدمون رأفة الله علة ليزيدوا من جرم خطاياهم، ويفرطوا في إهمالهم قائلين هكذا: "لا توجد جهنم، لا توجد عقوبة مُقْبِلة. الله يغفر لنا كل خطايانا". لإغلاق أفواههم يقول الحكيم: "لا تقل: رحمته عظيمة، فيغفر كثرة خطاياي" (سي 5: 6)، وأيضًا: "كما أنه كثير الرحمة، هكذا هو كثير التأديب" (سي 16: 12). v الآن إن كانت قوانين البشر تُراعَى بحرصٍ، كم بالأكثر يلزم بالنسبة لقوانين الله. يقول إنسان: "لكنه هو صالح". إلى متى ننطق بهذه الغباوة؛ أقول غباوة، ليس لأن الله غير صالح، وإنما أن يفكر في صلاحه ليحقق هذا الهدف... أصغوا إلى الكتاب المقدس القائل: "لا تقل رحمته عظيمة فيغفر كثرة خطاياي" (سي 5: 6). لم يأمرنا أن نقول: "رحمته عظيمة". إنه لا يوصينا بهذا، بل بالحري يريدنا أن نقول هذا على الدوام وذلك بالهدف التالي الذي يثيره بولس الرسول بكل أنواع البراهين. يقصد لا تعجب برأفات الله بالنظر إلا إنك تخطئ وتقول: "رحمته تزيل كثرة خطاياي"... وإنما لكي لا نيأس بسبب خطايانا، وإنما نتوب فإن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة" (رو 2: 4)، لا إلى شرٍ أعظم. القديس يوحنا الذهبي الفم القديس أغسطينوس فَقَالَ شَاوُلُ لِحَامِلِ سِلاَحِهِ: "اسْتَلَّ سَيْفَكَ وَاطْعَنِّي بِهِ، لِئَلاَّ يَأْتِيَ هَؤُلاَءِ الْغُلْفُ وَيُقَبِّحُونِي". فَلَمْ يَشَأْ حَامِلُ سِلاَحِهِ، لأَنَّهُ خَافَ جِدًّا. فَأَخَذَ شَاوُلُ السَّيْفَ، وَسَقَطَ عَلَيْهِ. [4] هنا نلاحظ في موقف شاول الجريح الآتي: ا. أدرك شاول أنه بقدر ما كان يسعى بكل جهده لنوال كرامة زمنية، إذ يسقط بين يَدَي الفلسطينيين ينال إهانات مُرَّة. هكذا يتعرَّض أصحاب الكرامات أو محبو الكرامات العظيمة إلى خطر التشهير به والسخرية بهم. ب. من لا يُعطِي المجد لله في نجاحه، يستطيع غير المؤمنين أن يسيطروا عليه ويُشَهِّروا بجثمانه. ج. إذ عصا شاول الوصية الإلهية أكثر من مَرَّة، لهذا حتى في لحظات موته طلب من حامل سلاحه أن يستلَّ سيفه ويقتله، حتى لا يسخر به العدو، لم يسمع له بل عصاه. فَلَمَّا رَأَى حَامِلُ سِلاَحِهِ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ شَاوُلُ، سَقَطَ هُوَ أَيْضًا عَلَى السَّيْفِ وَمَاتَ. [5] فَمَاتَ شَاوُلُ وَبَنُوهُ الثَّلاَثَةُ وَكُلُّ بَيْتِهِ، مَاتُوا مَعًا. [6] ظن شاول وأبناؤه وكل بيته أنهم أسرة ملوكية، لها عِصْمتها، ليس من يقدر أن يَمِسَّها، إذا بهم يسقطون تحت الحُكْمِ في يوم واحد، دُفعة واحدةّ. وَلَمَّا رَأَى جَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ فِي الْوَادِي أَنَّهُمْ قَدْ هَرَبُوا، وَأَنَّ شَاوُلَ وَبَنِيهِ قَدْ مَاتُوا، تَرَكُوا مُدُنَهُمْ وَهَرَبُوا، فَأَتَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَسَكَنُوا بِهَا. [7] بالإيمان تمتَّع إسرائيل بأرض الموعد بروح النصرة والقوة والنجاح، وبالخطية فقدوا الكثير، وحلَّ بهم الدمار. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 191200 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وَاشْتَدَّتِ الْحَرْبُ عَلَى شَاوُلَ، فَأَصَابَتْهُ رُمَاةُ الْقِسِيِّ، فَانْجَرَحَ مِنَ الرُّمَاةِ. [3] أساء شاول إلى طول أناة الله، فظن أنه كملكٍ صاحب سلطان لا يخضع للقانون، ولا يوجد من يقف أمامه ويُحاسِبه، وإذا بالعدالة الإلهية تلحق به وتواجهه في الوقت المناسب، فنُزِعَ عنه سلطانه، وفقدت أسرته كرامتها كبيتٍ ملوكي، واستلم داود المُضطَهد العرش. v كثير من الأشخاص المُهمِلين جدًا يستخدمون رأفة الله علة ليزيدوا من جرم خطاياهم، ويفرطوا في إهمالهم قائلين هكذا: "لا توجد جهنم، لا توجد عقوبة مُقْبِلة. الله يغفر لنا كل خطايانا". لإغلاق أفواههم يقول الحكيم: "لا تقل: رحمته عظيمة، فيغفر كثرة خطاياي" (سي 5: 6)، وأيضًا: "كما أنه كثير الرحمة، هكذا هو كثير التأديب" (سي 16: 12). v الآن إن كانت قوانين البشر تُراعَى بحرصٍ، كم بالأكثر يلزم بالنسبة لقوانين الله. يقول إنسان: "لكنه هو صالح". إلى متى ننطق بهذه الغباوة؛ أقول غباوة، ليس لأن الله غير صالح، وإنما أن يفكر في صلاحه ليحقق هذا الهدف... أصغوا إلى الكتاب المقدس القائل: "لا تقل رحمته عظيمة فيغفر كثرة خطاياي" (سي 5: 6). لم يأمرنا أن نقول: "رحمته عظيمة". إنه لا يوصينا بهذا، بل بالحري يريدنا أن نقول هذا على الدوام وذلك بالهدف التالي الذي يثيره بولس الرسول بكل أنواع البراهين. يقصد لا تعجب برأفات الله بالنظر إلا إنك تخطئ وتقول: "رحمته تزيل كثرة خطاياي"... وإنما لكي لا نيأس بسبب خطايانا، وإنما نتوب فإن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة" (رو 2: 4)، لا إلى شرٍ أعظم. القديس يوحنا الذهبي الفم v يقول (الرب) على لسان النبي: "يا ابني لا تزيد خطية على خطية وتقول رحمة الله عظيمة" (سي 5: 5-6). "غير عالمٍ أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة" (رو 2: 4). فمن هو رحيم مثل الله، الذي يغفر كل خطايا الراجعين إليه، ويجعل الزيتونة البرية شريكة في دسم الزيتونة، كذلك من هو حازم مثله حتى يقطع الأغصان الطبيعية لعدم إيمانها؟ (رو 11: 17-24). القديس أغسطينوس أكثر من مرة صوَّب شاول رمحه نحو داود ليقتله، لكن الرمح لم يبلغ داود، لأن الرب حفظه من أجل نقاوة قلبه. أما شاول الملك إذ صوَّب أحد الجنود رمحه نحوه، أصابه بجرحٍ خطيرٍ في الحال، وكأنه شرب من الكأس التي ملأها ليسقي بها داود. |
||||