![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 137171 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() “يا ساتر” هي أولوية إذا نزلت إلى الشارع، وطرحت على المارة سؤالاً بسيطًا: ما الذي تريده من الحياة، المال أم المركز أم الشهرة؟ لاكتشفت أن الغالبية العظمى من الناس ستختار إجابة رابعة؛ وهي: “أريد فقط الصحة والستر”. فالكثيرون يفضلون الصحة والستر على كل صنوف المال والجاه، التي لا تساوي شيئًا إذا جاءت لشخص مريض أو شخص مفضوح بين الناس. وليس الفرد فقط، بل حتى الدول والحكومات تضع الستر كأولوية أولى لها، فهي تخطط “لساتر مالي” يحمي اقتصادها، وتصرف المليارات لعمل “ساتر جوي” يحميها في الحروب... فالكل (أفرادًا وحكومات) يصرخون: يا ساتر! |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 137172 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() “يا ساتر” هي احتياج الستر بالنسبة لكثيرين يأتي بمعنيين كبيرين، هما “عدم العار (أو عدم الفضيحة)” و“عدم الخطر”. بالنسبة للعار فالإنسان لا يكترث بمستوى دخله مهما كان بسيطًا، ولكن إذا وصل إلى درجة الاستدانة من الآخرين، أصبح الأمر بالنسبة له عارًا كبيرًا. وبما أنه إلى الآن تنتشر جرائم الشرف والثأر تحت اسم محو العار وستر الفضيحة، فالإنسان محتاج أن يطلب الستر منه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 137173 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() “يا ساتر” هي قصة دعنا نعود لقصة أبينا آدم وأمنا حواء، لنعرف ما هو أصل الحكاية. فقد كان جَدَّانا يتمتعان بكل أشكال الراحة والرفاهية، وكانا يستمتعان برفقة الله شخصيًا لهما، لذا فكانت فكرة الستر والصحة بعيدة تمامًا عن مخيلتهما، فلا أخطار أو حوادث تستدعي الستر، ولا ملوثات أو مبيدات مُسرطِنة تدمر الصحة! ولكن ومع دخول الخطية في تكوين3 دخل معها أكبر عار يفضح الإنسان، فالكتاب المقدس يقول: «عار الشعوب الخطية» (أمثال14: 34)، فصرخ آدم: «... خشيت، لأني عريان فاختبأت» (تكوين3: 10). وهنا تمكن العار من فضح الإنسان أمام زوجته، وأمام نفسه، والأهم أمام إلهه. وبدخول الخطية أيضًا وصل إلى الإنسان أكبر خطر؛ وهو الموت، عندما قال الرب الإله لآدم: «... لأنك تراب وإلى تراب تعود» (تكوين3: 19). ومن هنا صار هذان العدوان (العار والخطر) يلاحقان البشرية لآلاف السنين، وفشلت معهما جميع محاولات الستر الوهمية، مثل “الستر بالمآزر” التي استخدمها آدم وامرأته (تكوين3: 7)، و“الستر بالدفن” التي استخدمها قايين فكان أول من يدفن جثة بعد قتلها (تكوين4: 10)، واستمر الناس في تقليدهم أو اختراع طرق جديدة، مثل التأمين والادخار والتنبؤ بالكوارث، ولكن هيهات، فما زال الإنسان ينتظر حلاًّ إلهيًّا، وما زال يصرخ من قلبه: يا ساتر! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 137174 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() “يا ساتر” هي نعمة بالفعل كان عند الله الحل الحقيقي والشامل والجذري، بالنعمة، لمشكلتي العار والخطر التي جلبتهما الخطية للإنسان، فبالنسبة للعار أرسل الله ابنه الوحيد الرب يسوع المسيح، ليحتمل عار كل البشر على الصليب (مزمور69: 7؛ 22: 6)، وبذلك خلّص البشرية من العار الأبدي والأدبي، الذي ظل يلاحقهم من قديم الزمان، وستر الإنسان أمام الله وأمام الناس وأمام نفسه، وكم كلَّفه هذا! أما بالنسبة للخطر، فقد ستر المسيح الإنسان من أكبر خطر ينتظره، وهو الموت، ليس فقط الموت الجسدي الذي تجده في كل لوحة مرسوم عليها جمجمة ومكتوب عليها “خطر الموت”، ولكن الأهم هو الموت الأبدي، فهو الذي «أطاع حتى الموت؛ موت صليب» (فيلبي2: 8). فالموت لم يصبح خطرًا يهدد حياة المؤمن الحقيقي بالمسيح ويفسد عليه استمتاعه بالحياة، ولكنه أصبح “ربحًا” له (فيلبي1: 21). وبذلك أمكن للإنسان أن يكون مستورًا أمام الله أبديًّا، «طوبى للذين غُفِرت آثامهم وسُتِرت خطاياهم، طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية» (رومية4: 7، 8؛ اقرأ مزمور91). فيا له من حل إلهي شامل، يستحق أن يطلبه الإنسان قائلاً: يا ساتر! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 137175 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() “يا ساتر” هي فرصة يظن الناس أنه في كل مرة يصرخون الله قائلين: “يا ساتر يا رب”، فإنه سيسمعهم وينقذهم من أي عار أو خطر يواجهونه بسبب طيبته ورأفته ورقته، وهذا صحيح ولكن ليس كله؛ فالكتاب المقدس يكلمنا عن وقت من الأوقات سيصرخ الناس بمختلف لغاتهم: «يقولون للجبال والصخور: اسقطي علينا وأخفينا (استرينا) عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف. لأنه جاء يوم غضبه العظيم، ومن يستطيع الوقوف؟!» (رؤيا6: 16، 17). ولكن لن يستمع لهم الله، إذًا فستر الله على قدر ما هو عظيم ومجاني ومتاح، ولكنه إلى وقت محدد، فهو فرصة غالية؛ إذا ضاعت منك الآن لن تأتيك ثانيةً! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 137176 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إن كان يلاحقك عار أو فضيحة من أي نوع أو من أي شخص، أو إن كنت تخاف من أي مرض أو موت أو خطر قادم، أو إن فقدت استمتاعك بالحياة لأنك تطلب الستر والصحة ولا تجدهما؛ ها هي الفرصة بين يديك: أن تختبر الستر الحقيقي الذي قدَّمه المسيح لأجلك، فرصة أن تضع حياتك وبيتك وعائلتك في أعظم ستر لن تجد له مثيل، وتقول مع داود النبي «أنت ستر لي» (مزمور32: 7)! أدعوك معي أن تردد كلمة “يا ساتر” ولكن من منطلق جديد، وبمعني جديد، ولقصد جديد: يا ساتر من ذنوبي وآثامي ومن شروري وعار الخطية يا ساتر من آلامي وضيقاتي وأخطار موت نفسي الأبدية يا ساتر ده كان بفضلك، وموتك وصلبك، ومحبتك العظيمة الأبدية يا ساتر ها أقولها لك بجد ومن قلبي، والفرصة مش هأضيعها تاني من إيديَّ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 137177 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() نشأته: يوحنا المعمدان تربّى يوحنا في بيت تقي ترك فيه أعمق الأثر؛ فقد قيل عن زكريا وأليصابات: «كان كلاهما بارين أمام الله، سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم» (لوقا1: 6). هذان الوالدان عاشا حياة التقوى الحقيقية في زمن رديء وشرير، وكانت حياتهما شهادة قوية ضد العصر الذي يعيشان فيه. وبلا شك أن يوحنا تشرَّب من روحهما، لذا عاش حياته شاهدًا بقوة ضد الفساد المحيط به. والكتاب لا يذكر عن الثلاثين السنة الأولى من حياته سوى عبارة واحدة: «أما الصبي فكان ينمو ويتقوى بالروح، وكان في البراري إلى يوم ظهوره لإسرائيل» (لوقا1: 80). هل كان لوجوده في البراري أثر على حياته وخدمته؟ بلا شك! فمن أين تعلم البساطة التامة في الطعام والثياب؟ إذ كان يلبس وَبَر إلابل ومَنْطَقَة من جلد على حقوية ويأكل جرادًا وعسلاً بريًّا. لقد حرَّرته حياة العزلة والاختلاء مع الله فترات طويلة من كل إغراء أو خوف، وأعطته جرأة فائقة في خدمته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 137178 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() شجاعته: تميَّز يوحنا بشجاعة نادرة، ففي خدمته لم يتملق أحدًا؛ كبيرًا أو صغيرًا، كما سنرى. أتى إليه كثيرون من الفريسيين والصدوقيين ليعتمدوا منه، فإذ به يواجههم بالقول: «يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي؟». لقد لاحظ أن ليس قلوب الجميع مستقيمة، إذ كان بعضهم مرائين يتظاهرون بالتوبة دون رغبة حقيقية في تغيير المسار، لذا طالبهم أن يظهروا ثمار التوبة وحذَّرهم من خداع الادعاء الديني: «ولا تبتدئوا تقولون في أنفسكم لنا إبراهيم أبًا لأني أقول لكم إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادًا لإبراهيم» (متى3: 7-9). وهذا ما حدث فعلاً إذ نحَّاهم الله جانبًا وأقام الأمم بدلاً منهم. يوحنا المعمدان أما عن شجاعته مع هيرودس الملك فلم تكن أقل، فلسبب فساد هيرودس اتَّخذ هيروديا امرأة فيلبس أخيه زوجة له، ناهيك عن شروره الكثيرة التي كان يفعلها. وكان يوحنا يواجهه كالأسد ويزأر في وجهه: «لا يحل أن تكون لك!» (مرقس6: 18). يا للروعة! يا للأمانة! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 137179 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() شهادة يوحنا للمسيح: كان يوحنا يدرك تمامًا أنه مُرسَل لخدمة خاصة وهو الذي تنبأ عنه ملاخي: «هأنذا أرسل ملاكي فيهيِّئ الطريق أمامي» (ملاخي3: 1). لذا قال للجموع: «أنا أعمدكم بماء ولكن يأتي من هو أقوى مني، الذي لست أهلاً أن أحل سيور حذائه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار» (لوقا3: 16). أرسل اليهود من أورشليم كهنة ولاويين ليسألوه: "من أنت؟" فكانت إجابته: «أنا صوتُ صارخٍ في البرية» مُقتَبِسًا ما جاء عنه في نبوَّة إشعياء4: 3. لم يرَ في نفسه أكثر من مجرد صوت لصارخ في البرية، لم يلفت النظر لنفسه أو خدمته التي كانت قد هزت أرجاء البلاد كلها. لما رأى المسيح مقبلاً إليه قال: «هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم»، ولما رأه ماشيًا بعد ذلك قال: «هوذا حمل الله» (يوحنا1:29، 36). وسمعه اثنان من تلاميذه، فتبعا يسوع وتركاه. بحسب الظاهر خسر يوحنا تلميذين لكنه سُرَّ برؤيتهما يتبعان يسوع. وفي مناسبة أخرى جاء إليه بعض تلاميذه وبعض اليهود وأخبروه أن المسيح يعمِّد وأن الجميع يأتون إليه. ترُى كيف كان رد فعله؟ إن كلماته التالية تكشف عمَّا كان في قلبه نحو المسيح: «لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئًا إن لم يكن قد أُعطي من السماء. من له العروس فهو العريس. وأما صديق العريس، الذي يقف ويسمعه، فيفرح فرحًا من أجل صوت العريس. إذا فرحي هذا قد كمل. ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص» (يوحنا3: 27-30). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 137180 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() شك يوحنا: ألقى هيرودس يوحنا في السجن لسبب توبيخه إياه على شروره الكثيرة، حيث بقي يوحنا شهورًا عديدة هناك، وفي أعماق السجن كانت انتظاراته مُعَلَّقة على المسيح لينقذه مما هو فيه، وطال الزمان دون أن تظهر أدنى بادرة لنجاته؛ فأرسل إلى السيد اثنين من تلاميذه قائلاً: «أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟» (متى 11). لقد تعرضت نفسه لغيمة كثيفة من الشك، وربما نتساءل: هل من الممكن لبطل مثل يوحنا المعمدان أن يجتاز في مثل هذه الحالة؟ نعم! لقد تعرض إيليا قبله للشك، وتعرض بطرس بعده. إنها صورة لنا نحن الذين نتعرض كثيرًا للشك رغم كل ما يعمله الرب معنا من معجزات كثيرة. |
||||