منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29 - 06 - 2017, 06:34 PM   رقم المشاركة : ( 18401 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,340,019

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما معنى ودلالة إكليل الشوك؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: بعد محاكمة المسيح الصورية وجلده، وقبل أن يصلب، فإن الجنود الرومان "ضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!»" (متى 27: 29؛ أنظر أيضاً يوحنا 19: 2-5). وفي حين أن تاج الشوك يسبب ألماً رهيباً، إلا أنه في هذه الحالة كان الغرض منه السخرية أكثر منه أن يسبب الألم. فها هو "ملك اليهود" يضرب ويبصق عليه ويهان ممن يعتبرون أقل الجنود الرومان شأناً. كان تاج الشوك قمة سخريتهم، إذا أخذوا التاج رمز الملك والعظمة وحولوه إلى شيء مؤلم ومهين.

أما بالنسبة للمؤمنين فإن إكليل الشوك هو تذكار لأمرين: (1) كان يسوع، ولا زال، ملكاً. وفي يوم من الأيام سوف ينحنى الكون كله للرب يسوع "ملك الملوك ورب الأرباب" (رؤيا 19: 16). فما أراد به الجنود الرومان أن يكون مدعاة للسخرية، كان في الواقع يرمز إلى صورتين للمسيح، الأولى هي الخادم المتألم (إشعياء 53)، والثانية المسيا الملك المنتصر (رؤيا 19). (2) كان يسوع مستعداً لتحمل الألم والإهانات والعار من أجلنا. وها قد مضى تاج الشوك والألم المرتبط به، ونال المسيح الآن التاج الذي يستحقه. "وَلَكِنَّ الَّذِي وُضِعَ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، يَسُوعَ، نَرَاهُ مُكَلَّلاً بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ، مِنْ أَجْلِ أَلَمِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ" (عبرانيين 2: 9)

توجد صور رمزية أخرى متجسدة في إكليل الشوك. فعندما أخطأ آدم وحواء، وجلبا الشر واللعنة إلى العالم، كان جزء من هذه اللعنة "... مَلْعُونَةٌ الارْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَاكُلُ مِنْهَا كُلَّ ايَّامِ حَيَاتِكَ. وَشَوْكا وَحَسَكا تُنْبِتُ لَكَ..."(تكوين 3: 17-18). لقد أخذ الجنود الرومان أحد عناصر اللعنة، دون أن يدركوا، وصنعوا منه إكليلاً للشخص الذي يخلصنا من تلك اللعنة. "اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ" (غلاطية 3: 13). لقد خلصنا المسيح، بذبيحته الكفارية الكاملة ، من لعنة الخطية التي يرمز إليها الشوك. وفي حين قصد أن يكون تاج الشوك للسخرية، إلا أنه كان في الواقع رمزاً ممتازاً لمن هو المسيح والعمل الذي جاء ليتممه.
 
قديم 29 - 06 - 2017, 06:37 PM   رقم المشاركة : ( 18402 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,340,019

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي أهمية حقيقة قيامة المسيح بالجسد؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: إن قيامة المسيح بالجسد هي أهم حدث في التاريخ، لأنها تقدم دليل لا يدحض على أن المسيح هو إبن الله كما قال عن نفسه. لم تكن القيامة الدليل الأسمى على ألوهيته فقط؛ بل أيضاً أثبتت مصداقية الكتب المقدسة التي تنبأت عن مجيئه وقيامته. وفوق ذلك، أثبتت مصداقية قول المسيح أنه سيقوم في اليوم الثالث (يوحنا 2: 19-21؛ مرقس 8: 31؛ 9: 31؛ 10: 34). ولو أن جسد المسيح لم يقام من الموت، فلا يوجد رجاء لنا بأن تقام أجسادنا أيضاً (كورنثوس الأولى 15: 13، 16). وفي الواقع، فإنه بدون قيامة المسيح بالجسد، لا يكون لنا مخلص أو خلاص أو رجاء للحياة الأبدية. وحسب قول الرسول بولس، يكون إيماننا "بلا فائدة"، وتصبح قوة الإنجيل المانحة للحياة مستبعدة.

وحيث أن مصيرنا الأبدي يعتمد على حقيقة هذا الحدث التاريخي، فقد كانت القيامة هدفاً لأعظم هجمات إبليس ضد الكنيسة. ولهذا، تمت دراسة الجانب التاريخي لقيامة المسيح بالجسد وفحصه من جميع الزوايا، وقام العديد من العلماء واللاهوتيون والأساتذة بدراسات لا تحصى على مدى قرون عديدة. ورغم أنه تم طرح عدد من النظريات في محاولة لإنكار هذا الحدث العظيم، إلا أنه لا يوجد أي دليل تاريخي ذو مصداقية يمكن أن يثبت شيء سوى قيامة المسيح بالجسد بصورة حرفية. ومن جهة أخرى، فإن الأدلة المقنعة على قيامة المسيح بالجسد كثيرة جداً.

ومع هذا، فإنه منذ زمن المسيحيين في كورنثوس قديماً، إلى الكثيرين اليوم، يظل سوء فهم بعض الجوانب المتعلقة بقيامة مخلصنا باقياً. فيسأل البعض، ما أهمية قيامة المسيح بالجسد؟ أليس من الجائز أن قيامته كانت روحية فقط؟ لماذا وكيف تضمن قيامة المسيح، قيامة المؤمنين بالجسد أيضاً؟ هل ستكون أجسادنا المقامة مثل أجسادنا الأرضية؟ وإلا كيف ستكون؟ إن إجابة هذه الأسئلة موجودة في الإصحاح الخامس عشر من رسالة بولس الأولى إلى كنيسة كورنثوس، وهي الكنيسة التي كان قد أسسها قبل ذلك بعدة سنوات أثناء رحلته الرسولية الثانية.

بالإضافة إلى الإنقسامات المتنامية في كنيسة كورنثوس المؤسسة حديثاً، فقد سادت بعض المفاهيم الخاطئة حول بعض التعاليم المسيحية الأساسية، بما في ذلك القيامة. ورغم ان الكثيرين من أهل كورنثوس قبلوا حقيقة قيامة المسيح من الموت (كورنثوس الأولى 15: 1، 11)، إلا أنهم وجدوا صعوبة في الإيمان بأن آخرين يمكن، أو سوف يقاموا من الأموات. كان التأثير المستمر للفلسفة الغنوسية، القائلة بأن كل شيء روحي هو صالح، وكل شيء مادي، مثل أجسادنا، هو شر بطبيعته، هو أساساً ما تسبب في تشويشهم بشأن قيامتهم من الأموات. كانت فكرة قيامة الجثث الكريهة إلى الحياة الأبدية، تجد مقاومة شديدة من البعض، وبكل تأكيد من اليونانيين في ذلك العصر (أعمال الرسل 17: 32).

ولكن مع هذا، إعتقد معظم الكورنثيين أن قيامة المسيح كانت جسدية وليست روحية. ففهي النهاية، "قيامة" تعني "إقامة من الموت"؛ أي عودة شيء إلى الحياة. كانوا يدركون أن كل النفوس خالدة وأنها عند الموت تذهب فوراً لتكون مع الرب (كورنثوس الثانية 5: 8). لهذا، فإن قيامة "روحية" تكون بلا معنى، حيث أن الروح لا تموت ولذلك لا يمكن إقامتها من الموت. بالإضافة إلى هذا، كانوا يدركون أن الكتب المقدسة، وكذلك المسيح نفسه، قال أن جسده سيقام من الموت في اليوم الثالث. كذلك وضحت الكلمة المقدسة أن جسد المسيح لن يرى فساداً (مزمور 16: 10؛ أعمال الرسل 2: 27)، وهو أمر يكون بلا معنى لو أن جسده لم يقام من الموت.

وأخيراً، لقد أكد المسيح لتلاميذه أن جسده قد أقيم من الموت: "الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي". (لوقا 24: 39).

ولكن، مرة أخرى، كان إهتمام الكورنثيين متعلقاً بقيامتهم هم من الأموات. ولذلك، حاول بولس إقناع الكورنثيين أنه بسبب قيامة المسيح من الأموات، فإنهم هم أيضاً سوف يقومون من الأموات يوماً ما، وأن القيامتين – قيامة المسيح، وقيامتنا نحن – يجب أن تثبتا أو تسقطا معاً، لأنه "فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ!" (كورنثوس الأولى 15: 13).

"وَلَكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ. فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ بِإِنْسَانٍ أَيْضاً قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ. لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ هَكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ." (كورنثوس الأولى 15: 20-22).

عندما أقيم يسوع المسيح من الأموات، أصبح هو "باكورة" لكل من سوف يقومون من الأموات (أنظر أيضاً كولوسي 1: 18). كان الإسرائليين لا يستطيعون أن يحصدوا حقولهم بالكامل قبل تقديم عينة (الباكورة) إلى الكاهن كتقدمة للرب (لاويين 23: 10). وهذا هو ما يقوله الرسول بولس في كورنثوس الأولى 15: 20-22؛ إن قيامة المسيح كانت "باكورة" قيامة الأموات أي "حصاد" المؤمنين الأموات. إن تشبيه "الباكورة" الذي يستخدمه الرسول بولس يوحي بأنه يوجد شيء تالي، وذلك هو أتباع المسيح – باقي "الحصاد". وهكذا تضمن قيامة المسيح قيامتنا نحن أيضاً من الأموات. وبالتأكيد فإن قيامته تعني بالضرورة قيامتنا.

وفي سبيل تهدئة مخاوفهم بشأن صلة الروح بما كان يعتبر جسد غير مرغوب، قام بولس بشرح طبيعة أجسادنا المقامة وكيف ستكون مختلفة عن أجسادنا الأرضية. لقد شبه بولس أجسادنا الأرضية المائتة بأنها "بذرة"، وأن الله سوف يمنحنا في النهاية أجساداً مختلفة (كورنثوس الأولى 15: 37-38) ستشبه جسد المسيح المقام المجيد (كورنثوس الأولى 15: 49؛ فيلبي 4: 21). بالتأكيد، فمثل المسيح، أجسادنا التي هي الآن فانية ووضيعة وضعيفة وطبيعية سوف تقام يوماً ما إلى أجساد أبدية ومجيدة وقوية وروحية (كورنثوس الأولى 15: 42-44). ستكون أجسادنا الروحية مؤهلة تماماً للحياة السماوية الفائقة للطبيعة.
 
قديم 29 - 06 - 2017, 06:50 PM   رقم المشاركة : ( 18403 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,340,019

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نظرة عامة للمزامير
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بعض المزامير يُطلق عليها الشراح اسم المزامير المسياوية لأنها تتحدث عن المسّيا أو المسيح. ومع أن كل المزامير تتكلم بصورة أو بأخرى عن المسيح، بل الكتاب المقدس كله موضوعه الرئيسي هو المسيح، لكن "المزامير المسياوية" هي تلك التي جاءت منها اقتباسات صريحة ومباشرة في العهد الجديد عن المسيح.
هناك مزامير كثيرة تنطبق على ظروف كاتبها، كما وتنطبق علينا نحن المؤمنين، لأن كل ما كتب، كتب لأجل تعليمنا(رو15: 4)، لكن هناك مزامير أخرى في الوحي لا يمكن أن تنطبق سوى على شخص المسيح لا سواه. نذكر على سبيل المثال ما ورد في مزمور 16 «لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيك يرى فساداً»، ولقد اقتبس كل من الرسولين بطرس وبولس هذه العبارة. وكان تعليق الرسول بطرس عليها «يسوغ أن يقال لكم جهاراً عن رئيس الآباء داود إنه مات ودفن وقبره عندنا حتى هذا اليوم. فإذ كان نبياً وعلم أن الله حلف له بقسم إنه من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه، سبق فرأى وتكلم عن قيامة المسيح أنه لم تترك نفسه في الهاوية ولا رأى جسده فساداً» (أع27:2ـ31). كما علق عليها الرسول بولس فقال «لأن داود بعد ما خدم جيله بمشورة الله رقد وانضم إلى آبائه ورأى فساداً. وأما الذي أقامه الله فلم ير فساداً» (أع36:13،37).
وأيضاً ما جاء في مزمور 22 «ثقبوا يديّ ورجليّ»، فلم يحدث ذلك مع داود. فداود إذاً هنا لا يتكلم عن نفسه، ولا من نفسه، إنما لكونه نبياً عرف أن من نسله سيأتي المسيح، وأنه سيموت مصلوباً.
وفي مزمور 68 نقرأ «صعدت إلى العلاء. سبيت سبياً». هذه الأقوال أيضا لا تنطبق على داود، فلا داود ولا غيره صعد إلى السماء كقول الرب له المجد «ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء» (يو13:3).
وفي مزمور110 نقرأ «قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعدائك موطئاً لقدميك». ولقد علّق الرب على هذه الآية وقال «فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه؟ فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة» (مت45:22،46).
لكن من بين مجموعة المزامير المسياوية فإن المزمور الثاني والعشرين له غلاوة خاصة. إنه بحق قمة المزامير المسياوية، كما أنه أيضاً مزمور الصليب أكثر من أي مزمور آخر. وبالتالي فإننا فيه نرى يسوع المسيح وإياه مصلوباً.
مزمور لداود
كاتب هذا المزمور، كما يتضح من عنوانه هو داود. لكن موضوع هذا المزمور لا يحدثنا عن اختبار داود. وحتى لو كنا نقدر أن نرى بعض الملامح لاختبار داود من خلال المزمور، لكن هذه الملامح لا تزيد عن كونها ضوء الكوكب الذي سرعان ما يختفي أمام نور الشمس. ومع سبرجون نقول إن الذي يرى في هذا المزمور يسوع وآلامه لا يعنيه بعد ذلك أن يرى فيه داود أو سواه.
لقد كتب داود هذا المزمور إذاً بروح النبوة. فهذا المزمور هو جزء من «الكلمة النبوية» (2بط1: 19). وأنبياء العهد القديم تنبأوا بروح المسيح الذي فيهم، عن الآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها (1بط1: 11)، فلا عجب أن يقول الملاك ليوحنا إن «شهادة يسوع هي روح النبوة» (رؤ19: 10).
نعم هذا المزمور لا يعطينا أساساً اختبار داود. فبالإضافة إلى أن داود لم يمت مصلوباً، ولا كانت ميتة الصلب تمارس على عهده، والأرجح أن الرومان هم الذين أدخلوها بعد داود بمئات السنين، فإن داود أيضاً لم يُترك من الله؛ أليس هو القائل في مزمور 37 «أيضاً كنت فتى وقد شخت ولم أر صدّيقاً تُخلّي عنه». كلا، ليس هذا المزمور اختبار داود، بل هو اختبار المسيح من فوق الصليب.
لقد ذكر أحد الشراح للكتاب، وهو يهودي متنصر، أن هذا المزمور يحتوي على 33 نبوة تمت في المسيح. فيا للعجب أن اليهود حتى اليوم لا يرون في هذا المزمور آلام المسيا، تلك الآلام التي تسبق ملكه العتيد على كل العالم. وليس فقط هم لا يرون المسيح فيه، بل إن المزمور يمثل لهم حجرة عثرة، والكثيرون منهم يتحاشون قراءته تماماً، كما يفعلون أيضاً مع إشعياء 53.
وأوضح النبوات والإشارات إلى المسيح في هذا المزمور ما يلي:
1- الآية الأولى «إلهي إلهي لماذا تركتني» قالها المسيح وهو على الصليب كما نفهم من متى 27: 46، مرقس 15: 34
2- الآيات من 6 إلى 8 التي تحتوي على تهكم البشر، تسجل كلمات الأشرار التي قالوها للمسيح وهو فوق الصليب بالحرف تقريباً (انظر متى27: 39-44).
3- الآيات 11،12 التي تشير إلى انتفاء المعونة البشرية عن القدوس المتألم تمت عندما تركه التلاميذ كلهم وهربوا (مت26: 56).
4- الآية 16 عن صلبه «ثقبوا يدي ورجلي»، وأن هذه العملية ستتم بأيدي الأمم؛ الرومان الذين يشير إليهم المزمور بأنهم "كلاب"، تمت في صلب المسيح (مت27: 35).
5- الآية 17 عن نظر الناس إليه وتفرسهم فيه (انظر لوقا23: 35).
6- الآية 18 عن اقتسام ثياب المسيح (ولقد أشار إلى هذه العملية كتبة البشائر الأربعة - انظر متى 27: 35، مرقس 15: 24، لوقا 23: 34، يوحنا 19: 23،24).
7- الآية 22 عن حضور المسيح وسط تلاميذه ليخبرهم باسم الآب ويسبحه في وسط الكنيسة (قارن يوحنا20: 19، مع عبرانيين 2: 12).
ثلاثية مزامير الراعي
بعض الشراح يسمون مجموعة المزامير (22، 23، 24) بمزامير الراعي. وهذه المزامير الثلاثة كتبها داود بالروح القدس. ونحن نعرف أن داود بدأ حياته راعياً للغنم، ثم اختاره الرب ليرعى شعبه إسرائيل (مز 78: 70-72). وفي خلال حياته قاسى الكثير من الآلام وهو في هذا كله رمز مجيد للمسيح المتألم، الراعي والملك.
ولقد تكلم العهد الجديد عن المسيح كالراعي مستخدماً ثلاثة ألقاب هي الراعي الصالح، والراعي العظيم، ورئيس الرعاة. ولقد استخدم الروح القدس في تسجيل هذه الألقاب كلاً من الرسول يوحنا، ثم الرسول بولس، ثم الرسول بطرس على التوالي.
ففي إنجيل يوحنا نقرأ قول المسيح عن نفسه «أنا هو الراعي الصالح. والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف» (يو10: 11). كما يقول الرسول بولس في الرسالة إلى العبرانيين «وإله السلام الذي أقام من الأموات راعى الخراف العظيم ربنا يسوع بدم العهد الأبدي» (عب13: 20). ويختم الرسول بطرس هذه الثلاثية مشيراً إلى ظهور المسيح بالمجد والقوة فيقول في رسالته الأولى 5: 4 «ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى».
وواضح هنا الارتباط الوثيق بين هذه الثلاثية. فمجيء المسيح بالنعمة ليفدي البشر، ذلك المجيء الذي انتهى بموت الصليب، يحدثنا عن الراعي الصالح. لكنه بعد الموت قام وصعد إلى السماء ممجداً، وهو هناك يخدمنا باعتباره راعي الخراف العظيم. وأخيراً سيأتي إلينا مرة ثانية مستعلناً بالمجد والقوة، ليعطي الأجرة لعبيده الأمناء، وذلك باعتباره رئيس الرعاة.
هذه الأفكار الثلاثة نجدها بنفس هذا الترتيب في مزامير الراعي؛ مزمور22، 23، 24. ففي مزمور 22 نجد الراعي الصالح الذي بذل نفسه عن خرافه الغالية، وفي مزمور 23 نجد الراعي العظيم المعتني بكل خروف من قطيعه العزيز، والذي يحفظهم خلال هذا العالم المليء بالمخاطر والتجارب، ويرعاهم خلال الحياة المليئة بالاحتياجات والإعوازات. وفي مزمور 24 نجد رئيس الرعاة، الذي هو نفسه «ملك المجد» عندما يظهر ليكافئ كل الخدام الأمناء الذين اعتنوا بقطيعه العزيز على قلبه.
هذه الثلاثية الجميلة تغطى الحياة بأكملها «أمساً واليوم وإلى الأبد». فبالنسبة للأمس نذكر تجسد المسيح باعتباره الراعي الذي أتى من السماء إلى الأرض لكي يفتش عن الغنم، ولكي ما يذهب وراء الضال حتى يجده، ثم مضى إلى الصليب كالراعي الصالح ليبذل نفسه عن الخراف. وهو ما يحدثنا به مزمور22.
لكن الصليب لم يكن النهاية، ونفس المزمور الذي يكلمنا أساساً عن الصليب يشير أيضاً إلى القيامة. وبعد القيامة نرى خدمة أخرى للمسيح؛ كراعي الخراف العظيم المقام من الأموات. فالذي مات لأجلنا، قام، وهو حي لأجلنا. ولا شك أنه ما كان بوسع واحد منا أن يخلص دون خدمة رعايته لنا. من فينا حتى بعد إيمانه يستغني عن هذا الراعي العظيم؟!
لكن سوف تنتهي هذه الحياة الحاضرة والتي نسميها "اليوم" (عب3: 13)، والتي استمرت نحو ألفي سنة، عندما يأتي الرب، لندخل "إلى الأبد" وذلك «متي ظهر رئيس الرعـاة».
والعلاقة بين هذه الثلاثية الجميلة نجدها في آية سجلها موسى في ترنيمته الشهيرة في خروج 15: 13 وهذه العلاقة هي كالآتي: في مزمور 22 نجد الفداء بالنعمة، وفي مزمور 23 نجد الإرشاد بالرأفة، وفي مزمور 24 نجد مسكـن قدسه.
أو بلغة آساف في مزمور 73: 24 نجد في مزمور 22 النعمة المخلصة، وفي مزمور23 نجد الرأي الهادي، وفي مزمور24 نجد المجد العتيد.
ويلخص كل مزمور سؤال كالآتي:
مزمور22 لماذا تركتني؟
مزمور23 أين تُربض؟
مزمور24 من هو هذا؟
فكأن المسيح في مزمور22 وحيد منفرد، وفي مزمور 23 نجده مع أحبائه، وفي مزمور 24 هو فوق الجميع.
وإذا عقدنا المقارنة بين مزاميرالراعي الثلاثة هذه نجد الآتـي:
مزمور22
مزمور23
مزمور 24
الماضي
الحاضر
المستقبل
النعمة
الإرشاد
المجد
تواضع المسيح
ترفق المسيح
قوة المسيح
الخلاص بالدم
الخلاص بحياته
الخلاص بظهوره
صليب الفداء
عصا الرعاية
صولجان الملك
جبل المريا
الوادي
جبل صهيون
مزمور ذبيحة الخطية
بالإضافة إلى مجموعة مزامير الراعي هناك مجموعة أخرى تتوافق مع الذبائح والتقدمات المذكورة في سفر اللاويين 1-5؛ وأعني بها المحرقة وقربان الدقيق وذبيحة السلامة، ثم ذبيحة الخطية وذبيحة الإثم. هذه التقدمات والذبائح كلها تحدثنا عن شخص المسيح وعمله. ويتفق معظم الشراح على أن مزمور16 هو مزمور قربان الدقيق؛ حيث يصف لنا حياة المسيح القدسية الفريدة والتي كانت كلها رائحة سرور للرب.
وأما الذبائح الأربع فإنها تحدثنا عن عمل المسيح من فوق الصليب من زواياه المختلفة. وهي نفس الأوجه التي تقدمها لنا الأناجيل الأربعة. فإنجيل يوحنا يقدم لنا موت المسيح كالمحرقة، وإنجيل لوقا يقدمه لنا كذبيحة السلامة، وإنجيل مرقس يقدمه لنا كذبيحة الخطية وإنجيل متى يقدمه لنا كذبيحة الإثم.
ولنا في سفر المزامير أيضا أربعة مزامير تتمشى مع تلك الذبائح الأربع، ومع الأناجيل الأربعة، وهذه المزامير هي مزمور22، 40، 69، 118
وليس من العسير أن نرى الطابع المميز لهذه المزامير الأربعـة:
مزمـور40
المحرقة
الطاعة وإتمام مشيئة الله
مزمـور118
ذبيحة السلامة
الشركة والرضا
مزمـور22
ذبيحة الخطية
الترك من الله وتحمل الألم
مزمـور69
ذبيحة الإثم
رد المسلوب والتعويض
اخلع حذاءك من رجليك
إذا كنا في هذا المزمور نرى تصويراً لآلام المسيح وهو فوق الصليب، فكم يكون هذا المزمور كريماً وثميناً بالنسبة لكل مؤمن. كيف لا وهو يُفتتح بالعبارة التي نطق بها المسيح من عمق الألم والظلمة في الجلجثة. والمسيح إن كان قد نطق بفمه بأولى عبارات هذا المزمور، فإنه لا شك قد أكمل بقيته بروحه. ونحن إن كنا نجد في الأناجيل تسجيلاً للوقائع التي تمت في الجلجثة، فإننا في المزامير، ولا سيما هذا المزمور نجد تسجيلاً لمشاعر المسيح الجريحة وأحزانه الدفينة وهو يجتاز أحزان الجلجثة.
إن من يقرأ هذا المزمور يجد فيه صورة حية لمشهد الجلجثة الرهيب حيث تألم المسيح من أجلنا. وإننا لن نجد في كل الكتاب تصويراً أبلغ لآلام الكفارة، وجعل المسيح ذبيحة خطية لأجلنا، مما نراه هنا. إنه حقاً مزمور يحوي سر الأسرار؛ الابن الحبيب متروكاً من الله! ينبوع المياه الحية بحنك يابس! الذي تبدي الخليقة قدرته السرمدية يقول «يبست مثل شقفة قوتي»! والمؤتزر بالمجد والجلال نراه عارياً من كل كرامة بشرية!! فلتنحن الهامات إذاً، وليفض من القلب أعمق مشاعر التوقير والإجلال والتعبد، ولنخلع أحذيتنا من أرجلنا ونحن نقرأ هذا المزمور، فإننا هنا نقف في قدس أقداس الكتاب المقدس كله!
اخفضوا الرأس وهيا يا جموع
احملوا الطيب، اسكبوه في خشوع
إننا نشهدُ أحزانَ يسوع
فاذكروا موسى ولا تنسوا يشوع
الآلام والأمجاد
لقد تنبأ أنبياء العهد القديم عن الآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها (1بط1: 11). وهذا المزمور يحتوي فعلاً على هاتين الفكرتين؛ الآلام والأمجاد.
من ع 1-21 موضوعه صرخة المتألم؛ ويبدأ بقوله الكريم «إلهي إلهي لماذا تركتني»
ومن ع22 - 31 موضوعه تسبيح المنتصر؛ ويبدأ أيضاً بقوله «أخبر باسمك اخوتي. في وسط الجماعة أسبحك» (قارن عب2: 12).
عندما صرخ الرب كان بمفرده فلم يكن ممكناً أن يكون أحد معه، لكن عندما سبح؛ لم يسبح وحده، بل نراه يسبح وسط مفدييه؛ الجماعة التي انفصلت لأجله وصارت له.
ففي النصف الأول نجده وحيداً تماماً، لم يكن معه أحد من أحبائه. عندما أتوا ليقبضوا علي المسيح «تركه الجميع وهربوا» (مر14: 50). وهو يقول لله في هذا المزمور «لا تتباعد عني ... لأنه لا معين». لكن ليس فقط كل البشر تركوه، بل أيضا الله تركه! أما في النصف الثاني، فنجد أكثر من دائرة مرتبطة به، كما سنرى في حينه.
في القسم الأول نراه محاطاً بأعدائه المشبهين بالثيران الجامحة والكلاب الجائعة، يعيرونه ويضطهدونه، بينما في القسم الثاني هو في وسط أحبائه ومفدييه يقود تسبيحاتهم لأبيه.
في القسم الأول وهو في ساعات الظلمة يشكو أن الله لا يسمع له ولا يستجيبه (ع2)، بينما في القسم الثاني يقول «لأنه لم يحتقر ولم يرذل مسكنة المسكين، ولم يحجب وجهه عنه، بل عند صراخه إليه استمع» (ع24).
القسم الأول خلاصته التنهد (ع2)، أما القسم الثاني ترنم (ع22،25).
ما أبعد الفارق بين قسمي المزمور، نستطيع القول عن القسم الأول ظلمة الجلجثة، والقسم الثاني فجر القيامة. وما أبعد الفرق بين ظلمة الجلجثة في رابعة النهار، وبين الصبح المنير عندما قام المسيح من الأموات فجلا ليل الدجى.
كم كان حزن التلاميذ عندما مات المسيح، وكم كانت فرحتهم عندما قام من الأموات. لكننا في هذا المزمور لا نرى حزن التلاميذ وفرحتهم، بل نرى أحزان المسيح في الجزء الأول، وأفراحه في الجزء الثاني.
في القسم الأول «كل الذين يرونني يستهزئون بي، يفغرون الشفاه وينغضون الرأس قائلين» هم يتكلمون، وهو يجتر أحزانه في صمت! لكن سوف يأتي الوقت الذي فيه يتكلم هو وأمامه يستد كل فم. وهذا موضوع القسم الثاني «لأن للرب الملك وهو المتسلط علي الأمم».
في القسم الأول نرى الرب وهو ذاهب بالبكاء حاملاً مبذر الزرع، لكن في القسم الثاني نراه آتياً بالترنم حاملاً حزمه (مز126: 6).
العمل ونتائجه
هذا المزمور باعتباره نبوة عن شخص ربنا يسوع المسيح فإنه يحدثنا عن عمله الكريم ونتائجه الباهرة؛ هذه النتائج التي عبر عنها الرسول بالقول «من أجل السرور الموضوع أمامه»، وبسبب هذا السرور قبل أن يقوم بالعمل «احتمل الصليب مستهيناً بالخزي» (عب12: 2).
وكما رأينا في قسمي المزمور آلام المسيح وأمجاده، يمكننا أن نرى فيهما أيضاً عمل المسيح ونتائجه.
من ع 1 - 21 نرى العمل الذي أتمه المسيح على الصليب، ثم بداية من ع22 - 31 نرى نتائج عمله الكريم.
وما عمله المسيح إنما عمله من خلال الألم. ولقد تمت آلامه هذه في دقة عجيبة، حتى وإن بدت بعض التفاصيل ثانوية لا أساسية، فعليها جميعاً انطبق القول «هكذا هو مكتوب، وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم» (لو24: 46).
والآلام في هذا المزمور ثلاثية المصدر: من الله ومن البشر ومن الشيطان. فهناك آلام نيابية من الله وجسدية من البشر وجهنمية من الشيطان، وذلك نظراً لقداسة الله وكراهية الإنسان وعداء الشيطان.
ع1-6 نجد المسيح متروكاً من الله.
ع7-18 نجد المسيح محتقراً ومتألماً من الشعب.
ع19-21 نجد المسيح مضطهداً ومسحوقاً من الشيطان.
وكما أن آلام المسيح ثلاثية فإن نتائج عمل المسيح أيضاً ثلاثية؛ فهي أولاً لمجد الله، ولإسعاد الإنسان، ولدحر الشيطان.
من ع22-25 نجد مجد الله
من ع26،27 نجد سعادة الإنسان
من ع28-31 نجد ملك المسيح الذي يتضمن سحق الشيطان ودحره نهائياً.
****
يبدأ هذا المزمور بما يتوافق مع عيد الفصح (ع1-3)، حيث نسمع تأوهات الحمل المشوي بنار العدالة الإلهية.
وفي منتصفه نقرأ ما يتجاوب مع عيد الخمسين (ع22-24)، حيث التقدمة الجديدة، والتي لها نفس نوع حياة ربنا يسوع المسيح، «لأن المقدس والمقدسين جميعهم من واحد فلهذا السبب لا يستحي أن يدعوهم اخوة، قائلاً اخبر باسمك اخوتي، وفي وسط الكنيسة أسبحك» (عب2: 12).
وفي آخر المزمور نقرأ ما يتمشى مع عيد المظال (ع27-29)، حيث ستمتلئ الأرض من معرفة مجد الرب كما تغطي المياه البحر، عندما يملك الرب، ويسعد الإنسان، وتعم الفرحة كل الخليقة.
إن كان مجيداً في أعيننا المسيح المتألم، فكم بالحري يكون المسيح الممجد. وإن كان يحلو لقلوبنا أن تراه عندما كان دامي الرأس، مكللاً بالأشواك لأجلنا، فكم تتوق بالأحرى لأن تراه وعلى رأسه تيجان كثيرة!
كل رموز العار في سواده
وكل آلامك في أعماقها

لذاك إذ ننظرك نجثو لك
وحدك مستحق حمل كريم
نراها فوق رأسك تحققت
تجيب عن أمجادك التي سمت

مبارك أنت لذا نحمدك
هذا مديح الأرض والسما لك
 
قديم 30 - 06 - 2017, 02:14 PM   رقم المشاركة : ( 18404 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,340,019

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سيرة الانبا موسى الاسود
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
  1. موسى الأسود ونشأته الأولى :
قيل عن موسى أنه من إحدى قبائل البربر وقيل أيضا أنه كان حبشياً وكان أولاً خادماً أو عبداً فى بيت مسئول مصرى وبسبب حياتع الغير أخلاقية عامة ولكن بالأخص بسبب سرقاته المستمره طرده سيده فصار قاطعأ للطريق ولصاً ومن المرجح أن موسى الأسود ولد سنة 340 وكان موسى ولد سنة 340 وكان موسى ضخم الجثة قوى العضلات وشرساً جداً فجمع حوله جماعة من اللصوص صاروا رعب المنطقة . وفى ذات مرة دبر موسى جريمة شنعاء ولكن الخطة فسدت بسبب نباح كلب الحراسة الذى كان يحرس الغنم. فأقسم موسى أن يقتل الراعى ولكى يصل إليه كان على موسى أن يسبح عبر النيل والسيف بين أسنانه إلا أن الراعى إختبأ فى حفره وسط الرمال ولم يجده موسى فانتقم بأن قتل أربعة خراف وربطهم سوياًوسحبهم ورأه عبر النهر ثم سلخ موسى الخراف وطبخها وأكل أحسن مافيها وباع الجلد وأشترى بثمنه خمراً ثم سار فى طريقه خمسين ميلاً حتى وصل إلى رفاقه، هكذا كان موسى !!.
  1. موسى الأسود يأتى إلى وادى النطرون :
جاء عن موسى أنه كان فى أكثر أوقاته يتطلع إلى الشمس ويخاطبها قائلاً : أيتهاالشمس إن كنت أنت الإله فعرفينى ، ثم يقول : وانت أيها الإله الذى لا اعرفه عرفنى ذاتك ، فسمع يوماً من يقول له : إن رهبان وادى النطرون يعرفون الله ، فاذهب إليهم وهم يعرفونك فقام لوقته وتقلد سيفه وأتى الى البرية فالتقى بالقديس إيسيذوروس القس الذى لما رٌآه خاف من منظره فطمأنه موسى قائلا،إنه أتى اليهم ليعرفوه الإله ، فأتى به إلى القديس مكاريوس الكبير الذى وعظه ولقنه الإيمان.
  1. موسى الأسود يقدم توبته :
بالرغم من شرور موسى وحياته السوداء أمام الجميع إلا أن الله الرحوم وجد فى قلب موسى إستعداداً للحياة معه فكان من وقت سماعه عن آباء برية شهيت القديسين وشده طهارة سيرتهم
وجاذبيتهم العجيبة للآخرين أنه ذهب إلى البرية وهناك التقى موسى بالقديس إيسيذوروس الذى كلمه كثيراً بكلام الله وكلمه عن الدينونة والخلاص وكان لكلمة الله الحية عملها داخل قلبه واستكملت فاعليتها داخل نفسه ، فكانت دموعه مثل الماء الساقى وكان الندم الحار يجتاح نفسه ويقلق نومه ، وهكذا كره حياته الشريرة وعزم على التخلص منها ، فقام الى القديس إيسيذورس ثانية ..
  1. موسى الأسود يعترف بخطاياه وينال المعمودية :
كان موسى يركع امام القديس إيسيذوروس ويعترف بصوت عال بعيوبه وجرائمه الماضية فى تواضع كثير وبشكل يدعو إلى الشفقة ووسط دموع غزيرة ، فأخذه القديس إيسيذورس الى حيث يقيم القديس مكاريوس الكبير الذى أخذ يعلمه ويرشده برفق ولين ثم منحه صبغة المعمودية المقدسة واعترف علناً فى الكنيسة بجميع خطاياه وقبائحه الماضية وكان القديس مكاريوس أثناء الأعتراف يرى لوحاً عليه كتابة سوداء ، وكلما اعترف موسى بخطية مسحها ملاك الله حتى إذ إنتهى من الإعتراف وجد اللوح أبيضاً..
  1. موسى الأسود وعمل التوبة فيه :
عملت التوبة عملهاالقوى فى موسى الأسود ، فقد نقلت عبداً كافراً قاتلاً زانيا سارقاً وصيرته أباً ومعلماً ومعزياً وكاهناً وواضع قوانين للرهبان ومذكوراً على المذبح فى الصلوات ..
  1. موسى الأسود يسترشد بالقديس إيسيذورس :
إتخذ موسى لنفسه مرشدا روحيا عملاقا هو القديس إيسوذوروس قس الإسقيط وإليك بعض المواقف فى هذا الإرشاد:
1- بينما كان موسى مداوما على الصلاة والصوم والتأمل إذ بشيطان الخطية يعيد الى ذاكرته العادات المرزولة القديمة ويزينها بعد أن إستنارت روحه وعادت الى معرفة الله ولما أشتدت عليه وطأة الأفكار الشريرة مضى الى القديس إيسوذوروس وأخبره بحرب الجسد الثائرة ضده فعزاه قائلا لا تحزن هكذا وأنت مازلت فى بدء الصعوبات ولمدة طويلة سوف تأتى رياح التجارب وتقلق روحك فلا تخف ولا تجزع ، وأنت إذا ثابرت على الصوم والسهر وإحتقار أباطيل هذا العالم سوف تنتصر على شهوات الجسد ، فإستفاد موسى من كلام القديس إيسوذوروس ورجع الى قلايته منفردا وممارسا أنواع كثيرة من إماتتة الجسد ولم يتناول سوى القليل من الخبز مرة واحدة فقط فى اليوم كله مثابرا على الصلوات وعمل اليدين.

2- لقد تزايد موسى جدا فى النسك وفى مقاتلته لذاته لدرجة كبيرة ولكن بالرغم من هذه الإماتات والسهر وقهر الذات لم يمكنه من أن يلاشى من مخيلته تلك الأشباح الدنسة ، بل كانت تزداد كلما إزداد هو فى محاربتها ، وربما كانت تقشفاته هذه دون إذن مرشده الروحى لأنه لما ذهب اليه يشكو حاله قال له ينبغى عليك الإعتدال فى كل شىء حتى فى أعمال الحياة النسكية ، كما قال له أيضا يا ولدى كف عن محاربة الشياطين لأن الإنسان له حد فى قوته ولكن إذا لم يرحمك الله ويعطيك الغلبة عليهم هو وحده فما تقدر عليهم أبدا ، إمض الآن وسلم أمرك لله وإنسحق أمامه وداوم على الاتضاع وإنسحاق النفس فإذا نظر الله الى صبرك وإتضاعك فإنه يرحمك ، فأجاب موسى: إنى أثق فى الله الذى وضعت فيه كل رجائى أن أكون دائما ضد الشياطين ولا أبطل إثارة الحرب ضدهم حتى يرحلوا عنى.
فلما رأى منه القديس إيسوذوروس هذا الإيمان حينئذ قال : وأنا أؤمن أيضا بسيدى يسوع المسيح وبإسم يسوع المسيح من هذا الوقت فصاعدا سوف تبطل الشياطين قتالها عنك وإستمر موسى يعمل كقول القديس إيسوذوروس مواظبا على ذلك فأعطاه الله نعمة عظيمة وتواضعا وسكونا فإنحلت عنه قوة الأفكار ومن ذلك الوقت عاش موسى فى سلام وإزداد حكمة.

3- قيل إن موسى قوتل بالزنى قتالا شديدا فى بعض الأوقات ، فقام ومضى الى أنبا إيسوذوروس وشكا له حاله فقال له: إرجع الى قلايتك فقال له موسى : إنى لا أستطيع يا معلم فصعد به الى سطح الكنيسة وقال له: أنظر الى الغرب فنظر ورأى شياطين كثيرين متحفزين للحرب والقتال ثم قال له أنظر الى الشرق فنظر ورأى ملائكة كثيرين يمجدون الله ، فقال له: أولئك الذين رأيتهم فى الغرب هو محاربونا ، أما الذين رأيتهم فى الشرق فإنهم معاونونا ألا نتشجع ونتقو إذن ما دام ملائكة الله يحاربون عنا ، فلما رآهم موسى فرح وسبح الله ورضع الى قلايته دون فزع.
.
  1. موسى الأسود أصبح قدوة لزملائه اللصوص:
قيل أن هاجمه مرة وهو فى قلايته بالإسقيط أربعة لصوص فهزمهم وربطهم سويا وحملهم على ظهره وتوجه الى الكنيسة حيث ألقاهم على الأرض قائلا للرهبان المندهشين: غير مسموح لى بمضرة أى أحد فماذا أصنع بهؤلاء؟ وقيل أن اللصوص أنفسهم تابوا وصاروا رهبانا..
  1. موسى الأسود الرجل القوى:
لقد أطلق على قديسنا الأنبا موسى الأسود بالقديس القوى وربما جاءت هذه الصفة لا لقوته فى التوبة فحسب بل لقوته الجسدية أساسا حيث ذكر أن هذا القديس كان قويا فى جسده وجبارا فى كل أعماله ، كما ذكر أيضا : وكان موسى الأسود طويل القامة حاد النظرات ، شديد العضلات مفتول الساعدين. .
  1. موسى الأسود يتعب نفسه فى عمله اليومى:
كان موسى يتعب نفسه جدا فى ضفر الخوص كل يوم. .
  1. موسى الأسود يعيش فى قلاية منفردة:
ولكثرة الزائرين إليه اشار عليه القديس مكاريوس الكبير بأن يبتعد عن المكان الذى يعيش فيه الرهبان الى قلاية منفردة فى القفر وللحال أطاع موسى وإنفرد فى قلايته وعاش فى وحدته مثابرا على الجهاد الروحى وتزايد فيه جدا..
  1. موسى الأسود أبا لخمسمائة أخ:
جاء عن موسى الأسود أنه بعد زمن إجتمع لديه خمسمائة أخ فصار أبا لهم. .
  1. موسى الأسود يرسل رسالة بليغة الى أنبا نومين:
ذكر أن القديس موسى الأسود أرسل رسالة بليغة الى أنبا نومين اليك نصها:
"إنى أفضل خلاصك بخوف الله قبل كل شىء طالبا أن يجعلك كاملا بمرضاته حتى لا يكون تعبك باطلا بل يكون مقبولا من الله لتفرح .. لأننا نجد أن التاجر إذا ربحت تجارته كثر سروره وكذلك الذى يتعلم صناعة ما إذا أتقنها كما ينبغى يزداد فرحه متناسيا التعب الذى أصابه ، وذلك لأنه قد أتقن الصنعة التى رغب فيها .. ومن تزوج إمرآة وكانت عفيفة صائنة لنفسها فمن شأنه أن يفرح قلبه ، ومن نال شرف الجندية فمن شأنه أن يستهين بالموت فى حربه ضد أعداء ملكه وذلك فى سبيل مرضاه سيده ، وكل واحد من أولئك الناس يفرح إذا ما أدرك الهدف الذى تعب من أجله فإذا كان الأمر هكذا من شئون هذا العالم فكم وكم يكون فرح النفس التى قد بدأت فى خدمة الله عندما تتم خدمتها حسب مرضاة الله؟

الحق أقول لك إن سرورها يكون عظيما ، لأنه فى ساعة خروجها من الدنيا تلقاها أعمالها وتفرح لها الملائكة إذا أبصروها وقد أقبلت سالمة من سلاطين الظلمة لأن النفس إذا خرجت من جسدها رافقتها الملائكة وحينئذ يلتقى بها أصحاب الظلمة كلهم ويمنعونها عن المسير ملتمسين شيئا لهم فيها ، والملائكة وقتئذ ليس من شأنهم أن يحاربوا عنها لكن أعمالها التى عملتها هى التى تحفظها وتستر عليها منهم ، فإذا تمت غلبتها بأعمالها تفرح الملائكة حينئذ ويسبحون الله معها حتى تلاقى الرب بسرور ، وفى تلك الساعة تنسى جميع ما إنتابها من أتعاب فى هذا العالم.
فسبيلنا ايها الحبيب أن نبذل قصارى جهدنا ونحرص كل قوتنا فى هذا الزمان القصير على ان نصلح أعمالنا وننقيها من الشرور عسانا نخلص بنعمة الله من أيدى الشياطين المتحفزين للقائنا إذ أنهم يترصدون لنا ويفتشون أعمالنا إذ كان لهم فينا شىء من أعمالهم لأنهم أشرار وليس فيهم رحمة ، فطوبى لكل نفس لا يكون لهم فيها مكان فإنها تفرح فرحا عظيما".
.
  1. موسى الأسود وفضائله:
ورد لقديسنا موسى الأسود العديد من الفضائل نتيجة لحياته القوية مع المسيح وإليك بعضا من فضائله:
أ‌) فاعلية صلاتة:
لما عزم موسى على الإقامة فى الصخرة تعب ساهرا فقال فى نفسه كيف يمكننى أن أجد مياها لحاجتى ههنا. فجاءه صوت يقول له: أدخل ولا تهتم لشىء ، فدخل وفى أحد الأيام زاره قوم من الآباء ولم يكن له وقتئذ سوى جرة ماء فقط فأعد عدسا يسيرا فلما نفذ الماء حزن موسى وصار يخرج ويدخل ثم يخرج ويدخل هكذا وهو يصلى الى الله وإذ بسحابة ممطرة جاءت فوقه حيث كانت الصخرة وسرعان ما تساقط المطر فإمتلأت أوعيته من الماء ، فقال له الآباء لماذا كنت تدخل وتخرج فأجابهم وقال: كنت أصلى الى الله قائلا: إمك أنت الذى جئت لى الى هذا المكان وليس عندى ماء ليشرب عبيدك وهكذا كنت أدخل وأخرج مصليا الى الله حتى أرسل لنا الماء.
ب‌) خدمته للآخرين:
كانت المياه يصعب إحضارها الى القلالى ، إذ كان يلزم أن يسيروا مسافة كبيرة وإستغل موسى هذه الفرصة وأخذ يدرب نفسه على أعمال المحبة ، فكان يخرج ليلا ويطوف بقلالى الشيوخ ويأخذ جرارهم ويملأها بالماء ، فلما رأى الشيطان هذا العمل لم يحتمله فتركه الى أتى فى بعض الأيام الى البئر ليملأ قليلا من الماء وضربه ضربا موجعا حطم عظامه حتى وقع على الأرض مثل الميت وجاءه بعض الإخوة فمحلوه ومضوا به الى الكنيسة وهناك أقام موسى ثلاثة أيام ثم رجعت روحه اليه.
ج) تواضعه وإحتماله الإهانات:-
أظهر موسى إتضاعا واضحا فى حياته وإليك بعض المواقف التى أظهرت لنا فضيلة التواضع كما يلى:
إنعقد مجلس وأرادوا أن يمتحنوا موسى فنهروه قائلين: لماذا يأتى هذا النوبى هكذا ويجلس فى وسطنا؟! فلما سمع هذا الكلام سكت . وعند إنفضاض المجلس قالوا له: يا أبانا لماذا لم تضطرب فأجابهم قائلا: الحق إنى إضطربت ولكنى لم أتكلم شيئا وسأل بعض الإخوة أحد الشيوخ عن المعنى الذى قصده موسى بقوله: الحق إنى إضطربت ولكنى لم أقل شيئا ، فأجاب الشيخ: إن كمال الراهب يكون فى ناحيتين: الأولى سكون حواس الجسد والثانية سكون حواس النفس ، وإن سكون حواس الجسد عندما يحتمل الإنسان الإهانة لأجل المسيح فلا يتكلم ولو إنه قد يضطرب. أما سكون النفس فهو أن يهان الإنسان دون أن تضطرب نفسه أو يتسرب الى قلبه الغضب.
أراد رئيس الأساقفة الأنبا ثاؤفيلس أن يمتحنه فقال للكهنة: إذا جاء موسى الى المذبح فإطردوه لنسمع ماذا يقول ، فلما دخل إنتهروه وطردوه قائلين له إخرج يا أسود الى خارج الكنيسة فخرج موسى وهو يقول : حسنا فعلوا بك يا رمادى اللون يا أسود الجلد ، وحيث أنك لست بإنسان فلماذا تحضر مع الناس.
قيل أنه بعد رسامته قسا وقف موسى فى الكاتدرائية بملابسه البيضاء فقال له البابا ثاؤفيلس : والآن يا أبا موسى لقد صار الرجل الأسود أبيضا ، إبتسم موسى بحزن وأجاب: من الخارج فقك الله يعلم إنى من الداخل ما زلت أسود.
د) هروبه من المجد الباطل:
سمع حاكم المنطقة يوما بفضائل موسى وأراد أن يراه فإتخذ طريقه الى شيهيت فعلم موسى (وكان متقدما فى السن) بهذه الزيارة ، ولكى يهرب من المجد الباطل إختبأ وسط البوص فى المستنقع وفى طريقه تقابل مع الحاكم وحاشيته الكريمة فقال له الحاكم: أيها الرجل العجوز هل يمكن أن تعلمنى أين توجد قلاية الأب موسى؟ فرد عليه ، وماذا تريد إذن أن تسأله فهو رجل متقدم فى الأيام وغير مستقيم. فسبب هذا الحديث قلقا للحاكم وإستمر فى طريقه وقرع باب الدير حيث كان الإخوة ينتظرونه ، فقال لهم: يا أبائى لقد سمعت كلاما كثيرا عن الأب موسى وجئت الى الصحراء لكى أراه وعلى مسافة من هذا المكان تقابلت عند المستنقع مع رجل شيخ وسألته عن قلاية الأب موسى فرد على أن فى الذهاب اليه مشقة كبيرة وهو رجل شيخ غير مستقيم ، وكان لهذه الكلمات وقع كبير فى نفوس الجميع فأخذوا يصرخون ويحتجون بشده من ترى يكون هذا الشيخ الضعيف العقل هكذا حتى يتكلم بهذه الطريقة عن الأب القديس المكرم فى كل شيهيت ، فقال الزائر العظيم أنه شيخ ضئيل الجسم كان يلبس ملابس طويلة وبالية جدا ووجهه أسمر من الشمس ، وله ذقن بيضاء طويلة ونصف رأسه خال من الشعر وعند ذلك فهموا السر فقد كان الحاكم قد تقابل مع موسى نفسه وتصنع ذلك ووصف نفسه بالكلمات المذكورة . فرجع الحاكم متأثرا جدا.
ه) عطفه على الخطاة وعدم إدانتهم:
عندما أخطأ أخ فى الإسقيط يوما فإنعقد مجلس لإدانته وأرسلوا فى طلب موسى ليحضر فأبى وإمتنع عن الحضور ، فأتاه قس المنطقة وقال: إن الآباء ينتظرونك ظن فقام وأخذ كيسا مثقوبا وملآه رملا وحمله على ظهره وجاء الى المجلس فلما رآه الآباء قالوا له: ماهذا أيها الآب؟ فقال: هذه خطاياى وراء ظهرى تجرى دون أن أبصرها وقد جئت اليوم لأدين غيرى على خطاياه فلما سمعوا ذلك غفروا للأخ ولم يحزنوه فى شىء.
و) إخفاء تدبيره وحفظ وصية المسيح:
حدث مرة أن أعلن فى الإسقيط أن يصام أسبوع وتصادف وقتئذ أن زار موسى إخوة مصريون فأصلح لهم طبيخا يسيرا ، فلما أبصر القاطنون بجواره الدخان إشتكوا لخدام المذبح قائلين:هوذا موسى قد حل الوصية إذ أعد طبيخا ، فطمآنهم أولئك قائلين: بمشيئة الرب يوم السبت سوف نكلمه ، فلما كان السبت وعلموا السبب قالوا لموسى أمام المجمع : أيها الآب موسى : حقا لقد ضحيت بوصية الناس فى سبيل إتمام وصية الله.
ز) زهده:
حدث أن قوما آتوا اليه من مصر وكان موضوعا على المائدة ثعبان مشوى ولما حان وقت الغذاء وأراد الإخوة أن يأكلوا فهم موسى قائلا: لا تقربوا هذا يا إخوتى فإنه وحش شرير ، فقالوا له: لماذا فعلت هكذا يا أبانا؟ فقال لهم: يا إخوتى إن هذه النفس المسكينة إشتهت سمكا ففعلت هذا لكى ما أكسر شهوتها الرديئة فتعجب الإخوة كثيرا ومجدوا الله الذى أعطى لموسى هذه النعمة العظيمة. .
  1. موسى الأسود إستشهد على أيدى البربر:
بينما كان الإخوة جالسين بالقرب من موسى فى إحدى المناسبات قال لهم: سوف يقبل البربر اليوم الى برية الإسقيط ، قفوا ، إهربوا فقالوا له: ألا تريد أنت الهرب يا أبانا؟ أجابهم طوال هذه السنين وأنا أنتظر هذا اليوم لكى يتم قول فادينا الذى قال:"الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون". قالوا نحن أيضا لا نهرب ولكن نموت معك ، فأجاب وقال لهم هذا ليس من شأنى إنما رغبتكم ليهتم كل إنسان بنفسه فى الموضع الذى يسكن فيه ، وكانوا سبعة إخوة وبعد برهة من الزمن قال لهم: هوذا البربر يقتربون الى الباب ، فدخل البربر وقتلوهم ولكن واحدا منهم كان خائفا ، هرب بين الحصير ورأى سبعة تيجان نازلة من السماء توجت السبعة الذين ذبحوا.
وذكر أن القديس إستشهد سنة 400م كما ذكر أنه إستشهد سنة 405م.
وكما روى بلاديوس أن القديس موسى الأسود عاش 65 عاماً.
ويوجد جسد القديس موسى الأسود بجوار جسد معلمه القديس إيسيذورس القس فى مقصورة واحدة بديرهما العامر البرموس.
وكنيستنا القبطية الأرثوذكسية عامة وديرنا البرموس خاصة يحتفلان بعيد إستشهاد القديس موسى الأسود فى اليوم الرابع والعشرين من شهر بؤونة الموافق أول يوليو من كل عام.
هذا وتذكره الكنائس الأخرى على النحو التالى :
(1) كنيسة الروم الأرثوذكس تذكره يوم 28 أغسطس .
(2) كنيسة الروم الكاثوليك تذكره يوم 28 أغسطس .
(3) الكنيسة الإنطاكية المارونية تذكره يوم 28 أغسطس .
(4) الكنيسة اللاتينية تذكره يوم 18 أغسطس ..
 
قديم 30 - 06 - 2017, 02:15 PM   رقم المشاركة : ( 18405 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,340,019

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اقوال القديس الانيا موسى الاسود
  • الصلاة
  • إن الذى يفزع من الأفكار يثبت عدم إيمانه بالله حقاً ولن يستطيع الصلاة قدام المسيح سيده مالم يطرد الأفكار أولاً
  • إن لم يضع الانسان نفسه فى مركز الخاطىء فلن تسمع صلاته أمام الرب ...
  • داوم الصلاة كل حين ليستنير قلبك بالرب ، لأن مداومةالصلاة صيانة من السبى ، ومن يتوانى قليلاً فقد سبته الخطيئة
  • كن يقظاً فى صلاتك لئلا تأكلك السباع الخفية ...
 
قديم 30 - 06 - 2017, 02:15 PM   رقم المشاركة : ( 18406 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,340,019

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اقوال القديس الانيا موسى الاسود
  • إلى الرهبان والنساك

    وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
  • السكون كنز الراهب ...
  • النوم الكثير يولد الخيالات الكثيرة والسهر بمعرفة يزهر العقل ويثمره ...
  • النوم الكثير يجعل الذهن كثيفاً مظلماً والسهر بمقدار يجعله لطيفاً نيراً...
  • امور تولد النجاسة : الشبع من الطعام ، السكر من الشراب ، كثرة النوم ، نظافة البدن بالماء والتطًيب وتعاهد ذلك كل وقت ...
  • اجلس فى قلايتك وسوف تعلمك هى كل شىء ...
  • اربعة عون الراهب : الهذيذ فى كل ساعة فى ناموس الله ، مداومة السهر ، النشاط فى الصلاة وألا يعتبر نفسه شيئاً ...
  • أربعة تؤدى إلى الزنى : الأكل والشرب ، الشبع من النوم ، البطالة واللعب والتزين بالملابس ...
  • إن الإنسان الذى يهرب من العالم يشبه العنب الناضج ، أما الذى يعيش بين مباهج أهل العالم فأنه يشبه العنب الحصرم ...
  • إن لم تصبح مقبوراً كالميت فلن تستطيع أن تمنع الفكر ..
  • هلاك النفس يأتى من : الجولان من موضع إلى موضع ، محبة الإجتماع بأهل العالم ، الإكثار من الترف والبذخ وكثرة الحقد فى القلب ..
  • وكما يلتف الليلوب على الكرم فيفسد ثمره ، كذلك السبح الباطل يفسد الراهب إذا كثر حوله ..
  • لاتأمن للجسد إذا رأيت نفسك مستريحاً من المحاربات فى اى وقت من الأوقات ..
  • من ينام بمعرفة هوأفضل ممن يسهر فى الكلام الباطل ..
  • ملازمة خوف الله تحفظ النفس من المحاربات ، وحديث أهل العالم والإختلاط بهم يظلم النفس وينسيها التأمل ..
  • نسك النفس هو بغض التنعم ونسك الجسد هو العوز ..
  • ستة أشياء تدنس النفس والجسد : المشى فى المدن ، إهمال العينين بلاحفظ ، التعرف بالنساء ، مصادقة الرؤساء ، محبة الأحاديث الجسدانية والكلام الباطل ..
  • ظلام النفس يأتى من : المشى فى المدن والقرى ، النظر إلى مجد العالم والإختلاط بالرؤساء فى العالم ..
 
قديم 30 - 06 - 2017, 02:17 PM   رقم المشاركة : ( 18407 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,340,019

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إلى نفسك العزيزة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الوصول الى الملكوت يساعد عليه: الحزن والتنهد دائما ، البكاء على الذنوب والآثام وإنتظار الموت فى كل يوم وكل ساعة.
الحفظ من الفكر الردىء يأتى من: القراءة فى كتب الوصايا ، طرح الكسل ، القيام فى الليل للصلاة والابتهال والتواضع دائما.
أشر الرذائل كلها أن يزكى الانسان نفسه بنفسه.
الصدقة بمعرفة تولد التأمل فيما سيكون وترشد الى المجد ، أما الانسان القاسى القلب فإنه يدل على إنعدامه من أى فضيلة.
النوح يطرد جميع أنواع الشرور.
اربعة يجب إقتناؤءها: الرحمة ، غلبة الغضب ، طول الروح والتحفظ من النسيان.
أربعة أمور تحرك فى الانسان الغضب: الأخذ والعطاء ، إتمام الهوى ، فى أن يعلم غيره ، ظنه فى نفسه أنه عاقل.
أربعة تقتنى بصعوبه: البكاء ، تأمل الإنسان فى خطاياه ، جعل الانسان الموت بين عينيه وأن يقول فى كل أمر أخطأت وإغفر لى.
أمور تولد الغضب: المعاملة ، المساومة ، الإنفراد برأيك فيما تهواه نفسك ، عدولك عن مشورة الأخرين وإتباع شهواتك.
إعدد نفسك للقاء الرب ، فتعمل حسب مشيئته.
إفحص نفسك ههنا ، وإعرف ماذا يعوزك فتنجو من الشدة ساعة الموت ويبصر إخوتك أعمالك فتأخذهم الغيرة الصالحة.
إختبر نفسك كل يوم وتأمل فى أى المحاربات إنتصرت.
إعط المحتاجين بسرور ورضى لئلا تخجل بين القديسين وتحرم من أمجادهم.
أحبب المساكين لتخلص بسببهم فى وقت الشدة.
إياك أن تسمع بسقطة أحد إخوتك لئلا تكون قد دنته خفية.
الذى يعتقد فى نفسه أنه بلا عيب فقد حوى فى ذاته سائر العيوب.
حب الإطراء من شأنه أن يطرد المعرفة.
كن مداوما على ذكر سير القديسين لكى تأكلك غيره أعمالهم.
ليكن قلبك من نحو الأفكار شجاعا جدا فتخف عنك حدتها ، أنا الذى يخاف منها ترعبه فيخور.
لنرفض شرف العالم وكراماته لنخلص من المجد الباطل.
لنكرم أقرباؤنا فى كل الأمور لنخلص من الدينونة.
لنتحمل السب والتعيير لنخلص من الكبرياء.
لا تهتم بشئون العالم كأنها غاية أملك فى هذه الحياة ، وذلك لتستطيع أن تخلص.
لا تكن قاسيا القلب على أخيك فإننا جميعا قد تغلبنا الأفكار الشريرة.
من يحتمل ظلما من أجل الرب يعتبر شهيدا ومن يتمسكن يعوله الرب.
من يصر جاهلا من أجل الرب يحكمه الرب.
من ينكر ذاته ولا يظن أنه شىء فلذلك يكون سالكا حسب مشيئة الله.
من ينكر ذاته يسلك فى سلام.
على مثال الصدأ الذى يأكله الحديد ، كذلك يكون مديح الناس الذى يفسد القلب إذا مال إليه.
تمجيد الناس يولد للإنسان البذخ وتعاظم الفكر.
خير للإنسان أن يضع نفسه للموت من أن يضع جاره ولا يدينه فى شىء ما.
خير للإنسان ان يموت عن كل شر ولا يحزن أحدا قبل رحيله عن الجسد.
 
قديم 30 - 06 - 2017, 02:32 PM   رقم المشاركة : ( 18408 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,340,019

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العقل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أربعة يحتاج اليها العقل كل ساعة: الصلاة الدائمة بسجود قلبى ، محاربة الأفكار ، أن تعتبر ذاتك خاطئا ولا تدين أحدا.
أربعة مصدر ظلمة الفكر: مقت الرفيق ، الإزدراء به ، حسده ، سوء الظن به.
محبة المقتنيات تزعج العقل ، والزهد فيها يمنحه إستنارة ..
ستة أشياء يتطهر بها العقل: الصمت ، حفظ الوصايا ، الزهد فى القوت ، الثقة بالله فى كل الأمور ، قمع القلب عن الفكر الردىء والإمتناع عن النظر الى النساء.
ثلاثة أشياء تكون من جودة العقل: الإيمان بالله ، الصبر على كل محنة ، وتعب الجسد..
ثلاثة أمور يفرح بها العقل: تمييز الخير من الشر ، التفكير فى الأمر قبل الإقدام عليه ، والبعد عن المكر..
ثلاثة أشياء يستنير بها العقل: الإحسان الى من أساء إليك ، الصبر على ما ينالك من أعدائك ، وترك النظر أو الحسد لمن يتقدمك فى العالم..
ثلاثة أمور تحارب العقل: الغفلة والكسل وترك الصلاة.
ذكر الدينونة يولد فى الفكر تقوى الله وقلة خوف الله تضل العقل.
 
قديم 30 - 06 - 2017, 02:33 PM   رقم المشاركة : ( 18409 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,340,019

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التواضع

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إحتمل الخزى والحزن من أجل إسم المسيح بإتضاع ، وقلب شغال وأطرح أمامه ضعفك فيكون رب المجد لك القوة.
إذا حسن لك الزنى إقتله بالتواضع وإلجأ الى الله فتستريح . وإذا حوربت بجمال الجسد فتذكر نتانته بعد الموت فإنك تستريح.
إذا تقبل الإنسان الزجر والتوبيخ فإن ذلك يولد له التواضع.
لنلزم التواضع فى كل أمر وفى كل عمل.
قساوة القلب تولد الغيظ والوداعة تولد الرحمة.
تواضع القلب يتقدم الفضائل كلها والكبرياء هى أساس الشرور كلها.
 
قديم 30 - 06 - 2017, 02:34 PM   رقم المشاركة : ( 18410 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,340,019

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الخطيئة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الذى يقر بضعفه موبخا ذاته أمام الله فقد إهتم بتنقيه طريقة من الخطيئة.
أطلب خوف الله بكل قوتك فإنه يزيل كل الخطايا.
إذا قمت كل يوم بالغداة تذكر أنك سوف تعطى الله جوابا عن سائر أعمالك فلن تخطىء البتة ، بل يسكن خوف الله فيك.
لنقتن لأنفسنا الشوق الى الله ، فإن الإشتياق اليه يحفظ من الزنى.
من ينظر الى إمرآة بلذة فقد أكمل الفسق بها.
من يتذكر خطاياه ويقر بها لا يخطىء كثيرا ، أما الذى لا يتذكر خطاياه ولا يقر بها فإنه يهلك بها.
فكر فى نار جهنم لكيما تمقت أعمالك.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025