![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 18361 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ما معنى أن الكلمة صار جسداً (يوحنا 1: 14)؟ ![]() الجواب: إن مصطلح "الكلمة" مستخدم بطرق متنوعة في الكتاب المقدس. فيوجد في العهد الجديد كلمتين يونانيتين مترجمتين "كلمة" هما: rhema و logos ويوجد فرق بسيط في معناهما. عادة تعني كلمة rhema "الكلمة المنطوقة/القول" مثلاً في لوقا 1: 38 عندما أخبر الملاك مريم أنها ستكون أم إبن الله، أجابت مريم: "هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ (rhema)". أما كلمة Logos فهي تحمل معنى فلسفياً أكثر شمولاً. وقد إستخدمت هذه الكلمة في يوحنا 1. وهي عادة تعني رسالة كاملة، وتستخدم غالباً في الإشارة إلى رسالة الله إلى الجنس البشري. مثلاً، لوقا 4: 32 يقول أنه عندما كان المسيح يعلم الناس "بُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ لأَنَّ كَلاَمَهُ كَانَ بِسُلْطَانٍ". لم يتعجب الناس فقط من الكلمات التي إختار المسيح أن يستخدمها، بل برسالته كلها. إن "الكلمة" (Logos) في يوحنا 1 هي إشارة إلى المسيح. المسيح هو الرسالة الكاملة – كل ما أراد الله أن يوصله إلى الإنسان. يعطينا الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا لمحة داخل علاقة الآب والإبن قبل مجيء المسيح إلى الأرض في صورة إنسان. لقد كان موجوداً قبلاً مع الآب (الآية 1)، وكان له دور في خلق كل شيء (الآية 3)، وهو "نور للناس" (الآية 4). إن الكلمة (يسوع) هو تجسيد لله (كولوسي 1: 19؛ 2: 9؛ يوحنا 14: 9). ولكن الله الآب هو روح. وهو غير مرئي للعين البشرية. وكانت رسالة المحبة والفداء التي تكلم بها الله من خلال أنبيائه قد تم إهمالها لقرون (حزقيال 22: 26؛ متى 23: 37). وقد وجد الناس أنه من السهل إهمال رسالة إله غير منظور والإستمرار في خطاياهم وتمردهم. لهذا صار الرسالة جسداً، وأخذ صورة إنسان، وجاء ليسكن بيننا (متى 1: 23؛ رومية 8: 3؛ فيلبي 2: 5-11). إستخدم اليونانيين كلمة Logos للأشارة إلى "الذهن"، أو"العقل"، أو"الحكمة". وقد إستخدم يوحنا هذا المفهوم لكي يخبر بحقيقة أن المسيح، وهو الأقنوم الثاني في الثالوث المقدس، هو صورة الله التي أعلنها عن نفسه إلى العالم. إن كلمة الله في العهد القديم هي التي أوجدت العالم (مزمور 33: 6) وأنقذت المحتاجين (مزمور 107: 20). وفي الإصحاح الأول من إنجيله يخاطب يوحنا اليهود والأمم لقبول المسيح الأبدي. قدم المسيح هذا المثل في لوقا 20: 9-16 لكي يشرح ضرورة أن يصير الكلمة جسداً. "إنْسَانٌ غَرَسَ كَرْماً وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ زَمَاناً طَوِيلاً. وَفِي الْوَقْتِ أَرْسَلَ إِلَى الْكَرَّامِينَ عَبْداً لِكَيْ يُعْطُوهُ مِنْ ثَمَرِ الْكَرْمِ فَجَلَدَهُ الْكَرَّامُونَ وَأَرْسَلُوهُ فَارِغاً. فَعَادَ وَأَرْسَلَ عَبْداً آخَرَ. فَجَلَدُوا ذَلِكَ أَيْضاً وَأَهَانُوهُ وَأَرْسَلُوهُ فَارِغاً. ثُمَّ عَادَ فَأَرْسَلَ ثَالِثاً. فَجَرَّحُوا هَذَا أَيْضاً وَأَخْرَجُوهُ. " فَقَالَ صَاحِبُ الْكَرْمِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ أُرْسِلُ ابْنِي الْحَبِيبَ. لَعَلَّهُمْ إِذَا رَأَوْهُ يَهَابُونَ! فَلَمَّا رَآهُ الْكَرَّامُونَ تَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ قَائِلِينَ: هَذَا هُوَ الْوَارِثُ. هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ لِكَيْ يَصِيرَ لَنَا الْمِيرَاثُ. فَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. فَمَاذَا يَفْعَلُ بِهِمْ صَاحِبُ الْكَرْمِ؟ يَأْتِي وَيُهْلِكُ هَؤُلاَءِ الْكَرَّامِينَ وَيُعْطِي الْكَرْمَ لِآخَرِينَ." إن المسيح في هذا المثل يذكر قادة اليهود أنهم رفضوا الأنبياء والآن يرفضون الإبن. لهذا فإن Logos الذي هو كلمة الله سوف يكون متاحاً للجميع، وليس فقط اليهود (يوحنا 10: 16؛ غلاطية 2: 28؛ كولوسي 3: 11). ولأن الكلمة صار جسداً، فإن لنا رئيس كهنة قادر أن يرثي لضعفاتنا، وقد جرب في كل شيء مثلنا – ولكنه لم يرتكب خطية (عبرانيين 4: 15). |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 18362 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() في أية سنة ولد المسيح؟ ![]() الجواب: لا يقدم الكتاب المقدس تاريخ محدد، أو سنة محددة لميلاد المسيح في بيت لحم. ولكن الفحص المدقق لتفاصيل التتابع الزمني للتاريخ يحصر الإحتمالات إلى فترة محددة من الزمن. توجد تفاصيل ميلاد المسيح في الأناجيل. يقول متى 2: 1 أن المسيح ولد في أيام الملك هيرودس. وبما أن هيرودس مات عام 4 ق. م. فلدينا حدود زمنية يمكن إستخدامها. وفوق هذا، فإنه بعد هرب يوسف ومريم من بيت لحم مع الطفل يسوع، أمر هيرودس بقتل جميع الأطفال أقل من عمر سنتين في تلك الناحية. وهذا يشير أنه ربما كان المسيح في الثانية من عمره قبل موت هيرودس. وهذا يجعل تاريخ ميلاده ما بين عامي 4 و 6 ق. م. يذكر لوقا 2: 1-2 عدة حقائق أخرى للتأمل: "وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ. وَهَذَا الاِكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ." ونحن نعلم أن أوغسطس قيصر حكم ما بين 27 ق.م إلى 14 م. وقد كان كيرينيوس والياً على سورية خلال نفس الفترة، مع وجود سجلات بعمل إكتتاب يتضمن اليهودية حوالي عام 6 ق. م. ويجادل بعض الباحثين في أن يكون هذا الإكتتاب هو الذي يذكره لوقا، ولكن يبدو أنه هو نفسه بالفعل. وبناء على هذه التفاصيل التاريخية فمن المرجح أن ميلاد المسيح في بيت لحم هو ما بين 6 – 5 ق. م. يذكر لوقا معلومة أخرى خاصة بالخط الزمنى: "وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً" (لوقا 3: 23). بدأ يسوع خدمته أثناء خدمة يوحنا المعمدان في البرية، وقد بدأت خدمة يوحنا "وَفِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ عَشْرَةَ مِنْ سَلْطَنَةِ طِيبَارِيُوسَ قَيْصَرَ إِذْ كَانَ بِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ وَالِياً عَلَى الْيَهُودِيَّةِ وَهِيرُودُسُ رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى الْجَلِيلِ وَفِيلُبُّسُ أَخُوهُ رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى إِيطُورِيَّةَ وَكُورَةِ تَرَاخُونِيتِسَ وَلِيسَانِيُوسُ رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى الأَبِلِيَّةِ فِي أَيَّامِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ حَنَّانَ وَقَيَافَا..." (لوقا 3: 1-2). إن الفترة الزمنية الوحيدة التي تتسق مع كل هذه الحقائق هي ما بين 27 – 29 م. فإذا كان المسيح "نحو ثلاثين سنة" عام 27 م، فإن ميلاده ما بين 6 و4 ق. م. يتناسب مع هذا التسلسل الزمني. وبتحديد أكثر، من المرجح أن عمر المسيح كان حوالي 32 سنة في وقت بداية خدمته (أي "نحو ثلاثين سنة"). وماذا عن يوم ميلاد المسيح؟ إن تقليد الإحتفال بميلاد المسيح يوم 25 ديسمبر قد تم تحديده بعد زمن العهد الجديد بوقت طويل. وهو اليوم الذي إتفق المسيحيون أن يحتفلوا فيه بميلاد المسيح، ولكن يوم ميلاده بالتحديد ليس معروفاً. ما نعرفه هو أن التفاصيل الكتابية والتاريخية تشير إلى سنة تقريبية لميلاده. لقد ولد المسيح في بيت لحم اليهودية ما بين عامي 6 – 5 ق.م. من مريم أمه. وقد غيَّر ميلاده التاريخ إلى الأبد، وكذلك غير حياة عدد لا يحصى من الناس حول العالم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 18363 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() في أي سنة مات المسيح؟ ![]() الجواب: إن موت المسيح وقيامته هما أهم الأحداث قاطبة منذ خلق العالم. فمن خلال موت المسيح أخذ الله من كانوا "أعداء" له نتيجة الخطية و"صَالَحَكُمُ الآنَ فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى امَامَهُ" (كولوسي 1: 21-22). ومن خلال قيامة المسيح فإن الله "... حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ..." (بطرس الأولى 1: 3). ولكن الكتاب المقدس، كما هو الحال في غالبية الأحداث التي يسجلها، لا يعطينا تاريخ موت المسيح بالتحديد. ومع هذا يمكننا أن نحسبه بدقة إلى حد كبير. رغم أن الخط الزمني للعالم مقسم تاريخياً ما بين ق. م. (قبل ميلاد المسيح) و م. (سنة الميلاد)، فإن يسوع المسيح ولد في الواقع ما بين عامي 6 و4 ق. م. ويحدد هذا التاريخ بناء على وقت موت هيرودس العظيم الذي كان حاكم اليهودية من عام 47 ق. م. حتى موته عام 4 ق. م. وقد أمر الله يوسف ومريم مع الطفل يسوع بالعودة من مصر إلى إسرائيل "بعد موت هيرودس" (متى 2: 19). توجد عدة عوامل تسمح لنا بتحديد السنة التي مات فيها المسيح. نحن نعلم أن يوحنا المعمدان بدأ خدمته عام 26 م. بناء على الملحوظة التاريخية في لوقا 3: 1. وإن المسيح في الغالب بدأ خدمته بعد يوحنا بوقت قليل. ثم خدم المسيح تقريباً لمدة الثلاث سنوات والنصف التالية. لهذا فإن نهاية خدمته لا بد وأنها كانت ما بين عامي 29 – 30 م. من المعروف أن بيلاطس البنطي حكم اليهودية ما بين 26 – 36 م. وقد تم صلب المسيح خلال عيد الفصح (مرقس 14: 12)، وهذه الحقيقة، بالإضافة إلى المعلومات الفلكية (فالتقويم اليهودي كان تقويماً قمرياً)، تحصر الوقت ما بين تاريخين – 7 إبريل عام 30م أو 3 إبريل عام 33م. وتوجد فرضيات بحثية تساند صحة كلا التاريخين؛ ويستلزم التاريخ الأخير (عام 33م) أن تكون فترة خدمة المسيح أطول، وأن تكون قد بدأت في وقت متأخر. أما التاريخ الأول (عام 30م) فيبدو متسقاً أكثر مع ما نستنتجه حول بداية خدمة المسيح من لوقا 3: 1. لقد وقعت أحداث كثيرة على مسرح العالم منذ زمن المسيح، ولكن لم يتسبب أي منها في حجب أهمية وعظمة ما حدث عام 30م – أي موت وقيامة مخلص العالم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 18364 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هل كان المسيح بلا خطية؟ ![]() الجواب: نعم، كان المسيح بلا خطية، ولأن المسيح كان بلا خطية لنا رجاء الأبدية في السماء. لو لم يكن المسيح بلا خطية، لم تكن توجد ذبيحة للخطايا. إن عصيان آدم وحواء لله في جنة عدن أدخل الخطية إلى العالم (تكوين 3: 6). ومع الخطية جاء الموت، بالضبط كما أنذرهما الله (تكوين 2: 17). ونتيجة لهذا فإن البشر يولدون بطبيعة الخطية (رومية 5: 12-19)، وهي ملازمة لنا منذ تكويننا في بطون أمهاتنا (مزمور 51: 5). ولكن يوضح الكتاب المقدس أن الرب يسوع المسيح، رغم أنه كان مجرباً في كل شيء مثلنا (عبرانيين 4: 15)، إلا أنه لم يرتكب خطية (كورنثوس الثانية 5: 21؛ يوحنا الأولى 3: 5). وقد عبَّر الرسول بطرس عن هذا بوضوح: "الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ" (بطرس الأولى 2: 22). بالفعل، يسوع المسيح هو الله، ولا يستطيع أن يخطيء. بالإضافة إلى وضع حاجز بيننا وبين خالقنا، فإن طبيعة الخطية الموروثة عرضتنا جميعاً للموت الجسدي والأبدي لأن "أجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ" (رومية 6: 23). وكنا بحاجة إلى الغفران لكي تحدث المصالحة مع الله ولكن "بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!" (عبرانيين 9: 22). بعد خطية آدم وحواء، ألبسهما الله "اقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ" (تكوين 3: 21) عن طريق سفك دم حيوان. ولكن، كل الذبائح الحيوانية التي تلت ذلك، رغم توضيحها أن الخطية تتطلب الموت، كانت مجرد غطاء وقتي للخطايا، لأن دماء الحيوانات لا تستطيع أن تمحو الخطايا بالتمام (عبرانيين 10: 4، 11). كانت الذبائح في العهد القديم رمز نبوي لذبيحة المسيح الكاملة المقدمة "مرة وإلى الأبد" (عبرانيين 7: 27؛ 10: 10). كان الطريق الوحيد للتصالح مع إله قدوس وكامل هو من خلال تقدمة مقدسة و كاملة، والتي لم تكن متاحة لنا لو لم يكن المسيح بلا خطية. فكما أعلن الرسول بطرس: "عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ" (بطرس الأولى 1: 18-19). بالفعل إن دم المسيح الذي هو بلا خطية هو وحده القادر أن يصنع السلام والمصالحة بين الله والإنسان (كولوسي 1: 20). وبهذه المصالحة نستطيع أن نكون "قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى امَامَهُ" (كولوسي 1: 22). إن موت المسيح، الذي هو بلا خطية، على صليب الجلجثة إستوفى عقوبة الخطية الكاملة لكل من يؤمن به. لهذا، فإن ما قد فقد في السقوط تم إسترداده في الصليب. وكما دخلت الخطية إلى العالم بواسطة إنسان واحد (آدم)، فإن الله إستطاع أن يفدي العالم من خلال إنسان واحد – هو يسوع المسيح الذي بلا خطية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 18365 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ما هي أهمية الدخول الإنتصاري؟ ![]() الجواب: الدخول الإنتصاري هو دخول المسيح إلى أورشليم في ما يعرف اليوم بأحد السعف/أحد الشعانين وهو يوم الأحد السابق للصلب (يوحنا 12: 1، 12). إن قصة الدخول الإنتصاري هي واحدة من الأحداث القليلة في حياة المسيح التي تسجلها الأناجيل الأربعة كلها (متى 21: 1-17؛ مرقس 11: 1-11؛ لوقا 19: 29-40؛ يوحنا 12: 12-19). وعند وضع الروايات الأربعة معاً يتضح أن الدخول الإنتصاري كان حدثاً مهماً، ليس فقط بالنسبة للناس في زمن المسيح، ولكن للمؤمنين عبر التاريخ. فنحن نحتفل بأحد السعف/الشعانين تذكاراً لتلك المناسبة الهامة. في ذلك اليوم، دخل المسيح إلى أورشليم راكباً على جحش مستعار، لم يركب عليه شخص من قبل. وقد قام التلاميذ بوضع ثيابهم على ظهر الحمار حتى يجلس المسيح عليها، وخرجت الجماهير للترحيب به، واضعين ثيابهم وأغصان النخيل على الأرض أمامه. وقام الناس بالهتاف له وتمجيده على أنه "الملك الآتي بإسم الرب"، ثم دخل إلى الهيكل حيث علَّم الناس وشفاهم وطرد الصيارفة والباعة الذين جعلوا بيت أبيه "مغارة لصوص" (مرقس 11: 17). كان الغرض من دخول المسيح راكباً إلى أورشليم هو إعلان كونه المسيا ملك إسرائيل إتماماً لنبوة العهد القديم. يقول متى أن الملك الآتي على جحش إبن أتان هو تحقيق حرفي لنبوة زكريا 9: 9 " اِبْتَهِجِي جِدّاً يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ." دخل المسيح راكباً إلى العاصمة كملك منتصر وهتف له الناس كملك بصورة كانت مألوفة في تلك الأيام. كانت شوارع أورشليم، مدينة الملك، مفتوحة أمامه، وقام كملك بالنزول إلى قصره، ليس قصر دنيوي بل قصر روحي هو الهيكل، لأن ملكوته هو ملكوت روحي. وقد قبل عبادة الناس وتسبيحهم له لأنه هو وحده مستحق. لم يعد يقول لتلاميذه أن يظلوا صامتين بشأنه (متى 12: 16؛ 16: 20) ولكن أن يهتفوا بتسبيحه وعبادته علناً. وكان فرش الثياب على الأرض علامة إحترام لكونه ملكاً (أنظر ملوكط الثاني 9: 13). فقد كان المسيح يعلن للناس علناً أنه هو ملكهم، المسيا الذي كانوا ينتظرون مجيئه. ولكن للأسف، لم يكن سبب التسبيح الذي أغدقه الناس على المسيح هو إدراكهم أنه مخلصهم من خطاياهم. لقد رحبوا به بسبب رغبتهم في مسيا يخلصهم ويقودهم في التمرد ضد الرومان. كان هناك كثيرين، رغم عدم إيمانهم بالمسيح كمخلص، إلا أنهم كانوا يأملون أنه قد يكون مخلص دنيوي عظيم. أولئك هم الذين هتفوا له أوصنا كملك، معترفين بأنه إبن داود الذي جاء بإسم الرب. ولكن عندما لم يحقق توقعاتهم، وعندما رفض أن يقودهم في تمرد هائل ضد المحتل الروماني، فإن الجماهير سرعان ما إنقلبت عليه. وفي غضون أيام قليلة تغيرت هتافات أوصنا إلى صرخات "أصلبه!" (لوقا 23: 20-21). إن من هتفوا له كبطل سرعان ما رفضوه وتخلوا عنه. إن قصة الدخول الإنتصاري هي قصة تناقضات، وهذه التناقضات تحتوي دروساً للمؤمنين. إنها قصة الملك الذي جاء كخادم وضيع راكباً على حمار، وليس على فرس شامخ، وليس في ثياب ملكية، بل في رداء الفقراء المتواضعين. لم يأت المسيح ليغلب بالقوة مثل الملوك الأرضيين، بل بالمحبة والنعمة والرحمة وتضحيته بنفسه من أجل شعبه. إن ملكوته ليس ملكوت جيوش وبهاء، بل إتضاع وخدمة. وهو لا يغلب الأمم بل القلوب والأذهان. إن رسالته هي رسالة السلام مع الله، وليس السلام الدنيوي. وإذا دخل المسيح منتصراً إلى قلوبنا فإنه يملك فيها بالسلام والمحبة. ونحن كتلاميذه نظهر نفس هذه الصفات ويرى العالم الملك الحقيقي الحي الذي يملك فينا منتصراً. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 18366 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ما المقصود بأن يسوع هو رئيس السلام (إشعياء 9: 6)؟ ![]() الجواب: يقول إشعياء في نبوته عن المسيا: "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ" (إشعياء 9: 6). في عالم تسود عليه الحروب والعنف، من الصعب أن نرى كيف يمكن أن يكون المسيح الإله كلي القدرة الذي يشكل تاريخ البشرية هو نفسه تجسيد للسلام. ولكن الأمان الجسدي والإنسجام السياسي ليسا بالضرورة هما السلام الذي يتحدث عنه (يوحنا 14: 27). إن كلمة "سلام" باللغة العبرية "shalom" تستخدم غالباً للإشارة إلى مظاهر الهدوء والسكينة في الأفراد والمجموعات والأمم. وفي اللغة اليونانية تعني كلمة "eirene" "الوحدة والتوافق"؛ ويستخدم الرسول بولس هذه الكلمة في وصف هدف كنيسة العهد الجديد. ولكن المعنى الأعمق للسلام هو "الإنسجام الروحي الذي يتحقق من تصالح الإنسان مع الله". فنحن أعداء لله بسبب الخطية (رومية 5: 10). "وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا" (رومية 5: 8). وبسبب تضحية المسيح صار لنا أن نسترد علاقة السلام مع الله (رومية 5: 1). وهذا سلام عميق ودائم لا ينتزع بين قلوبنا وبين الخالق (يوحنا 10: 27-28) وهو التحقيق الأسمى لعمل المسيح كـ "رئيس السلام". ولكن تضحية المسيح تمنحنا أكثر من مجرد السلام الأبدي؛ إنها تتيح أن تكون لنا علاقة مع الروح القدس، المعين الذي يعد أن يرشدنا (يوحنا 16: 7، 13). وفوق ذلك، فإن الروح القدس يظهر من خلالنا إذ يجعلنا نعيش بطرق لا يمكن أن نحققها من أنفسنا بما في ذلك أنه يملأ حياتنا بالمحبة والفرح والسلام (غلاطية 5: 22-23). إن هذه المحبة والفرح والسلام هي نتيجة عمل الروح القدس في حياة المؤمن. وهي إنعكاس لحضوره فينا. ورغم أن أعمق وأهم نتائجها هو أن نعيش في محبة وفرح وسلام مع الله إلا أنها لا بد وأن تفيض على علاقاتنا مع الناس. ونحن بحاجة ماسة إليها – خاصة أن الله يدعونا أن نعيش في وحدة هدف مع المؤمنين الآخرين في إتضاع ولطف وصبر "... مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَانِيَّةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ." (أفسس 4: 1-3) إن هذه الوحدانية واللطف غير ممكنة بدون عمل الروح القدس فينا وبدون أن يكون لنا سلام مع الله بفضل تضحية إبنه. ومن المفارقات أن أبسط تعريف للسلام، الذي هو مظهر السكينة في الشخص، يمكن أن يكون أصعبها في الفهم والتطبيق. فنحن لا نفعل شيء للحصول على سلامنا الروحي مع الله أو الحفاظ عليه (أفسس 2: 8-9). وفي حين أن الحياة في وحدة مع المؤمنين الآخرين يمكن أن تكون أمراً صعباً، إلا أن العيش في سلام في حياتنا الخاصة قد يبدو مستحيلاً أحياناً كثيرة. لاحظ أن "السلام" لا يعني "السهولة". لم يعدنا يسوع أبداً بما هو سهل، لكنه وعد فقط أن يساعدنا. في الواقع، قال لنا أن نتوقع الضيقات (يوحنا 16: 33) والتجارب (يعقوب 1: 2). ولكنه قال أيضاً أننا إذا طلبنا منه سوف يعطينا "... سَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ..." (فيلبي 4: 6-7). مهما كانت الصعوبات التي نواجهها يمكننا أن نطلب السلام الذي ينبع من محبة الله الفائقة والتي لا تعتمد على قوتنا أو الظروف المحيطة بنا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 18367 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هل من الخطأ إقتناء صور للمسيح؟ ![]() الجواب: عندما أعطى الله الناموس للبشر بدأ بعبارة تعرِّفهم بشخصه: "انَا الرَّبُّ الَهُكَ الَّذِي اخْرَجَكَ مِنْ ارْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ" (خروج 20: 2)، مع التحذير بأن لا يكون لشعب إسرائيل إله آخر غيره. وتبع ذلك مباشرة بمنعهم من صنع أية صورة لأي شيء "مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الارْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الارْضِ" (خروج 20: 4) بهدف عبادته أو السجود له. إن الأمر المثير للعجب بشأن تاريخ الشعب اليهودي هو عصيانهم لهذه الوصية أكثر من غيرها. فقد قاموا مرة ومرات بصنع أوثان تمثل آلهة لكي يعبدوها؛ بداية من صنع العجل الذهبي في نفس الوقت الذي كان فيه الله يكتب لموسى الوصايا العشرة (خروج 32)! إن عبادة الأوثان أبعدت شعب إسرائيل عن عبادة الإله الحقيقي الحي، وقادتهم إلى خطايا أخرى منها بغاء الهيكل والعربدة وتقديم الأطفال للآلهة. بالطبع، إن مجرد وجود صورة للمسيح على حائط البيت أو الكنيسة ليس عبادة أوثان. وإن كان من الممكن أن تصبح صورة المسيح أو الصليب موضوعاً للعبادة، وهذا خطأ من جانب من يقوم بعبادتها. ولكن لا يوجد شيء في العهد الجديد يمنع المؤمن من إقتناء صورة للمسيح. قد تكون صورة كهذه تذكاراً بضرورة الصلاة، أو تركيز الفكر في الرب، أو إتباع خطوات المسيح. ولكن يجب أن يدرك المؤمنين أن الرب لا يمكن إختصاره في صورة وأن الصلاة أو التبجيل لا يجب تقديمها إلى صورة. فلن يكون الرسم أبداً صورة كاملة لله، ولن يظهر مجده بصورة دقيقة ولا يجب أن يحل محل نظرتنا إلى الله أو يعمق معرفتنا به. وبالطبع، فإن حتى أجمل رسم ليسوع المسيح ليس إلا تخيل فنان لشكل الرب. فإننا لا نعرف كيف كان شكل المسيح. ولو كان من المهم أن نعرف تفاصيل شكله الخارجي، لكان متى وبطرس ويوحنا قدموا لنا وصفاً دقيقاً، وكذلك أيضاً يعقوب ويهوذا إخوة يسوع أنفسهم. ولكن هؤلاء الرسل الذين كتبوا أجزاء من العهد الجديد لا يقدمون لنا شيئاً عن صفات المسيح الجسدية. ويتركون الأمر لخيالنا. إننا بالتأكيد لسنا بحاجة إلى صورة لإظهار طبيعة ربنا ومخلصنا. علينا فقط أن ننظر إلى خليقته، كما يذكرنا مزمور 19: 1-2 "اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ. يَوْمٌ إِلَى يَوْمٍ يُذِيعُ كَلاَماً وَلَيْلٌ إِلَى لَيْلٍ يُبْدِي عِلْماً." بالإضافة إلى أن وجودنا ذاته كمفديي الرب المقدسين المبررين بدمه المسفوك على الصليب يجعله أمامنا بصورة دائمة. إن الكتاب المقدس، كلمة الله نفسها، يمتليء بأوصاف غير مادية للمسيح تأسر خيالنا وتبهج أرواحنا. إنه هو نور العالم (يوحنا 1: 5)؛ وخبز الحياة (يوحنا 6: 32-33)؛ والماء الحي الذي يروي عطش نفوسنا (يوحنا 4: 14)؛ ورئيس كهنتنا الذي يشفع لنا أمام لدى الآب (عبرانيين 2: 17)؛ والراعي الصالح الذي يضع نفسه من أجل الخراف (يوحنا 10: 11، 14)؛ وحمل الله الذي بلا عيب (رؤيا 13: 8)؛ ورئيس إيماننا ومكمله (عبرانيين 12: 2)؛ وهو الطريق والحق والحياة (يوحنا 14: 6)؛ وصورة الله غير المرئي (كولوسي 1: 15). إن هذا المخلص أجمل بكثير من أي قطعة ورق موضوعة على حائط. تحكي المرسلة آيمي كارمايكل في كتابها "الرباط الذهبي" (Gold Cord) عن بيرينا الفتاة الهندية الصغيرة التي صارت مسيحية وعاشت في دار أيتام الآنسة كارمايكل. لم تكن بيرينا قد رأت صورة للمسيح، ولكن كانت الآنسة كارمايكل تصلي أن يعلن الروح القدس عن المسيح لكل من الفتيات الصغيرات، "فمن يستطيع أن يعلن ما هو إلهي غير الإله نفسه؟" وفي يوم ما وصل طرد إلى بيرينا من دولة أخرى. قامت بفتحه بحماس وأخرجت منه صورة للمسيح. سألت بيرينا ببراءة عمن يكون هذا، وعندما قيل لها انه يسوع، إنفجرت في البكاء. سألها أحدهم، "ما المشكلة؟"، "لماذا تبكي؟" كانت إجابة بيرينا وافية: "كنت أعتقد أنه أجمل من هذا بكثير" (صفحة 151). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 18368 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() من هو حبشي بك ميخائيل مفتاح ![]() تنحدر اصوله لعائلة قبطية عريقة من القرن السابع عشر وكان من عائلته الرهبان والاراخنة وعلماء الكنيسة مثل عريان بك مفتاح مؤلف الكتب وعالم اللغة القبطية والقمص بطرس مفتاح الانطوني وغيرهم حبشي بك تعلم في مدرسة الاقباط الكبري التي اسسها البابا كيرلس الرابع في منتصف القرن التاسع عشر وتعلم فيها مع اخيه مرقس بك مفتاح واصبح لهما دورا كبيرا في خدمة الاقباط فكان من مؤسسي جمعية التوفيق واخيه من مؤسسي الجمعية الخيرية الكبري وكان يملكان الاراضي والمال والحظوة وكان حبشي بك عضوا في المجلس الملي. ابن حبشي بك هو اشهر من درس وحفظ ووثق للالحان القبطية في القرن العشرين .ابنه هو الدكتور راغب مفتاح الذي عاش ١٠٣ عاما وسجل كل الالحان القبطية وكان والده يريده ان يدير الاراضي والممتلكات لكن راغب اختار طريقا اخر تنيح حبشي بك ميخائيل مفتاح سنة ١٩٣5 |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 18369 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الشموع تصير ثعابين ![]() يذكر ان احد ابناء قرية ميت دمسيس ان جدة الشيخ دخل مرة الكنيسة ليدفع ايجار ارض الوقف التي يستاجرها ف وجد شمع علي المنضدة امام باب الكنيسة فأخذ ثلاثة شمعات دون ان يستأذن او يلاحظة احد ووضعهم في جيبة وذهب الي بيتة وضعهم في الطاقة وفي المساء افتكر الشمع وناد علي حفيدة يا ولد هات شمع النصاري المحطوط في الطاقة ذهب الولد ليحضر الشمع وبمجرد ان وضع يدة في الطاقة صرخ جدي جدي حية التفت علي يدي واسرع الجد ليري فذهل مما رأي ثلاث حيات فأسرع الي كاهن الكنيسة واخبرة بالقصة فذهب الكاهن وصبي علي الشمع المسروق بشفاعة مارجرجس عاد الي طبيعتة وأعادة الشيخ الي الكنيسة بركة شفاعة مارجرجس تكون معنا |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 18370 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لمحة عن سيرة القديس اغناطيوس دي لويولا ![]() بمناسبة عيد القديس اغناطيوس، نقدم في سطور لمحة عن حياته مستوحاة بشكل خاص من المؤلف المعروف بـ “الذكريات الشخصية”، وهي آخر “مؤلف” للقديس وضع في ختام حياته نزولاً عند رغبة العديد من رفاقه، الذين خافوا أن يتركهم مؤسس الرهبنة اليسوعية، دون أن يترك لهم نصًا حميميًا يذكرهم ويكشف لهم سر الأنعام التي أفاضها الرب عليه. ما يميز هذه السيرة الذاتية أن اغناطيوس لم يكتبها بل سردها شفويًا للويس غونسالفس دا كامرا، خلال نزهاتهما ما بين 1553 و 1555. وكان يدون في نقاط ما يسمعه من اغناطيوس وحالما كانا ينتهيا من النزهة، كان يختلي في غرفته لكي يتوسع في النقاط حتى لا ينسى شيئًا. وحفظ دا كامرا طريقة سرد اغناطيوس الذي كان يستعمل تواضعًا صيغة الغائب. وتتميز السيرة أيضًا بأنها تسرد الخبرة الروحية العميقة واليومية العادية، ولا تتوقف على الأمور الفائقة التي تشكل للأسف قسمًا كبيرًا من الأدب السردي خصوصًا في سير القديسين، حيث يتم تقديم القديسين، ربما بسبب غيرة وحب فائض نحوهم، ككائنات خارقة الطبيعة، ظنًا من المؤلفين أن هذا الأمر يجعلهم محبوبين ومؤثرين أكثر، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك: فغالبًا ما تؤدي هذه القصص إلى خلق هوة عميقة بين القارئ والقديس، إذ يبدو هذا الأخير نجمًا عاليًا ورحيقًا “لم يُكتب لنا نحن الأرضيين الحقيرين أن نتشبه به”!! وهذا هو نقيض ما تقصد به الكنيسة عندما تقدم لنا القديسين: الشفاعة والقدوة. الشفاعة هي صلاة القديسين معنا ومن أجلنا كوننا جميعًا في جماعة القديسين؛ والقدوة هي اتباع أمثال القديسين في حياتنا وقراراتنا، وهو الشكل الأفضل لتكريمهم حقًا. النائبة الصائبة ولكن فلنعد إلى مقصدنا، يبدأ اغناطيوس سرد حياته ملخصًا السنوات الست والعشرين الأولى بالقول: “حتى السادسة والعشرين من عمره، انهمك في أباطيل العالم؛ وكانت هوايته المفضلة الفنون الحربية، تدفعه إليها رغبة عظيمة وباطلة لاكتساب الشهرة”. وخلال معركة ضد الفرنسيين في بامبلونا، أصابته قذيفة في إحدى ساقيه فكسرتها وجرحت الأخرى، واستسلم رفاقه للفرنسيين فأسروهم، ولكنهم عاملوه “بجميع أنواع المجاملة والصداقة”. وساءت حال إينيغو (اسمه الحقيقي قبيل اختياره لاسم اغناطيوس نظرًا لتكريمه وإعجابه بالقديس اغناطيوس الأنطاكي الشهيد) الصحية وبعد عدة عمليات كانت صحته ضعيفة جدًا ولم يكن يقوى على النهوض فلازم الفراش. إن اغناطيوس يبدأ السرد بهذا الخبر لأنه الحدث الذي وضعه أمام نفسه، فبعد أن كان تائهًا وراء أحلام العظمة البشرية، يحلم بخدمة البلاط الملكي، وبسيرة راقية فيه، أصيب إصابة صائبة حملته إلى الدخول إلى أعماق كيانه ليصغي لعطشه إلى المجد الحق لا الباطل والزائل. أصيب، وقرأ الإصابة كوسيلة في يد الله، لأنه بجرحه نال الشفاء من جرح أعمق، جرح العيش الباطل. مدرسة التمييز الروحي خلال فترة النقاهة الطويلة أراد إيجينو أن يملأ فراغ وقته بقراءة الكتب التي كانت مولعًا بها أي روايات الفروسية، ولكنهم لم يجدوا في البيت الذي كان فيه كتابًا واحدًا من الكتب التي كان يطالعها فأتوه بكتاب “حياة المسيح” للراهب الشرتوزي لودولف الساكسي وكتاب آخر عن سير القديسين للراهب الدوينيكي كاد دي فورجين. ويخبر اغناطيوس في سيرته أنه كان “يكثر القراءة في هذه الكتب ويشعر ببعض الانجذاب إلى ما ترويه ( ذكريات شخصية، 6). وكان عندما يتوقف عن القراءة يفكر تارة بما قرأه وتارة بأمور العالم التي كان اعتاد أن يصب كل اهتمامه عليها. وكانت مخيلته الخلاقة تحمله إلى قضاء الساعات في تخيل ما قد يكون في خدمة إحدى السيدات، والأشعار التي سينشدها. ومن ناحية أخرى كانت تخطر له أفكار لدى قراءته سير القديسين و “حياة المسيح”: “ماذا لو فعلت ما فعله القديس فرنسيس، أو ما فعله القديس عبد الأحد؟” (ذكريات شخصية، 7). وبهذا الشكل كانت تتنواب في قلبه سلسلة من الخيالات تحمله تارة إلى التفكير بالاقتداء بالقديسين وطورًا إلى التفكير بالمجد العالمي والشهرة، وكانت هذه الأفكار جميعها تحمل إلى قلبه شعورًا باللذة عندما كان يفكر بها. إلا أن اغناطيوس يوضح أنه كان هناك فرق: “ففي التفكير بأمور العالم كان يجد لذة عظيمة؛ فإذا تركها عن سأم، بقي يابس النفس وعديم الانبساط. وبالعكس، لدى تفكيره في الحج إلى أورشليم حافي القدمين، مكتفيًا بأكل الأعشاب وممارسًا سائر أنواع التقشف التي رأى القديسين يمارسونها، كان لا يجد انبساطًا فحسب، بل يستمر مرتاحًا ومسرورًا، حتى بعد تركه إياها” (ذكريات شخصية، 8). وعليه، الفرق لم يكن خلال خبرات التخيل بل بعد ذلك، وبهذا الشكل بدأ ايجينو يفهم أن الثمار ودوامها هو دليل أولي على مصدر الأفكار، أو ما يسميه هو “الأرواح”. وهذا الأمر أدركه رويدًا رويدًا فبدأ يستنتج من خلال الأفكار التي تتركه حزينًا بعد مرورها، والأفكار التي تتركه فرحًا بعد عيشها، أن هناك “أرواح مختلفة تحركنا”: روح الشيطان وروح الله. وبدأ اغناطيوس في تلك الفترة مسيرة توبته الشخصية، منطلقًا من إدراك عطش قلبه الحق، والإصغاء لهذا العطش حمله إلى التخلي رويدًا رويدًا عن الأحلام الباطلة، والتمسك بالرغبات العميقة في قلبه: رغبة القداسة والاقتداء بالقديسين. ونضجت في قلب اغناطيوس الرغبة بالتكرس لخدمة الرب، وقرر أن يحج إلى أورشليم بعد شفائه، مزمعًا بعد عودته أن يعتزل في دير للشرتوزيين بأشبيليا. حياتي لحظة وبعد شفائه بدأ مسيرته قاصدًا أورشليم، وتوقف ليلة في مونسراتا، وقضى الليل في الصلاة وقرر أن يخلع ملابسه العادية ليرتدي أسلحة يسوع المسيح مكرسًا نفسه كفارس للمسيح، ومن ثم وصل إلى مانريسا، حيث أقام يستعطي كل يوم ولا يأكل لحمًا ولا يشرب خمرًا، ويعيش سيرة تقشف كبيرة. وهناك راودته فكرة لازمته وأزعجته مصورة له مشقة العيشة التي اختارها كأن قائلاً يقول له في أعماق كيانه: “كيف ستستطيع احتمال هذه العيشة طوال السنوات السبعين الباقية من عمرك؟”. وشعر اغناطيوس أن هذه الفكرة صادرة عن العدو فقال في قلبه: “أيها الشقي، هل في قدرتك أنت أن تعدني بساعة واحدة في الحياة؟”. تعلمنا خبرة اغناطيوس هذه حكمة روحية بالغة مارسها وعاشها آباء الصحراء، فكان أنطونيوس الكبير على سبيل المثال يقول: “عندما تستيقظ قل لنفسك، لن أبلغ المساء، وعند رقادك قل: لن أرى نور الفجر”. قد يرى أحد ما في هذا المبدأ موقفًا متشائمًا نحو الحياة، ولكن الحق هو عكس ذلك. فتوهمنا بأننا سنعيش طويلاً وكثيرًا يحرمنا من الانتباه الحق نحو أهمية اللحظة الحالية، بينما “فكرة الموت” المأخوذة لا كحد للحياة بل كحجر مقارنة، تساعدنا على إدراك قيمة الزمان. بهذا المعنى يقول المزمور 90: “علمنا أن نعد أيامنا، فنصل إلى حكمة القلب”، ويقول سفر ابن سيراخ: “اذكر أواخرك فلن تخطئ”. الهيام بناسوت المسيح وزاول اغناطيوس عيشة نسكية مديدة، فكان يقضي يوميًا سبع ساعات في التأمل وفي مانريسا كتب كتابه الشهير “الرياضات الروحية” وهي عبارة عن تدوين لخبرة الصلاة التي عاشها ليشرك بها الآخرين، الذين منذ ذلك الحين كانوا يعتبرونه قديسًا وكانوا يأتون إليه للمشورة. وتوالت الخبرات الصوفية، والرؤى. وتابع مسيرته إلى أورشليم مارًا بروما، ووصل إلى يافا عن طريق قبرص واتجه إلى أورشليم وزار الأماكن التي مشى، وعاش، وتألم ومات وقام فيها المسيح. كان اغناطيوس مولعًا بحب ناسوت المسيح ويورد خبرًا يبين حبه الذي قد يبدو مبالغًا به، ولكنه بالحقيقة يعبر عن إيمان صلب في واقع التجسد، الذي ليس فكرة فلسفية تميز المسيحية بل واقعًا تاريخيًا واقع حب مجنون دفع الله إلى اعتناق ناسوتنا. يورد العدد 47 من الذكريات الشخصية زيارة اغناطيوس إلى الحجر الذي يقال أن ربنا انطلق منه إلى السماء في جبل الزيتون، وما زالت هناك آثار أقدامه على الحجار. ثم ذهب إلى بيت فاجي “وهناك تذكر أنه لم يفحص جيدًا من أية ناحية كانت قدما المسيح اليمنى واليسرى” فعاد لكي يفحص الموقع! يشرح مترجمو الكتاب إلى العربية أن هذه التفاصيل ليست من باب التقوى فقط، بل إن المسيح قد أرسل تلاميذه قبل صعوده من بستان الزيتون (واغناطيوس يختم الرياضات الروحية بالإرسال – رياضات روحية عدد 312)، ولذا أراد أن يعرف اتجاه الإرسال، لأنه لم يكن يريد أن يبقى في أورشليم، وشاء أن يذهب إلى مكان آخر يخدم فيه النفوس. بعد عودته من أورشليم قرر أن يدرس لأنه أدرك أنه يستطيع بهذا الشكل أن يساعد النفوس بشكل أفضل، ودرس الفلسفة واللاهوت في باريس التي أمّها “وحده سيرًا على الأقدام” ووصلها في فبراير 1528. وخلال فترة الدراسة كان يلقي الرياضات الروحية على العديد من الأشخاص، وخلال هذه الفترة بدأ يلتف حوله جمع من الرفاق، من بينهم فرنسيسكو كسافييروس وبدور فاقر اجتذبهما إلى خدمة الله معه بواسطة الرياضات الروحية، وقرروا أن يسموا أنفسهم “رفقة يسوع” (societas Jesu). وسيم اغناطيوس كاهنًا وكان يريد أن يحتفل بقداسه الأول بعد استعداد دام سنة كاملة في الأراضي المقدسة، إلا أنه لم يتمكن من تحقيق رغبته فاحتفل بالقداس في روما، في بازيليك مريم الكبرى في كابيل تقوم شرق ما يقول التقليد أنه مذود بيت لحم. وبعد الكثير من المصاعب والاضطهادات قام البابا بالمصادقة على الرهبنة التي أسسها اغناطيوس، وقد كتب قوانينها فقط بعد إقامة القداس الإلهي اليومي، وعرض موضوع بحثه على الله، والتأمل به خلال وقت التأمل (راجع ذكريات شخصية، 101). خاتمة إن كتاب ذكريات اغناطيوس هو كتيب صغير، ونعرف القليل القليل مما عاشه اغناطيوس حقًا، وفي هذه السطور اليسيرة عرضنا لمحات قصيرة عن سيرة هذا القديس العظيم الذي ساهم حقًا بإعطاء المسيحية بشكل عام والكنيسة الكاثوليكية بشكل خاص مدرسة في الفكر من خلال رهبنته ومدرسة في القداسة من خلال رياضاته. ومن الطبيعي أن نعرف القليل عن القديسين، فسرهم هو حياتهم الخفية مع المسيح في الله، وقد قال بعدل الأب خوان بولانكو في سرده لموت القديس اغناطيوس: “كان يعتبر نفسه حقيرًا، ولأنه لم يكن يريد أن تضع الرهبانية ثقتها في أحد غير ربنا، فقد ترك هذا العالم كما يتركه عامة الناس. وربما نال من الله نعمة عدم ظهور أية علامة حسية عند موته، لأنه لم يكن يريد سوى تمجيده تعالى”. ويضيف: “وهكذا كانت حياته، فقد اعتاد أن يخفي هبات الله السرية إلا بعضها التي كان يعزم على إظهارها لبنيان الآخرين”. هلا أسهمت هذه المقالة بإيقاظ الرغبة عينها التي شعر بها اغناطيوس للاقتداء بالقديسين، فيكون لنا عيده مناسبة تطابق قصد الكنيسة في تكريم الأصفياء: أن نقتدي بهم لأنهم اقتدوا بيسوع المسيح، قدوس الله، فيكون وجودنا كما كان يردد اغناطيوس “لمجد الله الأعظم”. نختم المقالة بصلاة كان اغناطيوس يرددها غالبًا: “ربي تقبل ذاكرتي وعقلي وإرادتي. كل ما أملك هو منك، كل ما لدي هو منك. أنت أعطيتنيه وإليك أعيده ربي وأستودعه بين يديك، هبني حبك، هبني نعمتك القدوسة ففيهما غناي وليس لي من مطلب سواهما يا إلهي”. |
||||