![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 19111 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الفرح الفائض بعمل الروح القدس ![]() أُعطينا الروح القدس ليُمكِّننا من الاستمتاع بهذه البركة العظيمة التي تنشئ فينا فرحًا كاملاً؛ فهو يعرف الآب والابن حقَّ المعرفة، ويُسَرّ بأن يستعرض لنا أمجاد الآب وابنه، ونحن في حضرته. التلذذ بهذه الشركة المباركة هو نصيب جميع المؤمنين، لكنه يتطلب أن نسلك في النور، ونتجنب كل ما لا يُرضيه، ونلهج في كلمته كي ننمو في النعمة وفي معرفته، لا المعرفة النظرية فحسب، بل المعرفة التي تلهب العواطف المقدسة، وتولِّد في قلوبنا تقديرًا عميقًا لعظمة الرب. رجال الله عبر العصور اختبروا في شركتهم مع الله ذلك الفرح المجيد الذي لا يُعَبَّر عنه، ولا يمكن أن تصفه أية كلمات. إن تخلَّى عنهم أقرب مَن لهم، أو حُرِموا من كل العطايا الزمنية، فإنهم لم يُحرَموا من إشراقة وجه الرب، فرحوا به بالرغم من كل آلامهم والمصاعب التي واجهتهم. وأيَّة قوة في الوجود يمكن أن تحجب عنهم لذة السير مع الله؟! عندما نتمتع بالشركة مع الله، نتذوق فرح الحضرة الإلهية في السماء، ونحن هنا في رحلة الحياة على الأرض، فتُزيدنا شوقًا وحنينًا لتحقيق الرجاء المبارك، والتمتع بالفرح الأبدي مع الرب في المجد. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19112 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أفراح الشركة مع الله ![]() «وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً» (1يو1: 3، 4) الشركة مع الله امتياز عظيم ![]() كلمة ”شركة“ تعني التواصل بين اثنين أو أكثر. ولكي يكون هذا التواصل جيدًا لا بد أن يُبنَى على غرض مشترك، والذي يضمن نجاحه ودوامه هو وجود توافق في الفكر والصفات. الشركة في أسمى وأعمق صورها بالنسبة للمؤمن هي الشركة مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح. النصيب المشترك مع الله هو شخص المسيح، موضوع سروره ولذته. بالنسبة لنا نحن المؤمنين، الشركة مع الله هي أثمن وأطيب نصيب في رحلة الحياة المسيحية، والتي بدونها لا نقدر أن ننمو في معرفة الله أو نقدِّم له السجود أو نُتمّم خدمتنا، كما أنها أساس الشركة الصحيحة مع بعضنا البعض. ما معنى الشركة مع الآب وابنه؟ ![]() مع أننا ارتبطنا بالرب يسوع ونُحبه ونُكرمه بقدر طاقتنا، وننمو في معرفته بمعونة الروح القدس، إنما الآب وحده هو الذي يعرف الابن معرفة كاملة، ويُعطيه تقديره الصحيح الجدير به. الآب يتلذذ بمحبة الابن وصفاته المجيدة، ورغبة قلبه أن نفرح نحن أيضًا ونكتفي به وحده. كذلك الابن - الذي هو دائمًا في حضن الآب - يُريد أن يعلن لنا المزيد من مكنونات قلب الآب الذاخر بالمحبة الأبدية، ويُخبرنا عن صلاح أفكاره، ومسرة مشيئته. في قمم الشركة، نتلذذ بمناظر المجد، فتشبع قلوبنا وتطيب من سمو الأحاديث بين الآب والابن. والأصحاح السابع عشر من إنجيل يوحنا من الفصول الغنية التي تُنشئ فينا أشواقًا للتلذذ بالشركة مع الله. هذا الحديث المجيد يكشف لنا عن مكانتنا ومقدار غلاوتنا على قلب الله. كلما عرفنا عن روعة مقاصده الأزلية، وما فعله في الزمان لأجلنا، والأمجاد الأبدية التي تنتظرنا، يحلو لنا جدًا أن ندخل الى عمق جديد لنمتلئ بالمزيد من الفرح. الشركة مع الله هي نبع الفرح الكامل ![]() إن سرور الآب في الابن، وهكذا أيضًا فإن جميع المؤمنين سرورهم العميق فيه وحده بكل ما يحوي من فضائل ومشتهيات. يا له من امتياز ثمين أن يكون من نصيبنا ذلك النبع الحلو الذي هو موضوع شبِع قلب الآب وتلذذه! صحيح أن المؤمن يبتهج بخلاص الرب، ويفرح بعطاياه وبركاته، ويجد سروره في عبادته وخدمته، لكن قمة التلذذ والفرح الذي لا يضاهيه فرح آخر، يختبره المؤمن عندما يدخل هذه الدائرة المباركة للشركة مع الآب ومع ابنه. فكل الهبات التي أعطاها الله لنا، نتذوق حلاوتها جيدًا، ونفرح بها، عندما نتمتع بهذه الشركة. بحبك السامي لقد وهبنا كل البركات لكن شخصك لنا أثمن من كل الهبات الفرح الفائض بعمل الروح القدس ![]() أُعطينا الروح القدس ليُمكِّننا من الاستمتاع بهذه البركة العظيمة التي تنشئ فينا فرحًا كاملاً؛ فهو يعرف الآب والابن حقَّ المعرفة، ويُسَرّ بأن يستعرض لنا أمجاد الآب وابنه، ونحن في حضرته. التلذذ بهذه الشركة المباركة هو نصيب جميع المؤمنين، لكنه يتطلب أن نسلك في النور، ونتجنب كل ما لا يُرضيه، ونلهج في كلمته كي ننمو في النعمة وفي معرفته، لا المعرفة النظرية فحسب، بل المعرفة التي تلهب العواطف المقدسة، وتولِّد في قلوبنا تقديرًا عميقًا لعظمة الرب. رجال الله عبر العصور اختبروا في شركتهم مع الله ذلك الفرح المجيد الذي لا يُعَبَّر عنه، ولا يمكن أن تصفه أية كلمات. إن تخلَّى عنهم أقرب مَن لهم، أو حُرِموا من كل العطايا الزمنية، فإنهم لم يُحرَموا من إشراقة وجه الرب، فرحوا به بالرغم من كل آلامهم والمصاعب التي واجهتهم. وأيَّة قوة في الوجود يمكن أن تحجب عنهم لذة السير مع الله؟! عندما نتمتع بالشركة مع الله، نتذوق فرح الحضرة الإلهية في السماء، ونحن هنا في رحلة الحياة على الأرض، فتُزيدنا شوقًا وحنينًا لتحقيق الرجاء المبارك، والتمتع بالفرح الأبدي مع الرب في المجد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19113 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الفرح والرجاء المسيحي ![]() «فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ» (رو12: 12) الرجاء المسيحي ليس أن المؤمن سيموت ويكون مع المسيح بعد رقاده، بل هو مجيء الرب حسب وعده (1تس4: 13-18؛ 1يو3: 2، 3). وهناك ارتباط وثيق بين الفرح والرجاء، وهذا ما نستشعره في يعقوب أبي الأسباط عندما أخبروه قائلين: «يُوسُفُ حَيٌّ بَعْدُ، وَهُوَ مُتَسَلِّطٌ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ! فَجَمَدَ قَلْبُهُ لأَنَّهُ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ. ثُمَّ كَلَّمُوهُ بِكُلِّ كَلاَمِ يُوسُفَ الَّذِي كَلَّمَهُمْ بِهِ، وَأَبْصَرَ الْعَجَلاَتِ الَّتِي أَرْسَلَهَا يُوسُفُ لِتَحْمِلَهُ. فَعَاشَتْ رُوحُ يَعْقُوبَ». وإذ لمع أمامه رجاء رؤيته لابنه، انتعشت نفسه، وفرح فرحًا غامرًا، وقال: «كَفَى! يُوسُفُ ابْنِي حَيٌّ بَعْدُ. أَذْهَبُ وَأَرَاهُ قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ» (تك45: 25-28). وقد ربط الرب بين الفرح والرجاء عندما ملأ الحزن قلوب تلاميذه بسبب إعلانه لهم عن موته، وإذ أراد أن يُبدل حزنهم بالفرح، كلّمهم عن الرجاء الخاص برؤيته لهم قائلاً: «فَأَنْتُمْ كَذَلِكَ، عِنْدَكُمُ الآنَ حُزْنٌ. وَلَكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضًا فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ، وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ» (يو16: 22). لماذا نفرح في الرجاء؟ 1. لأنه يرتبط ”بِإِلَهُ الرَّجَاءِ“ الذي يقدر أن «يَمْلأْكُمْ ... كُلَّ سُرُورٍ وَسَلاَمٍ فِي الإِيمَانِ، لِتَزْدَادُوا فِي الرَّجَاءِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ» (رو15: 13). 2. لأنه يرتبط بمجد الله «أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ» (يو17: 24)، «وَنَفْتَخِرُ (أو نفرح) عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللهِ» (رو5: 2). إن الله يحرص على أن يمتعنا بمجد المسيح، وهذا لن يتحقق إلا بإتمام الرجاء. 3. لأنه رجاء حي لكونه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بقيامة ربنا يسوع المسيح من الأموات (1بط1: 3). فالقيامة المجيدة هي الأساس لهذا الرجاء، وهي العربون لقيامتنا. 4. لأنه ”رجاء لا يخزي“ وذلك لارتباطه ارتباطًا وثيقًا ”بِمَحَبَّةَ اللهِ“ التي «قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا» (رو5: 5). 5. لأنه العامل الأساسي لتعزيتنا عندما نجتاز في ظروف محزنة «لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ» (1تس4: 13). فعندما يتحقق هذا الرجاء كم ستكون فرحتنا إذ نرى حبيبنا كما هو، ونرى الأحباء الذين سبقونا. 6. لأنه سيُنقلنا إلى حالة أمجد بما لا يقاس، وهذا ما عبَّرت عنه كلمات المرنم النبوية بلسان المسيح إذ قال: «لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ. لَنْ تَدَعَ تَقِيَّكَ يَرَى فَسَادًا. تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ الْحَيَاةِ. أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ. فِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ» (مز16: 9-11). وهكذا نحن أيضًا «مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا... لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ» (رو8: 23–29)، «فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ» (في3: 20، 21)، «وَلَكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ» (1يو3: 2). 7. لأنه سينهي غربتنا في هذا العالم وينقلنا إلى وطننا السعيد؛ بيت الآب المجيد «أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا» (يو14: 2، 3). 8. لأننا سنصل إلى كمال الفرح عندما نتمتع بعرس الحمل المجيد «لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ! لأَنَّ عُرْسَ الْحَمَلِ قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزًّا نَقِيًّا بَهِيًّا، لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ» (رؤ19: 7، 8). 9. لأنه سينهي الليل بظلامه الدامس، ليشرق النهار الكامل بنوره الوضاح، «وَلاَ يَكُونُ لَيْلٌ هُنَاكَ، وَلاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى سِرَاجٍ أَوْ نُورِ شَمْسٍ، لأَنَّ الرَّبَّ الإلَهَ يُنِيرُ عَلَيْهِمْ، وَهُمْ سَيَمْلِكُونَ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ» (رؤ22: 5). ليت الرب يحفظنا دائمًا «فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ». رَبُّنَا آتٍ سَرِيعًا مَنْ فَدَاكُمْ عَنْ قَرِيبٍ فَافْرَحُوا يَا مُؤْمِنِينْ يُنْجِزُ الْوَعْدَ الأَمِينْ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19114 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الفرح في خدمة الرب ![]() «أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ» هل اختبرت الفرح المرتبط بخدمة الرب، وفرح استخدام الرب لك بقوة الروح القدس، سواء في ربح النفوس أو بنيان القديسين أو رعايتهم؟(أع20: 24) الطابع العام للمؤمن الحقيقي هو الفرح. والذي يخدم الرب يختبر فرحًا من نوع خاص؛ فعندما أرسل الرب يسوع سبعين تلميذًا للخدمة، رجعوا بفرح (لو10: 17)! وقال بولس: «أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ» (أع20: 24). خدم الرسول بولس الرب بفرح، لأنه أراد أن يُعلن الشخص المجيد الذي ظهر له وهو في طريقه إلى دمشق، ويُعلن محبته التي ظهرت في الصليب، لذلك قال لمؤمني كورنثوس: «لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئًا بَيْنَكُمْ إلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا» (1كو2 :2). كان يحمل اسم المسيح كما قال الرب لحنانيا عنه: «لأَنَّ هذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ» (أع9: 15)، وكان يحمل أيضًا بشارة نعمة الله، فكان يُخبر الآخرين بالأخبار السارة عن خلاص الله الذي في المسيح، فكيف لا يكون فرحًا؟ يفرح الإنسان الذي يعمل في وظيفة مرموقة أو شركة عالمية مشهورة ويشعر بالفخر، فكم بالحري الذي يعمل مع الله، ويخدم ربنا يسوع المسيح ابن الله؟! يا له من شرف عظيم وفرح مجيد! لقد خَدَمَنا الرب يسوع خدمة عظيمة إذ بذل حياته لأجلنا على الصليب، ويخدمنا الآن بحياته في المجد، وفي المستقبل سوف يتمنطق ويتكئنا ويتقدم ويخدمنا، أفما يجب أن نخدمه الآن بفرح ونحن على الأرض؟! خدمة الرب مرتبطة بالتعب والكد، الأخطار والآلام، وأيضًا الفرح؛ لأن المبدأ الإلهي أن: «الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالابْتِهَاجِ. الذَّاهِبُ ذَهَابًا بِالْبُكَاءِ حَامِلاً مِبْذَرَ الزَّرْعِ، مَجِيئًا يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَهُ» (مز126: 5، 6). يفرح الخادم عندما يرى الثمر، والذين يربحهم يكونون سبب فرح له، فقال الرسول بولس: «لأَنْ مَنْ هُوَ رَجَاؤُنَا وَفَرَحُنَا وَإِكْلِيلُ افْتِخَارِنَا؟ أَمْ لَسْتُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا أَمَامَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ؟ لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ مَجْدُنَا وَفَرَحُنَا» (1تس2: 19، 20). يجب أن نعلم أننا «رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ ِللهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ. لِهؤُلاَءِ رَائِحَةُ مَوْتٍ لِمَوْتٍ، وَلأُولئِكَ رَائِحَةُ حَيَاةٍ لِحَيَاةٍ» (2كو2: 15، 16). والخادم يفرح وهو يُقدّم المسيح المُخلّص للناس، سواء آمنوا وخلصوا، أو رفضوا وهلكوا، ومثال لذلك رب المجد يسوع الذي خدم في كورزين وبيت صيدا وكفرناحوم، وهذه المدن لم تتُب، لكنه تهلل بالروح وَقَالَ: «أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ، رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ. نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ، لأَنْ هكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ» (لو10: 21). يفرح الخادم عندما يدرك أنه في خطة الله، وأنه في المكان الصحيح، والتوقيت الصحيح، ويقدِّم الرسالة المناسبة؛ ويفرح أيضًا عندما يجد المخدومين في الوضع الروحي الصحيح، وأنهم يسلكون حسب كلمة الله، وهذا ما ذكره الرسول يوحنا: «لَيْسَ لِي فَرَحٌ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ أَسْمَعَ عَنْ أَوْلاَدِي أَنَّهُمْ يَسْلُكُونَ بِالْحَقِّ» (3يو4). وعلينا أن نعلم أن فرح الخادم في الخدمة ومحبته للنفوس يؤثران على السامعين، فيعطي قبولاً للرسالة التي يُقدِّمها. وأخيرًا يفرح الخادم الأمين لأنه سيأتي الوقت الذي يقف أمام كرسي المسيح لينال المدح والمكافأة من السيد: «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (مت25: 21). ليتنا نخدم الرب يسوع بفرح، ونعلن الأخبار السارة للنفوس الهالكة، واثقين في وعد الرب لمن يخدمه: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ» (يو12: 26). • كقديسي الله، عندما نجتمع معًا، لا بد أن يُظهر الرب يسوع نفسه لنا. ورؤيته، تجلب لنا الفرح والسلام من جديد، وتمنحنا شعورًا متجدِّدًا لما يُستَحق أن نحيا لأجله، ومعرفة غرضنا من الحياة. رؤياه تأتي لنا بقوة جديدة للنصرة في معركتنا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19115 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() حينما يدعو الله أحد للخدمة
![]() + حينما يدعو الله أحد للخدمة،فهذه الدعوة تأتي بعد بداية التوبة والدخول في حياة الصلاة والجلوس لتربية وتقويم النفس عند ينبوع الحياة كلمة الله، وبدء المسير في الطريق الضيق واحتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح، لأن أن لم يتجند الإنسان لحساب مجد المسيح الرب فأنه لن يستطيع ان يحمل صليبه، وينزل عند الأقدام ليغسلها، لأن الخدمة ليست نُزهة ولا رحلة حلوة ووقت مُمتع يقضيه الإنسان فيها، لكنها بذل الذات بالموت، وصلاة منسكبة بقلب متوجع داخلياً على كل خاطي، وأيضاً أنين صراخ خارج بوجع عميق أمام الله من أجل الأخ المتعثر في الطريق، وخوف على النفوس من التيه، وسعي متواصل لتوصيل كلمة الحياة بلا تقصير، بكاء فعلي مع المتألمين والحزانى والمتضايقين، فرح مع الفرحين بالرب، مساعدة للمحتاجين على كل المستويات حسب ما نال كل خادم من الله، كسر لقمة مع أخي الفقير، شركة محبة مع أطفال المسيح... الخ. ++ لذلك يا إخوتي لكي يخدم أحد ببرهان الروح والقوة ويُرضي الله ويتمم دعوته:فهو لا يحتاج لتقديم نصائح في بنود كثيرة متنوعة لكي يكون خادم حقيقي يسير وفق منهج الخدمة الأصيل حسب الناس، لأن حتى لو حفظ جميع بنودها المثالية عن ظهر قلب فأنه لن يستطيع ان يخدم ببرهان الروح والقوة، ولن يستطيع أن يحصل على موهبة وعطية الإرشاد (من الله بالروح) لكي يوجه الآخرين، لأن القوة لا تأتي من الناس ولا حفظ موضوع، بل من فوق من عند أبي الأنوار، لذلك الرب قال للتلاميذ لا تبرحوا أورشليم ان لم تلبسوا قوة من الأعالي. +++ فكل من يخدمأن لم يلبس قوة من الأعالي الأفضل أن لا ينطلق في الخدمة، فمهما ما عمل فأنه لن يتقدم خطوة واحدة نحو رضا الله على خدمته على وجه الإطلاق، فالخدمة لا تُعلَّم ولا تُلقن من الناس، بل تُلبس كقوة من الله، والروح القدس يرشد ويوجه ويُعلِّم ويُعطي إلهام وحكمة في جميع تصرفات الخادم لكي يتمجد الله ويظهر مجده، والكل يعود لهُ بالتوبة والإيمان بالإنجيل ويسيروا في طريق التقوى محبين لله بحفظ وتتميم الوصية حسب عمل النعمة في داخلهم، لأنه لن يتوب أحد بمجرد كلمات حكمة إنسانية مقنع ولا بمجرد توجيات ولا تدريبات، ربما ننفعهم في المجتمع بحكمتنا ودراستنا بكلمات مشورة صالح، وتوجيهات نفسية وجسدية، لكن روحية فلن نجد طالما لم نلبس تلك القوة العلوية. ++++ فانتبهوا يا إخوتيوادخلوا مخادعكم وصلوا ليلاً ونهاراً لتلبسوا تلك القوة العلوية من أجل الخدمة لتسيروا وفق دعوة الله لا الناس ولا حسب حكمتهم، فتعرفوا كيف تدبروا الأمور حسناً وتختبروا رضا الله فتفرح قلوبكم وتُسرّ، لأنكم ستصيروا شركاء المسيح الرب الذي سيعمل فيكم بروحه من أجل تدبير خلاص النفوس حسب مسرة عمل قدرته آمين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19116 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الفرح بتقدم الانجيل ![]() «فَمَاذَا؟ غَيْرَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ سَوَاءٌ كَانَ بِعِلَّةٍ أَمْ بِحَقّ يُنَادَى بِالْمَسِيحِ، وَبِهذَا أَنَا أَفْرَحُ. بَلْ سَأَفْرَحُ أَيْضًا» (في1: 18) نجد في رسالة الفرح المسيحي - رسالة فيلبي - جانبًا من جوانب، وسببًا من أسباب الفرح عند الرسول بولس، وهو الفرح الناتج عن تقدُّم الإنجيل، بِغَضِّ النظر عمَن يُنادون به، والدوافع التي دفعتهم إلى ذلك. فالحكم في الدوافع ليس من اختصاص البشر، مهما كانت مواهبهم ودعوتهم؛ فبولس يعلم أن الرب وحده هو المختصّ بذلك، لكن من جانب بولس كان فقط الفرح بتقدم الإنجيل. وفرح بولس هذا كان في اتجاهين. الأول: يفرح لأن. والثاني: يفرح بالرغم من أن. أولاً: يفرح بولس لأن الإنجيل يتقدم أراد الشيطان أن يُضيف لبولس أحزانًا فوق أحزانه، وضيقًا فوق قيوده، مُستخدمًا في ذلك الذين يُنادون بالإنجيل بدافع الحسد والغيرة المُرة من بولس. كانت الرسالة جيدة ولكن المنادون بها كانت دوافعهم غير مقدَّسة، وبولس لم يُعطِ لنفسه الحق لمنعهم كما فعل تلاميذ الرب في يوم سابق، عندما تقدم يوحنا للرب قائلاً: «يَا مُعَلِّمُ، رَأَيْنَا وَاحِدًا يُخْرِجُ شَيَاطِينَ بِاسْمِكَ وَهُوَ لَيْسَ يَتْبَعُنَا، فَمَنَعْنَاهُ لأَنَّهُ لَيْسَ يَتْبَعُنَا» (مر9: 38). حين يُقَدَّم الإنجيل، ولو بحسد، يفرح خادم الله، ولكن حين يُهاجِم أو يُشوّه أحد الإنجيل، فعلى الخادم أن يقف مدافعًا بكل قوته عن حق الإنجيل (انظر رسالة غلاطية). ثانيًا: يفرح بولس بالرغم من أمرين (1) عدم نقاوة دوافع مَن كانوا ينادون بالإنجيل: وهؤلاء كان بولس يعلم أنهم ينادون فقط ليُضيفوا الضيق لنفس الرسول الأسير في سلاسل لأجل الانجيل. وكان بولس يعلم أن للشيطان الدور الأكبر في عملهم هذا، وأنه من خلفهم؛ ومع ذلك فرح جدًا لأن الإنجيل يُنادى به ويصل نوره لكثيرين. (2) السلاسل والقيود التي كان فيها بعيدًا عن مجال المناداة والكرازة بالإنجيل: فبولس لم يحقد على الآخرين الحاسدين، ولم يطعن في الحكام الظالمين، ولم يرثِ لحاله. كما أنه لم يستدر عطف البعض، أو يستقطب فريقًا إلى صفه. لقد أراد أن يسير خلف خطوات سَيِّده، الخادم المثالي والأعظم، الذي لم يكن يطلب مجدَ نفسه (يو7: 18؛ 8: 54؛ عب5: 5)، ولم يسعَ قَطّ ليعمل مشيئته مستقلاً عن أبيه (يو5: 30). هكذا تعلَّم بولس، وهكذا سار. ليتنا نحن أيضًا يكون لنا نصيب في هذا الدرس، حتى لا يتسرب إلى قلوبنا طلب مجد الذات، الأمر الذي يسلبنا فرحنا الحقيقي بنجاح خدمة الآخرين! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19117 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() فرح رابح النفوس ![]() كان ”روبرت أرثنجتون“ مسكينًا في نظر الناس، لكن حسب كلامه هو كان أسعد جميع الناس. وُلد في 20 مايو 1823 ورقد في الرب في 7 أكتوبر 1900. تخرج من جامعة كامبردج الشهيرة، وكان من أسرة ثرية، لكنه عاش في حجرة واحدة، وكان يطهو طعامه بنفسه، وكثيرًا ما كان يُسافر للمناطق الفقيرة النائية كمُرسَل لتقديم الإنجيل لأفقر الناس؛ كما قدَّم – على مدى 25 عامًا - مليون جنيه إسترليني لخدمة توزيع الإنجيل للنفوس المحرومة، وفره من ضروريات حياته. وبعد موته وُجدت قصاصة من ورق كتب عليها: ”بكل الرضا والسرور، أجعل من أرض الحجرة سريري، وصندوق خشبي كرسيًا لجلوسي، وصندوق آخر مائدة لطعامي، لأوفِّر كل سنت، من أجل وصول الإنجيل للنفوس الغالية، وأنا أعتبر نفسي أسعد جميع الناس هنا على الأرض، وأثق في سعادتي الأبدية“. إن أحد أهم مصادر الفرح على الأرض في حياة المسيحي الحقيقي هو ربح النفوس. وهذه هي الأسباب: 1. يفرح رابح النفوس مع فرح الله والملائكة والسماء: فالآب يفرح بعودة الضال: «قَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ» (لو15: 23، 24). والرب يسوع الراعي يفرح بالعثور على الضال: «وَإِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَرِحًا، وَيَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ وَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالْجِيرَانَ قَائِلاً لَهُمُ: افْرَحُوا مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ!» (لو15: 4-7). والروح القدس يفرح بالعثور على الضائع: «وَإِذَا وَجَدَتْهُ تَدْعُو الصَّدِيقَاتِ وَالْجَارَاتِ قَائِلَةً: افْرَحْنَ مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ الدِّرْهَمَ الَّذِي أَضَعْتُهُ» (لو15: 8، 9). والسماء تفرح بعودة التائب: «أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ» (لو15: 7). 2. يفرح رابح النفوس لأنه يقَّدِم كلمة الله مصدر الفرح: «وُجِدَ كَلاَمُكَ فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي» (إر15: 16)، ومكتوب: «النَّفْسُ السَّخِيَّةُ تُسَمَّنُ، وَالْمُرْوِي هُوَ أَيْضًا يُرْوَى» (أم11: 25) 3. يفرح رابح النفوس لأن الزارع يفرح بالحصاد: «الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالابْتِهَاجِ. الذَّاهِبُ ذَهَابًا بِالْبُكَاءِ حَامِلاً مِبْذَرَ الزَّرْعِ، مَجِيئًا يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَهُ» (مز126: 5، 6). «يَفْرَحُونَ أَمَامَكَ كَالْفَرَحِ فِي الْحَصَادِ» (إش9 : 3). «وَالْحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَةً وَيَجْمَعُ ثَمَرًا لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، لِكَيْ يَفْرَحَ الزَّارِعُ وَالْحَاصِدُ مَعًا» (يو4: 36). 4. يفرح رابح النفوس لأنه يرى عمل المسيح: «وَهذِهِ، وَهِيَ ابْنَةُ إِبْراهِيمَ، قَدْ رَبَطَهَا الشَّيْطَانُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هذَا الرِّبَاطِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟ وَإِذْ قَالَ ... فَرِحَ كُلُّ الْجَمْعِ بِجَمِيعِ الأَعْمَالِ الْمَجِيدَةِ الْكَائِنَةِ مِنْهُ» (لو13: 16، 17). «وَلَمَّا قَرُبَ عِنْدَ مُنْحَدَرِ جَبَلِ الزَّيْتُونِ، ابْتَدَأَ كُلُّ جُمْهُورِ التَّلاَمِيذِ يَفْرَحُونَ وَيُسَبِّحُونَ اللهَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقُوَّاتِ الَّتِي نَظَرُوا» (لو19: 37). 5. يفرح رابح النفوس لارتباط الفرح بالعمل الكرازي: «وَكَانَ الْجُمُوعُ يُصْغُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِلَى مَا يَقُولُهُ فِيلُبُّسُ... فَكَانَ فَرَحٌ عَظِيمٌ فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ» (أع8: 6-8). «فَسُمِعَ الْخَبَرُ عَنْهُمْ فِي آذَانِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ، فَأَرْسَلُوا بَرْنَابَا لِكَيْ يَجْتَازَ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ. الَّذِي لَمَّا أَتَى وَرَأَى نِعْمَةَ اللهِ فَرِحِ» (أع11: 22، 23). «أَلاَ تَعُودُ أَنْتَ فَتُحْيِينَا، فَيَفْرَحُ بِكَ شَعْبُكَ؟» (مز85: 6). 6. يفرح رابح النفوس لأنه يُتمّم الخدمة التي قبلها من الرب: «وَلكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ» (أع20: 24). 7. يفرح رابح النفوس لأنه يوصل مشورة السلام: «أَمَّا الْمُشِيرُونَ بِالسَّلاَمِ فَلَهُمْ فَرَحٌ» (أم12: 20). «كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ، الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ» (رو10: 15). 8. يفرح رابح النفوس لأنه يتاجر بالوزنات التي أخذها من الرب، والمكافأة آتية: «فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (مت25: 21، 23). 9. يفرح رابح النفوس أبديًا لأن من ربحهم هم إكليل فرحه وسروره: «لأَنْ مَنْ هُوَ رَجَاؤُنَا وَفَرَحُنَا وَإِكْلِيلُ افْتِخَارِنَا؟ أَمْ لَسْتُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا أَمَامَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ؟» (1تس2: 19). «إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ وَالْمُشْتَاقَ إِلَيْهِمْ، يَا سُرُورِي وَإِكْلِيلِي، اثْبُتُوا هكَذَا فِي الرَّبِّ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ» (في4: 1). قارئي المؤمن: هل تقول معي ومع إشعياء قديمًا: «هأَنَذَا أَرْسِلْنِي» (إش6: 8). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19118 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المؤمنون ... فرحتي في غربتي ![]() «الْقِدِّيسُونَ الَّذِينَ فِي الأَرْضِ وَالأَفَاضِلُ كُلُّ مَسَرَّتِي بِهِمْ» (مز16: 3) هناك مصدران أساسيان للفرح الحقيقي في حياتنا كمؤمنين بالمسيح مخلصنا ورجائنا الأبدي؛ أولهما: الرب المُخلّص؛ وثانيهما: المؤمنون المُخلَّصون. أولهما مصدره السماء، وثانيهما مصدره الأرض. وفى كليهما لنا حق ونصيب من الأفراح في زمان غربتنا. إن الحقيقة التي يسجِّلها لنا داود في مزمور 16: 3 تؤكِّد أنه وجد سروره وبهجته في قديسي الأرض وأفاضلها، ونحن في يومنا وزماننا نجد أن الأرض ما زالت تذخر بمثل هؤلاء الأفاضل لسرورنا وبهجة قلوبنا. والرسول بولس أيضًا كان له ذلك النصيب من الأفراح في مؤمني كنيسة كورنثوس، لكنه في وقت ما رأى ألا يذهب إليهم لئلا يُسبِّب لهم حزنًا، فقال: «وَلَكِنِّي جَزَمْتُ بِهَذَا فِي نَفْسِي أَنْ لاَ آتِيَ إِلَيْكُمْ أَيْضاً فِي حُزْنٍ. لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُحْزِنُكُمْ أَنَا، فَمَنْ هُوَ الَّذِي يُفَرِّحُنِي إِلاَّ الَّذِي أَحْزَنْتُهُ؟ وَكَتَبْتُ لَكُمْ هَذَا عَيْنَهُ حَتَّى إِذَا جِئْتُ لاَ يَكُونُ لِي حُزْنٌ مِنَ الَّذِينَ كَانَ يَجِبُ أَنْ أَفْرَحَ بِهِمْ، وَاثِقًا بِجَمِيعِكُمْ أَنَّ فَرَحِي هُوَ فَرَحُ جَمِيعِكُمْ» (2كو2: 1-3). وكأنه يقول: إن كانت زيارتي ستكون سبب حزن لكم فهذا معناه جفاف ينبوع أفراحي لديكم. والكنيسة في فيلبي كانت أيضًا مصدرًا لأفراح الرسول بولس وغبطته، وفي غمرة شعوره العميق بهذا، خاطبهم قائلاً: «يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ وَالْمُشْتَاقَ إِلَيْهِمْ، يَا سُرُورِي وَإِكْلِيلِي» (في4: 1). أليس من الأمور المباركة أن تكون الكنائس سبب سرور لخدام الرب الذين يتعبون لأجلهم، إذ يجدون في هذه الأفراح خير معوان في سعيهم وجهادهم حتى نهاية الشوط! وإن كان من الأمور المباركة أن تكون الكنيسة مصدرًا للفرح، فمن الأمور المباركة أيضًا أن نرى أحد أفراد الكنيسة يُسبِّب فرحًا كثيرًا لجماعة الرب، كفليمُون المحبوب، الذي كتب له الرسول بولس قائلاً: «لأَنَّ لَنَا فَرَحًا كَثِيرًا وَتَعْزِيَةً بِسَبَبِ مَحَبَّتِكَ، لأَنَّ أَحْشَاءَ الْقِدِّيسِينَ قَدِ اسْتَرَاحَتْ بِكَ أَيُّهَا الأَخُ» (فل7). والمؤمنون في أيامنا هذه، في احتياج شديد لأن يكون بينهم مثل هذا الأخ الذي يبهج قلوب القديسين وينعش عواطفهم. ولقد وجد الرسول بولس مخزونًا للأفراح لدى تيموثاوس، تلميذه وابنه وصديقه الحميم، فحينما كانا يتلاقيان كانت نفس الرسول تمتلئ بالفرح، لذلك طلب منه وهو في ظروفه الصعبة قبيل استشهاده قائلاً له: «مشتاقًا أن أراك ... لكي أمتلئ فرحًا»؛ وأيضًا: «بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ إِلَيَّ سَرِيعًا ... الْجَمِيعُ تَرَكُونِي» (2تي1: 4؛ 4: 9، 16). إن كلمات الرسول بولس لفليمون: «نَعَمْ أَيُّهَا الأَخُ، لِيَكُنْ لِي فَرَحٌ بِكَ فِي الرَّبِّ. أَرِحْ أَحْشَائِي فِي الرَّبِّ» (فل20)، ما زال يتردد صداها في أيامنا، مُطالبة إياي وإياك، أن نتجاوب مع حاجة إخوتنا وأصدقائنا لهذا الفرح الذي ينشدونه وينتظرونه. وهذا ليس بحال تفضلاً منا عليهم، بل إنه حق أصيل لهم. عزيزي: إن هناك نفسًا تنتظر ابتسامتك لتجد فيها فرحًا، وفى مشاعرك الرقيقة سرورًا، وفي محبتك اللطيفة ابتهاجًا، فحتمًا ستكون عطاياك مُفرحةٌ، وزياراتك وافتقاداتك مُنعشةٌ، واهتمامك وعنايتك بمن حولك رافعةٌ، وتشجيعاتك وتضحياتك ساندةٌ. واسمح لي - بالإنابة عن هؤلاء - أن أقول لك: أنت ومَن مثلك، فرحتي في زمان غربتي |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19119 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المؤمن الحقيقي ومرارة البعد عن الرب ![]() إن خلاصنا الآن ثابت، ومقامنا كقديسين في المسيح مؤسَّس فقط على كفاية عمل المسيح؛ فلا تؤثر فيه أبدًا ضعفاتنا «لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ» (عب10: 14). لكن الشركة مع الرب شيء آخر؛ تتأثر وتنقطع إذا وُجِدت خطية لم يُحكَم عليها «إِنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ» (مز66: 18). وهيهات للمؤمن أن يفرح، وهو قد أحزن الروح القدس في داخله. فداود، في وقت سمو شركته مع الرب، هتف قائلاً: «جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ. لأَنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلاَ أَتَزَعْزَعُ. لِذَلِكَ فَرِحَ قَلْبِي وَابْتَهَجَتْ رُوحِي... أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ، فِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ» (مز16: 8، 9، 11)، وبأشواق قلبية للرب يقول: «وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ»، ثم يُضيف: «فَأَذْبَحُ فِي خَيْمَتِهِ ذَبَائِحَ الْهُتَافِ. أُغَنِّي وَأُرَنِّمُ لِلرَّبِّ» (مز27: 4، 6). لكن الحال تبدَّل تمامًا وقت زلته، فاختفت ترانيم الفرح، وتسلل الحزن لقلبه، فعبَّر قائلاً: «لَمَّا سَكَتُّ بَلِيَتْ عِظَامِي مِنْ زَفِيرِي الْيَوْمَ كُلَّهُ... تَحَوَّلَتْ رُطُوبَتِي إِلَى يُبُوسَةِ الْقَيْظِ» (مز32: 3، 4)، وأيضًا: «لَوِيتُ. انْحَنَيْتُ إِلَى الْغَايَةِ. الْيَوْمَ كُلَّهُ ذَهَبْتُ حَزِيناً» (مز38: 6). ومرة أخرى نراه حزينًا بلا أفراح أو ترنم، وقت ذهابه إلى أخيش- عدو الرب وشعبه - ليحتمي هناك عنده، وطوال إقامته هناك، لا نقرأ أنه ترنم بمزمور واحد! فالخطية تقطع الشركة وتُوقف الأفراح. ليتنا نتضرع للرب: «لَيْتَكَ ... تَحْفَظُنِي مِنَ الشَّرِّ حَتَّى لاَ يُتْعِبُنِي» (1أخ4: 11). أما أساف فهو صورة لمؤمن هجر المقادس، فغار من الأشرار، وحسد عمال الإثم. وفي مرارة نفسه شعر بأن عيشته مع الرب بلا نفع، فقال: «حَقًّا قَدْ زَكَّيْتُ قَلْبِي بَاطِلاً وَغَسَلْتُ بِالنَّقَاوَةِ يَدَيَّ». وما أقسى النتائج المؤلمة، إذ امتلأ بالحزن العميق الذي عبر عنه بالقول: «لأَنَّهُ تَمَرْمَرَ قَلْبِي وَانْتَخَسْتُ فِي كُلْيَتَيَّ» (مز73: 13، 21، 22)! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 19120 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ضرورة الرجوع القلبي للرب لرد الشركة والأفراح ![]() لا علاج لحالة الكآبة التي سبّبها الخطية غير المحكوم عليها، إلا بالتوبة والرجوع إلى الرب. وهناك خطورة من المراوغة والتظاهر بأن كل شيء على ما يرام، ومن خداع القلب بالتظاهر بالتعزية والفرح، فهذا يضطر الله أن يحكم علينا بالتأديب، لأننا لم نحكم على أنفسنا. والأفراح القلبية الحقيقية لا تأتي إلا بعد التوبة الحقيقية لأن: (1) الفرح الحقيقي مرتبط بالرب (في4: 4)، ودعنا لا ننسى أن إلهنا قدوس ولا يتنازل عن متطلبات قداسته؛ وأنه لا فرح بدون رؤية الرب، ولا رؤية ً للرب بدون قداسة «الْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ» (عب12: 14). (2) يريد الرب أن يصل بالمؤمن المخطئ - من خلال تدريبات إلهية - لأن يدرك رداءة الجسد الذي فيه، وجسامة الخطأ في حق الرب. وعلاج الله لا يكون ”على عثم“. فالرب لا يُعطي أفراحًا للقلب إلا بعد التوبة الحقيقية، والرجوع القلبي للرب (2كو7: 10). |
||||